الإنترنت ما لها وما عليها 1إن موضوع شبكة العنكبوت التي يسمونها بالإنترنت من الموضوعات العصرية العجيبة، الإنترنت وما أدراك ما الإنترنت لشيوعها وعظمها، حتى عدها بعضهم أعظم اختراع في القرن العشرين، وإنني كلما تأملت هذه الشبكة لا ينقضي عجبي وأنا أقارنها بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، حيث قال: حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن سعيد بن سمعان، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن، ويكثر الكذب، وتتقارب الأسواق، ويتقارب الزمان، ويكثر الهرج، قيل: وما الهرج؟ قال: القتل. قال الهيتمي رحمه الله: رجاله رجال الصحيح غير سعيد ابن سمعان وهو ثقة كما في مجمع الزوائد، ويلفت النظر في هذا الحديث قوله عليه الصلاة والسلام: ويتقارب الزمان .... المزيد |
الأمن من منظور شرعيإن الأمن نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى، وظهرت منته بها على قريش لما قال: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}، وامتن بها أيضًا على أهل مكة لما قال لهم: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ }، ولا شك أن رجال الأمن الذين يقومون بالمحافظة عليه والسهر والرعاية من أجل تحقيقة وتطبيقه وإقامته، هؤلاء أولى الناس بالرعاية في هذا الجانب؛ لأن المجتمع بلا رجال يحمون الأمن ويسهرون على تحقيقه يكون مجتمعًا متسيبًا تنتشر فيه الجرائم ويعم فيه الخوف، ولذلك كان لابد من الاعتناء برجال الأمن لأجل القيام على هذا الأمن. وفي هذا الحديث سنتعرض إن شاء الله لموضوع الأمن والشرطة، وبعض الأمور الشرعية المتعلقة بهذا الجانب مع ذكر بعض الأمور الواقعية، أيضًا بالإضافة لبعض الفتاوى المتعلقة بحالات تمر عليهم أو تمر بهم .... المزيد |
الاستشارة في حياة المسلم 2واحد قرأ ثلاث فتاوى لثلاثة مشايخ فيها آراء مختلفة، حاول يدور في الأدلة ما استطاع، ماذا يفعل؟ يقلد الآن، طبعًا نرجع نقول: إذا كانت القضية شرعية الأعلم بالشريعة، إذا كانت القضية تخصص دراسي، الأعلم بالتخصصات بواقعك أنت بشخصيتك أنت، تأخذ برأيه فتقلده إذا تضاربت عندك الآراء، ولذلك نحن ماذا قلنا، الآن العالم، طبعًأ يؤخذ بالأعلم، إذا كانت القضية تتعلق بالواقع يؤخذ برأي الأقرب، أوعاهم أكثرهم رأيا بالواقع، والذي يعرف أصول الإسلام، ويثق فيه أكثر، وبعبارة أخرى، يأخذ من تجتمع فيه شروط المستشار أكثر من غيره .... المزيد |
الاستشارة في حياة المسلم 1تكمن أهمية هذا الموضوع في عدة نقاط، منها: أن هذا أدب إسلامي عظيم حصل فيه نوع من التفريط بين المسلمين، وهذا الأدب يعكس جوانب من عظمة هذا الدين في ترابط أفراد المجتمع الواحد المجتمع الإسلامي، وهو كذلك مهم في ضبط الأمور ومنع الفوضى التي قد تحصل نتيجة لبعض الآراء التي لا تكون ضمن الطريق الصحيح، وكذلك تمنع حدوث كثير من الكوارث الفكرية وغيرها، نتيجة بعض الآراء الشاذة التي لا يخلو منها بعض أذهان الناس، وسيكون الحديث مركزًا حول نقاط وهي: ما هي الاستشارة، لماذا نستشير، أهمية الاستشارة، أين نستشير ما هي مجالات الاستشارة، من نستشير، ما هي صفات المستشار، من الذي يستشير، وكيف نستشير، ومتى نستشير، وأخيرًا: ما هي موانع الاستشارة؟ .... المزيد |
