النبي ﷺ وسلم كأنك تراهمما لا شك فيه أن الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام يمثلون الكمال الإنساني في أرقى صوره، فهم أطهر البشر قلوبًا، وأزكاهم أخلاقًا، اختارهم الله تعالى واصطفاهم لنفسه، والله يصطفي من رسله من يشاء، والله أعلم حيث يجعل رسالته، فلم يكن بدعًا من الأنبياء أن يكون كل ما عليه نبينا صلى الله عليه وسلم من الخلق والخلق مسترعيًأ للأنظار، في قمة الكمال والجمال، صلى الله عليه وسلم، وقد كان لهذا أثره الكبير في استجابة الناس له، فكم من رجل دخل في الإسلام بمجرد رؤية النبي عليه السلام، فهذا عبد الله ابن سلام رضي الله عنه حبر اليهود، وأعلمهم بالتوراة، يقول: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، انجفل الناس إليه، أي أسرع الناس إليه، وقيل: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثلاث مرات، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما تأملت وجهه، واستثبته أي تحققت وتبينت منه، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فرسولنا صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس وأجمل الناس .... المزيد |
المسلم بين الزهد والورعموضوع إصلاح القلوب، هو عنوان كبير وضخم، ولا يمكن أن يفي به الكلام في ساعة مثلاً، كما أنه يحتاج إلى إعداد، ويحتاج إلى بحث وتفكير، ولا شك أن القلب سريع التقلب وما سمي الإنسان إلا لنسيه *** ولا القلب إلا أنه يتقلب وهذا القلب يثبت الله عز وجل من يشاء من أصحاب القلوب، ويزيغ قلوب من يشاء سبحانه وتعالى، ولذلك كان عليه الصلاة والسلام يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، نظرًا لأن تقلب القلب سريع جدًا، وأنه يتقلب كما تقلب الريح الريشة في الأرض الفلاة، وهذا القلب يتغير كما يغلي القدر تحته النار، فيصعد الماء من الأسفل إلى الأعلى ثم ينزل وهكذا، وذلك لأن القلب في غاية الحساسية، ولأن المؤثرات التي تؤثر في القلب كثيرة جدًا، وهو سريع التقلب والتغير، ولا شك أن إصلاح القلوب يعتمد على أمرين: جلب مصالح له، وتغذيته بالأمور النافعة، ثانيًا درء المفاسد عنه، وقطع الأمور المفسدة له .... المزيد |
الصراع مع الشيطاناقتضت حكمته سبحانه أن يخلق هذا العدو اللعين، إبليس الشيطان الغرر، العدو المبين، هذا العدو الذي لا نراه وهو يرانا، إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم، والجان خلقناه من قبل من نار السموم، ومن طرف اللهب ومن مارج من نار، كان خلق ذلك العدو، إنه عدونا إلى قيام الساعة، إنه جدير بأن يحذر منه وينتبه من شيء ذكره الله في كتابه نحوًا من ثلاث وثمانين مرة، إنه أبو الشر ومصدره، وأسلوب المؤامرات، إنه الغرور الذي يغر الناس، هذه العداوة التي كانت بيننا وبينه منذ أن خلق الله أبانا آدم عليه السلام، ولما صور الله آدم في الجنة، وتركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو، فلما رآه أجوف علم أنه خلق لا يتمالك يعني أنه أجوف له جوف، طاف إبليس متأملًا في هذا المخلوق في أبينا قبل أن تنفخ الروح فيه، علم أنه خلق لا يتمالك، وأنه يهلك ويموت، وأنه تجري عليه الحوادث، وتصيبه الآفات، وكان الحسد أول معصية عصي الله عز وجل بها، مع ذلك القياس الفاسد: أنا خير منه .... المزيد |
