الحمد لله رب العالمين، صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
حياكم الله جميعاً -أيها الإخوة-.
والحمد لله الذي جمعني بكم، أسأل الله -تعالى- أن يجعل لقاءنا هذا لقاء نافعاً مباركاً.
وقبل أن أبدأ معكم الكلام أنبه على أمر، الأخ جزاه الله خيراً قد مدحني ولست لذلك بأهل، وكما يقول شيخنا محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله-: الغني عن التعريف هو الله فلست أهلاً لهذا، لكن نحن يا إخواني نتواصى بالحق ونتواصى بالصبر ونتعاون على البر والتقوى كما أمرنا الله ونتشاور ونتحاور وينقل الواحد خبرته إلى الآخر.
وحديثي إليكم يتعلق بطالب العلم والتقنية.
وهذا الموضوع يتناسب مع هذا الصرح المبارك من صروح العلم والتعليم في هذه الجامعة، جامعة أم القرى: لتنذر أم القرى ومن حولها.
والحقيقة أننا نتفاءل كثيراً بطلاب هذه الجامعة: أنهم يعملون بهذه الآية، وهم طلاب جامعة أم القرى، التي بعث الله نبيه ﷺ فيها، في أم القرى لينذرها ومن حولها.
البيان والبلاغ والإنذار وظيفة الأمة جمعاء
وكانت الوظيفة الأساسية للنبي ﷺ، وهي وظيفتنا جميعاً: البيان لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ [آل عمران: 187]، والبلاغ: مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ [المائدة: 99]، والإنذار: لِتُنذِرَ بِهِ [الأعراف: 2].
فوظيفتنا الأساسية لو قال لك واحد: أنت ما هو عملك؟ ما هي وظيفتك في الحياة؟ ماذا تريد أن تعمل؟
طبعاً عبادة الله هذه مسألة معروفة، يعني منتهية، الأساس أن نعبد الله بما أمرنا، لكن من ناحية نفع الآخرين العطاء للآخرين ما هي رسالتنا؟
البيان، والبلاغ، والإنذار.
من أعظم نعم الله على العبد: أن يوفقه لطلب العلم، وأن يثبت على ذلك ولا ينحرف، خصوصاً نحن الآن في زمن فتن، فتن شبهات، وفتن شهوات، وفتن انحراف عن المنهج.
فكل مدة تطلع علينا باقعة جديدة تؤدي إلى انحراف، تجتال ؛ كما جاء في الحديث: وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم [رواه مسلم: 2865] اجتالتهم.
فهناك فتن الآن تجتال الشباب، فتذهب مرة أخرى بهؤلاء إلى عالم يعني النفاق! الريبة! الشبهات! الشكوك!
ألم تجتال بعض الفتن الشباب إلى عالم الإلحاد؟ حصل، إلى عالم اللادينية؟ حصل؛ لأن هذا الإلحاد أنواع منهم من ينكر وجود الله، ومنهم من يقول: يمكن موجود ويمكن غير موجود، ومنهم من يثبت وجوده لكن يقول: لا دخل له بالكون، فيه نوابت، فيه مصائب عظيمة، يقول: خلقهم وتركهم -والعياذ بالله، تعالى الله-.
نعمة التوفيق والهداية إلى منهج السلف
الله خلقنا وأنعم علينا، ووضع لنا المنهج، وبين لنا السبيل: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ [البلد: 10] وبالفطرة، وبالوحي، وبالنبوة، والرسالة، والكتب، وحتى جبل الله العقل على قبول الحق وجعله فطرة في الإنسان، مثلاً: قول الله : لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ [البقرة: 286] هذه التاء في "اكتسبت" ليش؟ يعني كسبت لها ما كسبت، يعني من الخير، وعليها ما اكتسبت من الشر، ليش ما كلها كسبت وإلا كلها اكتسبت؟
قال بعضهم: لها ما كسبت من الخير، كسبت بدون تاء الفعل أخف، اكتسبت الفعل أثقل بالتاء أشد، يعني أن الخير طبيعة للنفس جبلت عليها البشرية، سهلة تعمل الخير تلقائياً، مفطورة على حبه وقبوله، والعمل به.
اكتسبت الإثم أشد على النفس، أصعب، فعل الإثم أصعب، اكتسبت، فعل الخير أسهل، هذا الأصل.
لكن الشهوات والنفس الأمارة بالسوء قد تجعل فيه الخير أصعب وفيه الشر أسهل، لكن الأصل: لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ [البقرة: 286].
وبعضهم يذهب إلى أنواع من الإسلامات الحديثة التي طرحت في الساحة تجتال الشباب عن دينهم، وهذا يقول: هذا إسلام ليبرالي! وهذا إسلام علماني! وهذا إسلام عقلاني! وهذا إسلام!
ما عندنا إلا إسلام واحد، ما بعث الله به محمداً ﷺ ما أنا عليه وأصحابي [رواه الترمذي: 2641].
الكتاب والسنة على فهم الصحابة وفهم السلف -رحمهم الله-.
من أعظم نعم الله علينا -أيها الشباب أيها الطلاب أيها الإخوة الحضور-: أن الواحد يهديه الله للمنهج الحق لطريق أهل السنة والفرقة الناجية الطائفة المنصورة، ويثبت عليه؛ لأن بعضهم عرفه وتركه، عرفه وانحرف، تنازل عن نصفه، بعضهم تنازل عن بعضه ثوابته، وهكذا..
إذا وفقك الله للثبات على الحق والله هذه النعمة العظيمة، العلم ميراث الأنبياء، والعالم والمتعلم شريكان في الأجر: من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة [رواه الترمذي: 2646، وقال: "هذا حديث حسن"، وأحمد: 8316، وقال محققو المسند: "إسناده صحيح على شرط البخاري"].
وماذا لدينا أعظم من أن يرفع الله الواحد من طلبة العلم وأهل العلم درجات: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة: 11].
وهذه الملائكة تتواضع له، الملائكة العظام.
ومن أراد الله به خيراً فقهه في هذا الدين.
