دروس وعبر من سيرة الإمام الشافعيموضوعنا عن شيء من العبر والعظات من حياة الإمام محمد ابن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى، ومن حق سلفنا علينا أن نتعرف على سيرهم، وأن نقف مع أحداث حياتهم، وخصوصًا إذا كنا نريد طلب العلم، فإن القراءة في حياة أهل العلم، لا شك أنها من الأمور التي تكسب طالب العلم أدبًا وفقهًا وخشوعًأ وإعجابًا بهؤلاء، والخير في هذه الأمة لا ينقطع ولله الحمد، ولكنه كان كثيرًا في أولها، إن هذه الأمة جعلت عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وفتنة، والمطلوب منا هو الصبر على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم حتى نلقاه، والمطلوب منا التفقه في هذا الدين؛ لأن التفقه في الدين من الواجبات، وحياة هذا الإمام رحمه الله تعالى حياة حافلة ولا شك أنه من المجددين، وهو من الأئمة الذين كانوا يهدون بأمر الله وصبروا على ذلك، ولا شك أنه كان للمتقين إمامًا ولا يزال، وقد عده كثير من أهل العلم من المجددين ولا شك أنه أول من كتب في أصول الفقه في كتابه الرسالة، وكانت حياته رحمه الله تعالى مليئة بالعبر والعظات. .... المزيد |
درر من سيرة ابن عمرلقد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قومًا اصطفاهم الله عز وجل لصحبة نبيه، فكانوا أبر الأمة قلوبًا، وأطهرها نفوسًا، وأثبتها قلوبًا، وهؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم ناصروا رسول الله ونقلوا سنته، وجاهدوا معه، ولما مات أكملوا المسيرة، فانطلقوا مجاهدين في سبيل الله يعلمون الناس سنة نبيهم، ويربونهم بهذا الكتاب العزيز، وهذه الأحاديث العظيمة التي قالها صلى الله عليه وسلم، وإن كثيرًا من الصحابة رضوان الله عليهم لا نعرف عنهم إلا القليل، وربما يكون من مشاهيرهم من لا نعرف إلا اسمه، فإذا سأل الإنسان نفسه ماذا يعرف عن هذا الاسم العلم، وعن هذا الشخص، لا يجد في ذاكرته إلا القليل، وحديثنا في هذه الليلة عن سيرة صحابي جليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عبد الله ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، هذا الصحابي العظيم الذي روى لنا جزءًا كبيرًا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وصلت إلينا عن طريقه، والذي ربى لنا جيلاً من التابعين ساهم في نقل هذه السنة، وساهم في إنشاء وتوسيع قاعدة المجتمع الإسلامي في ذلك الزمان. .... المزيد |
جولة إيمانية في كلام شيخ الإسلام ابن تيميةإن المسلم يحتاج دائمًا إلى أن يغسل قلبه بالوعظ، وهذا الوعظ الذي يحرك القلوب فهو الوقود للقلب، ولولا رياح الوعظ ما خاض زورق *** ولا زخرت بالمؤمنين البواخر وهذه المواعظ مهمة لكل ناشئ وشاب ومتقدم ومتأخر ومن الذي لا يحتاج إلى الوعظ، وقد قال الله تعالى للمهاجرين: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق، وكان من هديهم تعال بنا نؤمن ساعة، وهكذا المواعظ للمؤمن بمنزلة البيت للفرس، يجول ثم يرجع إليها، وفي هذا الزمن الذي كثرت فيه المعاصي والمنكرات، والملهيات وأنواع الشواغل والصوارف عن ذكر الله وطاعته، لا بد فيه من شيء يغسل الران، وينشط القلب، وهذه القلوب أيها الإخوة لها أطباء، ولنا جولة في هذا الدرس بمشيئة الله تعالى مع طبيب من أشهر أطباء القلب في العالم، تكلم فيما يقوي القلب وفي إزالة ما يضعفه، وهو شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله، فهذه إذًا جولة إيمانية في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية .... المزيد |
