مفخرة المسلمينلقد كان القرآن الكريم فيما مضى شيئًا عظيمًا في تاريخ هذه الأمة، فهو فخرها وعزها وصلتها بربها، ومعجزة نبيها الخالدة، وكان أهل القرآن لهم المنزلة العظيمة في المجتمع، فأئمة الناس في المساجد أقؤهم لكتاب الله؛ ليؤمكم أكثركم قرآنا، وكان القراء هم أمراء الجيوش، وكان يؤم الصبي الكبار لما معه من القرآن، كما أم عمرو ابن سلمة رضي الله عنه الكبار؛ لما كان معه من القرآن ويزوج الفقير بما معه من القرآن، كما جاء في الحديث الصحيح: قد زوجتكها بما معك، وفي رواية لما معك من القرآن، ويقدم في اللحد عند تضايق القبور أكثرهم قرآنا، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عند دفن القتلى بعد غزوة أحد عن أيهم أكثر قرآنا ليقدم في اللحد، وهكذا كانت تقدر الأوقات بالقرآن، وبقراءة سورة معينة، وخمسين آية ونحو ذلك، حتى تقدير الأمور الحياتية والمعيشية ووجبات الطعام ونحو ذلك، وقدر ما بين السحور وقيام الصلاة تقدر بالآيات نظرًا لأن المجتمع كان يتلو كتاب الله، فيقدر بوقت التلاوة .... المزيد |
قضية المرأة بين الإسلام والجاهليةإن طلب العلم للمرأة من الفروض، طلبه فريضة على كل مسلم ومسلمة، وإن تحصين المرأة نفسها من الشبهات التي يلقيها أعداء الإسلام، باب عظيم من أبواب العلم؛ لأن الشبهات لا تزول إلا بالعلم، وتحصين المرأة لنفسها من الشهوات بحضور مجالس الذكر التي تزيد الإيمان مطلب شرعي لأن المرأة إذا حضرت مجلسًا يذكر الله فيه نزلت الرحمة والسكينة والملائكة، فلا شك أن ذلك مما يزيد إيمانها وزيادة الإيمان هو السلاح الأساس لمواجهة الشهوات، ونحن نعلم أن بليت النساء كما هي بليت الرجال أيضًا هي الشبهات والشهوات، وأعداء الإسلام يعملون على خطين: خط إثارة الشبهات، وخط إثارة الشهوات، فالإثارة عندهم هي المنهج، بعث الشهوات الكامنة وتحريك الغرائز وبعث الشبهات وإثارة الشبهات في أوساط المسلمين والمسلمات .... المزيد |
عزة الإسلام في نفس المسلمإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وحديثنا أيها الإخوة في هذا الدرس عن العزة الإسلامية، واعتزاز المسلم بدينه عزة الإسلام في نفس المسلم، إنها الصفة العظيمة بالشخصية الإسلامية، الاعتزاز بهذا الدين، العزة الإيمانية، هذه العزة شيء نحتاجه جدًا في زمن الهزائم، نحتاج لهذا المبدأ العظيم في وقت الشدة وتكالب الأعداء، نحتاج لهذا الأمر: العزة في وقت الهزيمة النفسية، واجتماع الكفر على الإسلام، وانهزام من انهزم من هؤلاء المنافقين وغيرهم، أما العزة فإنها مصدر قولهم: عز يعز عزة وعزا، مأخوذة من مادة عزز التي تدل على شدة وقوة، وما شابهها من الغلبة والقهر، ويقال: أرض عزاز أي صلبة، وتعزز اللحم إذا اشتد، قال ابن منظور رحمه الله: العز خلاف الذل، ورجل عزيز يعني من قوم أعزاء وأعزة، وقوله تعالى: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} أي جانبهم غليظ على الكافرين لين على المؤمنين .... المزيد |
دروس من فتنة المسيح الدجال 2ومن الأمور أن الدجال لن يسمح له بدخول مكة والمدينة، قال صلى الله عليه وسلم: على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال، وقال: لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان، وقال: وإنه يمكث في الأرض ولا يقرب أربعة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد المدينة، والمسجد الأقصى، ومسجد الطور، هناك مدينتان لا يدخلهما الدجال: المدينة المنورة ومكة .... المزيد |
