المزيد على الإنترنت مكاسب ومصائب

أعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أيها الإخوة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فحديثنا في هذه الليلة عن هذا الموضوع العالمي الكبير والخطير وهو: شبكة نسيج العنكبوت.
إنترنت اختصار لكلمة "إنترناشيونال نت وورك إنترنت" وهي من أعظم اختراعات القرن العشرين.
وظهرت هذه الشبكة في هذا العصر كوسيلة عظيمة للاتصال، وقد عظُم شأنها حتى قال مدير موقع مايكروسوفت: الإنترنت أعظم اختراع في القرن العشرين بعد الكهرباء.

وأما عن نشأتها وتطورها ففي بداية أيلول سبتمبر 1969 تمكن جهازا حاسب آلي في كاليفورنيا بينهما بضعة أمتار من تبادل المعلومات عن طريق الهاتف، ليدشن ذلك ولادة هذه الشبكة التي نشأت كفكرة عسكرية في مختبرات وزارة الدفاع الأمريكية، وجزء من برنامج حرب النجوم.
ثم سمح لمراكز الأبحاث بالدخول إلى الشبكة في الجامعات والشركات في أول التسعينات ثم الأفراد، وقد تطورت هذه الشبكة بسرعة هائلة أن يقفز عدد الأجهزة المرتبطة بالشبكة الآن إلى نحو 30 مليون جهاز وأكثر من ثلاثمائة مليون مستخدم.

وأما بالنسبة للتكوين الأساسي لهذه الشبكة فإنها تتكون من أربعة أقسام أساسية كما ترون في هذا الشكل التوضيحي، هي نطاق الدخول الرئيسية أكسس بوينت، والأسلاك الواصلة بينها، باك بوند والأسلاك الواصلة بين القارات، تحت الماء وعبر البحار، أندر سيكيبلس وأجهزة الكمبيوتر المتصلة بنقاط الوصول الرئيسية.
وتمثل نقاط الدخول الرئيسية في العرف الحالي بشيء يشبه مقدم خدمة الإنترنت آي إس بي ولكنه عادة ما يكون عبارة عن عدد من الأجهزة العالية الأداء والسرعة.
وفي حالة التوصيلة الموجودة في هذه البلاد يمكن اعتبارها الأجهزة الموجودة في مدينة الملك عبد العزيز مثلاً.
أما الأسلاك الواصلة بينها فهي تربط كل نقطة دخول رئيسية بأكثر من نقطة دخول رئيسية أخرى للمحافظة على بقاء الاتصال في حالة تعطل إحدى الوصلات، وهذه الوصلات عالية السرعة والجودة لنقل البيانات.
وأما الأسلاك الواصلة بين القارات التي ترونها في هذه الخريطة فهي هذه الأسلاك التي تقوم بإيصال القارات المنفصلة بعضها ببعض، وهي أسلاك تمتد تحت المياه لمسافات كبيرة، وتقوم سفن متخصصة بصيانة هذه الوصلات دائماً، بالإضافة إلى مراقبتها فضائياً.
ويوجد عدة وصلات تصل بين الأمريكيتين وآسيا عبر عدة نقاط دخول رئيسية.
وأما أجهزة الكمبيوتر المتصلة بنقاط الوصول الرئيسية فهي أجهزة يستخدمها المستخدم للدخول إلى الشبكة وتشمل كمبيوترات مقدمي الخدمة، وكمبيوترات الناس الذين لديهم اشترك بالشبكة عبر أحد مقدمي الخدمة، والتي تكون متصلة ببعضها بشكل تسلسلي.
ولا بد من العلم بأن بعض أجزاء الشبكة العالمية متصل بالشبكة الرئيسة عن طريق الأقمار الصناعية التي تستقبل وتبث إلى محطات أرضية ترتبط بدورها ببعضها عبر أسلاك من الألياف الضوئية أو المعدنية عالية السرعة.
ويتصل الكمبيوتر الشخصي مثلاً كما هو مبين في أعلى يسار الصورة عن طريق مودم بإحدى الشبكات المحلية التي تسمى لانس والتي تتصل بموزع "راوتر" يقوم بربطها بشبكة من الشبكات المحلية الأكبر التي تتصل بدورها أيضاً بإحدى أجهزة الحاسب الآلي الضخمة "سوبر كمبيوتر" المتصل بالعمود لفقري للشبكة العالمية "وان" عن طريق إحدى التوصيلات الرئيسية مباشرة عن طريق الأسلاك البحرية أو الأرضية أو الأقمار الصناعية.
وربما لم يكن يدور بخلد البشر من قبل أن يتصلوا ببعضهم بمثل هذه الطريقة فكانت هذه الشبكة مثالاً حياً لقول الله تعالى: وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ [سورة النحل:8].
وخلق الله ما لم يكن البشر يعلمون من قبل، فهذه الشبكة إذن مما علمه الله لهذه البشرية كما قال الله تعالى: عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [سورة العلق:5].
فالعليم  علم الإنسان وجعله في الأرض ليعمرها بطاعة الله، وأعطاه إمكانات العقل والحواس وخلق له في الأرض أموراً ليستثمرها، فمن استثمرها في طاعة الله فطوبى له ومن استثمرها في معصية الله فويل له.
إن هذه الشبكة دالة على عظمة الله تعالى وقدرته على الخلق، فهو  خالق كل صانع وصنعته، والدليل على ذلك قول الله تعالى:  وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [سورة الصافات:96].
قال المفسرون: الله خلقكم وخلق الذي تعملونه بأيديكم، فالإنترنت إذن، خلق من خلق الله تعالى.
وعن حذيفة  قال: "قال رسول الله ﷺ: إن الله يصنع كل صانع وصنعته.
رواه البخاري في كتابه "أفعال العباد"^[1].
فأخبر أن الصناعات وأهلها مخلوقة، كما قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره.
ومن عقيدة القضاء والقدر عند أهل السنة والجماعة: أن الله تعالى خلق أفعال العباد، والإنترنت من أفعال العباد.

وأما بالنسبة للارتباط بين شبكة نسيج العنكبوت وأشراط الساعة الصغرى التي نحن قد مضى في زمننا هذا أكثرها، فإن المرء لا ينقضي عجبه إذا قارن واقع الشبكة بالحديث التالي:
قال الأمام أحمد -رحمه الله: حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن، ويكثر الكذب، وتتقارب الأسواق، ويتقارب الزمان.
وفي رواية: ويقترب الزمن، ويكثر الهرج.
قيل: وما الهرج؟
قال: القتل^[2].
وقد فسّر الأئمة الأولون تقارب الزمان الوارد في الحديث بأمور كثيرة منها: نقص البركة في الوقت، ومرور الأيام بسرعة.
وما قاله العلماء والشرّاح حق، فإننا نحس بقلة البركة في وقتنا هذا في زماننا، ولكننا وجدنا معنى آخر للحديث في عصرنا كما ذكر علماؤنا.
فقال الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- في تعليقه على فتح الباري: "التقارب المذكور في الحديث يفسر في مواقع في هذا العصر من تقارب ما بين المدن -لاحظ معي- والأقاليم، وقصر المسافة بينها بسبب اختراعات الطائرات والسيارات والإذاعة، وما إلى ذلك.
ونحن بشبكة الإنترنت في قول الشيخ -رحمه الله- وما إلى ذلك.
وأما تقارب الأسواق الوارد في حديث أحمد المتقدم فقد قال الشيخ العالم حمود بن عبد الله التويجري -رحمه الله- في كتاب: إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة: "وأما تقارب الأسواق فالظاهر والله أعلم أن ذلك إشارة إلى ما وقع في زماننا من تقارب أهل الأرض بسبب المراكب الجوية والأرضية والآلات الكهربائية التي تنقل الأصوات كالإذاعات والتليفونات الكهربائية التي صارت أسواق الأرض متقاربة بسببها، فلا يكون تغيير في الأسعار في قطر من الأقطار إلا ويعلم به التجار أو غالبهم في جميع أرجاء الأرض، فيزيدون في السعر إن زاد، وينقصون إن نقص ويذهب التاجر في السيارات إلى أسواق المدائن التي تبعد عنه مسيرة شهر فأكثر، فيقضي حاجته منها ويرجع في يوم أو بعض يوم"^[3].
فقد تقاربت الأسواق من ثلاثة أوجه: سرعة العلم بما فيها، وسرعة السير، ومقاربة بعضها بعضاً في الأسعار.
ومن عرف ما توفره شبكة الإنترنت من تقرير الأسواق من بعضها في هذا الزمان لا يجد مثالاً أكبر لانطباق الحديث على الواقع من هذه الشبكة.
تقارب الأسواق قد حصل في شبكة الإنترنت أكثر من أي زمان ومكان آخر، وسيأتي الحديث عن هذا لاحقاً.
وكذلك من الأشياء التي تتعلق بالشبكة في أشراط الساعة: انتشار الزنا كما جاء عن النبي ﷺ كما جاء في أشراط الساعة: ويظهر الزنا وفي رواية الحاكم: وتشيع الفاحشة.
ويوجد الآن في الشبكة ما لا يقل عن أربعمائة ألف موقع إباحي تعرض الفحشاء على أقل تقدير ينضم إليها كل يوم مائة موقع جديد تنشر العهر والفجور في العالم.
وأما بالنسبة لانتشار الربا فقد قال النبي ﷺ: بين يدي الساعة يظهر الربا رواه الطبراني وقال المنذري: رواته رواة الصحيح.
وتجري على شبكة الإنترنت معاملات ربوية كثيرة، ومعظم البنوك العالمية الربوية لها مواقع على هذه الشبكة تزداد وتنتشر، ومن أسباب ذلك أن الإحصاءات والحسابات أفادت بأن كلفة عملية احدة من العمليات البنكية لعميل وجهاً لوجه 7,1 دولار، بينما يكلف إجراء ذلك عن طريق الشبكة 1, دولار.
وإذا كان الربا هو الذي أُسست عليه هذه المصارف، فإن إشاعته عن طريق الشبكة واضح جداً، كما جعلت عمليات الدفع المتزايدة بواسطة البطاقات الائتمانية الربوية الفيزا والماستر كارد وغيرها...
وأما بالنسبة لانتشار الكذب، فقد قال النبي ﷺ في أشراط الساعة: ويكثر الكذب.
فيمكن استغلال هذه الشبكة لنشر الكذب ولا شك في ذلك.
وبناءً عليه: فالوعد الحق قد اقترب، وهذه أشراط الساعة الصغرى قد تحققت كما في قول الله تعالى: فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ [سورة محمد:18].
لقد انتشرت هذه الشبكة بشكل عجيب، وكما ترون في هذه الإحصائية فإن الإعداد تبين بأنه في عام 1995 كان المشتركون في الشبكة 26 مليون، وفي عام 96 في أوائله 30 مليون، وفي عام 97... 94 مليون، وفي عام 98... 130 مليون، وفي عام 99... 179 مليون، وفي شهر جون من عام 2000 الذي نحن فيه بلغ الداخلون ثلاثمائة واثنين وثلاثين مليون وسبعمائة وثلاثون ألفاً كما أشارت إلى ذلك الإحصاءات الموجودة في موقع NUA.com.
فيوجد الآن أكثر من ثلاثمائة وثلاثة وثلاثين مليون شخص حسب آخر رقم مرتبطين بأكثر من ثلاثين مليون جهاز.
وعدد المواقع المسجلة يقارب 16 مليون موقع تحوي بليوني صفحة.
وتشير تقديرات إلى أن عدد المستخدمين في نهاية هذا العام الذي نحن فيه سيبلغون 375 مليون من البشر كما ذكر موقع سايبر أطلس دوت كوم.
وهنالك 70 بيتاً جديداً ينضم إلى الإنترنت في الساعة، يجلس المستخدم العادي ما معدله ساعة على الإنترنت يومياً في رؤية 37 صفحة تقريباً، يقضي على الصفحة الواحدة خمسين ثانية بالمعدل الموزون.
وبالنسبة للعالم العربي فإن عدد مستخدمي الإنترنت إلى آخر إحصائية قارب على المليونين، بينما يوجد في هذا البلد نحو 300 ألف مشترك وهو في طريقه إلى المضاعفة.
وبأمريكا وكندا أكثر من 90 مليون مشترك، ونسبة مستخدمي الإنترنت لم تتجاوز سبعة من ألف من مجموع سكان الوطن العربي كما ذكر موقع نت نت.
وقد أقبل الناس على هذه الشبيكة كثيراً، فيقول 77% من مستخدمي الإنترنت في أمريكا إن هذه الشبكة قد أفادت في حياتهم، و44% من مستخدمي الشبكة يقولون إنهم لا يستطيعون العيش بدونها، بينما يقول 87% من مستخدمي الشبكة إنهم يستعملونها في الاتصال بأقاربهم وأصدقائهم.
إذن، يمكن أن تستخدم هذه الشبكة في صلة الرحم.
من الوظائف الأساسية الموجودة على هذه الشبكة هي: استعراض المواقع المعروفة بـالـ WWW، ونقل الملفات وهو نظام FTC، والبريد الإلكتروني "الإيميل" ومجموعات الأخبار "نيوز بروكس"، والتخاطب "تشاتينغ".
وكذلك تنقل الإنترنت الصوت والصورة والنص والحركة، وتوفر إمكانية الاتصالات عليه السرية بين الأفراد والمواقع، كما تحوي الشبكة أدلة شاملة لأسماء وأرقام الأفراد والهيئات والشركات في أنحاء العالم المعروفة.
ويمكن الوصول إليها عن طريق عدة بروتوكولات، ومنها: LBAB.
ونذكر الآن أمثلة من الخدمات والفوائد التي تقدمها هذه الشبكة، ومن ذلك: معرفة الأحداث الاقتصادية، وتحليلها آنياً، والحصول على استشارات اقتصادية للاستفادة منها في استثمار الأموال، كما ترون في موقع "ريدقينينغ دوت كوم" الذي يقدم آخر المستجدات والمستحدثات التقنية القابلة للاستثمار في العالم، ويعرض لمعلومات ومقابلات مع قادة الصناعات العالمية، وخاصة ما يتعلق بالعالم الرقمي مثل الكمبيوترات والشبكات والإنترنت.
وترون في إحدى هذه الصفحات في هذا الموقع دراسة لشركات عالمية ديل وأرتبيستا التي تعبر من الشركات الرائدة في مجال الكمبيوتر وتبين أرباح كل منها، ونبذة عن السياسة المتبعة في إدارتها.
وفي كذلك دراسة مستقبلية تسرد البضائع العشر المتوقع أن تكون الأكثر مبيعاً في القرن المقبل.
ومن المواقع المشهورة في هذا المجال FOOL.com يقدم إرشادات اقتصادية حول فرص الاستثمار العالمية، ويقوم بعرض معلومات دقيقة، ونادرة، وقيّمة عن البضائع والاستثمارات والمراحل المالية التي مرت بها الشركات ومدى زيادة الاستثمارات فيها.