عصر انفجار التقنية الحديثة
نحن الآن في عصر انفجار التقنية والمعلومات والشبكات، طفرة واسعة في وسائل الاتصال، البرمجات، مصادر المعلومات، أجهزة الاتصال الحديثة، الإعلام الحديث، وسائل الإعلام الحديث التي نافست الإعلام التقليدي، بل أزاحته في بعض المواقع، أزاحت قنوات اليوتيوب مثلا بعض القنوات الفضائية، الأجهزة اللوحية، مواقع التواصل، سهولة حفظ المعلومات واسترجاعها، التخزين بالتيرا بايت، ثم انتقال إلى السحابات الإلكترونية، وطفرات ما شهدتها البشرية من قبل وما عرفتها: وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ [النحل: 8]، وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ [يوسف: 76].
والنبي ﷺ أخبر: أن الأسواق تتقارب، وما شهدنا تقارباً في تاريخ البشرية مثل تقارب الأسواق على الشاشات، يدخل من سوق ويطلع في سوق في شاشة صغيرة، يشتري من سوق كذا، يطلع من سوق طوكيو، يروح على سوق نيويورك، ويطلع منها، وهكذا، شيء مذهل.
استفادة أهل الإسلام من التقنيات الحديثة
ونحن أهل الإسلام أهل الحكمة نحن أحرص الناس على ما ينفعنا: احرص على ما ينفعك [رواه مسلم: 2664].
وإذا كانت التقنيات الحديثة ستختصر الأوقات، وتقرب المسافات، وتسهل الوصول إلى المعلومات، فلم لا تضع في جيبك آلاف الكتب التي كان يحلم الواحد من السلف ببعضها، واحد منها؟
والاستفادة من هذه التقنية الحقيقة قد يرقى إلى أن يكون واجباً شرعياً، قال الله -سبحانه وتعالى-: وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ [الأنفال: 60].
والقوة أنواع، والقوة التقنية والمعلوماتية من الأنواع المهمة للقوة في هذا الزمان.
بعض فوائد التقنية الحديثة
ومن التخصصات المهمة الآن للشباب: تخصص البج داتا.
وهذا التخصص له شأنه في عالم المعلوماتية.
لا شك أن علاقة هذا الموضوع بطالب العلم أنه يوفر الوقت والجهد.
المكتبات الإلكترونية العصرية، محركات البحث، الكتب المقروءة على ملفات الوورد، وغيرها، والبي دي إف، وبضغطة زر تحصل على مطلوبات هائلة، نتائج البحث تظهر لك آلاف الكتب المحتوية على مواضع البيانات التي تريدها.
ويمكنك كتابة المحتوى ونشر الفكرة والتغريدات، ونتائج الاستبيانات والمشاركة، والناس ملايين يقرؤون ويطلعون ما في جهد ولا تعب، من أول حتى يحصل الواحد من أهل العلم على إسناد حديث يضرب أكباد الإبل، وأنت الآن تحصل على شجرات الأسانيد، أشجار الأسانيد في لمسة زر.
الخطيب والداعية والمحاضرة يتمكن من تجميع المعلومات وأخذ الخطب وتحضير المحاضرات.
وطلاب الجامعة يتمكنون من تحضير الرسائل الجماعية بسهولة بالغة، بل الآن شروط تحضير الرسائل الجامعية اختلفت عن أول بعد هذه التقنية -سبحان الله- كان العلماء يبحثون عن المعلومة والحديث في فهارس الكتب يقضون الساعات الطوال والأيام والشهور حتى يصل الواحد إلى بغيته، وإذا كان الكتاب غير مزود بفهارس دقيقة يزداد الأمر صعوبة، كان الواحد يقضي يوماً كاملاً في تخريج حديث واحد، والآن يمكن تخريجه بدقائق معدودة، الآن المكتبة الشاملة والمكتبة الوقفية تقوم بدور عظيم جداً، ومشاريعها قابلة للتطوير والإضافة والتحديث والزيادة.
يقول الشيخ الألباني -رحمه الله-: كنت إذا سمعت حديثاً من أحاديث أبي هريرة منسوباً إلى مسند الإمام أحمد بن حنبل قمت بقراءة مسند أبي هريرة من مسند أحمد كاملاً، قرأت أكثر من ثلاثمائة صفحة لأعثر على الحديث ثم قد أعثر عليه وقد لا أعثر، والنسخة التي كنت أرجع إليها ليست كالتي عندكم الخط دقيق وليس بينها فواصل، والصفحة مليئة بالأسطر.
لما طبع كتاب: "مفتاح كنوز السنة" وهو عبارة عن فهرس موضوعي لأحد عشر كتاباً من كتب السنة، قال الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله-: لو طبع هذا في وقتي لوفر علي ثلاثة أرباع عمري.
الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- يقول على مقدمته على كتاب: "مفتاح كنوز السنة": (لبثت نحو خمس سنين وأنا أطلب حديثاً معيناً في سنن الترمذي، وهو كتاب تلقيته كله عن والدي) الآن نحن في ثوان نحصل على الأحاديث، ويقال: يمكن هذه الأسانيد التي في الدنيا، وهذه الأحاديث في هذا الموضوع.
من إيجابيات التقنية الحديثة: سهولة الوصول إلى المعلومة ونقلها واسترجاعها وتخزينها، فأصبح الآن مع ضخامة المعلومات وتنوعها يمكن الوصول عبر الفهارس الدقيقة والأنظمة المبنية على البرمجيات الرياضية الدقيقة في تحليل المعلومات كنظام جوجل في البحث إلى البغية في وقت قصير جداً، بل يمكن التطواف والتجوال في المواقع الكثيرة الهائلة في الموضوعات المختلفة.
وقد صار هناك مواقع متخصصة في الفقه، مواقع متخصصة في القراءات، مواقع متخصصة في اللغة العربية، مواقع متخصصة في الفتاوى، مواقع متخصصة في التاريخ الإسلامي.
أما إذا ذهبت إلى العلوم الطبيعية والترجمات والتقنية والإدارة والإعلام، وإلخ..، فهنالك أشياء متعددة كثيرة جداً.
معك في جيبك الجوال أو الجهاز اللوحي مكتبات شاملة وأبحاث جاهزة متصلة بالشبكة وأنت في السيارة أو في المسجد أو في أي مكان تخرج هذه اللوحيات، وتصل إلى ما تريد.
طالب علم جالس في المسجد جاءه رجل عامي قال له: سمعت في أحد الفضائيات عن حديث كذا وكذا هل هذا الحديث صحيح؟
يخرج الطالب جوالاً من جيبه ويفتح المكتبة الشاملة، أو موقع البحث عن الأحاديث في وقت قصير جداً يأتي به، وبمن صححه وضعفه.
