التميز في شخصية المسلمديننا عظيم، ولابد أن يكون أبناؤه وبناته على مستوى هذا الدين في العقيدة، في الأخلاق، في العبادة، في الآداب، في السيرة الحسنة، في الدعوة، إننا بحاجة ماسة في هذا الزمان إلى أبناء وبنات الإسلام، يحملون هذا الدين، يتعلمونه، يعلمونه، يعملون به، الإسلام يهاجم، الهجمات شرسة، الأعداء لا يوفرون فرصة، فتارة يطعنون في شريعته، وتارة في كتابه، وتارة في نبيه، وهذه سهامهم تتوالى، ولا يكفون عن السخرية والاستهزاء، إنها حرب نفسية شرسة على هذا الدين، وديننا عظيم قويم، هذا الدين متين، لابد أن يكون له من أوليائه من ينصره، ليس العيب في الزمن أيها الإخوة، كما يحلو للبعض أن يفعل، لكن في أبناء الزمن نعيب زماننا والعيب فينا *** وما لزماننا عيب سوانا ونهجو ذا الزمان بغير ذنب *** ولو نطق الزمان بنا هجانا والدين العظيم يحتاج إلى شخصيات عظيمة لحمله، تمنى الصحابة أمنيات، فقال عمر رضي الله عنه: لكني أتمنى أن يكون لي ملئ هذه الحجرة رجال أمثال أبي عبيدة، عندما نكون نحن المسلمين أصحاب تميز في شخصياتنا علما وعملاً، نعيش لله نضحي لله، نعطي لله، نأخذ لله، نحب لله، نبغض في الله، قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين .... المزيد |
التوسم والفراسةموضوعنا أيها الإخوة فيه شيء من العجب والغرابة، ولكنه سمة من سمات المؤمنين، وصفة من صفاتهم ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه، واصفًا بها المؤمنين، فقال: إن في ذلك لآيات للمتوسمين، والتوسم والفراسة من صفات المؤمن، فإما الفراسة فإنها النظر والتثبت والتأمل في الشيء والبصر به، يقال: تفرست فيه الخير أي تعرفته بالظن الصائب وتفرس في الشيء أي توسمه، فالفراسة أيها الإخوة ناشئة عن جودة القريحة وحدة النظر، وصفاء الفكر، والفراسة هي الظن الصائب الناشئ عن تثبيت النظر في الظاهر لإدراك الباطن، والفراسة هي الاستدلال بالأمور الظاهرة على الأمور الخفية، وهي أيضًا ما يقع في القلب بغير نظر وحجة، وقد قسمها ابن الأثير رحمه الله إلى قمسين: الأول ما دل ظاهر هذا الحديث عليه: اتقوا فراسة المؤمن، وفي إسناده ضعف، ولكن معناه صحيح أن للمؤمن فراسة، وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات، وإصابة الظن والحدس، والثاني: نوع يتعلم بالدلائل والتجارب والخلق والأخلاق، فتعرف به أحوال الناس .... المزيد |
الجدية بالالتزام بالإسلام 1تكمن أهمية موضوع الجدية بالالتزام بالإسلام في أنه مع انتشار الصحوة الإسلامية المباركة، التي بدأت تؤتي ثمارها وأكلها بإذن ربها، فإننا نلحظ في خضم هذه الثمار وهذه العطاءات أن الكثرة بدأ يتسرب إليها أنواع من الضعف والوهن، وبدأ معيار الإلتزام بدين الله تعالى يخف ويتقلص ذلك المفهوم الواسع للإلتزام بدين الله، وبدأت بعض التصرفات المخالفة لشريعة الله عز وجل تظهر بين الكثيرين ممن ظاهرهم الإلتزام بهذا الدين، ولهذا الظهور سلبيات كثيرة، منها: أن الناس سيأخذون صورة عن الدين من خلال هذه المناظر أو الأمثلة التي يرونها أمامهم، لأن كثيرًا من الناس يعرفون الدين برجاله، كثير من الناس لم تستقر في أذهانهم أن الحق لا يعرف بالرجال، هذه الحقيقة أن الرجال ليسوا مقياس، وليسوا هم الدين، وليسوا هم الإسلام، ولذلك فإنهم لن يغتفروا لهؤلاء أخطاءهم، وقد لا يكون عندهم الوعي الكافي حتى يتصورون بأن هذه التصرفات التي تصدر من بعض من ظاهره الإلتزام بدين الله لا علاقة للإسلام بها، إنهم لن يتصورا هذا المفهوم، ولأن علينا مسؤولية كبيرة تقع على عواتقنا من جراء أخذ الناس للتصور عن الدين من واقع الملتزمين به، فإن هذا يفرض علينا واجبًا ثقيلاً في المحافظة على معنى الإلتزام بالإسلام، وكيفية التمسك به، وكيف نقدم إلى الناس هذا الدين .... المزيد |
الجدية بالالتزام بالإسلام 2من مظاهر عدم الجدية: التساهل في إطلاق اللسان في أعراض إخوانك المسلمين، فتجد بعضهم يكيل ألفاظ الشتيمة والسباب للبعض الآخر، ويقعون في الغيبة، وهي: ذكرك أخاك بما يكره، والإفك، يقعون في الغيبة، وهي: أن تقول في أخيك ما يكره، والإفك، وهي: أن تقول في أخيك ما بلغك عنه، فيجتمع عنده النميمة، وسوء الظن، والبهتان، وهي: أن تقول في أخيك ما ليس فيه، وكل هذه الأشياء ذكرت في القرآن الغيبة والإفك والبهتان، فأين الجدية في التزام هؤلاء؟ .... المزيد |
الحسدالحسد داء خطير يصيب الأفراد والمجتمعات فتكون فيه الهلكة السريعة، ويكون فيه التقحم في النار لمن غلب هذا الطبع على نفسه فيورثه عذاب الله جل وعلا، وسخطه في الدنيا والآخرة، ومع انتشار هجوم الحياة المادية اليوم واستيلائها على عقول الناس وعلى قلوبهم أقول: مع انتشار هذه الهجمة المادية وما فتح من الدنيا على عباد الله في هذه الأزمان كان سببًا مباشرًا وقويًا لانتشار مرض الحسد في المجتمعات، ونحن أيها الإخوة نريد بادئ ذي بدئ أن نتكلم على تعريف الحسد حتى نعلم ما هو الحسد. .... المزيد |