وكذلك من الفوائد الاقتصادية للشبكة: معرفة أسعار المعادن، والأسهم، والعملات مثلما يقدمه موقع "ستوك ماستر دوت كوم" ومن أمثلة ما يعرضه: أهم المؤشرات الاقتصادية للأسواق العالمية، وقائمة بأسماء العملات كما ترون أيضاً في هذا الجدول، وقائمة بالسلع الأكثر مبيعاً في العالم، مرتبة حسب الشركة المنتجة.
بينما يعرض موقع CNN FM.com أخبار حركة المال والأعمال، وفهارس عن الأسواق، ويمكن للزائر إدارة أعماله وأمواله باستخدام الكثير من المراجع والأدوات المساعدة في إدارة الاستثمارات.
وتظهر هذه الصفحة من الموقع من الموقع الخط البياني الظاهر لتغيرات للمعاملات المالية في سوق نازداك المشهور على مدى اليوم الحالي، وعلى مدى الأربعة والعشرين ساعة، وكذلك على مدى أيام الأسبوع وعلى مدى السنة كاملة.
وأما موقع WSJ.com فيقدم معلومات يتم تحديثها آلياً عن الأسواق والاستثمارات والأعمال في جميع أنحاء العالم، ويتم عرض بعض الفرص الاستثمارية الحالية والعقارات المقدمة للبيع في أي مكان في أمريكا، كما تظهر هذه الخريطة، فتضغط على أي مكان في الخريطة، في خريطة أمريكا مثلاً تريد معرفة العقارات الموجودة فيه، فيبين لك العقارات المعروضة، وما هي الأسعار، ويمكن عمل المشاريع من هذا النوع في بلدان العالم العربي والإسلامي بلم شمل العقارات في موقع، وتكون فرصة الشراء والكسب موجودة في مثل هذه المواقع.
وكذلك فإن موقع "رايس لاين دوت كوم" مثال جيد للغاية على معرفة فرص التخفيض والحصول على أقل الأسعار.
وعلى سبيل المثال فإنك تستطيع أن تشتري تذكرة طيران بتقديم السعر الذي تراه مناسباً للتذكرة، فتضع السعر الذي تراه مناسباً وتكتب التاريخ؛ اليوم والشهر الذي تريد السفر فيه، ثم يبحث لك الموقع عن أقرب سعر للسعر الذي تطلبه على خطوط طيران معينة، فيوافيك بها لتشتري التذكرة بهذا السعر.
وأما بالنسبة للحصول على تقارير بقيم السلع والخدمات المتوفرة على الشبكة فإن موقع "سي نت دوت كوم" يوفر ذلك، ويقيم مواقع خدمات الإنترنت ويحوي على سبيل المثال قائمة مقدمي خدمات احتواء مواقع.
إذا أردت أن تعمل موقعاً أين ستضع المعلومات؟ ستضعها في شركة لديها خوادم تحفظ بها موقعك، ما هي أسعار هذه الشركات؟ هذا الموقع  -سي نت دوت كم- يبين لك هذه المواقع التي تستضيف، مواقع استضافة، شركات استضافة المواقع، وكم الأجرة الشهرية، وما هي الخدمة التي تقدمها كل شركة من هذه الشركات.
وكذلك فإن موقع "ستريت تك دوت كوم" يحتوي على دليل كامل لأجهزة الحاسوب ومتعلقاتها وأسعارها ومواصفاتها القياسية، فإذا أردت أن تشتري جهاز كمبيوتر مثلاً وتريد أن تقارن الأسعار بالمواصفات، فعليك بمثل هذا الموقع "ستريت تك دوت كوم".
وأما شراء السلع أيها الإخوة فإن شراء الأدوات المنزلية والكهربائية، والمفروشات، وأجهزة الحاسب الآلي، والبرامج هي مما توفره هذه الشبكة، وتعطي بعض المواقع للمشتري فرصة تجربة بعض البرامج واختبارها بنسخة ناقصة المميزات أو ذات مفعول محدد كأسبوعين مثلاً ثم يشتري الزبون بالبطاقات الإلكترونية النسخة الكاملة.
وكمثال على شراء الكتب والمواقع التعليمية يعرض موقع "أمازون دوت كوم" وهو أكبر موقع للتجارة الإلكترونية في العالم، وأكبر مكتبة تبيع الكتب والمواقع التعليمية على الإنترنت، ويتميز باحتوائه على أعداد ضخمة جداً من الكتب والمجلات والأقراص الليزرية والمراجع، مع توفير نبذة عن كل كتاب، وعرض محتوى الفهرس الخاص به، وآراء الكتّاب والنقّاد، وعرض أراء بعض الذين قاموا بقراءته مع معلومات مفيدة للزائر، كصورة الغلاف، وسعر الكتاب، ودار النشر، وعدد الصفحات... إلى آخره.
لقد نجح موقع أمازون بالتجارة الإلكترونية بالاستحواذ على عشرة في المائة من مجموع مبيعات الإنترنت في الربع الأخير من السنة الماضية، عام 99، وبلغ حجم مبيعاته في الربع الأخير من العام الماضي 6,6 في العشرة مليار دولار، وكانت أكبر نسبة مبيعات التي بلغت 300 مليون دولار بزيادة 320% عن العام الماضي.
وترى في صفحة أمازون دوت كوم الرئيسية الأقسام الرئيسة للموقع وأنواع السلع التي يقوم ببيعها، تظهر دعاية لأكبر الكتب، أو السلع أهمية ومبيعاً.
ومما يسر أن ترى في إحدى صفحاته عرضاً وافياً لأحد كتب شيخ لإسلام ابن تيمية وهو كتاب الإيمان، وتمت الترجمة إلى اللغة الإنجليزية كما ترون في هذا العرض الذي تقدمه في أمازون دوت كوم في كتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى.
ونأخذ مثالاً لموقع عربي يبيع كتب إسلامية منتقاة وهو متجر "الزاد دوت كوم" يبين في صفحته الرئيسية أنواع السلع المعروضة من الكتب والأشرطة واللباس والحجاب والسواك والزينة والهدايا والتمور والأطعمة وألعاب الأطفال وغير ذلك...
وبعض الهدايا بالإضافة إلى المنشورات والمطويات الدعوية والمجلات الإسلامية مع نبذة عن كل هذه الأشياء، وهذه التصنيفات الموجودة للموقع في قسم الكتب مثلاً القرآن والتفسير والحديث النبوي، مصطلح الحديث، العقيدة، الفقه، وأصول الفقه، الرقائق الأخلاق والآداب، والسيرة واللغة العربية، والسياسة الشرعية، والاقتصاد والإدارة، والطب والفهارس وأشياء أخرى متنوعة...
وأما بالنسبة للمزادات التجارية، فهي من الأفكار الناجحة على الشبكة، وأنجح هذه المواقع حتى الآن موقع "إيبي دوت كوم" وهو أشهر وأكبر موقع للبيع بالمزاد على الإنترنت، يكاد الزائر يجد فيه كل شيء يتخيله مما يباع.
وتحوي الصفحة الرئيسة على ارتباطات بحسب نوع السلعة كما ترون أمامكم، فإذا اخترنا مثلاً إحدى هذه الارتباطات الرئيسية لموقع" إي تي بي دوت كوم: هل ما تبحث عنه في المزاد فيما يتعلق بالعملات، ومواقع لأجل الكمبيوتر، أو بالمجوهرات، أو بالكتب، أو بالرياضة، أو بغير ذلك من أنواع الأشياء.
فإذا أخذنا مثلاً صفحة السيارات فتجد هنا السيارات المعروضة للبيع، وهذا يضع بجانب كل سيارة مثلاً قيمة هذه السيارة والتاريخ والمزاد هل هو مفتوح أو مقفل، فإذا اخترنا مثلاً إحدى السيارات فتظهر صورة هذه السيارة المعروضة للبيع على سبيل المثال، صورها صاحبها ووضعها في الموقع، وجعل السعر الذي يبتدئ به المزاد، وهكذا تباع السلع ويأخذ الموقع نسبته.
إن موقع إي بي دوت كوم يعرض فيه كل من شاء في جميع أنحاء العالم سلعته للمزاد حتى قاربت المعروضات فيه أكثر من أربعة ملايين وثلاثمائة ألف سلعة، يستعرض فيه شهرياً بليون ونصف بليون صفحة، ويستطيع الإنسان ببيته أن يشتري من أسواق العالم المتنوعة التي يبيع بعضها على بعض ببلايين الدولارات.
وقد خاطب رئيس وزراء بريطانيا توني بلير في درار بريطانيا بأنه لا مكان لهم في عالم التجارة إذا لم يدخلوا مجال التجارة الإلكترونية.
لقد بلغ ما أنفق على الدعايات بنهاية عام 1999 في مواقع دوت كوم وحدها أكثر من 3 بليون دولار، والتجارة الإلكترونية الآن تكتسح الشبكة، وتشير التوقعات المدروسة إلى أن مبيعات التجارة الإلكترونية في بريطانيا وحدها في نهاية عام 2001 ستبلغ 64 بليون دولار أمريكي، والمبيعات في أمريكا عن طريق الإنترنت نهاية هذا العام ستكون أكثر من 37 بليون دولار.
والذين اشتروا سيارات جديدة في أمريكا خلال الستة أشهر الماضية من عام 2000 وصلوا إلى ما اشتروه عن طريق الإنترنت كما أشار إلى ذلك موقع سايبر أطلس دوت كوم.
وستقترب المبيعات في عام 2002 على مستوى العالم من تريليون ونصف تريليون دولار.
فها هي التجارة قد فشت بمعنى كلمة "فشت" عن طريق هذه الشبكة، مصداقاً لما جاء عن النبي ﷺ: إن بين يدي الساعة فشو التجارة^[4] الاطلاع على المجلات العلمية والتقنية:
من فوائد هذه الشبكة أيضاً الاطلاع على المجلات العلمية والتقنية، فعلى سبيل المثال يحتوي موقع "زد مي نت دوت كوم" على المئات من المجلات العلمية التقنية والعلمية الخاصة بالكمبيوتر، ويعرض أهم المواقع والمعلومات في هذه المجلات، ويمكن الوصول من خلاله إلى معلومات كثيرة في عالم الكمبيوتر.

أما إذا أردت أن تأخذ دورات تدريبية عن طريق الإنترنت فإن موقع "ليرن تو دوت كوم" فإن هذا الموقع -موقع ليرن تو دوت كوم- يعطيك أيضاً فكرة عن الكورسات التي تريد أن تأخذ فيها دورة، يعرضها لك، مثلاً مايكروسوفت، أوفيس، جرافيكس... إلى آخره، ويندوز، وكذلك برنامج الكاد اللينوكس... ونحو ذلك.
يمكن أن تأخذ دروساً تعليمية عن الإنترنت وعن أي برنامج من هذه البرامج من خلال موقع "ليرن تو دوت كوم" مقابل مبلغ منخفض، ويبين لك المواد الجاهزة في التدريس حالياً.
يمكن استعمال هذه الشبكة كذلك في المكالمات المنخفضة الأسعار، لأن قيمة الاشتراك في خط الهاتف ثابتة، فيمكن الاتصال بأي مكان في العالم عن طريق الشبكة بواسطة البرامج أو مواقع يطلب بعضها بطاقات ذات أثمان مخفضة، وبعضها لا يطلب شيئاً على الإطلاق.
وتقدم مواقع مثل "نت تو فون" و"دايلتاد" و"ميديا رينغ" وموقع "وت تليفون دوت كوم" يمكن الاتصال من خلاله بثلاثين دولة دون مقابل، ما تدفع إلا خط الهاتف الذي تفتحه للشبكة، تتم العملية بتحميل برامج مجانية من هذه المواقع عن طريق الشبكة؛ بحيث تمكن المستخدم من الاتصال لأي كمبيوتر آخر أو هاتف عادي في أي مكان من العالم.

