تفسير قوله تعالى: " فما رعوها حق رعايتها "أمرنا الله تعالى بالتمسك بهذا الدين {فاستمسك بالذي أوحي إليك} وشرع لنا شرائع، وسن لنا سنن، وحدّ لنا حدوداً، فيجب علينا أن نعمل بشرائعه، وأن نلتزم بحدوده، وأن لا نخالف أمره، وقد جعل سبحانه هذا الدين هو الصراط المستقيم، والطريق الصحيح الذي يوصل إليه، وأمرنا برعايته، وحفظه، وحراسته، والعناية به، والدعوة إليه، فيجب علينا أن نلتزم بما أنزل الله علينا، وأن نرعاه حق رعايته {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}. .... المزيد |
اللهم اهدنا فيمن هديتأفضل ما يقدّره الله للعبد الهداية؛ فهي من أعظم النِّعَم وأجلها، وهي بيده وحده سبحانه فهو يُضِلُّ مَن يشاء ويهدي مَن يشاء، أمَّا طلب الهداية والسعي إليها فهي من كسب العبد، وما أحوجنا مع كثرة الفتن واختلاط الأمور إلى سؤال الله الهداية والتبصير بطريقه المستقيم، وقد أمرنا الله نسأله إياها مرارا وتكرارا، في كل يوم وليلة وفي كل صلاة. .... المزيد |
وسائل تكوين الشخصية الإسلاميةأليس عجيبا أن يكون ديننا هو أعظم الأديان، وأن تكون شريعة الله هذه خاتمة الشرائع، ثم يكون أصحاب هذا الدين والمكلفون بالقيام بهذه الشريعة أن يكونوا في مؤخرة الأمم، وأن يكونوا في آخر القافلة في هذا الزمان، أليس عجيبًا أن يكون لنا مقومات وأن يكون لنا رصيد فطرة ورصيد تجربة وأن يكون لدينا كل هذا الكم الهائل من المقومات التي تجعلنا من المفروض أن تجعلنا في مقدمة البشرية ثم نكون نحن اليوم في العالم الأمة الأضعف، والأمة الأخزى والأمة الغثاء التي تكالب عليها أعداء الدين من كل جانب، فإذا كان القرآن تاما والسنة واضحة والمقومات موجودة فما هو السبب إذا في هذا التخلف الحاصل؟ ليس هناك أداة تجعل المسلمين في مقدمة الأمم إلا وهو موجودة فلماذا الآن يقبع المسلمون في مؤخرة أمم العالم، السبب أيها الإخوة أن هذا الدين بغير رجال لا يقوم، وهذه الشريعة بغير شخصيات تتمثلها لا يمكن أن تحيا، فالمشكلة إذا في وجود الشخصيات التي تتمثل هذا الدين والتي تحمل هذا الدين والتي تجهاد في سبيل إعلاء شأن هذا الدين .... المزيد |
نقطة الانطلاق في طريق الاستقامةإن الهداية نعمة من الله سبحانه وتعالى لا يملك أحد أن يعطيها إلا الله عز وجل وهي أثمن نعمة يمكن أن يحصل عليه العبد في دنياه أن يهديه الله الصراط المستقيم، وإذا اهتدى العبد سار في طريق الاستقامة، فالهداية هي نقطة الانطلاق في طريق الاستقامة، فإن العبد إذا صار مهديا عمل الخيرات واشتغل بالطاعات وابتعد عن المحرمات فيصبح سالكا لطريق الاستقامة، إن الهداية إذا هي نقطة الانطلاق هي أمر له ما بعده، وينبني عليه كثير من الأمور، وهذا هو عنوان المحاضرة لهذه الليلة، نقطة الانطلاق في طريق الاستقامة، نقطة الانطلاق مهمة جداً لأنها تغير مسار الشخص وعندما نستحضر في أذهاننا صورا من بعض الصحابة الذين دخلوا في الدين وأسلموا، كان إسلامهم وهو نقطة الانطلاق بالنسبة لهم، كانت نقطة انطلاق عظيمة لأن الشخص يتغير كيانه، ويتغير اتجاهه، فإذا فكرنا مثلا في حال بعض الصحابة الذين أسلموا بمكة ورجعوا بعد إسلامهم هداة إلى قومهم يهدون هداية الدلالة والإرشاد لعل الله أن يرز أولئك الأقوام والقبائل هداية التوفيق والإلهام، فيكونون سببا لإدخال الناس في دين الله، فيؤجرون الأجر العظيم، يسلم يهديه الله، فينطلق للعمل للإسلام، ينطلق للتفقه في الدين، بل إنه ينطلق للجهاد في سبيل الله وينطلق لمفاصلة الكفار، وإعلان البراءة منهم .... المزيد |