الصبر على طاعة اللهالموضوع الذي سنتحدث عنه إن شاء الله موضوع مهم جدًا، وإذا تأملت معي يا أخي المسلم أهمية هذا الموضوع في الحياة التي نحياها الآن لوجدته أمرًا ذا بال، أمرًا خطيرًا جدًا، نحن الآن أيها الإخوة عندما نؤدي هذه الأركان، وهذه العبادات لله عز وجل يشعر الإنسان المسلم أحيانًا بأنه متثاقل وهو يؤدي هذه العبادات، يشعر بأن عليه مشقة كبيرة جدًا في أداء صلاة الفجر وأداء صلاة الجماعة في المسجد، كل صلاة يؤديها في المسجد، وهو يخرج الصدقات والزكوات يحس بأن نفسه تجذبه، أو بأنه يجاهد نفسه لكي يخرج هذه الأموال، فيشعر بمشقة، وكذلك إذا دعى داعي الجهاد في سبيل الله وجدت الأمر صعبًا، وكذلك إذا جاء الإنسان المسلم الذي هداه الله عز وجل ليستقيم على شرع الله ويلتزم بأحكام الله، وجد المجتمع يؤذيه من كل جانب، ووجد أقرب الناس إليه وأحب الناس إليه يؤذونه ويثبطونه عن المضي في هذا الطريق، وإمرأة مسلمة هداها الله للإسلام تريد أن تلتزم بالحجاب تحس بأن الإلتزام بالحجاب صعب جدًا، وتاجر مسلم يريد أن يطهر أمواله من الربا، وينقيها من الحرام، يحس بأن هذا العمل شاق وصعب وشديد، الإنسان مع إخوانه في الله وهو يعيش معهم قد ينزغ الشيطان بينهم في أشياء كثيرة، وتعاملات عديدة .... المزيد |
الشهوة الخفية حب الرئاسة والشهرة 2أما القسم الثاني وهو حب الشهرة، وقد ذكرت أن له ارتباط بالقسم الأول ارتباطًا وثيقًا حب الشهرة والصبت، هذا المرض موجود في نفوس الكثيرين، وهذا المرض موجود عند الفسقة، وقد يكون موجودًا أيضًا عند بعض أهل الدين، فعند الفسقة الآن هناك شيء اسمه عالم الأضواء وعالم الشهرة، ويقال فلان أو فلانة من الممثلين والممثلات دخلت عالم الشهرة بفيلم كذا، وفلانة من المغنيات دخلت عالم الشهرة بأغنية كذا، وفلان من اللآعبين دخل عالم الشهرة وعالم الأضواء بهدف الأهداف الرياضية، بمباراة كذا، وهكذا من أنواع الشهرة الدنيوية المذمومة القبيحة المضيعة للوقت الصارفة للجهد في غير طاعة الله، والمورثة للإثم والعدوان، والمثيرة للشهوة والأهواء، والتي تؤدي إلى إضلال الناس، عالم الشهرة الآن يدخل فيه كثير من أهل السوء والباطل كما هو معروف وواضح جدًا .... المزيد |
الشخص المفتونإن الله سبحانه وتعالى خلق المؤمن توابًا مفتنًا نسيًا إذا ذُكِّر ذكر، وإن الله عز وجل يبتلي عباده بالفتن، وإن المؤمن الصادق يصبر على هذه الفتن فلا تزل له قدم، ولا تلين له قناة ولا ينثني له عزم، وكلما ضعف قوي إيمانه بالتوبة إلى الله والأوبة إليه عز وجل، وإن الفتن التي يواجهها الإنسان المسلم في هذه الحياة أيها الإخوة فتن كثيرة جدًا، وحول الفتن نتحدث والفتن الشخصية نتكلم إن شاء الله في هذه الليلة عن الفتن في الحياة الشخصية، ونسأل الله عز وجل أن يحفظنا وأولادنا وبلادنا وسائر المسلمين من كل فتنة إنه حي قيوم سميع مجيب قريب .... المزيد |
