الخميس 28 ربيع الآخر 1446 هـ :: 31 أكتوبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

عقوبات العصاة بعد الموت


عناصر المادة
الخطبة الأولى
عصاة يعذبون في القبور
عصاة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم
عقوبة كتم العلم
عقوبة التفل تجاه القبلة وسؤال الناس من غير حاجة
عقوبة الكبر ومنع الزكاة
عقوبة غاصب الأراضي والمرتشي
عقوبة المائل إلى أحدى الزوجات
الخطبة الثانية
عقوبة الكذب في الحلم والتجسس والتصوير
عقوبة ذي الوجهين والنمام وعدم الاستبراء من البول

الخطبة الأولى

00:00:05

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد:

عصاة يعذبون في القبور

00:00:18

فيا عباد الله، لقد أنستنا الدنيا وزخرفها التفكر في أمر الآخرة، التي تبدأ من بعد الموت، وأنستنا الأخبار وما فيها التفكر في أمور الآخرة وما بعد الموت، وقد كانت أمور كبار من الأخبار والأحداث في أرض فلسطين وغيرها، جعلت الناس يعيشون في واقع لا شك أنه مؤلم، يجب عليهم العمل لنصرة إخوانهم، وشعر آخرون بالإحباط، ويقولون: ماذا نفعل؟ وماذا باليد؟

ولننتقل -أيها الإخوة بعدما عرضنا طرفًا من علاج هذا الموضوع في الخطب الماضية- إلى شيء يجعلنا نعيش أيضًا في الدار الآخرة؛ لنحذر من أمور ترتكب في الدنيا توجد عقوبتها هناك، ونتذكر شيئًا مما في تلك الدار لعلنا أن نصلح أنفسنا وأحوالنا في هذه الدار، وهنالك أعمال وردت عليها -في الكتاب والسنة- عقوبات معينة، وهناك عقوبات عامة ذكرها الله في كتابه، وجاءت في سنة نبيه ﷺ في أمر الآخرة والنار، فلنتحدث عن هذه المعينة، ولننظر هذه الأعمال التي أخبرنا فيها عن شيء معين، ولا شك أن هذه العقوبات المعينة على هذه الأعمال المعينة ما وردت إلا لتحذيرنا من هذه الأعمال، فلننتقل بأنفسنا وشعورنا وتفكرنا من هذه الدار وما فيها من الفتن والأخبار إلى تلك الدار وما فيها من الأهوال والأحوال.

ولا شك أن هذه العقوبات المعينة على هذه الأعمال المعينة ما وردت إلا لتحذيرنا من هذه الأعمال، فلننتقل بأنفسنا وشعورنا وتفكرنا من هذه الدار وما فيها من الفتن والأخبار إلى تلك الدار وما فيها من الأهوال والأحوال.

أما هجر القرآن، وتعمد النوم عن الصلاة المكتوبة، فإن النبي ﷺ قد أخبر في الحديث الصحيح: أنه أتى مع ملك على رجل مضطجع على قفاه، ورجل قائم على رأسه بصخرة فيشدخ به رأسه فإذا ضربه تدهده أي تدحرج الحجر فانطلق إليه ليأخذه فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كما هو، فعاد إليه فضربه، قلت: من هذا؟ فأخبره بعد ذلك: فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة يفعل به إلى يوم القيامة،فهذه عقوبة في القبر في البرزخ غير العقوبة التي ستكون يوم القيامة.

وأما الكذبة الشنيعة التي تبلغ الآفاق فلينتبه من يكذب في وسائل الإعلام، والنشر، وشبكة الإنترنت وغيرها، الكذبة التي تبلغ الآفاق إلى هذا الرجل الذي أتى عليه النبي ﷺ: يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق فيصنع به إلى يوم القيامة.

وأما هذا الزنا الذي انفتحت أبوابه فسافر إليه الناس ودخلوا في عصاباته وإغوائه، والذين يجرون إليه ويعرضون الصور ويهيئون الأوكار والشقق المفروشة، ويذهبون ويذهب بعضهم إلى فنادق معينة في بلاد معينة وإلى مطاعم معينة ومراقص وملاهي لكي يفعلون هذا الفعل، بل ربما زانا أحدهم بحليلة جاره فلينتبه أن العقوبة المعينة على هذا الذنب موجودة في القبر قبل الآخرة قبل أن يدخل النار، قال ﷺ: فأتينا على مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع، فإذا فيه لغط وأصوات فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا يعني صاحوا وارتفعت أصواتهم وارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا، فإذا خمدت رجعوا فيها، فقلت لهما: ما هؤلاء؟ قال: وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني.

