الخميس 20 جمادى الأولى 1446 هـ :: 21 نوفمبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

ألفاظنا في ميزان الشريعة 1


عناصر المادة
مقدمة
خطورة اللسان
أهمية الألفاظ
ملخص الدرس السابق
الزيادة في الأذكار ما لم يشرعه الله
حكم مقولة: "وتشاء الصدف"
حكم مقولة: "والله لا يغفر الله لك"
البدء بالسلام بقول: "عليك السلام"
الأيمان غير الشرعية
حكم قول: "فلان له المثل الأعلى" أو "كان المثل الأعلى"
حكم قول: "هذا الله افتكره"! أو "ربنا افتكره"؟
حكم قول: "الله على ما يشاء قدير"
حكم قول: "الله ورسوله أعلم"
حكم كتابة لفظ الجلالة وبجانبه لفظة: "محمد -صلى الله عليه وسلم-"
حكم مقولة: الله في كل مكان
مقولات خاطئة في صفات الله
حكم مقولة: "أوجد الله كذا وكذا"
حكم قول: "باسم الله، باسم الشعب"
حكم المقولات التي فيها سب للدهر
حكم كلمة: "لو"
خطورة الأفلام على الأطفال
حكم سب المرض
حكم مقولة: "سويت كذا، والباقي على الله"
كفارة الحلف بغير الله والمقامرة
حكم مقولة: "العصمة لله وحده"
حكم مقولة: "الفاتحة على روح فلان"
تتمة لبعض الأذكار المبتدعة على ألسنة الناس
بعض الأخطاء في قراءة الفاتحة وألفاظ الأذان
حكم قول: "إن الله أحل كذا، وإن الله حرم كذا"
حكم مقولة: "أطال الله بقاءك"
حكم قول: اذكر الله، صل على النبي -صلى الله عليه وسلم- للمغضب
حكم كلمة: "أرجوك"
حكم كملة: "الله بالخير"
حكم قرن الدعاء بالمشيئة
حكم قول: اللهم لا تُرع ما أردنا إلا تشييد بيتك وتشريفه
حكم مخاطبة الله بقول: يا الله يا أخي أنا ودّي أتوب لك
حكم ألفاظ التزكية في نعي الميت
حكم إطلاق لفظ: "أم المؤمنين" على الزوجة
حكم استخدام العبد لفظة: "ربي" في مخاطبة سيده
حكم لفظة: "أنا"
جملة من الألفاظ وحكمها
حكم لفظة: "خليفة الله"
حكم كلمة: "زعموا"، و"موقف الإسلام من كذا"
حكم لفظة: "علمه بحالي يغني عن سؤالي"
حكم مقولة: قلت لك مائة مرة: لا تفعل كذا، أو افعل كذا
حكم قولة: "قوى الله ضعفك"
حكم مقولة: "ما شاء الله وشئت "، "ما لي إلا الله وأنت"
إطلاق عبارة "المتوفي" على الميت
التنبيه على بعض الألفاظ
حكم كتابة: "بدّوح" على كراتين البضاعة
حكم كلمة: "كبيت" أو "يا كبيت"
حكم كلمة: "تجب الثقة بالنفس"
حكم السؤال بوجه الله وجاهه
حكم كلمة: "تحياتي لفلان"
حكم كلمة: "الله يسأل عن حالك"

مقدمة

00:00:05

اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، ولا تجعل بعده تفرقنا تفرقاً على معصية أو إثم.

اللهم واجعل من يتكلم ومن يسمع ممن يريدون الله والدار الآخرة.

موضوعنا -أيها الإخوة- بعنوان: "ألفاظنا في ميزان الشريعة".

وقد يتساءل بعض الإخوان فيقول: ألم تكن قد تكلمت عن هذا الموضوع من قبل؟

فأقول: لقد سبق أن ذكرنا طرفاً من هذا الموضوع، والدافع على عقد درس آخر في هذا الموضوع من عدة أمور:

الأول: أن هناك استدراكات على ما مضى نتيجة التمحيص والمناقشات التي حصلت مع بعض أهل العلم، فكان أداؤها إليكم استكمالاً للأمانة، وتبياناً وتذكرة.

الثاني: أن هناك إضافات كثيرة قد استجدت في هذا الموضوع من العدد الهائل في الكلمات التي يصرفها الناس في مجالسهم وإضافات أخرى وجدت في كتب بعض أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين، وبعضها على درجة كبيرة من الأهمية، فاستكمال النصح في هذا الأمر أن نتمه بقدر ما نستطيع.

وهذا الموضوع -أيها الإخوة- من المواضيع التي لا نهاية لها، فإن ألفاظ الناس المخالفة للشريعة لا تنتهي ولا يكاد يمر يوم إلا وتتجدد ألفاظ على ألسنة الناس مخالفة للشريعة.

خطورة اللسان

00:02:22

يقول الله في القرآن الكريم مبيناً خطورة الأمر:  إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ  [ق: 17 - 18].

ويقول الله مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ  [المجادلة: 7].

لما قال معاذ: يا رسول الله: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال له ﷺ:  ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على مناخرهم أو على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم  [رواه الترمذي: 2616، وقال: "حسن صحيح"].

فإذًا، نحن مؤاخذون بما نتكلم به.

وكم كلمة نتكلم باليوم؟ آلاف الكلمات، كم منها التي لنا؟ وكم منها التي علينا؟ كم منها التي ترضي الله؟ وكم منها التي تسخط الرب ؟

 إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً تهوي بها سبعين خريفاً في النار  [رواه الترمذي عن أبي هريرة 2314، وهو حديث صحيح].

و  إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله -تعالى- ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة  [رواه مالك: 5، وأحمد: 15852، وهو حديث صحيح].

ولذلك لما وعى الصحابة هذا الأمر قال ابن مسعود : "والله الذي لا إله غيره" يقسم" ما على وجه الأرض شيء أحق بطول السجن من اللسان" [رواه وكيع وأحمد موقوف على ابن مسعود ، وهو حديث صحيح]

أهمية الألفاظ

00:04:50

واللسان -أيها الإخوة- أداة مهمة من الأدوات، فإن أركان العبادة أربعة: قول القلب، وعمل القلب، وقول اللسان، وعمل الجوارح.

قول اللسان من ذكر الله ، بل إن أول ما يدخل الإنسان في الإسلام بالنطق بالشهادتين، وبهذا العضو يخرج إذا نطق بما يناقض الشهادتين، يخرج من الدين.

واللفظ له أهميته بدلالته على حقيقة اللافظ، بل هو دليل مادي يدين اللافظ؛ كما قال الله عن المنافقين: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ [محمد: 30] المنافق لا يظهر لك، كيف تعرف؟ ما هو المستمسك لديك على نفاقه؟  وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ  فهم يزلون في مواضع وفي مناسبات فيتكلم بكلام ينبئ عما في داخله.

ولو قال قائل: إن الألفاظ غير مهمة، المهم أن القلب يكون سليماً.

نقول له: لو كان كلامك صحيحاً لماذا جاء الإسلام بتغيير ألفاظ كثيرة -كما سيمر معنا-؟ لماذا نزل قول الله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ  [البقرة: 104]. لماذا نهى الله عن قول:  رَاعِنَا ، وقال للمؤمنين:  وَقُولُوا انظُرْنَا ؟

قال ابن القيم -رحمه الله- في "الإعلام": نهاهم أن يقولوا هذه الكلمة مع قصدهم بها الخير" قصدهم أن يلفتوا نظر النبي ﷺ: "راعنا"، انظر إلينا، "لئلا يكون ذريعة للتشبه باليهود في أقوالهم وخطابهم" [إعلام الموقعين: 3/110] فإن اليهود الخبثاء كانوا يخاطبون الرسول ﷺ، يقولون: يا محمد راعنا، راعنا، راعنا...

ماذا يقصدون؟

يقصدون "راعن" اسم فاعل من الرعونة، وهي معروفة، الطيش.

"راعن" اسم فاعل من "رعن" من الطيش، الرعونة، فكان يقول: "راعن، راعن، راعناً... راعناً يا محمد، راعنا يا محمد، يا محمد راعنا.

ولئلا تكون ذريعة إلى أن يقولها اليهود للنبي ﷺ، فتوقف الأمر عن المسلمين حتى لا يختلط كلام المسلمين أصحاب المقاصد الحسنة بكلام اليهود أصحاب المقاصد السيئة في هذه الكلمة.

 وَقُولُوا انظُرْنَا  كلمة أخرى لا لبس فيها، ولا يمكن أن يكون لها محمل سيء.

فإذًا، الإسلام يهتم بقضية الألفاظ وليست المسألة فقط النية الصحيحة للقلب.

لما كان الصحابة يقولون في التشهد: السلام على الله من عباده.

ماذا قال لهم ﷺ؟

قال: ((لا تقولوا: السلام على الله من عباده، فإن الله هو السلام)).

ثم علمهم كيف يقولون في التشهد. حديث متفقٌ عليه [رواه البخاري: 831، ومسلم: 402].

ملخص الدرس السابق

00:08:12

وقد سبق أن تكلمنا -أيها الإخوة- في هذا الموضوع في خطبة.

ومن ضمن الأشياء التي تكلمنا عنها: الاستثناء في الدعاء، أي قول: إن شاء الله، في دعاء.

- أنا يهودي أو نصراني أو كافر إن فعلت كذا...

- الحلف بغير الله .

- ألفاظ تنافي تجريد التوحيد.

- سب الدهر.

- السؤال بجاه النبي ﷺ.

- الاستغاثة بغير الله ومناداة الغائبين.

- المغالاة بالمخلوقين بمختلف الألفاظ.

- سب الشيطان ولعنه: "تعس الشيطان وغيره...".

-عدم التثبت في الأقوال والأفعال بكلمة يزعم، وغيرها...

- وقول: "شاءت الظروف وشاءت الأقدار".

- بعض العبارات العلمية المستخدمة المنافية للشريعة مثل: "إن المادة لا تفنى ولا تستحدث".

- إطلاق الأسماء حتى على الزهور، لم تنج من هؤلاء المغفلين، الذين يسمون بعض الزهور: "عباد الشمس"؛ لأنه يستقبل الشمس عند الشروق والغروب.

سبحان الله هذا الكائن الذي يسبح بحمد الله:  وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ  [الإسراء: 44] ماذا سموه؟ عبد الشمس!

- بعض الأمثلة المخالفة للشريعة قولة: "إن الله على ما يشاء قدير"، قولة: "لا حول إلا لله"، "لا حول لله"، "لا حول الله".

- أخطاء بعض المؤذنين في أذانهم.

- بعض التحيات الخاطئة، مثل: "ساك الله بالخير"، أو "كالله بالخير".

- وتحيات الجاهلية: أنعم صبحاً، أنعم مساءً.

- بعض التهاني الجاهلية، مثل: بالرفاء والبنين.

- وقولة: ما صدّقت على الله.

