مقدمة
أنتم أيها الإخوة قادمون ضيوف علينا أرحب بكم، وأسأل الله أن يجعل هذا المجلس مجلسًا مباركًا، وأن يجعل فيه نفعاً وخيراً وبركة بحوله وقوته، وكلمة قصيرة قبل أن نرى ما لديكم من الأسئلة؛ لأن هذه اللقاءات الأهمية فيها في الأسئلة أكثر ربما من الكلمة التي تقال في مطلع هذا اللقاء، وينبغي إتاحة المجال للشباب لكي يسألوا ويطرحوا ما لديهم من الأفكار والتساؤلات الموجودة، وينبغي أن يتربى الشباب على طرحها، لأن كون الشخص أو الشاب يستهلك فقط دون أن ينقد أو يسأل أو يناقش ليست ظاهرة صحية، ولا نعني بقضية المناقشة هو الاعتراض أو الجدل العقيم، نحن لا نريد من الشباب أن يكونوا مجادلين بالباطل، أو أنهم يضيعون الوقت في مناقشات عقيمة لا نفع منها، لكن نريد منهم أن يسألوا، وأن يبيّنوا ما عندهم من الآراء، وأن يطرحوا ما لديهم من شُبهات أو استفسارات أو تساؤلات تعالج كثيرًا من القضايا التي تكون موجودة في الأذهان، وتمر عليها الأيام أو الشهور والسنين دونما علاج أو دون وجود إجابات واضحة على هذه التساؤلات.
الوصية للشباب بعبادة الله تعالى
أما بالنسبة للكلمة القصيرة أو البسيطة التي اريد أن أقولها لكم فألخصها بهذه الوصايا لكم؛ وهذه الوصايا منطلقة من الواقع الذي نعيش فيه، فمما ينبغي على الشاب المسلم الاهتمام به:
أولاً: موضوع؛ العبادة عبادة الله وهو الذي من أجله خلق الإنسان، لعبادة الله هو الذي قال الله فيه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56]، فالله خلق الخلق لعبادته، وكثير من الشباب مفرّطون في العبادة وعندهم نوع من القسوة في القلب نتيجة التفريط في هذه العبادة، وكذلك نوع من اليبوسة والران الذي يكون على القلب نتيجة الابتعاد عن الله ، أو عدم جودة الصلة بالله عز وجل.
ولذلك فينبغي أن نذكّر الشاب بأمور منها:
المحافظة على الواجبات والمستحبات
أولا: أنه ينبغي أن يحافظ على الواجبات كالصلوات في أوقاتها، وصلاة الجماعة في المسجد على تفاوت هذه الواجبات في المراتب، لكن لا بد أن يحافظ على الواجبات، والصيام والعمرة الواجبة والحج الواجب، هذا لا بد أن يقوم به، وكذلك ينبغي أن يفعل المستحبات لكي يزكِّي نفسه؛ لأن فعل الواجبات يسقط الفرض عنه ويكون مصدرًا للثواب، وفعل المستحبات يكون فيه أجر ومصدر للثواب، وإن كان غير مطلوب منك على وجه الوجوب والفرضية لكنه مهم، ولذلك لو أخذنا مثلا قضية: المال، صحيح أن فيه الزكاة الواجبة، لكن الصدقة أيضاً القول بوجوبها قول قوي، وكان ﷺ يأمر بالصدقة في مناسبات خصوصًا عندما يكون هناك كسوف أو خسوف، فأمر ﷺ بالصلاة والصدقة والدعاء، والذي ينبغي على الشاب أن يلاحظه في قضية العبادات أشياء منها:
أولاً: أن يقدِّم الواجبات.
ثانيا: أن ينوِّع العبادات.