دروس من فتنة المسيح الدجال 1نحن مؤمنون، ومعنى ذلك: بأننا نسلم بكل ما جاء في القرآن والسنة من الأمور التي ذكرت والتفاصيل التي وضحت، والله قد امتدح المؤمنين بصفة مهمة في أول سورة البقرة، وهي قوله عز وجل: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}، ولذلك فإن كثيرًا من الناس الذين لديهم نوع من الشك أو الريبة عندما يمرون بالأحاديث والآيات التي تذكر أمورًا مستقبلية ستقع، فإنهم يشكون في ذلك، وبعضهم قد يعترض على ذلك، أو يتجه بسهام التأويل والتحريف لبعض الأشياء المذكورة في القرآن والسنة، وهذا أمر منافٍ للقرآن، وليس من منهج المؤمن أبدًا أنه يعمد إلى هذه التفاصيل الموجودة في القرآن والسنة فيغير فيها بزعمه أو ينفيها أو يكذبها مثلاً؛ لأنها تخالف عقله، أو لأنه يراها غير واقعية بزعمه .... المزيد |
حديث الشفاعة المقام المحمودالناس في الغم والكرب يوم القيامة يريدون حلاً، ويتمنى الكافر الفرج ولو إلى النار، فيتكلم الناس ويتبادلون الآراء في أرض المحشر، يتكلمون مع بعض يريدون رأياً، مثل الناس لو وضعوا في أزمة يبدءون يتحدثون في نقاش، ما هو السبيل إلى الخروج؟ {فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ}، في يوم المحشر يصدر عن بعض الناس رأياً يقولون: لو استشفعنا، يلهمون ذلك من الله كما جاء في رواية مسلم: فيلهمون الذهاب إلى الأنبياء، يريدون مخرجاً، فيقولون: لو نذهب إلى الأنبياء، فيهتمون بذلك -يصيبهم الهم- لو استشفعنا على ربنا، يعني: نطلب شفاعة أحد عند الله نستعين به على الكرب. عيسى يدل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم موسى يخبر الناس بأنه قد قتل نفساً، ولا يريد من الله إلا أن يغفر له، ولا يستطيع أن يشفع للناس في بدء الحساب ويدلهم على عيسى عليه السلام فيأتون عيسى فيقول: لست هناكم، يقولون: يا عيسى! أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم ورح منه، وكلم الناس في المهد صبياً، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه، فيذكر مثل آدم قولاً وجواباً: لست هناكم لكن لم يذكر ذنباً.عيسى ما ذكر ذنباً لكن يقول: أنا لست على مستوى طلب الشفاعة لست بهذا المقام، لست هناكم، ويقول في رواية: إني عُبِدت من دون الله، إني اتُخِذت إلهاً من دون الله، مع أنه ليس ذنباً منه ولا قصد ولا أراد ولا رضي، لكن يقول ذلك تواضعاً.الآن هؤلاء الأنبياء يقولون اليوم : إذا غفر لنا يكفينا، فما بال بقية الناس؟ثم يقول عيسى عليه السلام: ائتوا محمد صلى الله عليه وسلم فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، انطلقوا إلى من جاء اليوم مغفوراً له وليس عليه ذنب وخاتم النبيين، أرأيتم لو كان هناك متاع في وعاء وقد ختم عليه، أكان يقدر على ما في الوعاء حتى يفض الخاتم؟، هل تستطيع أن تأخذ شيئاً من الوعاء من غير فض الخاتم، فيرجعون إلى هذا الذي قيل لهم أول من تنشق عنه الأرض، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وعندما يأتون إلى النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما جاء في رواية: إني لقائم انتظر أمتي يعبرون الصراط إذ جاء عيسى فقال: يا محمد! هذه الأنبياء قد جاءتك يسألون لتدعو الله أن يفرق جمع الأمم إلى حيث يشاء لغم ما هم فيه، فأين يكون النبي عليه الصلاة والسلام؟ عند الصراط ومعه لواء الحمد، بعدما تلف القضية على الأنبياء واحداً واحداً، عيسى مع الناس مع الأنبياء كلهم يتوجهون إلى الصراط، والنبي عليه الصلاة والسلام قائم ينتظر عند الصراط، فيطلب عيسى والأنبياء معه والناس جميعهم من النبي عليه الصلاة والسلام ويخاطبونه حتى أبوه إبراهيم، كما جاء في رواية: وأخرت الثالثة -يعني: دعوة النبي عليه الصلاة والسلام- ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام. .... المزيد |