ومن الخدمات المهمة على الشبكة: المكتبات والأبحاث العلمية، ويمكن الوصول إلى فهارس عدد من المكتبات العالمية، والاطلاع على محتوياتها في قاعدة البيانات المفتوحة لرواد الشبكة، ومعرفة مراجع الكتب والدوريات وغيرها.
ومثال على ذلك مكتبة الكونغرس، مكتبة الكونغرس من أكبر المكتبات في العالم، وهذه المكتبة تشتمل على عدد هائل من الكتب تمثل بخمسمائة واثنين وثلاثين ميل من الأرفف التي تحمل الكتب ومواد التخزين، وتحتوي على معلومات كبيرة جدا ًموثقة بأفلام وصور ملفات تاريخية، ويتم تسجيل حقوق النشر والنسخ والإيداع فيها.
ويوجد لدى مكتبة الكونغرس من مراجع بالعربية لعدد من العلماء والدعاة، وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله تعالى، وهذا الموقع يقدم طريقة لكتابة الحروف العربية بالأحرف اللاتينية دقيقة للغاية بالمناسبة.
وأما موقع NSI.EVU فهو خاص بالأبحاث العلمية الطبية الجارية حالياً، بحيث يمكن يتمكن الزائر من متابعة الأبحاث ومعرفة الحالة الآنية لهذه الأبحاث، ويظهر فيه مسرى لعناوين الأبحاث الجارية حالياً، ومثله كذلك موقع SCIAM يضم أبحاثاً علمية من جميع فروع العلم تقريباً.
وعندما نرى هذه المواقع نتذكر قول الله تعالى: وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ۝ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ [سورة الذاريات:20، 21].
فإن هذه المواقع تقدم من الأشياء العلمية والطبية أبحاث كثيرة للغاية.
أيها الإخوة، إننا إذا نظرنا فيما تقدمه هذه الشبكة من الخدمات الكثيرة فإننا نتعجب فعلاً من خلق الله  وكيف أرشد البشر إلى هذه الأشياء.

وكذلك فإن هذه الشبكة تعرض فوائد كثيرة في عالم الفضاء والفلك كما سنعرف بعد قليل بمشيئة الله تعالى.
إن هذه الفوائد الطبية والاقتصادية التي أشرنا إليها بالإضافة إلى معرفة ما في الأسواق تجعل الإنسان فعلاً مطلعاً على الواقع، وكذلك على صلة بآخر المستجدات العلمية، وهذا ما يلزم بعض طلاب الأبحاث العلمية وغيرهم...
وبهذه المناسبة فإن الإنترنت تحوي موسوعات علمية، ما يوجد في موقع "ناشيونال جيوغرافيكس دوت كوم" الذي يضم مجموعات كبيرة جداً من المعلومات البيئية والجغرافية والنباتية والحيوانية موثقة بالصورة والصوت والأفلام، ورحلات الاستكشاف العلم.
والموقع يقوم بعرض ما تقدمه قناة ناشيونال جيوغرافيكس، وأما موقع "ديسكفري دوت كوم" فإنه يشبه الموقع السابق ولكن فيه تركيز على المعلومات الجغرافية والبيئية والجوية والمائية، وكل ما يتعلق بالاكتشافات العلمية.
والنظر في مثل هذه المعلومات الموجودة في موقع ناشيونال جيوغرافيكس دوت كوم، بالنظر في هذه المعلومات الموجودة في الطبيعة، المعلومات الجغرافية الجوية المائية فعلاً يجعل للمتفكر صاحب العقل نصيبا ًمن قوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [سورة البقرة:164].
فإذا كان الله تعالى قد أمرنا أن نسير في الأرض وأن ننظر في آياته  فإننا سنجد أيضاً في هذه المواقع كثيراً من هذه المعلومات الذين ساروا في الأرض ونقلوها إلينا.
ولكن الاعتبار بالقوم الذين يعقلون.

ومن الاستخدامات الكبيرة للشبكة البريد الإلكتروني، وعدد رسائل البريد الإلكتروني وخادمات البريد الإلكتروني في العالم عدد هائل، إن خدمة البريد الإلكتروني توفر الوقت والمال حيث تصل الرسالة بعد ثوانٍ من إرسالها، فسبحان الله كيف تغير الحال...
كانت الرسائل تصل بعد شهور عن طريق الدواب والحمام الزاجل، ثم صارت تصل بعد أيام عن طريق بريد السيارات ثم الطائرات، والآن عبر الشبكة تصل في لحظات.
لقد بلغ عدد صناديق البريد الإلكتروني المسجلة في العالم لنهاية عام 1999 خمسمائة وتسعة وستين مليون عنوان بريدي، في أمريكا فقط يوجد منها 333 مليون.
المتوقع بعد ثلاث سنوات ستكون صناديق البريد الإلكترونية أكثر استخداما ًمن سائر وسائل الاتصال والإعلام مثل الهاتف والتلفاز.
أما عدد الرسائل الإلكترونية التي تم إرسالها فقد وصل في عام 98 إلى 3,4 تريليون رسالة، أي بمعدل 9,4 بليون رسالة في كل يوم في أمريكا وحدها.
ويقوم كل أمريكي حسب آخر الاحصائيات في أرسال أو استقبال 26 رسالة إلكترونية يومياً.
كل ذلك باستخدام تقنية البريد الإلكتروني ناهيك عن التقنيات الأخرى في التخاطب والتحادث ببرامج المحادثة، وبرامج التراسل الفورية.
وكذلك فإن إرسال الفاكسات والاتصال الصوتي والمرئي ممكن، فيمكن عن طريق موقع "إيفاكس" مثلاً استقبال رسائل ناسوخ الفاكِس.
هكذا سمعت شيخنا، الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ينطقها بكسر الكاف لمنع التقاء الساكنين.
إرسال رسائل الناسوخ الفاكس إلى البريد الإلكتروني فيستقبلها الكمبيوتر بدلاً من الفاكس وتتحول إلى البريد الخاص المشترك عن طريق الخدمة، وهذه متوفرة حاليا ًمجاناً في أمريكاً وبريطانيا.
أما مراقبة الأماكن كالبيوت والشركات عن بعد فهذا ممكن، فيمكن مراقبة البيت وسائر المحلات التجارية والمصانع عبر الشبكة بجعل كاميرات متصلة بالشبكة في زوايا معينة من المكان، فيراها صاحب الشأن والعلاقة في أي مكان هو فيه من العالم المتصل بالشبكة.
على سبيل المثال يمكن مشاهدة الأولاد في المدرسة وماذا يفعل الأولاد في الفصل إذا سمح مراقب الشبكة الداخلية في المدرسة لولي الأمر بالدخول فيرى عبر شاشته مشاهد حية للولد في مدرسته.
ويمكن لرجال الأعمال مثلاً أخذ جولة في مصانعهم التي تبعد عنهم آلاف الكيلو مترات، وربما يستطيع الحديث مع بعض الموظفين الموجودين هناك في خطوط الإنتاج بنفس الطريقة.
لقد أصبح البث المصور المباشر من البيت متوفراً عبر الشبكة بسهولة عن طريق برنامج "نت نيتينغ" مثلاً، والذي يمكن للأم أن تقوم بتثبيت كاميرا في غرفة ابنها ومراقبته على شاشتها المحمولة أينما ذهبت، أو عن طريق شاشة جارتها.
وعموماً فإن هذا المجال لا يزال في مراحله الأولى ويحتاج إلى مزيد من التطوير وزيادة سرعة النقل بالأجهزة المحمولة.
وأما الاتصال عبر النقال فيمكن توصيل الهاتف النقال على الحاسوب النقال إذا كانت الخدمة موجودة في شركة الاتصالات المحلية أو عبر الأقمار الصناعية، فيتصل الشخص بالعالم ولو كان في رحلة صحراوية.
إن موقع "قلوب بات دوت كوم" على سبيل المثال يعرض الأجهزة التي يمكن للشخص أن يشتريها في هذا المجال، فيعرض لك الجهاز، صورة الجهاز بلوازمه، جهاز يمكن أن تحمله وتتصل به بأي بقعة من الأرض وأنت متصل بالأقمار الصناعية، ويمكنك من الاتصال بالشبكة طبعاً، وهذه صور للأجهزة وميزات الأجهزة وأسعار الأجهزة، أجهزة محمولة متصلة بالأقمار الصناعية، وهذا البريد مستقبل، أو مرسل عبر القمر الصناعي مع جهاز الهاتف.
وأما بالنسبة للحصول على صور جوية للمكان، أي مكان في العالم فإن هناك مواقع تقدم هذه الخدمة مثل "فيراستلايت دوت كوم" يستطيع الشخص أن يحصل على صورة جوية ذات دقة عالية جداً تظهر تفاصيل بل حتى نوع السيارات في أي بقعة يغطيها القمر الصناعي مقابل مبلغ من المال خلال فترة وجيزة وترسل الصورة الملتقطة إلى البريد، إلى بريدك الإلكتروني الخاص يا من طلبت الصورة.
فائدة... يعرض موقع "سبيس إيميجينغ دوت كوم" وهو من المواقع المحدودة المشهورة بتقديم هذه الخدمة أخذ صورة جوية، أخذ صورة من القمر الصناعي لأي بقعة في العالم، يعرض في إحدى صفحاته للحرمين المكي والنبوي مأخوذة من الجو، مأخوذة من القمر الصناعي.
فإذا رأيت -يا أخي- هذه الصورة لما نظرت إليها كما ترون الآن تملكني عجب كبير، وذلك عندما تقارن هذه الصورة بالحديث التالي، هذه الصورة صورة الحرم النبوي من القمر الصناعي من الجو.
قال الإمام أحمد -رحمه الله: "حدثنا يونس، حدّثنا حمّاد -يعني ابن سلمة- عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن محجم بن الأذرع أن رسول الله ﷺ خطب الناس فقال: يوم الخلاص وما يوم الخلاص، يوم الخلاص وما يوم الخلاص، يوم الخلاص وما يوم الخلاص -ثلاثاً.
فقيل له: وما يوم الخلاص؟
قال: يجيء الدجال فيصعد أحداً، فينظر المدينة فيقول لأصحابه: أترون هذا القصر الأبيض، هذا مسجد أحمد.
ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب منها ملكاً مصلتاً -أي سيفه - فيتراجع، فيأتي، قال -عليه الصلاة والسلام: سبخة الجرف والسبخة الأرض التي تعلوها الملحة والجرف موضع شمال غرب المدينة وهو اليوم حي من أحيائها- فيضرب رواقه ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة، ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه، فذلك يوم الخلاص))^[5].
بعد ازدياد المصلين وقاصدي مسجد النبي ﷺ والتوسعة العظيمة للمسجد النبوي وتشييده ووجود الساحات الكبيرة من حوله، وإزالة المباني والنخيل عبر العمران الممتد صار يمكن للواقف الآن على جبل أحد من المكان الذي سيصعده الدجال أن يرى المسجد النبوي على هيئة القصر الأبيض حقيقة كما ترونه الآن أمامكم في هذه الصورة الملونة الملتقطة من القمر الصناعي.
على أي شيء يدل هذا أيها الإخوة؟ إنه يدل على قرب قيام الساعة وأن أشراطها الكبرى ومنها الدجال على وشك الوقوع، وقد تحققت مقدمات وأحداث تؤدي إلى ذلك والمطلوب منا أن نرجع إلى الله ونتدبر قوله تعالى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ [سورة القمر:1].
وقول الله : وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [سورة النحل:77].
وقال تعالى: إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى [سورة طه:15].
وقال : وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ [سورة الحج:7] .
فكل مؤمن يعلم بأن الساعة قد اقتربت يجب أن يكون مشفقاً منها كما قال الله في كتابه يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ [سورة الشورى:18].
يجب علينا أن نكون من القوم الذين وصفهم الله بقول: الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ [سورة الأنبياء:49].
إن تلك اللقطة مع الحديث النبوي السابق تذكرنا فعلاً بقوله تعالى: فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ [سورة محمد:18].

ومن فوائد هذه الشبكة أيضاً سماع موجات الإذاعات عن طريقها، وقد قامت بعض المواقع الإسلامية بوضع أيقونة تمكن الزائر من الاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم، وذلك لما قامت مدينة الملك عبد العزيز -مشكورة- بربط إذاعة القرآن الكريم بهذه الشبكة.

