أخبار عيسى في أحاديث محمد ﷺلقد كان في القرآن الكريم ذكر كثير للنبي عيسى ابن مريم في عدد من السور وفي عدد من المناسبات، وكذلك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وسنستعرض إن شاء الله طائفة من أخبار هذا النبي الكريم في أحاديث محمد عليهما الصلاة والسلام. لقد كانت بداية عيسى عليه السلام قديمة لما كانت جدته أم مريم امرأة عمران تدعو الله سبحانه وتعالى لمن في بطنها ولذريته أن يقيهم الله عز وجل من الشيطان الرجيم، فلما حملت امرأة عمران، توجهت إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء قائلة: رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، فكانت دعوة الجدة لحفيدها سارية من ذلك الجيل إلى الجيل الذي بعده، وظهرت آثارها في مريم وفي ولدها عيسى .... المزيد |
فوائد من الأحاديث الصحيحة 2يجب أن تلبس تحت ثياب السلك هذه الشفافة شيئًا آخر طويل يستر العورة، ففي الصيف يلبس كثير من الإخوان قمصان الشيال، ويلبسون فوق هذه القمصان ثياب شفافة، فيبين الكتف، يظهر الكتف تحت الثوب السلك الشفاف، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: لا يصلين أحدكم وليس على عاتقة شيء من ردائه، فالذي يصلي ولابس القميص الشيال، وما هو لابس تحته قميص يستر الكتف، فإنه قد فعل أمرًا محظورًا .... المزيد |
فوائد من الأحاديث الصحيحة 1الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها تبيان لحكم كثيرة، ومصالح جليلة، وفوائد عظيمة تهم الإنسان المسلم في حياته، وهي ذخيرة له وزاد بعد مماته، بل إنها لتنفعه حتى في قبره الذي إن كان صاحبه صالحًا، فإنه روضة من رياض الجنة، ولقد اعتنى علماؤنا من السلف الصالح ومن سار على نهجهم عناية عظيمة بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فميزوا صحيحها من ضعيفها، وميزوا صحيحها من سقيمها ومعلولها، فنشأت علوم عظيمة مبنية كلها على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومرتبطة به، ومتفرعة عنه، ولذلك كان من الواجبات على المسلم أن يعلم ويميز أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة من غيرها، حتى يعبد الله على بصيرة، وحتى لا ينساق وراء كل ما يسمع وكل ما يقال من أحاديث، وإنما ينبغي أن يتحرز ويطبق قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم في التثبت من الأقوال والأقاويل والأحاديث .... المزيد |
شرح أصول التفسير والمنظومة البيقونيةإن شرف علوم القرآن لا يخفى على طالب العلم؛ إذ شرف هذا العلم بمعلومه وهو القرآن ولاشك أن مباحث هذا العلم تتفاضل، وأن من أعلاها هو علم التفسير الذي هو بيان عن معنى كلام الله سبحانه وتعالى، وعلوم القرآن من العلوم المهمة التي يحتاجها طالب العلم؛ لأنها تبين له قواعد أساسية في معرفة ما أنزل الله إليه، وعلوم القرآن كثيرة، ويمكن أن تجدها متناثرة في بعض التفاسير كالكلام عن المكي والمدني والناسخ والمنسوخ، وعدد الآيات والقراءات ونحو ذلك، ويمكن أيضًا أن تستجد أشياء عند الباحثين في هذا العلم، يعني قابل هذا العلم قابل لأن تستجد فيه بعض الأشياء مثل: علم التفسير الموضوعي، أو علم مناهج المفسرين، ونحو ذلك، فهذه أبواب قد تكون جديدة في البحث لا توجد في الكتب المتقدمة سابقًا في علوم القرآن، وتشتمل مباحث علوم القرآن على أمرين: جانب نظري، وجانب تطبيقي .... المزيد |