الخادم العظيمكان أنس رضي الله عنه يقول: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وأنا ابن عشر، ومات وأنا ابن عشرين، وكن أمهاتي يحثثنني على خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصحب النبي عليه السلام، أتم صحبته، ولازمه أكمل الملازمة منذ أن هاجر إلى أن مات، وغزا معه، وبايع تحت الشجرة، وقد قال مولىً لأنس: أشهدت بدرًا؟ قال: لا أم لك، وأين أغيب عن بدرِ، ولكن أنس رضي الله عنه قد خرج إلى بدر صغيرًا، وحضرها صبيًا، ولذلك كان في رحال الجيش .... المزيد |
أحداث مثيرة في حياة العلامة الألباني 2يمكن أن يقسم تلاميذ الشيخ الألباني إلى ثلاث طبقات، فالطبقة الأولى، من لازموه علمًا وعملاً ودعوة، وقد لا يزيدون عن عشرة الذين اشتهروا بالعلم، ومنهم: محمد بن نسيب الرفاعي رحمه الله، ومحمد عيد العباس، وغيرهم، وخير الدين وان لي صاحب كتاب إصلاح المساجد من البدع والعقائد، وكان لهم درس خاص مع الشيخ يقرؤوا فيه الطحاوية ومصطلح الحديث، وكان يخرج معهم في مخيم للقراءة، ويعقد لهم درسًا خاصًا في تفاصيل عقدية، والطبقة الثانية من طلاب الشيخ، حضر دروسه بكثرة، وتأثر بمنهجه، وصاروا دعاة، ولكن ليسوا من أهل العلم الأقوياء، الطبقة الثالثة: حضروا بعض لقاءاته، وتأثروا بكتبه، وساروا على نهجه في التحقيق، ولكنهم لم يقرؤوا عليه كتبًا، ويحضرون دروسه في الولائم، وينتسبون للشيخ، ولكن لم يتربوا على يديه .... المزيد |
أحداث مثيرة في حياة العلامة الألباني 1إن الله شرّف أهل الحديث وجعل لهم مكانًا عليا، واصطفاهم من خلقه وجعل لهم فضلا نديًا بحفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما بذلوه من الجهد العظيم في الذب عنها وتمييز ما دخلها، هؤلاء نجوم الأرض الذين يهتدى بهم كما أن للسماء نجوما يستضاء بها ويهتدى بها، هم الذين قيضهم الله تعالى واصطفاهم من خلقه، فكان لهم هذا السبق العظيم في حمل السنة وتبليغها، نضّر الله تعالى وجوههم، نضّر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها، وعلى رأس هؤلاء في هذا العصر أيها الإخوة محدث العصر العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمة الله عليه، وفي هذا الدرس سنتناول شيئًا من سيرته، هذا الرجل الإمام العلم الذي من حقه علينا أن نتعرف شيئًا من حياته، ونشر مآثر العلماء واضح في كتب التاريخ والسير التي ألفوها، فهم لا زالوا يكتبون عن أهل العلم عبر العصور مبينين مناقبهم ومآثرهم، ليقتدى بهم من بعدهم، مصداقًا لقوله تعالى: واجعلنا للمتقين إماما .... المزيد |
