الخميس 20 جمادى الأولى 1446 هـ :: 21 نوفمبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

09- يأجوج ومأجوج


عناصر المادة
وقت خروج يأجوج ومأجوج يعلمه الله
تحذير النبي ﷺ من يأجوج ومأجوج
تعريف يأجوج ومأجوج
يأجوج ومأجوج من ذرية آدم
سبب كثرة يأجوج ومأجوج
صفات يأجوج ومأجوج الخليقة
صفات لا تثبت في يأجوج ومأجوج
إفساد يأجوج ومأجوج في الأرض
امتحان الله ليأجوج ومأجوج يوم القيامة وعدم استجابتهم
ذو القرنين الملك الصالح
الرد على فرية القائلين بأن السد سور الصين العظيم
قصة خروج يأجوج ومأجوج
الفرق بين اسطاعوا واستطاعوا
نجاة المسلمين بإهلاك الله ليأجوج ومأجوج
مكان هلاك يأجوج ومأجوج
مصير أسلحة يأجوج ومأجوج
الرد على فرية العصرانيين المنكرين لوجود السد

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

وقت خروج يأجوج ومأجوج يعلمه الله

00:00:12

وخروج يأجوج ومأجوج وقته غيب علمه عند الله ، ومن ادعى تحديده فإنه متخرص كذاب؛ كما فعل ذلك بعض المشتغلين بتجميعات الأرقام، زعما منهم أن فيها إعجازا عدديا في القرآن الكريم، وهؤلاء منحرفون كذابون أفاكون، ومنهم صاحب كتاب: "نهاية العالم" الذي قال: يأجوج ومأجوج سيظهرون كما خطط الله في سنة 1700 للهجرة، ومذكورون في القرآن في سورة الكهف 94، وسورة الأنبياء 96، يقول: ولو عددت الآيات في سورة الكهف من الآية 95 حتى نهاية السورة ستجدهم 17 آية، ولو عددت الآيات من الأنبياء 96 وحتى نهاية السورة ستجدها 17، وهذه علامة حسابية من القرآن على أن يأجوج ومأجوج سيظهرون في القرن السابع عشر هجري، إلى آخر ذلك من الترهات المذكورة كما تجده في موقع دبليو دبليو....، وهذه من المواقع المغرضة التي فيها الخلط والدجل والكذب والتخرص، والقول على الله بغير علم.

وعدد من الكتب التي تتكلم عن نهاية الزمان أو نهاية التاريخ، أو أشراط الساعة، مذكور فيها أشياء من هذا القبيل.

وهؤلاء المتخرصون يتقولون على الله بلا علم؛ فإن الله -تعالى- هو الذي يعلم متى يخرجون، وقد ذكرهم ربنا في موضعين من القرآن، في سورة الكهف عندما ذكر قصة ذي القرنين، وبنائه السد ليحول بين الناس وبين يأجوج ومأجوج؛ كما قال : حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْن أي ذو القرنين بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا ۝ قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً ۝ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْما ۝ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ يعني قطع الحديد حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ الجبلين قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً النحاس المذاب فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً أي اختراقا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء  أي تهدم وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّا [الكهف: 93-98].

والموضع الثاني في ذكر يأجوج ومأجوج في سورة الأنبياء في قوله تعالى: حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ۝ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ [الأنبياء: 96-97].

تحذير النبي ﷺ من يأجوج ومأجوج

00:03:19

وقد حذرنا النبي ﷺ في السنة الصحيحة من خطرهم، فقال ﷺ لما دخل على زينب فزعا يقول: لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش فقلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث[رواه البخاري: 3346، ومسلم: 2880].

قال الحافظ -رحمه الله- في "الفتح": قوله: إن النبي ﷺ دخل عليها يوما فزعا. وفي رواية: استيقظ النبي ﷺ من النوم محمرا وجهه، أي أن ذلك كان منه فزعا محمرا وجهه، وحمرة وجهه كانت من ذلك الفزع [ينظر: فتح الباري: 13/107].

وقال ﷺ: فتح الله من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وعقد بيده تسعين [رواه البخاري: 3347، ومسلم: 2881].

وكذلك ورد عن عائشة: "إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأهل الأرض بأسه قالت: وفيهم أهل طاعة الله ؟ قال: نعم، ثم يصيرون إلى رحمة الله[رواه أحمد: 24133] أي إذا مات أهل الطاعة هؤلاء.

ولماذا خص النبي ﷺ العرب بالذكر؟ وما هو الشر المقصود في قوله: ويل للعرب من شر قد اقترب؟

هذا الشر ما وقع بعد الفتنة في زمن عثمان ، ثم توالت الفتن حتى صارت العرب بين الأمم كالقصعة بين الآكلة، ويتداعون عليها، تغزوها الأمم كما غزاها الصليبيون والتتر، وكما اجتمعوا عليها في هذا الزمان، وكما سيأتي يأجوج ومأجوج.

