الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد قال الإمام الترمذي -رحمه الله- في كتابه الشمائل المحمدية: باب ما جاء في نوم رسول الله ﷺ .
عن البراء بن عازب ، أن النبي ﷺ كان إذا أخذ مضجعه وضع كفّه اليمنى تحت خده الأيمن، وقال: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك [رواه الترمذي: 3399، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 4790]، وفي رواية: ((يوم تجمع عبادك))، الحديث صححه ابن حجر -رحمه الله- والشيخ الألباني في الصحيحة.
وقول البراء : "كان النبي ﷺ إذا أخذ مضجعه"، يعني أراد النوم فيه واستقر، والمضجع: هو موضع الضجوع، "وضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن": أي وضع راحته تحت الشق الأيمن من وجهه، وهذا يدل على أنه ﷺ كان ينام على شقه الأيمن، وإلا كيف سيضع كفّه اليمنى تحت خده اليمنى إذا كان ليس بنائم على شقِّه الأيمن، فهذا يستلزم أنه كان يضطجع على شقه الأيمن.
ويؤكد ذلك ما جاء في حديث البراء في الصحيحين أن النبي ﷺ قال: إذا أتيتَ مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ، فندب ذلك لكل من أراد النوم ليلاً أو نهارًا؛ لأنه قال: إذا أردت مضجعك وهذا عام سواء أراد نوم القيلولة في النهار أو نوم الليل، فإن ذلك كله تنطبق عليه هذه السنة، ويقول: رب : والرب: المالك المتصرّف الذي يربي عباده بنعمه، قني عذابك : أي أجرني منه، يوم تبعث وفي رواية: تجمع عبادك : وهو يوم البعث والنشور، وهذا يقوله النبي ﷺ مع أن الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأجاره من عذابه، ومع ذلك يعترف بالتقصير، ويسأل الله الوقاية من العذاب، فيقول: رب قني عذابك ، فماذا بالنسبة لنا نحن العبيد أهل التفريط والتقصير، فينبغي على المسلم عندما يأوي إلى فراشه أن يتذكر المآل والمصير، لاحظ العلاقة بين النوم وبين: يوم تبعث عبادك ، رب قني عذابك يوم تبعث عبادك ، لأن النوم موتة صغرى فتذكر بالموتة الكبرى والبعث والنشور.
وقد جاء أيضًا عند أبي داود والنسائي من حديث حفصة أن النبي ﷺ كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده، ثم يقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ثلاثًا وقال المناوي: السنة تحصل بمرة أصل السنة يحصل بمرة واحدة، والكمال ثلاثًا" [فيض القدير: 5/97].
وفي هذا الحديث بيان أن هدي النبي ﷺ في النوم أن ينام على شقه الأيمن، وهو أسرع إلى الانتباه، لعدم استقرار القلب، فإن القلب في الجانب الأيسر فلا يستغرق في النوم؛ بخلاف ما إذا نام على جنبه الأيسر فيكون القلب في استراحته يستغرق فيبطئ الانتباه.
قال ابن القيم -رحمه الله-: "وقد قيل إن الحكمة في النوم على الجانب الأيمن أن لا يستغرق النائم في نومه؛ لأن القلب فيه ميل إلى جهة اليسار، فإذا نام على جنبه الأيمن طلب القلب مستقره من الجانب الأيسر، وذلك يمنع من استقرار النائم واستثقاله في نومه، بخلاف قراره في النوم على اليسار، فإنه مستقره، فيحصل بذلك الدعة التامة ويستغرق في النوم ويستثقل فيفوته من مصالح الدين والدنيا".
قال ابن القيم -رحمه الله-: "وكثرة النوم على الجانب الأيسر مضر بالقلب؛ بسبب ميل الأعضاء إليه، فتنصب إليه المواد" [زاد المعاد في هدي خير العباد: 4/223]، تصبح كلها فوق القلب، لأنه يكون تحت وكل ما في الجوف يكون متجه إلى القلب وعلى القلب له وطأة وثقل.
وعن حذيفة ، قال: "كان النبي ﷺ إذا أوى إلى فراشه قال: اللهم باسمك أموت وأحيا، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ، هذا الحديث الثاني الذي ذكره في الباب، والحديث متفق عليه.