ومن فوائد الشبكة كذلك الحصول على الاستشارات الطبية، مع إمكانية مناقشة حالات مرضية بإدخال صورها بالماسحة الضوئية مع وصف الحالة، فيراها ويناقشها الأطباء من أماكن مختلفة في العالم، وموقع مثل "مايو دوت أي بي آي دوت كوم" يقوم بتقديم استشارات طبية على الشبكة مباشرة وهو تحت إشراف أطباء وأخصائيين من مركز مايوم الطبي المشهور في أمريكا.
وموقع "فايس دوت كوم" يقدم الاستشارات الطبية والأساليب الطبية الحديثة من أجل معالجة السمنة والقيام ببرنامج الغذاء الصحي، وكذلك الإرشادات اللازمة لتخفيف الوزن.
ومن المواقع العربية الطيبة في هذا المجال موقع "تداوي دوت كوم" الذي ترون صورته وهو من مراجع الخدمات الطبية، والثقافة الصحية، ومن الأدلة الطبية للأطباء في العالم العربي.
وبهذه المناسبة يعرض في هذا الشهر التسمم الغذائي في الصيف أسباب ووقاية والعلاج.
ويذكر كذلك عدداً من المواضيع الجيدة فيه، والطرح العام لمشاكل يدور فيها نقاشات وحوارات فيما يسمى بـ"نيوز بروك".
هذه من الفوائد الكبيرة للشبكة، فإنها تتيح قنوات البحث في جميع الرسائل والردود، فإن فيها قنوات يتاح فيها البحث في جميع الرسائل والردود التي تم إرسالها إلى قنوات الحوار سابقاً، بالإضافة إلى الطرح العام للمشكلات المختلفة من أجل النقاش.
ويشترك المتطوعون في الإجابة، ويمكن أن يحصل المرء على معلومات مفيدة للغاية، وحلول للمشكلات في حقول مختلفة طبية، وحاسوبية، وهندية، واستشارات مجانية من أصحاب الخبرة، وأحياناً خلال فترة قصيرة جداً.
وأشهر موقع في هذا المجال على الإطلاق "ديجا دوت كوم" أو "ديجا نيوز دوت كوم".
يتم عرض الحلول بشكل شجرة كما ترون الآن، تُذكر المشكلة المعينة وهذا رد شخص عليها، وهذا رد الشخص الثاني، وهذا الثالث، والرابع، والخامس يرد على الرابع، والعاشر يرد على الثالث، وهكذا في حوارات علمية كثير منها هادفة، ويمكن أن يحصل الإنسان على حل لمشكلة عويصة.
قمنا بتجربة حقيقية عندما أرسلنا سؤالاً مستعجلاً حول مشكلة واجهتنا في إحدى الأجهزة فوصلت الردود خلال ساعة واحدة فقط من عدة متبرعين، وهذا يمثل نشاطاً كبيراً في نطاق قنوات الحوار.
وهذا ولا شك يجعلنا نرى بأن هناك حوارات مفيدة لا بد أن يتجه إليها من يريد الاستفادة من الشبكة بدلاً من مواقع التخاطب السيئة التي يغشاها بعض الناس الذين لا يخافون الله .
إن قنوات الحوار ومجموعات الأخبار تختلف عن مواقع الحوار والتخاطب "Chatting" حيث أن الحوار والتخاطب يتم بدون صيغة تنظيمية للمواضيع المطروحة.
أما قنوات الحوار ومجموعات الأخبار فقد تم إنشاء خوادم مستقلة لكل نوع من أنواع المعرفة، أو النشاطات البشرية التي يمكن أن يتخيلها الإنسان.
ويمكن كذلك في الشبكة العثور على معلومات تقنية وفنية عن الإنترنت وبقية تطبيقات الكمبيوتر، مثلاً الفلاش، الجافا... إلى آخره.
ومن نماذج هذا الموقع "وات از دوت كوم" هذا موقع مهم جداً، موقع مرجعي ممتاز، يمكن مرتاديه من البحث في معنى أي مصطلح علمي، قديم أو حديث، أو اسم أحد المنتجات الجديدة، أو الأساليب المستحدثة في عالم الكمبيوتر، ويتم عرض معلومات كافية وتاريخية عنها.
وكذلك يستفيد مستعرض مواقع التقنيات الحديثة على الشبكة من رؤية التصاميم الفنية المعمولة ببرامج التصاميم المتقدمة من تقنية الفلاش الحديثة، التي توفر الدقة العالية، والأموال الكاملة، وسرعة التحميل.
وعلى سبيل المثال فإن هذا الموقع يقدم نموذجاً للقدرة التقنية للفلاش في تكوين الأزرار والارتباطات في الموقع.
فانظر إلى هذه التقنية الموجودة في هذا الموقع المعمول ببرنامج الفلاش، وبالمناسبة فإن الألمان من أكثر الناس تقدماً في هذا المجال، وقد حازت عدد من مواقعهم على المراكز الأولى في التصميم على الفلاش على مستوى العالم.
فالآن هذا موقع يفتح بهذه الطريقة، وكل زر من هذه الأزرار يؤدي إلى معلومات، لو ضغط الإنسان على زر إظهار ستتغير الصورة، وتتجه إلى عرض محتوى الموجود في هذا الزر.
ومن النماذج العربية التي تظهر إمكانيات الفلاش أيضاً في عرض اللمعان، هناك يوجد بعض المواقع التي تم تصميمها في هذا المجال مع قلتها.
وهناك سلبية في مثل هذا؛ وهي الوقت الذي يأخذه موقع الفلاش في التحميل.
خدمة الترجمة بين اللغات:
ومن الامور أو الخدمات التي تقدمها الشبكة أيضاً: خدمة الترجمة بين اللغات، فيقوم برنامج "بيبي لون" بترجمة أي كلمة تظهر على شاشة الكمبيوتر تقريباً، بين إحدى عشر لغة، وعندما يعثر على كلمة غير معلومة لديه يقوم بالاتصال بالإنترنت والدخول إلى مواقع مخصصة، ويتم تحصيل المعنى لهذه الكلمة.
ويقول الله  في هذا الشأن في مسألة اللغات:  وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ [سورة الروم:22].
وبالنسبة للغة العربية يقوم موقع المترجم "ترجمان دوت كوم" بترجمة المحتويات النصية للغة العربية، ولكنه لا زال يحتاج إلى المزيد من التطوير.

إن الشبكة تقدم أيضاً تحميلاً فورياً للتحديثات في الأندي فايروس، وأنظمة الويندوز، وغير ذلك.
وحيث أن الفيروسات من أسرع البرامج تطوراً في العالم فإن هذه البرامج تحتاج إلى تطوير مستمر وتحديث على جهاز المستخدم.
ويمكن عن طريق الشبكة التعاون بين مجموعات كبيرة من الأفراد، والباحثين، والخبراء، والهواة، من أجل إنجاز مشروع كبير، وإدارته بأرخص التكاليف، ومن أكبر الأمثلة التي حصلت على ذلك: إنشاء برنامج نظام منافس للنظام الويندوز، وهو ما يسمى بـ "اللينوكس" وقد قام بإنجازه خمسة آلاف شخص، يضمون طائفة من أقوى مبرمجي الكمبيوتر في العالم.
وهذا النظام -نظام لينوكس- مرشح لأن يخلق نظام الويندوز ويتفوق عليه.
قام بإنشائه مجموعة من الأشخاص في العالم، دخلوا إلى موقع معين طوروا هذا البرنامج وأضاف كل شخص إضافة بطريقة منسقة.

يمكن كذلك عن طريق هذه الشبكة معرفة الأخبار في العالم، حيث تقوم كثير من المحطات العالمية ببث أخبارها عبر مواقعها على الشبكة بشكل نصوص وصور وصوات وأفلام، ويمكن الحصول من خلالها في أي لحظة على الأخبار الحالية، ويتم تحديدها آنياً كما تجد في موقع "واشنطن بوست" أو تجد في موقع "سوشيال برس".
السوشيال برس دوت كوم مثلاً، حيث ترى الخبر في دقيقته ولحظته.
ويمكن الحصول على أخبار هامة قد لا تنشرها وسائل الإعلام العالمية الموجهة حسب اتجاهات معينة، ويقوم بعض الهواة بنشر أخبار خفية وخاصة كما فعل بعضها بموقع يبين الأضرار العظيمة...
هذا واحد كافر من عقلاء الكفار، أو ممن عندهم نوع من الإنصاف، عمل موقعاً يبين فيه الإضرار العظيمة على المواليد نتيجة إشعاعات الأجهزة النووية التي استخدمها بعض الكفار في بلاد المسلمين.
ومع أن هذه الأخبار مزعجة، لكن لا بأس أن تتحملوا لتروا شيئاً من تأثير الإشعاعات النووية التي استُخدمت حديثاً على المواليد في هذا الموقع "إكستريم بير ديفورميشنز".
فترى مثلاً صورة الطفل مشوّه الرأس، طفل آخر مضخم الرأس، طفل آخر لا تكاد تميز شيئاً من ملامحه، طفل آخر أذنه أيضاً مشوهة، منطقة البطن، طفل آخر ولد تقريباً محترقاً، طفل آخر فتحة كبيرة في ظهره، طفل آخر أيضاً يعاني من تشوّه كبير، وحتى هذا في الفم والعينين.
هذه كلها من نتائج الإشعاعات النووية، وأيضاً هذا توأم بهذا التشويه في منطقة الفم، وكذلك هذا الآخر في ظهره ومؤخرته، وهذا أيضاً في مقدمته، مقدمة وجهه، هذه كلها من تأثير الإشعاعات النووية.
ولا شك أن هذا نوع من أنواع ظلم البشر للبشر، والطغيان الذي يحدث في الأرض، وهؤلاء الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون كما قال الله تعالى في شأنهم: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [سورة الشورى:42].
وقال تعالى أيضاً في شأن من يفسد هذا الإفساد: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ [سورة البقرة:205].
ما عقولة من فعل شيئاً من هذا؟ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا [سورة المائدة:32].

إن هذه الشبكة أيضاً تقدم خدمة لطلاب الجامعات والمدارس والهيئات التدريسية، وتتابع تطورات العلوم والتخصصات للطلاب، وشراء كتب تخصص وتسجيل المواد والحصص والساعات، والتراسل بين الطلاب، وتسليم الواجبات للمدرسين عن طريق البريد الإلكتروني، وتحديد مواعيد المحاضرات، كل ذلك يتم عبر هذه الشبكة.
وهناك مواقع متعددة، يعرض موقع "بي بي إس دوت كوم" مسائل ومعلومات موثقة باستخدام الصور موجهة إلى المعلمين في المدارس والتلاميذ بأسلوب شيق وتعليم.
وأما موقع "كولومبيا دوت إي في يو" فهو موقع يقدم كافة المعلومات اللازمة لطلاب جامعة كولومبيا في نيويورك، ويشرح هذا الموقع مثلاً الارتباطات، يقدم الارتباطات اللازمة للمعلومات التي يحتاجها الطالب في الجامعة، الإدارية، والعلمية، والعملية، وبرامج الدراسة، والاجتماعات والندوات... إلى آخره.
فيمكن إذاً خدمة الطلاب والباحثين والمدرسين في الجامعات عبر مثل هذه المواقع.