نقل وتخزين المعلومات والبيانات بكل سهولة، والاحتفاظ الآن بالبيانات الهائلة في الشرائح الدقيقة الصغيرة الحيز الصغير شيء هائل، وتبادل المعلومات، وبالطرق المختلفة سواء كانت في رسائل متنوعة، وحتى البيانات والصور والوثائق والأخبار والملفات الصوتية والمرئية بكل سهولة كما نرى.
صار استعمال الكتب أقل من ذي قبل، صار استعمال المكتبات أقل من ذي قبل، ولكن يبقى للكتاب لذته، ويبقى للكتاب طعمه، ويبقى للكتاب بركته.
ولذلك نوصي طلبة العلم والشباب أن لا يستغنوا عن الكتب الورقية أبداً، بل إن هذا له أثر.
ومن فتاوى مشايخنا المعاصرين: الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك -حفظه الله- سألته في مناقشة، هو يرى أن القراءة من المصحف أفضل من القراءة من الشاشات، هذا رأي الشيخ، أنا أردت أن أذكره مثالاً على أن الشيء الباقي أو الشيء الثابت ليس مثل الشيء الزائل، وحتى اختلافه في مسألة مس الشاشة إذا ظهر عليها الآيات على الشاشة، رأي مشايخنا الشيخ صالح الفوزان والشيخ عبد الرحمن البراك أنه لا يلزم الطهارة لمس الشاشة التي عليها يظهر عليها المصحف، بينما تلزم الطهارة عند جماهير أهل العلم والمذاهب الأربعة في مس المصحف الورقي.
الشاهد فيه فروق طبعاً حتى مع ظهور هذه التقنيات فيه فروق في الأحكام.
سيبقى على أية حال: الكتاب الورقي له طعم خاص.
أما سهولة الاستخدام، سرعة نشر المعلومة، أنت الآن إذا أردت أن تنشر تفسير آية أو شرح حديث أو خبر أو فتوى أو معلومة أو بحثاً أو فائدة أو نصيحة أو خاطرة، في غاية السهولة.
تخيل لو أنك فكرت في طباعة كتيب صغير يكلف مثلاً ريالين وعشرة آلاف نسخة عشرين ألف ريال، وإذا كان أكبر خمسة ريال، عشرة ريال، مائة ألف، الآن يمكن أن تنشره بسعر زهيد جداً حتى يصعب حسابه من قلته، وما في إلا تكلفة بطاقة الاتصال أو تكلفة الواي فاي، أو تكلفة برنامج الاتصال، أو آلية الاتصال بالشبكة، ويقرؤوه الملايين، أقصد أقول لكم : وظيفة الرسل في البلاغ والبيان نستطيع أن نحققها الآن أكثر من قبل، من زمان كان يركب الواحد دابته حتى يذهب وينشر العلم، يقطع آلاف الكيلومترات، يقطع المسافات الهائلة جداً.
الآن أنتم ترون أن هذا النشر في تحقيق المقصد الشرعي في البلاغ والبيان يتم بوسيلة سهلة جداً ورخيصة جداً، وغير متعبة، ما هي متعبة بدنياً، أنت مكانك الآن تبلغ دين الله، وتنذر وتبين، تبلغ تنذر.
أنا أؤكد على الموضوع هذا أنه الآن إذا كانت وظيفة الرسل والدعاة من بعدهم وطلبة العلم إذا كانت قضية: لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ [آل عمران: 187]، و لِتُنْذِرَ بِهِ [الأعراف: 2].
والبلاغ المبين: بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ [المائدة: 67] بلغ وتبين، هذا شيء الآن متاح جداً.
بلغوا عني ولو آية [رواه البخاري: 3461] أش تطبيقه الآن؟ وإذا بلغت حديثا أيش يأخذ منك؟ تكلفة، جهد، وقت أيش يأخذ؟
لا شيء تقريباً.
ومع وجود مواقع الاتصال الحديثة، وتنظيم المجموعات هذا الهائل الحاصل الآن، ونقل الشيء من مكان إلى آخر، حتى لما كنا نقرأ حديث النبي ﷺ الرجل يكذب الكذبة تبلغ الآفاق ويشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه [رواه البخاري: 1386] والعياذ بالله- من عذاب البرزخ، كيف يعني يكذب الكذبة تبلغ الآفاق؟
الآن مع وجود هذه الوسائل تصور الحديث انطباق الحديث هذا في الواقع سهل جداً جداً، يكذب الكذبة تبلغ الآفاق، يعني إذا كان من زمان سلفنا كان الواحد يسافرون لتحصيل كتاب ومخطوطة وربما لا يسمح له بأخذها وينسخ لا بد ينسخ منها وتبقى مكانها.
الآن يمكن أخذ الصورة ونقلها وكل الكتاب وكل الصفحات ومئات الآلاف من المخطوطات بالتيرا بايت، للتبادل، مصورات من مكتبات العالم، تصفح مكتبات العالم عبر الإنترنت، هذا بدون سفر ولا انتقال ولا تعب.
الاشتراك في الدورات العلمية، الانتساب إلى الكليات والمعاهد وأنظمة التعليم عن بعد.
ولعلي أعرض لكم في نهاية الدرس إذا تمكنا تجربة لمجموعة زاد في التعليم عن بعد بنظامين: التعليم عن بعد بقضية المنهجية الفصول الدراسية، والتعليم عن بعد بنظام الموك العالمي، هذا نظام مهم، ماسف أوبن أون لاين كورسيس، موك، هذا النظام الذي يمكن الواحد من دراسة أي كورس في أي موضوع يريده إذا كان موجوداً على الموقع أو على المنصة التعليمية بطريقة معينة لغير المتخصصين أو لغير أًصحاب الدراسات المنهجية، يعني فيه دراسة منهجية، ودراسة غير منهجية، لعلنا نتمكن من عرضها إن شاء الله.
