الخميس 11 جمادى الآخرة 1446 هـ :: 12 ديسمبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

مواقف جريئة


عناصر المادة
الخطبة الأولى
العقد مع الله
شجاعة مؤمن آل فرعون في قول كلمة الحق
وجاء رجل من أهل المدينة يسعى
ماشطة ابنة فرعون وأولادها
الجهر بالقرآن في وسط الطغيان
أهل التوحيد في كل عهد ومصر يقولون بالحق وبه يعدلون
الخطبة الثانية
الصدع بكلمة الحق

الخطبة الأولى

00:00:00

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهديه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،  وأشهد ان  لا اله الا الله وحده لا شريك  له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

العقد مع الله

00:00:29

فقد رخصت أرواح المؤمنين في مواقف الشدائد بآية من كتاب الله: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُالتوبة: 111، فجعل الله الجنة ثمناً لنفوس المؤمنين وأموالهم بحيث إذا بذلوها استحقوا الثمن، وعقد معهم هذا العقد، وخطر النفس الإنسانية عظيم، ومقدارها شريف كبير، ولذلك كان بذلها لله، كانت عاقبته عظيمة جدا ذات خطر كبير، وكان أصحاب النبي ﷺ يجودون بأنفسهم بين يديه، ويقدمون أرواحهم فداء لهذا الدين، ويصدعون بالحق عند الظالمين، كما فعلوا بعد تغير الأمور بعد وفاة النبي ﷺ.

وكان أصحاب النبي ﷺ يجودون بأنفسهم بين يديه، ويقدمون أرواحهم فداء لهذا الدين، ويصدعون بالحق عند الظالمين، كما فعلوا بعد تغير الأمور بعد وفاة النبي ﷺ، ورحيل الراشدين، وقال ﷺ: سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله.

إن خلق الشجاعة في الحق خلق عظيم، وبالشجاعة والكرم في سبيل الله فضل السابقون، لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىالحديد: 10، وليست الشجاعة قوة البدن فقط، فقد يكون الرجل قوي البدن ضعيف القلب، وإنما الشجاعة قوة القلب وثباته، هذا الخلق يتولد من خلقين آخرين: الصبر، وحسن الظن، فإنه متى ظن الظفر والنصر وساعده الصبر ثبت، وصار شجاعاً، وهذه الشجاعة خلق نفسي لها مواد تمدها،

فأعظم ما يمدها وينميها الإيمان بالله، والتوكل على الله، وكمال الثقة بالله، وأن يعلم العبد أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن يداوم على الذكر، قال -تعالى- : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَالأنفال: 45، فأوصاهم بالثبات والذكر الذي تعظم به الشجاعة وتزداد، هذه تحتاج إلى تدريب نفس، وإقدام، ومران، وإلى تذكر هيبة الرب، فتسقط هيبة المخلوق، فيقول الإنسان الحق ولا يبالي، والإخلاص لله، وعدم مراعاة الخلق سبب عظيم في تقوية القلب، وانبثاث الشجاعة؛ لأن المخلص لا يريد إلا وجه الله وثوابه، لا يبالي بثواب المخلوقين، يريد ثواب الله؛ لأن رضا الله مقدم عنده على رضا غيره، والشجاعة إذا لم يكن لها حد صارت تهوراً، وإذا نقصت صارت جبناً، ولذلك ولا بد أن تتوسط هذين الخلقين المذمومين الجبن والتهور، ولذلك لا بد من النظر عند الإقدام، هل في ذلك مصلحة للإسلام، وهل يوجد مفاسد للإقدام، فإن كانت المفاسد أكثر لم يتقدم، وإن كانت المصالح أكثر تقدم، فإذا كانت الشجاعة دون علم  وفقه ربما تكون وبال على صاحبها، فإذا صارت الشجاعة بالعلم والفقه صار المطلوب وعظم، لذلك كان أكبر الشجعان العلماء الذين كانوا يقولون بالحق وبه يعدلون.