كيف يربي المسلم نفسه؟عنوان درسنا عن التربية الذاتية أو التربية الفردية، وقد يقول قائل: إنك تتكلم عن التربية كثيرًا، وتطرق هذا الموضوع باستمرار، فلمَ، ونقول أيها الإخوة: ليس عندنا حل لمواجهة المشكلات التي تعيش فيها اليوم نحن المسلمين إلا التربية، ليس هناك علاج ناجع وحل جذري للواقع المرير الذي نعيش فيه ونمر به إلا التربية، ليس عندنا هناك طريق أخرى، هي طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأمر الذي ينبغي التركيز عليه، لقد تكلمنا على أهمية التربية الإسلامية فيما سبق، وتكلمنا عن مقومات التربية الناجحة، وهناك مواضيع أخرى كثيرة في التربية، بقيت الكلام عليها ومنها: التربية الفردية، أو كيف يربي المسلم نفسه، فما أهمية هذا الموضوع يا ترى؟ .... المزيد |
قواعد وضوابط في حل المشكلاتهذه حياتنا فيها هموم وغموم، وأحزان وأكدار، إنها منغصة لا تخلو من ألم في النفس أو البدن، هكذا خلقها الله وجعلها بهذه الطبيعة، وميز الجنة عنها فصارت الجنة بلا هموم ولا غموم ولا أحزان، ولا أكدار، هذه حياتنا نتذكر بكدرها صفو الجنة، وبأحزانها سرور الجنة، وبآلامها نعيم الجنة، هذه الحياة في أزمات ومشكلات، فيها مصاعب وأمور شائكة، ونحن في ديننا ولله الحمد ما يعيننا على مواجهة هذه الابتلاءات الموجودة في هذه الحياة، في الفرد والمجتمع، فيمن حولنا، صعوبات وأزمات تواجهنا، كيف نديرها، كيف نحللها ونفكر فيها، كيف نتعامل معها. إن هذه الصعوبة أو الأزمة أو المشكلة التي يمكن تعريفها بأنها صعوبة موجودة، وعقبة قائمة يراد تخطيها. إن مواجهة هذه الأزمات التي تعترض طريق المسلم في حياته قد جاءت الشريعة بما يعينه عليها، لا تخلو حياتك من مثل هذه المواقف الصعبة، فاحمد الله أن جعل لك في هذا الشرع ما يعينك على المواجهة وتجاوز العقبات. .... المزيد |
عوائق في طريق الالتزام بالإسلام 2كنا قد تلكمنا في الليلة الماضية عن بعض العوائق التي تواجه الناس الذين يريدون أن يلتزموا بأحكام الإسلام وشرائع الدين، ويريدون أن يختطوا لأنفسهم طريقًا صحيحًا يكون على منهاج الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء السائرون تواجههم مصاعب عديدة وتحديات كبيرة، تحتاج إلى صبر وتحتاج إلى علم، وتحتاج إلى أخوة في الله، وتحتاج إلى أسلحة كثيرة جدًا لكي يصمد الإنسان أمام هذه التحديات ولكي يستطيع أن يجتاز هذه العقبات، وأن يتغلب على تلكم المصاعب التي تحيط به في ذلك الطريق المحفوف بالمخاطر الذي سار فيه الأنبياء من قبل والتابعون لهم بإحسان، ولعله من أكبر العوائق التي تواجه الذين يحاولون الإلتزام بالإسلام ويلتزمون به هو: ضغط المجتمع الذي يعيشون فيه .... المزيد |