كان تكوين مكتبة يحتاج إلى رأس مال كبير، وكنا نذهب إلى معارض الكتاب ونشتري الكتب، أذكر أول ما نزل "زاد المعاد" في طبعة دار الرسالة وتحقيق الشيخين الأرناؤوط كيف تقاطر طلبة العلم لشراء هذا الكتاب، ومبيعات ضخمة، ثم عندك الكتب الأخرى مجاميع الكتب الأخرى لما تشتري من التفاسير وكتب الحديث فتح الباري والنووي، اقتناء الكتب هذه ووضعها يحتاج إلى أماكن، كان تكوين مكتبة، ذكر أن بعض أهل العلم السابقين كان يستأجر دكاكين الوراقين ليلاً للمطالعة، كما ذكر الذهبي في "سير أعلام النبلاء".
وكان الكتاب أحياناً يضطر صاحبه لبيعه فكأنه يستغني عن أحد أولاده، كالقصة المشهورة التي حدث بها يحيى بن علي التبريزي قال: كان لأبي الحسن الفالي الأديب نسخة من كتاب "الجمهرة، لابن دريد" في غاية الجودة فدعته الحاجة إلى بيعها واشتراها منه القاضي أبو بكر التبريزي بخمسة دنانير وحملها إلى تبريز، يقول التبريزي: ونسخت أنا منها نسخة فوجدت في بعض المجلدات رقعة بخط الفالي، صاحب النسخة الأصلية، يقول فيها:
أنست بها عشرين حولاً وبعتها | لقد طال وجدي بعدها وحنيني |
وما كان ظني أنني سأبيعها | ولو خلدتني في السجون ديوني |
ولكن لضعف وافتقار وصبية | صغار عليهم تستهل شؤوني |
وقد تخرج الحاجات يا أم مالك | كرائم من رب بهن ضنين |
أبيات مؤثرة لواحد أن يستغني عن كتابه:
فقد تخرج الحاجات يا أم مالك | كرائم من رب بهن ضنين |
متمسك ما يمكن يخرجها، لكن الحاجة ألجأته.
قال: فأريت القاضي أبا بكر الرقعة والأبيات فتوجع، وقال: لو رأيتها قبل هذا لرددتها إليه، لكن الفالي -رحمه الله- كان قد مات. والقصة في "وفيات الأعيان" وغيره [وفيات الأعيان: 3/ 316].
من إيجابيات هذه التقنية أنها حفظت لدينا الكميات الهائلة من العلوم في بحر لا ساحل له، ومحركات البحث هذه في الكتب المصورة وغير المصورة، وبالبدي إف وبالوورد وبغيرها.
وصار الآن الكتاب الرقمي.
طبعاً فيه فرق بين الكتاب الإلكتروني والكتاب الرقمي.
الكتاب الإلكتروني؛ مثل كتاب بصيغة البي دي إف مثلاً.
الكتاب الرقمي هو نموذج مطور أعلى من هذا، الكتاب الرقمي ممكن إدخال فيه الصوت والصورة الفيديو والنص المكتوب، وتفاعل الناس مع الكتاب، ممكن هذه النسخة الأساسية من الكتاب الرقمي يعلق عليها أشخاص من أنحاء العالم، يناقشون فقرات فيها.
الكتاب الرقمي ترى قفزة مهمة في قضية طلب العلم يعني إذا أتيح نشر الكتب الرقمية بالطريقة الجيدة، الكتاب الرقمي سيكون تشاركيا، يعني هذه نسخة واحدة موجودة على المنصة، لكن طلبة علم كثيرين يتناقشون في نسخة واحدة إلكترونية والشروح منهم والتعليقات على بعض، ومن بعض إلى بعض، يعني تخيل مثلاً نسخة من البخاري، من فتح الباري، من زاد المعاد، من أي كتاب، تحولت إلى كتاب رقمي حقيقي، ما هو إلى كتاب إلكتروني، الكتاب الإلكتروني بي دي إف جامد، يعني أنت تتصفح هذا كتاب إلكتروني كتاب تصفحي، الكتاب الرقمي كتاب تشاركي وتفاعلي، كل واحد يدخل على فقرة معينة ويضع تعليقاً على هذه الفقرة، يقول: لعله وهم هنا، لعل هذا وهم كذا، واحد يقول له: لا، هذه موجودة في...، هذه أصلها كذا بلغة كذا في القاموس كذا، هذا فتح ترى، يعني تحويل الكتب العلمية، هذا لو أخذت به جامعة أم القرى، فكرة إيجاد منصة فيها كتب رقمية تشاركية لطلبة العلم في أنحاء العالم مع طلبة الجامعة نفسها سيكون فتحاً، وما هو مكلف، ما هو مشروع مكلف كثيراً، هذه ميزة قضية طلب العلم عن طريق الشبكات أو إجراء الحوارات أو..
الآن عندنا مقرأة قرآن، وعندنا أخذ بالقراءات وبالأسانيد، وبالأحاديث، كله عبر الشبكة يتم.
سهولة الوصول إلى المعلومة وقراءة الكتب والتصفح والتنوع الكبير، الخيارات المتعددة، أيش تبغى نوعية الخط، حجمه أشكال، جداول، رسوم، بيانات، صور، إمكانات، ألوان، خلفية، إضاءة، تنقل كتابة تعليق، تداول معلومة، إضافة محتوى، صوتي، مرئي، نصي؟ كله ممكن، لكن نحن مشكلتنا العجز والكسل فقط اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل [رواه البخاري: 2823، ومسلم: 2706] العجز عدم القدرة أصلاً، والكسل وجود القدرة لكن ما في همة.
سهولة إعداد الأبحاث الأكاديمية الآن، قديماً كان البحث ربما يحتاج نسافر للهند، وأوروبا، تركيا، المغرب، مالي، مالي طبعاً فيها مكتبة تمباكتو هذه، فيه مكتبات -سبحان الله- هائلة، كان الإسلام واصلاً إلى أماكن وفيه نهضات علمية عظيمة، لكن نحن خبرتنا بها قد تكون محدودة وما عرفنا وما سمعنا.
مواقع المخطوطات ومراكز المخطوطات وتنزيل النسخ والمقارنة بينها الآن عبر الشاشة، جمع المادة العلمية والتنقل والتواصل مع طلبة العلم والأكاديميين والمشرفين عن طريق وسائل التواصل الحديثة، الآن أنظمة التعليم في الإلكترونك بوردس هذه، أو قضية إعداد الامتحانات والاختبارات والواجبات وتلقي ذلك كله عن طريق الشبكة، الجامعات الحديثة الآن صارت تتجه إلى الاستغناء حتى عن المباني والقاعات والأجهزة يعني الفيزيائية، هذه المكلفة، خلاص يتحول التعليم في العالم الآن إلى تعليم عن بعد تدريجياً.
