الصبر على طاعة اللهالموضوع الذي سنتحدث عنه إن شاء الله موضوع مهم جدًا، وإذا تأملت معي يا أخي المسلم أهمية هذا الموضوع في الحياة التي نحياها الآن لوجدته أمرًا ذا بال، أمرًا خطيرًا جدًا، نحن الآن أيها الإخوة عندما نؤدي هذه الأركان، وهذه العبادات لله عز وجل يشعر الإنسان المسلم أحيانًا بأنه متثاقل وهو يؤدي هذه العبادات، يشعر بأن عليه مشقة كبيرة جدًا في أداء صلاة الفجر وأداء صلاة الجماعة في المسجد، كل صلاة يؤديها في المسجد، وهو يخرج الصدقات والزكوات يحس بأن نفسه تجذبه، أو بأنه يجاهد نفسه لكي يخرج هذه الأموال، فيشعر بمشقة، وكذلك إذا دعى داعي الجهاد في سبيل الله وجدت الأمر صعبًا، وكذلك إذا جاء الإنسان المسلم الذي هداه الله عز وجل ليستقيم على شرع الله ويلتزم بأحكام الله، وجد المجتمع يؤذيه من كل جانب، ووجد أقرب الناس إليه وأحب الناس إليه يؤذونه ويثبطونه عن المضي في هذا الطريق، وإمرأة مسلمة هداها الله للإسلام تريد أن تلتزم بالحجاب تحس بأن الإلتزام بالحجاب صعب جدًا، وتاجر مسلم يريد أن يطهر أمواله من الربا، وينقيها من الحرام، يحس بأن هذا العمل شاق وصعب وشديد، الإنسان مع إخوانه في الله وهو يعيش معهم قد ينزغ الشيطان بينهم في أشياء كثيرة، وتعاملات عديدة .... المزيد |
الشهوة الخفية حب الرئاسة والشهرة 2أما القسم الثاني وهو حب الشهرة، وقد ذكرت أن له ارتباط بالقسم الأول ارتباطًا وثيقًا حب الشهرة والصبت، هذا المرض موجود في نفوس الكثيرين، وهذا المرض موجود عند الفسقة، وقد يكون موجودًا أيضًا عند بعض أهل الدين، فعند الفسقة الآن هناك شيء اسمه عالم الأضواء وعالم الشهرة، ويقال فلان أو فلانة من الممثلين والممثلات دخلت عالم الشهرة بفيلم كذا، وفلانة من المغنيات دخلت عالم الشهرة بأغنية كذا، وفلان من اللآعبين دخل عالم الشهرة وعالم الأضواء بهدف الأهداف الرياضية، بمباراة كذا، وهكذا من أنواع الشهرة الدنيوية المذمومة القبيحة المضيعة للوقت الصارفة للجهد في غير طاعة الله، والمورثة للإثم والعدوان، والمثيرة للشهوة والأهواء، والتي تؤدي إلى إضلال الناس، عالم الشهرة الآن يدخل فيه كثير من أهل السوء والباطل كما هو معروف وواضح جدًا .... المزيد |
الشهوة الخفية حب الرئاسة والشهرة 1أوجب علينا الإخلاص له سبحانه وتعالى في العبادة الذي يعبده لا يشرك به شيئًا، يدخل الجنة، والذي يعبده مع الشرك، فإن كان الشرك أكبر فإنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها، أمرنا بالإخلاص فقال: فاعبدوا الله مخلصين له الدين، وقال الله سبحانه وتعالى مبينًأ خطورة الشرك: إن الله لا يغفر أن يشرك به، ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك، وهذا الشرك أيها الإخوة له صورة كثيرة، ومن صور الشرك، ومن أنواع الشرك ما يكون جليًا واضحًا، ومنه ما يكون خفيًا، كما أنه ينقسم إلى شرك أكبر وأصغر، فلذلك ينقسم إلى شرك جلي وخفي، فالشرك الجلي يعرفه كل أحد واضح، والشرك الخفي الذي يخفى على كثير من الناس، أما المؤمنون فإن الدافع عندهم للشرك الجلي لا يكاد يوجد، لكن الخطورة والمصيبة في الشرك الخفي بالنسبة للمؤمنين، أما المشركون فهم واقعون في أنواع الشرك، جليها وخفيها، وموضوعنا في هذه الليلة أيها الإخوة عن شهوة خفية في النفس تقدح في الإخلاص وتخالف التجرد لله سبحانه وتعالى، وهي: حب الرئاسة وحب الشهرة، وهما موضوعان متقاربان، بينهما كثير من الارتباط .... المزيد |