هناك خدمة مهمة تعليمية وهي المعاهد والجامعات للتعليم عن بُعد، فمع تباطؤ القبول في الجامعات وارتفاع أسعار القبول وارتفاع أسعار الدراسة فيها، يتوق بعض الأشخاص لكي يدرسوا في جامعات مثلاً عن طريق الشبكة.
فهذا الموقع وهو موقع "دستنس ليرنينغ دوت آر تي آي دوت إي دي يو" يقدم سبع شهادات جامعية بالتكنولوجيا يكون أخذها عن طريق الدراسة عن بعد، ويشرف عليها معهد روتشستر الأمريكي للتكنولوجيا.
وهذه نموذج للتخصصات التي يقدمها، أو يمكن الدراسة فيها، مثلاً ماجستير في العلوم التكنولوجية، ماجستير مثلاً في إدراة برمجيات، ماجستير في الأنظمة الصحية، ماجستير في علوم مختلفة مثل الإحصاءات وغيرها يمكن الدراسة عن طريق هذا الموقع عبر الشبكة.
ومن الأمثلة الإسلامية على هذا: الجامعة الأمريكية المفتوحة، والجامعة المفتوحة في أمريكا، وهي جامعة ذات مناهج جيدة.
يمكن عمل خدمات الاستعلام، حجوزات في الفنادق والطيران وغيرها عبر هذه الشبكة، فتقدم معظم الشبكات العالمية خدماتها عن طريق الإنترنت، حيث قام كثير من الفنادق بتوفير خدمة الحجز حول العالم، وكذلك شركات الطيران.
أما البحث عن عمل، الاعمال في الشركات، أو الأعمال المنزلية، فإنه يتواجد الآن مواقع كثيرة على الشبكة تحتوي على دلائل لفرص العمل المتواجدة، وكذلك للسيَر الذاتية للباحثين عن العمل، ويوجد منها الآن عدد باللغة العربية كما تجده في موقع "جوب دوت نسيج دوت كوم" وغيرها من مواقع الأعمال العربية.
ومن الأشياء المهمة جداً فرص العمل الخاصة بالنساء عبر الشبكة، والتي لا تشترط خروج المرأة من بيتها، بل تقوم بهذه الأعمال في منزلها مع أولادها، وهذا الشيء من أهم الفوائد التي يمكن أن تجنى من الشبكة، بالنسبة لنا نحن المسلمين، حيث توفر للمجتمع الإسلامي السلام للنساء اللاتي يحتجن إلى العمل دون الخروج من المنزل، وبذلك تستطيع المرأة أن تكسب عيشها وتربي اولادها، وتعتني بزوجها دون الحرج الحاصل من الخروج، وأن تمتثل قول الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [سورة الأحزاب:33].
ومن المواقع التي تعلن عن مثل هذا موقع "هوم بروفك دوت كوم" وهو موقع موجّه نحو تشغيل النساء في بيوتهن، وفي الموقع المذكور قصة عن عمل إحدى النساء التي تحصل على 7 آلاف دولار شهرياً من عملها على الإنترنت فقط وهي في منزلها مع أطفالها.
يمكن مثلاً عن طريق التصاميم، الذي درس التصاميم أن يعمل، يقدم تصاميم عن طريق هذه الشبكة وغير ذلك...
و"هوم ووركرس دوت كوم" موقع آخر يقوم بتجميع فرص العمل في المنزل حسب تصنيف الأعمال ويمكن عن طريقه بدء بالعمل مباشرة، كما يعرض أنواع الأعمال الموجودة كالكتابة والبرمجة.
وهذا يجعل الإنترنت مصدراً لفرض العمل حتى للرجال العاطلين مما يساعد في حل هذه المشكلة، وكذلك يتم عن طريق هذه الشبكة الاطلاع على الدراسات العلمية والفضائية وحالة الطقس، ومن المواقع المشهورة في عالم الفضاء موقع "ناسا دوت كوم" وهذا الموقع فيه صور فلكية رائعة وحديثة ومعلومات جديدة وصور في الفضاء الخارجي مأخوذة بالتليسكوبات المتقدمة كما نرى هنا صورة للشمس مأخوذة ومعاملة، هذه صورة حديثة جداً للشمس، تسبح الله  وأنت ترى مثل هذه المناظر، وهذه الصورة معالجة حتى ظهرت بهذا الشكل، وإلا فالأصل أنه إذا صورة الشمس تكون صورة بيضاء.
وهنا أيضاً صورة أخرى للتجمعات الدخانية عالية الكثافة، ولاحظ أن التجمُّع الدخاني هنا قد منع الضوء من المرور خلاله، وكذلك صورة لإحدى التجمعات السديمية المرحلية لتكوين أحد النجوم العملاقة.
وكذلك نرى هنا أيضاً ناتج انفجار أحد النجوم العملاقة، وبداية تكون نجم جديد.
ونرى صورة هنا لأحد أكثر المشاهد في الكون؛ حيث يظهر عدد هائل من النجوم في حالاتها التطورية، كلها من بداية تجمع الغاز إلى نهايته، كيف تتطور وتتشكل النجوم من الغازات.
وكذلك مراحل تكون الكوكب، كيف يتكون الكوكب كما يتبين في هذه الصورة، وهذه من أعقد الدراسات الحديثة، والمراحل الأولى من تكوّن بعض النجوم في سديم النسر تقدمه هذه الصورة، الشكل كهيئة النسر فسميت بسديم النسر، تبين تجمعات الغبار الهيدروجيني في الفراغ على شكل أشياء مركزة في مواقع وصورة مأخوذة بتقنية أشعة جاما لإزالة الألوان الناتجة عن الطاقة العالية، والتي في مثالنا هذا تجاوزت أربعين مليون مرة للضوء المرئي.
وتجد هنا كذلك صورة سالبة لأحد النجوم الزاحفة التي هي في نظر كثير من الباحثين ما هي إلا تجمعات لعدد هائل جداً من النجوم، أو عبارة عن ثقب أسود.
وكذلك هنا صورة لمراكز تجمع تم رصدها أيضاً، وصورة أحد السدم الكونية المميزة تراها في هذه الصورة.
وتجمعات الدخانية في مراحل تكونها، وصورة سديم روستا الذي يبعد عنا 3 آلاف سنة ضوئية.
وهذه صورة تحتوي على عدد هائل من المجرات الكونية.
إن هذا كله -أيها الإخوة- قد جاء من هذه العدسات والأقمار الصناعية التي أطلقها البشر، وبعض المواقع تبث أولاً بأول مثلما يبث كاليليو من كوكب المشتري الذي بدأت رحلته عام 95.
لا شك أن هذا يذكرنا بما في قوله : وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ [سورة الذاريات:47].
ويذكرنا كذلك بقوله تعالى: فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ۝ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ [سورة الواقعة:75، 76].
ومواقع النجوم كما قال مجاهد -رحمه الله: أماكنها ومشارقها ومغاربها"^[6].
بعد هذه الجوالة في فوائد الشبكة نخلص أيها الإخوة إلى أن الشبكة تحوي تقريباً العالم كله.
ونظراً لضخامة هذا الاختراع فلا بد أن يكون لهذه الشبكة آثار على حياة الناس، من المتوقع أن تكون لهذه الشبكة آثار ضخمة كما قال الباحثون بأنها ستكون أعظم أثراً على البشرية من اختراع التليفون في الثلاثينات، ومن اختراع التلفزيون في الخمسينات والستينات الميلادية.
فأما من الناحية الاقتصادية فالإنترنت كأحد مظاهر العولمة الضخمة ستؤدي في المنظور البشري إلى بقاء المنتجين الكبار وشركات الشحن واختفاء الوسطاء والمنتجين الضعاف، وفي المرحلة التالية ستنشئ الشركات العملاقة الكبرى مصانع في دول العالم لتوصل المنتج إلى المستهلك مباشرة، وبذلك تتحقق الطبقية المقيتة في انقسام العالم إلى منتجين بثراء فاحش ومستهلكين فقراء.
وهذه السياسة للشركات الدولية الكبرى التي تقوم بالاندماج الآن لتهيمن على اقتصاد العالم مستقبلاً، هذه السياسة للشركات الكبرى هي مخالفة خلاف واضح لحديث النبي ﷺ:  دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض^[7].
هذا الحديث قد جاء في صحيح الإمام مسلم مرتبطاً بأمر آخر وذلك في ما رواه جابر  قال: قال رسول الله ﷺ: لا يبع حاضر لبادٍ، دعوا الناس يزق بعضهم من بعض^[8]، قال النووي -رحمه الله: "والمراد به أعم، والمراد به: يقدم غريب من البادية أو من بلد آخر بمتاع، يأتي واحد من البادية من مزارع بعيدة، يأتي بمتاع تعم الحاجة إليه ليبيعه بسعر يومه؛ لأن الفلاح والبدوي إذا جاء من الصحراء، من مزرعته البعيدة إلى البلد فلن يقيم فيها، سيبيع السلعة ويمضي، فيقول له البلدي -يعني ابن البلد : اتركه عندي لأبيعه على التدريج بأعلى.
لو تركه عنده ليبيعه على التدريج بأعلى ماذا سيحدث؟ الناس الذين كانوا من الممكن ان يستفيدوا من الشراء من ذلك البدوي مثلاً بالسعر المنخفض الذي سيبيع به ويمضي، ثم يبيع بعضهم على بعض حتى ينتقل إلى المستهلك، سيختفي هؤلاء؛ لأن هناك واحد من البلد سيأخذها ويتربص بها أعلى سعر ويبيع بذلك.
إذن، الحكمة من الموضوع: أن يستفيد أكبر عدد من البسطاء، وتزيد مصادر الرزق لأكبر عدد من الناس وتخف الطبقية.
قضية التجارة الإلكترونية بهذه السياسة للشركات العالمية ستؤدي إلى اختفاء البسطاء واختفاء مصادر الوظائف ومصادر الرزق، وهؤلاء كلهم البسطاء والوكلاء سيزولون، وتوصل الشركات الضخمة منتجاتها للمستهلك مباشرة، فأين قوله ﷺ:  دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض؟^[9].
نهى أن يبيع حاضر لبادٍ، لا يبع حاضر لبادً دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض، هناك حكم –إذن- نبوية في هذه التوجيهات والأحكام.

من التأثيرات المتوقعة مثلاً في شأن المصارف بعد مدة من الزمن ممكن تختفي البنوك التي يدخلها الناس يومياً للتعامل، تتحول إلى مقرات فيها أجهزة ضخمة وموظفون يشتغلون لتشغيل ومراقبة هذه الأجهزة فقط، متصلة بالزبائن في بيوتهم ومكاتبهم يجرون بواسطتها سائر العمليات المصرفية من السحب، والإيداع، والبيع، والشراء، والتحويل عن طريق الشبكة فلن تجد حاجة للذهاب إلى البنك عندئذ.
وكذلك فإن الأعمال ستمارس من البيوت بشكل أكبر، فيمكن أن تتقلص أماكن العمل الحكومية ومقار الشركات تنكمش لأنه ليس بالضرورة أن كل الناس ينتقلون إلى العمل، يذهبون للعمل؛ لأن الموظف يمكن أن يعمل عمله من البيت عن طريق هذه الشبكة حسب نظام وخطة معينة، وبالتالي فإن سوق العمل سيتأثر، ستزدهر سوق العمالة البيتية لعل هذا يساعد على الترابط بين أفراد الأسرة، وتتحول كثير من الأعمال المكتبية إلى البيوت، وسيوجد أماكن أو فرص عمل للنساء مستورة دون اختلاط.
فأيضا ًمن الأشياء التي ستحصل كما أشرنا: زيادة أرباح المصانع على حساب البسطاء، فإذا زالت الوكالات والوسطاء سيشتري المستهلك من المصنع مباشرة.
الآن مثلاً شركة ديل حققت أرباحاً كبيرة عن طريق بيع أجهزتها مباشرة من المصنع إلى المستهلك أو إلى المستخدم مباشرة، بدل أن يأخذ واحد مثلاً تاجر جملة كبير، إلى تاجر جملة أقل، إلى تاجر تجزئة، إلى بياع في محلات  -مثلاً - هؤلاء كلهم سيختفون لأن الشركة تبيع إلى الشخص مباشرة، ستكون هناك تغيرات اجتماعية حيث يقول الباحثون إن هناك تغيرات ستطرأ على الحياة الاجتماعية لمستعملي الإنترنت، لكنهم مختلفون.
هل الآثار ستكون على مستخدمي الشبكة أنهم سيصبحون أكثر انعزالاً؟ أو أقل انعزالاً عن المجتمع؟ لأن بعضهم يقولون بأن ظهور الشبكة وعكوف الناس عليها سيجعل هؤلاء أكثر انعزالاً وانطواءً على أنفسهم بفعل العكوف الطويل على الشاشات، بينما يرى البعض الآخر بأن فرصة الترابط مع عدد أكبر من الناس ستزيد...
ونحن نقول: نستعمل المفيد بالحدود التي تقتضيها الحكمة وقاعدتنا: الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده.
وبعد أن عرفنا شيئاً من الفوائد لهذه الشبكة التي هي نعمة من الله على البشرية إذا استعملت فيما يرضي الله، ننتقل الآن للحديث على الجزء الآخر من الموضوع وهو الأضرار...

أما الأضرار أيها الإخوة فحدّث، حدث بالحرج العظيم والسوء الكبير والداهية الكبيرة التي ستكتسح العالم.
إن هناك أخطار شنيعة جداً وكبيرة في هذه الشبكة، وعلى رأس الأخطار -أيها الإخوة- الأخطار على العقيدة، وذلك في نشر الشرك والكفر في العالم، مواقع للتنصير ونشر أديان الملل المنحرفة، مواقع هائلة بتصاميم جميلة وعدد كبير من الروابط والمنشورات للفرق الضالة كالبهائية، والقاديانية، والباطنية، وأنواع الصوفية، وغير ذلك...
هذا مثلاً موقع للإسماعيلية الآغاخانية، الآغاخانية الذين يؤمنون بأن أئمتهم يعرفون من أمر المبدأ والمعاد ما حجبه الله على العباد، ويقولون برفع التكاليف عن أهل الباطل المحض، ويصلون لإمامهم مستور من نسل الطيب بن الآمر.
وهذا موقع آخر لفرقة القاديانية الذين يقولون إن غلام أحمد القادياني نبي، وأن الحج إلى قاديان أفضل من الحج إلى مكة، وأن محمد بن عبد الله ﷺ ليس هو آخر الأنبياء وليس خاتم المرسلين.
والنقشبندية الذين يقولون برؤية الله في الدنيا للولي، وأن الكعبة تطوف بشيخهم، وأن مشايخهم وأمواتهم وسيلة بين الله وخلقه...
تباً لهم إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ [سورة الأعراف:194]  فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [سورة غافر:14].
ويقولون بعشق الله تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً.
هذه الصفحة الرئيسية للموقع، وهذا يرى فيه شيخ الطريقة المعمم الملتحي الذي يمكن أن يخدع هؤلاء السذج والبسطاء.

من الأضرار أيضاً: إثارة الشبهات حول دين الإسلام.
ويعرض موقع "أنسر الإسلام" عدداً من النماذج القبيحة بزعمهم للمرتدين عن الدين الذين دخلوا في النصرانية، يقول لك: دخل من الشرق الأوسط بسّام، وعبد الصليب، وعمر المهدي، ونحو ذلك.
وأشياء ما نعرف صحتها، فيه احتمال كبير أنهم يكذبون، ينشرون شبهات كما تراها مفهرسة في هذا الموقع عن الله والرسول ﷺ وعن القرآن الكريم وتشكيك فيه، ونعرض هنا سورة مزعومة لواحد من السخفاء المجانين، الذي تجرأ أن يؤلّف سورة بزعمه للقرآن، يقول إني قبلت التحدي، يعني الله يقول: (فأتوا بسورة). أنا أتيت بسورة.
طيب هات ماذا عندك؟ قال: صورة الوصايا ألف لام ميم دال... !
انظر الفن الآن إذا أخذ حرف مكان حرف صار أتى سورة مثل سور القرآن.
ألف لام ميم دال، إنا أرسلناك للعالمين مبشراً ونذيراً تقضي بما يخطر بفكرك! وتدبر الأمور تدبيراً، فمن عمل بما رأيت فلنفسه، ومن لم يعمل -يعني بما رأيته هذه قضية آراء أنت على كيفك ألّف -فسوف يلقى على يديك جزاءً مريراً.
ماذا قال الله تعالى في كتابه؟ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا [سورة النساء:105].
هذه الآية التي استدل بها شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين -حفظه الله- لما عرضتُ عليه هذا المشهد، وقال: كيف يقول هذا "فمن عمل بما رأيتَ" والله يقول: لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ
وهذا الكذاب يواصل، يقول في كذبه: تنسخ ما لك أن تنسخ مما أمرناهم به فقد سمحنا لك أن تجري على قراراتنا تغييراً.
فإذن، النسخ هنا شيء متاح، وحسب ما يشتهي النبي -عليه الصلاة والسلام، وماذا قال الله تعالى في كتابه إذا غير نبيه شيئاً بسيطاً: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ۝ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ۝ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ۝ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ [سورة الحاقة:44 - 47].
قال ابن كثير -رحمه الله: "لو كان كما يزعمون -أي محمد ﷺ مفترياً علينا فزاد في الرسالة، أو نقص منها، أو قال شيئاً من عنده فنسبه إليه وليس كذلك لعاجلناه بالعقوبة، انتقمنا منه باليمين؛ لأنها أشد في البطش، وقيل: لأخذنا بيمينه.
قال ابن عباس: "في الوتين" نياط القلب، وهو العرق الذي القلب معلق فيه، فإذا انقطع الوتين مات الإنسان.
فما يقدر أحد منكم على أن يحجز بيننا وبينه إذا أردنا به شيئاً من ذلك" ^[10].