- وقولة: الله يسأل عن حالك. عندما يقول السائل: كيف حالك؟

- فيقول: الله ينشد عن حالك أو الله يسأل عن حالك.

- وقولة: أطال الله بقاءك، وطال عمرك، وأطال الله عمرك.

وغيرها من الألفاظ.

في هذا الدرس سنزيد عليها ألفاظاً كثيرة، وسنشرح ونفصل في بعض الألفاظ التي ذكرناها في تلك المناسبة حتى يتبين الأمر ويزول اللبس في بعض المواضع.

الزيادة في الأذكار ما لم يشرعه الله

00:10:47

من الأمور التي يخطئ فيها الناس في ألفاظهم: أنهم يزيدون في الأذكار ما لم يشرعه الله وما لم يأذن به الله، يزيدون فيها، يتزيدون ويضيفون على ما شرعه الله ، وهذا الأمر مهم، ورسول الله ﷺ كان يدقق فيه، ويدقق في ما هي الأذكار، كيف يقولها الناس.

عن البراء بن عازب أن رسول الله ﷺ قال:  إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم إني أسلمت وجهي إليك... إلى أن قال:  آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت  قال الصحابي: "فرددتهن" -الصحابي يرددها ليستذكره- فقلت: آمنت برسولك الذي أرسلت، وماذا قال الرسول ﷺ؟ "بنبيك" قال الصحابي وهو يسترجع ما قاله ، أخطأ الصحابي بدل ما يقول: "آمنت بنبيك الذي أرسلت" قال: آمنت برسولك الذي أرسلت.

بعض الناس يقول: هو النبي والرسول، ما في فرق، ماذا يعني؟

فقال ﷺ: قل: آمنت بنبيك الذي أرسلت  [رواه البخاري: 2710، ومسلم: 247].

ما رضي الرسول ﷺ أن الصحابي يغير في الذكر، وأراد أن يبقيه كما هو بدون تغيير حتى لو كان التغيير طفيفاً بين نبيك ورسولك.

الآن ماذا فعل الناس في قضايا الأذكار؟

لقد فعلوا أشياء كثيرة جداً، فمثلاً، بعضهم يقول بعد الصلاة: "تقبل الله".

وبعضهم يقول بعد الوضوء: "زمزم".

وبعضهم يقول إذا قال الإمام: "إياك نعبد وإياك نستعين" استعنّا بالله.

وإذا قال المؤذن: "قد قامت الصلاة" قال: أقامها الله وأدامها.

ولا في ذكر من هذه الأذكار قد ثبت بحديث صحيح عن الرسول ﷺ.
فالعجب من هؤلاء الناس لماذا يزيدون؟ لماذا يزيدون في الأذكار؟ لماذا يخترعون أشياء يواظبون عليها؟

ألم يقتنعوا ويقنعوا بما قسم الله لهم من الأذكار المشروعة؟

أين الوقوف عند ما جاء به الرسول ﷺ؟

وسيأتي مزيد لهذا.

حكم مقولة: "وتشاء الصدف"

00:13:46

ومن ألفاظهم كذلك قولهم في أثناء الكلام: "وتشاء الصدف" كنت ذاهباً أبحث عن فلان، ما وجدته، رحت للمكان الفلاني، تشاء الصدف أني أقابله عند محطة البنزين.

يقول الشيخ عبد العزيز بن باز -حفظه الله- معلقاً: مثل هذا الكلام لا يجوز، والصواب أن يقال: "وشاء الله"؛ لأن الصدف لا مشيئة لها، والذي يشاء هو الله رب العالمين.

حكم مقولة: "والله لا يغفر الله لك"

00:14:15

أحياناً يتضايق شخص من آخر وقد يكون الشخص المتضايق داعية إلى الله يتضايق من مدعو، نصحه عدة مرات ما استجاب فماذا يقول؟ قد يقول: والله لا يغفر الله لك، والله لا يدخلك الله الجنة.

ماذا قال ﷺ في الحديث الصحيح لما ساق إلينا قصة: أن رجلاً قال لآخر: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله من ذا الذي يتألى عليّ أن لا أغفر لفلان، إني قد غفرت له وأحبطت عملك.  [رواه مسلم: 2621] غفرت له هذا الذي أنت تحكم عليّ بعدم المغفرة مني -رب العالمين- قد غفرت له وأحبطت عملك أنت؛ لأن رحمة الله ليست ملكاً عند العباد يوزعونها كيف شاءوا، ومغفرة الله ليست صكوكاً تعطى لمن شاء، الناس يعطونها لمن شاءوا والدعاة يعطونها لمن شاءوا،

عند الله ، ولا يأمن إنسان مهما بلغ من رتبة العلم والدعوة إلى الله -عز وجل- أن يوزع على الناس يقول: أنت يغفر لك وأنت ما يغفر لك.

إن عليك إلا البلاغ والله بصير بالعباد.

البدء بالسلام بقول: "عليك السلام"

00:15:33

أحياناً بعض الناس يبدؤون السلام بقولهم: عليك السلام.

يدخل يقول: عليك السلام أو عليكم السلام.

ولما فعلها أحد الصحابة مع الرسول ﷺ قال له معلماً في الحديث الصحيح:  لا تقل: عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الموتى، ولكن قل: السلام عليك  [رواه أبو داود: 5209، وأحمد: 15955].

الأيمان غير الشرعية

00:15:55

وبالإضافة للأيمان غير الشرعية التي يقسم بها الناس، وهي كثيرة جداً، بعضهم يقول: ببركة سيدي فلان، أو بحق سيدي فلان، أو بجاه النبي محمد ﷺ.

وبعضهم يقولون: بحق صحيح البخاري.

وبعضهم يقولون: بحق الصلاة على الرسول ﷺ

وبعضهم يقول: بحق صلاة جامعة وملائكة سامعة.

وبعضهم يقول: بحق فلان.

وبعضهم يقول: بحق المصحف.

وبعضهم يقول في حلفه: وأمانتي وذمتي ورأس أولادي وحياة أبي، والنبي.

وبعض أهل البادية يحلفون بقولهم: بالعون، بالعون كذا، وبالعون هذه قسم،
ما هي القاعدة في القسم؟

 من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت  [رواه البخاري: 2679، ومسلم: 1646].

ولذلك يقول ابن مسعود : "لئن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أحلف بغيره صادقاً" [مصنف ابن أبي شيبة: 3/79].

وكثير من أولئك المساكين الذين لا يرضون إذا أقسمت لهم بالله ولكن إذا قلت لهم: وحياة الشيخ فلان، رضي.
لكن لو قلت: والله كذا، يقول: وأمانتك؟

والرسول ﷺ يقول في الحديث الصحيح:  من حلف بالأمانة فليس منا [رواه أبو داود: 3253، وصححه الألباني في صحيح : 3420].

بذمتك؟

ما يجوز أن تحلف بغير الله، لا يجوز أن تقسم بغير الله، ولله أن يقسم بما يشاء من خلقه.

حكم قول: "فلان له المثل الأعلى" أو "كان المثل الأعلى"

00:17:40

وأحياناً في ألفاظ المغالاة بالمخلوقين يقولون: فلان له المثل الأعلى، أو كان المثل الأعلى.

يقول الله لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى [النحل: 60]، ويقول: وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ  [الروم: 27].

فالله صفاته تامة كاملة لا يلحقه نقص ولا عيب -سبحانه وتعالى-.

والمثل الأعلى الكامل من جميع الجهات ليس إلا لله، ولا يجوز في غمرة إطرائنا للناس أن نضفي عليهم هالات من التعظيم وألفاظ بالتعظيم لا تليق إلا بالله .

أما إن قيدت فيقال مثلاً: فلان ضرب المثل الأعلى بين زملائه في تفوقه الدراسي، في تضحيته، ونحو ذلك، إذا كانت هذه النية وهذا القصد فلا بأس به.

أما إطلاقها فإنه لا يكون إلا لله .

حكم قول: "هذا الله افتكره"! أو "ربنا افتكره"؟

00:18:46

ومن الألفاظ الخطيرة في العقيدة المنتشرة في بعض الأمصار لو تسأل تقول: أين فلان؟ صار لي زمنٌ ما رأيته؟

فيقول لك: هذا الله افتكره.

ماذا يقصد ب "الله افتكره"؟ أو "ربنا افتكره"؟

يعني أنه توفي، مات.

 فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى  [طه: 52].

 وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ  [يونس: 61].

 وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ  [الأنعام: 59].

ثم تقول بعد ذلك: "افتكره"؟ كان ناسيه؟ بين الناس ضائع والآن افتكره أخذ روحه.

-سبحان الله عما يقولون وتعالى- علواً كبيراً.

كم مليون من أصناف الكائنات على وجه الأرض؟ وكم مليون من أصناف الكائنات في البحار؟ وكم ورقة تسقطها الريح على الأرض في كل لحظة، من أوراق الأشجار؟

 وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا [الأنعام: 59].

حكم قول: "الله على ما يشاء قدير"

00:20:29

وبعض الناس يقولون في أثناء حديثهم: "والله على ما يشاء قدير".

وقد قدمنا: أن هذه اللفظة فيها خطورة ويقصد بها أهل البدع شراً، والذي في القرآن  وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  [المائدة: 120]،  وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  [البقرة: 284].

وهذه اللفظة: "والله على ما يشاء قدير" من الألفاظ التي أكثر منها أهل البدع في حديثهم ممن كانت بدعهم خصيصاً في مسائل القضاء والقدر.

ومن المحاذير في هذه اللفظة:

أولاً: أن فيها تقييد لما أطلقه الله، الله أطلق  إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  [البقرة: 20]، وهؤلاء قالوا: "إن الله على ما يشاء قدير".

ثانياً: لأنها توهم بأن ما لا يشاؤه الله لا يقدر عليه.

لأنك تقول: "الله على ما يشاء"، فقط الذي على ما يشاء قدير؟!

فتوهم العبارة بأنه على ما لا يشاء، لو أنه لم يشأ أن يحدث شيئاً هل هو قادر على أن يكون هذا الشيء؟

نعم، قادر، ولذلك اللفظة موهمة تُترك.

وثالثاً: لأنها موحية بمذهب القدرية الذين يقولون: إن أفعال العباد غير داخلة تحت مشيئة الله.
كل واحد يخلق أفعاله بنفسه، هكذا يقولون أهل القدر الضُلال، فهي غير مقدورة له لأنه لا يقدر إلا على ما يشاء، ولكن الله على كل شيء قدير، وهو خلق العباد وأفعالهم:  والله خلقكم وما تعملون .

ولكن يجوز أن تُقيد المشيئة بفعل معين؛ كقوله : وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ  [الشورى: 29] فقيدها بالجمع فجاز هنا؛ لأنه في ناحية معينة.

وكذلك في حديث الرجل: آخر أهل الجنة دخولاً قوله : ((إني على ما أشاء قادر)).

فهنا لأنه معلق بفعل معين فجاز هذا اللفظ كما ورد به القرآن والسنة.