وأما أكلة الربا الذين يأكلونه بالإقراض أو بالتحايل عليه ببيوع صورية يمولون بها البضائع ويأخذون الزيادة المحرمة، هؤلاء الذين يعملون بيع العينة وغيرها والحيل لأكل الربا عليهم أن يعلموا بأن العقوبة في القبر في البرزخ حتى قيام الساعة: أن النبي ﷺ قال: فانطلقنا فأتينا على نهر من دم، وإذا في النهر رجل يسبح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه، فيلقمه حجرًا، فينطلق يسبح، ثم يرجع إليه، كلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجرًا، قلت لهما: ما هذان؟ قال: وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر -نهر الدم- ويلقم الحجر فإنه آكل الربا[1].

وتأملوا يا عباد الله: كيف كان الجزاء له علاقة بالعمل، فهذا الرجل الذي نام عن الصلاة عمدًا، كانت معصيته في رأسه الذي نام عن الصلاة بإتيانه فيه، محل الذنب كان محل العقوبة، وكذلك هذا الذي يشرشر شدقه إلى قفاه الكذاب، وأما الزناة يأتيهم اللهب من أسفل؛ فتحترق العورات والأعضاء التناسلية، وكذلك آكل الربا الذي يأكله، إنما يأكل أيضًا في بطنه حجارة يسبح بها في نهر الدم المنتن، يبقى هكذا يأكل حجارة وراء حجارة، والبطن يكبر، والحركة تثقل، ولكن لا بد له منه، فهو مجبر عليه لا محيص ولا محيد، أما إذا قام من قبره وقامت الساعة، فإن قيامه ليس كقيام الناس، فإن الله قال عن أكلة الربا: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ [سورة البقرة:275]، فأخبر الله تعالى عن أكلة الربا في يوم بعثهم ونشورهم أن قيامهم فيه كقيام المجنون المصروع في حال صرعه، وتخبط الشيطان له فيقومون قيامًا منكرًا، قال ابن كثير: عن ابن عباس: كأنه مجنون يخنق، آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونًا يخنق، والجزاء من جنس العمل، قال السعدي -رحمه الله: فكما كانوا في الدنيا في طلب المكاسب الخبيثة كالمجانين، عوقبوا بأنهم لا يقومون من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من الجنون والصرع.

فتأملوا رحمكم الله في حال هؤلاء الذين تعلن لهم الإعلانات بصورة رجل متزوج وزوجته وأطفاله، ثم بيت أو سيارة كالحلم، ثم تأتي المبالغ على الرواتب، هذه القروض هذه العاقبة فيها.

وأما الصلاة بغير طهارة: فنصيحة تقدم لهؤلاء الشباب في المدارس الذين ربما صلوا في مصليات المدارس أمام المدرسين بغير طهارة. أما الذين يسرقون من الأموال العامة، والذين يكونون في المؤسسات الحكومية والشركات العامة فينهبون منها لمصالحهم الشخصية، ولجيوبهم، ولحساباتهم؛ فليتأملوا العقوبة التي ستكون للذي يسرق من الغنيمة الغنائم غنائم المعارك؛ لأنها أموال المسلمين، فيأخذ منها قبل قسمتها، فكذلك هؤلاء، قال ﷺ عن رجل خرج معه في الجهاد، فأصابه سهم فكان فيه حتفه، فقال الصحابة على الظاهر: "هنيئًا له الشهادة" يا رسول الله، قال رسول الله ﷺ: كلا والذي نفس محمد بيده إن الشملة لتلتهب عليه نارًا، شملة: كساء، في قبره الآن تلتهب عليه نارًا أخذها من الغنائم يوم خيبر لم تصبها المقاسم ففزع الناس، فجاء رجل بشراك أو شراكين فقال: يا رسول الله أصبت يوم خيبر، فقال رسول الله ﷺ: شراك من نار أو شراكان من نار[2]