خمسة حفاظ بين يديكخمسة حفاظ بين يديك، وقبل أن يحتار أحدكم في معنى هذا العنوان، فإنني أقول: إن المقصود به: التعريف بخمسة حفاظ من حفاظ الحديث، الذين حفظوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنته، وساهموا في إبلاغها إلينا، ونشروا ذلك العلم، والمقصود من الكلام عن هؤلاء الحفاظ عدة أمور: أولاً: التحميس في طلب العلم، فإن كثيرًا من الشباب في هذه الأيام قد برد حماسهم، أو قل: لا حماس لديهم في طلب العلم، والقراءة والبحث، ومن أعظم الأسباب الدافعة إلى تحصيل العلم، والقراءة والاطلاع هو الاطلاع على سير الحفاظ والعلماء الذين جمعوا هذا العلم، كيف اشتغلوا في جمعه، وأفنوا أعمارهم فيه، وبذلوا الغالي والرخيص، ورحلوا وركبوا المشاق والأهوال، وربما تعرضوا للموت والهلاك من أجل جمع العلم، وأحدنا اليوم يقعد على أريكته لا يصله قليل ولا كثير من التعب والمشقة، وهذه المجلدات المطبوعة في الأوراق الفاخرة، والحرف الحسنة الواضحة، والأكل موجود، والشرب حاضر، والجو مكيف، والراحة كاملة، ومع ذلك فالهمم في طلب العلم وتحصيله قاصرة قصورًا عجيبًا أمام الإمكانات المتاحة التي توفرت لنا في هذه الأيام .... المزيد |
حديث الشفاعة المقام المحمودالناس في الغم والكرب يوم القيامة يريدون حلاً، ويتمنى الكافر الفرج ولو إلى النار، فيتكلم الناس ويتبادلون الآراء في أرض المحشر، يتكلمون مع بعض يريدون رأياً، مثل الناس لو وضعوا في أزمة يبدءون يتحدثون في نقاش، ما هو السبيل إلى الخروج؟ {فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ}، في يوم المحشر يصدر عن بعض الناس رأياً يقولون: لو استشفعنا، يلهمون ذلك من الله كما جاء في رواية مسلم: فيلهمون الذهاب إلى الأنبياء، يريدون مخرجاً، فيقولون: لو نذهب إلى الأنبياء، فيهتمون بذلك -يصيبهم الهم- لو استشفعنا على ربنا، يعني: نطلب شفاعة أحد عند الله نستعين به على الكرب. عيسى يدل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم موسى يخبر الناس بأنه قد قتل نفساً، ولا يريد من الله إلا أن يغفر له، ولا يستطيع أن يشفع للناس في بدء الحساب ويدلهم على عيسى عليه السلام فيأتون عيسى فيقول: لست هناكم، يقولون: يا عيسى! أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم ورح منه، وكلم الناس في المهد صبياً، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه، فيذكر مثل آدم قولاً وجواباً: لست هناكم لكن لم يذكر ذنباً.عيسى ما ذكر ذنباً لكن يقول: أنا لست على مستوى طلب الشفاعة لست بهذا المقام، لست هناكم، ويقول في رواية: إني عُبِدت من دون الله، إني اتُخِذت إلهاً من دون الله، مع أنه ليس ذنباً منه ولا قصد ولا أراد ولا رضي، لكن يقول ذلك تواضعاً.الآن هؤلاء الأنبياء يقولون اليوم : إذا غفر لنا يكفينا، فما بال بقية الناس؟ثم يقول عيسى عليه السلام: ائتوا محمد صلى الله عليه وسلم فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، انطلقوا إلى من جاء اليوم مغفوراً له وليس عليه ذنب وخاتم النبيين، أرأيتم لو كان هناك متاع في وعاء وقد ختم عليه، أكان يقدر على ما في الوعاء حتى يفض الخاتم؟، هل تستطيع أن تأخذ شيئاً من الوعاء من غير فض الخاتم، فيرجعون إلى هذا الذي قيل لهم أول من تنشق عنه الأرض، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وعندما يأتون إلى النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما جاء في رواية: إني لقائم انتظر أمتي يعبرون الصراط إذ جاء عيسى فقال: يا محمد! هذه الأنبياء قد جاءتك يسألون لتدعو الله أن يفرق جمع الأمم إلى حيث يشاء لغم ما هم فيه، فأين يكون النبي عليه الصلاة والسلام؟ عند الصراط ومعه لواء الحمد، بعدما تلف القضية على الأنبياء واحداً واحداً، عيسى مع الناس مع الأنبياء كلهم يتوجهون إلى الصراط، والنبي عليه الصلاة والسلام قائم ينتظر عند الصراط، فيطلب عيسى والأنبياء معه والناس جميعهم من النبي عليه الصلاة والسلام ويخاطبونه حتى أبوه إبراهيم، كما جاء في رواية: وأخرت الثالثة -يعني: دعوة النبي عليه الصلاة والسلام- ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام. .... المزيد |