وفيه أوى إلى فراشه أو مضجعه لينام، قوله: باسمك أموت وأحيا ، أي: بذكر اسمك أنا مستعينًا بك طالبًا حفظك، راجيًا منك السلامة والوقاية والعافية، أو يكون المعنى: لا أنفك عن اسمك في حياتي ومماتي، وهذا فيه تعلق بالتوحيد؛ لأنه عندما يقول: باسمك أموت وأحيا ، باسمك لا باسم غيرك، معناها أنه يخلص التوحيد ويذكر اسم ربه في هذه المناسبات التي تمر عليه دائمًا، وتتعلق بحياته ومعيشته، ونومه وموتته الصغرى، وإذا استيقظ يعني من النوم قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا ، يعني رد أنفسنا بعد ما قبضها، وأطلق الموت على النوم؛ لأنه معه يزول العقل والحركة، ولهذا قالوا النوم أخو الموت، وقالوا عن النوم الموتة الصغرى.
والنوم آية من آيات الله الدالة على كماله وعظمته واستحقاقه للعبادة، فإنه تعالى حيٌ لا يموت، قيوم لا ينام، لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةࣱ : نعاس، وَلَا نَوۡمࣱۚ [البقرة: 255]، وكذلك فيه حمد الله على النعمة العظيمة؛ لأنه يقول: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا : يحمد ربه على النعمة العظيمة، والمنة الجسيمة، وهي الإحياء بعد الإماتة، والاستيقاظ بعد النوم؛ لأن الإنسان يتعطل عن الانتفاع بهذه الحياة، ولا يتمكن من أداء العبادة، فإذا استيقظ زال عنه ذلك المانع، فهو يحمد الله على هذا الإنعام، وإذا قال قائل: ما وجه الحمد عند القيام من النوم، يقول إذا قام من النوم الحمد لله الذي أحيانا، نقول: لقد كان النوم معطلاً ومانعًا من أداء الأعمال فالحمد لله الذي بعثنا من النوم، وقد استرحنا لكي نؤدي أعمالنا وعباداتنا وما تقوم به معيشتنا، وكذلك هذا العطاء والإكرام يحتاج إلى حمد.
وإليه النشور : الإحياء للبعث أو المرجع في نيل الثواب مما نكسب في حياتنا هذه، وفيها إشارة بإعادة اليقظة بعد النوم إلى البعث بعد الموت، إذن، القيام من النوم يذكّر بالبعث بعد الموت، كما أن النوم يذكّر بالموت، فالقيام من النوم يذكّر بالبعث بعد الموت إذا قاموا من قبورهم لله رب العالمين، ولذلك يقول: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ، فسمى النوم موتًا، قال: أماتنا ، الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا؛ ولأن القيام من النوم يذكر بالبعث، قال: وإليه النشور ، عندما ينشر العباد من قبورهم ليوم الحساب ولأرض المحشر، ففي هذا إشارة بإعادة اليقظة بعد النوم إلى البعث بعد الموت، فالنوم يذكر الإنسان بالموت؛ وهو نهاية كل حي، ومآل كل حي، إلا الحي الذي لا يموت، وفي الاستيقاظ دلالة على قدرة الله تعالى على بعث الأجساد بعد موتها فإنه يذكر بالنومة بهذه الموتة الصغرى الموتة الكبرى، وبالقيام من النوم أنه أقامك من نومك، بعثك من نومك؛ ينبهك إلى أنه يبعثك من قبرك، كما بعثك من نومك يبعثك من قبرك، وأنه قادر على البعث، كما أنه قادر على الإيقاظ، ولهذا يقول عند الاستيقاظ: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور .
والحديث يدل على: أن الإنسان لا غنى له عن ذكر ربه طرفة عين، لا في النوم ولا في اليقظة، ولا في كل حال، والدعاء عند الانتباه يذكّر العبد بأن أول ما يقوم من النوم يذكر ربه، وإذا أراد أن ينام يذكر ربه، ويوحده أيضًا.
الحديث الذي يليه حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله ﷺ إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفّيه فنفث فيهما، وقرأ فيهما: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق: 1]، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس: 1]، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يصنع ذلك ثلاث مرات"، الحديث أخرجه البخاري.