عوائق في طريق الالتزام بالإسلام 1سنتكلم الليلة إن شاء الله عن عوائق في طريق الالتزام بالإسلام، ونحن أيها الإخوة سبق أن بينا في درس ماضٍ بعنوان الجدية في الالتزام بالإسلام بينا تعرف الالتزام، وذكرنا أنه ممثل بقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ} والسلم هو الإسلام، ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً يعني تمسكوا بجميع شعب الدين، وخذوا بجميع عرى الدين، لا تتركوا منها شيئًا على قدر استطاعتكم، هذا هو الالتزام بالإسلام، ويمكن أن نضع له تعريفات كثيرة، الالتزام بالإسلام، ولكن يكفينا قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً}، لا تتركوا منه شيئًا، وإذا نظرنا أيها الإخوة في واقع الناس اليوم نجدهم في بعد كبير عن تعاليم الإسلام، وفي بعد كبير عن التمسك بهذا الدين، وفي بعد كبير عن الالتزام بأحكامه، فإذا سألنا أنفسنا سؤالاً: لماذا يترك الناس الالتزام بالإسلام، وبأحكام الإسلام مع أنهم يعرفون بأن هذا واجب عليهم، يعرفون بأن هذا التمسك واجب عليهم، لماذا يتركون التمسك، ولماذا يعيشون حياة التفلت التي نراها اليوم في واقع المسلمين وفي حياتهم؟ أيها الإخوة: للإجابة على هذا التساؤل لابد أن نفكر في المعوقات التي أدت إلى هذا التفلت وهذا الترك للالتزام بالإسلام .... المزيد |
جوانب التكامل في شخصيات السلفإن هذا الدين يحمله من كل خلف عدوله، يحمل هذا الدين رجال صدقوا بالله وآمنوا، يحمل هذا الدين رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين، هذا الدين لا يمكن أن يتحرك في الواقع، ولا يمكن أن يؤثر إلا إذا كان هناك أناس آمنوا به، فجعلوه عقيدة تحركهم، وجعلوه حياتهم، وهمهم، فصار يحركهم للعمل لأجل رفعة شأنه، ونصرة أمره هذا الدين العظيم دين الإسلام، وخيرية هذه الأمة على بقية الأمم من أسبابها ما وجد في هذه الأمة من الرجال الذين حملوا لواء الإسلام، ما وجد فيها من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار، هؤلاء الرجال هم الذين يحملون هذا الدين، وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يوجد في هذه الأمة من هذه النوعية حملة الدين عدةً، وكثيرًا والحمد لله على فضله وإحسانه .... المزيد |
بين الهداية والانتكاسهذا الدرس هو انطلاق من الحقيقة التي أقسم الله عليه بعدة أقسام في كتابه الكريم، فقال الله عز وجل: والشمس وضحاها، يعني ضوؤها، والقمر إذا تلاها، والنهار إذا جلاها، والليل إذا يغشاها، والسماء وما بناها، أي بناء ذات البناء أو ومن بناها، فيكون قد أقسم بنفسه، والأرض وما طحاها، أي: دحاها وبسطها وقسمها، ونفس وما سواها، يعني خلقها مستقيمة على الفطرة القويمة، فألهمها فجورها وتقواها، بين لها طريق الخير والشر، وهنا يأتي جواب القسم: قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها، قال بعض أهل العلم من المفسرين: من زكى نفسه بطاعة الله وطهرها من الأخلاق الرديئة والرذائل، ودساها يعني أخملها بخذلانه إياها عن الهدى حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله عز وجل، فالشاهد قوله سبحانه: قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها، فمن زكاها فهذه هي الهداية، ومن دساهاه هذه هي الانتكاس .... المزيد |