الآثار السيئة للأحاديث الضعيفة والموضوعة 2الحديث الآخر الباطل: من سعادة المؤمن خفة اللحية، فخفيف اللحية يصير مبسوط، واللي كثيف اللحية يغتم، مشكلة ماني سعيد، شقي، ليش لأن لحيتي كثيفة، شوف الآثار السيئة، وكذلك الآثار السئية مثلاً في فضائل تمشيط اللحية، أو التمشيط عمومًا، عليكم بالمشط، فإنه يذهب الفقر، ومن سرح لحيته حين يصبح كان له أمان حتى يمسي، إلى آخره، تمشيط اللحية شيء طيب، لكن ليس الذي يدفعنا إلى هذا التمشيط الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وإنما نمشط ونهذب وننظف لأي شيء؟ لحث الشرع على ان يبدو الإنسان بالمظهر الحسن المسلم، ولذلك كانت سنن الفطرة .... المزيد |
الآثار السيئة للأحاديث الضعيفة والموضوعة 1قد يكون في أذهان البعض أن هذا الموضوع من البديهيات، ولكن -أيها الإخوة- المتأمل في أضرار هذه المسألة وهي انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة بين الناس لَيُدْرِكُ بجلاء أن المسألة خطيرة، ولعلنا نخلص من عرض هذه المحاضرة إلى شيءٍ من هذه الخطورة التي نريد أن نبينها، حتى يعي المسلم من أين يؤتى، وحتى يعي المسلم ما هو مصدر الأمراض المنتشرة في المجتمع، فإنه أحياناً يكون خارجياً، من أعداء الإسلام في الخارج، وأحياناً يكون من الداخل، وبعض المسلمين يوحون إلى آخرين بأن السبب في تقهقر المسلمين وانهزامهم مؤامرات خارجية، وقد تتخذ هذه النقطة شماعة تعلق عليها الأخطاء الداخلية التي ترتكب في المجتمع الإسلامي. بادئ ذي بدءٍ -أيها الإخوة- لا بد لنا أن نذكر هذا الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنتم تعلمون أن حديث: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، حديثٌ متواتر، رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحواً من سبعين صحابياً وربما مائة صحابي، وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن الذي أصله في الصحيحين: من قال عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار، وقد ترجم عليه ابن حبان رحمه الله: فصل ذكر إيجاب دخول النار لمن نسب الشيء إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو غير عالمٍ بصحته. وروى الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه : من حدث عني بحديثٍ يرى أنه كذب فهو أحد الكاذِبِيْن -أو الكاذِبَيْن-. .... المزيد |
حديث المحتكمين إلى الرسول ﷺ (تحكيم الشرع)هناك ثلاثة أوصاف في سورة المائدة حسمت قضية الحكم، يجب أن يكون الحكم لله، لا تحكم العادة، ولا تقليد، ولا عرف من الأعراف، ولا هوى من الأهواء، ولا أشياء شرعها البشر من عند أنفسهم، لا يجوز تحكيم إلا القرآن والسنة، وإلا فلسنا بمسلمين. .... المزيد |
وقفة مع حديثلقد كان في سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم وأصحابه معه خير قدوة لنا جميعًا لمن أراد الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا، الصحابة رضوان الله عليهم، الذين سلكوا سبيل رسوله عليه الصلاة والسلام، وطبقوا شرائع الدين، واهتموا بشعائره فاقاموها، أقاموا الإسلام عبادة وسلوكًا، وأخلاقًا لا يألون بذلك وسعًا في تنفيذ أوامر الله عز وجل، فكان ذلك المجتمع الرباني مجتمعًا قدوة بحق بنبغي على كل مسلم أن يتأمل في تفاصيل ما حدث، وكيف طبق الإسلام في عهد الصحابة حتى يكون هذا النظر ذا أثر عملي في حياة المسلمين .... المزيد |