معنى العبادةحقيقة العبودية ولبها الافتقار إلى الله والإقبال عليه والإنابة إليه والرضا به، وامتلاء القلب من محبته، ولهج اللسان بذكره، وأن تعلم أنه لا غنى لك عن الله، وهذه العبودية تورث صاحبها، فرح وسرور، ونعيم في الدنيا، طمأنينة في القلب، وانشراح صدر، و تحرر المسلم من عبادة غير الله، ومن الاستسلام للآخرين، إنها تجعله عزيزاً بالله. .... المزيد |
عقوبات العصاة بعد الموتإن المتأمل في هذه العقوبات يرى أن الجزاء له علاقة بالعمل، فهذا الرجل الذي نام عن الصلاة عمداً، كانت معصيته في رأسه الذي نام عن الصلاة فكانت عقوبته فيه، وكذلك هذا الذي يشرشر شدقه إلى قفاه الكذاب، و الزناة يأتيهم اللهب من أسفل؛ فتحترق العورات والأعضاء التناسلية، وكذلك آكل الربا الذي يأكله، إنما يأكل في بطنه حجارة يسبح بها في نهر الدم المنتن، فمحل الذنب كان محل العقوبة. .... المزيد |
عالم الأرواحإن الله سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة، وتعبدنا نحن المؤمنين بالإيمان بالغيب، فكانت أعظم صفة للمتقين كما ذكر في كتابه الكريم: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}، وغيب الله تعالى كثير، ومن غيبه سبحانه وتعالى هذه الروح التي خلقها، واختصها واختص علمها به سبحانه، كما جاء في صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث بـالمدينة وهو يتوكأ على عسيب، فمر بنفرٍ من اليهود، فقال بعضهم: سلوه عن الروح، وقال بعضهم: لا تسألوه لا يسمعكم ما تكرهون؛ فقاموا إليه، فقالوا: يا أبا القاسم! حدثنا عن الروح؛ فقام ساعة ينظر، وفي رواية: رفع بصره إلى السماء، قال ابن مسعود رضي الله عنه: فعرفت أنه يوحى إليه، فتأخرت عنه حتى صعد الوحي، ثم قال: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} فالروح من أمر الله سبحانه وتعالى، ولذلك كان الذي يشابه صنعة الله ويحاول تقليدها في عمل ذوات الأرواح من التماثيل والصور إنساناً ملعوناً عند الله تعالى: لعن الله المصورين، ثم إنه يكون له بكل صورة صورها نفساً يعذب بها في جهنم، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم، انفخوا فيها الروح، فلا يستطيعون ذلك؛ فيعذبون بالنار ويعذبون بالتكليف بما لا يطيقون ولا يستطيعون. .... المزيد |
خذوا حذركمالحذر من الكفار والكافرات الذين في بيوت المسلمين من الخدم والسائقين، فكم منهن قتلت رب البيت أو ولده؟ وكم منهن علمت الأولاد الأمور المنافية للعقيدة؟ وكم منهم كانوا وكن بؤراً للفساد والفواحش؟ حتى إنك لتسمع القصص المخزية التي تفتت الكبد والقلب وتعصره، فتحطمت البيوت، وتهاوت تلك الصروح، وبقيت بيوت المسلمين خاوية على عروشها. .... المزيد |
أهمية الإيمان باليوم الآخر 2موضوع الإيمان باليوم الآخر موضوع حساس ينبغي أن يطرق مرارًا وتكرارًا؛ لما فيه من أثر في النفوس، والتغيير الذي يحدثه الإيمان باليوم الآخر، والخوف من عذاب الله، والرغبة في نعيم الله، يحدثه ذلك كله في النفس، وقد ذكرنا ما في اليوم الآخر من ظهور آثار أسماء الله وصفاته، وتحريك النفوس للعمل، وهذه النفوس هي التي فطرت على الثواب إذا أحسنت، وعلى العقاب إذا أساءت، فلذلك اليوم الآخر في في اليوم الآخر فيه إشباع لهذه النفس التي من أكبر البواعث للعمل عندها الجزاء على الأعمال بالخير أو بالشر، بحسب الأعمال، وإقامة ميزان العدل، وظهور عزة المؤمنين وذلة الكافرين، وأثر الإيمان باليوم الآخر في منع وقوع الظلم في الأرض، وأن البشر لا تستقيم حياتهم ولا تختلف اهتماماتهم إلا بالإيمان بذلك اليوم .... المزيد |