الشباب والتدينلقد ذكر الله هذه المرحلة في كتابه العزيز بالفتوّة، كما وصف أصحاب الكهف فقال: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) هذه المرحلة العظيمة التي تتجلى فيها قضية التكليف، بداية التكليف للإنسان، وهو مرحلة الفهم والعقل، ولذلك كان التكليف منوطاً به ومرتبطاً به. هذه الفترة - فترة القوة - لا بد أن يكون لها عناية خاصة في حياتنا، هذه الفترة التي كان الشعراء يتغنون بها، إنها أفضل فترات العمر على الإطلاق. .... المزيد |
الشباب المسلم على عتبة الزواج 2يستحب في صبيحة بنائه بأهله، يعني إذا دخل في الليل في الصباح: أن يأتي أقاربه الذين أتوه في داره، ويسلم عليهم، ويدعو لهم، وأن يقابلوه بالمثل؛ لحديث أنس رضي الله عنه قال: أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بنى بزينب، فأشبع المسلمين خبزًا ولحمًا، ثم خرج إلى أمهات المؤمنين، فسلم عليهن، ودعا لهن، وسلمن عليه ودعون له، فكان يفعل ذلك صبيحة بنائه .... المزيد |
الشباب المسلم على عتبة الزواج 1هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الشباب أو الناس الذين يتزوجون يحتاجون فيها إلى نوع من التوجيه والإرشاد وبيان آداب الشريعة في هذا الأمر، لا بد أن يكون الهدف من الزواج في ذهن الشاب المسلم واضحًا، لابد أن يكون الباعث للزواج باعثًا شرعيًا، وأن تكون القناعة به قناعة شرعية، إن المسألة في الشريعة ليست مجرد عادة، أو تقليد، أو أنه أمر من الأمور التي يريد الإنسان أن يفعلها قبل أن يموت، كما قال لي أحدهم مرة، قال: هناك في الحياة ثلاثة أمور الواحد يريد أن يفعلها قبل أن يموت، يتزوج أو يدرس ويتوظف، ويتزوج ويخلف أولاد ثم يموت، فهي عند بعض الناس تقليد أو مهمة من المهمات التي سيفعلها في حياته، ولكن المسألة أسمى من ذلك، والقضية قضية عبادة، إنه لو نوى طاعة الله تعالى لأجر أجرًا عظيمًا، انظر أيها الأخ المسلم إلى ما في النكاح من العفة عفة النفس وإعفاف الزوجة، والاستمتاع المباح الذي جعل الله فيه أجرًا في بضع أحدكم صدقة، لما وضعها في الحلال كان له أجر، وكذلك لو وضعه في الحرام كان عليه وزر .... المزيد |
الرياءحديثنا عن موضوع عظيم، يرتبط بموضوع أعظم منه وهو موضوع الإخلاص لله عز وجل، وهو ركن الدين الذي إذا انهدم ضاعت الأعمال وحل السخط محل الرضا من العزيز الجبار، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بأن يخلصوا له العبادة فقال تعالى: فاعبدوا الله مخلصين له الدين، فأمرهم بالإخلاص في العبادة وقال تعالى موضحًا سبب خلق الناس: تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير * الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، فقال السلف في معنى قوله جل وعلا: أحسن عملاً يعني أخلصه وأصوبه، فالإخلاص أيها الإخوة هو الركن الركين من أركان العمل، الذي إذا انهدم ضاع العمل، وأصبح هباء، وأصبح وبالاً على صاحبه تبدل حسناته سيئات، وهذا الإخلاص أيها الإخوة معناه في اللغة الخلوص والنقاء من الشوائب، والتميز والصفاء من سائر العلائق والعوائق، ألم تروا إلى قول الله جل وعلا ممتنًا على عباده نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنًا خالصًا سائغًا للشاربين، فهذا اللبن هو الطاهر الذي يخرج من بين نجسين يخرج من بين دم وروث لا ينجس، ولذلك أيها الإخوة الإخلاص صعب، ويحتاج إلى مجاهدة والقلوب لا تكاد تسلم من شوائب الإخلاص الذي منها الرياء .... المزيد |