جوانب التكامل في شخصيات السلفإن هذا الدين يحمله من كل خلف عدوله، يحمل هذا الدين رجال صدقوا بالله وآمنوا، يحمل هذا الدين رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين، هذا الدين لا يمكن أن يتحرك في الواقع، ولا يمكن أن يؤثر إلا إذا كان هناك أناس آمنوا به، فجعلوه عقيدة تحركهم، وجعلوه حياتهم، وهمهم، فصار يحركهم للعمل لأجل رفعة شأنه، ونصرة أمره هذا الدين العظيم دين الإسلام، وخيرية هذه الأمة على بقية الأمم من أسبابها ما وجد في هذه الأمة من الرجال الذين حملوا لواء الإسلام، ما وجد فيها من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار، هؤلاء الرجال هم الذين يحملون هذا الدين، وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يوجد في هذه الأمة من هذه النوعية حملة الدين عدةً، وكثيرًا والحمد لله على فضله وإحسانه .... المزيد |
جولة إيمانية في كلام شيخ الإسلام ابن تيميةإن المسلم يحتاج دائمًا إلى أن يغسل قلبه بالوعظ، وهذا الوعظ الذي يحرك القلوب فهو الوقود للقلب، ولولا رياح الوعظ ما خاض زورق *** ولا زخرت بالمؤمنين البواخر وهذه المواعظ مهمة لكل ناشئ وشاب ومتقدم ومتأخر ومن الذي لا يحتاج إلى الوعظ، وقد قال الله تعالى للمهاجرين: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق، وكان من هديهم تعال بنا نؤمن ساعة، وهكذا المواعظ للمؤمن بمنزلة البيت للفرس، يجول ثم يرجع إليها، وفي هذا الزمن الذي كثرت فيه المعاصي والمنكرات، والملهيات وأنواع الشواغل والصوارف عن ذكر الله وطاعته، لا بد فيه من شيء يغسل الران، وينشط القلب، وهذه القلوب أيها الإخوة لها أطباء، ولنا جولة في هذا الدرس بمشيئة الله تعالى مع طبيب من أشهر أطباء القلب في العالم، تكلم فيما يقوي القلب وفي إزالة ما يضعفه، وهو شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله، فهذه إذًا جولة إيمانية في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية .... المزيد |
حاجتنا إلى الإخلاص للهإن الإخلاص موضوع عظيم نحتاج إليه؛ لأنه يحدد علاقتنا بالله عز وجل، ويميز أعمالنا وهو طريق الخلاص، فحاجتنا إلى الإخلاص لله عز وجل حاجة مهمة جدًا تدخل في أمور حياتنا كلها، والله سبحانه وتعالى خلقنا لعبادته، وأمرنا بالإخلاص في هذه العبادة، فقال عز وجل: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين، وقال: ألا لله الدين الخالص، واستثنى الله طائفة من البشر الذين يهلكون، البشر كلهم هالكون خاسرون إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله، فهؤلاء الذين أخلصوا دينهم لله هم السعداء حقًا الذين ينالون من ربهم الجزاء الأوفى والنعيم المقيم في جنات النعيم، وأثنى الله على المؤمنين في السورة التي قرأنا جزٍءًا منها لما كانوا يقومون بسائر أعمال القرب والطاعات، ومنها إطعامهم للمحتاجين، يطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيماً وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا، لا نريد أي نوع من أنواع الأجر الدنيوي، كل ما يقوم به لوجه الله عز وجل .... المزيد |
