الجمعة 20 رمضان 1445 هـ :: 29 مارس 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

الهوية الإسلامية في خطر


عناصر المادة
التمسك بالقرآن الكريم

الحمد له والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، أكبر نعمة من الله علينا نحن المسلمين نعمة الإسلام  يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ  [الحجرات: 17]، هذا الإسلام العظيم الذي ارتضاه الله لنا،  الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي [المائدة: 3]، هذا الصراط المستقيم الذي يجب أن نتبعه ولا نتبع السبل فتفرّق بنا عن سبيله، هذا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا، ليس صراط المغضوب عليهم ولا الضالين، الله سمانا المسلمين،  صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً [البقرة: 138]

الإسلام الاستسلام لله نحن نفتخر بأننا مسلمون، افتخري أيتها المسلمة بأن الله تعالى جعلك مسلمة وجعلك من خير أمة أُخرجت للناس، لازم نفتخر بالانتساب لهذا الدين العظيم، هذا الدين يولّد فينا عزة، مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا [فاطر: 10]، وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون: 8]، تتعرض عزتنا الإسلامية أيتها الأخوات، يا مسلم وكل مسلم وعبد لله تعالى يجب أن يدرك الخطر الذي نحن فيه الآن؛ مما تعرض له العزة الإسلامية، تتعرض له الشخصية الإسلامية الآن من التمييع، الغارات على الشخصية الإسلامية لتمييع العقيدة، لتمييع الهوية، لتمييع الدين، لتمييع العبادة، لتمييع المظهر الإسلامي والشخصية الإسلامية والأخلاق الإسلامية، حتى الملابس، حتى الأعياد المناسبات في كل شيء نحن نُغزى الآن حتى نُسلخ عن ديننا حتى لا يعتز المسلم بإسلامه، حتى لا يكون هناك فرق بين مسلم أو نصراني أو بوذي أو هندوسي أو مجوسي أو ملحد، بينما الإسلام جعلنا خير أمة أخرجت للناس، عربي عجمي أحمر أبيض أسود أصفر تركي زنجي انتماؤنا إلى الإسلام حاضرًا وماضيًا، وأولئك القوم يريدون أن ننتسب إلى الفراعنة والفينيقيين والبابليين والثقافة اللادينية والليبرالية والعلمانية، وأن تضمحل الهوية ويسموا في شيء بديل عندهم يقال له: دين الإنسانية، ما هو دين الإنسانية؟ ما هي الإنسانية؟ هذه الإنسانية بغير دين ماذا يصبحون؟  إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ [الفرقان: 44]، وهل يريدون أن نتشبه باليونان الأرثوذكس أو يريدون أن نكون كأتباع الكنيسة الإنجليكية اللوثرية أو يريدون أن نكون من رعايا البابا أو ماذا يريدون أن نكون بالضبط؟ ولماذا الآن يحدث الانجرار يا جماعة؟ أين الافتخار بالإسلام؟

أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميمِ

 النبي ﷺ قال:  الإسلام يعلو ولا يُعلى  [رواه البخاري موقوفاً على ابن عباس رضي الله عنهما: 2/93].

أين علو الإسلام في شخصيات المراهقين والمراهقات  وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ [آل عمران: 139]هل فعلاً شبابنا وفتياتنا اليوم يشعرون بهذا العلو بهذا الافتخار بهذه العقيدة بهذا التميُّز بهذا المنهج؟ هويتنا في خطر يا جماعة، الهوية الإسلامية تتعرض اليوم للطمس والصهر والتمييع والمحاصرة والتقليص، وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا  [البقرة: 217]،  وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً  [النساء: 89]  وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ  [البقرة: 120]، ما هو الموقف؟ فلا تطعهم  وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ  [القلم: 9]، لو توافقهم على بعض ما هم عليه،  وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا * إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ  [الإسراء: 74 - 75]، هذا كلام شديد يوجّه للنبي ﷺ ويقال: قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ [الكافرون: 1 - 3]، عرضوا عليه نعبد إلهك سنة وتعبد آلهتنا سنة، لا، لا، تهديد، إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ [الإسراء: 75]، أصبناك بعذاب مضاعف في الحياة وفي الممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً، الله عصم نبيه وحذره  وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ [المائدة: 49]،  النبي ﷺ نبّهنا قال: لتتبعن سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو سلكوا جُحْر ضب لسلكتموه [رواه البخاري: 3456] ليس يا جماعة اليوم نتبعهم في كل شيء في الأفلام في الأغاني في الألعاب الإلكترونية في الممثلين والممثلات، ما رضي بعض بني جلدتنا بالفسق العربي حتى أخذوا الفسق الغربي، ما رضوا حتى بأندية اللعب العربي حتى أخذوا أندية اللعب الغربي، يا جماعة نحن ما خُلقنا للعب أصلاً، الله خلقنا لعبادته، ألهذه الدرجة تُطمس الهوية حتى يتفاخر بعض أولادنا بما يُكتب على صدورهم من شعارات الأندية؟ هذا الانسلاخ هو افتتان في الحقيقة، والله العظيم انهزامية أمام قوة الغرب، المغلوب مولع بتقليد الغالب، لكن هناك تقليد أعمى، ليتنا أخذنا ما عندهم من التقنية، ليتنا أخذنا ما عندهم من الإدارة، ليتنا أخذنا ما عندهم من أنواع الأنظمة الحديثة من التقدم الطبي الهندسي الإنشائي، التحكُّم إلى آخره لا تؤخذ ليندا وإيسلندا، أسماء الكافرات تُسمى بها بنات المسلمين، هذا الزعم بأخذ الحضارة الغربية بحلوها ومرها وأخلاقها وإلى آخره، الكلام اللسان صار أولادنا لا يكتبون بالعربي بشكل صحيح، إملاء خطأ، لغة نحو خطأ، تكاد الأمية تحيط بأولادنا حتى الكتابة، ودخل أولادنا المدارس الأجنبية وتعلموا الكتب الأجنبية وصار شكل الرقص شكل الغناء شكل الخمر مألوفاً عند أطفالنا ومعروفاً، قوارير الخمر وأنواعه لماذا والله قال: فَاجْتَنِبُوهُ [المائدة: 90]، كيف يُعرض أمام أطفالنا هذه الأفلام الأجنبية فيها الخمر والدعاية له، والملابس والدعاية لها، والتدخين والدعاية له، والعلاقة بين الجنسين والدعاية لها، وفيه كفر وزندقة وإلحاد وعبادة شيطان؟ الهوية تكاد تُفقد الآن، أين تميزنا؟ وأين هوية المسلم؟  تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها [رواه أحمد: 17142، وابن ماجه: 43، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 4369].  