اغتنم فراغك قبل شغلكالحمد لله القائل في كتابه ممتنًا على عباده: و{وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}، فإذا هذه الشمس وهذا القمر وهذا الليل وهذا النهار من نعم الله، ولو لم يكن هناك ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر، ولم يكن هناك زمن يقض فيه العباد أعمالهم، فكيف سيكون الحال؟ ولذلك كان هذا الزمن نعمة من نعم الله، جعله الله ليستفيد منه العباد، {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا}، جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يتذكر أو أراد شكورًا، ولذلك لما كان هذا الزمان نعمة مسؤول عنها العبد، كانت محاسبة الله للكفار شديدة، فإن الله يؤنبهم يوم القيامة، لما أعطاهم العمر المديد، ففرطوا فيه، قال الله عز وجل: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا - العذاب - فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ}، تأنيب أولم نعمركم في الدنيا، ولكن ليست هناك منفعة ولا تذكر أحد ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير، ومدح الله المؤمنين عندما يدخلون الجنة {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا - بأي شيء؟ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} يعني معناها أنهم استغلوا الأيام وصاموا فيها، وعبدوا الله فيها، ولذلك يوم القيامة في الجنة كوفئوا على هذا الاستغلال للوقت .... المزيد |
اعمل شيئاً للإسلاممن الأمور المتعلقة بالعمل للإسلام أن يقوم كل واحد منا باستدراك النقص الحاصل في شخصيته، وأن يتصف بالصفات المهمة التي تساعده على أداء المهمة، وأن يقوم لله بالواجب، ولا شك أن في شخصياتنا نقصًا كثيرًا، وهناك صفات مفتقدة أو ضعيفة في بعض الأشخاص، ونريد أن نتعرف على بعض هذه الصفات التي لابد لنا أن نأخذ بها أنفسنا وأن نكملها فيها، وأن نقويها ونزيد منها حتى تكون هذه الشخصيات شخصياتنا قادرة على القيام بالواجب، والفاء بالمستحق عليها، إن مما نجد فيه ضعفًا في شخصياتنا مسألة التعلم للتنفيذ، والسؤال لأجل التطبيق، وإذا تأملنا في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجدنا أن أسئلتهم دالة على أنهم يريدون فعلا أن يتعلموا للتنفيذ، وأن يتلقوا لكي يعملوا العلم والعمل، فانظر معي أخي في هذه الأحاديث التي جاءت في أسئلة الصحابة رضوان الله عليهم مما وجهوه إلى النبي عليه الصلاة والسلام في مناسبات مختلفة لكي نتيقن ويتضح لدينا فعلا أن القوم كانت عندهم النهمة للعمل ليس فقط للتعلم .... المزيد |
أعمال القلوب في أوقات الشدةإنه لما كان لابد للمسلم أن يجتمع بإخوانه ليذكر الله وإياهم، خصوصًا في أوقات الشدة التي يحتاج فيها الناس كثيرًا للتبصرة والتذكرة، التبصير بما يجب عليهم أن يعملوه، والتذكير بما ينبغي عليهم أن يتذكروه، إن تصرفاتنا وحركاتنا وسكناتنا ينبغي أن تكون لله رب العالمين، إن تحركات المسلم ليست تحركات طائشة، وإن تصرفات المسلم ليست تصرفات هوجاء، لأنها يجب أن تكون منضبطة بنور هذه الشريعة، وينبغي أن يكون نور الوحيين هو الذي يعمل عمله وفعله في قلوب الناس في أوقات الشدائد، وإذا كان للجوارح أعمال كالصلاة والحج والجهاد، فإن للقلوب أعمالاً أعظم من ذلك بكثير؛ لأن عمل القلب ينبني عليه صلاح عمل الجوارح أو فسادها، ولذلك فينبغي للمسلم أن يهتم بقلبه جدًا في أوقات المحن، ونحن نمر ولا شك بمحنة وإن الحوادث من حولنا توجب علينا أن نكون أكثر بصيرة من ذي قبل، وينبغي أن تكون قلوب المسلمين حية؛ لأن القلب الميت لا خير في صاحبه .... المزيد |
