25- فقه التعامل مع المُخالفسبق الكلام -أيها الإخوة- عن ضوابط مهمة في قضية الاستدلال، وما هو الاستدلال الصحيح، وما هي أوجه الانحراف في الاستدلال، وما هي الضوابط التي تضبط الاستدلال حتى يكون مستقيمًا، ثم تحدثنا عن موضوع الخلاف ما هو الخلاف السائغ ما هو الخلاف الاجتهادي ما هو الخلاف المقبول، وكذلك ما هو الخلاف المردود والشاذ والمرجوح، وذكرنا مؤامرات في مسألة تمييع قضية الاستدلال وتحريفها، وكذلك تمييع قضية الخلاف والعبور منها إلى الطعن في المسلمات والثوابت نختم هذه الدورة دورة ضوابط الاستدلال والخلاف بالموقف من المخالف لما عرفنا موضوع الخلاف، وبعض ما حيك من المؤامرات في هذه القضية نريد أن نتعرف على محاولات تمييع الموقف من المخالفة ما هو الموقف من المخالف شرعًا. .... المزيد |
24- الخلاف غير السائغ بين العلماءفقد تقدم في الدرس الماضي ضمن هذه السلسلة الكلام عن الخلاف السائغ بين العلماء، وأن ضابطه أنه كلام خلاف في مسألة ليس فيها دليل صريح من القرآن أو السنة الصحيحة أو الإجماع أو القياس الجلي، وأن ذلك يشمل المسائل التي ليس فيها نص والمسائل التي فيها نص صحيح لكنه غير صريح والمسائل التي فيها نص صريح، لكنه متنازع في صحته والمسائل التي فيها نصوص لكنها متعارضة في الظاهر، وقلنا في الحقيقة ليست متعارضة لأن الكل من مصدر واحد وهو من عند الله تعالى، وذكرنا جملة من الأمثلة على هذا الخلاف السائغ، وبينا بعض أسبابه، وأن منها ألا يكون في المسألة نص شرعي كمسألة الجد مع الإخوة ومسألة امرأة المفقود، وأن يكون النص محتملاً لأكثر من معنى مثل غسل اليد عند الاستيقاظ من النوم، وكذلك الاختلاف في تصحيح وتضعيف النص كمسألة كفارة جماع الحائض وزكاة الحلي. .... المزيد |
23- الخلاف السائغ بين العلماءفي هذه السلسلة في مزالق الاستدلال والعلم الشرعي في مواجهة المنافقين، وما يثيرونه من القضايا نتحدث اليوم عن موضوع مهم وهو الخلاف بين العلماء الخلاف بين أهل العلم من القضايا التي شغلت الناس في هذا الزمان نظرًا لما خاض فيه أهل الباطل تشويشًا على دين الناس حتى دخل في هذه القضية الخلاف بين أهل العلم أهل النفاق أنفسهم من كتاب وغيرهم مما أحدث تشويشًا وبلبة ولبسًا وسلك بعض أهل الباطل مسلك الترخيص والتلفيق ضمن هذه الحرب على الشريعة، وذلك كي يميعوا الدين وأحكام الدين وقدموا على كل اختلاف على أنه يجوز فيه الأخذ بأي من الأقوال، وكان هذا في مقابل طائفة لا تكاد توجد اليوم من أهل التعنت والتشدد الذين رفضوا الخلاف كله فلا يسوغ الخلاف عندهم في أي حكم من الأحكام ولا في أي قضية من القضايا. .... المزيد |
22- المصلحة والنص الشرعي 2تحدثنا في الدرس الماضي عن أهمية علم المصالح والمقاصد، ودخول بعض أهل الضلال بهذا الباب لمصادمة النصوص، وتعطيل الشريعة وتحريفها، وكنا نتحدث أصلاً في سلسلة مزالق الاستدلال أو الاستدلال الباطل، وقد ذكرنا في موضوع المصلحة: أن المصالح هي المنافع وأن المفاسد هي المضار، وأن الشريعة كلها قائمة على تحقيق مصالح العباد ودفع المفاسد عنهم في الدنيا والآخرة، وأن المصالح التي راعتها الشريعة على ثلاث درجات: ضروريات وحاجيات وتحسينات، وأن المصالح الضرورية هي المصالح التي تحافظ على الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وهذه المصالح الأساسية التي لا تقوم الأفراد والأمم إلا بها، ولو فقدت واختلت هذه الخمس اضطرب نظام الحياة وسادت الفوضى وعم الفساد، وأن المصالح الحاجية هي المصالح التي لا يترتب على فقدها اضطراب في نظام الحياة ولكن تكون الحياة بدونها فيها مشقة وعسرة وحرج. .... المزيد |
21- المصلحة والنص الشرعي 1إن من أوجه الاستدلالات المنحرفة الخطأ في الاستدلال بالمصالح ولا بدّ هنا من بيان الموقف من النصوص الشرعية والمصالح لأن من الموضوعات المهمة التي يكثر فيها لبس الحق بالباطل المصالح والمقاصد وكثيرًا ما يتكئ أصحاب الاتجاهات المنحرفة في الاستدلالات على هذا الباب سواء كانوا من حزب الإسلام المدني أو المدرسة التنويرية، أو ما يعرف بالعقلانيين أو مدرسة التيسير أو الليبراليين والليبروإسلاميين، ومن يتقاطع معهم من أهل النفاق والعلمنة يلجأ هؤلاء في كثير من الأحيان إلى باب المصالح والمقاصد لتحقيق مآرابهم ومقاصدهم في مواجهة النصوص الصريحة الصحيحة وإلغائها ومصادمتها والقفز فوقها. .... المزيد |