كونوا كالشامة بين الناس، الآن بناتنا أبناءنا جيراننا جاراتنا المسلمون عمومًا الذين يسافرون إلى الخارج في الابتعاث، ذوبان والله ذوبان، الجسم جسم عربي المكينة أجنبية، أين منهج الوحي؟ أين منهج الكتاب والسنة؟ أين منهج العقيدة الإسلامية؟ لماذا نقبل التمييع؟ لماذا نعطي الدنية في ديننا؟ يقولون: حرية الاعتقاد، يدخلوا علينا الكفر وحرية العلاقات  وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا  [الفرقان: 27 - 28]،  يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ [الزخرف: 38].

يقولون: الأخوة الإنسانية ويتصور المسلم مع الكافر والمسلمة مع الكافرة وعادي وعلاقات عادي، زملاء تخصص، زملاء عمل، اجتماعات مختلطة، الإسلام دين عالمي، نحن نصدر ولا نستورد، نحن نعطي ولا نأخذ، الإسلام يعلو ولا يُعلى وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا  [سبأ: 28]  تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا  [الفرقان: 1].

النبي ﷺ يقول: والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أصحاب النار  [رواه مسلم: 153].

أليس ديننا دينًا مهيمناً؟ أليس له سيادة في كل شيء؟ أليس له الحكم والقضاء، إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [يوسف: 40] فالحكم لله العلي الكبير، وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ [آل عمران: 85] كيف يأتي واحد يقول: كلها سماوية؟ حرّفوها بدّلوها غيّروها، ادّعى اليهود أن إبراهيم منهم، وادّعت النصارى أن إبراهيم منهم، الله قال: مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا  [آل عمران: 67]، يعني: يا أهل الكتاب كيف تقولون: إبراهيم يهودي وما أنزلت التوراة إلا من بعد إبراهيم؟ وكيف يا نصارى تقولون: إبراهيم نصراني وما أنزل الإنجيل إلا من بعد إبراهيم؟ الله حاجهم بالتاريخ الذي يعرفونه  مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا  [آل عمران: 67]، كتابنا مهيمن ناسخ  وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ  [المائدة: 48]،  الآن فيه مسلمات يردن القراءة في الإنجيل؟ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ [المائدة: 49]، سبحان الله العظيم إلى أين وصلت التنازلات؟ وصلت إلى قاع خطير جدًا، هؤلاء يريدون سحب القرآن من بين أيدينا، هؤلاء يريدون أن نذوب،  حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة: 120]، يريدون إبعاد المسلمين عن الدِّيانة الصحيحة، ما تركوا كفراً إلا أدخلوه علينا، وباطنية وقاديانية وبابية وبهائية ولا دينية وإلحادية وعلمانية وليبرالية، أدخلوا علينا مبدأ الحريات؛ تعتنق ما تريد، من ترك الإسلام ارتدّ عن دينه  من بدّل دينه فاقتلوه [رواه البخاري: 3017]. لا، هذا ينافي الحريات، حجم تمييع الهوية الإسلامية على مستوى الأسرة والفرد الآن لا يخفى، لا يخفى يا جماعة ما يُنفق من جهود وأموال لتمييع هويتنا وتغييب القيم الإسلامية حملات تنصيرية شاسعة، الآن في كم شيء يدخل الصليب، هذا صورة الصليب، كم صورة للصليب؟ أنتم ترون الصليب داخل في كم الآن؟ ما تركوا ملابس، ما تركوا ألعاب، ما تركوا مأكولات، ما تركوا شعارات، خلاص أنتِ الآن في محلات الذهب عندما تنزلين إلى محلات الذهب تشترين ماذا يوجد لديهم يا جماعة، صور الملائكة وضعوا صور الملائكة لها أجنحة، الملائكة لها أجنحة ثابتة في الكتاب لكن الملائكة إناث؟!  وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ  [الزخرف: 19]، تُحف في بيت بعض المسلمين والمسلمات، تُحف في بعض البيوت، تُحف موجودة، طفلة لها جناحان، ما هذا؟ هذا عند القوم اعتقادات، والله صور بوذا موجودة تُحف في بعض البيوت، صور بوذا موجودة آلهة المشركين موجودة في بيوتنا، وهذه التحفة، وهذا التمثال، وهذه الزينة، هذا رمز كفري، هذا حقه أن يُتلف، وسائل إعلامية وسائل تغريبية ميزانية الكنيسة في 2001  خمسة عشر تريليون ونصف كم صارت الآن؟ عدد المنصِّرين يفوق خمسة مليون منصِّر في أنحاء العالم، التبرعات للكنيسة بالمليارات، عدد أجهزة الكمبيوتر التي تشتغل في خدمة التنصير أكثير من 250 مليون جهاز، أكثر من  35 ألف مجلة ودورية تنصيرية في العالم، أكثر من 5 آلاف محطة إذاعة وتلفزيون شغالة ليل نهار تصب الكفر على الناس، جهود التنصير المباشرة وغير المباشرة في الأفلام، وفي المجلات، مكروا مكرهم وعند الله مكرهم، لا ينتبه البعض على الخطر العظيم على الهوية الإسلامية، تمييع قضية التوحيد والشرك، مسألة التوحيد والشرك ما عادت مسألة مفاصلة، ما عادت مسألة أساسية، بعض الناس يقولون:  لا يوجد شرك، الشرك انتهى من الأرض، شرك هؤلاء النصارى الذين يقولون: عيسى ابن الله وله زوجة، مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ  [المؤمنون: 91]، وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ  [الأنعام: 101]  لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا [مريم: 89 - 90], قضية الولاء والبراء، الولاء للمؤمنين والبراءة من المشركين هذا في الدين صار الآن الولاء للكفار والبراءة من المؤمنين والكافر والمسلم سواء، كيف سواء؟ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ [المائدة: 55]،  وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ  [المائدة: 56]  يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ  [الممتحنة: 1]، لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ  [آل عمران: 28]، ماذا قال إبراهيم والمؤمنون؟ قالوا لقومهم: إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة: 4] الله ذمّ اليهود بني إسرائيل ماذا كانوا يصنعون؟  تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا [المائدة: 80]،  يا جماعة  من تشبّه بقوم فهو منهم  [رواه أبو داود: 4031، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 6149].

حديث واضح وصريح وخطير وظاهر الحديث: يكون منهم، ما تركنا شيئًا، انظروا ملابس التخرُّج، ملابس التخرُّج الآن حفلات التخرُّج الآن في آخر السنة، الآن حفلات التخرُّج، مسيرات وطالبات يمشين، وطلاب يمشون، ويلبسون ملابس كملابس الكنيسة، هذه الملابس التي تُلبس هي ملابس الكنيسة الخاصة بهم، صارت على أكتاف المتخرِّجين والمتخرِّجات وفقط يغيرون الديكور قليلاً، والباقي؟ الباقي هذا التفصيل الشكل المسيرة تبعية؛ لأن عندهم مسيرة نعمل مسيرة وإذا وضعوا موسيقى نحن نضع دُف، والدُّف أصلا ما يجوز للنساء إلا في الأعراس والأعياد، ما الدليل على وجود الدُّف في المسيرة، أليس من المعازف؟ أليس الأصل في المعازف المنع والتحريم حتى يثبت الدليل عن الإباحة؟ حتى يأتي لها استثناء شرعي، وإذا جاءنا استثناء للدف تحديداً في الأعراس والأعياد للنساء، عمموها ما خلوا حفلة، حفل التخرج حفلات تحفيظ القرآن وغيرها من الحفلات يدفدفوا فيها، يا جماعة نحن الآن ننظر كيف تغزونا وحدة الأديان، قضية تسامح كل شيء، كله صح، كله أديان سماوية، كله ماشي سلام على كفر يوحّد بيننا الشيخ والقسيس قسيسان، وإن تشأ فقل: هما شيخان هكذا يعلم بعض المسلمين بعض المسلمات في بلادهم، الله يقول: أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ [السجدة: 18]، محمد ﷺ فرّق بين الناس، رواه البخاري فرّق بين الناس كيف؟ فريق في الجنة وفريق في السعير، وبعد ذلك ليتهم الآن يسالموننا، لا لا، هذه مذابحهم لنا في بورما، هذه مذابحهم لنا، أقاموها في أفريقيا وفي الفلبين وفي الأماكن الكثيرة المتعددة، وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً  [النساء: 89].