وقوله: "كان إذا آوى إلى فراشه" يعني: رجع إليه، آوى إليه رجع إليه؛ لأنه قام منه في الأول وذهب وعمل أشياء الآن جاء وقت العودة إلى الفراش، آوى إليه فهو موجود أصلاً الفراش، وكان عليه من قبل، فلما انبعث وذهب في طاعة الله وفي معيشته الآن رجع إلى فراشه، كان إذا آوى إلى فراشه، والإيواء هنا معناه: أنه ضمه ودخل فيه.
فإذن، هذا الفعل يفعله الإنسان يعني ليس وهو جالس عليه، وإنما إذا دخل في الفراش وضمه الفراش، والمأوى كل ما يأوي إليه الإنسان، يفعل ذلك كل ليلة -عليه الصلاة والسلام-، قالت عائشة: "إذا آوى إلى فراشه كل ليلة": يحافظ على هذا في جميع الليالي، "جمع كفيه": الجمع الضم والإلصاق، فإذا ضمّ الكف إلى الكف الأخرى وألصقها بها جمع كفيه، وهما مفتوحتان إلى جهة الوجه؛ ليباشر النفث فيهما الدعاء، يمد الكفين كالذي يطلب من الآخر شيئًا ليملأ الكفين له، يدعو يمد الكفين، أما عند النفث قبل النوم الاتجاه إلى الوجه؛ لأنه سينفث فيها، المد عند الدعاء والجمع والتوجُّه إلى الفم عند النوم؛ لأنه سينفث، "فنفث فيهما": والنفث أقل من التفل؛ لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق، أما النفث فهو شبيه النفخ، وقرأ فيهما: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق: 1]، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس: 1]، قرأ السور الثلاث.
أنتم تلاحظون أن الراوي قال أن عائشة التي روت الحديث قالت: "فنفث فيهما وقرأ"، فهل هذا يعني أن النفث قبل القراءة؟
قال ابن حجر -رحمه الله-: "أي يقرؤها وينفث حال القراءة" [فتح الباري لابن حجر: 10/196]، يقرأ وينفث، يقرأ وينفث، وقيل: ظاهر الحديث يدل على أنه نفث في كفّه أولاً ثم قرأ، قال: "وهذا لم يقل به أحد" يعني: من الشرّاح لم يقل به أحد، ولا فائدة فيه؛ لأن المؤثّر هو النفس الخارج بالقرآن، المؤثر الذي يمسح به هو النفس الخارج بالقرآن، والنفث ينبغي أن يكون بعد التلاوة لتصل بركة القرآن إلى بشرة القارئ، فالفاء هنا في قوله: "فنفث وقرأ" كقوله: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [النحل: 98]، هل معناها إذا انتهيت القراءة هات الاستعاذة، لا، فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ ، يعني إذا أردت قراءة القرآن فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، فالاستعاذة قبل القراءة، إذن المعنى جمع كفيه ثم عزم على النفث فيهما، وفائدة التفل هنا أو النفث أن الرطوبة والهواء والنفَس المباشر للقرآن والمرافق له فيه التأثير والبركة؛ لأجل القرآن.
والمعوّذات جامعات للاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلاً، ففيها الاستعاذة من شر ما خلق، يدخل في ذلك كل شيء، وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ [الفلق: 4]، وهن السواحر، ومن شر الحاسدين ومن شر الوسواس الخناس، هذه السورة: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص: 1]، الأولى ذكر صفة الرب سورة الإخلاص؛ لأن فيها إخلاص التوحيد لله، والأحد: المتفرّد بالكمال والجلال، و ٱلصَّمَدُ : الذي يقصد في جميع الحوائج، ويفتقر إليه الخلق ويرغبون، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ [الإخلاص: 3]، لكمال غناه واستغنائه، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد [الإخلاص: 4]، لا في أسمائه ولا في صفاته ولا أفعاله ، ثم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق: 1]، و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس [الناس: 1]، استعاذة بالله من الفلق فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى [الأنعام: 95]، الاستعاذة بالله رب الفلق، من شر ما خلق، استعاذة برب الفلق، فَالِقُ الْإِصْبَاحِ [الأنعام: 96]، من شر ما خلق: من الجن والإنس، الحيوانات، الدواب، فيستعيذ بخالقها من شرها، ثم أتى بأشياء معينة مخصصة بعد العموم فقال: وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ : الغاسق إذا وقب: الليل إذا غشى الناس، فيكون فيه من اللصوص والمجرمين والدواب التي تلسع وتؤذي والأرواح الشريرة من هذه الشياطين، إذن هذا الليل فيه أشياء كثيرة من الشرور تنبعث، فيستعيذ بالله من شر غاسق إذا وقب، النبي ﷺ لما قال لعائشة: استعيذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب، وأشار إلى القمر [رواه أحمد: 24323، وحسنه محققه الأرنؤوط: 24323].
