27- ما جاء في كيف كان كلام رسول الله ﷺعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما كان رسول الله -صلى الله عليه سلم- يسرد كسردكم هذا، ولكنه كان يتكلم بكلام بيّن فصل، يحفظه من جلس إليه"، حديث صحيح. ومعنى قولها: "ما كان يسرد كسردكم هذا" والسرد هو الاتيان بالحديث على الولاء، أي متوالياً، وهو الكلام الذي يكون نتيجة السرعة، ولم يكن يتابع الحديث بعضه في إثر بعض، ولكنه يتأني فيه ليفهمه المستمع، وجاء في رواية: إنما كان حديث فصلاً فهماً تفهمه القلوب"، وكان يتكلم بكلام بيّن -يعني ظاهر- ومعنى فصلاً: مفصولاً بعضه عن بعض، بحيث يتبينه من يسمع ويمكنه عدّه، حتى لا يبقى مع ذلك شبهه على سامعه. .... المزيد |
26- ما جاء في تعطر رسول الله ﷺعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- سُكّة يتطيب منها" والحديث رواه أبو داود وهو حديث صحيح. ومعنى "سُكّة" قيل: طيب مركب، وقيل: وعاء الطيب، فإن كانت تعني الطيب نفسه فمن تكون للتبعيض، يتطيب منها أي بجزء منها؛ لأن السُّكّة هي الطيب، وإن كان المراد منها الوعاء الذي يوضع فيه الطيب فتكون من للابتداء، فيتطيب من هذه السكة ويتطيب منها، والظاهر أن المعنى بالسكة هو الظرف الذي يوضع فيه الطيب كما يشعر بذلك قوله: منها؛ لأنه لو أراد نفس الطيب لقال: يتطيب بها. .... المزيد |
25- ما جاء في صفة شرب رسول الله ﷺعن الشعبي عن ابن عباس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شرب من زمزم وهو قائم، وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم أيضاً، وجاء عن الشعبي عن ابن عباس قال: "سقيتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- من زمزم فشرب وهو قائم"، وفي لفظ البخاري: "سقيتُ رسول -صلى الله عليه وسلم- من زمزم فشرب وهو قائم، قال عاصم: "فحلف عكرمة أنه ما كان يومئذٍ إلا على بعير"، وهذا الحديث يُفهم منه تعدّد شربه من زمزم قائماً، وكان من عادة -صلى الله عليه وسلم- أنه يشرب جالساً، وقد تكلم العلماء في ذلك فقيل أنه شرب قائماً بسبب الزحام الموجود، وقال بعضهم: لخصوصية ماء زمزم، لما ورد من سنة التضلُّع من زمزم. .... المزيد |
24- تتمة ما جاء في فاكهة رسول الله ﷺ وما جاء في صفة شرابه ﷺقال الترمذي في "كتابه الشمائل": "عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان الناس إذا رأوا بداية الثمر جاؤوا به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا أخذه النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((اللهم بارك لنا في ثمارنا، وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا، ومدنا، اللهم إن إبراهيم عبدك ونبيك وخليلك، وإني عبدك ونبيك، وإنه قد دعاك لمكة، وأنا أدعوك للمدينة، بمثل ما دعاك لمكة، ومثله معه)) قال: "ثم يدعوا أصغر وليد يراه فيعطيه ذلك الثمر، قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يفعلون ذلك رغبة في دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم بالبركة في ثمارهم، وإعلاماً له بما يتعلق من أخذ الزكاة، وغير ذلك. .... المزيد |
23- تلخيص لدورة (1425) وجملة من خصائص رسول الله ﷺكان الامام محمد بن عيسى الترمذي -رحمه الله- ضرير البصر لكنه صاحب بصيرة وقلب حي، خلّد الله -تعالى- ذكره بهذه السنن التي جمعها، واجتهد في جمعها، ومهر في جمعها، وألّف منها جمعاً من الكتب والمؤلفات، ومنها هذا السِّفر المبارك وهذا الكتاب الجميل وهو الشمائل المحمدية، وتعريف الأمة بشمائل نبيها من الأمور العظام الطيبة الحسنة؛ لأن الأمة لا بد لها أن تقتدي بنبيها وتتعرف عليه، وقد عقد فيه باباً: "ما جاء في خَلْقِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنه لم يكن بالطويل البائن ولا بالقصير، وكان أبيض مليحاً مقصّداً، ليس بالطويل ولا بالقصير، لم يكن أبيض أمهق شديد البياض، وكان شعره وسطاً بين السّبط والجعد، عظيم الجمة، وهو ما سقط من شعر الرأس إلى المنكبين، وكان في ظهره خاتم النبوة، وهو كبيضة الحمامة في ظهره، ولم يكن تشويهاً في ظهره، بل كان جمالاً وكمالاً، وكان إذا مشى كأنما ينحدر من صبب عليه الصلاة السلام. .... المزيد |