 

شجاعة مؤمن آل فرعون في قول كلمة الحق

00:05:58

عباد الله: لقد مر بالتاريخ مواقف لأولئك الذين قالوا كلمة الحق، ومنهم مؤمن آل فرعون الذي قام لما اشتد الخلاف بين موسى الكليم وفرعون اللعين -أخزاه الله في جهنم-: قَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَغافر: 26،  فعند ذلك ظهر الرجل يتكلم يدافع عن نبي الله، وعما جاء به، وينصر الحق نصراً مؤزرا في تلك اللحظات الحرجة، وقال عند ذلك الجائر الظالم الكافر، قال كلمة الحق، فخلدها الله في كتابه تتلى إلى يوم الدين: وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌغافر: 28، ثم خوفهم عاقبة قتل موسى في الدنيا والآخرة، فقال: يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَاغافر: 29، وعن الآخرة قال:وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ۝ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍغافر: 32، 33، ثم ذكرهم بتكذيبهم ليوسف وشكهم فيما جاء به مع أنه من عند الله، ولما بين الحق ودافع عن أصحابه فوض أمره إلى الله، وأعلن التوكل عليه، واحتمى بجنابه، فقال: فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِغافر: 44، ما هي النتيجة؟ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِغافر: 45.

وقد وقف أبو بكر الصديق مع رسول الله ﷺ موقفاً مماثلاً لموقف ذلك الرجل المؤمن مع موسى ، فقد روى البزار في مسنده أن علي خطب، فقال: "يا أيها الناس: من أشجع الناس؟ قالوا: أنت يا أمير المؤمنين، قال: أما إني ما بارزني أحد إلا انتصفت منه، ولكن أشجع الناس أبو بكر، أي بعد النبي ﷺ إنا جعلنا لرسول الله عريشاً، فقلنا من يكون مع رسول الله لئلا يهوي إليه أحد من المشركين، فو والله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر شاهراً بالسيف على رأس رسول الله ﷺ، لا يهوي إليه أحد إلا أهوى إليه، فهذا أشجع الناس، ولقد رأيت رسول الله ﷺ، وأخذته قريش، أي: اجتمعوا عليه ليفتكوا به، فقام الصديق يدافع عنه بين يديه.

قال علي : "فهذا يجؤه وهذا يتلتله" فهذا يلهزه فيضربه، وهذا يزعزعه ويصرعه، وهم يقولون: أنت الذي جعلت الآلهة إلهاً واحدا، فو الله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر يضرب هذا، ويجاء هذا، ويتلتل هذا، وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول: ربي الله، ثم رفع علي بن أبي طالب بردة كانت عليه فبكى، فاخضلت لحيته، فقال: أنشدكم بالله أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر؟ فسكت القوم، فقال: ألا تجيبوني؟ والله لساعة من أبي بكر خير من مؤمن آل فرعون، ذاك رجل يكتم إيمانه، وهذا رجل أعلن إيمانه. وسكت عنه الحافظ -رحمه الله- في الفتح مسند البزار:761.

وجاء رجل من أهل المدينة يسعى

00:10:41

وفي قصة سورة يس، في أولئك النفر الرسل الكرام الثلاثة الذين كذبوا، وهددهم قومهم قالوا: قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌيس: 18، قام ذلك المؤمن جاء من أقصى المدينة يسعى، يريد نصرة الحق، لم يكن مجرد حاضر في المشهد، أخذته شجاعة، وإنما جاء من مكان بعيد يسعى لنصرة الحق، فوقف الوقفة القوية مع الرسل، ونصرهم بالحجة الظاهرة الدامغة، وأمر قومه بالإيمان، قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ۝ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ۝ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ۝ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ ۝ إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ۝ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِيس:20-25، فقتله قومه، فقيل له في الحال فوراً: ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ۝ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَيس: 26، 27.

ماشطة ابنة فرعون وأولادها

00:12:11

لم يكن قول الحق وقفاً على الرجال دون النساء، فإن أهل التوحيد في كل عهد ومصر يقولون بالحق وبه يعدلون.