لأن القمر آية الليل، فقصده إذن الليل، والقمر آيته، وكذلك استعاذ مِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ : الذي يريد زوال النعمة عنك، وربما أصابك بالعين، فانظر إلى ما جمع من الاستعاذة من الشرور عمومًا وخصوصًا.
وسورة الناس: التعوذ برب الناس، ومالك الناس، وإله الناس؛ من الشيطان الرجيم الذي هو أصل الشرور ومادتها، وأساس بدوّها وانتشارها.
"ثم مسح بهما ما استطاع من جسده": فهذا يدل على أن السنة أن يمسح بيده ما استطاع مسحه من بدنه، ومما ينبغي أن يعلم هنا أن مسح الوجه باليدين خاص بهذا الموطن، ولا يصح أن يُعمّم في كل ذكر ودعاء.
فلو قال قائل: هل يمكن أن نقيس وأي ذكر ودعاء نجمع اليدين ونقرأ ونمسح، فنقول: لا قياس في العبادات هنا، وإنما نقتصر على ما ورد في الدليل، ولا يصح أن يُعمم مسح الوجه باليدين في كل ذكر ودعاء، وإنما ورد هنا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وأما مسحه وجهه بيديه، يعني دائمًا فليس عنه فيه إلا حديث أو حديثان لا تقوم بهما حجة".
"يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده": إذن، هو قرأ جمع الكفين وقرأ، يمسح على الرأس والوجه وما أقبل من جسده، وكل ما استطاع أن يصل إليه فيبدأ بأعالي البدن، ثم إلى ما أدبر منه، يصنع ذلك ثلاث مرات، وهذه هي السنة تأسيًا بالنبي ﷺ، فحريٌ بالمسلم أن يحافظ على هذه الصفة لينال حفظ الله ورعايته وكفايته ولينام قرير العين.
هذا حديث فيه حرز عظيم للمسلم، وحفظ له بإذن الله من أن يمسه في منامه أي مكروه أو يناله أي شر، فقد صحّ عن النبي ﷺ قوله في المعوذتين: ما تعوّذ متعوّذ بمثلهما .
الحديث الذي يليه: حديث ابن عباس : "أن رسول الله ﷺ نام حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ؛ فأتاه بلال فآذنه بالصلاة، فقام وصلّى ولم يتوضأ". وهذا الحديث متفق على صحته، أخرجه البخاري ومسلم.
"نام حتى نفخ": ومعنى نفخ: أخرج النفس من أنفه وهو الغطيط، صوت نفس النائم إذا اشتد.
"وكان إذا نام نفخ": إرسال الهواء من مبعثه بقوة، والنفخ يعتري بعض النائمين دون بعض، وليس بذموم ولا مستهجن، إذن، بعض الناس إذا نام تراه ينفُخ، يخرج منه النفس بصوت، ليس شخيرًا، لا، نفخ النفخ غير الشخير؛ لأن الشخير يعني بعضه يحتاج إلى علاج؛ لأن بعض الزوجات لا تستطيع أن تنام من شخير زوجها، ولذلك الإنسان في بعض المناسبات مثل رحلة الحج ينام وسط مجموعة من الناس، فقد يبتلى كما قال أحدهم: نمت بالأمس وكان بجانبي سماعتين استريوا! اثنان يشخران كل واحد بصوت هذا صوت ثم يأتي الثاني، وهكذا، المهم من أسباب الشخير النوم على الظهر؛ لأنه لو نام على الجنب الأيمن في الغالب ما يشخر، لكن إذا شخر غيّر للنائم جنبه، وما هو نائم عليه فيسكت الصوت في الغالب، انقله إلى جنب آخر يسكت صوت الشخير، فكان النبي ﷺ إذا نام نفخ.