فيكون عنده صلوات، صدقات، صيام، قراءة قرآن، ذكر الله، الدعاء، وبقية العبادات الأخرى، التي تشمل بر الوالدين وصلة الرحم ونحو ذلك، والإحسان إلى الجيران، ثم إن كل بند من البنود في هذه العبادات تتنوع، فمثلا الصلاة النافلة ليست نوعًا واحدًا، فهناك صلاة الضحى والسنن الرواتب وقيام الليل، حتى الصلوات المرتبطة بمناسبات معينة مثل صلاة الاستخارة، ركعتي التوبة، سنة الوضوء بعد الوضوء، تحية المسجد، صلوات متعددة الأنواع، حتى نفس الموضوع الواحد، مثلاً قيام الليل له عدة كيفيات وعدد من الركعات، ركعة ثلاثة خمسة سبعة تسعة، أو مثلاً يسردها جميعًا بتشهُّد واحد، أو يصلي مثنى مثنى، ويوتر بواحدة، أو أربع وأربع ففيها عدة كيفيات، صلاة الضحى ثنتان أو أربعة أو ثمانية، الصلوات نفسها والنوع الواحد من الصلوات يتفاوت ويتعدد هذا فيه حكمة، وهي قضية عدم الملل، عندما تتنوع العبادات وتتنوع كل عبادة، الصلاة لها أنواع، العبادات تتنوع فمثلاً الصلاة، الصيام، الصدقة، قراءة القرآن، وحتى الصلاة تتنوع إلى نوافل، وحتى النوع الواحد من نوافل الصلاة متنوعة، وهذا من أسرار التشريع أن النفس لا تمل؛ لأنها لو كانت على وتيرة واحدة دائمًا يحصل فيه نوع من الملل وتتحول العبادة إلى عادة، لكن حتى لا تتحول العبادة إلى عادة وجد التنوع هذا في العبادات الذي يعمل نوعًا من التجديد في نفس الشخص، وسبب وقوع الشباب في المعاصي والفسوق وأنواع من المجادلات أو القطيعة بين الإخوة أو الانحراف ونحو ذلك هذا من أسبابه: أنهم يهملون في موضوع العبادات إهمالاً واضحاً.
احتساب الأجر والشعور بالاحتساب
ومن الأمور التي تعين الشاب على البقاء في العبادة وعدم تحولها إلى عادة؛ لأن تحول العبادات إلى عادات خطير، المسألة تفقد العبادة لذتها، من الأمور التي تعين على ذلك احتساب الأجر والشعور بالاحتساب، يعني نفترض مثلاً هذا عاشوراء الذي مر الذي قال رسول الله ﷺ: صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله [رواه مسلم: 1162]، فعندما يصومه الشخص وهو محتسب الأجر؛ أنه يريد من وراء الصيام تكفير ذنوب سنة كاملة يختلف عما لو يصومه الشخص تقليدًا لمن حوله، أو لأن الشباب كلهم صائمون إذن سنصوم، هناك فرق كبير في الشعور بلذة العبادة وبالأجر المتحصّل عليه منها وأثرها في النفس بعد قيامه بها، غير عندما يصومه تقليداً للآخرين أو إفطار جماعي، ينبغي عليه أن يصومها وهو يحس بالأجر الموجود فيها ويحتسب الأجر ويرجو أن يثبت له عند الله؛ إني احتسب على الله أن يكفِّر السنة الماضية وهكذا فإذن احتساب الأجر وتذكر إذا كان العمل له أجر معين في الشريعة يتذكره أثناء القيام به، هذا مهم في منع تحولها إلى عادة فمثلاً: ما يمشي الإنسان إلى المسجد إلا له: بكل خطوة يخطوها إلى المسجد حسنة ويُرفع بها درجة ويُمحى بها عنه سيئة [رواه مسلم: 654]، وفي رواية: ذاهبًا وراجعًا [رواه أحمد: 6599، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 299]. هذا ينبغي أن يفكر فيه، أن يفكر في الثواب أثناء القيام بالعبادة، مثلاً ما جلس ينتظر الصلاة فهو في صلاة، فينبغي حال جلوسه في المسجد أن ينتظر في الصلاة، أن يتفكر في الأجر ويحتسبه عند الله، ويرجو من الله أن يُثبت له هذا الأجر، هذه قضية مهمة تمنع من تحوُّل العبادات إلى عادات.