عصاة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم

00:11:04

ومن أعظم العقوبات يا عباد الله: أن يعرض الله عن العبد، هناك أناس يوم القيامة لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، من هؤلاء؟ إنهم أناس متعددون قد ورد ذكرهم في عدة أحاديث، منها قوله ﷺ: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل حلف على سلعة لقد أعطي بها أكثر مما أعطي وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم، ورجل على فضل ماء بالطريق يمنع منه ابن السبيل فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك[3]، فهؤلاء وغيرهم مثل حديث أبي ذر الذي قال: خابوا وخسروا يا رسول الله لما قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم من هم؟ قال: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب[4].

وثلاثة آخرون في حديث آخر: عن أبي هريرة قال رسول الله ﷺ: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل-أي فقير- مستكبر[5].

فيجتمع من مجموع هذه الأحاديث وكلها في الصحيحين تسع خصال، ويحتمل أن تبلغ عشرًا؛ لأن المنفق سلعته بالحلف الكاذب، مغاير للذي حلف لقد أعطي بها كذا وهو لم يعط؛ لأن هذا خاص بمن يكذب في أخبار الشراء، والذي قبله أعم منه كما قال الحافظ -رحمه الله-.

رجل حلف على سلعة لقد أعطي بها أكثر مما أعطي وهو كاذب، قال: جاءني فيها ألف ولم يأته ألف، ما جاءوا إلا سبعمائة مثلًا، الذي يحلف لينفق سلعته ويروجها بالحلف، وما أكثره عند الباعة، والله مشتراها علينا بكذا، والله رأس مالها بكذا، والله ما فيها ربح، إذن فلماذا تفتح الدكان يا أيها الكذاب؟ نادرًا ما يصدقون في حلفهم هؤلاء، وهكذا يسبق يمينه كلامه وشهادته وخبره من شدة تعوده على الحلف، وهو يكذب في بيعه وشرائه، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم هو سيأثم سواء حلف بعد العصر أو بعد المغرب، لكن بعد العصر العقوبة فيه أشد، لماذا؟ لفضيلة الزمان، والمعصية تكبر إذا كانت في زمان فاضل، والوقت بعد العصر وقت فاضل؛ لأنه تجتمع فيه الملائكة، وهو وقت ختم أعمال اليوم، والأعمال بخواتيمها، فمن ختم أعماله بيمين كاذبة لكي يقتطع بها حق أخيه المسلم، فهذا أحد الذين لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم.

وهذا الرجل الذي يمنع ابن السبيل الماء الذي عنده وذلك محتاج إليه، كذلك معاقب، والمسبل إزاره لا ينظر الله إلى من يجر ثوبه خيلاء، والخيلاء الكبر، وإسبال الإزار تحت الكعب حرام، وإذا فعله استكبارًا وخيلاء فهو أشد حرمة، ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار[6].

فاحرصوا رحمكم الله عندما تذهبون إلى الخياطين، أن تؤكدوا عليهم بألا يجاوز الثوب الكعب، وهو العظم الناتئ في آخر الساق، عظمان ناتئان من يمين وشمال، هذان العظمان هم الكعبان.

عباد الله:

إن المنان الذي لا يعطي شيئًا إلا منه، كلما أعطاك شيئًا ذكرك به: ألم أعطك كذا، ألم أفعل لك كذا.

والشيخ الزاني، والملك الكذاب، والعائل المستكبر، مما يلفت النظر فيهم أنهم يرتكبون الآثام مع عدم حاجتهم إليها، يعني: مع ضعف الدافع، الدافع ضعيف ومع ذلك يفعل المعصية، فالزنا قبيح من الشاب والشيخ، لكنه من الشيخ أقبح لضعف دواعيه عنده، وكلاهما قد مرت عقوبتهما في حديث التنور، لكن من الشيخ أقبح الكبير في السن.

والملك لا يحتاج إلى الكذب؛ لأنه في مركز القوة، فالدافع للكذب عنده ليس مثل الدافع عند الضعيف الذي يكذب، ربما لكي ينجو من شيء معين؛ فلذلك كان الكذب من الملك أقبح.