الرياءحديثنا عن موضوع عظيم، يرتبط بموضوع أعظم منه وهو موضوع الإخلاص لله عز وجل، وهو ركن الدين الذي إذا انهدم ضاعت الأعمال وحل السخط محل الرضا من العزيز الجبار، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بأن يخلصوا له العبادة فقال تعالى: فاعبدوا الله مخلصين له الدين، فأمرهم بالإخلاص في العبادة وقال تعالى موضحًا سبب خلق الناس: تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير * الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، فقال السلف في معنى قوله جل وعلا: أحسن عملاً يعني أخلصه وأصوبه، فالإخلاص أيها الإخوة هو الركن الركين من أركان العمل، الذي إذا انهدم ضاع العمل، وأصبح هباء، وأصبح وبالاً على صاحبه تبدل حسناته سيئات، وهذا الإخلاص أيها الإخوة معناه في اللغة الخلوص والنقاء من الشوائب، والتميز والصفاء من سائر العلائق والعوائق، ألم تروا إلى قول الله جل وعلا ممتنًا على عباده نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنًا خالصًا سائغًا للشاربين، فهذا اللبن هو الطاهر الذي يخرج من بين نجسين يخرج من بين دم وروث لا ينجس، ولذلك أيها الإخوة الإخلاص صعب، ويحتاج إلى مجاهدة والقلوب لا تكاد تسلم من شوائب الإخلاص الذي منها الرياء .... المزيد |
الحسدالحسد داء خطير يصيب الأفراد والمجتمعات فتكون فيه الهلكة السريعة، ويكون فيه التقحم في النار لمن غلب هذا الطبع على نفسه فيورثه عذاب الله جل وعلا، وسخطه في الدنيا والآخرة، ومع انتشار هجوم الحياة المادية اليوم واستيلائها على عقول الناس وعلى قلوبهم أقول: مع انتشار هذه الهجمة المادية وما فتح من الدنيا على عباد الله في هذه الأزمان كان سببًا مباشرًا وقويًا لانتشار مرض الحسد في المجتمعات، ونحن أيها الإخوة نريد بادئ ذي بدئ أن نتكلم على تعريف الحسد حتى نعلم ما هو الحسد. .... المزيد |
اغتنم فراغك قبل شغلكالحمد لله القائل في كتابه ممتنًا على عباده: و{وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}، فإذا هذه الشمس وهذا القمر وهذا الليل وهذا النهار من نعم الله، ولو لم يكن هناك ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر، ولم يكن هناك زمن يقض فيه العباد أعمالهم، فكيف سيكون الحال؟ ولذلك كان هذا الزمن نعمة من نعم الله، جعله الله ليستفيد منه العباد، {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا}، جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يتذكر أو أراد شكورًا، ولذلك لما كان هذا الزمان نعمة مسؤول عنها العبد، كانت محاسبة الله للكفار شديدة، فإن الله يؤنبهم يوم القيامة، لما أعطاهم العمر المديد، ففرطوا فيه، قال الله عز وجل: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا - العذاب - فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ}، تأنيب أولم نعمركم في الدنيا، ولكن ليست هناك منفعة ولا تذكر أحد ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير، ومدح الله المؤمنين عندما يدخلون الجنة {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا - بأي شيء؟ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} يعني معناها أنهم استغلوا الأيام وصاموا فيها، وعبدوا الله فيها، ولذلك يوم القيامة في الجنة كوفئوا على هذا الاستغلال للوقت .... المزيد |