والخلاصة: أن القدرة إذا وصفت بشكل مطلق لا تقيد بالمشيئة.

ولكن نقول: والله على كل شيء قدير، لا نقول: على ما يشاء، وعلى ما لا يشاء.

حكم قول: "الله ورسوله أعلم"

00:23:07

هكذا يقولون، لكن هذا الإطلاق صحيح؟

بعض الناس يقولون في ألفاظهم إذا سألته عن شيء قال: الله ورسوله أعلم.

هكذا يقولون، لكن هذا الإطلاق صحيح؟

إذا جئنا إلى الأشياء الشرعية كتفسير كتاب الله وحكم من الأحكام صح، الله ورسوله أعلم.

الرسول ﷺ يعلم، يعلم تفسير القرآن ويعلم الأحكام الشرعية (الله ورسوله أعلم).

لكن لو جئت لإنسان فقلت له الآن في القرن الرابع عشر أو الخامس عشر قلت له: هل في هذا الوادي ماء؟

وهو لا يعلم، فقال: الله ورسوله أعلم.

صحيح؟

الرسول ﷺ مات، ومضى إلى ربه.

بل إن الله لما قص على نبيه القصص في القرآن الكريم قال: تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا  [هود: 49].

متى علمها الرسول ﷺ؟ لما علمه الله إياها.

فإذاً، لا نخطئ في إطلاق العلم على الرسول ﷺ في جميع الأشياء.

حكم كتابة لفظ الجلالة وبجانبه لفظة: "محمد -صلى الله عليه وسلم-"

00:24:20

كتابة لفظ الجلالة وبجانبه لفظة: "محمد ﷺ" كما هي مكتوبة، توجد مكتوبة على الجدران وعلى الرقاع وعلى الكتب والمصاحف، وغيرها من النقوشات بنفس المقاس في الكتابة "الله، محمد" لنعلم -أيها الإخوة- أن هذه مما وفدت إلينا تأثراً بالأعاجم، وورثه كثير من المسلمين، وهذه دروشة لا معنى لها، ومن يسوي الخالق بالمخلوق؟

بل إن فيها -كما يقول الشيخ ابن عثيمين- مضاهاة للنصارى الذين يقولون: عيسى ثالث ثلاثة،
فيكتبون: الله: الأب، الابن، روح القدس، نفس الشيء.

وهؤلاء الذين يضعون هكذا "الله، محمد" فإنهم يقولون هو كأنها تعبر أنه ثاني اثنين -تعالى الله- أن يشرك معه أحداً.

لننتبه حتى في هذه النقوشات كيف تكون؟

أحياناً مخالفة، صحيح أنك لا تقدر في بعض الأحيان على تغيير الأمر، ولكن هذا لا يعني أنك تسكت ولا تنكر، على الأقل بلّغ.

حكم مقولة: الله في كل مكان

00:25:40

ومن الإطلاقات الخاطئة في ألسنة بعض الناس قولهم عندما يسأل: أين الله؟ أو هو من عنده تعبيراً يقول: والله في كل مكان، أو الله موجود في كل الوجود.

هذا ضلال ولا يجوز.

فإذا قصدوا في كل مكان بعلمه صحيح.

أما إذا قصدوا أن الله موجود في كل مكان بذاته فهذا ضلال مأخوذ ممن يقول بعقيدة الفساد وهي القول بوحدة الوجود، وهي المخالفة لقول الله -تعالى-: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ  [الملك: 16].

والمخالفة لقول الله -تعالى-: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى  [طه: 5].

والمخالفة للحديث الثابت الصحيح في صحيح مسلم لما سأل رسول الله ﷺ الجارية : ((أين الله؟)) قالت: في السماء.

ثم قال للصحابي -صاحبها-:  اعتقها فإنها مؤمنة  [رواه مسلم: 537].

فشهد لها بالإيمان لأنها قالت: أن الله في السماء، وأنه رسول الله ﷺ.

إذاً، الله في السماء استوى على العرش كما قال: الرحمن على العرش استوى، وليس الله موجوداً في كل مكان، في الشوارع، وفي جيوب الناس، في الحمامات. -تعالى- الله عن ذلك.

وإنما هو العليّ بذاته وصفاته على خلقه.

مقولات خاطئة في صفات الله

00:27:11

وبعضهم يقولون في كتب العقيدة: إن الله منزه عن الأعراض.

وبعضهم يقولون: إن الله منزه عن الحدود والجهات والأحياز.

وبعضهم يقولون: إن الله منزه عن الانتقال من مكان إلى مكان.

وبعضهم يقولون: إن الله ليس بجسم، ونحو ذلك.

ويكشف الناقد البصير ممن يعرف عقيدة أهل السنة والجماعة ما تحت هذه الألفاظ من الزيغ والضلال والمقاصد السيئة، فإنهم يقصدون: إن الله منزه عن الأعراض يريدون التوصل إلى نفي الصفات، ويقولون: البغض عَرَض، والحب عرض، والكره عرض، ولا يمكن أن تحل بجوهر -كما يقولون إن الله جوهر- -تعالى الله- عن قولهم، نزلوا الله في كلام الفلاسفة، يعبرون كما يشاءون، لا يجوز أن نقول هذا الكلام، ما ورد في القرآن ولا في السنة، لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه.

يريدون نفي الصفات، يريدون نفي الكره، نفي المحبة، ونفي البغض، والله يبغض، والله يحب، والله يغضب.

ويريدون بقولهم: إن الله منزه عن الحدود والجهات والأحياز يريدون التوصل إلى نفي علو الله على خلقه، ويريدون بقولهم: إن الله منزه عن الانتقال نفي أن الله ينزل إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الأخير.

ويريدون بقولهم: إن الله ليس بجسم نفي أنه استوى على العرش، وهو الذي يقول في كتابه:  الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى  [طه: 5].

فالصحيح أن نترك كل هذه العبارات تأدبا ًمع الله والتزاماً لجانب السلامة وجرياً على قاعدة السلف: لا نثبت إلا ما أثبت الله لنفسه، ولا ننفي إلا ما نفاه الله عن نفسه مع الإقرار بما ورد في القرآن والسنة بسائر الأسماء والصفات.

وقد كتب مرة ابن بشر -رحمه الله- في "تاريخ نجد في عنوان المجد" كتب إلى الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله أجمعين-.

فردّ عليه يقول: وقد ذكرت وفقك الله في وسيلة دعوتك: وأتوسل إليك بصفاتك الكاملة التي لا يعلمها إلا أنت.

هكذا كان مكتوب في الرسالة.

فجاء جواب الشيخ عبد الرحمن -رحمه الله-: أنت قلت أيها الكاتب: "أتوسل إليك بصفاتك الكاملة التي لا يعلمها إلا أنت" فاعلم أيها الأريب الأديب -انظر إلى حسن الرد- أن الذي لا يعلمه إلا هو كيفية الصفة، وأما الصفة -نفسها - فيعلمها أهل العلم بالله كما قال الإمام مالك، إلخ الكلام..

فنحن نعلم صفات الله، لا نجهلها، نعلم الصفات لكن لا نعلم كيفية الصفات.

تعلم أن الله سميع بصير له يد وله وجه يليق بجلاله وعظمته لكن كيف؟ لا ندري.

حكم مقولة: "أوجد الله كذا وكذا"

00:30:08

ويأتي في بعض كلام الناس: أوجد الله كذا وكذا.

قال ابن القيم -رحمه الله-: لا يُعرف هذا الإطلاق، وإنما الذي جاء: خلق الله كذا، برأ الله كذا، صور الله كذا، أعطى الله كذا، ونحو ذلك [ينظر: مدارج السالكين: 3/383].

وهنا ننبه -أيها الإخوة- بعض الألفاظ التي نقولها الآن، بعضها حرام لا يجوز، وبعضها مكروه، وبعضها خلاف الأدب، وخلاف الأولى.

ولذلك ليست سواء، يعني ما يأتي واحد يقول: ها إذا واحد قال: "الله أوجد كذا..." معناها كافر؟!
هذه خطيرة جداً، رمي الناس بالكفر.

بعض الناس نياتهم صحيحة، ما يقصد بهذه الكلمة شراً، فنحن نعلمه برفق، نقول: يا أخي هذه تؤدي إلى كذا، وهذه خلفيتها كذا، وهذه خطيرة من ناحية كذا، لكن ما نقول: أنت كافر، أنت مبتدع، أنت ضال، أنت الآن في نار جهنم، لكن نعلمهم.

وكما سأشير في آخر الكلام إلى قواعد ثلاثة مهمة تتعلق بهذا الموضوع.

حكم قول: "باسم الله، باسم الشعب"

00:31:12

بعض الناس يقولون في خطاباتهم: باسم الله، باسم الشعب، باسم الثورة الشعبية، باسم العروبة، باسم فلسطين، أو باسم المسيح، وما شابه ذلك.

"بسم الله الرحمن الرحيم" "بسم الله" هذه نبدأ بها اقتداءً بالكتاب العزيز، الله بدأ القرآن: "بسم الله الرحمن الرحيم"، وفي مقدمة السور: "بسم الله الرحمن الرحيم" إلا براءة، وهي بعض آية من سورة النمل.

فنحن اقتداءً بالكتاب العزيز نقول: "بسم الله الرحمن الرحيم".

واقتداءً بالرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي أرسل الخطابات، الدعوة إلى الله: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم  [رواه البخاري: 4553، ومسلم: 1773] أما... كذا..

لكن ما نأتي ونشرك بالله في صدر كلامنا، فنقول: باسم الشعب، باسم الثورة الشعبية، باسم العروبة، باسمك يا فلسطين، إلى آخره من الهراء الفارغ والكلام المؤدي إلى الكفر -والعياذ بالله-.

فالافتتاح باسم الله محمود جداً.

أما افتتاح الكلام بألفاظ لو قيلت على الذبيحة صارت حراماً مثل الميتة لا يجوز.

لو واحد مسك ذبيحة قال: باسم الثورة، وذبحها، يؤكل من الذبيحة؟

أبداً، ولا شيء، ولا مرقتها.

حكم المقولات التي فيها سب للدهر

00:32:29

وبعض الناس يقولون عبارات فيها سب للدهر، فيلعن اليوم، ويلعن الساعة التي رأى فيها فلاناً، ويلعن الدقيقة التي تعرف فيها على فلان، ويلعن اليوم الفلاني، ويقول: هذا زمان شر.

وبعضهم يقولون -هذه عبارة منتشرة-: "الزمن غدار" وبحسن نية، تلقاها عجوزاً، تقول: وأنا أريد أن أبقي هذه الأموال لأيتام عندي وأنت تعرف الزمن غدار.

هو صحيح، جزاها الله خيراً، نيتها طيبة، لكن اللفظ غير صحيح، لأن الرسول ﷺ نهى عن سب الدهر.

وفي الحديث الصحيح يقول الله يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار  [رواه البخاري: 4826، ومسلم: 2246].