والعائل المستكبر فقير ومتكبر، يتكبر على ماذا؟ وما هو الدافع لديه وهو فقير؟ فالتكبر من الغني حرام ومن الفقير أقبح؛ ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فهؤلاء الثلاثة اشتركوا في هذا الوعيد واشتركوا في فعل هذه الذنوب مع ضعف دواعيهم؛ ولذلك خصوا بهذا الوعيد المذكور في الحديث.

عقوبة كتم العلم

00:17:08

أما الذين يكتمون العلم عن المحتاج، يسأل فيسكت هذا ولا يجيب، وهو يعرف الحق، هذا الشيطان الأخرس الذي قال الله عمن شاكله: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [سورة البقرة:174]، ما هي عقوبته؟ كاتم العلم الذي يُسأل عنه وهو يعرف الجواب الحق، ليس شاكًا، ليس شخصًا غير مؤهل للفتوى، هذا لا يجوز أن يتكلم، فالجاهل والشاك في الجواب، وغير المؤهل للفتوى لا يجوز له أن يتكلم ويفتي، أما الذي يعرف وعلى مستوى العلم يسأل لا بد أن يجيب، إذا دعت الحاجة ولم يوجد إلا هو، لكن بعض الصحابة من الورع يرد الفتوى إلى غيره؛ لأن هناك غيره يمكن أن يجيب، فيرد إلى غيره ورعًا وأدبًا، لكن إذا تعين الجواب لأنه لا يوجد إلا هذا يعرف الحق ، إذا كتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار، كما قال ﷺ: من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة[7]، تخيل لجام من نار، اللجام ما يوضع في الفم ويشد عليه، وهكذا يؤتى به في المحشر كما قال السندي -رحمه الله- في شرحه على ابن ماجه: أتي به يوم القيامة، الظاهر أن المراد حضر في المحشر كذلك فهناك أناس يؤتون وعلى أفواههم هذه اللجم، ولكن اللجام ليس من جلد ولا قماش، إنه لجام من نار.

عقوبة التفل تجاه القبلة وسؤال الناس من غير حاجة

00:19:18

عباد الله: ويأتي أناس يوم القيامة في وجوههم بصق وتفل، تفل في وجهه، بصق في وجهه، من هم هؤلاء؟ الذين لم يعظمون حرمة الكعبة القبلة فتفلوا تجاهها، قال ﷺ في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود: من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة تفله بين عينيه[8]، فجهة القبلة معظمة؛ ولذلك لا تستقبل القبلة ببول ولا غائط، إذا كان التفل هذه عقوبته فما بالك بمن استقبلها واستدبرها ببول أو غائط، واختار عدد من أهل العلم أن ذلك في الخلاء وليس في البنيان.

ويحشر آخرون وليس في وجوههم قطعة لحم واحدة، من هم هؤلاء؟ ليتعظ الذين يقفون في المساجد وعلى أبوابها، والآن يرسلون بريدًا إلكترونيًا في التسول العصري، هؤلاء الذين يسألون الناس وهم غير محتاجين، قال ﷺ: لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم[9]، يعني: قطعة لحم، قال المهلب -رحمه الله- من شراح البخاري: "والمراد به من سأل تكثرًا وهو غني لا تحل له الصدقة، وأما من سأل وهو مضطر فذلك مباح له فلا يعاقب عليه".

عقوبة الكبر ومنع الزكاة

00:20:52

وهنالك يا عباد الله: أناس يأتون يوم القيامة وهم بشر صورتهم صورة بشر، صورتهم صور رجال، لكنهم بحجم النمل، يصغرون جدًا جدًا حتى يصير الواحد منهم بحجم النملة، يطأهم الناس بأقدامهم، قال ﷺ: يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال أمثال الذر النمل، في صور الرجال، النمل الأحمر الصغير، كما قال الشراح، فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال[10]، وهو حديث صحيح، فهذا من العقوبة في المحشر، التصغير الجزاء من جنس العمل، كما تكبر في الدنيا ونفش نفسه، كذلك جاء يوم القيامة هذا حجمه، ويطأهم الناس بأقدامهم، جزاء وفاقًا، فاجتنبوا الكبر رحمكم الله.