وبعد ذلك بعض المسلمين مع الأسف صار يتردد يكفّر الكافر، لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ  [المائدة: 17]،  لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ [المائدة: 73]، ربك قال أو لا؟ طيب لماذا التردد؟  والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أصحاب النار [رواه مسلم: 153]، تطلع واحدة الآن ماسكة مصحف بيد والصليب بيد، وارسموا هلالاً وصليباً، ماذا تريدون؟ خلط الحق بالباطل؟ الكفر بالإسلام؟ أيقبله الله؟ بعد ذلك ثوابت الأمور القطعية أين ذهبت؟ ثوابت الدين، أركان الإيمان، أركان الإسلام، قضية الحجاب، الحدود الشرعية، المواريث، إلى آخره، لا، تسوية بين الذكر والأنثى وصارت دعوات خطيرة جدا للمساواة بين النساء والرجال، الله فرّق بينهم في الحجاب، فرّق بينهم في أحكام، في الصلاة فرّق بينهم، في أحكام في المواريث فرّق بينهم، في الشهادة فرق بينهم، في العقيقة، فروق بين الذكر والأنثى كثيرة في وجوب الجهاد، لماذا الآن يراد إزالة كل فرق بين الذكر والأنثى والله يقول: وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى [آل عمران: 36]، لماذا؟ لأن الأمم المتحدة خرجت قالوا: لا بد من التسوية، وإذا كانت القرارات تريد إلغاء المحرم إلغاء الولي خلاص نتابعهم في ذلك؟ نحن نتنازل عن نصوص ديننا من أجلهم أم ماذا؟ طلعوا الآن الحرية الجنسية الحرية الشخصية زواج الرجل بالرجل زواج المرأة بالمرأة، خذ بويضة من امرأة ازرعيها في امرأة ثانية خذ حيواناً منوياً من رجل ضعه في غير زوجته، اثنان يتزوجان يستأجروا رحم امرأة، شيء ولا البهائم ما فعلته والله العظيم البهائم ما فعلته، بنوك الحيوانات المنوية، بنوك البويضات، واحد يريداً ولد اشتر حيواناً منوياً يضعه في الرحم، استئجار أرحام، ما هذا الانحدار الذي انحدرت إليه البشرية؟ اختلاط أنساب، لا عد يعرف أيش أبوه من أمه، يقول واحد مسلم كان يبيع لهم، يقول: أنا اكتشفت أن عندي ثلاثة وسبعين ولداً بيولوجياً، ثم يأتي يقول في السؤال يوجّه لنا سؤالاً: أنا عليّ نفقة؟ هم ينسبون إليّ أو لا؟ أنا بعتهم حيوانات في بنك الحيوانات المنوية! شيء مخزٍ لدرجة انحطاط.

ثم هؤلاء الناس إذا جلسوا يحرمون محرماً؟ عندهم يحرمون الفاحشة مثلاً؟ يحرمون الخمر مثلاً؟ كل شيء انتهى.

ربعي بن عامر يقول لرستم: "الله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام" [البداية والنهاية ط هجر: 9/622].

 وهؤلاء يريدون التحلُّل، انسلاخ من الدين، لا يتقيد بحلال ولا حرام ولا حجاب، وعُري وفواحش وشذوذ، انحطاط أخلاقي، كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ [الأنعام: 125]، من كفر إلى زندقة إلى انحلال، الله هو الذي له الحكم، كان واحد من الصالحين مر على دار ببغداد فسمع الملاهي وأصوات الغناء تخرج من الدار فنادى الجارية جارية صاحب البيت، قال: صاحب هذه الدار حُر أم عبد؟ قالت: بل حُر، قال: صدقت، لو كان عبدًا لخاف من مولاه هو يقصدها، فسمع صاحب الدار قال: أعد عليّ كلامك أعاد عليه، فبكى، قال: عبد وتاب على يديه، يعني هو عبد لله.