الله يقلب الدهر، يقلب الليل والنهار.

وقال في الحديث الصحيح الآخر: لا يقولن أحدكم: يا خيبة الدهر  [رواه البخاري: 6182، ومسلم: 2247].

وفي سب الدهر مفاسد منها: أنها مسبة لمن ليس بأهل للسب، الزمن الآن يستاهل إنك تسبه؟ ماذا عمل الزمن؟ فإن الدهر خلق مسخر من خلق الله، فلماذا تسبه؟

ثانياً: إن سبه متضمن للشرك، سب الدهر يتضمن شركاً، كيف؟ لأن الذي يسب الدهر لا يسبه إلا لظنه أن الدهر يضر وينفع، ولذلك لما صارت اللحظة هذه التي صارت فيها النكسة طاح على الدهر باللعن، فهو كأن اللعن للدهر يعني كأنه يعتقد أن الدهر يضر وينفع، ولذلك أنحى عليه باللائمة وطاح عليه بالسب واللعن.

وثالثاً: أنك إذا سببت الدهر فإن السب إنما يقع على من فعل هذه الأفعال، وفي حقيقة الأمر فرب الدهر هو الله عز جل، هو المعطي وهو المانع، والدهر ليس له من الأمر شيء.

فمسبة الدهر إذاً مسبة لله .

فسابّ الدهر بين أمرين: إذا اعتقد أن الدهر فاعل مع الله فهو مشرك، وإن اعتقد أن الله فعل ذلك وهو يسب الدهر فإن هذا السب يعود إلى الله .

ولذلك قال:  يؤذيني ابن آدم ولا يعني الإيذاء إلحاق الضرر، الله لا يضره شيء، ولكنها تعود على السّاب المخلوق، تعود عليه، يؤذي نفسه.

حكم كلمة: "لو"

00:35:15

وكذلك من الألفاظ المنتشرة: "لو" لو على سبيل التسخط، "لو" هذه من المسائل التي فيها تفصيل.

فإذا قالها القائل بعد فوات الأمر، بعدما فات الأمر قال: لو أني فعلت كذا لكان كذا.

هذه "لو" التي قال الرسول ﷺ تفتح عمل الشيطان، وهي لا تنفع أبداً، وإنما زيادة في الحسرة والندامة في نفس قائلها.

وتأمل حديث رسول الله ﷺ الذي أرشدنا إلى ما هو أنفع من هذه الكلمة: لو تفتح عمل الشيطان  ولكن ماذا يقول للمسلم؟  قدر الله وما شاء فعل  [رواه مسلم: 2664].

إذا حصل الشيء المكروه لا تقل: لو أني فعلت كان الآن سيتغير الأمر، ولكن قل: قَدَرُ الله وما شاء فعل، أو قدّر الله وما شاء فعل.

وماذا تنفعك "لو"؟ وهب تستطيع إرجاع الزمن؟

وفي القائل لكلمة: "لو" كأنه يقول: لو رجع الزمان لكنت متحكماً في الأمر ولعملت الذي أريد.

وما يدريه "لو" أن الوقت رجع أن ظرفاً آخر سيحصل له؟ يفوت عليه المقصود، لو واحد تأخر عن ميعاد، المهم ذهب المطار حصل الطيارة فاتت: لو أني جيت بدري، لو إني طلعت من البيت بدري، لو أني أخذت أي سيارة وما جلست أنتظر فلاناً وفلاناً، لو أني... لو أني....

يمكن لو أنك رحت كان ألغيت الرحلة.

وكأنه يقول: لو أني فعلت كذا لدفعت ما قدر الله علي.

ولا أحد يدفع قدر الله.

خطورة الأفلام على الأطفال

00:37:24

وهنا ننبه -أيها الإخوة- إلى خطورة الأفلام؛ لأنها نقطة حساسة وخطيرة.

بعض الأفلام، ما فكرة الفيلم؟ أن الزمن رجع إلى الوراء، يعني واحد من القرن هذا في عام 1988 كما يزعمون في الفيلم رجع إلى مثلاً ألف وسبعمائة وكذا، أو ألف وخمسمائة، ولا إلى زمن من الأزمان، وأنه في عام 1990 وقعت حرب ذرية، وأفنت كذا من العالم، فأرجع الزمن بالآلة المعينة وراح إلى عام 1989 وقبل أن يضغط فلان على الزر فعل شيئاً فأنقذ العالم ورجع إلى العصر الذي هو فيه.

هذه الأفلام خطيرة جداً في العقيدة، ويجب أن تعلموا أن اليهود وراء هذه الأشياء.

لأنه لا يمكن أبداً لأحد من الناس أن يعود إلى الوراء.

فالفلم هذا عندما يصور لك أنت المشاهد أن فلاناً رجع إلى الوراء وغير المسيرة، وكان سيكون الحرب النووية ولكن هو رجع إلى الوراء بالآلة وغير الموضوع.

ماذا تشعر؟ ماذا يفهّمونك؟

أن هناك مخلوق يستطيع أن يرجع الزمان ويعكس إرادة الخالق وما حصل، ويرد القضاء والقدر الذي حصل.

بعض الناس يقول: هذه أفلام تسلية.

لكن الحقيقة -أيها الإخوة- أنها أفلان خطيرة جداً تلك التي تشعر حتى الأطفال أن البطل رد القضاء والقدر الذي حصل في عام كذا، فرجع وغير الموضوع، وحصل شيء ثاني بعدها.

ودور الأفلام في تخريب العقيدة طويل جداً، وحتى أفلام الكرتون هذه أضرارها في العقيدة على الأطفال لا يعلم بها إلا الله.

يعني مثل بسيط جداً، نحن نعلم أن السحر ماذا؟ شرك وكفر، والساحر حده في الإسلام القتل.

يطلعون الساحر على المكنسة تطير، في أفلام الكرتون، والساحر يقول بالعصا كذا فيسوي كذا، ويظهرونه بأنه يفعل أعمال خير، ويجيب فلوساً للفقراء، ويحل الأسرى.

إذاً، ماذا يستقر في عقول الأطفال؟

إن السحر طيب، شوف الساحر ماذا فعل؟

الكلام طويل جداً، إنما على الهامش.

حكم سب المرض

00:40:04

بعض الناس إذا مرضوا يسب المرض ويلعن المرض، والرسول ﷺ دخل على أم السائب، فقال: ما لكِ يا أم السائب تزفزفين؟  فقالت: الحمى لا بارك الله فيها. فقال: لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد  [رواه مسلم: 2575].

حكم مقولة: "سويت كذا، والباقي على الله"

00:40:30

يقع في ألفاظ بعض الناس: سويت كذا كذا كذا والباقي على الله.

هذه الكلمة فيها تفصيل، نقول: إذا قصد أنا بذلت الأسباب من جهتي كمخلوق، وأنا انتظر توفيق الله عز وجل، الباقي على الله يعني أنا بذلت الأسباب؛ لأن الواحد الآن مطالب شرعاً يبذل الأسباب من جهته ثم يتوكل على الله ويسأله التوفيق.

لو كان هذا قصده طيب.

لكن أحيانا ًتحس من بعض الناس يقول مثلاً: أنا أول ثمانية فصول في الكتاب ركزت عليها وقرأتها قراءة دقيقة جداً للاختبار، والاثنين الباقي على الله، يعني كأنك تحس من كلامه أنه يقول: هذه بشطارتي وجدي، وتلك على الله، يعني هذه جبتها من عندي التي فلحت فيها، وتلك جاءت منها.

فهنا -طبعاً- يكون المغزى خطيراً.

كفارة الحلف بغير الله والمقامرة

00:41:50

يقول رسول الله ﷺ في حديث أبي هريرة الصحيح: من حلف منكم فقال في حلفه: باللات والعزى. فليقل "لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك فليتصدق حديث صحيح [البخاري: 4860، رواه مسلم: 1647].

لو واحد قال: والنبي، وحياة أبوي.

ثم ذُكّر ماذا يقول؟

"لا إله إلا الله".

على طول توحيد، توحيد ليمسح ما وقع فيه من الشرك، الشرك الأصغر.

 ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك فليتصدق .

لو واحد قال للثاني: تعال أنا وأنت نلعب قماراً، ما هي كفارة هذه الكلمة؟

يتصدق بشيء.

الآن في مجالس الناس تحصل عملية المراهنات، تراهن إنه كذا، أنا أقول كذا، هذا الطائر ذكر، الآخر يقول: لا هذا أنثى.

إيه، لا، إيه، لا، نحتكم إلى خبير، لو صار ذكراً تأخذ ساعتي، لو صار أنثى آخذ ساعتك، من كم؟ من مائة ريال.

لو فاز الفريق الفلاني فريقي تدفع لي، ولو فاز فريقك أدفع لك.

هذا الرهان الذي هو نوع من المقامرة، لو حصل في المجلس وتكلم الواحد مع صاحبه بهذا ماذا عليه استكمالاً للتوبة؟

أن يتصدق.

هذا حكم لا يعرفه كثيرون، الذي لا يعرفون أصلاً أن الرهان حرام.

حكم مقولة: "العصمة لله وحده"

00:43:32

وبعض الكتاب يقولون في كتاباتهم: العصمة لله وحده.

وبعض الخطباء يقولها، وهذا تعبير مكروه وبغيض في حق الله ، إذا أن العصمة لا بد لها من عاصم، ولذلك لا تقال هذه العبارة: "العصمة لله" وتستبدل بالعبارات القرآنية والعبارات النبوية.

حكم مقولة: "الفاتحة على روح فلان"

00:44:00

في بعض التعازي يقول الناس: الفاتحة على روح فلان، إذا مر في المقبرة قد يقرأ الفاتحة، وإذا وضع مصاحف في المساجد يضع فيها على روح فلان، الفاتحة على روح فلان.

تتمة لبعض الأذكار المبتدعة على ألسنة الناس

00:44:17

هذه تتمة لبعض الأذكار التي سبق أن ذكرنا: أنها ابتدعت على ألسنة الناس، وحتى نبين بالدليل أن الزيادة في الأذكار غير صحيحة، وقد ردها الصحابة، فهذا الحديث الصحيح: عن نافع: أن رجلاً عطس إلى جنب ابن عمر فقال: الحمد لله والسلام على رسول الله، قال ابن عمر: وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول الله.

أنا ما أخالفك في قضية السلام على الرسول ﷺ هذا شيء جيد، ولكن ليس هكذا علمنا رسول الله ﷺ أن نقول، علمنا أن نقول: الحمد لله على كل حال حديث صحيح [رواه الترمذي: 2738،  وقال الألباني: "إسناده جيد" كما في مشكاة المصابيح: 4744].

فإذاً، الصلاة على الرسول ﷺ ما حكمها؟ ما هي الصلاة على الرسول ﷺ؟

عبادة من أجل العبادات.

لكن لو واحد قالها بعد العطاس مباشرة، دائماً بعد العطاس.