"فآذنه بلال بالصلاة وأعلمه فقام وصلى ولم يتوضأ": طيب كيف ينام ونفخ واستغرق في النوم وغطى غطيطًا وقام وما توضأ؟
قال النووي -رحمه الله-: "هذا من خصائصه ﷺ أن نومه مضطجعًا مع استغراقه في النوم وغطيطه ونفخه لا ينقض وضوءه؛ لأن عينيه تنامان ولا ينام قلبه، فلو أحدث لأحسّ بذلك بخلاف غيره من الناس"، إذا نام لا يدري ماذا يخرج منه.
وقال سفيان: "وهذا للنبي ﷺ خاصة؛ لأنه بلغنا أن النبي ﷺ تنام عيناه ولا ينام قلبه".
قد قدّمنا في بعض الدروس الماضية جملة من خصائص النبي ﷺ فهي كثيرة جدًا بالعشرات، قال سفيان: "لأنه بلغنا أن النبي ﷺ تنام عيناه ولا ينام قلبه"، وفي الحديث المتفق عليه أن عائشة -رضي الله عنها- قالت له: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر، قال: يا عائشة إن عينيّ تنامان، ولا ينام قلبي .
ولكن ثبت عند البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ حين قفل من غزوة خيبر سار ليلة حتى إذا أدركه الكرى -النعاس- عرس، وقال لبلال: اكلأ لنا الليل ، يعني احرسنا، فصلى بلال ما قدر له، ونام رسول الله ﷺ وأصحابه، فلما تقارب الفجر استند بلال إلى راحلته مواجه الفجر، فغلبت بلالاً عيناه وهو مستند إلى راحلته، فلم يستيقظ رسول الله ﷺ ولا بلال ولا أحد حتى ضربتهم الشمس، فكان رسول الله ﷺ أولهم استيقاظًا، ففزع رسول الله ﷺ فقال: أي بلال ، فقال بلال: "أخذ بنفسي الذي أخذ -بأبي أنت وأمي يا رسول الله- بنفسك"، صرنا كلنا سواء، الذي أخذ بنفسك أخذ بنفسي؛ وهذا اعتذار جميل وتخلص.
وقد تكلم العلماء في الجمع بين حديث النوم هذا وبين قوله ﷺ: إن عينيّ تنامان ولا ينام قلبي ، قال النووي -رحمه الله-: "لا منافاة بينهما؛ لأن القلب إنما يدرك الحسيات المتعلقة به كالحدث والألم ونحوهما، ولا يدرك الأشياء الخارجية كطلوع الفجر"، يعني النبي ﷺ إذا نام تنام عيناه ولا ينام قلبه، لكن هل معنى لا ينام قلبه يعني يعرف كل شيء يدور في العالم الخارجي الآن؟ ليس شرطًا، لكن يحس بما يحدث له هو من حدث، ألم، شيء، وأيضًا ينزل عليه الوحي، يوحى إليه في المنام، أو يُرى المنام بالأحرى، يرى في المنام رؤيا حق، ولا يدرك طلوع الفجر وغيره مما يتعلق بالعين، وإنما يدرك ذلك بالعين، والعين نائمة، وإن كان القلب يقظان.
فإذن، هو يدرك بقلبه أشياء، ولكن ليس بعينه العين نائمة والفجر يدرك بالعين أو بالقلب، بالعين.
قال الإمام الترمذي -رحمه الله-: "وفي الحديث قصة -يعني بعد ما روى ما ساق حديث ابن عباس في الباب، يقصد بالقصة ما رواه ابن عباس في البخاري-، قال: "بتُّ عند ميمونة فقام النبي ﷺ فأتى حاجته فغسل وجهه ويديه، ثم نام، ثم قام فأتى القربة فأطلق شناقها ثم توضأ وضوءًا بين وضوءين لم يكثر وقد أبلغ، فصلى فقمت فتمطيت كراهية أن يرى إني كنت أتقيه، فتوضأتُ فقام يصلي فقمت عن يساره، فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه، فتتامت صلاته ثلاث عشرة ركعة، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ، فآذنه بلال بالصلاة فصلى ولم يتوضأ" [رواه البخاري: 6316]، إذن، هذه هي القصة التي أشار إليها -رحمه الله-.
ثم قال: عن أنس بن مالك ، أن رسول الله ﷺ كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي [رواه الترمذي: 3396، وصححه الألباني في مختصر الشمائل: 219].