أهمية الإيمان باليوم الآخر 1اليوم الآخر نعمة عظيمة من نعم الله تبارك وتعالى، والإيمان به ركن من أركان الإيمان، والذي لا يؤمن باليوم الآخر عاقبته سوداء، ومصيره إلى جهنم، والعياذ بالله، وقد كابر المشركون في هذه المسألة كثيرا، وناقشوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فيها طويلاً، والكفارلا يفكرون فيه نهائياً؛ لأن التفكير في المصير أمر مؤلم خصوصاً بالنسبة لأولئك العصاة الذين حادوا عن منهج الله -عز وجل- . .... المزيد |
النفاق الذي فيناإن بلية الإسلام بالمنافقين شديدة جدًا؛ لأنهم منسوبون إلى الإسلام، وهم أعداؤه في الحقيقة، يخرجون عداوتهم في كل قالب، يظن الجاهل أنه علم وصلاح، وهو غاية الجهل والإفساد، فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه؟ وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه؟، وكم ضربوا بمعاول الشبهات في أصول غراس الإسلام ليقلعوها؟ فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية، يزعمون أنهم بذلك مصلحون {ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون}. .... المزيد |
الإمام العادلإن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى قد قام بأمر عظيم في نفسه وهو شعوره بالمسؤولية في ثقلها تجاه المسلمين، فإنه لما ولي قال: إني أعلاج أمراً لا يعين عليه إلا الله، قد شب عليه الصغير، وهرم عليه الكبير، وهاجر عليه الأعرابي حتى حسبه الناس ديناً. عندما يستشعر الإنسان حجم المسؤولية فإنه يبذل لها، وقد دخلت فاطمة امرأته عليه مرة فإذا هو في مصلاه يده على خده سائلة دموعه، فقالت يا أمير المؤمنين ألشيء حدث؟ قال: يا فاطمة، إني تقلدت أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب المأسور، والكبير ذي العيال في أقطار الأرض، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم، وأن خصمهم دونهم، أي الذي يجادل عنهم محمد صلى الله عليه وسلم، فخشيت ألا تثبت لي حجة عند خصومته، فرحمت نفسي فبكيت .... المزيد |
ولاية الله ومقتضياتهاالولاية لله، والخضوع له سبحانه وتعالى- هي الأساس الذي تقوم عليه تصرفات المسلمين، من عبادات ومعاملات، واتخاذ المواقف من الآخرين، وهذه المسألة التي لو تحطمت في نفوس المسلمين لأصبحوا كفاراً مرتدين، ولا ينفعهم بعد ذلك عمل صالح أبدا، ومسألة الولاية لله -سبحانه وتعالى- لو كانت متحققة فعلاً في نفوس المسلمين اليوم لما وصلوا إلى الحالة التي هم عليها الآن. .... المزيد |
وسائل الزيادة في الرزقإن الله تعالى أمرنا بالضرب في الأرض لطلب المعاش والرزق، وللرزق أسباب شرعية جاءت في الكتاب والسنة، ولعلنا نعرض لها في هذه الخطبة، إضافةً لما تقدم من خطبة ماضية حول هذا الموضوع، وهذا العرض نافع لكل من لم يجد عملاً أو وظيفة، ونافع لكل من ركبته ديون لا يستطيع أداءها، ونافع لكل من لم يحصل على حقه فهو ينتظره على أحر من الجمر، ونافع كذلك لمن لا يكفيه راتبه، ولا يكفيه دخله من كثرة المصروفات وأبوابها المفتوحة عليه. وبالجملة: فإن موضوع المال والاقتصاد من الموضوعات الحساسة، ولذلك جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية ذكر كبير لما يتعلق بهذه القضية؛ لأنها قيام الناس قال تعالى: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً}، فشأنكم وحياتكم يقوم بالمال. ولذلك فإن هذه المسألة كان لها مساحة لا بأس بها في القرآن والسنة، يحتاج إليها المسلم. ونقول هذا الكلام -أيضاً- في وقت رجع فيه كثير من الناس من الإجازات، وقد أنفقوا كل ما ادخروه في السنة الماضية، وصار بعضهم في شيء من الضيق. .... المزيد |