لو أن مؤذناً كما يحدث في بعض البلاد بعد الأذان: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، وصلى الله وسلم على نبينا وسيدنا محمد.

بعد الأذان أضاف هذه الزيادة، قال: هذه الصلاة على رسول الله ﷺ، والصلاة على رسول الله ﷺ بعشر صلوات، أنا لم أفعل شيئاً منكراً.

ما نقول؟

الزيادة في الدين كالنقص فيه، تريد تصلي على الرسول ﷺ لا تلصقها وتربطها بهذه الأشياء التي لها أذكار محددة في الشرع.

صل على الرسول ﷺ في أي وقت، إنما تربطها بالأذان وترفع بها صوتك –مثلاً- المؤذن يقولها، ولا تجي تقولها بعد العطاس مثلاً... لا.

التزم بما ورد في الشرع، ما هي الألفاظ الواردة في الشرع في العطاس؟

منها: الحمد لله، وهذا المعروف عند الناس.

الحمد لله على كل حال كما سمعنا في حديث ابن عمر.

الحمد لله رب العالمين، كما ورد في الحديث الصحيح.

ممكن تقول أي واحدة؛ لأنها كلها ورد فيها الدليل: الحمد لله، الحمد لله على كل حال، الحمد لله رب العالمين.

بماذا يرد الآخر؟

يرحمك الله، هذا الذي في الروايات كلها.

بماذا يرد العاطس؟

يهديكم الله ويصلح بالكم [رواه البخاري: 6224].

وفي رواية: يغفر الله لنا ولكم [رواه أبو داود: 5031].

ما دام وردت: "يغفر الله لنا ولكم" إذًا يجوز استخدامها.

ممكن تستخدم هذه مرة وهذه أخرى، ممكن تقول: "يهديكم الله ويصلح بالكم"، وممكن تقول: "يغفر الله لنا ولكم".

لكن ما يمكن تجيب أي شيء ثان ما ثبت.

بعض الأخطاء في قراءة الفاتحة وألفاظ الأذان

00:47:23

هذه الأشياء الزيادات بعض الناس يستحقرها، مرة واحد إمام مسجد زوّد حرفاً في قراءة القرآن.
-طبعاً- القرآن ما يمكن الواحد يزود فيه ولا حرف، ولا حركة، زيادة الحركة أحياناً تبطل المعنى، تكون الألف تصير فتحة، أو تفخيم، ترقيق، سين صاد، ضاد دال، تغير المعنى بالكلية.

هذا زوّد حرفاً، ردوه، ما رد، كمّل، بعد الصلاة: يا فلان اتقِ الله، حرام عليك، كيف تفعل كذا؟

قال: يا أخي من أجل حرف واحد تقوم الدنيا عليّ ؟

الآن عندما يقول إنسان مثلاً من هذا الباب:  إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ  [الفاتحة: 5].

ولا يشدد "إيّاك نعبد" يقول: "إياك نعبد وإياك نستعين".

ما هو الإياك؟ في لغة العرب هو: ضوء الشمس، كأنه يقول: شمسك نعبد، بالضبط.

لا بد يقول:  إيّاك نعبدُ .

تأمل الفرق ماذا؟

شدة، فقط.

ولذلك يقولها أبو عثمان المازني لبعض تلامذته: عليك بالنحو فإن بني إسرائيل كفرت بحرف ثقيل خففوه.

يعني كان مكتوب عندهم في قول الله -عز وجل-، هكذا يروى، الله أعلم بصحتها: إني ولّدتك لعيسى.
"ولدتك" يعني من أمك.

فقالوا: إني وَلَدتك، فكفروا.

"إني ولدتك" بدون شدة.

بعض الأخطاء في ألفاظ الأذان: أحياناً بعضهم يقول: الله إكبر، بدلاً من أن يقول "الله أكبر".

وقال القفطي في ترجمة ابن الحبراني النحوي: كان إذا أحرم للصلاة كسر الهمزة، في تكبيرة الإحرام قال: الله إكبر.

وهو نحوي، فسألته عن ذلك فأنكر كسرها، قال: لا، فتح، ما يصير تكسر، كيف تكسر؟!
وهو نفسه يكسرها.

فقلت له: قلها.

فقالها بكسر الهمزة، وشهده جماعة عندي يقولها بكسر، فاجتهدنا به أن يقولها مفتوحة، فما تطوّع لسانه بها.

فاعتددنا ذلك من النوادر.

بعض الناس تعود خلاص.

هذا ينبغي أن يجاهد نفسه، وفي نفس الوقت الناس يواصلوا التنبيه.

وإذا كان إماماً ومؤذناً، يا أخي ما تؤذن أنت، أنت استرح على جنب، يجيء واحد أذانه صحيح ويؤذن.

إمام قراءته خطأ، ما تقرأ خطأ، تغير علينا الألفاظ، تغير علينا القرآن، يؤم غيرك.

بعض الناس يقول: يا أخي هذا مسكين، وراتبه ما له إلا...؟

طيب راتبه زين تريد تتبرع له تبرع له جزاك الله خيراً، لكن تخليه يصلي يؤم بالناس وهو يغير القرآن؟

لا.

وبعضهم من الأخطاء أيضاً: الله أكبرَ، الله أكبرَ.

والصحيح: الله أكبرُ، الله أكبرُ.

طيب ما هو إعراب: "أكبرُ"؟

خبر.

ومن الأخطاء في الأذان كذلك ما قاله بعض أهل العلم: رأيت بعض المؤذنين ينطقون في التكبيرة الواحدة بثلاثة أوجه من الكفر على رؤوس العامة والخاصة، ولا يغير أحد عليهم.

هذا قاله بالقديم، الآن الأخطاء نفسها موجودة في بعض مكبرات الصوت.
مثل إدخال همزة استفهام على همزة استفهام: "الله أكبر" فإذا أدخل عليها همزة ثانية تصير: "آلله أكبر"؟ فهو سؤال يعني أالله أكبر ولا ما هو أكبر؟ يعني كأنه يسأل: أالله أكبر؟

هذا تلاحظه عند بعض المؤذنين: "آلله أكبر"؟ ما يقول: الله أكبر، يقول: "آلله أكبر" يمدها.
يعني إذاً أدخل همزة ثانية، إذاً صار مثل سؤال أنه يشك، يعني هل الله أكبر ولا لا؟

وبعضهم يدخل همزة الاستفهام على لفظ: أكبر، فيقول: الله آكبر.

فيكون: "أكبر" خبر مبتدأ خبره محذوف تقديره: "أهو أكبر"؟ وهذا كفر أيضاً.

والثالث: إدخال ألف بعد الباء، فيقول: الله أكبار، "أكبار" جمع كبر، والكبر هو الطبل.

تصور قبح المعنى.

ولكن هل نمسك المؤذنين هؤلاء نحكم عليهم بالكفر لأنهم يقولون هذا؟ نقول: تعال أنت تقول: "الله أكبار" تعال: أنت كافر؟

لا، وإنما علمه، يا أخي قد يكون عامياً غير متعلم، هكذا سمعها من أجداده، هكذا اخترعها ومشى عليها، ما أحد صلح له في السنين الماضية.

إذًا، نعلمهم.

حكم قول: "إن الله أحل كذا، وإن الله حرم كذا"

00:52:31

وكذلك من المنكرات خصوصا ًفي كلام الذين يفتون أن يقول: إن الله أحل كذا، وإن الله حرم كذا.

هذا صحيح فيما ورد به النص، لكن في الأشياء الاجتهادية، يقول ابن القيم: "ومن الألفاظ المكروهة: أن يقول المفتي: أحل الله كذا، وحرّم الله كذا في المسائل الاجتهادية".

لأنه يمكن أن يكون اجتهاده خاطئاً فكيف يجزم إن الله حرم كذا؟ يمكن ما حرمه الله.

هو مأجور بالاجتهاد لا شك، لكن ما يقول بالجزم، إلا بالأشياء المنصوص عليها، يقول: إن الله حرم الربا، ما فيه إشكال.

حكم مقولة: "أطال الله بقاءك"

00:53:12

بالنسبة لمسألة طول العمر، والدعاء بطول العمر: طال عمرك، والله يطول عمرك، مثلاً.
قال ابن القيم -رحمه الله- في سياق الألفاظ المكروهة: ومنها: "أطال الله بقاءك، وأدام الله أيامك، وعشت ألف سنة، ونحو ذلك"[ينظر: زاد المعاد: 2/433].

هذه من الألفاظ المكروهة.

بعض العلماء يعللون الكراهية، مثلما علل الإمام أحمد، يقول: "إنه أمر قد فُرِغَ منه".

وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ  [سورة فاطر: 11] ،  فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ  [سورة الأعراف: 34].

وبعض العلماء، -هذا ما سبق أن ذكرناه- يقول الشيخ ابن عثيمين في مناقشة معه: تعليل الإمام أحمد -رحمه الله-: ليس بظاهر؛ لأن كثيراً من الأشياء قد فُرِغ منها، ولكن يجوز أن نسأل الله الزيادة فيها؛ مثل الرزق، وغيره.

وإنما سبب الكراهية -والله أعلم- أنك عندما تقول: "الله يطول عمرك" مثلاً فإنك تدعو له بأمر لا تدري هل هو خير له أو شر.

يمكن يكون طول العمر هذه الذي أنت تدعو له وبال عليه، وشر عليه.

فلذلك إذا قيدتها وقلت: أطال الله عمرك في طاعة الله.

يجوز، ولا في أي حرج فيها.

فقل إذا كنت ممن تعود لسانك على هذه العبارة: الله يطول عمرك في طاعة الله، أطال الله عمرك في طاعة الله، في رضوان الله، في عمل الصالحات، في كذا...

وكذلك فصّل لنا الشيخ عبد العزيز بن باز -حفظه الله- في هذه اللفظة، وكذلك قول: "أبقاك الله" قال عبد الله بن الإمام أحمد: رأيت أبي إذا دُعي له بالبقاء يكرهه، ويقول: هذا شيء قد فُرِغَ منه.

وذكر شيخ الإسلام أنه يُكره ذلك، ونص عليه أحمد وغيره من الأئمة، واحتج له بحديث أم حبيبة، عن عبد الله بن مسعود قال: قالت أم حبيبة: اللهم متعني بزوجي رسول الله ﷺ، وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية، فقال لها رسول الله ﷺ:  إنكِ سألتِ الله لآجال مضروبة، وآثار موطوءة [رواه مسلم: 2663].

وفي رواية لمسلم:  وفي أيام معدودة، وأرزاق مقسومة، لا يعجل شيئاً منها قبل حله، أو لا يُعجل شيء منها قبل حلّه، ولا يؤخر منها شيء يعد حله، ولو سألتِ الله أن يعافيكِ من عذاب في النار وعذاب في القبر لكان خيراً لكِ  [رواه مسلم: 2663].

وفي شرح الفقه الأكبر لمُلا على القاري -رحمه الله-: لو قال: "زاد الله في روحك" فهذا خطأ.