روى الإمام أحمد بإسناد لا بأس به كما قال ابن كثير -رحمه الله- عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: لما كانت الليلة التي أسري بي فيها أتت علي رائحة طيبة، فقلت: يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة؟ فقال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها، قلت: وما شأنها؟ قال: بينا هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم إذ سقطت المدرى من يدها، فقالت-أي الماشطة- كانت مسلمة متابعة لموسى على فرعون، قالت: بسم الله، فقالت لها ابنة فرعونالكافرة -لما سمعت لفظ الجلالة الله- قالت لها ابنة فرعون: أبي؟ قالت: لا، ولكن ربي ورب أبيك الله، قالت: أخبره بذلك؟ قالت: نعم، فأخبرته، فدعاها، فقال: يا فلانة، وإن لك رباً غيري؟ قالت: نعم، ربي وربك الله، فأمر ببقرة من نحاس فأحميت، ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها فيها، قدر عظيم على شكل البقرة من النحاس، ترتفع درجة الغليان، قالت: إن لي إليك حاجة، قال: وما حاجتك؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد وتدفننا، فقال مستهزءاً: ذلك لك علينا من الحق، قال: فأمر بأولادها، فألقوا بين يديها واحداً واحداً إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مرضع، وكأنها تقاعست من أجله، فأنطق الله الصبي الرضيع: قال: يا أماه: اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، فاقتحمت، وصححه أحمد شاكر -رحمه الله-.

الجهر بالقرآن في وسط الطغيان

00:14:40

كان الجهر بالقرآن في وسط أهل الطغيان الذين كانوا يكرهون سماع القرآن موجوداً في أصحاب محمد بن عبد الله ﷺ، قال الزبير: أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله بمكة عبد الله بن مسعود، اجتمع يوما أصحاب رسول الله فقالوا: والله ما سمعت قريش بهذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعموه؟ قال عبد الله بن مسعود: أنا، قالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلاً له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه، قال: دعوني فإن الله يمنعني فغدا ابن مسعود حتى أتى المقام في الضحى، وقريش في أنديتها حتى قام عند المقام، ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم رافعاً بها صوته، الرَّحْمَنُ ۝ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ۝ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ۝ عَلَّمَهُ الْبَيَانَالرحمن: 1 -4، ثم استقبلها أي السورة يقرأ فيها، فتأملوه، فجعلوا يقولون: ما يقول ابن أم عبد؟ ثم قالوا: إنه ليتلوا بعض ما جاء به محمد، فقاموا إليه فجعلوا يضربونه في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه، وقد أثروا بوجهه، فقالوا: هذا الذي خشينا عليك، قال: كان أعداء الله أهون عليّ منهم الآن، لئن شئتم لأغادينهم غداً بمثلها، قالوا: لا حسبك فقد أسمعتهم ما يكرهون، من ذلك الجسم الضئيل، والرجل النحيل كانت الشجاعة، لساقا ابن أم عبد في الميزان أثقل من جبل أحد.

أهل التوحيد في كل عهد ومصر يقولون بالحق وبه يعدلون

00:16:42

لما أوتي بواحد من الصحابة إلى مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة، فيقول: أتشهد أني رسول الله؟ فيقول: أنا أصم لا أسمع، فيقول: أتشهد أن محمداً رسول الله؟ فيقول: نعم، يقول: أتشهد أني رسول الله؟ قال: إني أصم لا أسمع، قال: أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم، ولم يزل هكذا حتى ضربت عنقه .

وإلى النساء مرة أخرى، قال ابن هشام -رحمه الله- في سيرته: وقاتلت أم عمارة نسيبه بنت كعب المازنية يوم أحد، وجرحت جراحاً عظيمة، وكانت أم سعد بنت سعد ابن الربيع تدخل على أم عمارة فتقول: يا خالة أخبريني خبرك؟ قالت: خرجت أول النهار أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله ﷺ وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين، في أول الأمر فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله، فقمت أباشر القتال وأذب عنه بالسيف، وأرمي عن القوس حتى خلصت الجراح إليَّ، قالت: فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور، فقلت لها: من أصابك بهذا؟ قالت: ابن قمئة أقمئه الله، لما ولى الناس عن رسول الله أقبل يقول: دلوني على محمد؟ لا نجوت إن نجا، فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير وأناس ممن ثبت مع رسول الله، فضربني هذه الضربة، ولقد ضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كانت عليه درعان.

البراء ابن مالك من الشجعان المشهورين الذي قتل مائة رجل مبارزة من المشركين، يقتحم المهالك، ولا يبالي، ولذلك كان عمر يكتب إلى أمراء جيوشه: لا تستعملوا البراء على جيش، حتى لا يقدم بهم المهالك، وفي حرب مسيلمة أمر أصحابه أن يحملوه، ويلقوه من فوق السور فوقع على العدو، فقاتلهم حتى فتح الباب للمسلمين، فكان النصر، واحد يقاتل الجماعة، ويفتح الحصن، وتصبح الهزيمة على أعداء الله بسببه.