طبعا أريد أن أشير إلى فرق بين التعليم الشرعي عن طريق الشبكات، أو حتى أنظمة التعليم عن بعد هذه، والتعليم غير الشرعي.
منصات التعليم الجامعي الأكاديمي
التعليم غير الشرعي التوجه العالمي الآن ليس إلى جامعات فيها مثلا كلية الهندسة الكهربائية الهندسة المعمارية الطب الاقتصاد الإعلام، هذا الموضوع يبدو أنه آخذ في الانحسار، التوجه الجديد ما هو؟ أن توجد منصات تعليمية عالمية فيها المواد في كل تخصص موجودة، وتحدث باستمرار، وقد تطلع مواد جديدة، مثلا تحليل المعلومات والبيانات الإلكترونية في أشياء بفعل الشبكة طلعت تخصصات جديدة، يعني مثلاً مواقع التواصل الاجتماعي هذا الآن تخصص جديد؛ في بلاد الغرب ما كان موجوداً، من أول كان كلية الإعلام، الإعلام التقليدي.
يقولون: إن الانطلاق في الدراسة مستقبلاً سيكون من السوق إلى الجامعة وليس من الجامعة إلى السوق.
السوق ماذا يحتاج؟ يأتي واحد يريد أن يعمل في مركز الرد على المكالمات، هذا الرد على المكالمات وإلا الحجز المركزي في الخطوط أو أي عمل، ماذا يحتاج من الكورسات؟ الشركة تقول لك: إذا تريد أن تعمل هنا في هذا المكان تحتاج إلى الكورسات الفلانية والفلانية والفلانية، ويمكن ما فيها فيزيكس ون أو ون وون أو تو كال كولاس وون أو ون ون أو تو كمستري ون أو ون ون أو تو فاينات ما في ماتكس، ما في الكلام، هذا خلاص ما تحتاج كورسات معينة، مو لازم تدرس فيزياء وكيمياء ورياضيات حتى تصل إلى أنك تعمل في الحجز المركزي، سيقول لك: تحتاج الكورسات هذه، تروح أنت تدخل على المنصة لأي جامعة، جامعة هارفارد، أي جامعة في العالم تبغى تدرس فيها وتدرس الكورسات هذه، وممكن تدرس كورس من جامعة وكورس من جامعة ثانية لكن معتمدة معروفة، لها نظام معين، طبعاً الأنظمة فيها قضية تلافي التزوير، وأن الطالب يختبر بدال طالب، فيه طرق معينة تأخذ الكورسات، وتأخذ شهادات النجاح وتروح للشركة، وتقول: هذه الكورسات أنا خلصتها وظفوني، فما في شيء اسمه بكالوريوس إدارة، بكالوريوس هندسة معمارية، لا، تبغى تشتغل في شركة في بناء الجسور خلاص في هكورسات معينة روح خذها وتعال، هذا التوجه العالمي الآن.
لما تأتي على موضوع العلوم الشرعية ما تضبط معنا بهذه الطريقة أنه يعني تعال أي واحد يبغي يطلب العلم الشرعي يا أخي هذه كورسات على مزاجك شف أيش تبغى تدرس، ادرس وامش، لا، العلم الشرعي أهل الخبرة فيه هم الذين يضعون المناهج، هذا طالب علم مبتدئ جاء لا يعرف مصلحته الآن يدرس اللغة العربية أول، علوم الآلة، الفقه، يدرس التفسير، علوم القرآن، البيقونية قبل وإلا أسانيد متون الشروح؟ هو يحتاج إلى من يدله، فما راح تمشي المسألة هذه معنا في موضوع العلم الشرعي؛ لأن العلم الشرعي له أصول.
أقصد أن أقول: إن الاستفادة من مشاريع التعليم عن بعد الإلكتروني ستختلف في أشياء تعليم الأشياء الشرعية عن التخصصات الدنيوية الأخرى، الإيجابية الموجودة في هذه التقنيات الحديثة في العالمية، الوصول إلى الأماكن العالمية المختلفة.
استثمار وسائل ومواقع التواصل في الدعوة إلى الله
وكذلك استثمار وسائل ومواقع التواصل في الدعوة إلى الله، الآن لا يمكن لمسلم عنده حكمة يرى بأن نصف العالم عندهم إنترنت تقريباً، أقل من النصف يعني ثلاثة مليار، هم يقولون: نصف العالم عندهم جوالات، وربع العالم عندهم إنترنت، لكن تزايدت النسبة، هذا كان أول، الآن الوصول إلى الإنترنت يزداد، حتى الاتصالات تتم عن طريقة الشبكة.
عدد المواقع يقترب من مليار موقع.
الفيس بوك مثلا لوحده فيه مليار وستمائة مليون مشترك.
عمليات البحث عن طريق الفيس بوك لوحده وصلت إلى مليار عملية بحث يومياً.
مشاهدات وعن طريق الفزدي عن طريق الفيس بوك فقط ثلاثة مليار مشاهدة يومياً، كيف اليوتيوب؟ وكيف الانستقرام؟ وغيرها؟
عدد المستخدمين الفاعلين على التويتر يقاربون أربعمائة مليون، يغردون كما يقولون: خمسمائة مليون تغريدة يومياً، مائتا مليار تغريدة في السنة، خمسمائة ألف تغريدة داخل المملكة فقط يومياً.
مليار مشترك في الواتس أب بمعدل شخص واحد من أصل سبعة أشخاص في العالم يستخدم واتس أب، تسعمائة مليون مشترك في تطبيق الفيس بوك ماسنجر.
الرسائل المتبادلة في الواتس أب والفيس بوك والماسنجر يومياً تتجاوز ستين مليار بين صادر ووارد، ويتم تداول اثنين مليار صورة ونشرها وإرسالها يومياً.
هل يمكن لداعية عاقل أن يفوت هذه الفرصة؟ هل يمكن لمسلم حكيم أن يتجاوز هذه الوسائل في نشر الدين الخير العلم الفتوى عقيدة الأخلاق والآداب والمواعظ دعوة الناس؟
نحن عندنا الشغل في ثلاثة دوائر أساسية:
نشر العقيدة الصحيحة، التوحيد، والتحذير من ضده وهو الشرك.
نشر السنة ومحاربة ضدها وهي البدعة.