ولاحظ كيف يشوّه هذا الكذاب مفهوم الجهاد في الإسلام عندما يقول: قل لعبادي الذين آمنوا يخزوا من أرادوا - أي اتجاه على كيفهم -ويقتلوا من أجل رزقهم- فالمسألة مسألة سلب -ومن لم يغزُ منهم أو... إلى آخره.
والله  قال عن الهدف في القتال الذي أنزله : وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ [سورة البقرة:193].

والشبكة فيها كذلك من المواقع ما يسب الله تعالى وأنبياءه، وقد جعل أحد المواقع عنوانه "واز جيسزاقاي" هل كان المسيح شاذاً؟ وكثير منهم يثبت ذلك، ثم الدعوة للانضمام إلى المنظمات المشبوهة مثل جمعيات عبادة الشيطان، فهناك موقع يدعو إلى اتباع الشيطان كما ترى صورته في هذا الموقع هنا، موقع يدعو إلى اتباع الشيطان وفيه كذلك أقسام تتعلق "ريد وود أوف إيفيل، إيفيل تشات نيتوورك".
وهكذا من سائر أنواع الدَجَل الذي يمثل هنا في هذه الجماجم والعظام.
وموقع آخر يدعو إلى عبادة الشيطان أيضاً "يونايتد ساتانست برونت" ويطلب فيه من الشخص الداخل أن يسجل اسمه، وعنوانه البريد الإلكتروني، يرغب بالمراسلة، ما رأيه في الشيطان؟ كم عمره، ما رأيه بالقرآن والشيطان، ومنجزات الشيطان، ونحو ذلك من الأشياء، استطلاع آراء الناس في هذه القضية.
نحن قد نضحك من هذه الأشياء، لكن هناك أناس في العالم سيتبعون، والله  قد قال: (يا بني آدم لا تعبدوا الشيطان). وهم قد عبدوه.

وهناك مواقع تروج للسحر أيضاً، وهذا موقع يعرض للسحر أو يحتوي على السحر، ومعلوم أن السحر في الإسلام محرم بل إن السحر كما قال الله  كفر شنيع كما نستمع لهذه الآية: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [سورة البقرة:102].

وينشر أهل البدع بدعهم كذلك وكثير من خزعبلات الصوفية وترهات المبتدعة منتشرة في مواقعهم على الشبكة يتأثر بها المساكين والجهّال، وإقامة الموارد وغير ذلك من الأشياء المنشورة التي تضلل المغفلين وأصحاب الهوى.

وأما الخطر على الدين والأخلاق والفضيلة والعفة فإنه أمر يندى له الجبين، إن نشر الفاحشة في هذه الشبكة أمر عجيب، يوجد على هذه الشبكة أكثر من أربعمائة ألف موقع تدعو إلى الفحشاء وتشيعها في العالم، ومما يدل على انتشار الفجور في هذه الشبكة أن أكثر كلمة تم استعمالها في محركات البحث على الشبكة كما أشار موقع "ياهو دوت كوم" هي كلمة "سكس" الجنس ومشتقاتها وما والاها.
وفي تقرير البي بي سي أن في أمريكا ما يقارب 200 ألف مدمن مواقع إباحية على الإنترنت، وأن معدل زيارة هذه المواقع 20 مليون زائر أسبوعياً، أرقام مخيفة.
وفي هذا الواقع تجد الأشياء المهولة، 400 ألف موقع وأكثر لا تمثل واحد في المائة من عدد المواقع على الشبكة، عدد المواقع الجنسية على الشبكة لا يمثل 1% لكن يدخل عليه أكثر من 80% من مرتادي الشبكة، أكثر من 80% من رواد الشبكة يدخلون على الـ 1% هذه.
والعجيب أنه يعرض في هذه المواقع من أنواع الاتصال المباشر بغرض المومسات التي يدفع بها عن طريق البطاقات الائتمانية وأنواع الفواحش واللواط ومواقعة البهائم كما نشرت إحصائياتهم هم عن شيء يقولون له "أنيمل سكس" أربع بهائم تُمارس معها الفاحشة في المواقع: الكلب، والحمار، والقرد، والخنزير.
والعجيب يا أخي أنك إذا تأملت في آيات الله التي ورد فيها ذكر هذه الحيوانات تجدها على سبيل الذم، شّبه الله  اليهود الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها بالحمار، فمثله كمل الكلب الذي لم ينتفع بآياته، وكذلك مسخ الله اليهود قردة وخنازير.
وهذه البهائم التي تُمارس معها الفواحش تُعرض صورها على هذه المواقع، وناهيك عن ما يكون من أشكال الجنس وأنواعه الأخرى، وقد وصلت آثار هذه المواقع إلى الشباب المسلمين الصغار في المدارس المتوسطة فصاروا يتبادلون الديسكات والاسطوانات القذرة يما بينهم ويتباهى كل واحد بمختاراته.
وترسل المواد الفاضحة من الصور والأفلام المضغوطة على البريد الإلكتروني، وهناك جهات مشبوهة خفية تقوم بهذا مجاناً، وترسل إلى أشخاص ليسوا ذوي صلة، وقد يرسل البريد باسم عادي غير ملفت للنظر.
وعلى الشبكة دعايات تعتمد الجنس أساساً لجذب الزبائن، ومواقع للكاميرا خفية تعرض الفحشاء والمنكر.

ومن استعمالات هذه الشبكة المدمرة للدين والأخلاق: التواصل بين الفاسقين والفاسقات بعيداً عن الرقابة ودون خوف، فأصبحوا بهذه الشبكة لا يحتاجون للمخاطرة والانكشاف على باب المدرسة أو في أحد المحلات او السوق تبادل الصور والمعلومات وأرقام الهواتف، بل إنهم يفعلون ذلك عن طريق هذه الشبكة.
ومراقبتها أمر صعب، فليست القضية مثل الهواتف العادية التي يمكن مراقبتها بجهاز رخيص الثمن يراقب مكالمات البيت بأكمله.
وكذلك فقد أصبحت الأعراض في خطر، فلا يُؤمن أن يبث بعض الفسقة والفاسقات مشاهد من المنزل ويكشف حريمه للأجانب.
لقد عمّ انتشار الاتصال والتعارف المشبوه والمحرم عبر نظام ومواقع التخاطب "تشاتينغ" وصرّح 90% من الشباب في إحدى الدول العربية الذين سئلوا في استبيانات وأجابوا بأنهم يتحدثون مع الفتيات في الداخل والخارج، وإذا نوقش بعضهم ونوصح يقول: أفعله للتسلية.
أو يقول: لا تخشَ علي، إن التي أخاطبها كبيرة في السن ولها أولاد. ونحو ذلك من الأعذار السخيفة.
وللمعلومية فإن هذه الاتصالات قد تسببت في عدد من حالات الوقوع في الفحشاء عندما مشى كل منهما إلى الآخر بعد خطوة التشاتينغ.
وقد قالت امرأة وقعت في الخيانة عن طريق التخاطب إن زوجها هو الذي دلّها على ذلك ليتخلص من إزعاجها بإشغالها بالتخاطب.
أين الغيرة على الأعراض؟ وانكب الذكور والإناث على شركات الخدمة بعمل الاشتراكات البيتية حتى بلغ الحال أن يسأل أحد الشباب المشتركين أحد بائعي الخدمة: هل أستطيع الدخول للمواقع الإباحية؟ وهل يمكنني تخطي الحاجز الواقي أم لا؟ حتى لا أدفع المال على الفاضي!
وبعضهم يشترك لمدة ثلاثة أشهر للتجربة ليرى هل سيتمكن من المشاهدات أم لا، ويدخل بعضهم إلى مقاهي الإنترنت التي بدأت تتكاثر الآن وهو لا يفقه شيئاً في الشبكة، لكن معه عنوان موقع إباحي كتبه له شيطان من شياطين الإنس، يدخل عليه يشاهد المواقع العارية.
وهذا يقود للحديث عن مسألة مقاهي الإنترنت، وهذه مسألة حساسة ومهمة، وينبغي الوقوف عندها، فقد صارت مقاهي الإنترنت وسيلة استثمارية، وتطورت الأمور لافتتاح مقاهي للنساء والعوائل، وفي حديث مع بعض من يعمل في هذه المقاهي أفادني بما يلي:
70% من القادمين للمقاهي جاءوا للتخاطب مع النساء والتسلية المحرمة، وتدخل نسبة كبيرة إلى مواقع الفحشاء، وكثير من الشباب يحد من دخولهم في البداية الجهل بها، ولكن شياطين الإنس يخبر بعضهم بعضاً.
وتتعمد كثير من المقاهي -مع الأسف- ترك سجلات الزائرين السابقين دون مسح ليتمكن الزائر الجديد من الاطلاع على ما سبقه إليه من قبله في المواقع المحرمة، هذا إذا لم تتعمد ترك الطريق إلى بعض المواقع المفتوحة، بل وتخزن الصور على الذاكرة الصلبة في المحل، حتى إذا لم يستطع الشخص الدخول إلى ما يريد يراه على الجهاز دون فتح قط.
وقد ضبط بعض رجال الحسبة -جزاهم الله خيراً - مقهى فيه مليون صورة قذرة مبوبة ومفهرسة على أبواب الجنس المختلفة.
ويتغابى بعض الشباب  -كما يقول أحد العاملين الطيبين- ويطلب من العامل الموجود في المقهى أن يساعده في تخطي صفحة الحاجز الواقي إذا ظهر، ويقول: كيف أتخلص من هذه؟ عندما تظهر له شاشة ممنوع الدخول التي ركبتها مدينة الملك عبد العزيز مشكورة.
في الحقيقة الحاجز الوقي الذي صنعته مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية مشكورة وقامت بجهد كبير للغاية لمنع المواقع الإباحية، وهم لم يغطوا كل شيء، ربما يكونون غطّوا الثلث، والثلث كثير، والمواقع تفتح يومياً، ولكن هناك متابعة.
وتحتاج القضية أيضاً إلى احتساب أجر بأن يرسل كل واحد مطلع على موقع عنوان الموقع للمدينة لإغلاقه.
ثم نجد هؤلاء الذين يصطدمون بالجدار الواقي يتذمرون ويقولون: متى نتخلص من هذا الجدار ومتى تنتهي هذه الوقاية.
في تلك المقاهي توضع الكراسي والطاولات والأجهزة في وضعية بحيث لا يرى الشخص ما يفعله الآخر على شاشته، وربما جعلوا أماكن مغلقة تماماً وحجرات منفصلة تؤجر بثمن أعلى ليأخذ الزبون راحته في الاستعمال والفرجة، وهكذا يروج الفساد.
ماذا يريد هؤلاء وماذا يريد الله ؟ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ۝ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا [سورة النساء:28].
لقد جرت هذه المواقع على أعداد من الشباب مفاسد عظيمة من التعرف على الرذيلة وسبلها والاتصال بأطراف حقيقية للقضية، وقد انهار بعض الشباب ممكن كانوا أخيارا ًوانزلقوا في مستنقع المقاهي ، وفي بعض البلدان صارت المقاهي وسيلة مباشرة للقاء أصحاب الشهوات من الفتيان والفتيات، وتعدت الآثار السيئة إلى الكبار، فماذا تقول في رجل تعدى الخمسين يدخل بعض هذه المقاهي ليفعل فعل المراهقين الأشقياء؟ بل وأدت القضية إلى ترك بعض الصلوات، وحدثني ممن أعرفه ممن يعمل في أحد المقاهي أنه جاءه شاب يغشى المقهى وطال لبثه فيه مرة بعد مرة، وقعد مرة من الساعة العاشرة ليلاً إلى الساعة العاشرة صباحاً، متى؟ في شهر رمضان المبارك.
وضاعت صلاة الفجر فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا [سورة مريم:59].
في هذه المقاهي التي يحدث فيها رؤية هذه الأشياء الخبيثة وتبادلها وارسالها، بل وحتى الإيذاء.
ولد عمره 10 سنين يدخل إلى مقهى يقول للعامل: عندك فيروسات؟ في واحد بيني وبينه مشكلة أريد أرسل له فيروس.
هكذا يقول هذا بهذه الوقاحة، فإذاً نقول: أين رقابة أولياء الأمور على أولادهم؟ أين دور الآباء؟ أين هؤلاء من أولادهم الذين يذهبون بهم؟
وهناك ترتيبات -إن شاء الله- ستوضع لهذه المقاهي؛ خصوصاً وقد صدر قرار رسمي بمنع تركيب دشات استقبال الإنترنت التي تتجاوز البروكسي كما يقولون؛ لأن في ذلك مفاسد عظيمة.
وانظر يا أخي -رحمك الله- ما فعلت هذه المقاهي لبعض الأخيار فضلاً عن الفجار والأشرار، وتأمل في آثار فتح الكوفي شوب على الشباب والشابات، نسأل الله السلامة والعافية.
فالواجب محاربة هذه المنكرات وأماكنها، والسعي في منع استشراء هذا البلاء.
ولما كانت القضية خطيرة لهذه الدرجة توجهت بسؤال بعض العلماء والأفاضل كالشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبد الرحمن البراك، والشيخ عبد الله بن جبرين عن حكم فتح هذه المقاهي خصوصاً إذا علمنا كما يقر بذلك كل متجرد عن الهوى أن مراقبة هذه المقاهي من قبل صاحبها شيء متعذّر أو شبه متعذر.
بل قال لي أحد السائلين: لو شعر الزبون أننا نراقبه فلن يأتي أصلاً.
فكان جواب علمائنا الأفاضل بحرمة فتح هذه المقاهي لأن ذلك إعانة على الإثم والعدوان وتمكين من الشر والفساد، ولذلك فإن على المستثمر المسلم أن لا يخدع نفسه بحجج واهية، وأن يتأمل فيما سيقدم عليه ويعرف حق الله  وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [سورة المائدة:2].