هذا الموضوع قد يطول، نقتصر على هذا الجزء منه وندخل في موضوع آخر من الأشياء المهمة للشاب المسلم بطبيعة الحال أن يحرص على طلب العلم وطلب العلم هذا الكلام فيه طال كثيراً لأن طلب العلم مهم، وتكرر الكلام في الموضوع وعدد من المحاضرات والكتب في قضية طلب العلم، لكن الآن لن نتكلم عن قضايا تفصيلية، إنما هناك ملاحظات في موضوع طلب العلم؛ القضية الأولى: أن كثيرًا من الشباب في مسألة طلب العلم يقولون: نريد أن نطلب العلم، نريد حلقات علم، نريد برامج، نريد كتباً، نريد أوقاتاً، نريد شيوخاً، نريد مجلساً، نريد نفعاً، فهؤلاء الشباب الذين يتملكهم الحماس في موضوع طلب العلم ينبغي عليهم أن يتذكروا أمورًا:
الأمر الأول: أن أهم الأشياء في طلب العلم بعد الإخلاص: مسألة المجاهدة وعلو الهمة والمصابرة في الطلب؛ لأن كثيراً منهم يتحمسون ويطلبون أشياء، فإذا بدأ الجد وثارت الأمور تخلّف بعض القوم، وإذا دارت عجلة الزمن أكثر تخلّف قوم آخرون من الركب، وفي النهاية لا يبقى عندك من الطلبة أو من الشباب الحريصين على متابعة حلق العلم أو الحفظ والقراءة والمراجعة إلا نزر يسير؛ لأن طلب العلم قضية محببة، لا يوجد واحد تطرح موضوع طلب العلم وإلا يأتي أعداد من الشباب؛ لأنا لو وضعنا عنوان محاضرة مثلاً: "كيف نتحمس لطلب العلم؟" أو: "كيف تكون طالب علم ناجحًا؟" أو إلى آخره، "المنهج في طلب العلم" "طالب العلم والشيوخ"، "طالب العلم والقراءة" ، "طالب العلم والحفظ"، "طالب العلم والأقران" ، "طالب العلم والمنهج" طالب العلم .." يأتي عدد كبير من الشباب لحضور الدرس، لكن عندما تأتي إلى الممارسة الواقعية فإنه لا يثبت في مضمار الطلب إلا أعداد بسيطة؛ لأن قضية طلب العلم فيها صعوبة تحتاج إلى مجاهدة نفس ولذلك دائماً نقول للشباب: يا شباب لا تطالبوا بمشايخ وبرامج ومواضيع، تشترون كتباً وأنتم ما عندكم همة لمواصلة المشوار، الشيء الأساسي في طلب العلم بعد الإخلاص هو قضية المصابرة في الطلب، المجاهدة، حمل النفس، الصبر، حبسها على المواصلة، العكوف على الكتب أو في الحلق، الانتباه، التركيز.
البدء بصغار العلم قبل كباره في طلب العلم
المسألة الثانية: أن كثيرًا من الشباب لا يعرفون كيف يبتدئون في الطلب، فقد يحضر حلقة غير مناسبة أكبر من الوضع الذي هو عليه ذهنه واستيعابه، ولذلك يفشل؛ لأنه يحس أن هذا الموضع صعب، وقد يدفعه إلى ذلك تقليد شخص معين، فمثلا يقول: مادام أن فلاناً يذهب أنا أذهب أيضاً إلى هذه الحلقة، أصول الفقه، ندرس أصول الفقه، يا أخي فيه أشياء أسهل من أصول الفقه تحتاج إليها، تحتاج أشياء في التفسير، في الحديث، في العقيدة، أحيانًا في الأخلاق والسلوك والرقائق، فيقول: لا، أنا على مستوى، لماذا فلان أحسن مني يحضر أصول الفقه وأنا ما أحضر أصول الفقه؟ لا، أنا أحضر أصول الفقه، أنا أبوها، فهذا الاندفاع الذي قد يكون مصحوبًا بنوع من غرور النفس ليس أمراً محموداً؛ لأنه سرعان ما يرتد على عقبيه، ولذلك ينبغي أن يحصل هناك استشارة في طريقة الابتداء، أو هذه الحلقات الموجودة في البلد لهؤلاء المشايخ في هذه المساجد المناطق المختلفة، ما هي أنسب حلقة نواظب عليها؟ هذا سؤال مهم؛ الآن مع انتشار الصحوة وزيادة المشايخ وازدهار الحركة العلمية نوعًا ما تزداد الحلقات وتفتح حلقات جديدة ويبرز مشايخ جدد في الساحة فنحضر لمن؟ هذا سؤال مهم، ما هي الحلقة المناسبة لي أحضر فيها؟ ثم المسألة الثالثة : أن الشاب ينبغي عليه أن يعيد ما سمعه ويعيد قراءة ما أخذه؛ لأن هذه القضية تركز في الذهن أشياء كثيرة فأنت بالتجربة لو أنك سمعت شيئاً في مجلس وسمعت كلاماً بعد انتهاء المجلس تستطيع أن تعيد مثلا 70% من الكلام بعد مضي شهر، يمكن ما تستطيع أن تعيد ولو 5% من الكلام بعد فترة طويلة، قد تنسى كل الكلام أو تذكر شيئاً يسيراً، يعني لو أنا قلت لك: هل حضرتَ مجلساً للشيخ فلان في الرياض؟ ربما تقول: نعم حضرت، ماذا كان فيه؟ تقول: والله أذكر أنه شرح أصول وحديث وفقه ومواريث، أقول لك: ماذا كان في تلك الحلقة من معلومات في المواريث؟ أيش شرح ميراث الجد وإلا مسألة المشركة أو الأنصبة؟ أو ماذا شرح في موانع الإرث؟ ما هو الدرس بالضبط؟ كان عن ماذا؟ ربما أنت لا تذكر من الأسباب لعدم التذكر أنه لم يحصل هناك مراجعة بعد الدرس ثم لم يكن هناك كلام في موضوع الدرس بعد ذلك، يعني القضية ما طرحت مرة أخرى، ولذلك بعض المشايخ يحفظون الأحاديث بالرواة بالإضافة إلى أنه يراجع ويقرأ الكلام أكثر من مرة في أكثر من مرجع أحيانًا أنه يُسأل فيجيب، فدائمًا استفرغ المادة، يعني يضطر إلى أن يقولها مرة واثنين وثلاثة وخمسة وعشرة، ولذلك يحفظها المدرس الذي يدرس لشعب مختلفة، هو يحتاج يحضر مرة واحدة في الدرس الأول والدرس الثاني والثالث والخامس والعاشر هذه كلها دروس صارت بسيطة؛ لأنها مكررة بالنسبة له، فصارت محفوظة، حافظ المنهج بعد سنة أو سنوات من تدريس المنهج يكون قد حفظ المنهج ولذلك لا يحتاج أن يراجع إلا شيء يسير، لكن لو أنه يدرِّسه لأول مرة الآن خذ واحداً من الشباب، وقل له: حضِّر لي موضوعاً عن ابن تيمية - رحمه الله -، أول مرة يجيب الكتب أو يجيب البحث اللي أعده ويضعه أمامه ويقرأ تقريباً قراءة؛ لأنه لو رفع نظره إلى الشباب ضاع المعنى، أو لو أنه أعرض عن الكتاب ما عرف تاريخ الميلاد، ولا متى دخل السجن؟ ولا ما هي المؤلفات؟ ولا اسم قائد التتر الذي واجهه، لا بد أن يرجع إلى الأوراق، المرة التي بعدها لو قدّم الموضوع مرة ثانية سيكون الرجوع أقل، يكتفي بأن ينظر بين فترة وأخرى إلى الأوراق المرة الثالثة، قد يستغني تقريبًا عن الأوراق، يبقى أشياء يسيرة كذا بين فترة وأخرى يرجع إليها المرة الرابعة، قد يلقيه من غير أوراق أصلاً، ولذلك تكرار الإلقاء والعرض من أسباب تثبيت العلم.
