37- صلاة الضحىالضحى هو الوقت الذي تفعل فيه هذه الصلاة، كقولنا: صلاة الليل، وقد تضاف الصلاة إلى شببها كصلاة الكسوف كما تضاف إلى وقتها كصلاة الضحى، والضحى يذكر ويؤنث، وقيل هي أوقات ثلاث متواليات، ضحوة عن طلوع الشمس، وضحى إذا ارتفعت الشمس، والضَّحاء بعد اشتداد الضحى إلى قبيل الزول، قال الخليل في كتابه: العين" المشهور: "الضحو ارتفاع النهار، والضحى فويق ذلك، والضحاء إذا امتد النهار"، يبدأ وقت الصلاة إذا خرج وقت النهي، وذلك بأن ترتفع الشمس قيد رمح بعد الشروق، وآخر وقت الضحى قبيل الزوال، أي قبل أذان الظهر بربع ساعة، وأفضل وقتها حين اشتداد الشمس. وتسمى صلاة الإشراق. .... المزيد |
36- ما جاء في عبادة رسول الله ﷺ 3عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بآية من القرآن ليلة" [رواه الترمذي وقال: "حسن غريب"، وقام بآية، أي أحيا ليله كله بتلك الآية فلم يقرأ بغيرها، وهذه الآية هي قوله: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]. وقد جاء ذلك في سنن ابن ماجة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قام بآية حتى أصبح يرددها، والآية: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} وداوم على تكريرها والتفكر في معانيها حتى أصبح لما اعتراه عند قراءتها من الهول صار في حال من التأمل والتدبر في هذه الآية ما أشغله عن قراءة غيرها، فبقي يرددها حتى أصبح، وهذه الآية أصلاً حكاية عن عيسى -عليه السلام- يعني إن تعذب هؤلاء الذين قالوا هذه المقالة فإنهم عبادك مستسلمون لك لا يمتنعون مما أردت بهم ولا يدفعون عن أمرهم ضراً، وإن تغفر لهم بهدايتهم إلى التوبة، فإنك أنت العزيز في انتقامه، لا يقدر أحد أن يدفعه، الحكيم في هدايته، فإذا هدى أحد من خلقه فلا يستطيع أحد أن يضله. .... المزيد |
35- ما جاء في عبادة رسول الله ﷺ 2عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين))، وهذا الحديث قد رواه مسلم -رحمه الله-، وقوله: ((فليفتتح)) هذا أمر للاستحباب وهو ندب مؤكد بركعتين خفيفتين كما جاء في صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل ليصلي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين" فيسن لمن أراد الصلاة في الليل أن يبدأ بركعتين خفيفتين مقدمة لقيامه. والحكمة في ذلك: أن يكون تنشيطاً لما بعده، واستعجال حل عُقد الشيطان بهاتين الركعتين كما قال الحافظ العراقي -رحمه الله-، وفي الحديث إرشاد إلى أخذ النفس شيئاً فشيئاً ترويضاً لها على العبادة. .... المزيد |
34- ما جاء في عبادة رسول الله ﷺ 1المراد بالعبادات هنا النوافل الزائدة على الواجبات، وقد ذكر المصنف -رحمه الله تعالى- سبعاً وعشرين من الأحاديث النبوية في هذا الباب، فقال عن المغيرة بن شعبة قال صلى الله عليه وسلم- حتى انتفخت قدماه، فقيل له: أتتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ((أفلا أكون عبداً شكورا)) وهذا الحديث قد رواه الامام البخاري في كتاب الجمعة، باب قيام النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى ترِم قدماه، يعني تتورم. وأخرجه مسلم -رحمه الله- كذلك في باب الإكثار من الأعمال والاجتهاد في العبادة من كتاب صفة القيامة والجنة والنار.، وحديث أبي هريرة الذي يليه قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي حتى ترِم قدماه" فقيل له: أتفعل ذلك وقد جاءك أن الله تعالى غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ((أفلا أكون عبداً شكورا))، وقد تفرّد به المصنّف -رحمه الله- وحسّن إسناده الحافظ في الفتح. .... المزيد |
33- ما جاء في نوم رسول الله ﷺعن البراء بن عازب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا أراد أن ينام وضعه كفه الأيمن تحت خذه الأيمن وقاب: ((رب نجني عذابك يوم تبعث عبادك))، وفي رواية: ((يوم تجمع عباك))، والحديث صححه ابن حجر والشيخ الألباني في الصحيحة. وقول البراء: "إذا أخذ مضجعه، أي إذا أراد النوم فيه واستقر، والمضجع هو موضع الضجوع، وضع كفه اليمنى -أي راحته- تحت الشق الأيمن من وجهه، وهذا يدل على أنه -عليه الصلاة والسلام- كان ينام على شقه الأيمن، ويؤكد ذلك ما رواه البراء في الصحيحين: ((إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن))، فندب ذلك لمن أراد النوم ليلاً أو نهاراً. .... المزيد |