ومن مفاسد الشبكة أيضاً: نشر الأغاني، الأغاني بأنواعها وشركات الغناء العالمية في سباق لنشر الأغاني وتسويقها عبر الشبكة بإمكانات صوتية غاية في النقاء مثل تقنية MB3 فترى الولد واضعاً السماعات على أذنيه تظنه يدرس وهو يتابع الأغاني والموسيقى عبر الشبكة.
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [سورة لقمان:6].
والنبي ﷺ أخبر أن أناسا ًمن أمته يستحلون المعازف، ولعن كذلك ﷺ صوت المزمار  صوتان ملعونان... مزمار عند نعمة^[11].
ونهى في الحديث الصحيح عن الكوبة، والكوبة هي الطبل"^[12]، وأخبر أن أناسا ًسيبيتون على لهو وغناء يمسخهم الله قردة وخنازير، من هذه الأمة وليس من بني إسرائيل"^[13].

وكذلك فإن على هذه الشبكة دعايات للخمور وترويج للمسكرات، تذكر إحصائيات شبكة ياهو أن 65% من إعلانات المشروبات الكحولية موجهة للأطفال، أما الميسر والقمار فهو أمر عجيب...
مبالغ القمار في عام 96، عدد الأشخاص المشتركين في المقامرات عام 96 مليون ونصف، عدد المقامرين الآن على الشبكة 34 مليون إنسان يقعون في الميسر والقمار.
بنهاية عام 2002 كما تقول الدراسات يتوقع أن يكون عدد المشاركين في عمليات الميسر والقمار على الشبكة 52 مليون شخص.
في عام 97 تضاعفت المبالغ المستعملة في القمار والموظفة فيه 100% عن عام 96.
وإحصائيات أكتوبر عام 99 تشير إلى تداول 840 مليون دولار في السنة في الميسر والقمار.
وفي نهاية عام 2002 تشير الدراسات والإحصاءات إلى أن إجمالي سوق القمار سيكون 10 بليون دولار.
قال الله : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [سورة المائدة:90].

ونشأت لهذه الشبكة أضرار جسدية ونفسية ومنها: الإدمان.
وهو من الظواهر الخطيرة، وفي مقالة من بريطانيا يزداد الاعتقاد أن الإنترنت باتت تستهوي البعض إلى حد الإدمان كما كان الأمر سابقاً في التلفاز، وجاء في أخبار صحفية أن قاضيا ًأمريكياً حرم امرأة من حضانة ولديها لأنه رأى أنها مدمنة إنترنت، ومنح زوجها حق الحضانة، وقال الشهود في المحكمة إن هذه المرأة نقلت جهاز الكمبيوتر إلى غرفة نومها بعد انفصالها عن أسرتها ووضعت قفلاً على باب الغرفة وبدأت تمضي معظم وقتها وهي على اتصال فوري بالإنترنت.
وامرأة أمريكية أخرى عمرها 43 سنة أدى استخدامها للإنترنت إلى إفساد حياتها الأسرية، فعلى مدى ثلاثة أشهر ازداد اتصالها بالإنترنت حتى وصل مجموع الاستخدام ما بين 50 إلى 60 ساعة أسبوعياً، أي بمعدل 8 ساعات يومياً.
واستغرقت بعض الجلسات أمام الشبكة 14 ساعة يومياً، وفي آخر المطاف صارت تشعر بالانقباض، والضيق، والتبرم، والقلق عندما يتوقف تواصلها مع الشبكة وصار هذا يحول دون قيامها بواجباتها الزوجية والأسرية ونحو أولادها، ناهيك عن العواقب المالية الخطيرة التي صارت تكلفها نحو أربعمائة دولار شهرياً.
مراهق عمره 16 سنة يعيش مع والدته وصل وزنه إلى أكثر بكثير من المتوسط بسبب قضائه 70 ساعة أسبوعياً بصحبة الكمبيوتر، منها 40 ساعة أمام الإنترنت.
مشكلة الإدمان على الإنترنت، وإضاعة الأوقات، وهذا أسوأ من التلفزيون بمراحل، حتى صارت هناك عيادات نفسية خاصة لمعالجة آثار الإنترنت، وتقول بعض الأبحاث: إن الذي يمضي أكثر من 4 ساعات يومياً على الشبكة يعتبر طبياً من المدمنين.
يقول أحدهم شاكياً حاله، واحد من المسلمين مع الأسف: مشكلتي أنني أقضي مع الإنترنت كثر من نصف يوم، وهذا على حساب أبنائي وحقوق زوجتي، حاولت كثيراً أن أبتعد عنه، أو أن أقلل من الساعات، ولكن دون جدوى، أحس به يسري في عروقي، أحسه كالإدمان، ماذا أفعل؟
تمنيتُ أنني لم أتعرف عليه، فزوجتي أصبحت لا تطيق الحياة معي، ولست بلائم لها، أبنائي لا أعرف عنهم إلا القليل، فانا بالنسبة لهم كالغريب الذي لا يخرج من غرفته إلا ليأكل فقط.
أسمع همسات أبنائي بالقرب من باب غرفتي وهم يقولون: بابا فقط عند الكمبيوتر، لماذا لا يذهب بنا للألعاب مثل الأولاد؟
أحس بألم عميق، أعرف أنني مقصر كثيراً لكنني لم أستطع أن أفعل من أجلهم إلا القليل، أحس بمعاناة زوجتي، أرقبها وهي تجلس وحيدة حزينة بنظراتها يأس الحياة، كأنها تريد الافتراق، ولكنها لا تستطيع البوح بذلك، أو أنها تتحمل المر خوفاً من الأمرّ.
أحاول إرضاءهم، ولكن علاقاتي الاجتماعية بدأت تنهار بسبب إحجامي عن كثير من الواجبات، لا أدري ماذا أقول، ولكن هذا الإدمان هو السبب في قصور العلاقة بيني وبين أسرتي، حتى لقيتُ لوم وعتاب الكثيرين.
ولكن مع الأسف لا أستطيع أن أفعل شيئاً.

وقد أخذ هذا الإدمان أشكالاً كثيرة وصارت بعض صفات مدمني المخدرات تظهر على مدمني الإنترنت، مثل: انحراف الرؤية والفهم، اشتهاء المدمن موضوع إدمانه دائماً والشغف به، الألم الشديد عند المفارقة، الرجفة واضطراب المزاج، والضيق، والتأفف، وحصول الاصطدام بين المدمن وبين من يعايشه، فقدان الوظائف، والوقوع في الفواحش والميسر.
وقد ذكرت دكتورة أمريكية في محاضرة عن إدمان الإنترنت ظاهرة جديدة لا يشعر بها عدد من الكثير الواقعين فيها، قالت: أنها قد حضرت عدد من الأسئلة إذا جاء الرد على خمسة منها بالإيجاب يكون التشخيص أن الإنسان مصاب بحالة إدمان، مثل:
- هل هدد ارتباطك بالإنترنت وظيفتك أو علاقتك الأسرية؟
- هل ترى في الإنترنت وسيلة للهرب من مشاكل حياتك اليومية؟
- هل تكذب بشأن عدد الساعات التي تقضيها أمام الشبكة؟
إن إجابات هذه الأسئلة إذا كانت بـ نعم فيعني أن الشخص واقع في الإدمان، ومن أعراضه: الأرق، إجهاد العينين، آلام الظهر والمعصم، كثرة العكوف على الجهاز.

لقد أضرت هذه الشبكة عند كثيرين بالحياة الزوجية، وهذه رسالة تبين شيئاً من المصائب التي حصلت، وأكتفي بنقلها كما وصلتني من إحدى الزوجات في المسجد...
تقول: بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أكتب بالخط العريض وأقول: الإنترنت هي مشكلتي مع زوجي.
لقد كنا في سعادة وهناء دون مشاكل، وكان يغمر منزلنا ذكر الله، كان زوجي لا ينام عن صلاة الفجر، وكان يصلي كل فرض في وقته، وكان يخصص يوماً في الأسبوع يتفقد فيه أحوال المساكين، ويذهب لزيارة أقاربه، ويتفقد أحوال المساجد، ويرى إذا كان ينقصها شيء أم لا.
حيث أن الله بارك له في رزقه، وأصبح غنياً يساعد الناس في كل مكان.
ولكن عندما دخل على الإنترنت ابتلي ابتلاءً عظيماً عندما رأى تلك الصور الخليعة لفاجرات يردن الفساد للناس.
والآن يا شيخ لقد تغير حاله جداً، أصبح لا يعرف صلاة الفجر، وكأنها محيت من قاموسه، أما الصلوات الباقية أصبح يصليها في وقت متأخر، ولا يصلي مع الجماعة.
حاولت المستحيل أن أنصحه، وبعدة طرق، لكن دون جدوى، حتى أني قلت له: تزوج من امرأة أخرى.
لكنه رفض بشدة وقال: لن أجد مثلكِ، وأنا حائرة ولا أدري ماذا أفعل، لقد يئست منه، لأنه قال لي: لن أترك المشاهدة ولا أستطيع الاستغناء عنها طول حياتي.
والآن أصبح كل وقته في ذلك الجهاز اللعين، ونسي كل ما يعمله من أعمال.
ونحن لا يجوز لنا أن نلعن الجمادات كما نهى عنه ﷺ، لكن المقصود لعن هذا الفعل الخبيث.
نسي كل ما كان يعمله من أعمال، ونسي كيف كان يقضي وقته، ولكن هيهات هيهات لمن غلبة الشيطان.
معي منه الآن ثلاثة أولاد أريدهم أن يتربوا تربية صالحة، ماذا أفعل؟ إذا لم يساعدني فمن يساعدني في تربية أولادي؟ فأنا أريدهم أن يصبحوا صالحين، ومن حفظة كتاب الله، وأنا أجاهد نفسي معهم في كل شيء يرضي الله، ولكن إذا استمر على هذه الحالة لا أدري ماذا ينتظرنا في المستقبل!.
والمشكلة تطورت، لقد قال إنه سيحضر تلفزيون ودش، ويشترك في القنوات التي تظهر الأفلام الخليعة.
لقد تطورت الحالة ولا أدري إلى أين سينتهي به هذا كله، أرجوكم ساعدوني، ماذا أفعل؟ هل أبقى معه وأتحمل، أم ماذا أفعل؟ فأنا أصبحتُ لا أطيقه؛ لأنه أصبح في نظري إنسانا ًمنافقاً.
أرجو أن تكون الخطبة غداً عن الإنترنت ومشاكلي العائلية، وتذكر قصتي هذه، وليتك تسجل الخطبة، وكثير من أخواتي عندهن نفس المشكلة، وأزواجهم يا شيخ يفعلون مثل هذه الأفعال القبيحة؛ من إغلاق الباب على أنفسهم، ولا يفتح
هذا كل ما أريد وجزاك الله خيراً.
انتهت الرسالة وألفاظها وبيانها يغني عن التعليق عليها.
وقد اشتكت عدد من الزوجات بأن أزواجهن الملتزمين قد انتكسوا بعد اشتراكهم في هذه الشبكة.
ومما يزيد الأمر تعقيداً أن الاشتراك في هذه الشبكة ليس فضيحة كتركيب الدش فوق سطح المنزل، وهذا يقودنا إلى شيء من المقارنة بين الدش والإنترنت.
القنوات الفضائية في الدش كم عددها؟ أربعمائة؟ كم قناة يجلب الدش؟ مائتين؟ أياً ما كان العدد فالإنترنت فيه مئات آلاف المواقع.
المشاهد للتلفاز لا يستطيع التخاطب المباشر مع التلفزيون إلا في برنامج محدد الإنترنت خطاب فيه 24 ساعة.
سرعة التخزين المباشر للمعلومات والصور وطباعة الأشياء المباشرة، وسهولة التقاط أي شيء من المواقع التي يرتادها.
ثم الدراسات تفيد بأن 3 أجهزة ستندمج معاً، كمبيوتر، والهاتف النقال، والتلفزيون، في جهاز واحد، وسيصبح الدش هو والإنترنت واحد، محمول بأي مكان، يمكن يرى الشر والفساد بأنواعه.
وانتظر... والله غالب على أمره، ولكن القضايا مخيفة جداً، على أية حال تقول إحصائيات الموسيك، أن أكثر من 40% من المراهقين في أمريكا قد زادت مشاهدتهم للإنترنت على حساب التلفزيون.

ومن السيئات أيضاً الموجودة في الشبكة مواقع تدعو للانتحار، كما توجد مواقع تدعو للانتحار وتبيع الوسائل لذلك، وقد حدث أن قتل ولد نفسه لتعامله مع موقع يوجهه شخص خبيث عن طريق محادثة حية.
ومن الاخبار التي نشرت طوكيو رويترز قالت الشرطة اليابانية: إن خدمة الانتحار عن طريق الإنترنت أدت إلى مقتل امرأة كما أرسلت سبع شحنات من أقراص مواد سامة إلى آخرين.
فسبحان الله ما يوجد في هذه الشبكة من الشرور، ويتخاطب الناس، الشخص مع أناس لا يعرفهم، لا يعرف أماكنهم، لا يعرف عناوينهم، لا يعرف عنهم أي شيء.
والمخادعة، وأساليب المخادعة كثيرة، من الممكن أن تدخل إلى موقع مفيد تظنه مفيداً فإذا فيه صور عارية، بل إن القراصنة استطاعوا اختراق مواقع مشهورة علقوا فيها صوراً عارية.
ثم التحقق من المعلومات صعب، ليس كل المعلومات الموجودة في الشبكة موثوقة، وإذا قال لك شخص: قرأتها في الإنترنت. لا تظن أن هذه قضية منتهي منها ومفروغ منها.

