11- طلوع الشمس والدابة وخروج النارالحكمة في هذا ظاهرة، فإنه إنما كان الإيمان ينفع إذا كان إيمانا بالغيب وكان اختيارا من العبد، أما إذا وجدت الآيات صار الأمر شهادة، ولم يبقي للإيمان فائدة؛ لأنه يصبح كإيمان فرعون لما أدركه الغرق قال: آمنت إلا إله إلا الله، وما ينفعه الآن أن يؤمن أن لا اله إلا الذي آمن فيه بنو إسرائيل، وقد شارف علي الموت. فإذا طلعت الشمس من مغربها انتهت المسألة، لأن كل الناس سيؤمنون اضطرارا رغما عنهم، الكافر سيؤمن رغما عنه، لأن الآية هذى آية عظيمة جدا خارقه، وعند ذلك سترغم أنف كل واحد لم يؤمن فسيؤمن رغما عنه، والمذنب سيتوب، والمقصر سيعود. .... المزيد |
12- فوائد تربوية من أشراط الساعةنحتاج أن نقف وقفات تربوية دعوية إيمانية مع هذه الأشراط، وما جاء في النصوص الشرعية بشأنها، فإن ذلك يزيد الإيمان والله، ويثبت قدم المسلم على طريق الهداية والدين، تربية النفس على الإيمان بالغيب، والاستسلام لأمر الله ورسوله، الإيمان بالغيب الذي يجعل المسلم مستعدًا أن يؤمن بما جاء عن الله ورسوله في أشراط الساعة وفي غيرها. .... المزيد |
13- مقدمة عن البرزخ والموتاقتضت حكمة الله تعالى أن جعل لنفوس الخلق أربع دور، كل دار أعظم من التي قبلها. الدار الأولى: في بطن الأم، وذلك المحصن الضيق، والغم، والظلمات الثلاث. والدار الثانية، هي: الدار التي نشأت فيها، وألفتها، واكتسبت فيها الخير والشر، وأسباب السعادة والشقاوة. والدار الثالثة: البرزخ، وهي أوسع من هذه الدار وأعظم، بل نسبتها إليها كالنسبة هذه الدار إلى الأولى. كم لبثت في بطن أمك؟ .... المزيد |
14- الموقف من الحياة والموتإذا نزل الموت الذي لا يرتفع، إذا شخص البصر، ارتفاع الأجفان إلى فوق، وتحديد النظر، وحشرج الصدر، تردد النفس في الصدر عند قبض الروح، واقشعر الجلد، قيام الشعر؛ لأن عند الموت شعر الجلد يقوم سبحان الله العظيم! إذا سحبت الروح شعر الجسم يقوم، وربما تراه كما قالت إحدى النساء في وفاة زوجها: فرأيت يقوم شعره تدريجيًا، من القدمين إلى الأعلى، وقف مع سحب الروح، قال: وتشنج الأصابع، يعني انقباض الأصابع. .... المزيد |
15- سكرات الموت وبعض أحوال المحتضرينالحمد لله الذي فض خدمكم، وسلب ملككم، ووهن كيدكم، وإن من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم الذي له ما لنا، وعليه ما علينا، أما بعد: فإذا جاءكم كتابي هذا فابعثوا إلا بالرهن، واعتقدوا مني الذمة، وإلا فو الذي لا إله غيره لأبعثن إليكم قوما يحبون الموت، كما تحبون أنتم الحياة، فلما قرأوا جعلوا يتعجبون من جرأت خالد وشجاعته" [البداية والنهاية: 6/378]. فإذا تمني الموت هنا في سبيل الله؛ لنيل أجر الشهادة من هؤلاء الصادقين، وهي التي دعا لأجلها سعد رضي الله عنه فقال لما أصيب أكحله يوم الأحزاب: "اللهم إن كنت أبقيت على نبيك صلى الله عليه وسلم من حرب قريش شيئا فأبقني له، وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك" فانفجر كلمه، وكان قد برئ حتى ما يرى منه إلا مثل الخرص [رواه أحمد: 25140، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 67]. .... المزيد |
16- ما ينبغي وما لا ينبغي عند الموت وأحوال المحتضرينالموت حقيقة واقعة بالعباد، كتبها الله على خلقه وتفرد بالبقاء سبحانه، فقال: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 26- 27]. ومع أن الموت يوقن به المؤمنون والكفار، ولكن أكثر الناس في سعيهم ينسون هذه الحقيقة. ومن رحمة الله بعباده: أنه لم يتركهم إلى غفلتهم، ولم يعاملهم بنسيانهم، بل أرسل إليهم الرسل والنذر، لتتم النعمة، وتقوم الحجة. .... المزيد |
17- تفاوت أحوال المحتضرينهؤلاء الموتى يتفاوتون في أحوالهم عند الموت والاحتضار، وما يجري عليهم في قبورهم، فأين من يخير عند موته، ويبشر برزقه في قبره، وتكرم روحه في نزعها، وتنعم في مستقرها؟ أين هذا ممن يهان أشد الهوان، وتضرب الملائكة وجهه ودبره، وتعذب روحه وجسده؟ فبينهما من التفاوت كما بين الظلمات والنور، والظل والحرور، وهكذا فإن أحوال الناس عند الاحتضار تتفاوت. .... المزيد |
18- الخاتمة وعلامات حسن الخاتمةقلوب السلف كانت تخاف من سوء الخواتيم، وكثير منهم كان يقلق من السوابق، يعني ما سبقت كتابته في اللوح المحفوظ، في الكتاب السابق الذي كتبه الله عنده، وفي الكتاب النبي عليه الصلاة والسلام مرة فاجئ أصحابه خرج على أصحابه بكتاب في يده اليمنى وكتاب بيده اليسرى، قال: ((هذا كتاب فيه أسماء أهل الجنة))، ((وهذا كتاب فيه أسماء أهل النار)) [الترمذي: 2141، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح: 96]، اختفت الكتب، هذا كتاب من الله فيه أسماء أهل الجنة، وهذا فيه أسماء أهل النار، ماذا كتب؟ بماذا سبق الكتاب؟ .... المزيد |
19- الشهداء وأنواعهمذكر الله تعالى فضل الشهادة في سبيله لتنشط النفوس للتضحية في سبيل الله، والتعرض لهذا الموقف العظيم الذي لو ناله المسلم نال رضا الله عز وجل، والحياة العظيمة في أعلى عليين، والاستبشار وذهاب الخوف من المستقبل، والحزن على ما مضى، والتبشير بنعمة الله والفضل، وثبوت الأجر، وأن الله لا يضيعه. .... المزيد |
20- سوء الخاتمةإنما تقع سوء الخاتمة لمن فسد ظاهره وباطنه، ولمن له جرأة على الكبائر، وإقدام على الجرائم، فربما غلب عليه فيقدم عليه الموت قبل التوبة، وذكر ابن القيم نحوا من هذا في كتابه الداء والدواء. .... المزيد |