والردم المذكور في هذا الحديث هو السد الذي بناه ذو القرنين -رحمه الله-.

وهذه الفتحة التي أخبر عنها النبي ﷺ قال في الحديث: مثل هذه وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها"، ومعنى ذلك: أنه جعلهما حلقة، أو أنه عقد بيده تسعين.

وفي رواية: عقد مائة.

وفي رواية: عقد عشرا.

وفي رواية: حلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها.

فهذه الأرقام كانت العرب لها حركات فيها؛ لأن العرب لم تكن تكتب، فكانوا يعبرون عن الأرقام بالحركات، يعني التسعين، والمائة، والعشرة، إلى آخره، فإذا عمل هكذا مثلا لها معنى، وإذا كان هكذا لها معنى، وإذا كان هكذا لها معنى، وهكذا..

والمقصود أنه ﷺ عقد بأصبعيه السبابة والإبهام، عقد حلقة، المقصود أنها صغيرة، هذا المقصود التقليل والتصغير، يعني سواء كانت العقدة تسعين أو مائة أو عشرة، المقصود أنه يبين أنها صغيرة.

التوفيق بين إخبار النبي ﷺ أن يأجوج ومأجوج فتحوا ثقبا في السد، وبين قول الله -تعالى-: فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً[الكهف: 97]:

وإذا قال قائل: كيف التوفيق بين إخبار النبي ﷺ في تلك الليلة التي قام فيها فزعا: أن يأجوج ومأجوج فتحوا حلقة، فتحوا ثقبا في السد، وبين قول الله -تعالى-: فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً[الكهف: 97]؟

ففي هذا قال العلماء: إن بالكلام يعني ببساطة، الكلام عن وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً[الكهف: 97] الماضي، وأنهم استطاعوا أن يثقبوا فيه ذلك الثقب إنما كان في أمر مستقبل.

فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً[الكهف: 97] كان ذلك خبرا عن ماض، فلا ينفي وقوع أمر بعده طارئ وجديد، أي أنهم استطاعوا أن يثقبوا فيه ثقبا، وأن يجعلوا فيه هذه الفتحة الصغيرة.

لكن سنعرف من الأحاديث أيضا أنها ستلتئم بعد كل مرة يفتحون هذه الفتحة الصغيرة، في شغل متواصل من الصباح إلى المساء، فإن هذه الفتحة تعود لتنغلق مرة ثانية، وهكذا حتى يأذن الله بخروجهم.

فإن قيل: هل في يأجوج ومأجوج من يعرف الله؟ أو هل عندهم لفظ الجلالة: "الله" مثلا؟ هل يعرفون الله؟

لقد قال النبي ﷺ: إن يأجوج، ومأجوج يحفرون كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فسنحفره غدا، فيعيده الله أشد ما كان، ويصبح العمل الذي عملوه لا قيمة له، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس... قال الذي عليهم[رواه ابن ماجه: 4080، وأحمد: 10632].

إذن، هناك مسؤول أو رئيس في العمل هذا، وهو محاولة يأجوج ومأجوج المتكررة في نقض السد، هناك رئيس عليهم ووالي وهو الذي ينظم العمل، ويأمرهم ويقودهم، فيقول الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله هذه في ليلة الخروج، في قبل الخروج مباشرة بيوم يقول: ستخرقونه غدا إن شاء الله واستثنى فيرجعون فيجدونه كهيئتهيعني الفتحة التي فتحوها لم تغلق كما كان يحدث من قبل، قال: فيجدونه كهيئته حين تركوه فيخرقونه، فيخرجون على الناس فسيتقون المياهيعني يشرب المياه  ويفر الناس منهم لبطشهم [رواه الترمذي: 3153، وصححه الألباني].

وفي هذا الحديث: أن يأجوج ومأجوج فيهم أهل صناعة وأهل ولاية وسلطة ورعية تطيع من فوقها، وأن فيهم من يعرف الله، ويقر بقدرته ومشيئته، لكن هذا طبعًا لا يصيرهم مسلمين؛ لأن إبليس يعرف الله، وأن لله من صفاته العزة، وأقسم بعزة الله، وهو كافر، فمعرفة الله أو معرفة قدرة الله لا يصير الشخص مسلمًا بالضرورة، فقد يكون يعرف الله وهو كافر.

ويحتمل أن تكون تلك الكلمة تجري على لسان ذلك الوالي من غير أن يعرف معناها، فيحصل المقصود ببركتها؛ كما ذكر الحافظ احتمالاً آخر -رحمه الله-.

والهلاك يعم إذا كثر الخبث، ويبعث كل بحسب نيته وحاله.