ولم تكن القضية رجال ونساء، بل حتى صبيان المسلمين، وبهذا قام معاذ ومعوذ ولدا عفراء يريد كل منهما أن يخترق الصفوف ليصل إلى أبي جهل ليقتله، وهو صبي وأبو جهل كبير، وهكذا حصل.

ومعاذ بن عمر ضربه عكرمة فقطع يده ولكنها بقيت معلقة بجلدة في جنبه، وهو يسحبها خلفه ويقاتل فلما آذته، قال: وضعت قدمي عليها، ثم تمطأت عليها حتى طرحتها، قال الذهبي: هذه والله الشجاعة، لا كآخر من خدش بسهم ينقطع قلبه وتخور قواه.

حتى العميان أصحاب العاهات، كان ابن أم مكتوم يقول إذا خرج للجهاد ادفعوا إلي اللواء فإني أعمى لا أستطيع أن أفر.

وخالد ما أدراك ما خالد، كم جندل من جنود المشركين، وهكذا ثبتوا وكانوا شجعاناً في سائر المواقف.

ضغطوا على ابن عمر ليتولى الخلافة بعد مقتل عثمان، وقالوا: أنت سيد الناس، وابن سيدهم فاخرج نبايع لك، قال: أما والله مادام في روح فلن يهراق في محجمة من دم، ورفض، قالوا: إن لم تخرج قتلناك على فراشك، ورفض، قال الحسن: اجتهد القوم فلم يستقلوا شيئاً، لم يخرجوا بشيء؛ لأنه ما كان يريد أن يراق من أجله دم للمسلمين.

وهكذا وقف الموقف الشجاع أمام الحجاج الظالم، فقام له وهو يخطب، فقال: يا عدو الله استحل حرم الله، وخرب بيت الله، فقال الحجاج الظالم: يا شيخاً قد خرف، ولما انصرف الناس أمر الحجاج بعض رجاله، فأخذ حربة مسمومة، ومر بجانب ابن عمر، وهو يمشي، فتعمد أن يصيبه بها في قدمه ورجله، فبسببها مرض ابن عمر، ومات فيما نحسبه شهادة - وعن أبيه-.

وهكذا حطيط الزيات يقوم بين الحجاج، فيقول كلمة الحق، بعدما قال: قد عاهدت الله لئن سألت لأصدقن، ولئن ابتليت لأصبرن، ولئن عفيت لأشكرن، ولأحمدن الله على ذلك، قال الحجاج: ما تقول في؟ قال: أنت عدو الله، تقتل على الظنة، فقال: ما قولك في أمير المؤمنين؟ قال: أنت شررة من شرره، وهو أعظم جرماً، قال: خذوه، ففظع عليه العذاب، فصبر ولم يصح، قال: مروه، قال: قطعوا لحمه وصبوا عليه الخل والملح، فصبر ولم يصح،  فقال: فأخرجوه إلى السوق فاضربوا عنقه.

وهكذا وقف الأئمة مع من كان فيهم ظلم وتجاوز، لا يسكتون لهم.

كان سفيان الثوري في الطواف، فجاء أبو جعفر، وسفيان لا يعرفه، فضرب على عاتق سفيان، وقال: أتعرفني؟ قال: لا، ولكنك قبضت علي قبضة جبار، فقال: له الحارس هذا أمير المؤمنين، قال المنصور: ما يمنعك أن تأتينا؟ قال سفيان: إن الله نهى عنكم، فقال: وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُهود: 113.

ولما فرغ بعض بني العباس من قتل بني أمية في نيف وسبعين دخل عليه الناس، وكان الأوزاعي معهم، قال: ما تقول في مخرجنا وما نحن فيه؟ ففكرت، ثم قلت: لأصدقنه، واسترسلت للموت، ثم رويت له عن يحيى ابن سعيد حديث الأعمال بالنيات، قال: ما تقول في قتل أهل هذا البيت؟ يعني: بني أمية، فرويت له قول النبي ﷺ: لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة، قال: أخبرني عن الخلافة؟ وصية لنا من رسول الله ﷺ فقلت: لو كانت وصية من رسول الله ﷺ ما ترك علي أحد يتقدمه، لا أبا بكر ولا غيره، قال: ما تقول في أموالهم أي التي أخذناها؟ قلت: إن كانت لهم حلالاً فهي عليك حرام، وإن كانت عليهم حراما فهي عليك أحرم، فأمرني فخرجت، فقمت فجعلت لا أخطو خطوة إلا قلت: أن رأسي يقع عندها، وهذا بخلاف من يزين السوء من أهل السوء لأهل السوء.