الدعوة إلى الطاعة والتوبة ومحاربة ضدها وهي المعصية.
نحن نعمل على ثلاث خطوط أساسية في الدعوة إلى الله: العقيدة، التوحيد، السنة، والطاعة، ونحارب الشرك البدعة المعاصي كبائر وصغائر.
الآن هذه التطبيقات والمواقع لها الآثار الكبيرة في نشر الخير، وهذا واضح.
ولو نظمت العملية أكثر سنستفيد مزيداً من المهتدين الجدد إلى التوحيد، المهتدين الجدد إلى السنة، المهتدين الجدد إلى الطاعة.
الآثار السلبية للتقنيات الحديثة
ما في غالباً شيء في هذه الدنيا إلا وتجد له ضد، وشيء تأثير سلبي، هذه التقنيات لها آثار سلبية ضخمة، الانشغال عن الفرائض، التقصير في الطاعات، الإهمال في الواجبات، التعدي على الآخرين، تشويه السمعة، النميمة، اختراق الخصوصيات، التجسس والتلصص، الكاميرا التي تخترق البيوت وتنشر الأسرار،-سبحان الله- ذكر النبي -عليه الصلاة والسلام- في الثلاثة الذين هم شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة ثلاثة، ذكر في حديث الذي تركه الناس اتقاء فحشه، وذكر ذا الوجهين يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه.
وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ [البقرة: 60].
وذكر الذي يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها ويهتك سترها -والعياذ الله-.
طيب هذا الذي يفضي وينشر ويهتك؟ هذا موجود الآن في التقنية الحديثة بطريقة هائلة.
قضية تكوين العلاقات المحرمة بما يسمى الصداقات مع الجنس الآخر.
قضية انحسار العلاقات دخل الأسرة، وأن هذه شبكات التواصل في الحقيقة هي شبكات تفاصل، يعني في قضية العلاقة بين أفراد الأسرة، صار فيه محدودية، وصار كل في فلك يسبحون، يعني إذا أردت أن ترى أولادك افصل الواي فاي حتى يأتوا ليقولوا: أيش الذي صاير؟ وإلا هم كل واحد في غرفة.
ونشر الشائعات.
قضية نشر الشرك والكفر والسحر، وإلخ...، هذه الأشياء الضالة أِشياء هائلة.
فيه شبهات تنتشر، لكن الرد على الشبهات جانب احتسابي مهم جداً.
استغلال غرف المحادثة في الإقناع مثلا الحوارات بدون ما يقع الإنسان في فخ الشهوات، وأنه واحد يتكلم مع امرأة أجنبية إلخ...
واستخدام مجموعات البريد الإلكتروني فتح قنوات المحاورة عمل الدعايات للمواقع الإسلامية، خدمة الجاليات الإسلامية في الخارج، خدمة المسلمين الجدد، مواقع هادفة للأطفال والدفاع عن قضايا المسلمين والبرمجيات المتخصصة بطبقات المجتمع نساء أطفال شباب مراهقين، إلخ..
القنوات الفضائية عبر البث المباشر
القنوات الفضائية خلاص، البث صار عبر الشبكة، ولذلك أي واحد ينشئ قناة فضائية لازم يحسب حساب البث عبر الشبكات؛ لأنه هذا من التحولات العالمية أيضاً، أنه هناك تحول من دش يلتقط من القمر الفضائي إلى بث عبر الشبكات مع تطور السرعة، واستطاعة نقل الأحجام الضخمة، خلاص حتى تقنية HD الهايدي فنشن تنتقل، حتى 4K وK A طبعاً هي دقة الشاشة البكسلس التي في الشاشة بعد نظام HD الهايدي فنشن جاء 4K و 8Kالآن 8K تقريباً طلع 10K الآن تحت التصنيع.
الآن القنوات الفضائية تبث القنوات من الطبقة العليا تبث بتقنية الإتش دي، قليل من يبث بالتقنية بالفور كيه؛ لأن شاشات الناس إلى الآن ما استوعبت، قليل نادر الشاشات الفور كيه، لكن خلاص ماشية في الطريق 4K والإيه تكيه، التي هي الدقة والوضوح في الصورة الظاهرة على الشاشة.
-طبعاً- هذا يؤثر في إعداد البرامج، يعني لازم الذي يشتغل في الدعوة لازم يشوف التقنية وين رايحة، ويخلي منتجاته ماشية بالمواصفات في الاتجاه الذي رايحة لها التقنية.
من أول كنا نقول: إذا أنت تبغى تنتج برامج الآن صور بتقنية HD الهايدي فنشن؛ لأن التقنية ماشية باتجاه الهايدي فنشن، والناس راح تصير عندها شاشات هاي دفنشن.
لا تصوروا بكاميرات ما هي هايد فنشن لأنه بكرة راح يصير الرزلوشن أو راح يصير الوضوح منخفض على شاشات الناس، وراح يصير الانجذاب إلى الأبهر والأوضح والأجمل، إلخ...، في دقة الشاشة.
الآن صرنا نقول: لا، صور بالفور كيه؛ لأنه خلاص الشاشات القادمة ما نزل ...ترى Ak وهكذا..
العلاقة والعمل الدعوي عبر الجوالات
العمل الدعوي عبر الجوالات والعلاقة بين الجوال والشبكة في تزايد مستمر، كان بيل جيست طرح موضوع الاتجاه إلى المشاركة التزاوج بين التلفزيون والكمبيوتر والجوال، وأنه خلاص في النهاية ستصبح المنصة واحدة، خلاص جوال إنترنت كمبيوتر تلفزيون شيء واحد، هذا خلاص توجه الشركات العالمية بهذا الاتجاه، حتى يطلع المنتج على كل الأشياء الممكنة، فسواء كان عنده شاشة تلفزيون وإلا عنده جهاز كمبيوتر وإلا عنده أجهزة لوحية مثلا آيباد وإلا عنده شاشة جوال خلاص المنتجات كلها تطلع عليه، وبالتالي ما يسمى بالكستماسيزشن الذي هو أنه جعل هذه البرمجيات أو هذه المنتجات هي تتأقلم مع الشاشة التي تطلع هذه صارت عملية مهمة لأي مؤسسة دعوية أو إسلامية تريد أن تخرج منتجاً أنه يتعامل هذا المنتج مع كل أنظمة التشغيل المشهورة، ولذلك الآن مثلا تجد في تطبيقات الأبلكيشنزن في الجوال إذا تبغى تحمل نظام في الأيفون كذا وفي الأندرويد كذا مثلا.