22- ما جاء في قول رسول الله ﷺ قبل الطعام وبعده وما جاء في قدحه وصفة فاكهتهعن عائشة: إذا أكل أحدكم فنسي أن يذكر السم الله على طعامه وشرابه فليقل: بسم الله، أوله وآخره.. بسم الله في أوله وأخره، يعني في جميع أجزائه. ويمكن أوله نصفه الأول، وآخره، نصفه الثاني. وفي الحديث: استحباب التسمية في ابتداء الطعام والشراب، وفي كل أمر ذي بال. ويستحب أن يجهر بالتسمية ليسمع غيره ويذكره بها. .... المزيد |
21- ما جاء في إدام رسول الله 4عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأتيني فيقول: ((أعندك غداء؟)) فأقول: لا، فيقول: ((إني صائم)) قالت: "فأتاني يوماً فقلت له: يا رسول الله إني قد أهديت لي هدية، قالت: قلتُ: حيسٌ، قال: ((أما إني أصبحت اليوم صائماً)) قالت: ثم أكل" [متفق عليه]، والغذاء ما يؤكل قبل الزوال، وهذت بخلاف العشاء، كما كان عندهم وجبتان في اليوم، غذاء وعشاء، وقولها: "حيسٌ" وهو ما يتخذ من السمن والأقط والتمر يُخلط معاً، وفي الحديث استحباب قبول الهدية؛ لأن عائشة -رضي الله عنها-، قبلتها، وأقرها النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك. .... المزيد |
20- ما جاء في إدام رسول الله ﷺ 3عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: "رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ من أكل ثور أقط، ثم رآه أكل من كتف شاة ثم لم يتوضأ" والحديث صححه الألباني. والثور: قطعة من الأقط، والأقِط: اللبن المجفف المتحجّر، ومعنى الحديث: أنه توضأ؛ لأنه أكل طعاماً من الأقط، وهو طعام تمسّه النار عند تحضيره، وقوله: أنه رآه أكل من كتف شاة، فنسخ هذا ما تقدم من وجوب الوضوء مما مست النار، ثم لما جاء النسخ صار الوضوء مما مسته النار مستحب إلا من أكل لحم الإبل إنه يجب الوضوء منه. .... المزيد |
19- ما جاء في إدام رسول الله ﷺ 2أورد الامام الترمذي -رحمه الله- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأكل من الطيبات، وكان ربما يحضره الطعام النفيس فيأكل منه، وأن هذا ليس محرماً في الدنيا، ولكن يبقى الحكم للأعم الأغلب، وهو أنه كان متقللاً من ملذات الطعام، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دُعي لطعام فيه لحم أو غيره فإنه يأكل منه، قالت عائشة -رضي الله عنه-: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- تعجبه الحلوى والعسل" [رواه البخاري ومسلم]، والحلوى ما صُنع باليد، قال النووي: "والمراد بالحلوى كل شيء حلو، وذكر العسل بعدها تنبيها على شرافته ومزيته، وهذا من باب ذكر الخاص بعد العام. .... المزيد |
18- ما جاء في إدام رسول الله ﷺ 1عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((نعم الإدام -أو الأُدم- الخل)) [رواه مسلم وأحمد وابن ماجه والدارمي]، وكلمة: ((نعم)) تقال للمدح. والإدام كما قال أهل اللغة: ما يؤكل به، فيقال: أدم الخبر يأدمه، والجمع أُدم، مثل: إيهاب وأُهب، وكتاب وكُتب، والأُدْم بالسكون مفرد كإدام. أما الأُدم بالضم فالجمع، وهو ما يؤكل مع الخبر، أي شيء كان. قال الخطابي -رحمه الله- في معنى الحديث: ((نعم الادام الخل)) مدح الاقتصاد في المأكل، وتربية النفس على التعود على ترك ملذات الأكل والأطعمة. .... المزيد |