وكان أهل العلم والإيمان كما يثبتون في رحاب المعارك يثبتون في رحاب الأمر والنهي، وكذلك في طلب في العلم والدعوة إليه، ولما خرج جبار عنيد في بلاد نيسابور، واستولى عليها، وقتل الحافظ يحيى ابن محمد الذهلي، ومنع الناس من حضور مجالس الحديث، لم يجسر أحد أن يحمل محبرة حتى جاء السري ابن خزيمة، فقام ابو عثمان الحيري وجمع المحدثين في مسجده، وعلق بيده محبرة وتقدمهم، وأخرج السري ابن خزيمة، وهو المحدث للناس ليحدثهم وأجلس المستملي، فقدر في مجلسه ذلك زيادة على ألف محبرة، فلما فرغ قاموا وقبلوا على رأس أبي عثمان، لماذا؟ لأنه أعاد حلقة الحديث بعد إذ قطعت.

وهكذا كان الشيخ الإمام  القدوة أبو العباس ابن الحطيئة شديداً في دين الله، فضا غليظا على أعداء الله، كان يحضر مجلسه قاضي العبيديين أهل الرفض والبدعة، يحضر مجلسه وهو في قوة وسلطان، فمرة استسقى طلب ماء في المجلس، فأتاه بعض غلمانه بإناء من فضة، فلما رآه ابن الحطيئة -رحمه الله- وضع يده على فؤاده وصرخ صرخة ملأت المسجد، وقال: واحرها على كبدي، أتشرب في مجلس يقرأ فيه حديث رسول الله ﷺ في آنية الفضة؟ لا، والله لا تفعل، وطرد الغلام، فخرج، فطلب كوزاً، فجئ بكوز قد تثلم، أي تكسرت أطرافه، فشرب الوزير، واستحيا من الشيخ.

وهكذا تمضي القافلة، وكان في أهل الإسلام شجاعة في الحق برهنت على نفوذ هذا الدين، ومكانته في نفوسهم.

اللهم إنا نسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القسط في الغنى والفقر،  ونسألك خشيتك في الغيب والشهادة، اللهم إنا نسألك أن تهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

00:29:03

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، رب الأولين والآخرين، وأشهد أن محمد رسول الله إمام الأنبياء وسيد المرسلين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

الصدع بكلمة الحق

00:29:24

عباد الله: قول كلمة الحق مبدأ إسلامي، يجب أن ينشأ عليه الصغير، و يدرج عليه الكبير، وأن نعلمه لأبنائنا وأطفالنا، فإن الولد إذا نشأ على الصدق، والجرأة في الحق، والشجاعة في إعلان كلمة الحق، فارجوا له مستقبلاً عظيما.

عباد الله: إنه دين لا يبلغ إلا بالجهر به، والله أخذ العهد على أهل العلم ليبيننه  للناس ولا يكتمونه، وأما تربية الأطفال على الخوف، والتسكيت، فإنه إجرام بحقهم، قول كلمة الحق يجب أن تكون من الصغير للكبير، ومن الضعيف للقوي، ومن الفقير للغني، ومن الموظف للمدير، وهكذا، ولكنها لا يعني بأن تكون سباً وشتيمة، وإنما بالحكمة والموعظة الحسنة، فإذا لم يكن إلا الإغلاظ على أعداء الله فهي الشهادة إن شاء الله في سبيل الله، عمل أحد سلاطين الأندلس قبة بالذهب والفضة، وجلس فيها، ودخل الأعيان، فجاء منذر بن سعيد الخطيب القاضي -رحمه الله-، فقال له السلطان: كما قال لمن قبله متباهياً مفتخراً: هل رأيت أو سمعت أحد ممن قبلي فعل مثل هذا؟ فأقبلت دموع القاضي تتحدر، ثم قال: والله ما ظننت يا أمير المؤمنين أن الشيطان يبلغ منك هذا المبلغ، أن أنزلك منازل الكفار، قال: لما؟ قال، قال الله :" وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ سلالم عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ۝ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ۝ وَزُخْرُفًايعني ذهب وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَالزخرف: 33-35،  فنكس الخليفة رأسه طويلاً، ثم قال: جزاك الله عنا خيرا، وعن المسلمين، الذي قلت هو الحق، وأمر بنقض سقف القبة.