مجموعات التواصي عبر وسائل التواصل الاجتماعي
أريد أن أنبه على نقطة شرعية فيها فرق مشايخنا تفريقاً دقيقاً بين الشيخ المحفظ أو المقرئ الذي يقرئ ويحفظ ويقول للطالب: هذا القدر الذي عليك أنك تحفظه أو تقرأه، وثاني يوم يسأله يقول له: حفظت وإلا لا؟ فيجيبه: حفظت وإلا ما حفظت، قرأت وإلا ما قرأت، ويختبره ويسأله.
هذا لا بأس أن يخبر الطالب عما فعل؛ لأنه هو تحت مسؤولية الآن في مسألة التحفيظ الحفظ والقراءة، إلخ..
ولكن مجموعات التواصي في الواتسآب والتليجرام مثلاً مجموعات التواصي ما يصير يخبر فيها الواحد مدير المجموعة عما فعله؛ لأن إخباره يدخل في إفشاء العبادة، بمعنى لو واحد سوى مجموعة واتسآب وضع فيها خمسين سبعين عشرة، وقال: يا جماعة نتواصى مثلا بقراءة وجهين يومياً، حفظ وجه يومياً، نتواصى، خطأ شرعا أن يأتي مدير المجموعة يقول: الذي حفظ يضع صح، الذي حفظ يضع إشارة، الذي قرأ يضع كذا، هذه عبادة، لازم نفرق بين مجموعات التعليم ومجموعات التعبد، التواصي تعبدياً، ما يصير أنك تخبر ولا له حق أنه يقول الذي قرأ يضع صح.
في عمل القروبات يعني لابد أحكام القروبات يمكن تطلع رسالة ماجستير: أحكام القروبات، من كثر ما فيه الآن.
هناك آثار اجتماعية إيجابية، وآثار اجتماعية سلبية.
والشاهد: أن هذه التقنيات لا بد أن تعطى حقها من الدراسة والفتاوى، يعني الآن في عالم النوازل الفقهية تلهث وأنت تتابع هذه المستجدات وأحكامها، يعني شيء هائل، نحن الآن في آخر الزمان.
ويعزى قلة الإقبال على المحاضرات في المساجد عند بعض الباحثين إلى مسألة الشبكات أنه الواحد ليش يروح بنزين والسيارة ويطلع هذا وعنده ضغطة زر تجيب له الدورة، ويسمعها من أولها لآخرها، حتى لو فاته في المسجد ما يقدر يقول للشيخ: أعد، لكن في الجهاز يقدر يقول له: اعد.
لكن سيبقى المسجد له بركته، سيبقى حديث: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم [رواه مسلم: 2699] غير محقق عبر الشبكة، لكل نصيب وأجر لا بأس، له نصيب، لكن تحقيق الحديث لا يمكن يتم بالأجهزة.
الكتابة أمانة ومسؤولية
والكتابة أمانة ومسؤولية، وناس كثيرون الآن يكتبون ويضعون في الشبكات: مثل المؤمن مثل النحلة لا تأكل إلا طيباً ولا تضع إلا طيباً [رواه الطبراني في الكبير: 459].
مهم جداً قضية المصداقة في الأخبار، الدقة والأمانة في مسألة الإشاعات: إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا [الحجرات: 6] فيه ثوابت شرعية لازم تكون موجودة إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا .
كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع [رواه مسلم: 5].
بعض الشباب رايحين في أخبار الفضايح، صور وأشياء تتعلق بالشهوات، فتن الشهوات كثيرة جداً، ولذلك صارت المسألة تحتاج إلى ضبط شرعي؛ لأنه فيه انفلات.
الانفلات والإدمان على النت
مما تجب معالجته عبر الشبكات: موضوع الانفلات.
كان الناس يسألون رسول الله ﷺ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني.
الآن ضياع الأوقات، الهوس، ظاهرة الإدمان، مرض اضطرابات النوم، بل أنا عندي الآن أن مرض التوحد هذا عند الأطفال من أسبابه الكبيرة: التقنية هذه، والعكوف عليها، الولد معه الآيباد مثل شيء لا يفارقه، وين ما راح، بل أصلاً لو تقول الآن للولد: نبغى نروح نأخذكم مشوار على المكان الفلاني؟ ألعاب نمشيكم تمشية، فيه واي فاي؟ أول سؤال، وبعدين يقرر نروح وإلا ما نروح.
وصلاة التراويح في خطر، الصلوات في المساجد في خطر، دخول التقنيات المساجد هذه أدت طبعاً إلى مشاكل، الحياة الزوجية في خطر، فيه طلاقات كثيرة، أشياء مصائب طبعاً سنسمعها، القضاة يعرفون أخباراً وقصصاً، انشغال الزوج عن الزوجة، والزوجة عن الزوج، الموظف عن العمل، الإنتاجية في العمل، الطلاب والدراسة، تدهور المستوى الدراسي كله بقضية السلوك الإدماني.
أربعمائة مليون شخص يعانون من الإدمان عبر مواقع التواصل، حسب إحصائية الديلي ميل.
ومسألة اضطرابات النوم وتأثر العلاقات الاجتماعية، وتأثر التحصيل الدراسي، وتأثر الإنتاجية، هذه صارت من أكبر كوارث التقنية هنا.
إهدار الأوقات في التوافه، ما هي الروابط التي تفتح؟
يا أخي: حاسبوا أنفسكم، أوقات، أنت أي شيء يطلع أمام الواحد، أطول شارب في العالم، أكبر كوب كابتشينو في العالم، أطول طبق حمص في العالم، أعلى صوت ضحكة في العالم، أي واحد يعطي رابطاً نفتحه: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ [رواه البخاري: 6412].
التجسس وانتهاك الخصوصية عبر التقنية الحديثة
أما قضية التجسس والتلصص وانتهاك الخصوصيات وقضية الصور ونشر الصور والمقاطع وخراب البيوت وراءها، والتلاعب بالصور بالبرمجيات الموجودة، ونشر هذا التلاعب والتجسس الإلكتروني، واختراق البريد والهكرز، وكسر كلمات السر والعبث بالبيانات، يعني أشياء واضح فيها مخالفات الشريعة بشكل واضح للغاية.