20- مناهج الاستدلال الفاسد 5لا زال الحديث في طرائق ومناهج الاستدلال الفاسد، وقد تقدم من هذه الطرائق أولاً الاقتصار في الاستدلال على القرآن فقط، وبينا بطلانه، وكذلك الاستدلال بالضعيف من النصوص والآثار وبما لم يثبت، وكذلك الاستدلال بالمتشابه وترك المحكم من الأدلة، وأيضًا الاستدلال بالمنسوخ من النصوص الشرعية، وخامسًا: إهمال السياق الذي ورد به النص. وسادسًا: إهمال السبب الذي ورد النص من أجله سواء سبب نزول الآية أو سبب ورود الحديث. وسابعًا: الاستدلال بما ورد في حالات خاصة وتعميم ذلك على جميع الأحوال. .... المزيد |
19- مناهج الاستدلال الفاسد 4ما زال حديثنا في طرائق ومناهج الاستدلال الفاسد، ولقد ذكرنا من ذلك إهمال السياق الذي ورد به النص؛ لأن سياق الكلام يعطي الدلالة الصحيحة للمعنى وانتزاع الكلام من سياقه ربما يفسد المعنى، وضربنا أمثلة على ذلك بمن استدل على مودة النصارى عمومًا للمسلمين بقوله تعالى: {ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى}. وذكرنا بأن هذا نتيجة انتزاع خاطئ لأنك إذا أكملت الآية وجدت شيئًا غير ما يتحدثون عنه فإن النصارى منهم أعداء أصحاب مكر وخبث ووحشية في حرب المسلمين فإنهم يستبيحون دماءهم وينهبون أموالهم ويحتلون بلادهم، فلا يمكن أن يكون هؤلاء أصحاب مودة للمؤمنين، لكن من النصارى قوم رقيقة قلوبهم قريبون من الحق إذا سمعوا الحق يتأثرون له. .... المزيد |
18- مناهج الاستدلال الفاسد 3لا زلنا في الحديث عن تفنيد مناهج الاستدلال الفاسد، وكيف يعتدي أعداء الدين على النصوص، وكشف عبثهم بأحكام الشريعة وتلبيسهم للأمور، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: العلم لا بدّ فيه من نقل مصدق ونظر محقق، نقل مصدق، يعني نصوص صحيحة، ونظر محقق، يعني فهم سليم للنصوص، فإذا اجتمع عندك نص صحيح وفهم صحيح استقام الأمر نص غير صحيح أو فهم سقيم اختلت النتائج، قال: وأما النقول الضعيفة لاسيما المكذوبة فلا يعتمد عليها، وكذلك النظريات الفاسدة والعقليات الجهلية الباطلة لا يحتج بها انتهى من طرائق، ومنهاج الاستدلال الفاسد كما عرفنا الاستدلال بالمتشابه من النصوص الشرعية، وترك المحكم من الأدلة، وذكرنا أن المحكم هو النص الواضح الدلالة الذي لا لبس فيه ولا إشكال والمتشابه ما احتمل أوجهًا كثيرة. .... المزيد |
17- مناهج الاستدلال الفاسد 2الشرع المنزل هو ما جاء في القرآن والسنة، فهذا الذي يجب اتباعه على كل أحد هذا بمنزلة النص شيء فيه دليل بين واضح نص في الموضوع. هذا الشرع المنزل الشرع المؤول المسألة اجتهادية ما فيها نص قاطع يجتهد فيها العلماء، هذا الشرع المؤول وهو آراء العلماء المجتهدين كما قال شيخ الإسلام، وفي عبارة أخرى له قال: ما اجتهد فيه العلماء من الأحكام. وقال أيضًا: موارد الاجتهاد التي تنازع فيها العلماء فاتباع أحد المجتهدين جائز لمن اعتقد أن حجته هي قوية أو لمن ساغ له تقليده. .... المزيد |
16- مناهج الاستدلال الفاسد 1إن الله -سبحانه وتعالى- قد أنزل هذا الدين الخاتم الكامل الشامل المحفوظ من التغيير والتبديل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا}. وقد نزلت هذه الآية قبل وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بثلاثة أشهر كما ذكر أهل العلم، فكمل الله الدين بالتشريعات والأخلاق والآداب المبنية على التوحيد وحصل البيان والبلاغ من النبي -صلى الله عليه وسلم- وقبض وقد بين لنا ما أراده الله -عز وجل- وبين لنا ما نحتاجه في ديننا ودنيانا. وفي الموعظة التي وعظ بها النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابة والتي ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب قال لهم: ((قد تركتكم على البيضاء)) يعني الملة والمحجة الواضحة والسبيل البين ((ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك)) رواه الإمام أحمد وهو حديث صحيح. وقد بين بأوضح الطرق وأبينها سبيل الحق الذي ينبغي على من أراد النجاة في الدنيا والآخرة أن يسلكه. .... المزيد |