تقليد الكفارهذا الحديث الذي أتحدث به إليكم في هذه الليلة هو مرتبط بأمر العقيدة ارتباطًا وثيقًا، بل هو من صلب العقيدة، والله عز وجل أنزل عليها هذا الكتاب، وأرسل رسوله ليبين لنا ما نزل إلينا من ربنا، والله يريد منا أن تكون شخصياتنا شخصيات إسلامية، وأن تتميز هذه الشخصيات عن سائر أهل الأرض من الملل والنحل الكافرة؛ لأن الله رضي الإسلام لنا دينًا، وهو عز وجل يريد أن يكون المسلم على مستوى هذا الدين، وأن يتمثل هذا الدين، وأن تكون الشخصية الإسلامية شخصية متميزة، وليست شخصية ممسوخة، كما حدث لكثير من شخصيات المسلمين في هذا الزمان، والله عز وجل قال لرسوله صلى الله عليه وسلم: {وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ}، وقال عز وجل: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}، فصار للمسلمين دين، شريعة، منهاج، غير شريعة الكافرين .... المزيد |
الاستعداد ليوم المعادمن الممكن أن نلخص هذا الموضوع بحديث واحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذكر فيه هذه الحقيقة، وهو حديث عظيم يرويه الإمام ابن ماجة رحمه الله تعالى عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من جعل الهموم همًا واحدًا هم المعاد، كفاه الله سائر همومه، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبالي الله في أي أوديتها هلك، يعني جعل همه كله في الاستعداد ليوم المعاد، كفاه الله سائر همومه، وأزالها من قلبه، وطيب خاطره، ولم يعد ذلك القلب يشتكي وصبًا ولا تعبًا ولا عذابًا من سائر هموم الدنيا الكثيرة، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا، يركض وراء المال والشهوات ويجمع ويكدح، لم يبالي الله في أي أوديتها هلك، الله عز وجل لا يبالي وينساه ولا يبالي في أي أودية الدنيا هلك، فهذا الحديث يلخص لنا الموضوع أتم تلخيص، ويدفع الإنسان المسلم لكي يركز ذهنه وقلبه وجوارحه في العمل لهم المعاد .... المزيد |
الذين خلقوا من أجلناإن الملائكة يسبحون الليل والنهار لا يفترون، أعدادهم غفيرة، يصلي في البيت المعمور في كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، ولجهنم سبعون ألف زمام على كل زمام سبعون ألف ملك، والملائكة في الأرض في ليلة القدر أكثر من عدد الحصى، وكل إنسان له ملكان يكتبان إعماله، وملائكة تحفظه من الأمام والخلف من أمر الله، فإذا جاء أمر الله تخلت الملائكة فوقع المقدور. .... المزيد |
حتى يزداد الاقتناع بالإسلامإن معرفة الحكمة من الأوامر والنواهي الشرعية أو الأقدار الإلهية مما يزيد الإيمان، وتطمئن له القلوب، لاسيما في زمن كثر فيه الشك والارتياب وتعالت فيه أصوات النفاق، تشكك المسلمين في دينهم، وعقيدتهم، فكان تلمس الحكمة الإلهية من وراء الأوامر والنواهي، وهذه الأقدار إنها تجلي الغشاوات، عن الأبصار وتزيد إيمان المؤمن ولكنها لاتفيد من في قلبه مرض {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}(سورة الحـج46). .... المزيد |