التحرر من عبودية الله يؤدي إلى جهنم  وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ  [الأحزاب: 36] ، نحن خسرنا بالتمييع أشياء كثيرة، خسرنا هويتنا، خسرنا الدعوة إلى الله ، خسرنا عزة هذه الأمة، صرنا أذلاء، صرنا أتباعًا، صرنا نخافهم ونرهبهم، وما يعطوننا إياه نأخذه، والله قال:  وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ [الحشر: 7]، ما قال: وما آتاكم الكفار فخذوه، غفلنا عن حقيقة الصراع بيننا وبينهم، نْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ  [الممتحنة: 2]، بعد ذلك لو كانوا أقوى في الماديات وأكثر منا في التقنية وفي الزراعة وفي الصناعة وفي التجارة، وصلوا الفضاء والكواكب، هل سيدفعنا الإعجاب الزائد بهم إلى تقليدهم التقليد الأعمى في العقيدة والفكر والمنهج واللباس والأعياد وإلى آخره؟ ما المانع أن نأخذ منهم أسباب القوة دون أن نأخذ كفرهم؟ ونأخذ تقنيتهم دون أن نأخذ لباسهم وأعيادهم؟ وأن نأخذ الأنظمة التي طوّروها دون أن نأخذ أخلاقهم وعاداتهم؟ ما المانع؟ هكذا قمصانهم تُباع في أسواقنا، مكتوب عليها ؟ sister for sell هذه أهونها هذه عبارة مؤدبة، تعني: صاحبة هذا القميص للبيع، فتاة للبيع، وهذا قميص اتبعني، وهذا قبّلني، قمصان قلة أدب وفنايل تلبسها الفتيات والشباب ويمشون وراء بعض في المولات،كذا نأخذ ما عند القوم بحلوه ومره وكفره،  الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ  [النساء: 139]، يا جماعة صور عبدة الشيطان، شعارات عبدة الشيطان صارت على قصمان شبابنا وفتياتنا، البويات تبعوهم في الشذوذ، حتى طلاء أظفار لماع في الليل، فعلوه، وضع للذكر قرط أذن، هذه من حِلْية المرأة وضعوها في الذكور، اتبعوهم، حِلق في الشفاه وضعوها، في السرة وضعوها، في جفن العين وضعوها، مُثْلة وضعوها، تشويه وضعوها، وراءهم وراءهم، أي شيء؛ بنكس، مارينز، قصات، رسم على هذا، قزع حلق بعض الرأس وترك بعضه، وراءهم، تشبّه بهم  من تشبّه بقوم فهو منهم  [رواه أبو داود: 4031، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 6149]. 

بعد ذلك هل هذا شكل أو منظر؟ أحياناً يرسمون صورة وجه على القفا، لا تعرف وجهه من قفاه، لا ذوق، لا أخلاق، لا عقيدة، لا دين، لا إيمان، نمشي كالعيمان وراءهم، هذا ابتلاء الله ابتلانا بهم، نحن الآن ما عشنا في عصر غلبة المسلمين وعصر هارون الرشيد، لكن إذا الله ابتلانا وعشنا في زمن فيه ضعف المسلمين، نسينا العقيدة والدين والتميُّز بالشخصية الإسلامية والولاء والبراء، نسينا هذه، تشبهنا وضعنا وقلدنا تقليداً أعمى، إرجاف المرجفين إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ [آل عمران: 175]، هذه طرق إبليس  لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ [النور: 21]،  فِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ  [التوبة: 47] هناك ناس تدافع عنهم بالطول والعرض ويلتمسون لهم الأعذار، والله مضحك جداً، زلزال نيبال، صور تماثيل بوذا محطمة مكسرة مرمية على الأرض كتبنا تعليقًا، الله أمر بأمر هذا الزلازل دفعت الأصنام عن نفسها؟ لا، لما جاء أمر ربك دفعت الأصنام عن نفسها؟ لا، جاء واحد قال: ما يدريكم بوذا يمكن نبي، أنت تعرف في أي شريعة نبي؟  جواز عبادة التماثيل جواز عبادة الأصنام من دون الله، فيه وحي أنزله الله على أي نبي في العالم يبيح هذا؟ الإنكار على هذا ولا عبدة الأصنام، وأن الأصنام لما جاء الزلازل ما دفعت عن نفسها سقطت كسرت راحت تلفت ما دفعت عن نفسها أكبر دليل على عجزها، وأكبر خزي لأصحابها الذين يعبدونها أنها ما دفعت عن نفسها، انكسر الرب تبعهم، انكسر راسه، نزل الرأس بقي الجسم أو كله صار في النفايات؟ يأتي واحد يقول: هذه آثار إنسانية، الرسول ﷺ ما ترك تمثالاً ولا صنمًا، يوم فتح مكة، كسر كل التماثيل والأصنام، صارت الآن عندك أنت، أنت على ملة أهدى من محمد ﷺ؟ تريد تحتفظ بها في المتاحف وتضعها وتقول: هذه آثار الإنسانية مخرجات الإنسانية، أين تطبيق الدين الذي تعتنقه؟ بعد ذلك هذه فيها ذلة وهوان، التمييع، الغفلة عن السنن الكونية، إذا صار شيء قلت: والله يا جماعة الله يحذرنا أن هذا الزلازل هذا الإعصار هذ الغبار العواصف العواصف الغبارية هذه الفيضانات هذه الأوبئة بالذنوب، فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ [الشورى: 30]، يأتي ليقول: لا تدخل الدين في الموضوع هذه طبيعة! هذا هو الإلحاد؛ أن الطبيعة خلقتنا، والطبيعة فعلت، والطبيعة فعلت، يدسونها أحيانًا، هناك مشاهد نشر ناشيونال جيوغرافيك وغيرها، الطبيعة أمنا، أمنا يعني: أمنا التي خلقتنا وأمنا التي وهبتنا وأمنا التي رزقتنا؟ يعني  أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ  [الطور: 43]،  اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ  [الرعد: 16]،  فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ  [لقمان: 11]، الله خلق الطبيعة، نحن أمة ما لنا أمجاد؟ ما لنا بطولات؟ ما لنا قادة فتوحات؟ ما لنا أئمة؟ ما لنا علماء؟ ما لنا أبطال؟ ما كان منا خالد وأبو عبيدة وعمرو بن العاص وعقبة بن نافع  وطارق بن زياد وموسى بن نصير وهارون الرشيد، ما كان منا أهل العدل وأهل الجهاد وأهل العلم وأهل البصيرة، وعقبة بن نافع، كيف فتحوا شمال أفريقيا وفتحوا الهند؟ محمود الغزنوي، وصلت جيوش الفاتحين إلى قرب الصين، والعثمانيون وصلوا إلى النمسا فرنسا الحدود هناك، وهذا مدفع محمد الفاتح الذي قصف به أسوار قسطنطينية، بالله عليكم لو كنا نعيش في ذلك الوقت كم سيكون في نفوسنا من العزة وقد اخترع المسلمون مدفعا عملاقاً يدكون به أسوار مدينة الصليب حتى فتحها الله ، نحن أحياناً لا نأخذ بأسباب القوة، لا نتفقه في ديننا كما ينبغي، ولا نعتز بتاريخنا كما ينبغي، والله لو تقول للولد: عد لي عشرة لاعبين وعد عشرة مبشرين بالجنة سترى النتيجة المخزية، حتى نحن تجد أحياناً شباباً في لهو ولعب حتى على المستوى الدنيوي، الإتقان قليل، انظروا المباني فيها غش والمواصفات فيها لعب والرشاوى شغالة والنجاح بالواسطة، اليابان تسعة وعشرين ألف براءة اختراع في 2008، في الوقت الذي كانت الدول العربية كلها براءة الاختراع فيها 173 براءة اختراع فقط، اليهود ينفقون على تعليم الفرد 2500 دولار  ما  تنفقه الدول العربية لا يتعدى 340 دولار في المعدل!، يصرف على البحث العلمي 4,5% من الناتج القومي عند اليهود، الوطن العربي كله لا يصرف إلا 0,3% ، يعني ما توصل إلى 1% من الناتج القومي على الأبحاث، لا تكاد توجد جامعة عربية ضمن قائمة أفضل 100 جامعة عالمية، فيكون الواحد لا دين ولا دنيا، مصيبة والله مصيبة، وبعد ذلك أين علو الهمة؟