هذا فيه خير لكن ذلك العبيدي من أهل الرفض جوهر القائد العبيدي لم يكن فيه خير، كان يعذب أهل السنة، ويقتل علماؤهم، فجيء إليه بالشهيد القاضي أبي بكر ابن النابلسي للتحقيق معه، فقال: بلغنا أنك قلت إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهماً، وفينا تسعة، قال: ما قلت هذا، بل قلت: إذا كان معه عشرة أسهم وجب أن يرميكم بتسعة، وأن يرمي العاشر فيكم أيضاً، قال: ولم؟ قال: لأنكم غيرتم الملة، وقتلتم الصالحين، وادعيتم نور الإلاهية، فأمر به جوهر أن يوكل إلى يهودي ليسلخه، وهو يعرف أن اليهود أشد الناس عداوة للذين آمنوا، فبدأ بسلخ جلده عن جسده من مفرق الرأس حتى بلغ الوجه، والإمام يذكر الله ويصبر حتى بلغ الصدر فرحمه اليهودي السلاخ فوكزه بالسكين في قلبه فقضى عليه، كان الدارقطني إذا ذكر ذلك الإمام يبكي، ويقول: كان يقول وهو يسلخ: كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًاالإسراء: 58، فيذكر نفسه بالآية ليصبر على ما أصابه.

وكذلك أبو إسماعيل الأنصاري الهروي قال: عرضت على السيف خمس مرات، لا يقال لي: ارجع عن مذهبك، لكن يقال لي: اسكت عمن خالفك، لا تنكر، فيقول: لا أسكت.

وهكذا كان موقف شيخ الإسلام -رحمه الله- في مواطن كثيرة، ومنها لما ذهبوا لمقابلة الملك غازان، فذهب شيخ الإسلام على رأس المسلمين، فقال للترجمان: قل له: أنت تزعم أنك مسلم، ومعك قاضي، وإمام، وشيخ ومؤذن على ما بلغنا، فغزوتنا وبلغت بلادنا على ماذا؟ وأبوك وجدك كانا كافرين وما غزوا بلاد الإسلام بعد أن عاهدونا، وأنت عاهدت فغدرت، وقلت وما وفيت، فدعاهم غازان إلى الطعام فأكلوا إلا ابن تيمية -رحمه الله-، فقيل له: ألا تأكل؟ فقال: كيف آكل من طعامكم وكله مما نهبتم من أغنام المسلمين، وطبختموه من أشجار الناس، وغازان مصغٍ إليه، شاخص لا يعرض عنه، ووقع في قلبه هيبةٍ شيخ الإسلام، فقال: لم أر مثله، ولا أثبت قلباً منه، ولا أوقع من حديثه في قلبي، فأخبر عن منزلة شيخ الإسلام بين المسلمين، فطلب غازان من شيخ الإسلام الدعاء، فقال شيخ الإسلام: اللهم إن كان عبدك هذا إنما يقاتل لتكون كلمتك هي العليا وليكون الدين كله لله فانصره، وأيده، ومكنه البلاد والعباد، وإن كان قام رياءً وسمعةً، وطلباً للدنيا، ولتكون كلمته هي العليا، وليذل الإسلام وأهله فأخذله، وأزله، ودمره، واقطع دابره، وغازان يؤمن وراءه، ويرفع يديه، وقال العلماء: فجعلنا نجمع ثيابنا خوفاً أن تتلوث بدم ابن تيمية إذ أمر بقتله، ولما خرجوا من عند غازان قال له أحدهم: كدت أن تهلكنا وتهلك نفسك، والله لا نصحبك أبدا، وفارقوه، قال الراوي: فتسامع المسلمون في دمشق والأمراء فخرجوا لاستقبال شيخ الإسلام يدعون له، ونحن خرج علينا جماعة من اللصوص فشلحونا.