الوسط الذي يعيش فيه الشاب
نكتفي بهذا القدر من قضية ما يتعلق بطلب العلم، وننتقل إلى مسألة ثالثة؛ وهي قضية الوسط الذي يعيش فيه الشاب، الشاب يحتاج بالإضافة إلى تقوية جانب العبادة في نفسه، وجانب طلب العلم يحتاج إلى مسألة الاعتناء بالوسط الذي يعيش فيه، ونحن نؤمن من خلال الممارسة والمعيشة الموجودة الآن في وسط هذه المغريات الموجودة أيضاً حوالينا والمصاعب والفتن، سواء كانت فتناً فكرية أو فتناً تتعلق بالشهوات، هذه الفتن تجعل الإنسان مرغمًا أو مضطرًا أن يكون مع مجموعة من الناس؛ لأنه لا يستطيع أن يواجه المجتمع لوحده، المجتمع فيه من التعقيد ما لا يمكن مواجهته بشخص منفرد، لا بد أن تواجه المجتمع من خلال جماعة، لازم تواجه المجتمع من خلال وسط، من خلال إخوة يشدون من أزرك ويقوونك ويثبتونك، لازم يكون فيه وسط له منهج تستطيع أن تقارع من خلاله أهل الشُّبهات والشهوات، لو أنك قرأت أو واحد عرض عليك فكرة خاطئة، هذا الوسط إذا رجعت إليه تستطيع أن تعرف تدحض الشبهات والرد على هذه الأفكار، أحيانًا عمُّك الذي هو عمُّك من أقرب الناس إليك يكون عنده من الشُّبهات ما يشكك في الالتزام بالإسلام أو في الدين يطرحها معك في مجلس من المجالس ويجعلك تشك في قضايا، لا بد أن يكون هناك شباب قدوات طلبة علم أساتذة مربين موجهين، ترجع إليهم لتأخذ منهم ردًا على هذه الشبه.
وقد تواجه في المجتمع من أنواع الشهوات؛ من مجلات أو أفلام أو إغراءات أحيانًا تكون إغراءات شخصية وحقيقية موجودة في الواقع، قد يأتي بالفساد إليك سماعة الهاتف إلى داخل بيتك، وإلى أذنك، ما بقي بينك وبينه، فلا بد أن يكون هناك شباب أو وسط يمنعك من التمادي في الانحراف، أو إذا لاحظ ضعف، أو حصل ضعف أو وقوع في نوع من المعاصي، وسط تتقوى من خلاله إيمانياً؛ بحيث أنك لا تنفرد؛ لأن الذئب يأكل من الغنم القاصية، وهذا الوسط ينبغي أن يكون وسطًا تربويًا علميًا إيمانيًا فيه من العبادات ما فيه بحيث أنه يكون تكون إذا وجد فيه متقويًا بأفراده وبمن يوجد فيه من القدوات، وكثير من الشباب لا يقدرون في الأوساط التي يعيشون فيها بأسباب واهية أحيانًا، فقد يحدث خلاف شخصي بينه وبين رجل أو شخص أو شاب فيترك المجموعة كلها والوسط الذي هو فيه ويمشي، وقد يكون له نظرة معينة في أمر من الأمور أحيانًا لا تكون قضية جذرية، ولا أساسية، فيقول: أنا ما أمشي بهذه الطريقة، أنا أبغى كذا ويريد أن يفرض رأيه على المجموعة بكاملها فقد يترك الشباب ويمشي، فأسباب ترك الشباب صارت قضية كثيرة عند بعض الناس، وصار مع تقدم الوقت صارت المسألة كالبوابة، ناس يدخلون وناس يخرجون، إذا ما صار فيه منهج وضوابط ومجاهدة هي قضية الشباب هذه يعني قضية بوابات ناس يدخلون اليوم مع الشباب وناس يخرجون، هذه فوضى ولا يمكن أن الشاب يستفيد ولا يتربى، ولا يمكن أن يثبت حتى على الدين والإيمان إذا كانت هذه قضيته، والمسألة ليست تجارب يعني أنا أدخل وأشوف إذا أعجبني الوضع وإلا طلعت المسألة مسألة دين ومسألة منهج ومسألة تربية أنا ألتزم مع هؤلاء الشباب؛ لكي أدعم نفسي وأتقوى وليست القضية قضية تعارف وحب استطلاع وماذا عند القوم، إنما هي مسألة دين ومسألة أعف نفسي وأحمي نفسي من كوارث بسبب وجودي مع الشباب، أنا أكتفي بهذا القدر. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.