فلا تشتغل إلا بما يكسب العُل ولا ترضى للنفس النفيسة بالدني

  إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفاسفها [رواه الطبراني في الكبير:2894،  والبيهقي في الشعب: 7647،  وقال ابن الهيثمي: رواه الطبراني، وفيه خالد بن إلياس، ضعفه أحمد وابن معين والبخاري والنسائي، وبقية رجاله ثقات]. كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ  [آل عمران: 110].

هذه مرتبة، رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [يونس: 85]، يعني: لا تفتّنا بهم ولا تسلطهم علينا، ولا تعذبنا بأيديهم؛ حتى يقولوا: لو كان هؤلاء على الحق ما أصابهم هذا، أو نكون على سوء من الأخلاق فنصدهم عن الدخول في الإسلام، خسرنا كثيرًا بسبب تمييع الهوية الإسلامية، خسرنا أخلاقاً، خسرنا عفّة، خسرنا الفضائل، عندما يتصل سائق تاكسي على المركز الإسلامي في مدينة في الغرب يقول: هنا واحد من جماعتكم في الشارع أظنه مدمن مخدرات ساقطاً أو في حانة خمر مرمي عند الباب، لكن شكله من عندكم تعالوا خذوه، صار الواحد يستحي يقول: اسمي محمد وإلا اسمي أحمد، عندما تذهب المبتعثة تريد ترفع الحجاب تريد تختلط تريد كذا، صار الدين قيود، تقول: الوضع لا يتحمل تغطية الوجه، لا يتحمل، وما الذي جعلك تذهبين إلى مكان لا يتحمل هذا، يجوز أن تذهبي إلى بلاد الكفار؟ ما هي الضرورة؟ وغير ما ينشأ بعد ذلك من الاختلاط من أنواع الحرام، ومن التنازلات، دعونا قي حفلة ما نلبيهم، عيب، نحن أحيانًا يذهب بعضنا المؤتمرات، بالله عندما يذهب واحد مسلم يقول: أنا حافظتُ على لباسي على المؤتمر لألفت النظر ليسألوني أنت ماذا؟ دعوية، ذهبت أبحث على واحد شكله عربي أجلس بجانبه في المؤتمر، جلست بجانب شخص توسّمت أنه عربي وكان عربياً، لكن ماذا قال لي أول ما جلستُ؟ قال: قم لا تحرجنا، ابعد عني لا تحرجنا، يقول: لما جاء وقت الصلاة ذهبت أذّنت وصليت في الزاوية ولا واحد جاء وصلى معي والمؤتمر فيه أكثر من مسلم، ولا أحد قام وصلى، لهذه لدرجة صار ديننا رخيصًا نبيعه، هويتنا الإسلامية، شخصيتنا الإسلامية رخيصة نبيعها نتنازل عنها، والله لو تمسكنا بها خير لنا وقوة وهم سيعجبون بنا، بل ستكون وسيلة دعوة لهم، هناك كفار أسلموا من حجاب امرأة مسلمة، وهناك كفار أسلموا نتيجة أنهم رأو مسلمًا يصلي في زاوية في المطار، وهناك كفار أسلموا؛ لأنهم شافوا ثياب المسلمين التي تأتي على المغسلة غير ثيابهم هم في النظافة والطهارة، وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ [غافر: 25]، يا جماعة لو اعتصمنا تغلبنا، لا بد أن نرسخ الإيمان والعقيدة في النفوس الناشئة، الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب؛ ماذا فعلتِ مع أولادك؟ ماذا فعلنا مع الناشئة الصغار؟ عمّقنا الانتماء للإسلام؟ هل عمقنا الاعتزاز بالدين؟  هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ  [الحج: 78]،  صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً [البقرة: 138]. ربوا أولادكم عليها.