الخادم العظيمكان أنس رضي الله عنه يقول: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وأنا ابن عشر، ومات وأنا ابن عشرين، وكن أمهاتي يحثثنني على خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصحب النبي عليه السلام، أتم صحبته، ولازمه أكمل الملازمة منذ أن هاجر إلى أن مات، وغزا معه، وبايع تحت الشجرة، وقد قال مولىً لأنس: أشهدت بدرًا؟ قال: لا أم لك، وأين أغيب عن بدرِ، ولكن أنس رضي الله عنه قد خرج إلى بدر صغيرًا، وحضرها صبيًا، ولذلك كان في رحال الجيش .... المزيد |
الخوف من الله وعلاقته بالإيمانإن الخوف من الله سبحانه وتعالى أيها الإخوة أمر عظيم حول الخوف من الله وعلاقته بالإيمان، وكيف يكون خوفًا صحيحًا وكيف يتقي المؤمن عذاب الله سيكون موضوع الحديث في هذه الليلة، قال الله عز وجل: وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون، وقال تعالى: إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين، فأمر عز وجل بالخوف وأجبه وجعله شرطًا في الإيمان، فلو قال قائل: ما حكم الخوف من الله؟ لقلنا يجب الخوف من الله؛ لأن الله قال: وخافون، وقال: فارهبون، فهذا أمر من الله عز وجل يجب على العباد أن يمتثلوه وأن يخافوا الله تعالى. لقد أثنى الله على المؤمنين، قال الله: إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، قال ابن القيم رحمه الله: الخوف علامة صحة الإيمان، وترحله من القلب علامة ترحل الإيمان منه .... المزيد |
الرياءحديثنا عن موضوع عظيم، يرتبط بموضوع أعظم منه وهو موضوع الإخلاص لله عز وجل، وهو ركن الدين الذي إذا انهدم ضاعت الأعمال وحل السخط محل الرضا من العزيز الجبار، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بأن يخلصوا له العبادة فقال تعالى: فاعبدوا الله مخلصين له الدين، فأمرهم بالإخلاص في العبادة وقال تعالى موضحًا سبب خلق الناس: تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير * الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، فقال السلف في معنى قوله جل وعلا: أحسن عملاً يعني أخلصه وأصوبه، فالإخلاص أيها الإخوة هو الركن الركين من أركان العمل، الذي إذا انهدم ضاع العمل، وأصبح هباء، وأصبح وبالاً على صاحبه تبدل حسناته سيئات، وهذا الإخلاص أيها الإخوة معناه في اللغة الخلوص والنقاء من الشوائب، والتميز والصفاء من سائر العلائق والعوائق، ألم تروا إلى قول الله جل وعلا ممتنًا على عباده نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنًا خالصًا سائغًا للشاربين، فهذا اللبن هو الطاهر الذي يخرج من بين نجسين يخرج من بين دم وروث لا ينجس، ولذلك أيها الإخوة الإخلاص صعب، ويحتاج إلى مجاهدة والقلوب لا تكاد تسلم من شوائب الإخلاص الذي منها الرياء .... المزيد |
الشباب المسلم على عتبة الزواج 1هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الشباب أو الناس الذين يتزوجون يحتاجون فيها إلى نوع من التوجيه والإرشاد وبيان آداب الشريعة في هذا الأمر، لا بد أن يكون الهدف من الزواج في ذهن الشاب المسلم واضحًا، لابد أن يكون الباعث للزواج باعثًا شرعيًا، وأن تكون القناعة به قناعة شرعية، إن المسألة في الشريعة ليست مجرد عادة، أو تقليد، أو أنه أمر من الأمور التي يريد الإنسان أن يفعلها قبل أن يموت، كما قال لي أحدهم مرة، قال: هناك في الحياة ثلاثة أمور الواحد يريد أن يفعلها قبل أن يموت، يتزوج أو يدرس ويتوظف، ويتزوج ويخلف أولاد ثم يموت، فهي عند بعض الناس تقليد أو مهمة من المهمات التي سيفعلها في حياته، ولكن المسألة أسمى من ذلك، والقضية قضية عبادة، إنه لو نوى طاعة الله تعالى لأجر أجرًا عظيمًا، انظر أيها الأخ المسلم إلى ما في النكاح من العفة عفة النفس وإعفاف الزوجة، والاستمتاع المباح الذي جعل الله فيه أجرًا في بضع أحدكم صدقة، لما وضعها في الحلال كان له أجر، وكذلك لو وضعه في الحرام كان عليه وزر .... المزيد |
الشباب المسلم على عتبة الزواج 2يستحب في صبيحة بنائه بأهله، يعني إذا دخل في الليل في الصباح: أن يأتي أقاربه الذين أتوه في داره، ويسلم عليهم، ويدعو لهم، وأن يقابلوه بالمثل؛ لحديث أنس رضي الله عنه قال: أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بنى بزينب، فأشبع المسلمين خبزًا ولحمًا، ثم خرج إلى أمهات المؤمنين، فسلم عليهن، ودعا لهن، وسلمن عليه ودعون له، فكان يفعل ذلك صبيحة بنائه .... المزيد |