وكذلك إذا قال: "زاد الله في عمرك وأطال الله عمرك"، ونحو ذلك.

فإذاً، لو دعا فيقيد، يقول: "في طاعة الله".

حكم قول: اذكر الله، صل على النبي -صلى الله عليه وسلم- للمغضب

00:56:28

كذلك من الأشياء التي تحصل في الأخطاء إذا واحد غضب في مجلس غضباً شديداً ماذا يقول له الناس: اذكر الله، صل على النبي ﷺ.

طبعاً هذا شيء جيد إنهم يذكرونه بالله، ليس الاعتراض على اللفظة، لكن الاعتراض رد فعل الغاضب؛ لأن واحداً غاضب وهائج، في غمرة الهيجان وفي حالة الغضب: اذكر الله، ماذا يمكن أن يحصل؟ يمكن يسب الرب.

ولذلك هنا كما ذكر أهل العلم، ذكره النووي -رحمه الله- في كتاب الأذكار: يكره أن يقول لأحد عند الغضب: "اذكر الله -تعالى-" خوفاً من أن يحمله الغضب على الكفر.

وكذلك لا يقال له: "صل على النبي ﷺ" في حالة الغضب الشديد خوفاً من نفس السبب.

ولكن يقال له: تعوّذ بالله من الشيطان الرجيم، وهكذا قال الرسول ﷺ، وعلم المستبّان اللذان ارتفعت أصواتهما وهما يستبّان.

وطبعاً هذا يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص، يمكن بعض الناس يمسك نفسه، حتى لو غضب قيل له: اذكر الله يذكر الله، لكن واحد ضعيف إيمان، قليل عبادة، لسانه منطلق، لو قلت له: "اذكر الله" في الغضب ما تورع أن يسب.

فهذا لا تقل له هذه الكلمة.

حكم كلمة: "أرجوك"

00:58:21

كلمة: "أرجوك" قال الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله-: وأما كلمة: "أرجوك" لشيء يقدر عليه المخلوق فليست بشرك ولا محرم.

ولا سيما المريض الذي في حالة شديدة: أرجوك يا دكتور اشفه، أرجوك يا دكتور لا يموت، ترى ما عندنا غيره.

لأنه في اللحظات العصيبة يمكن واحد يتخلى عن التوحيد، تكفى ترى ما عندنا غيره.
-سبحان الله- :

قل للطبيب تخطفته يد الردى ................

يعني الموت

................... من ذا يا طبيب بالموت قد أرداكَ؟

ما هو نفس الطبيب هذا.

حكم كملة: "الله بالخير"

00:59:15

كذلك كلمة: "الله بالخير" سئل الشيخ عبد الله أبا بطين -رحمه الله- عن استعمال هذه التحية، فقال: هذا كلام فاسد خلاف التحية التي شرعها ورضيها وهو السلام، فلو قال: "صبّحك الله بالخير" أو قال "الله يصبحك بالخير" بعد السلام فلا يُنكر عليه.

لكن "الله بالخير" أو "كالله بالخير"، "مساك الله بالخير" بدون ميم، يعني ساك، هذا غير طيب.

حكم قرن الدعاء بالمشيئة

00:59:41

كذلك من الأشياء التي ذكرناها: قرن الدعاء بالمشيئة، الرسول ﷺ يقول:  إذا دعا أحدكم فلا يقول "اللهم اغفر لي إن شئت" ولكن ليعزم وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظم عليه شيء أعطاه  مثل أن يقول أحدهم: يا رب أسألك مائة مليون ريال، وبعدها: إن شئت.

فإن الله لا يتعاظم عليه شيء، إن شئت يعطيك مائة مليون، ألف مليون، لله خزائن السموات والأرض.

فلا تستكثر، تقول: هذه كثيرة، دعني أقول: إن شئت.

وبعض الناس حتى في أحوال عادية، يقول: جزاك الله خيراً إن شاء الله، الله يعطيك العافية إن شاء الله، الله يغفر له إن شاء الله -يعني للميت – الله يتجاوز عنه إن شاء الله.

غير صحيح؛ لأن هذا دعاء، والمفروض أن الدعاء يكون مجزوماً به، وليس هذا مكان المشيئة.

مكان استخدام المشيئة، استثناء بمشيئة: أنا سأفعل كذا إن شاء الله، سأسافر إن شاء الله.
 وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ  [الكهف: 23 - 24].

يا جماعة: القضايا هذه مرتبطة بالعقيدة، مرتبطة بالتوحيد ارتباط كبير.

والمشكلة الناس ابتعدوا عن الدين فظهرت هذه الألفاظ الغريبة، ألفاظ غريبة عن الكلام الإسلامي الصحيح.

حكم قول: اللهم لا تُرع ما أردنا إلا تشييد بيتك وتشريفه

01:01:14

كذلك الأدب في مخاطبة الله ، قال الخطابي -رحمه الله-: وكقول القائل، يعني عندما يتكلم عن عدم الأدب في مخاطبة الله : كقول القائل من قريش حين هدموا الكعبة في الجاهلية وأرادوا بناءها على أساس إبراهيم ﷺ، يقال يعني لما هدموا الكعبة وجاءوا ليبنوها كفار قريش في الجاهلية، لما جاء لها السيل، خرجت حية عظيمة، بعدما هدموها، فحملت عليهم، فارتدعوا، وخافوا، فعند ذلك قال شيخ كبير منهم لما رأى الموقف: اللهم لا تُرع، لا تُرع، ما أردنا إلا تشييد بيتك وتشريفه.

ماذا يقصد؟ كأنه يقول: يا الله لا تخف لا تخف، ما هو قصدنا شيء، قصدنا نبني البيت.

بعض الناس ما عندهم أدب في مخاطبة الله.

حكم مخاطبة الله بقول: يا الله يا أخي أنا ودّي أتوب لك

01:02:12

واحد يقول لي: يدخل قريب له البيت، ويمكن فيه نوع من السكر، يقول: يا الله يا أخي أنا ودّي أتوب لك يا أخي.

-سبحان الله- انظر إلى أي درجة؟

طبعا: هذا الكلام موجود في المجتمع.

 وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا  [الأعراف: 180] وهذا يقول: يا أخي.

كأنه يكلم زميله.

حكم ألفاظ التزكية في نعي الميت

01:02:50

كذلك ألفاظ التزكية في نعي الميت، فإنك ترى الآن النعي، سواء كان لفظياً أو كان مكتوباً في الجرائد: الشهيد فلان، إلى الرفيق الأعلى، إلى جنة الفردوس يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي [الفجر: 27 – 30] في ذمة الله.

يقول الشيخ ابن باز: كلمة من كيسهم ما أدري عنها.

المرحوم فلان، المغفور له فلان.

يقول الشيخ: إن قصد الدعاء له بالرحمة والمغفرة طيب، لكن إن قصد الجزم، المرحوم يعني أنه أكيد قد رُحِم، المغفور له أكيد أنه قد غفر له، فلا يصح.

ومن عقيدة أهل السنة والجماعة: عدم الشهادة لمعين بجنة أو نار إلا من شهد له الشرع بذلك، فعن أم العلاء امرأة من الأنصار -رضي الله عنها- وهي ممن بايع رسول الله -ﷺ قالت: إنه اقتسم المهاجرون قرعة.

لما جاءوا إلى المدينة صارت بالقرعة لتنافس الأنصار عليهم وعدد المهاجرين أقل من عدد الأنصار.

المحبة والأخوة الإسلامية، فطار لنا -يعني في القرعة- نصيب عثمان بن مظعون .

كان رجلاً تقياً، فأنزلناه في أبياتنا فوجع وجعه الذي توفي فيه، فلما توفي وغسّل وكفّن في أثوابه دخل رسول الله ﷺ، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب -كنية عثمان بن مظعون- فشهادتي عليك لقد أكرمك الله.

لما رأته من عبادة الرجل وتقواه وورعه .

قالت: فشهادتي عليك لقد أكرمك الله.

فقال النبي ﷺ:  وما يدريكِ أن الله أكرمه؟  قلت: بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه؟ يعني فمن يكرمه الله؟ وهذا الرجل بهذا؟ أجل من الذي يُكرم؟ فقال:  أما هو فقد جاءه اليقين   الموت  والله إني لأرجو له الخير  ما أجزم له والله ما أدري وأنا رسول الله ما يُفعل بي .

سبحان الله العظيم، انظر {ولله مقاليد السماوات والأرض} انظر إلى التعليم، الرسول ﷺ أتقى الأمة قلباً، وأكثرها عبادة، وأخشاهم لله، يقول: والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي  قالت: فوالله لا أزكي أحداً بعده أبداً [رواه البخاري: 1241].

الآن بناءً عليه:  يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي  [الفجر: 27 – 30] حكم، انتهينا، إلى جنة الفردوس، إلى الرفيق الأعلى، من هو الرفيق الأعلى؟  فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا  [النساء: 69].

هؤلاء الرفيق الأعلى.

الرسول ﷺ طلب من ربه أن يلحقه بهم:  بل الرفيق الأعلى  [رواه البخاري: 3669].

حكم إطلاق لفظ: "أم المؤمنين" على الزوجة

01:06:18

كذلك من أخطائهم: إطلاق لفظ: "أم المؤمنين" على الزوجة، وهذا مشهور في بعض البلاد، يقول: وجبنا هدية لأم المؤمنين، وودينا أم المؤمنين على بيت فلان.

من يقصد أم المؤمنين؟ يعني زوجته.

هذا ما هو كفر.

يعني ببساطة نأخذ الأمور.

"أم المؤمنين" هذه مختصة بزوجات الرسول ﷺ، إذاً ما يصلح لفظة مخصوصة بأزواج الرسول ﷺ نطلقها على أي امرأة من النساء، أو نطلقها على غيرهن من النساء؛ لأن زوجات النبي ﷺ لهن خصوصية: وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا  [الأحزاب: 53].

فإذاً، خصوصية لهن أنهن لا يُنكحن بعد الرسول ﷺ، بعد موته، لماذا؟

من الأسباب: أن الرسول ﷺ يقول:  المرأة لآخر أزواجها في الجنة  [رواه البيهقي  في السنن الكبرى: 13421] يعني الآن لو أن امرأة تزوجت في الدنيا خمسة رجال ؟ يعني واحد وراء الثاني طبعاً، فلو أنها هي والرجال الخمسة كلهم دخلوا الجنة، يعني بعد الحساب دخلوا الجنة، فهي تكون لأي واحد منهم؟

لآخرهم.

هذا الحديث الصحيح.

أما الحديث الآخر: ((لأحسنهم خلقاً)) فهو حديث ضعيف.

ولذلك رفضت أم الدرداء أن تتزوج من معاوية بعد وفاة أبي الدرداء.

ولذلك أزواج النبي ﷺ لا يتزوجن بعده أبداً؛ لأنهن معه في الجنة كلهنّ -رضي الله عنهم-.