انتصب رجلان على عهد موسى فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان، حتى عدّ تسعة فمن أنت لا أم لك قال: أنا فلان بن فلان ابن الإسلام، فأوحى الله إلى موسى أن هذين المنتسبين، أما أنت أيها المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم، وأما يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة" لأن هذا قال أنا فلان بن فلان ابن الإسلام، وهذا قال: أنا فلان بن فلان بن فلان بن فلان وآباؤه في جاهلية.

وقال عمر : "إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغيره أذلنا الله" [رواه الحاكم في المستدرك: 207، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين]،  لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ  [الأنبياء: 10]، يا جماعة فيه شرف وفخر لنا، وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون: 8].

ثالثاً: لا بد من التربية على الاعتزاز بالعقيدة في المواقف حتى في مواقف الشدة.

النبي ﷺ وهم يساومونه ويضغطون عليه وأتوا أبا طالب ليضغط عليه، قال: ترون هذه - يعني الشمس - قالوا: نعم، قال: فما أنا بأقدر على أن أدع ذلك منكم على أن تستشعلوا منها شعلة  [رواه الطبراني في الكبير: 511، وأبو يعلى الموصلي: 6804، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة: 92].

يعني: لو أتيتم لي بشعلة من الشمس ما أدع لكم هذا الأمر ومستحيل أحد يقرب من الشمس حتى يجيب منها شعلة، في غزوة أحد كثرت الجراحات وكثر القتل في المسلمين والنبي ﷺ شُجّ وكُسرت رباعيته وقُتل سبعون من أصحابه، ويعلن أبو سفيان مفتخرًا: أُعلُ هُبل أُعلُ هُبل، والنبي ﷺ يقول: ((أجيبوه)) ما نقول؟ قال:  قولوا الله أعلى وأجل  يقول: لنا العزى ولا عزى لكم، النبي ﷺ قال: ((أجيبوه)) قالوا: ما نقول؟ قال:  قولوا الله مولانا ولا مولى [رواه البخاري: 3039]. لكم عزة افتخار حتى في الموقف الذي حصلت فيه هزيمة لكن هذه هزيمة دنيوية وليست هزيمة نفسية، ولا هزيمة الإيمان في النفوس، هذا ابتلاء والإيمان قوي لما افتخر بآلهته وشركه افتخرنا بربنا وديننا، لما يفتخرون بقوانينهم وأنظمتهم، نفتخر بشريعتنا وأحكامنا، هو يعرف يقسّم مواريث؟ والله يعطي الإرث للكلب، يقول: أنا ذهبت للمحامي وسجلت للكلب، هم يعرفون أحكام الطهارة أو النجاسة؟ عندهم استنجاء عندهم استجمار؟ أما يقفون في هذه المباول يتبولون يرفع ثيابهم عليها لا غسل نجاسة ولا شيء، ولما هاجر الصحابة أجدادنا إلى الحبشة لما دخلوا على النجاشي كيف كان الموقف؟ دخلوا يرتجفون متوسلين، مع أنهم هربوا بدينهم؟ أبداً، قالوا: "بعثنا رسول الله ﷺ إلى النجاشي ونحن ثمانين رجلاً، وقريش بعثت رجلين في أثرهما ليردوهما، قام جعفر خطيبًا، مندوبو قريش قالوا للنجاشي: هؤلاء لا يسجدون لك، يحقّرونك، قال: مالكم لا تسجدون للملك؟ قالوا: إنا لا نسجد إلا لله  قال: وما ذاك قال: "إن الله بعث إلينا رسوله ﷺ، وأمرنا ألا نسجد لأحد إلا لله - عز وجل -، وأمرنا بالصلاة والزكاة..." [رواه أحمد: 4400، وابن كثير في البداية والنهاية: 4/173].

عدّد فضائل الإسلام، عدد فضائل الدين.

أبو بكر الباقلاني لما قالوا: نضع له بابًا يدخل ويركع غصبًا عنه، هذا الباب قصير لازم ينحني ويركع دخل بظهره دخل بقفاه على ملكهم وراح إلى أكبر صليب قال: كيف أهلك وأولادك؟ ثاروا قالوا: هذا البابا هذا العظيم هذا فوق مستوى الشهوات، كيف تقول: كيف أهلك وأولادك؟ ما له أولاد ولا زوجة، هذا فوق مستوى الشهوات.