مقومات النصيحة الناجحة 1موضوعنا في هذه الليلة موضوع مهم، ويكفي في التدليل على أهميته حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: الدين النصيحة، يعرف رسول الله صلى الله عيه وسلم الدين بأنه النصيحة، وهذا الموضوع أيها الإخوة يتكون من ثلاثة أركان، أو الكلام فيه ينقسم إلى ثلاث شعب: فالكلام على الناصح، والكلام على المنصوح، والكلام على النصيحة؛ لأن أركان هذا الموضوع ثلاثة: ناصح ومنصوح، ونصيحة، وهذا الموضوع أيها الإخوة يطول الكلام عنه جدًا، ولذلك فقد قسمته إلى نصفين، سنتكلم إن شاء الله في هذه الليلة عن النصف الأول ونكمل النصف الثاني إن شاء الله في المرة القادمة، وقبل أن نبدأ أيها الإخوة في الكلام عن الأركان الثلاثة لهذا الموضوع، فلا بد من مقدمة يكون فيها تعريف النصيحة، وأهميتها ومجالاتها .... المزيد |
كيف تكتسب الأخلاق الحسنة؟إن التربية التي ننشدها هي سياج آمن يقي الفرد المسلم الشرور التي تطيح به عن طريق الاستقامة، وتزل بقدمه عن الصراط المستقيم، هذه التربية التي تخبرنا الأيام والأحداث أنه لا بد منها، لا بد أن تكون هذه التربية قائمة على منهاج الكتاب والسنة، تربيتنا على العقيدة الصحيحة، تربيتنا على العبادة والإخلاص، تربيتنا على العلم الشرعي، تربيتنا على الأخلاق الإسلامية، تربيتنا على المجاهدة والمصابرة، والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، والصبر على الأذى في سبيل الله، ومن هذا المنطلق نتحدث الليلة عن جانب من الجوانب المهمة في التربية: التربية في الأخلاق الإسلامية، أخلاق الكتاب، الأخلاق المذكورة في الكتاب والسنة، أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، أخلاق الأنبياء والسلف الصالح، أخلاق الصحابة والعلماء والصالحين والمجاهدين .... المزيد |
ألفاظنا في ميزان الشريعة 2قال مُلّا علي القاري: ومن قال كان ينبغي لله أن يقبضه أو لا ينبغي لله أن يقبضه، فقد كفر، لو واحد جاء وقال: هذا الشرير ينبغي لله أن يقبضه، ولو قال: هذا صالح ما ينبغي لله أن يقبضه، كيف مات، كفر، الله عز وجل يفعل ما يشاء، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، هذه يا أيها الإخوة: بعض الكلمات، بعضها كما ذكرنا محرم، بعضها كفر، بعضها مكروه، بعضها خلاف الأدب، طيب، كيف بكم إذا تأملتم بعض الكلمات على ألسنة الناس وهم يقولون مثلاً من تصيبه مصيبات مختلفة يعني في البدن في المال، في الأهل في كذا، يقول: يارب أخذت مالي، وأخذت كذا وكذا، فماذا تفعل أيضًا، أو ماذا بقي أن تفعل، هذه ألفاظ خطيرة .... المزيد |
ألفاظنا في ميزان الشريعة 1إن هذا الموضوع من المواضيع التي لا نهاية لها، فإن ألفاظ الناس المخالفة للشريعة لا تنتهي، ولا يكاد يمر يوم إلا وتتجدد ألفاظ على ألسنة الناس مخالفة للشريعة، ويقول الله عز وجل في القرآن الكريم مبينًا خطورة الأمر: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، ويقول الله عز وجل: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، لما قال معاذ: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بمَ نتكلم به؟ قال له صلى الله عليه وسلم: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على مناخرهم على وجوههم، أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم، فإذًا نحن مؤاخذون بمَ نتكلم به .. .... المزيد |