اجتهاد السلف في العبادةلاشك أن المسلم مطالب بعبادة الله سبحانه وتعالى في جميع الأوقات والأحيان، ووظيفة المسلم هي عبادة الله سبحانه وتعالى، وهذه العبادة شرف ويكفي أن الله سبحانه وتعالى خاطب عباده خاطب المؤمنين بقوله: قل يا عبادي، ونحن أيها الإخوة مقصرون كثير جدًا في العبادة، وما سبب الهزائم والنكبات التي أصبنا بها إلا تقصيرنا في العبادة، وما ساد سلفنا ولا تقدموا ولا انتصروا إلا بالعبادة، ونحن إذا قارنا حالنا بحالهم لوجدنا البون شاسعًا، والفرق عظيمًا، ولعرفنا إذا قارنا الأحوال بالأحوال لماذا نحن في المؤخرة، ينقصنا اليوم لأجل أن نكون في المقدمة ينقصنا عدد كبير من أولياء الله سبحانه وتعالى، كان المتقدمون فيهم من أولياء الله من لا يحصى كثرة، فكان لو حاربهم أحد انتصروا عليه؛ لأن الله قال في الحديث القدسي: من عادى لي وليًا فقد آذنه بالحرب، وكم فينا اليوم من أولياء الله؟ .... المزيد |
إتحاف السالك بسيرة أنس بن مالكحديثنا أيها الإخوة عن رجل، وإن كنا ما رأيناه لأنه خادم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، إنه أنس ابن مالك رضي الله تعالى عنه، ومع هذا الدرس بعنوان: إتحاف السالك بسيرة أنس ابن مالك، ابن مالك، النضْر بن ضَمْضَم بن زيد بن حرام بن جُنْدَب بن عامر بن غَنْم بن عديّ بن النجّار، رضي الله تعالى عنه، الإمام المفتي المقرئ المحدث، راوية الإسلام، أبو حمزة الأنصاري الخزرجي، النجاري المدني خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرابته من النساء، وتلميذه وتبعه وآخر أصحابه موتًأ، سيرته عظيمة، وقصته حافلة، تنفع للكبار والصغار وللزوجة والبنت وكذلك للولد وللعالم وطالب العلم، ورب الأسرة، وغير ذلك من أنواع الناس في المجتمع .... المزيد |
هكذا فعل هؤلاء (صفحات مجيدة من أعمال السلف)تعالوا في هذا المجلس من مجالس الذكر نتذكر وإياكم ما كان عليه سلفنا وننظر في حالنا لعل الله سبحانه وتعالى يحيي في نفوسنا الرغبة للعمل الصالح والمسارعة إلى الخيرات، فبهداهم اقتده، إن معرفة أخبار الماضين مما يحمس النفوس للعمل، ويطرد عنها غبار الكسل، إنهم عرفوا قيمة الوقت، رجال عرفوا الله وصدقوا المرسلين، إنهم اغتنموا أعمارهم وشبابهم، وأموالهم، وصحتهم، إنهم عرفوا قيمة هذه النعمة نعمة العمر، كانوا يغتنمون أيام دهرهم في عبادة الله عز وجل، فكيف كانوا، وماذا فعلوا .... المزيد |
خمسة حفاظ بين يديكخمسة حفاظ بين يديك، وقبل أن يحتار أحدكم في معنى هذا العنوان، فإنني أقول: إن المقصود به: التعريف بخمسة حفاظ من حفاظ الحديث، الذين حفظوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنته، وساهموا في إبلاغها إلينا، ونشروا ذلك العلم، والمقصود من الكلام عن هؤلاء الحفاظ عدة أمور: أولاً: التحميس في طلب العلم، فإن كثيرًا من الشباب في هذه الأيام قد برد حماسهم، أو قل: لا حماس لديهم في طلب العلم، والقراءة والبحث، ومن أعظم الأسباب الدافعة إلى تحصيل العلم، والقراءة والاطلاع هو الاطلاع على سير الحفاظ والعلماء الذين جمعوا هذا العلم، كيف اشتغلوا في جمعه، وأفنوا أعمارهم فيه، وبذلوا الغالي والرخيص، ورحلوا وركبوا المشاق والأهوال، وربما تعرضوا للموت والهلاك من أجل جمع العلم، وأحدنا اليوم يقعد على أريكته لا يصله قليل ولا كثير من التعب والمشقة، وهذه المجلدات المطبوعة في الأوراق الفاخرة، والحرف الحسنة الواضحة، والأكل موجود، والشرب حاضر، والجو مكيف، والراحة كاملة، ومع ذلك فالهمم في طلب العلم وتحصيله قاصرة قصورًا عجيبًا أمام الإمكانات المتاحة التي توفرت لنا في هذه الأيام .... المزيد |