حادثة الإفك 1موضوعنا موضوع عظيم، قصة من روائع القصص الإسلامية التي لا يستطيع ولن يستطيع أكبر أديب في الدنيا أن يكتب مثلها؛ لأن هذه القصة أيها الإخوة حدثت في المجتمع الإسلامي الأول الذي ربى أفراده رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك المجتمع الذي نزل القرآن فيه ففهموه، وعاينوا التنزيل، وعقلوا عن الله مراده، من كلامه، وتأثرت نفوسهم أولئك الصحابة بهذا القرآن العظيم، ولذلك كانت أحداث العصر الأول عصر الصحابة رضوان الله عليهم أحداثًا مثيرة، أحداثًا كل حدث منها يصلح أن يكون مشعل نور يهتدي به المسلمون والمسلمات في ظلمات الحياة لو عكرتها أكدار الجاهلية، وهذا الحديث ايها الإخوة الذي رواه جماعة من أهل العلم منهم الإمام البخاري رحمه الله والإمام مسلم والترمذي وغيرهم من أئمة أهل العلم حفظوه وضبطوه ودونوه ونقل إلينا ربما عن أكثر ستة من الصحابة وعشرين من التابعين؛ دلالة على أهمية هذا الحدث العظيم، والذي يقرأ هذا الحدث ويتمعن فيه يعلم تمامًا مدى ما وصل إليه المجتمع الأول من التربية والوعي والنضج على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك المجتمع الذي لم تكن التربية فيه متجهة فقط إلى الرجال، وإنما كان للنساء فيه من التربية حظ عظيم، ليس من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط، وإنما هي آيات تنزل في شأن النساء، هذه الكلمة نقولها للذين أهملوا نساءهم، وضيعا أهليهم، وأعرضوا عن آية من كتاب الله مهمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} .... المزيد |
حادثة الإفك 2لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت، وكثر اللغط في الحيين في المسجد، ورسول لله صلى الله عليه وسلم جالس في المنبر، فما زال النبي صلى الله عليه وسلم يومئ إلى الناس هاهنا، وهاهنا حتى هدأ الصوت، وفي رواية: فنزل فخفضهم حتى سكتوا، وهنا ندرك عِظم الفتنة، الفتنة وصلت المسألة إلى شبه انقسمات في المجتمع الإسلامي، بسبب المنافق، وهذا يدل على خطورة المنافقين .... المزيد |
حدود طاعة الشاب لوالديهنخصص هذا المجلس إن شاء الله للحديث عن حدود طاعة الشاب المسلم لوالديه، وما تعلق بهذا من الأحكام الفقهية في مسائل مختلفة تتعلق ببر الوالدين، وتقدم أن البر يجب أن يكون بكل قول أو فعل حسن، وأن العقوق يحرم وهو إيذاء الوالدين بأي قول أو فعل، فأما حق الأب والأم، أو حق الوالدين في مال الولد فإن مال الولد حلال للأب وأطيب ما أكل الوالد من مال ولده؛ لأن ولده من كسبه، وعن جابر ابن عبد الله أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي مالاً وولداً، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي، فقال: أنت ومالك لأبيك، رواه ابن ماجة، وهو حديث صحيح، وقال صلى الله عليه وسلم: إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم، قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح، وعنون عليه: ما جاء أن الوالد يأخذ من مال ولده .... المزيد |
خصائص النبي ﷺحديثنا في هذه الليلة بمشيئة الله تعالى عن خصائص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أن معرفة ما يتعلق به واجب علينا، وأن نعرف له حقه، وأن نعرف منزلته وقدره، ومن معرفة منزلته وقدره عليه الصلاة والسلام أن نعرف خصائصه صلى الله عليه وسلم، وذلك كله داخل في إيماننا بنبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فخصائصه عليه الصلاة والسلام هي ما اختصه الله بها وفضله بها على سائر الأنبياء والخلق، وهذه الخصائص النبوية موضوع قد اعتنى به العلماء من أهميته، فتناولوه بحثًا وتأليفا، وذكروا ما انفرد به على الصلاة والسلام عن إخوانه الأنبياء والمرسلين، كما ذكروا ما انفرد به على سائر أمته، وممن ألف في هذا الإمام العز ابن عبد السلام رحمه الله تعالى في كتابه بداية السول في تفضيل الرسول، وكذلك الإمام ابن الملقن رحمه الله في كتابه خصائص أفضل المخلوقين، ومنهم من أدرج الخصائص في مؤلف من المؤلفات التي كتبها مثل الحافظ الإمام ابي نعيم الأصبهاني رحمه الله في كتاب دلائل النبوة، والحافظ البيهقي رحمه الله في كتاب دلائل النبوة.... .... المزيد |