حكم استخدام العبد لفظة: "ربي" في مخاطبة سيده

01:08:13

كذلك من الأشياء التي نهى عنها الشرع أن يستخدم العبد لفظة: "ربي" في مخاطبة سيده مع أنه ربه، يعني مالكه.

وإطلاق السيد لفظ: "عبدي" على "غلامه" مع أنه هو عبده يعني مملوك له.

حتى لا يحصل اشتراك في اللفظ، حتى الوهم يُبعد عنه.

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال:  لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضئ ربك، اسق ربك  يعني على المالك، مع أنه ربه، من ناحية اللغة، اللفظ لفظة: رب يعني صاحب، سيد، مالك،  وليقل: سيدي ومولاي، ولا يقل: أحدكم عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي  [رواه البخاري: 2552].

ولمسلم: ((وجاريتي)) [رواه مسلم: 2249].

وفي رواية لمسلم:  كل عبيد الله وكل نسائكم إماء الله [رواه مسلم: 2249].

حكم لفظة: "أنا"

01:09:14

لفظة: "أنا" من الألفاظ التي تدل على الاستئثار بالذات.

والناس كثيرا ًما يقولونها في كلامهم، قال ابن القيم -رحمه الله-: وليحذر كل الحذر من طغيان: أنا، ولي، وعندي، فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابتلي بها إبليس، وفرعون، وقارون، فقال إبليس: أنا خير منه، وقال فرعون: لي ملك مصر، وقال قارون: إنما أوتيته على علم عندي، وأحسن ما وضعت "أنا" في قول العبد: أنا العبد المذنب، أنا العبد المخطئ، أنا العبد المستغفر، ونحو ذلك.

وأحسن ما وضعت "لي" في نحو قول العبد: لي الذنب، ولي الجرم، ولي الفقر، وأنت الغني يا الله.

وأحسن ما وضعت "عندي" في مثل قولهاغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي [زاد المعاد: 2/434].

من الطرائف: استفتاء جرى في الولايات المتحدة الأمريكية: ما أكثر كلمة تردداً في عبارات الشعب الأمريكي؟

طلعت أكثر كلمة تردداً في ألفاظ الشعب الأمريكي: "آي"، كلمة: "أنا" تدل على مدى عبادة أولئك الناس لأنفسهم وشهواتهم.

وكذلك: "أنا" مذمومة في الاستئذان، عن جابر قال: أتيت النبي ﷺ في دين كان على أبي، فدققت الباب فقال: ((من ذا؟)) فقلت: أنا. فقال: ((أنا أنا)) كأنه كرهه. متفقٌ عليه [رواه البخاري: 6250، ومسلم: 2155].

جملة من الألفاظ وحكمها

01:11:00

فإذاً، لو قال واحد: من أنت؟ من الطارق؟

تقول: فلان بن فلان، فلان الفلاني.

لا تقل: أنا، أحياناً من يريده؟

"توكلت على الله، أو توكلت عليك"، قال بعض أهل العلم: لا يصح أن يقال حتى لو أتى ب "ثم"؛ لأن التوكل كله عبادة، مما قاله الشيخ محمد الإبراهيمي -رحمه الله-.

قولة: "أنت فضولي" لو قيلت لشخص في مكانه الصحيح ما فيها إشكال، واحد جاء إلى وليمة لم يدعَ إليها.

لكن لو واحد تدخل لإنكار منكر، فقال له واحد: أنت فضولي، أو أنت ملقوف، كما يقولون، فهذا قال العلماء: يُخشى عليه من الكفر.

قوله: "أنصت" يوم الجمعة من الألفاظ التي نهي عنها.

وكذلك "أنصتوا لأهل المجلس" الذي يجلس فيه الإنسان، قال ﷺ في الحديث الصحيح:  إذا قلت للناس: "أنصتوا" وهم يتكلمون فقد ألغيت على نفسك  يعني واحد جالس في المجلس يريد الناس يستمعوا له، يتكلم، فقال: صه، أنصتوا، أنت فلان أنصت، أنصتوا.
يقول الرسول ﷺ: فقد ألغيت على نفسك  [رواه أحمد: 8235، وقال محققو المسند: " إسناده صحيح على شرط الشيخين"] يعني يريد أن يتكلم، يريد يسكت الناس كلهم.

وإن من الأدب -وهذا حديث رواه الإمام أحمد، وهو في السلسلة الصحيحة-، وإنما أن ينتظرهم حتى يسكتوا ثم بعد ذلك يتكلم.

وهذه تحصل دائماً في المناقشات، كلهم يريد الكلام، ما في أحد يريد أن ينصت.

كذلك قولهم: يقول ﷺ:  من قال إنه بريء من الإسلام فإن كان كاذباً فهو كما قال، وإن كان صادقاً لم يعد إلى الإسلام سالماً  [رواه النسائي: 3772، وابن ماجه: 2100].

بعض الناس يقول: أنا يهودي لو سويت كذا، أنا نصراني لو سويت كذا، أنا بريء من الإسلام لو إني دخلت بيت فلان الفلاني.

قال القرطبي -رحمه الله- في تفسيره: والعوامّ من الناس يخطئون في قولهم: "يا عظيم الرجاء" فيقصرون ولا يمدون، ولا يقولون: "رجاء" والرجا مقصور ناحية البئر وحافتها.

كلمة: "خسرت، وهرمت، وضيعت" في العبادات تقال، ما يجيء واحد يقول مثلاً: كم في الحج حطيت؟ يقول: والله خسرنا في الحج ألفين ريال، والله خسرنا، ضيعنا في الجهاد خمسة آلاف، والله غرمنا في ضيافة أقاربنا السنة هذه ألف وخمسمائة ريال.

فإذاً، في العبادات لا تقال هذه الكلمات: خسرت، وغرمت، وضيعت، وإنما يقال: أنفقت، ونحوها.

وإنما تستعمل تلك الكلمات في المعاصي، أو التجارة، في المعاصي والمكروهات، ولا تستعمل في الطاعات.

لكن المشكلة ما حد يقول: رحت بانكوك وخسرت كذا.

لكن يقول: في الحج خسرت كذا.

شوف النفسية هذه التي تنبعث منها هذه الألفاظ.

حكم لفظة: "خليفة الله"

01:14:06

وأما لفظة: "خليفة الله" فهي فيها نقاش طويل بين العلماء، خلاصته ثلاثة أقوال: المنع، والإباحة، والتفصيل.

فأما التفصيل وهو كلام ابن القيم -رحمه الله-: إن قصد بخليفة الله أنه خليفة عنه في غيابه، يعني لأن الله غاب، فهذا جاء خليفة عن الله، هذا لا يجوز.

لكن لو قصد بالإضافة "خليفة الله" أن الله استخلفه عن غيره ممن كان قبله، فهذا لا يمتنع فيه الإضافة.

الل ه قال: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً [البقرة: 30] يعني آدم وذريته خلفوا من كان قبلهم على الأرض، كان هناك أقوام على الأرض من قبل آدم، بدليل أن الملائكة قالت لله: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟

كيف عرفوا أن آدم سيفعل كذا؟

قال المفسرون: مما رأوا من صنيع الأقوام قبل آدم وذريته على الأرض، قالوا: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ [البقرة: 30]، ولذلك جعل الله خليفة آدم خليفة، قال: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً  [البقرة: 30] يعني ليخلف من قبله.

ولذلك قيل لأبي بكر: "خليفة رسول الله" يعني خلف رسول الله ﷺ الغائب.

بهذا المعنى صحيح.

حكم كلمة: "زعموا"، و"موقف الإسلام من كذا"

01:15:30

أما لفظة: "زعموا" وقد تكلمنا عنها وإنما نؤكد من باب أن كثيراً من الناس لا يتوثقون في الأخبار والأنباء التي يسوقونها، والرسول ﷺ يقول: بئس مطية الرجل زعموا  [رواه أبو داود: 4972، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 866].

كلمة: "موقف الإسلام من كذا" أحياناً يقول بعض الكتاب: "الربا وموقف الإسلام منه"، "السرقة وموقف الإسلام منها".

الحقيقة أن هذه العبارة ضعيفة جداً، أول شيء يقول "الربا وموقف الإسلام منه" يعني الربا شيء كبير أمام الإسلام، ولذلك حطه في البداية.

وكلمة: "موقف" تدل على رأي الإسلام في الموضوع.

بعض الناس يقول: ما رأي الدين في الموضوع؟ ما رأي الإسلام؟

يعني كأنه مسألة آراء، يعني ممكن أخذ ورد، ممكن نوافق عليه ما نوافق عليه.

لماذا لا نقول: "حكم الإسلام في الربا"؟ "حكم الإسلام في الزنا"؟ "حكم الإسلام في السرقة"؟ "حكم الإسلام في التأمين"، وهكذا..

ولا نتطرق ونذكر هذه العبارات التي فيها تمييع للأحكام والقضايا.

حكم لفظة: "علمه بحالي يغني عن سؤالي"

01:16:47

لفظة: "علمه بحالي يغني عن سؤالي" حُكيت عن الخليل ، قال شيخ الإسلام: "حديث موضوع".
قال  الألباني في السلسلة: "لا أصل له".

ثم قال: "وبالجملة فهذا الكلام  المعزو إلى إبراهيم ﷺ لا يصدر من مسلم يعرف منزلة الدعاء في الإسلام".

يقول: "علمه بحالي يغني عن سؤالي" ما في داعي أدعو، خلاص لا أريد أن أدعو.

يقول في السلسلة: "لا يصدر من مسلم يعرف منزلة الدعاء في الإسلام، فكيف يقوله من سمانا المسلمين؟".

حكم مقولة: قلت لك مائة مرة: لا تفعل كذا، أو افعل كذا

01:17:22

أحياناً يقع في الكلام: قلت لك مائة مرة لا تفعل كذا، قلت لك سبعين مرة لا تفعل كذا أو افعل كذا. في الأذكار للنووي قال: "هذا يُراد به المبالغة، فإن قال لصاحبة فعلاً مرات كثيرة لا يُعتاد مثلها لم يأثم وإن لم يبلغ مائة مرة.

لأنه يقصد على سبيل المبالغة.

لكن إن طلبه مرة واحدة، قال له: لا تفعل كذا.

وبعدين قال: أنا قلت لك مائة مرة ما تفعل، كان كاذباً.

وبينهما درجات يتعرض المبالغ للكذب فيها.

حكم قولة: "قوى الله ضعفك"

01:17:58

مقولة: "قوى الله ضعفك" عن عبد العزيز بن أبي رجاء، قال: سمعت الربيع يقول: مرض الشافعي فدخلت عليه فقلت: يا أبا عبد الله قوى الله ضعفك، فقال: يا أبا محمد والله لو قوّى الله ضعفي على قوتي أهلكني، قلت: يا أبا عبد الله ما أردت إلا الخير، لو دعوت الله ما أردت إلا الخير.
فقال الشافعي -رحمه الله- -مؤدب -: لو دعوت الله عليّ لعلمت أنك لم ترد إلا الخير [الأذكياء، لابن الجوزي، ص: 78 - 79].