وأما مانع الزكاة، وما أدراك ما مانع الزكاة، اتصل من بلد أوروبي على مدير أعماله هنا، قال: احسب لي الزكاة، فحسبها له، طلعت عشرات الملايين، فأخبره بالمبلغ، فقال صاحب المال: أمجنون أنت؟ أنت مجنون؟ كل هذا أخرجه، أخرج كذا، ولا يكون إلا عشر أو عشر المعشار، بخل بالزكاة، فهؤلاء ماذا يكون لهم يوم القيامة؟ إذا كانوا من أصحاب بهيمة الأنعام فإن هذه الإبل والبقر والغنم تنطحهم بقرونها، وتطؤهم بأظلافها، وتعضهم كل ما مر عليه أولاها رد عليه أخراها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.

وكذلك أصحاب الذهب والفضة يحمى عليها في النار فتكوى بها جباههم وجنوبهم، ويبعث كنزه يوم القيامة في أرض المحشر -الأرصدة المالية التي لم تخرج زكاتها- تبعث ثعبانًا ضخمًا قد سقط شعر رأسه لكثرة سمه، فيحيط برقبته، ويأخذ بشدقيه، ويقول: أنا مالك أنا كنزك، سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [سورة آل عمران:180].

عقوبة غاصب الأراضي والمرتشي

00:23:51

وأما الذين اغتصبوا من الأراضي ما اغتصبوا، وأخذوا منها ما أخذوا، ولو شبرًا واحدًا، فإنهم سيحملونه يوم القيامة إلى سبع أرضين في العمق، هذا الشبر المسطح على الأرض شبر إلى الأسفل إلى سبع أرضين كم كيلو مترًا؟ كل هذا لو ظلم شبرًا واحدًا سيطوقه حول رقبته، فكيف بمن ظلم أشبارًا؟ فكيف بمن ظلم أمتارًا؟ فكيف بمن ظلم هكتارًا؟ فكيف بمن أخذ القطعة؟ وكيف بمن أخذ المسافات الشاسعة؟ قال ﷺ: من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين[11].

أما الذين يأخذون الرشاوى، يا مدراء المشتروات: يا مندوبو المشتروات: يا موظفو الشركات: اسمعوا: لما استعمل النبي ﷺ رجلًا من الأزد يقال له: ابن اللُتبية، وجاء بعدما عاد من المهمة: قال: "هذا لكم وهذا أهدي إليَّ، قال: فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر أيهدى له أم لا لو ما كنت مدير قسم كذا، ولا كنت رئيس قسم كذا، لو ما كنت في منصبك، كنت ستعطى هذه الهدية؟ كنت ستعطى هذا التخفيض؟ لأن الرشوة تكون بقوالب التخفيضات، كما تكون بقوالب العطايا المالية والمادية، ما هي العقوبة؟ قال ﷺ: والذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منه شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته[12]، ويتحمل الوقوف بين يدي الله خمسين ألف سنة على هذه الحال.

عقوبة المائل إلى أحدى الزوجات

00:26:14

أما صاحب الزوجتين الذي مال إلى إحداهما، وترك الأخرى فلم يعطها حقها: لا مبيت ولا نفقة ولا يتعرف عليها، ولا يدخل بيتها، ويأتي الأخرى في يومها، فيجحف بها، ولا يعطيها ما يكفيها، ويرفض النفقة عليها، يقول: أنتِ موظفة غصبًا عنها تنفق، ولا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه[13]، والنفقة على الرجل، هذا الذي يميل إلى إحدى الزوجتين، يهمل الأخرى تارك الأخرى، وربما دفعها إلى الحرام بفعله وإهماله، كيف يكون حاله يوم القيامة؟ هذا الذي أهمل بيتها وأهملها وأهمل الأولاد؟ من ينفق عليهم؟ قالوا: خالهم، أين يعيش أولاد فلان؟ قالوا: موزعين، شيء عند الجد، شيء عند الأخ، شيء عند الخال، شيء عند العم، مهمل، قال ﷺ: من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى، جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل[14].

