مواقف جريئةليست الشجاعة قوة البدن فقط، فقد يكون الرجل قوي البدن ضعيف القلب، وإنما الشجاعة قوة القلب وثباته، وأعظم ما يمدها وينميها: الإيمان بالله، والتوكل على الله، وكمال الثقة بالله، وأن يعلم العبد أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن يداوم على الذكر، وهذه تحتاج إلى تدريب نفس، وإقدام، ومران، وإلى تذكر هيبة الرب، فتسقط هيبة المخلوق، والإخلاص لله، وعدم مراعاة الخلق . .... المزيد |
أين الأدب؟الأدب من خصال الإنسان المسلم، أن يلزم الطريقة المرضية فيمن يتعامل معه، والمسلم له أدب مع ربه، وأدب مع نبيه صلى الله عليه وسلم، وأدب مع الناس، وأدب مع نفسه، والأدب مع الله عز وجل هو الذي يدفع المسلم أن يتأسى بالأنبياء والصالحين، وأما الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم فإنه تسليم للنبي، وانقياداً لأمره، إن للإنسان المسلم أدباً مع الخلق كذلك، إن له أدباً مع والديه وهما أولى الناس بالحقوق. .... المزيد |
ألهاكم التكاثرالتكاثر والتفاخر في الأموال والأولاد، والخدم والأعوان، التكاثر الذي يشغل عن الله والدار الآخرة، وقد يكون في أشياء مادية من الأموال والمراكب، والأثاث والرياش، وغيرها، وقد يكون في أشياء معنوية، بل قد يكون في أمور مما ظاهره العلم كمسائل الفقه، وطرق الحديث؛ ولذلك فإنه ينبغي حتى لطالب العلم أن ينتبه من قضية التكاثر هذه. .... المزيد |
حفظ اللسانإن اللسان نعمة من نعم الله العظيمة، فهو صغير حجمه، عظيم طاعته وجُرْمه، شأنه عظيم، وخطره جسيم، فقد يستخدمه الإنسان في الطعن وانتهاك الحرمات، فيكون سبباً لهلاكه وتعاسته، وقد يستخدمه العبد في قراءة القرآن وذكر الله، فيكون سبباً لنجاته وسعادته، وعلى المسلم الحذر من آفاته ومكائده، والعمل على إصلاحه واستقامته، فـ(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) و (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت). .... المزيد |
عقوبات العصاة بعد الموتإن المتأمل في هذه العقوبات يرى أن الجزاء له علاقة بالعمل، فهذا الرجل الذي نام عن الصلاة عمداً، كانت معصيته في رأسه الذي نام عن الصلاة فكانت عقوبته فيه، وكذلك هذا الذي يشرشر شدقه إلى قفاه الكذاب، و الزناة يأتيهم اللهب من أسفل؛ فتحترق العورات والأعضاء التناسلية، وكذلك آكل الربا الذي يأكله، إنما يأكل في بطنه حجارة يسبح بها في نهر الدم المنتن، فمحل الذنب كان محل العقوبة. .... المزيد |
عقوبات الذنوبلقد أنستنا الدنيا وزخرفها التفكر في أمر الآخرة التي تبدأ من بعد الموت، وأنستنا الأخبار وما فيها التفكر في أمور الآخرة وما بعد الموت، وقد كانت أمور كبار من الأخبار والأحداث في أرض فلسطين وغيرها جعلت الناس يعيشون في واقع لا شك أنه مؤلم يجب عليهم العمل لنصرة إخوانهم، وشعر آخرون بالإحباط ويقولون: ماذا نفعل؟ وماذا باليد؟ .... المزيد |
وسائل الزيادة في الرزقإن الله تعالى أمرنا بالضرب في الأرض لطلب المعاش والرزق، وللرزق أسباب شرعية جاءت في الكتاب والسنة، ولعلنا نعرض لها في هذه الخطبة، إضافةً لما تقدم من خطبة ماضية حول هذا الموضوع، وهذا العرض نافع لكل من لم يجد عملاً أو وظيفة، ونافع لكل من ركبته ديون لا يستطيع أداءها، ونافع لكل من لم يحصل على حقه فهو ينتظره على أحر من الجمر، ونافع كذلك لمن لا يكفيه راتبه، ولا يكفيه دخله من كثرة المصروفات وأبوابها المفتوحة عليه. وبالجملة: فإن موضوع المال والاقتصاد من الموضوعات الحساسة، ولذلك جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية ذكر كبير لما يتعلق بهذه القضية؛ لأنها قيام الناس قال تعالى: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً}، فشأنكم وحياتكم يقوم بالمال. ولذلك فإن هذه المسألة كان لها مساحة لا بأس بها في القرآن والسنة، يحتاج إليها المسلم. ونقول هذا الكلام -أيضاً- في وقت رجع فيه كثير من الناس من الإجازات، وقد أنفقوا كل ما ادخروه في السنة الماضية، وصار بعضهم في شيء من الضيق. .... المزيد |
نيران الدنياإن الله تعالى خوفنا ناره، وأخبرنا أنها دار البوار، هي جهنم وبئس القرار، ونار الله عظيمة تجر يوم القيامة بسبعين ألف زمام، على كل زمام سبعين ألف ملك يجرونها، تهوي بها الحجارة فلا تدرك قعرها سبعين عامًا وفيها من أنواع العذاب ما أخبرنا الله سبحانه وتعالى عنه، من الحميم والغساق، والشوك والماء المغلي، والزقوم، ومقامع من حديد، يضربون بها وتصهر بطونهم، نار الله الموقدة، إنها عليهم مؤصدة، لها سبعة أبواب، وهي دركات بعضها فوق بعض، ونار الدنيا أهون من نار الآخرة بكثير، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ناركم هذه جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم، لكل جزء منها حرها، وهن نار الدنيا نتحدث، فنار الآخرة لا يمكن تخيلها، عن نار الدنيا نتحدث، في هذا الموضوع نيران الدنيا عظات وأحكام، نارنا هذه لا تقارن بنار الآخرة .... المزيد |
ثمرات التقوىإن المؤمنين هم أهل التقوى الذين قال الله تعالى فيهم: {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}، وهم المتبعون لما أنزل الله كما قال الله تعالى فيهم: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}، وهم أهل الرهبة والخشية لله كما قال عز وجل: {الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ}، وكل من خشي الله عز وجل فهم عالم، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، فلا يخشاه إلا عالم، وقد أخبر سبحانه أن كل من خشي الله فهو عالم كما قال: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، فمن خشي الله فله نصيب من العلم بحسب خشيته، وهو لما خشيه كان عالمًا بعظمته عالمًا بعذابه، وهو يرجو لله وقارًا، ويخاف الله فيخلص إليه ويتقيه .... المزيد |
اجعل الإجازة عبادةإن الحل الإسلامي لإشكالية الفراغ مبني على أمور، ومن ذلك توالي الطاعات، فإذا فرغت من الفرائض فانصب للنوافل، وإذا فرغت من صلاة النهار فانصب لقيام الليل، وإذا فرغت من الفريضة فاجعل الوقت في الذكر بعدها، وإذا فرغت من الجهاد فانصب لقيام الليل، وهكذا. .... المزيد |