درر من سيرة ابن عمرلقد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قومًا اصطفاهم الله عز وجل لصحبة نبيه، فكانوا أبر الأمة قلوبًا، وأطهرها نفوسًا، وأثبتها قلوبًا، وهؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم ناصروا رسول الله ونقلوا سنته، وجاهدوا معه، ولما مات أكملوا المسيرة، فانطلقوا مجاهدين في سبيل الله يعلمون الناس سنة نبيهم، ويربونهم بهذا الكتاب العزيز، وهذه الأحاديث العظيمة التي قالها صلى الله عليه وسلم، وإن كثيرًا من الصحابة رضوان الله عليهم لا نعرف عنهم إلا القليل، وربما يكون من مشاهيرهم من لا نعرف إلا اسمه، فإذا سأل الإنسان نفسه ماذا يعرف عن هذا الاسم العلم، وعن هذا الشخص، لا يجد في ذاكرته إلا القليل، وحديثنا في هذه الليلة عن سيرة صحابي جليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عبد الله ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، هذا الصحابي العظيم الذي روى لنا جزءًا كبيرًا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وصلت إلينا عن طريقه، والذي ربى لنا جيلاً من التابعين ساهم في نقل هذه السنة، وساهم في إنشاء وتوسيع قاعدة المجتمع الإسلامي في ذلك الزمان. .... المزيد |
دروس من الزكاة والعمرةمن الأمور المتعلقة بالزكاة: أهل الزكاة، وهؤلاء الذين قال الله سبحانه وتعالى فيهم: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ... الآية}، وقد جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تحلّ الصدقةُ لغنيٍّ إلا لخمسة: لعاملٍ عليها، أو رجلٍ اشتراها بماله، أو غارمٍ، أو غازٍ في سبيل الله، أو مسكينٍ تُصُدِّق عليه منها فأهدى منها لغنيٍّ، وهذه الآية العظيمة إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ تبين الأصناف الثمانية الذين يعطون من الزكاة، والعامل كل من عمل في تحصيل الزكاة من جاب أو كاتب أو حافظ، أو راع أو حامل، أو غير ذلك، من الذين يعينهم الإمام من بيت المال، وليس أي شخص يأخذ الزكاة يعتبر عامل عليها، فإمام المسجد إذا أعطي زكاة لإيصالها ليس من العاملين عليها، ولا أي شخص يعطيه الناس زكاة لتفريقها يعتبر من العاملين، فلا يجوز له أن يأخذ منها ريالا واحدا .... المزيد |
دروس وعبر من سيرة الإمام الشافعيموضوعنا عن شيء من العبر والعظات من حياة الإمام محمد ابن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى، ومن حق سلفنا علينا أن نتعرف على سيرهم، وأن نقف مع أحداث حياتهم، وخصوصًا إذا كنا نريد طلب العلم، فإن القراءة في حياة أهل العلم، لا شك أنها من الأمور التي تكسب طالب العلم أدبًا وفقهًا وخشوعًأ وإعجابًا بهؤلاء، والخير في هذه الأمة لا ينقطع ولله الحمد، ولكنه كان كثيرًا في أولها، إن هذه الأمة جعلت عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وفتنة، والمطلوب منا هو الصبر على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم حتى نلقاه، والمطلوب منا التفقه في هذا الدين؛ لأن التفقه في الدين من الواجبات، وحياة هذا الإمام رحمه الله تعالى حياة حافلة ولا شك أنه من المجددين، وهو من الأئمة الذين كانوا يهدون بأمر الله وصبروا على ذلك، ولا شك أنه كان للمتقين إمامًا ولا يزال، وقد عده كثير من أهل العلم من المجددين ولا شك أنه أول من كتب في أصول الفقه في كتابه الرسالة، وكانت حياته رحمه الله تعالى مليئة بالعبر والعظات. .... المزيد |