يعني يجيء يوم القيامة غير مستوي الطرفين، بل يكون أحدهما كالراجح وزنًا، كما كان في الدنيا غير مستوي الطرفين، لاحظ أن الله يعاقب بجزاء من جنس العمل الذي فعله الإنسان العاصي، كما كان في الدنيا غير مستو الطرفين بالنظر إلى المرأتين، بل كان يرجح إحداهما، وهذا المقصود به إذا لم يعدل العدل الواجب؛ لأن هناك عدل واجب وعدل مستحب، وهناك شيء لا يقدر عليه الإنسان غير مكلف به، العدل الواجب المبيت ليلة عند هذه، وليلة عند هذه، ولا يأخذ إحداهما في سفر على ما يشتهي، لا بد من القرعة، إلا إن رضيت الأخرى، هذا الذي يجلس عند إحداهما، ولا يذهب للأخرى في ليلتها، هذا أخل بالعدل الواجب، ينفق على واحدة ولا ينفق على الأخرى أخل بالعدل الواجب، لكنه لا يشترط إذا وطئ هذه في ليلتها أن يطأ الأخرى في ليلتها، فإن العدل في المبيت لا يستلزم العدل في الوطء، وكذلك لو زاد إحداهما لسبب في المال مع إعطائه الأخرى الكفاية وإعطائها ما تحتاج، فلا يأثم عندئد، ولا يدخل في هذه العقوبة.

عباد الله: المسألة جد خطيرة والله، والله عنده ميزان، ولا بد أن نتفكر فيما سنقدم عليه سنقدم على الله فماذا أعددنا للقاء؟ وما هي الأعمال التي عملناها؟ وهل حاسبنا أنفسنا؟

نسأل الله أن يسلمنا، وأن يعافينا، وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وأن ينجينا من عذاب النيران، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

00:29:37

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، رب منالأولين والآخرين، وأشهد أن محمدًا رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى أزواجه وذريته الطيبين الطاهرين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

عباد الله، إن يوم القيامة يوم فصل، ويوم الدين، يوم الحساب والجزاء، ويوم الأهوال والظلمات والشدائد، هذا اليوم الذي توعد الله فيه أهل الظلم بالظلام، قال: اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، ولذلك فإن الظالم يوم القيامة لا يهتدي سبيلًا، ولا يكون له نور، تخيل شخصًا في البحر في الظلمة قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [سورة الأنعام:63]، الشدائد والأهوال، فهكذا الظالم يوم القيامة يكون في ظلمات وشدائد، وأهوال لا يهتدي سبيلًا ولا يرى طريقًا.

أما الغادر الذي غدر، والذي تعهد، والذي عقد العقد ثم غدر، الذي غدر أعطى الأمان ثم غدر، فقد قال ﷺ: ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به يرفع له بقدر غدره يقال: هذه غدرة فلان ابن فلان[15]، وبين النبي ﷺ أن هذا يكون عند الاست مؤخرة الإنسان يرتفع له لواء فتنصب إليه الأعين، وتشرئب إليه الأعناق؛ لأن اللواء المرفوع، اللواء سبب لامتداد الأعين إليه، فمن فضيحة هذا الغادر يوم القيامة أنه ينصب له لواء عند مؤخرته مرفوع قوي؛ ليعرف الناس أن هذا غادر، وتكون الفضيحة عندئذ على رؤوس الأشهاد، أما كثرة التنعم في الدنيا فإنها ليست بجيدة، فإن أكثرهم شبعًا في الدنيا أطولهم جوعًا يوم القيامة.

وأما الذين يمنعون أقاربهم وأرحامهم ما يطلبونه منهم مع قدرتهم على إعطائهم، وعندهم زيادة وعندهم سعة، فقد قال ﷺ: ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله فضلًا زيادة أعطاه الله إياه فيبخل عليه إلا أخرج الله له من جهنم حية يقال لها شجاع يتلمظ فيطوق به[16]، ومعنى يتلمظ: يعني يدير لسانه عليه ويتبع أثره.

وإذا كان رمضان فقام بعض الناس بالإفطار قبل وقت الإفطار إهمالًا وتعمدًا واستخفافًا بالعبادة، فإن النبي ﷺ صعد جبلًا وعرًا بمساعدة ملكين، حتى إذا كان في وسط الجبل قال: حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا أنا بأصوات شديدة، فقلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار إذن صوتهم كعواء الكلاب، ثم انطلقا بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم الشدق مشقق، والعرقوب من الأسفل معلق به بالكلوب، مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دمًا، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطروا قبل تحلة صومهم[17]، أما من أفطر بالخطأ دون إهمال ولا تفريط فإن الله يسامح على الخطأ: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [سورة البقرة:286].