تعريف يأجوج ومأجوج

00:10:24

ويأجوج ومأجوج من جهة اللغة: اسمان أعجميان؛ كما قال بعض العلماء لا اشتقاق لهما في اللغة العربية.

وقال بعض العلماء: إنهما اسمان مشتقان لهما اشتقاق صحيح من اللغة، وهو من أجت النار يأجوج مأجوج، جاء في "لسان العرب": اسمان أعجميان، واشتقاق مثلهما من كلام العرب يخرج من أجت النار، ومن الماء الأجاج، وهو شديد الملوحة، قال: وهذا لو كان اسمان عربيين لكان هذا اشتقاقهما، فأما الأعجمية، يعني لو كان الاسم أعجميًا فمعلوم أن الاسم الأعجمي لا يشتق من اللغة العربية، ليس له اشتقاق، ما تأتي كلمة مثلاً "زبرجد"، وتقول من كذا، أو جذرها العربي كذا؛ لأن أصل الكلمة أعجمية.

"يأجوج ومأجوج" اسمان ممنوعان من الصرف كما قال الأخفش؛ لأنهما أعجميان كطالوت وجالوت.

قيل: ويجوز أن يكونا عربيين، وعلة منعهما حينئذ من الصرف العلمية والتأنيث؛ كأنه اسم للقبيلة.

يأجوج ومأجوج من ذرية آدم

00:11:37

قبيلتان "يأجوج ومأجوج"، وهما من البشر، ولا شك.

ليست القبيلتان خارجتين عن ذرية آدم، بل هم من ذرية آدم ، والدليل على ذلك حديث أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ قال: يقول الله -تعالى- يا آدم، يقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، فيقول: أخرج بعث النار يعني يوم القامة أخرج من ذريتك، أخرج من هؤلاء البشر، أفرز بعث النار، اعزلهم، فيقول: أخرج بعث النار، فيقول: وما بعث النار؟ فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فعنده يشيب الصغير، وتضع كل ذات حملها، وترى الناس سكارى وما هم سكارى، ولكن عذاب الله شديد قالوا: يا رسول الله، الصحابة خافوا، يعني إذا كان البشر من كل ألف واحد فقط إلى الجنة، قالوا: يا رسول الله وأينا ذلك الواحد؟ قال: أبشروا فإن منكم رجلاً، ومن يأجوج ومأجوج ألفًا منكم يعني من هذه الأمة في الألف واحد، وتسعمائة وتسعة وتسعين من يأجوج ومأجوج، هؤلاء سيذهبون إلى النار، ثم قال: والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا، قال: أرجو أن تكون ثلث أهل الجنة فكبرنا، قال: أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة فكبرنا..

وهذا محمول على أنه صار يوحى إليه؛ أن نسبة أمته في الجنة ربع، ثم الثلث، ثم النصف.

وقد جاء أيضا ما يفيد أنهم الثلثان، وهذا هو المستقر؛ أن نسبة الأمة هذه في أهل الجنة ثلثين، يعني أن ثلثي أهل الجنة من أمة محمد ﷺ، وهذا من فضل هذه الأمة، ورفعتها عند الله.

ثم قال ﷺ: ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد الثور الأبيض، أو كشعرة بيضاء في جلد الثور الأسود[رواه البخاري: 3348].

وفي رواية البخاري ومسلم أيضاً: أو الرقمة في ذراع الحمار[رواه البخاري: 6530، ومسلم: 222] "الرقمة": النقش المستدير، أو دائرة تكون في يد الحمار.

المقصود تمييز هذه الأمة، وأنها بالنسبة للبشر أيضاً في العدد قليلة، يعني في البشر كلهم، ولذلك شبههم بالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود.

وأنهم يعرفون ويميزون، وهو ﷺ يعرفهم بآثار السجود، وكذلك مواضع الوضوء.

وقد جاء أن النبي ﷺ تراءى ذريته، وأنه ﷺ رأى سوادًا كثيرًا بعدما رأى سواد بني إسرائيل.

ويقال لآدم: أخرج من كل مائة تسعة وتسعين[رواه البخاري: 6529] في رواية.، و وأخرج من كل ألف تسعة وتسعين إلى النار في رواية أخرى.

لما قال النبي ﷺ: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون في النار، وواحد في الجنة يئس القوم حتى ما أبدوا بضاحكة" لا تبسموا، ولا ظهرت حتى الأسنان، وهي الضواحك التي تظهر عند التبسم، من الوجوم، ومن هول ما سمعوا، فقال النبي ﷺ لما رأى بذلك بأصحابه: اعملوا وأبشروا والذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج، ومن مات من بني آدم وبني إبليس والظاهر بهم الجن الكفار، هم بنو إبليس، قال: "فسري عن القوم بعض الذي يجدون".