"كان إذا أوى إلى فراشه": دخل فيه، "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا": الحياة لا تتم إلا بهما، الطعام والسقيا كالنوم، فالثلاثة من باب واحد، "وكفانا": من الكفاية دفع عنا الشر، "ووقانا": أذى الغوائل والعاديات، "وآوانا": جعل لنا بيتًا، جعل لنا كنًا نستقر فيه، يقينا الحر والبرد، نحرز فيه متاعنا، ونحجب فيه عيالنا، نعمة "وآوانا"؛ هناك ناس مشردين ما لهم مأوى، فأثنى على الله بنعمه، وتوالي فضله وعطائه، وجزيل مواهبه وإحسانه؛ وهو أهل للحمد .
الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي ، كثير من خلق الله لا يكفيهم الله شر الأشرار، ولا يجعل لهم مسكنًا، بل يتركهم يتأذون في الصحاري والبراري بالبرد والحر.
وقيل: معنى هذا كم ممن لا كافي له ولا مؤوي : كم من منعَم عليه لم يعرف قدر نعم الله فكفر بها.
هذا والدعاء فيه أن المؤمن يتذكر دائمًا نعم الله، وعندما يريد أن ينام يتذكر الذين حرموا من النعمة التي هو فيها، لقد أطعمه وسقاه وكفاه الشرور ونام، وجعل له لباسًا وسكنًا، إذا قال قائل: كل ليلة إذا أوى إلى فراشه يقول هذا، لماذا؟ نقول: لأن هذه النعم متجددة، الحمد لله الذي أطعمنا اليوم، وغدًا يقول الواحد وأطعمه أيضًا والذي بعده وأطعمه أيضًا وسقاه وكفاه وآواه، وقد تمر بالإنسان أحيانًا أيام ما يطعم فيها، أو لا يجد فيها سكنًا قد يوجد.
وعن أبي قتادة : "أن النبي ﷺ كان إذا عرّس بليل اضطجع على شقه الأيمن" [رواه الترمذي في الشمائل: 261، وصححه الألباني في المشكاة: 4716].
نحن نتذكر الحديث السابق، حال إخواننا هؤلاء الذين أصابهم الزلزال في كشمير والباكستان، عندما يقال: كان هنا مدينة بلاكوك، كان هنا مدينة، والآن سوّيت بالأرض، الناس لو خُرّبت بعض البيوت أو قُصفت يأوون إلى بيوت جيرانهم أقاربهم، لكن البلد كلها إذا راحت البيوت، تصور الناس الآن حتى يبنوا بيوتًا جديدة، كم يحتاجون من الوقت؟ الواحد الآن صار في العراء، هذا الزلزال يقضى على ما عند الإنسان في لحظات، ما له الآن شيء يأوي إليه، صارت قاعًا صفصفًا، ولذلك المأوى نعمة، ونتذكر مثلاً أهل فلسطين وغيرها الذي شردوا من قراهم ما لهم إلا خيام، هذا إذا وجد إذا وجدوا خيامًا، فهناك ناس كثير يعيشون في العراء، لا شيء يظله من الشمس، ولا شيء يكنّه من البرد، ولا شيء يستر عياله، أنت عندك الآن نساء الآن في البيت عندك بنات وأخوات والأم والزوجة، أين يأوي هؤلاء؟ ولذلك تذكُّر النعم: الحمد لله الذي كفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مُؤوي ، ناس ما لهم مأوى يؤويهم.
قال: "وعن أبي قتادة ، أن النبي ﷺ كان إذا عرّس بليل اضطجع على شقه الأيمن، وإذا عرّس قبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفّه".
