معالم في طريق العبودية 1معالم في طريق العبودية، هذا الطريق الذي شرعه الله عز وجل، ووضح معالمه في القرآن وأرسل الأنبياء وبعثهم؛ لكي يبينوا للناس هذا الطريق، ويسلكوه فيتبعهم الناس ويسيرون وراءهم، فيكونوا هم القدوات والأئمة الذين يؤتم بهم في هذا الطريق، هذا الطريق أيها الإخوة طريق الشرف، والعبودية أرقى المراتب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال: لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله، ظن بعض الجهلة من المتصوفة وغيرهم أن في هذا الحديث حط من قدره عليه الصلاة والسلام، ولكن في الحقيقة أن في هذا الحديث رفع لدرجته صلى الله عليه وسلم، وإظهارًا لفضل الله عليه وأن أفضل كلمة يوصف بها عليه الصلاة والسلام من ألفاظ الثناء والمدح هي: أن يكون عبدًا، إنما أنا عبد .... المزيد |
محبة الله والطريق إليهاإن محبة الله تعالى والطريق إليها موضوع له أهمية عظيمة في حياتنا التي نعيش فيها اليوم، فمن الأسباب المهمة الملجئة لطرق الموضوع أنه إذا تأمل الإنسان نفسه، وتأمل من حوله، فإننا نجد أيها الإخوة أن كثيرا من عباداتنا مثل الصلاة وغيرها قد تحولت إلى عادات فصرنا ندخل المساجد ونكبر وراء الإمام ونقوم بالركعات ثم نسلم ونحن لم نفقه من أمر الصلاة شيئا وصار يأتي الصيام ويتناول الواحد السحور بعملية أوتوماتيكية، ثم يفطر وهكذا يمر الشهر شهر رمضان وهو لم يستفد من الصيام شيئا، ويذهب الواحد إلى الحج وقد تثور في نفسه بعض المشاهد في بعض المشاهد أشياء تذكره بالله عز وجل ولكن إذا كرر هذه العبادة فإن هذا الحماس وهذا التأثير يتلاشى، كذلك يا إخواني كثير من الذين يتمسكون بالإسلام ويلتزمون به يكون تمسكهم في الإسلام في البداية على غير أساس صحيح لأنهم دخلوا في هذا التمسك تقليدا لا محبة لله عز وجل، تقليد يرى من حوله يصلون فيصلي، ويرى من حوله لا يسمعون الأغاني فيترك الأغاني ويرى من حوله يقصر ثوبه مثلا فيقصر ثوبه تقليدا لا حبا في الله عز وجل، فبعد فترة من الزمن ينتكس هذا الشخص وينقلب على عقبيه. .... المزيد |
كيف يربي المسلم نفسه؟عنوان درسنا عن التربية الذاتية أو التربية الفردية، وقد يقول قائل: إنك تتكلم عن التربية كثيرًا، وتطرق هذا الموضوع باستمرار، فلمَ، ونقول أيها الإخوة: ليس عندنا حل لمواجهة المشكلات التي تعيش فيها اليوم نحن المسلمين إلا التربية، ليس هناك علاج ناجع وحل جذري للواقع المرير الذي نعيش فيه ونمر به إلا التربية، ليس عندنا هناك طريق أخرى، هي طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأمر الذي ينبغي التركيز عليه، لقد تكلمنا على أهمية التربية الإسلامية فيما سبق، وتكلمنا عن مقومات التربية الناجحة، وهناك مواضيع أخرى كثيرة في التربية، بقيت الكلام عليها ومنها: التربية الفردية، أو كيف يربي المسلم نفسه، فما أهمية هذا الموضوع يا ترى؟ .... المزيد |
كيف نحب النبي ﷺ؟محبة رسول الله ﷺ، الطريق إليها، معناها، وأهميتها، واجباتها، ومستلزماتها، وما ينبغي أن يكون موقف المسلم تجاه نبيه الكريم ﷺ. هذا الموضوع على درجة عظيمة من الحساسية؛ لما وقع الناس فيه من أهل الإسلام أهل القبلة، بين الإفراط والتفريط، هذا الموضوع ينبغي أن يفتح كل مسلم قلبه وسمعه لتفاصيله، ويتذكر حتى ولو لم يتعلم شيئاً جديداً، ويستعيد إلى نفسه وقلبه ذكريات هذا الرسول الكريم ﷺ، ويتذكر حقوق رسول الله وواجباته. .... المزيد |
كيف تكون عبداً شكوراً؟إن الاهتمام بالقلوب أمر مطلوب، كيف لا والقلب هو الملك الذي يملك الأعضاء، فبه تسير وبه تأتمر، والقلب له أعمال كثيرة، وتقوم به عبادات عظيمة، والمؤمن الذي يريد أن يسير إلى الله ينبغي أن يعتني بقلبه لكي يكون سيره حسناً. كيف نكون جميعاً من عباد الله الشاكرين؟ ما هي الوسائل التي بها نكون شاكرين لله سبحانه وتعالى؟ .... المزيد |
ظاهرة ضعف الإيمان وأسبابهاموضوعنا هذه الليلة يتعلق بالقلوب، وموضوع القلوب موضوع حساس وهام، القلب تيقلب بشدة، كما وصفه عليه السلام: كالقدر إذا استجمعت غليانًا، بل هو أشد من القدر إذا اشتد غليانها، وهو يتقلب أيضًا كما يصفه عليه السلام في الحديث الصحيح الآخر: كالريشة في الأرض الخلا، تقلبها الرياح ظهرًا لبطن، وبطنًا لظهر، والقلب هذا يحتاج إلى نوع خاص من التربية، وهي التربية الإيمانية، الجسد يحتاج إلى ما يغذيه، والقلب يحتاج إلى ما يغذيه، الجسد حتى يكون سليمًا يجب أن تمنع عنه الأشياء الضارة مثل السموم والآلات الحادة وغيرها، كذلك القلب يجب أن تمنع عنه الأشياء الضارة، الجسم أحيانا يحتاج إلى نوع من الحمية حتى من الأشياء المباحة حتى يسلم، وكذلك القلب يحتاج إلى حمية، والتربية الإيمانية من أنواع، ويمكن أن تكون أهم نوع من أنواع التربية، ويمكن أن نعرف التربية الإيمانية بأنها: تنقية القلب والارتقاء به حتى يكون سليمًا، إلا من أتى الله بقلب سليم. .... المزيد |