ولما قام منافق من المنافقين للحذوي ينافق له في إرسال أعمى البصر والبصيرة طه حسين إلى فرنسا، قام ذلك الخطيب المنافق يقول مادحاً: إنه ما عبس وما تولى إذ جاءه الأعمى، ينافق له، يقول: أنت ما عبست ولا توليت إذ جاءك الأعمى، وهذا تعريض بالنبي ﷺ فكأنه يقول: إن موقفك أحسن من موقف محمد ابن عبد الله ﷺ فلما فرغ الخطيب من خطبته والصلاة، وقف الشيخ محمد شاكر المصري من علماء الكنانة وأرض مصر والد المحدث الكبير أحمد شاكر المتوفى في هذا العصر يأمر الناس بإعادة الصلاة، ويقول: أيها الناس: صلاتكم باطلة، وإمامكم كافر، وذلك لأن من  تعرض لجناب النبي ﷺ فهو كافر، ولم يحدث للشيخ محمد شاكر مكروه، وإنما رؤي ذلك الخطيب بعد ذلك يتلقف نعال المصلين عند باب المسجد ليحفظها لهم، فأذله الله بقول ذلك السوء في حق رسول الله ﷺ هكذا.

ولما دخل السلطان الجامع وكان الشيخ سعيد الحلبي يحدث ما غير مجلسه ولا جلسته، فوقع ذلك في نفس السلطان، فلما انصرف من الدرس، وكان الشيخ سعيد ماداً رجله، فلم يقبضها لدخول السلطان، فلما خرج السلطان أمر أحد غلمانه بصرة مال للشيخ، فلما جاءه وأعطاه الصرة، قال: قل لمن أرسلك: إن الذي يمد رجله لا يمد يده.

وهكذا لما حضر السلطان بايزيد -أحد سلاطين العثمانيين- إلى المحكمة الشرعية بين يدي الشيخ شمس الدين محمد ابن حمزة قاضي المحكمة القسطنطينية؛ ليشهد أمامه في قضية من القضايا رد الشيخ شهادة السلطان، فلم يقبلها، فسأل السلطان الشيخ لماذا؟ قال: لأنك تارك للصلاة مع الجماعة، لا تصلي مع الجماعة، فابتسم السلطان، ثم أمر ببناء مسجد أمام داره، ولم يترك صلاة الجماعة بعد ذلك.

لقد كانت تلك الوقفات في ميادين المعارك، وفي ميادين الأمر والنهي، وميادين التعليم، وغير ذلك دالة على عظم هذه الأمة وخيريتها، وأن فيها رجالا شجعانا، وأبطالا بواسل، لا يخافون في الله لومة لائم، فكانت الأمة في عز وقوة، ولا بد من عودتها إلى العز والقوة مرة أخرى، وذلك بتنشئة أجيالها على هذا القصص القرآني، قصة مؤمن آل فرعون، وغيره ممن سار على الدرب، وسلك المسلك.

عباد الله: إن الله فرض علينا إرضاءه ولو سخط الناس، فلا بد من أن يكون هذا المبدأ في النفوس أن نرضي الله ولو سخط الناس، فلو أرضيناه لرضي عنا وأرضى عنا الناس، أما لو أسخطناه لرضى الناس فإنه سيسخط علينا، ويُسخط الناس علينا ولو بعد حين، والعزة عندما يكون المسلم بتاج النور والوقار بين يدي الله ، وليست بأموال الدنيا.

اللهم اجعلنا قوالين للحق، عاملين بالحق، آمرين بالحق، اللهم اجعلنا من الذين يثبتون في الشدائد، اللهم إنا نسألك أن تهب لنا من لدنك رحمة ومغفرة، واغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار، اللهم إن اليهود قد عاثوا في بلاد المسلمين شرا فابطش بهم يا رب العالمين، اللهم نكل بهم واخزهم، اللهم فرق شملهم، وشتت جمعهم، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم فرق دولتهم، واجعل دائرة السوء عليهم، اللهم اضرب اليهود بالصليبيين واجعل بأسهم بينهم، اللهم اكتب النصر العاجل لإخواننا في فلسطين وفي كشمير وسائر الأرض يا رب العالمين، اللهم اجعلنا لهم عوناً وظهيرا، وسندا ومعينا، اللهم لا تحرمنا أجرهم، اللهم إنا نسألك أن تثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، اللهم إنا نسألك الأمن في البلاد، والنجاة يوم المعاد، أمنا في الأوطان والدور، وارشد الأئمة وولاة الأمور، واغفر لنا يا عزيز يا غفور.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۝ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۝ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَالصافات:180-182.