وهؤلاء الذين يضيعون الأمانات، ويهملون الأمانات، ويجحدون الأمانات، ويأخذون الأشياء يستعيرونها ويردونها ناقصة ويردونها معطلة، الذين يضيعون الأمانات، أمانات وما أكثر الأمانات، فقد روى البيهقي عن ابن مسعود قال: القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة، قال: يؤتى بالعبد يوم القيامة وإن قتل في سبيل الله فيقال: أد أمانتك، فيقول: أي رب كيف وقد ذهبت الدنيا؟ فيقال: انطلقوا به إلى الهاوية، فينطلق به إلى الهاوية وتمثل له أمانته كهيئتها يوم دفعت إليه، فيراها فيعرفها فيهوي في أثرها أبد الآبدين ثم قال: الصلاة أمانة، والوضوء أمانة، والوزن أمانة، والكيل أمانة"[18] وأشياء عددها، وأشد ذلك الودائع، الذي يجعل عندك وديعة، مثل هذا الكلام لا يقوله ابن مسعود من جهة الرأي فلا بد أن يكون منقولًا عن الوحي، قال الألباني: إسناده حسن[19].

عقوبة الكذب في الحلم والتجسس والتصوير

00:35:34

الذين يكذبون في المنام ويقول: رأيت رؤية كذا، رأيت في المنام كذا، وهو كذاب لم ير، الذي يستمع إلى حديث قوم وهم له كارهون، لا يريدون أن يستمع حديثهم وهو يستمع، الذي يصور الصور، صور ذوات الأرواح، ما هي عقوبة هؤلاء؟ قال ﷺ: من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنه الآنك الرصاص المذاب يوم القيامة في أذنه كيف سيكون ثقله في أذنه؟ ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها وليس بنافخ[20].

فانظر الآن إلى المناسبة مناسبة العقوبات للأعمال، فهذا الذي أرى عينيه ما لم تريا يكلف بشيء مستحيل، كما أنه لم ير هذا في المنام فأخبر بشيء لم يقع في المنام، والكذب في المنام كبيرة؛ لأن من الرؤى ما يكون من النبوة، فتشترك مع النبوة في الإعلام بشيء غيبي سيقع مثلًا؛ ولذلك فإن الكذب فيها مصيبة عظيمة، يكلف بأمر مستحيل، أن يعقد بين شعيرتين، والشعيرة معروفة شعير شعيرة، يكلف بأن يلف إحداهما على الأخرى ويعمل عقدة، هذا محال أن يأخذ الإنسان شعيرتين ويعمل عقدة بينهما، يلف إحداهما على الأخرى، فكلف بهذا الشيء المحال، ولا بد أن يفعل ويحاول ولا بد أن يفعل ويفشل، فهذا الأمر الثقيل عليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، وكذلك الذي يصور الصورة من صور ذوات الأرواح والحديث عام فلذلك يشمل الصور المنحوتة والمرسومة والمأخوذة بأي وسيلة، التصوير الثابت مطبوعًا منقوشًا منحوتًا مرسومًا، هذا التصوير لذوات الأرواح قال: يكلف أن ينفخ فيها الروح يقال: أحيوا ما خلقتم، أنت صورتها صورة ذوات الأرواح تضاهي خلق الله، انفخ فيها الروح، اجعل فيها روحًا، وليس بنافخ، لا يمكن وهيهات أن يفعل.

تكليف بما لا يطاق، أين وجه التعذيب؟ تكليف بما لا يطاق، ولا يدخل في هذا الصور التي تدعو إليها الضرورة أو الحاجة الماسة لا من قبل المصوَّر ولا المصوَّر، فإذن الإعانة على الضرورة والحاجة جائزة كما قال العلماء، أما التوسع فيها فانظر ماذا أنتج لنا اليوم من هذه الملايين من الصور الجنسية، وصور النساء على المجلات الافتتان بالصور، نحن في عصر الافتتان بالصور، تلعب الصورة دورًا عجيبًا في الفتك بالنفوس والفضيلة والعفة، وقد عرفنا من الواقع لماذا حرم التصوير بالشريعة؟ لما توسع به الناس وصارت صورة أخت فلان وزوجة فلان وبنت فلان عند فلان وفلان من الأجانب عنها، صور ذوات الأرواح تنشر وتعلق وهكذا، فهذا يقال: أحيوا ما خلقتم.