32- ما جاء في كلام رسول الله ﷺ في السمرقال الامام الترمذي -رحمه الله- في كتابه: الشمائل المحمدية، باب ما جاء عن، قال: وعن مسروق عن عائشة قال: حدّث النبي نساءه حديثاً، فقالت امرأة منهن: كأن الحديث حديث خرافة، فقال: ((أتدرون ما خرافة؟ إن خرافة كان رجلاً من عُذرة، أسرته في الجن في الجاهلية، فمكث فيهم دهراً ثم ردوه إلى الانس، فكان يحدّث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب، فقال الناس: حديث خرافة)) وهذا الحديث تفرد به المصنف عن غيره من أصحاب المصنفات الستة، وقد رواه أحمد وأبو يعلى ولكنه حديث ضعيف. قال ابن كثير -رحمه الله-: "وهذا من غرائب الأحاديث وفيه نكارة"، وكلمة: خرافة تطلق على كل ما يستملح من الحديث ويتعجب منه، وعُذْرة قبيلة من اليمن. .... المزيد |
31- ما جاء في صفة كلام رسول الله ﷺ في الشعر 2دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة في عمرة القضاء وابن رواحة -رضي الله عنه- يمشي بين يديه. يقول: خلوا بني الكفار عن سبيله *** اليوم نضْربكم على تنزيله ضرباً يزيل الهام عن مقيله *** ويذهل الخليل عن خليله فقال له عمر -رضي الله عنه-: " يا بن رواحة بين يدي رسول الله، وفي حرم الله تقول الشعر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((خلّ عنه يا عمر، فلهي أسرع فيهم من نضح النبل)) وقوله: خلوا بني الكفار، يعني يا أيها الكفار عن سبيل الله خلوا بين رسول الله وبين الناس ليدعوهم إلى الله. وهذا الشعر إذا استعمل استعمالاً حسناً فإنه من نوع الجهاد باللسان، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم)). .... المزيد |
30- ما جاء في صفة كلام رسول الله ﷺ في الشعر 1الشعر كما قال الفيّومي هو النظم الموزون، وحدّه ما تركب تركباً متعاضداً وكان مقفّاً موزوناً مقصوداً به ذلك، فقد يقول الانسان كلاماً موزونا لكن صاحبه لا يقصد أن يكون شعراً، فلا يكون شعراً ولا يسمى صاحبه شاعراً، ولذلك ما ورد في الكتاب والسنة موزوناً فليس بشعرٍ لعدم القصد، وسمي شاعراً لفطمته وعلمه به، وقال الفيروزآبادي: الشعر غلب على منظوم القول لشرفه بالوزن والقافية، وقد تميز الشاعر بأنه يشعر بما لا يشعر به غيره، ولذلك سمي الشاعر شاعراً، وكان النبي يتمثل -يستشهد- بشعر عبد الله بن رواحة الخزرجي: ويأتيك بالأخبار من لم تزود. كما تمثل صلى الله عليه وسلم بشعر أخي قيس طرفه بن العبد صاحب المعلقة المشهورة. .... المزيد |
29- ما جاء في صفة مزاح رسول الله ﷺالمُزاح والمِزاح بالضم والكسر مصدر مزح، والمزاح الانبساط مع الغير من غير إيذاء الله، وفي هذا فرق بين السخرية والاستهزاء، فإن السخرية والاستهزاء قد يكون فيها انبساط لكن مع إيذاء الغير، أما المزاح فهو انبساط مع الغير من غير إيذاء. وقد أورد في هذا الامام الترمذي حديثاً عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: ((يا ذا الأذنين)) قال محمود قال أسامة: يعني يمازحه، والحديث صحيح قد رواه أبو داود أيضاً. وقوله: ((يا ذا الاذنين)) مزاح؛ لأن كل إنسان له اذنان، فكان ذلك على سبيل المازحة، وفي هذا حُسن الخُلق، وأن القائد العظيم إذا مازح بعض اتباعه، فإن ذلك لا يقلل من هيبته ومقداره، وأن هذا المزاح إذا كان منضبطاً فإنه لا يضر. .... المزيد |
28- ما جاء في ضحك رسول الله ﷺالضحك كما قال أهل اللغة هو: انبساط الوجه وتهلله، حتى تظهر الأسنان من السرور، فإن كان بصوتٍ فهو قهقهة، وإن كان بدون صوت فهو تبسُّم، وعن جابر بن سمُرة -رضي الله عنه- قال: "كان في ساق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمُوشة، وكان لا يضحك إلا تبسُّماً، فكنت إذا نظرتُ إليه قلتُ: أكحل العينين وما هو بأكحل" والحديث قال عنه الترمذي: "حسن صحيح"، وضعفه الألباني. ومعنى: "حُموشة الساق" دقتها، والمقصود دقتها بما يتناسب مع سائر أعضائه صلى الله عليه وسلم. وهذه الحموشة والحُسن مما يُمتدح به، وفي قوله: "لا يضحك إلا تبسُّماً" دليلٌ أن الغالب من ضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- هو التبسُّم. وهذا الخُلُق شأن الكمّل من الناس. .... المزيد |