إن الأكاذيب والقذف كثير في الشبكة، يمكن لأي شخص أن يكتب أي معلومة ويقذف بها أشخاص ويبثها عبر الشبكة أو في مواقع الفضائح والأسرار، وفي حديث الذين يعذبون في قبورهم لفت نظري بقراءة هذا الحديث، أنه عليه -الصلاة والسلام- ذكر رجلاً يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه يميناً وشمالاً، بكلّوب من حديد، يمسك الكلّوب ويشد من الجانب الأيمن إلى وراء، ومن الأنف إلى وراء، من يمين ويسار، ثم يصبح اليمين فيعود إلي، ثم الشمال... إلى أن تقوم الساعة!
هذا من عذاب القبر، من هو هذا الشخص؟ الذي يشرشر إلى الوراء؟
قال -عليه الصلاة والسلام: وهو الرجل الذي يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق^[14].
والآن يمكن أن تنشر عبر الإنترنت الكذبة فتبلغ الآفاق، وإذا كان الكذب نشره فيه خطورة بشكل عام فإن الكذب على النبي ﷺ خطير جداً جداً، كما قال ﷺ: إن كذباً علي ليس ككذب على أحد، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار^[15].
وعلى الشبكة تنشر أحاديث مكذوبة، ومن أمثلة الأخبار المروجة على الشبكة: الوصية المنسوبة إلى أحمد حامل مفاتيح، خادم الحرم النبوي قديماً، قبل مائتين سنة، يوزعها بعض الصوفية، تجد في كل شهر رجب، سبحان الله تنتشر القصة هذه.
وأيضاً الرؤيا المزعومة، المنسوبة إلى فاطمة عليها السلام، واللي ما يصورها 13 مرة ويوزعها يخسر تجارته، ويمرض، وتصير له مشاكل عائلية، وتطلب زوجته، وتحصل هل مصائب.
والمغفلون والسذج يصورون 13 نسخة حتى أنني رأيت بخط اليد نسخا ًمكذوبة لأن الشخص الذي وصلت إليه ما عنده آلة تصوير، فهم يوزعون.
وهذه صارت لها مواقع على الإنترنت.
من جملة الإيذاء الموجود في الشبكة: التخريب، التعرض للغزو الفيروسي، وقراصنة الكمبيوتر "الهكرز".
ومن بواعث عمل الفيروسات ونشرها حب الشهرة، وإثبات الذات، وإيذاء الآخرين.

إن هناك تضييعاً للأموال يحصل كما يحصل في البطاقات وغيرها، وإن هناك إعانة على الحرام، مواقع تعلن عن كلى مسروقة للبيع، وأعضاء بشرية للبيع، وعصابات تشتغل لهذا المجال على الكمبيوتر.
ثم اختراق الخصوصيات، وتجسس على الناس، وكوكيز توضع في المواقع، تنزل على جهازك من حيث أنت لا تدري لتجري له مسحاً للذاكرة الصلبة وتأخذ الموقع الذي دخلت عليه نسخة من جهازك وأنت لا تدري.
وأما السرقة فهي جريمة عظيمة، وفيها حد القطع موجودة في الشبكة، إمكانية اكتشاف كلمة السر أو رقم بطاقة الفيزا، والتقاط الرقم وتسجيله في عملية تشبه التنصت على الهاتف كما لو أنك تتكلم بالسماعة مع شخص فرفع شخص سماعة دخل على الخط بينكما فيعرف ماذا يجري، يوجد برامج تقوم باستخدامها هؤلاء المخترقون ويصلون بها إلى أرقام بطاقات الفيزا ويقومون ببرامج فك التشفير ليحصلوا على هذه الأرقام فيسرقوا من خلالها.
هذه قضايا منتشرة، لقد وصلنا في موقعنا في الإنترنت أسئلة من هذا النوع، واحد يقول: أنا قذفت إنساناً بريئاً، ونشرت في عدة مواقع، إلى الآن تبتُ، ماذا أفعل الآن؟ كيف أصحح الخطأ؟
واحد يقول: انا أخذت سرقة بطاقة فيزا واشتريت فيها ما هب ودب، ماذا أفعل الآن؟
هذا مسلم وتاب، وكيف بالبقية؟
البذاءة والتفاهة في ساحات الحوار، ساحات الحوار هذه تحتاج إلى إفراد موضوع خاص لها، لكن في كثير منها أيضاً تفاهات وسخافات وسباب وشتائم.

بعد هذا العرض للأضرار -أيها الإخوة- يأتي السؤال الكبير، هل الفوائد أكثر أم الأضرار؟ وما هو الحكم؟ حكم الاشتراك في هذه الشبكة؟ وما حكم إدخالها إلى البيت؟
من الصعوبة الإجابة على هذا السؤال بالنفي مطلقاً أو الإيجاب مطلقاً، ومسألة الاشتراك من عدمه قضية لا بد من بحثها بدقة وعناية لسبر أغوار المشتركين للموازنة بين المصالح والمفاسد، ولكن هناك أمر قد نتفق عليه، وهو: أن فتح الإنترنت والاشتراك فيه ينبغي أن يكون بقدر لمن يغلب على الظن أن يستفيد منها فعلاً كالدعاة، والاطباء، والباحثين، ورجال الأعمال، وموظفي الشركات، مع وجود أنظمة التصفية وترشيح المعلومات.
أما فتحها للجميع، لشبابنا وبناتنا في البيوت فخطأ عظيم، لقد أدرك بعض الكفار مخاطر الإباحية، ويعاني الأمريكان والأوروبيون من آثار الإنترنت على أولادهم، حتى طالب عقلاؤهم بسن القوانين للحد من الإباحية على الشباب، إذاً يجب أن يكون الإنترنت للمتخصصين وأصحاب الحاجات، وليس للتسلية، للمتخصصين وأصحاب الحاجات وليس لعموم الناس، لأنه قد ثبت لدينا الآن أن فتح باب الإنترنت على مصراعيه قد تسبب في مصائب كثيرة وويلات عظيمة كما نشاهد في المراهقين بل وحتى المتزوجين باستعمالاتهم البيتية.
هذا من جهة المبدأ، وأما من جهة التفاصيل: فيجب العناية بـ
أولاً: المعالجة الفنية، ومن ذلك قصر استخدام عامة الناس للشبكة ما أمكن على الخدمات العامة التي يحتاجون إليها، فمثلاً: إذا كان الشخص يحتاج إلى البريد الإلكتروني فقط لماذا يستخدم الشبكة كلها؟
إذا كان يحتاج برنامج الاتصال الصوتي لا يحتاج أن يشترك في الشبكة كلها، فيستخدم ما يحتاجه فقط.
وكذلك من المعالجات الفنية استخدام نظام القائمة البيضاء، هناك برامج تركّب بروكسي خاص يركب على الجهاز ويغذّى بمواقع معينة، لا يدخل الولد أو الشخص في البيت إلا عليها، الباقي ممنوع؛ لأنك لا تعرف إلى أين سيصل.
ولذلك فإن إدراج عناوين مواقع معينة يسمح ولي الأمر لابنه مثلاً بالدخول إليها فكرة من الأفكار إذا كان لا بد أن يضعه في البيت.
وكذلك الاعتماد على الشبكات الداخلية الخاصة في جميع الخدمات الممكنة، التي هي "الإنترانت" تلافياً للمرور عبر الشبكة الدولية، وأخذ الاحتراز بإغلاق إمكانية ظهور الصور، وهذه حركة بسيطة في المتصفح تغلق الصور بحيث إذا دخلت واستعرضت المواقع لو كان في صورة لا تراها.
ثم عمل الحواجز الواقية وتركيبها، الحوائط الواقية أو الجدار الناري، وفيها برامج من أشهرها "سايبر باترول" مثلاً وغيره مع رفع المستوى الفني، وتقوية الحواجز في الأماكن العامة للرقابة، وملاحقة المفسدين والمخترقين ومعاقبتهم.
واعتماد وسائل الحماية البيتية؛ مثل برامج التصفية التي أشرنا إليها سابقاً، برامج الحجب "السايبر باترول" لا بد أن نفهم فيها قضية أن الممنوع عندنا يا إخوان ليس كالممنوع عند أصحاب هذه البرامج، فمثلاً:
أنت قلت أننا نختار مثلاً سايبر باترول نركبه على جهاز، ضابط التعرّي عندنا وعندهم مختلف، مثلاً عندهم قد لا يكون ظهور الوجه والعنق والثدي ليس هو تعرّي.
عندهم التعري فقط مثلاً السوءتان.
عندنا وجه المرأة، وشعر المرأة، ورقبة المرأة، وثدي المرأة عورة، لا يجوز النظر إليه، فهذه البرامج لا تحل لك كل شيء، وهذه البرامج على قصورها في الحماية من المواقع القذرة التي تغير أسماءها وتضع أسماء عادية، فلا بد من المتابعة المستمرة، ثم لا بد من الحذر من الوسائل المضادة مثل: قضية تغيير الأسماء  -كما قلنا- واستخدام مواقع مفتوحة للدخول إلى مواقع ممنوعة.
وإذا قال قائل: هل هناك وسيلة فنية مضمونة 100% لمنع الشر؟
فحسب ما وصلت إليه واطلعت عليه ان هذا لا يوجد، ما في وسيلة فنية مضمونة 100%، الوسيلة المضمونة 100% هي شيء واحد فقط "مراقبة الله " مراقبة الله تعالى: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [سورة الحديد:4].
وتأمل معي في هذا الحديث، نطبّق على الإنترنت التي فيها مواقع وأبواب للمواقع، ستجد انطباقا ًعجيباً بين الحديث وبين مواقع الإنترنت.
عن النواس بن سمعان الأنصاري عن رسول الله ﷺ قال: ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيم وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داعٍ يقول: أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تتفرجوا - أو لا تتعوجوا - وداعٍ يدعو من جوف الصراط، فإذا أراد أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه^[16].
تذكر في أي موقع جنسي هذا الحديث: ويحك لا تفتحه، إنك إن تفتحه تلجه.
والصراط: الإسلام، والسوران: حدود الله تعالى، والأبواب المفتحة: محارم الله تعالى، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله ، والداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم، رواه الإمام أحمد وهو حديث صحيح.
إذن، لا حل -أيها الإخوة- إلا مراقبة الله، وكذلك على كل من له قدرة على الوقاية وعمل البرامج وتركيب الحواجز أن يجتهد في ذلك درءاً لما يمكن درؤه من الشر؛ لأنه لا يدرك بعضه.

وفي ختام هذه المحاضرة نجيب على سؤالين سبق طرحهما؛ لأنه لا وقت للأسئلة حيث أنه قد تأخر المقام به.
السؤال الأول: ما هو مستقبل الإنترنت؟
قبل الإجابة على هذا السؤال أريد أن أبين أيها الإخوة اغترار البشر بأنفسهم، لقد اغتر بعض البشر بهذا الاختراع اغتراراً كبيراً وتفاخروا به وظنوا أنهم بلغوا في العلم غايته، ولكن الحقيقة المذكورة في قوله تعالى: وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [سورة الإسراء:85].
إن الذين يتفاخرون بالإنترنت وهذا المخترَع ويغترون به ذكر الله لنا حقيقتهم في كتابه  فقال: يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ [سورة الروم:7].
فلا يعلمون إلا ما يتعلق بالدنيا وأما الآخرة فهم عنها غافلون.
وأما جواب السؤال فهو من علم الغيب، لكن هناك احتمالات مخيفة ينبغي أن يعمل حسابها، مثل: أن تتعطل الشبكة فجأة، أو يسقط أحد أجزائها كما حصل قبل فترة وبلغت الخسائر مئات الملايين من الدولارات.
وعندما عملوا أيضاً، عمل هؤلاء القراصنة فيروسات تهاجم المواقع وتطلق أعداداً  كبيرة من الرسائل تزحم الموقع وتعطل الدخول عليه، فيمكن أن تتعطل الشبكة أو يسقط جزء منها.
وإذا فكرنا فيما إذا ارتبط العالم كله بالشبكة وأصبحت الوظائف الحيوية في بلدان العالم عليه، ثم انهارت الشبكة ماذا سيحدث؟
إذا فكرتَ معي في هذا الاحتمال واشتقاق اسم الشبكة -شوف العجب- لله أقدار في خلقه، ماذا سموها؟  شبكة نسيج العنكبوت.
ماذا تذكرك هذه التسمية عندما تسمع هذه الآية؟ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [سورة العنكبوت:41].
أوهن البيوت بيت العنكبوت، وإذا قالوا: شبكة نسيج العنكبوت فمعنى ذلك كما قال الشاعر:

بقيت فقرة مهمة جداً كيف يمكن أن نستعمل هذه الشبكة في نشر دين الله، ما هو الواجب على من يتقن استعمال الشبكة هذه في نشر الدين.
نحن في آخر الوقت الآن ولا يمكننا الدخول في هذا الموضوع الكبير، فلعلنا إن شاء الله نتحدث عن هذا الموضوع بمحاضرة قادمة مستقلة ومنفصلة: استعمال الإنترنت في نشر الإسلام والدعوة إلى الله وهداية البشرية.
هذا ما سيكون موضوع المحاضرة القادمة.