وقاية المؤمنين من همزات الشياطينالشياطين لها طرق تظهر فيها عداوتها للمؤمنين وتلبيسها، ويظهر فيها أيضاً محاولة الانحراف بالمسلمين عن شريعة الله عز وجل، ولذلك يقول الله تعالى في القرآن محذراً لهذا الموضوع: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} [البقرة: 208]. العداوة بيننا وبين الشياطين قديمة جداً، ليست حديثة في هذا العصر، ولا في بعثة الرسول ﷺ، ولكن قديمة جداً بقدم البشرية، فكان أول عدو لأبينا آدم عليه السلام وزوجه هو: إبليس -لعنه الله-. العداوة بيننا وبينه قائمة منذ زمن بعيد، منذ قدم البشرية. .... المزيد |
مواقف تربوية مؤثرة من سيرة العلماء"إن الله سبحانه وتعالى قد طلب منا أن نكون ربانيين {كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ}، والرباني هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره، وهذه الأمة علماؤها الذين ساروا على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، علماء ربانيون، مواقفهم تربي الناس، ما هو الموقف التربوي أيها الإخوة؟ هو كلمات أو تصرفات يقوم بها العالم أو طالب العلم أو الداعية، أو مسلم من المسلمين، صاحب نية حسنة، ينفع الله بها، تستقر في النفوس، تعمل عملها في النفوس، وأبدأ بكلام لابن الجوزي رحمه الله، يبين هذا المفهوم، يقول رحمه الله في صيد الخاطر، معبرًا عن تأثره الشخصي بهذه القضية، قال: ولقيت جماعة من علماء الحديث لقيت مشايخ أحوالهم مختلفةٌ، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم، وكان أنفعهم لي في صحبة العاملُ منهم بعلمه، وإن كان غيره أعلم منه، ولقيت جماعةً من أهل الحديث يحفظون، ويعرفون، ولكنهم كانوا يتسامحون في غيبةٍ يخرجونها مخرج جرحٍ وتعديلٍ، ويأخذون على قراءة الحديث أجرة، ويُسرعون بالجواب؛ لئلاَّ ينكسر الجاه، وإن وقع خطأ. ولقيت عبدالوهَّاب الأنماطي، فكان على قانون السلف؛ لم يُسْمَع في مجلِسهِ غيبةٌ، ولا كان يطلبُ أجراً على سماع الحديث، وكنتُ إذا قرأتُ عليه أحاديث الرقائق بكى، واتَّصل بكاؤه، فكان وأنا صغير السنِّ حينئذٍ يعملُ بكاؤه في قلبي، ويبني قواعد الأدب في نفسي، وهذا هو الشاهد: يعملُ بكاؤه في قلبي، ويبني قواعد الأدب في نفسي، وكان على سمت المشايخ الذين سمعنا أوصافهم في النقل، ولقيت أبا منصور الجواليقي، فكان كثير الصمت، شديد التحرِّي فيما يقول، متقناً محقِّقاً، ورُبَّما سُئل المسألة الظاهرة التي يبادر بجوابها بعض غلمانه فيتوقَّف فيها حتى يتيقَّن، وكان كثير الصوم، والصمت، فانتفعت برؤية هذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما، ففهمتُ من هذه الحالة: أنَّ الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول." .... المزيد |
مكائد من تلبيس إبليسخلق الله سبحانه وتعالى خلقه وابتدأ خلق البشر بخلق ابيهم آدم عليه السلام، وكان من خلقه عز وجل الجن ومردتهم الشياطين، وعلى رأسهم إبليس لعنه الله، واقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن يخلق إبليس؛ ليبلو عباده بهذا الشيطان، فينظر كيف يعملون، فمن أطاع إبليس ذهب معه إلى دار العقاب، ومن عصاه نجا بنفسه إلى دار الثواب، ولقد أخذ إبليس العهد على نفسه منذ أن خلق الله أبانا آدم بإضلال البشر، وإضلال سلالة آدم عليه السلام، فقال الله سبحانه وتعالى عن هذا العدو الخبيث: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}، وقال الله سبحانه وتعالى: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا * لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا} .... المزيد |