عقوبة ذي الوجهين والنمام وعدم الاستبراء من البول

00:39:33

وأما ذي الوجهين المنافق فإن النبي ﷺ قال: من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار[21]، قال النووي: وهو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها ويظهر لها أنه منها في خير أو شر، وهذه مداهنة محرمة، فالمقصود إذا جاء إلى هؤلاء أظهر لهم أنه معهم وأنه منهم في الخير وفي الشر، وإذا جاء إلى أولئك يرضيهم في الخير وفي الشر، فهذا الذي يأتي هؤلاء وهؤلاء يرضيهم في الخير والشر يوم القيامة له لسانان من نار.

ويعذب أناس في قبورهم بسبب النميمة، وما يحدثون من الإفساد بين الزوج والزوجة، والموظف والمدير، والأخ وأخيه، والجار وجاره وهكذا، وما أكثره عند النساء.

والاستبراء من البول، التقصير فيه والتلوث بالنجاسة، كهؤلاء الذين يبولون في هذه الحمامات الغربية على الواقف، الحمام في الجدار ويلبس عليه بنطلون ما أقبحه، هذا لا يتنزه من البول، فلا هو يستجمر ولا هو يستنجي.

عباد الله:

كانت تلك أعمال قد ورد في الكتاب والسنة الوعيد عليها بعقوبات معينة قبل دخول النار، أما في النار فهناك أهوال أخرى أعظم وأعظم.

ولعلنا يكون لنا في هذا تذكرة وعظة، وأن نعلم أن عذاب الله شديد، وأنه إذا عذب يعذب لا يعذب عذابه أحد، ليس كعذاب الله ولا كتعذيب الله أي تعذيب من الناس، مهما سمعنا اليوم في الدنيا من أنواع التعذيب فليس مثل تعذيب الله تعذيب.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا، واشرح للحق صدورنا، اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، اللهم أعنا على أنفسنا، واجعل عملنا في رضاك، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.

اللهم انصر إخواننا يا رب العالمين، اللهم فك الحصار عن إخواننا في فلسطين، وفي سائر الأرض يا أرحم الراحمين، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم إنهم محصورون ففك حصارهم، اللهم إنهم جياع فأطعمهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم، اللهم إنهم مظلومون فانصرهم، اللهم آوي شريدهم، وأبرئ جريحهم، واشف مريضهم، وارحم ميتهم يا رب العالمين، اللهم عليك بالنصارى واليهود ومن شايعهم من العرب والعجم يا رب العالمين، اللهم اجعلهم عبرة للمعتبرين، اللهم أهلك من أراد الدين بسوء إنك على كل شيء قدير، اللهم اجعل بأسهم بينهم، واجعل تدبيرهم تدميرًا عليهم، اللهم إنا نسألك النصر لهذا الدين عاجلًا غير آجل يا رب العالمين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون ۝ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۝ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الصافات:180- 182].

  1. ^  رواه البخاري: (7047).
  2. ^  رواه مسلم: (115).
  3. ^ رواه البخاري: (7212و7446).
  4. ^  رواه مسلم: (106).
  5. ^ رواه مسلم: (107).
  6. ^  رواه البخاري: (5787).
  7. ^ رواه أبوداود: (3658).
  8. ^ رواه أبوداود: (3824).
  9. ^ رواه مسلم: (1040).
  10. ^ رواه الترمذي 2492). 
  11. ^  رواه البخاري: (3198،ومسلم: (1610).
  12. ^ رواه البخاري: (2597). 
  13. ^  رواه أحمد: (20695).
  14. ^  رواه السنن الصغرى للنسائي: (3942) .
  15. ^  رواه مسلم: (1726).
  16. ^  وصححه في صحيح الترغيب896).
  17. ^  السنن الكبرى للنسائي: (3273). 
  18. ^ شعب الإيمان: (4885). 
  19. ^ رواه الألباني في صحيح الترغيب: (1763).
  20. ^  رواه البخاري: (6042).
  21. ^  رواه حديث صحيح أبوداود: (4873).