طوبى للغرباءطوبى للغرباء، وقد استغرب بعض الإخوة هذا العنوان، وماذا يدل عليه وما هو مفهومه، وقد يكون ظن بعض الإخوة أن العنوان له علاقة بموضوع أدبي، فإن كلمة الغرباء تأتي في مثل هذه المواضيع الأدبية، ولكن حقيقة أيها الإخوة من له اطلاع على شيء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أنما هذا العبارة جزء من حديث صحيح ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أقرأ عليكم نص الحديث، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي يرويه ابن مسعود مرفوعا: إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال:... إلى آخر الحديث، هذا هو الحديث الذي سيكون محور الكلام عليه إن شاء الله وهو حديث أيها الإخوة تدارسه من الأهمية بمكان، نظرًا لحال المسلمين في هذه الأيام ومن معجزات رسولكم صلى الله عليه وسلم أنه أتى بالوحي من عند الله تبارك وتعالى ليخبر بحال الأمة، وما ستؤول إليه الأمور وذكر شيئًا وطرفا صالحا من الفتن وعلامات الساعة، والأحداث التي تكون ما بين مبعثه عليه السلام وقيام القيامة .... المزيد |
حاجتنا إلى الإخلاص للهإن الإخلاص موضوع عظيم نحتاج إليه؛ لأنه يحدد علاقتنا بالله عز وجل، ويميز أعمالنا وهو طريق الخلاص، فحاجتنا إلى الإخلاص لله عز وجل حاجة مهمة جدًا تدخل في أمور حياتنا كلها، والله سبحانه وتعالى خلقنا لعبادته، وأمرنا بالإخلاص في هذه العبادة، فقال عز وجل: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين، وقال: ألا لله الدين الخالص، واستثنى الله طائفة من البشر الذين يهلكون، البشر كلهم هالكون خاسرون إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله، فهؤلاء الذين أخلصوا دينهم لله هم السعداء حقًا الذين ينالون من ربهم الجزاء الأوفى والنعيم المقيم في جنات النعيم، وأثنى الله على المؤمنين في السورة التي قرأنا جزٍءًا منها لما كانوا يقومون بسائر أعمال القرب والطاعات، ومنها إطعامهم للمحتاجين، يطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيماً وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا، لا نريد أي نوع من أنواع الأجر الدنيوي، كل ما يقوم به لوجه الله عز وجل .... المزيد |
المسلم بين الزهد والورعموضوع إصلاح القلوب، هو عنوان كبير وضخم، ولا يمكن أن يفي به الكلام في ساعة مثلاً، كما أنه يحتاج إلى إعداد، ويحتاج إلى بحث وتفكير، ولا شك أن القلب سريع التقلب وما سمي الإنسان إلا لنسيه *** ولا القلب إلا أنه يتقلب وهذا القلب يثبت الله عز وجل من يشاء من أصحاب القلوب، ويزيغ قلوب من يشاء سبحانه وتعالى، ولذلك كان عليه الصلاة والسلام يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، نظرًا لأن تقلب القلب سريع جدًا، وأنه يتقلب كما تقلب الريح الريشة في الأرض الفلاة، وهذا القلب يتغير كما يغلي القدر تحته النار، فيصعد الماء من الأسفل إلى الأعلى ثم ينزل وهكذا، وذلك لأن القلب في غاية الحساسية، ولأن المؤثرات التي تؤثر في القلب كثيرة جدًا، وهو سريع التقلب والتغير، ولا شك أن إصلاح القلوب يعتمد على أمرين: جلب مصالح له، وتغذيته بالأمور النافعة، ثانيًا درء المفاسد عنه، وقطع الأمور المفسدة له .... المزيد |
الصراع مع الشيطاناقتضت حكمته سبحانه أن يخلق هذا العدو اللعين، إبليس الشيطان الغرر، العدو المبين، هذا العدو الذي لا نراه وهو يرانا، إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم، والجان خلقناه من قبل من نار السموم، ومن طرف اللهب ومن مارج من نار، كان خلق ذلك العدو، إنه عدونا إلى قيام الساعة، إنه جدير بأن يحذر منه وينتبه من شيء ذكره الله في كتابه نحوًا من ثلاث وثمانين مرة، إنه أبو الشر ومصدره، وأسلوب المؤامرات، إنه الغرور الذي يغر الناس، هذه العداوة التي كانت بيننا وبينه منذ أن خلق الله أبانا آدم عليه السلام، ولما صور الله آدم في الجنة، وتركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو، فلما رآه أجوف علم أنه خلق لا يتمالك يعني أنه أجوف له جوف، طاف إبليس متأملًا في هذا المخلوق في أبينا قبل أن تنفخ الروح فيه، علم أنه خلق لا يتمالك، وأنه يهلك ويموت، وأنه تجري عليه الحوادث، وتصيبه الآفات، وكان الحسد أول معصية عصي الله عز وجل بها، مع ذلك القياس الفاسد: أنا خير منه .... المزيد |