وصار الآن السؤال: كيف نسوي أماناً، كيف كلمة السر تكون قوية؟
من سلبيات وسائل التقنية أيضاً ضعف الموثوقية بالمعلومات وصارت الناس ترسل بناء على أنه: جاءني، قرأته وأنا متأكد قرأته في الإنترنت، أيش قرأت في الإنترنت؟ ما هي قيمتها في البحث العلمي؟
وفيه مشكلة طبعاً عند العامة يضع في البحث الشرعي شيئاً تأتي له مواقع الرافضة، ويفتح يفكر يأخذ معلومات، وهذا الفرق بين: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ [الأنبياء: 7]، وفاسألوا جوجل.
الرقابة الشرعية على التقنية الحديثة
وقضية الرقابة الشرعية صار شيء نحتاجه جداً، فيه أيضاً شيء مهم يا إخوان، وهو ضبط الصدر وسهولة فقد المعلومات، لما نقول الكتاب والشبكة، ما تغني الشبكة عن الكتاب تماماً نهائياً.
من زمان لما ضاعت أحمالاً كان يحملها غلام فلان الحافظ فقال: ما عليك أنا حافظها في صدري، وذاك جاء خلاص يتوقع إعدام!
نحن الآن إذا اعتمدنا على تحميل كل شيء في الشبكات ذهاب المعلومات الفيروسات الأعطال الفنية هذا وارد جداً، ولذلك تجد الواحد يتعب ويسوي بحث ويتعب ويقول: راحت ما أدري وين راحت.
ولذلك الاحتفاظ بنسخ خارجة عن الأجهزة، ورأس الأمر كله الحفظ، حفظ الصدر لا يستغنى عنه، وقضية التوثيق العلمي والتدقيق، قضية التأصيل العلمي الشرعي، وليس أخذ الكلام من محركات البحث والتعامل حتى مع الأضرار الصحية.
العناية بتحقيق النصوص بواسط التقنية الحديثة
قضية تحقيق النصوص، أحياناً يطلع واحد معلومة من الشبكة لكن الكلام المنقول المكتوب فيه تحريف، نحن الآن مسرورون على شغلة وصول المعلومة بسهولة لكن فيه خسائر لوصول المعلومة بسهولة، يعبر عنها كلام الشيخ الألباني التالي: أصيب الشيخ ببصره مرة ونصحه الطبيب بترك القراءة حتى يستغل الوقت كلف بعض طلابه بنسخ مخطوطة: "ذم الملاهي"، لابن أبي الدنيا، فأخبر الطالب الشيخ أن بها ورقة ناقصة، فقال الشيخ: كانت الرسالة محفوظة في مجلد تحت عنوان: مجاميع، فقلت في نفسي: لعل الورقة الضائعة قد خاطها المجلد سهواً في مجلد آخر، فتصفحتها كلها وعددها 152 مجلداً فلم أجد الورقة، فبحثت في بقية المخطوطات وأتيت عليها كلها، وهي نحو عشرة آلاف مخطوطة ولم أصل للورقة، ولكني لم أيأس بعد، فهناك ما يعرف بالدست وهي مكدسات من الأوراق والكراريس المتنوعة التي لا يعرف أصلها، فأخذت في البحث بها بدقة عالية.
صحيح هو بحث الشيخ للأصول إلى ورقة ضائعة، لكن في البحث كم استفاد من فوائد مر عليها؟ أشياء كان يبحث عنها من أول الآن عثر عليها، قال: فتجمع عندي أربعون مجلداً كانت هي عمدة أبحاثي وتحقيقاتي - مشروع ضخم جداً- بسبب بحث عن ورقة ضائعة.
قضية لما كان العلماء يدور ويقلب ويدور يدور حتى يجد معلومة، هذا يدور يدور هذه فيها فوائد كثيرة، ممكن الآن جوجل أذهب هذا نوعاً ما؛ لأن البحث أيضاً قد يجر إلى أشياء وفوائد أخرى، تجرئة المتعالمين هذه من ضرائب التقنية الحديثة، ولذلك تجد الآن من يفتي ويتكلم، وممكن يصير في مجموعة وبعدين علمية أو مجموعة ما، بعدين، يقولون: نبغى نلتقي المجموعة على سطح الحرم في يوم كذا، فعند اجتماعهم يتفاجأون بواحد عمره خمسة وخمسون سنة، أبا فلان أنت طالب متوسط؟ لا إله إلا الله، كان يكتب وضع اسم مستخدم يوزر نيم شغال، وهو مفكره واحد كبير.
ولذلك أحياناً الواحد يرتفع ضغطه في مناقشة علمية على الشبكة، ويطلع الذي يناقش في الأخير واحد طالب متوسط، جاهل من الجهلة.
الكتاب الورقي والإلكتروني: الإيجابيات والسلبيات
قتل الكتاب الورقي كما قلنا، أشياء كثيرة.
لكن طبعاً فيه مزايا في قضية قلة التكلفة، سهولة الحمل والنقل في السفر وغيره، سهولة الوصول، سهولة البحث والنقل والنسخ.
القضاء على مشاكل الإعارة.
الإعارة عند السابقين كان لها مشكلات كبيرة الآن طبعاً انحلت نوعاً ما بقضية الكتاب الإلكتروني.
ويبقى -كما قلنا-: العلاقة الحميمية بين الإنسان والكتاب الورقي لا يقوم مقامها الكتاب الإلكتروني.
العلاقة الحميمية حب الكتب.
الكتاب الورقي ما في انقطعت الكهرباء انقطعت الشبكة، وقد يكون أكثر راحة للعين، في بعض الأحيان.
والآن صار فيه نوع من الخدمة، ممكن الكتاب الإلكتروني يخدم الكتاب الورقي، والعكس..
آداب التعامل مع التقنية الحديثة
وطالب العلم لا بد أن يحاول تجنب السلبيات في قضية وعظ النفس، واعظ الله في قلب كل مسلم.
واستشعار مراقبة الله من أسماء الله: الرقيب: إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1].
شكر النعمة، وأنه ترى إذا ما شكرناها ستنقلب إلى نقمة.
وقضية المحافظة على الوقت والتركيز، ووضع الهدف، والانشغال بما يفيد، والتواصل مع أهل الخبرة في التقنية، ودعاء الله بالثبات.