قال: ويلكم نزّهتم صاحبكم عن الزوجة والولد ولم تنزّهوا ربكم عن الزوجة والولد؟ 

قالوا: سمعنا قصة أن زوجة نبيكم ذهبت مع واحد وصار بينهم أشياء؟

قال: قد برّأها الله من فوق سبع سماوات، كما برّأ مريم بنت عمران التي تعرفونها، لكن مريم كان لها ولد وعائشة لم يكن لها ولد، ولا كلمة، هناك عزة وفقه هناك علم، هناك إيمان.

لما قدموا للشيخ في المحكمة في أيام أتان الترك الملعون، قال: خذ هذه العمامة والبس البرنيطة، رفض الشيخ قام هذا القاضي الكافر الفاجر قال: أنت أيها الشيخ المسفسفط لأجل قطعة قماش تعمل قضية، هذا قماش وهذا قماش، ما الفرق؟ العمامة قماش والبرنيطة قماش؟ قال: أيها القاضي انظر إلى العَلَم خلفك تبع بلدك، ما رأيك نبدلك إياه بعلم إنجلترا؟ وإذا ما قبلتَ فهي سفسطة، هذا قماش وهذا قماش؟ ولا كلمة، فأعدموه وقتلوه رحمه الله، لكن موقف يمكن ينال به الجنة.

التمسك بالقرآن الكريم

00:36:10

من الوسائل في مقاومة التمييع: لا بد أن نتمسك بالقرآن الكريم، فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ  [الزخرف: 43]  وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا [آل عمران: 103]، ثم لا بد أن نتمسك باللغة العربية ونعلّم أولادنا اللغة العربية، وليس اللغة الإنجليزية فقط، أو نركز على الأجنبية، أولادنا في المدارس الأجنبية، نشئوهم على التوحيد، على الثقة بالإسلام والدين، على سير الصحابة والافتخار بأبطال الإسلام

                                                   أولئك آبائي فجئني بمثلهم

أين اعتزاز البنات بالحجاب؟ أين هو من البداية؟

أختم لكم في دقيقة لبعض الصور نعلق عليها؛ شخصية حفلة تنكرية، افعل مثلهم، تسأل ما تسأل القناع ما حكمه؟ لا يوجد، تأتي على هابي نيو يير وعلى رأس السنة الميلادية وفي بلاد المسلمين، واحتفالات وأنوار وطفّي الأنوار قبل الساعة اثنا شجرة عيد الميلاد، النجوم، هذه الشموع فيها عقيدة نصرانية أن الشمعة هذه الشمعة أنه ذهبت سنة وجاءت سنة طفي الشموع وولع الشموع، فيها اعتقادات، هذه شموع النصارى فيها من اعتقاداتهم وغير حتى النصارى لهم اعتقادات في الشموع، ونحن نأتي نشعل مثل ما يفعلوا، وضعوا شموعاً في القبر، وضعوا شموعاً في حفلة عيد ميلاد وضعوا شموعاً في حفلة رأس السنة وضعوا شموعاً شمعة دانات ثلاثية، دبلة، قال: هذه الأب الابن الروح القدس ضع يحطوا على اعتقاد أن روحه تحل في روحها وهي تلبسه وهو يلبسها الدبلة المعينة هذه الخاصة المكتوب عليه اسمها محفورة عليه اسمه ليست التي فيها الفص التي فيها الفص، لا مانع، البس خاتماً، الخاتم ليس حرام، لكن هذه الدبلة الخاصة بهم التي تنمُّ عن اعتقاداتهم، جاء عيد الحب هات ورود حمراء بالله لا حقائب حمراء ولا مناشف حمراء ولا ورود حمراء والدفاتر حمراء والمناشف حمراء والمناديل حمراء، والله شيء مؤلم لكن نحن ما زال عندنا ثقة  لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة  لا تزال موجودة و  لا الله يزال يغرس في هذا الدين غرسًا يستعمله في طاعته  [رواه أحمد: 17787، وابن ماجه: 8، وابن حبان: 326، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير:7692]. 

إلى يوم القيامة، ولا زال في المسلمين من يتبّع الحق ولا زال فيهم من يتمسك به والحمد لله، ولا يزال هناك دعاة وداعيات، ولا يزال هناك من يتعلم السنة والقرآن، ولا يزال هناك من على عقيدة السلف، ولا يزال هناك من يتخلّق بأخلاق الإسلام، ولا يزال هناك حجاب في المسلمات، ولا تزال هناك عفّة وطُهْر ونقاء وعفاف والحمد لله نريد هذا أن ينطلق  نريد أن يكثر وأن ينتشر . نختم بدعاء: رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ  [آل عمران: 16]، رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ [آل عمران: 193]، اللهم ثبّتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، اللهم اجعلنا مستمسكين بشرعك آخذين به يا رب العالمين، واجعلنا ممن يعتزون بهذا الدين، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  [الصافات: 180 - 182].