وأنا ما أقصد أنك تريد الشر، لكن أقصد أن أنبهك على اللفظة، ماذا يعني قوى الله ضعفي؟ يعني زاده قوّاه، ولكن يقول: "قواك الله"!

حكم مقولة: "ما شاء الله وشئت "، "ما لي إلا الله وأنت"

01:18:49

كلمات تنافي تجريد التوحيد فيها تسوية بين الخالق والمخلوق: "ما شاء الله وشئت"، "ما لي إلا الله وأنت"، "هذا من الله ومنك"، "أنا بالله وبك"، "أنا متوكل على الله وعليك"، "الله لي في السماء وأنت لي في الأرض"، "هذا من صدقاتك وصدقات الله"، "أنا تائب إلى  الله وإليك"، "أنا في حسب الله وحسبك "، "لولا الكلب لسرقنا" أشياء كثيرة.

من الطرف: أن طائفة من الناس جاءوا من سفر ليدرسوا في البلد، فأراد بعض أهل العلم أن يعرف عقيدة هؤلاء، فوكلهم إلى شيخ يعرف طباعهم، فقال لهم الشيخ يمتحن هؤلاء المدرسين، وأن هؤلاء قد قدموا وحذرهم شخص، فقال: انتبهوا لا تقولوا: الله وأنت، الله وعليك، فدخلوا الآن في نفسية منشدين، فقال لهم الشيخ الذي يسألهم عن المقابلة: كيف حالكم؟ ومتى جئتم؟ وكيف جئتم؟ قالوا: على الله ثم على الطيارة.

فإذاً، يعني المسألة تحتاج إلى إخلاص في الحقيقة، يحتاج واحد يقولها من قلبه، ليس فقط "ثم" في أي محل.

فعموماً هذه العبارات تنافي تجريد التوحيد.

إطلاق عبارة "المتوفي" على الميت

01:20:13

كذلك عبارة إطلاق على الميت: "المتوفي" بينما الصحيح أن يقال: "المتوفى".

وقد جاء رجل مرة إلى جنازة، وحضر مع الناس وهذا الميت، فقال للشخص: من المتوفي؟ قال: الله
فبهت الرجل واستنكر، كيف يكون هذا؟

المتوفي هو الله ، لكن المتوفى اسم المفعول هو الشخص الميت.

التنبيه على بعض الألفاظ

01:20:47

وبعضهم إذا تعثر قال: "يا محمد"، "يا عبد القادر"، "يا علي"، "يا بدوي"، "يا فلان" يا كذا استعانة بغير الله.

وهؤلاء ماتوا وتستعين بهم في ماذا؟

تصغير الكلمات على وجه التحقير، إذا واحد قال: شفت هناك مسيجيد "مصيحيف"! إذا قصد التحقير فلا يصح.

أيضاً يقول واحد: نسيت آية كذا، يقول الرسول ﷺ:  لا يقل أحدكم: نسيت آية كيت وكيت بل هو نُسي .

قال ابن حجر: المراد الزجر عن تعاطي أسباب النسيان [فتح الباري، لابن حجر: 9/85].

قول: "سيد" للكافر والمنافق والفاجر، تكلمنا عنها في الخطبة المذكورة.

قول: "هلك الناس"  إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكُهم  [رواه مسلم: 2623].

وفي رواية:  فهو أهلكَهم  [رواه مسلم: 2623] لماذا؟

لو قال واحد: "هلك الناس" كأن فيها تزكية لنفسه، الناس هلكوا، الناس فسدوا، كأنه يقصد أنا ما هلكت ولا فسدت.

إذا هذا قصده لا يصح، ولذلك يقول الإمام مالك -رحمه الله-: إذا قال ذلك تحزناً لما يرى في الناس -يعني في وضع المسلمين- تحزّناً يعني من أمر دينهم فلا بأس.

أما إذا قال ذلك عجباً بنفسه وتصاغراً للناس، فهذا المكروه الذي نُهي عنه.

حكم كتابة: "بدّوح" على كراتين البضاعة

01:22:30

هل سبق أحدكم خصوصاً من أهل الحجاز من رأى "بدّوح" على كراتين البضاعة؟

أنا كأني رأيتها لكني لست متأكداً، هذه الكلمة كلمة: "بدوح" لها قصة، الآن هم يكتبونها على كراتين البضاعة، صناديق البضاعة.

كان تجار الحجاز إلى فترة قريبة عندما يبعثون ببضائعهم إلى الآفاق يتعرض لها اللصوص، يتعرضون للقوافل إلا ما كتب عليه: "بدوح" وهذا اسم تاجر.

عاد هذا التاجر صاحبهم له علاقة معهم؟ الله أعلم.

فكانوا لا يتعرضون لصناديق هذا.

مع مضي الوقت انقرض اللصوص ومات قطّاع الطرق لكن الكلمة باقية على الصناديق.

الآن اعتقاد بعض التجار إذا كتب: "بدّوح" على كراتين البضاعة أنها ما تتلف ولا تسرق.

انظر: كيف بعض الأشياء اعتقادات كيف تتسرب، تتغير عبر الزمن، راح "بدّوح" وراح اللصوص وما زال يكتبون على الصناديق: "بدّوح".

-طبعاً- هذه عقيدة خطيرة، ما هي المسألة نكتة أو طرفة.

لأنه لو اعتقد أن كلمة "بدوح" هذه هي التي تنجي البضاعة مشكلة.

حكم كلمة: "كبيت" أو "يا كبيت"

01:24:11

كذلك كلمة: "كبيت" أو "يا كبيت" ذكر الشيخ ناصر -نفع الله بعلمه- كتابة بعض المشايخ مثل العجم على كتبهم لفظة: "يا كبيت" لحفظ الكتب من الأرضة.

يزعمون أنه إذا كتب "يا كبيت" على الكتب لا تأكله الأرضة.

حكم كلمة: "تجب الثقة بالنفس"

01:24:31

كلمة: "تجب الثقة بالنفس" قال الشيخ محمد إبراهيم -رحمه الله-: لا تجب، ولا تجوز الثقة بالنفس.

وفي الحديث: ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين  [رواه أبو داود: 5090، وأحمد: 20430 ، وقال محققو المسند: " إسناده حسن"].

وقال الشيخ ابن قاسم معلقاً: وجاء في حديث أحمد:  وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورة وذنب وخطيئة، وإني لا أثق إلا برحمتك .

حكم السؤال بوجه الله وجاهه

01:24:57

"أسأل بوجه الله"، أو "أسألك بوجه الله"، جاء في الحديث الصحيح: ملعونٌ من سأل بوجه الله  هو حديث حسن رواه الطبراني وغيره.

 ملعونٌ من سأل بوجه الله، وملعون من سُئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجراً  [رواه الطبراني في الدعاء: 2112، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 2290] لتعظيم وجه الله لا تسأل به، في نفس الوقت لو واحد سألك لا يجوز أن ترده.

"حديث لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة" حديث ضعيف.

هل ما يجوز نسأل بوجه الله نهائياً؟

نقول: ذكر العلماء فيها تفصيلاً فقالوا: المقصود بالحديث:  ملعون من سأل بوجه الله  يعني من سأل متاع الدنيا؛ لأن وجه الله عظيم لا يسأل به شيء من حطام الدنيا.

ولكن تقول: اللهم إني أسألك بوجهك العظيم أن تدخلني الجنة، اللهم إني أسألك بوجهك العظيم أن تدخلني الجنة، تيسرها لي، أسألك بوجهك العظيم كذا.. من الأشياء الأخروية، عبادات مثلاً.

لكن لا تسأل الله ولا غير الله بوجه الله شيئاً دنيوياً.

ونحن نذكر ونحن صغار في المدارس لو جاء واحد طالب يعتدي على آخر، يجري وراءه: بوجه الله، بوجه الله، يسأله بوجه الله أن لا يعتدي عليه، يعني هذه من الأشياء السارية.

حكم كلمة: "تحياتي لفلان"

01:26:26

"تحياتي لفلان" سبق أن ذكرنا هذه الكلمة، وذكرنا أن بعض أهل العلم يقول: فأما لفظ: التحيات مجموعاً فلم أسمع في كتاب من الكتب العربية أنه جمع إلا في جلوس الصلوات، إذ لا يجوز إطلاق ذلك لغير من له الخلق والأمر وهو الله -تعالى-.

وقال لي الشيخ عبد العزيز بن باز -حفظه الله- بعد أن استمع إلى بعض المقاطع من الخطبة السابقة قال: "الأفضل أن تفصل" تقول: إذا قال التحيات: "الألف واللام" فلا يصح أن تكون إلا لله، أما إذا قال "تحياتي" لفلان فلا بأس.

مجرد الجمع لا بأس، لكن "التحيات"، لأن "أل" هذه استغراق جميع أنواع  التحيات وهذا لا يكون إلا لله .

"سب الشيطان" تكلمنا عنه.

قول: خبثت نفسي، أو غثّت نفسي، أو ساءت نفسي... وما في معناها.

يقول عليه السلام في حديث متفق عليه: لا يقولن أحدكم خبثت نفسي، ولكن ليقل لقست نفسي  [رواه البخاري: 6179، ومسلم: 2250] بنفس المعنى لكن كره لهم لفظ: الخبث لما فيه من الخبث والشناعة، وأرشدهم إلى استعمال اللفظ الأحسن.

حكم كلمة: "الله يسأل عن حالك"

01:27:40

وكلمة: "الله يسأل عن حالك" سبق أن ذكرناها أيضاً، قال لي الشيخ عبد العزيز: تذكر التفصيل فيها، فتقول: الله يسأل عن حالك.

قول بعض البادية إذا قلت له: كيف حالك؟ قال: الله ينشد عن حالك، الله يسأل عن حالك.

إن قصد: "الله يسأل عن حالك" من باب حديث الصحيحين، عندما تنزل الملائكة وترتفع الملائكة، تصعد الملائكة من الأرض فيقول الله كيف تركتم عبادي؟ فالملائكة تقول لله: تركناهم يعني يسبحون ويهللون، وكذا.. يسألونك الجنة، إلخ..

فيقول الشيخ: لو قال "الله يسأل عنك" يعني يقصد يدعو لك أن تكون ممن يسأل الله عنك ملائكته، يعني إنك من أهل الخير: فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ [رواه البخاري: 555، ومسلم: 632] هذا قصد صحيح.

لكن إن قصد: "الله يسأل عن حالك" يعني يعرف الله -عز وجل- وليس بعالم حالك وهو يسأل عن حالك، هذا شيء خطير جداً.

ويمكن كثير من قائلي العبارة لا يدرون عن حديث الصحيحين شيئاً، ولكن هذه الكلمة المنكرة جرت على ألسنتهم.

مبتورة من نهايتها..