"إذا عرّس بليل": نزل وهو مسافر آخر الليل للاستراحة، والتعريس: نزول المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة، وهذا في اللغة، المرجع للغة؛ لأننا أعطينا مرة مترجمًا يترجم لنا حديثًا: "نهى عن التعريس على جواد بالطريق، وقال: إنها مأوى الهوام بالليل"، "نهى عن التعريس على جواد بالطريق" يعني: على جنب الطريق؛ لأن الهوام تأتي إليها إلى جنب الطريق، فما تنام أنت على جنب الطريق ادخل مثلاً فأول ما تأتي إلى شيء مكان مرتفع مثلاً، فلما ترجم هذا المترجم نهى عن التعريس على جواد بالطريق، قال: "نو ودنك أونسايد وي"، يعني: ما تتزوج أو تسوي عرس أو تدخل بأهلك لا تعرس على جانب الطريق؛ لأن الصحابة عرب، ويأخذون من اللغة العربية، كان إذا عرّس بليل، فممكن واحد يفهم عرس يعني إذا كان دخل بأهله من العرس اضطجع على شقه الأيمن، وإذا عرّس قُبيل الصبح، إذا دخل بها قبيل الصبح نصب ذراعه وضعه على رأسه، ما هذه المصيبة التي نحن فيها، أي لو اعطيتها لمترجم كان ما قال هذه الكلمة كان عرفها، "كان إذا عرّس بليل"، عرس: نزل وهو مسافر آخر الليل للاستراحة، إذن هذا هو التعريس، نزول المسافر آخر الليل للاستراحة، نزول المسافر آخر الليل، يعني لو نزل بالنهار يستريح ما يسمى تعريسًا، نهى عن التعريس، أو كان إذا عرس بليل، "كان إذا عرس بليل اضطجع على شقه الأيمن" يعني: نام على جنبه الأيمن، "وإذا عرّس قبيل الصبح": قبل أن يدخل وقت الصبح لا زال في الليل في آخر الليل، "نصب ذراعه": أي اليمنى، "ووضع رأسه على كفه" لماذا؟ يعني هو الآن يرتاح، هو يضطجع ويرفع رأسه يجعله على ذراعه اليمنى، لكن منصوبة، حتى لا يستغرق في النوم ولا يتمكن من النوم فتفوته صلاة الصبح، ويكون هذا أعون على الانتباه، وهذا معناه أن الإنسان إذا كان متعبًا ويريد أن يأخذ راحة قبل الفجر ما يهيئ لنفسه يعني وضعية نوم يستغرق فيها، وإنما يجعل وضعيته في النوم وضعية قلقة غير مستقرة؛ حتى ما يستغرق في النوم كأن يستند مثلاً ولا ينام على جنبه كاملاً، يرفع جزء من جسده مثلاً.
وجاء عند أحمد وابن حبان والحاكم: "كان رسول الله ﷺ إذا عرّس وعليه ليل توسّد يمينه، وإذا عرس قبل الصبح وضع رأسه على كفه اليمنى وأقام ساعده".
"يتوسّد يمينه": يجعلها وسادة لرأسه يجعلها وسادة لرأسه، وينام نومة المتمكّن؛ لأن الصبح ليس بقريب، ففيه جواز النوم قبيل دخول وقت الصلاة وذلك لمن يعلم من نفسه أنه يستيقظ أو يوجد من يوقظه، مع اختيار وضعية مناسبة للنوم لا تجعله يستغرق إذا كان الصبح قريبًا مثلاً بحيث يأخذ قليلاً من الراحة ولا تفوته الصلاة، وهذا مثال على الجمع بين المصالح، وبذلك نكون قد أنهينا هذا الباب، ونختم بملخص في هديه ﷺ في النوم والاستيقاظ.
قال ابن القيم -رحمه الله-: "من تدبر نومه ويقظته ﷺ وجده أعدل نوم وأنفعه للبدن والأعضاء والقوى، فإنه كان ينام أول الليل، ويستيقظ في أول النصف الثاني فيقوم ويستاك ويتوضأ ويصلي ما كتب الله له، ولم يكن يأخذ من النوم فوق القدر المحتاج إليه، ولا يمنع نفسه من القدر المحتاج إليه منه، وكان يفعله على أكمل الوجوه، فينام إذا دعته الحاجة إلى النوم على شقه الأيمن ذاكرًا الله حتى تغلبه عيناه غير ممتلئ البدن من الطعام والشراب، ولا مباشر بجنبه الأرض، ولا متخذ الفُرُش المرتفعة، بل له ضجاع من أدم حشوه ليف، وكان يضطجع على الوسادة ويضع يده تحت خده أحيانًا" [زاد المعاد : 4/219].
فمن هديه ﷺ في النوم:
أولاً: أن لا ينام على سقف ليس له حائط، ما ينام على سقف مرتفع ليس له سور؛ لأنه ممكن يتقلب ويقع، قال ﷺ: من بات على ظهر بيت ليس عليه حجار فقد برئت منه الذمة صححه الألباني. [رواه أبو داود: 5041، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد: 1192].
وفي رواية: فوقع فمات فبرئت منه الذمة ؛ لأن النائم لا يشعر بحركة جسمه وتقلبه، وهذا إذا نام على مكان ما له حاجز يكون مظنة للسقوط.
ثانيًا: أن لا ينام بمفرده، فعن ابن عمر : "أن النبي ﷺ نهى عن الوحدة؛ أن يبيت الرجل وحده، أو يسافر وحده"، وذلك لما في الوحدة من الوحشة وكثرة الأوهام، ولعب الشيطان بالعبد إذا نام وحده.
ثالثًا: نفض الفراش قبل النوم، لحديث أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خَلَفه، ثم يقول: باسمك رب وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين [رواه البخاري: 6320].
لماذا ينفض الإنسان فراشه قبل النوم؟ لأنه قد يكون فيه هوام، فإذن، حديث أبي هريرة ، قال: قال النبي ﷺ إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره يعني: طرف الإزار الذي يلي الجسد، فإنه لا يدري ما خَلَفه يعني: ما دخل في الفراش بعد ما هو قام منه وانصرف من قبل من تراب أو هوام، ثم يقول: باسمك رب وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين .
رابعًا: ومن هديه ﷺ أن لا يؤخر نومه بعد صلاة العشاء إلا لضرورة كمذاكرة علم أو محادثة ضيف أو مؤانسة أهلٍ؛ لحديث: "كان يكره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها"، رواه البخاري ومسلم، ونوم أول الليل أنفع من نوم وسط الليل.
وخامسًا: أنه لا ينام إلا على وضوء؛ لقول النبي ﷺ: إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ، والنوم أخو الموت، وهذا استعداد قد يموت في هذه النومة، وإذا كان نام وهو متوضئ بات معه ملك، بات معه ملك.
سادسًا: أن ينام على شقه الأيمن، ويتوسد يمينه، وقد مضى معنا الحديث.
سابعًا: أن لا يضطجع على بطنه أثناء نومه ليلاً أو نهارًا؛ لأن النبي ﷺ قال: "إنها ضجعة أهل النار"، وقال: إنها ضجعة يبغضها الله عز وجل رواه أبو داود بإسناده صحيح. [رواه ابو داود: 5040، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 2271].
بعض الناس يقولون نحن متعودون ننام على البطن، نقول غير عادتك، أما إذا نام أحيانًا من شدة الألم الإنسان ينام على بطنه هذه ضرورة، لكن بغير هذا يجاهد نفسه أن لا ينام على بطنه، هذه ضجعة يبغضها الله، هذه ضجعة أهل النار.
ثامنًا: أن يذكر أذكار النوم قبل أن ينام، وهذا فيما تقدم بعضه، وهناك أذكار أخرى مثل حديث البراء قل: اللهم أسلمتُ وجهي إليك، وفوّضتُ أمري إليك، وألجأتُ ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت ؛ الفائدة قال: فإن متّ من ليلتك فأنت على الفطرة [رواه البخاري: 247]. وغير الذكر أيضًا فيه فائدة؛ أن يقول: "سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ثلاثًا وثلاثين، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له"، أو يقول: "الله أكبر أربعًا وثلاثين"، المعوذات وعرفناها، سورة الكافرون قبل النوم ثابتة أيضًا علمني شيئًا أقوله، قالﷺ لفروة بن نوفل لما سأله علّمني شيئًا أقوله إذا أويت إلى فراشي، قال: اقرأ: قل يا أيها الكافرون؛ فإنها براءة من الشرك رواه الترمذي وصححه الألباني. [رواه الترمذي: 3403، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 292].
أيضًا ثبت كان النبي ﷺ لا ينام على فراشه حتى يقرأ: بني إسرائيل والزمر، الترمذي وصححه الألباني.
قال النووي: "الأولى أن يأتي الإنسان بجميع المذكور في هذا الباب، فإن لم يتمكن اقتصر على ما يقدر عليه من أهمه".
وإذا قام من النوم: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور [رواه البخاري: 6312]، الحمد لله الذي عافاني في جسدي، وردّ علي روحي، وأذن لي بذكره [رواه الترمذي: 3401، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 716]. وأن يستنثر ثلاثًا؛ لأن الشيطان يبيت على خيشومه، ويذكر الله، هذا بالنسبة لآداب هذا الباب، والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.