ويأجوج ومأجوج من سلالة آدم ولا شك، وهم الذين سيكثرون أهل النار أيضاً من أسباب كثرة أهل النار، ما دام ذرية آدم واحد في الجنة وتسعمائة وتسعة وتسعين في النار، فمن أسباب زيادة أهل النار على أهل الجنة: أن يأجوج ومأجوج كلهم في النار مع كفرة الجن، مع الكفرة الآخرين من بني آدم، النسبة كبيرة.

ويأجوج ومأجوج إذًا من نسل آدم ، ولا صحة لقول من قال: إن آدم احتلم مرة فاختلط منيه بالتراب، فخلق الله من ذلك يأجوج ومأجوج، لا دليل على هذا.

وكذلك فإن الأحاديث قد دلت على كثرتهم كهذا الحديث الذي تقدم معنا في نسبة أهل النار.

وحديث: يبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم، فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء[رواه مسلم: 2937].

وعند ابن ماجه: حتى أنهم ليمرون بالنهر فيشربونه حتى ما يذرون فيه شيئًا، فيمر آخرهم على أثرهم، فيقول قائلهم: لقد كان بهذا المكان مرة ماء[رواه ابن ماجه: 4079، وصححه الألباني].

فخلق يأجوج ومأجوج إذًا وإن كان فيه شر على الناس في الأرض قبل السد، وبعد أن يخرجوا من السد، لكن فيه أيضاً خير، في تكثير أهل جهنم من يأجوج ومأجوج.

"بحيرة طبرية" الواردة في الحديث، قال عنها ياقوت الحموي في كتابه: "معجم البلدان" قال الأزهري: هي نحو من عشرة أميال في ستة أميال، وغور مائها علامة، يعني ذهاب مائها علامة لخروج الدجال وبين البحيرة، أو غور الغور انخفاض مستوى المياه.

الأزهري يقول: غور مائها، الماء الغائر النازل إلى الأسفل، قال: علامة لخروج الدجال، فكأنه اطلع على شيء أو أخذه من بعض النصوص، الله أعلم بصحتها أن منسوب ماء بحيرة طبرية سينزل.

وأما الجفاف التام بحيث ما يبقى فيها شيء فسيكون بعد أن يشربها يأجوج ومأجوج، وإنما كأنه يقول إنه قبل خروج الدجال منسوب بحيرة طبرية أن مائها سينزل مستواه.

سبب كثرة يأجوج ومأجوج

00:18:45

وقد جاء في سبب كثرة يأجوج ومأجوج التناسل العجيب الذي لديهم، وذكرت في هذا أحاديث ضعيفة، لكن ابن حجر -رحمه الله- لما ذكر أحد هذه الأحاديث الضعيفة، قال: لكن لبعضها شاهد صحيح، أخرجه ابن حبان من حديث ابن مسعود رفعه: إن يأجوج ومأجوج أقل ما يتركوا أحدهم لصلبه ألفًا من الذرية، يعني أقل عدد يخلفه واحد، أقل ذرية للواحد منهم ألف شخص، قال: "أخرجه ابن حبان من حديث ابن مسعود رفعه".

وأما الأحاديث الضعيفة ففيها أن يأجوج أمة، ومأجوج أمة، كل أمة أربعمائة ألف لا يموت رجل منهم، حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه، كلهم قد حمل السلاح.

لا حاجة لنا إلى ذكر الأحاديث الضعيفة، لكن هذا الذي ذكره ابن حجر شاهد صحيح: أقل ما يترك أحدهم لصلبه ألفًا من الذرية.

على أن بعضهم، قال: إن هذا الحديث قد روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وهم ممن أخذ من الزاملتين اللتين وجدهما من أهل الكتاب، كتب مكتوبة كانت عند أهل الكتاب، قال ابن كثير: وما قيل من أن أحدهم لا يموت حتى يرى من ذريته ألفًا فإن صح في خبر قلنا به وإلا فلا نرده، يعني نتوقف، حتى لو ما ثبت ما نرده، هذا مذهب الراسخين في العلم، يعني لو ما ثبت في حديث لا تنفيه ولا تثبته؛ لأنه قد يكون صحيحًا، لكن ما ثبت، ما علمنا أنه صحيح، وقال: إذ يحتمله العقل، يعني ليس بمستحيل أن الواحد منهم ينجب هذا العدد، ما هو محال، قال: والنقل أيضاً قد يرشد إليه.

لم يجزم لعله لضعف الأحاديث.

صفات يأجوج ومأجوج الخليقة

00:20:58

أما بالنسبة لصفاتهم الخلقية فإنه قد جاء في حديث خالد بن عبد الله بن حرملة عن خالته، قال: خطب رسول الله ﷺ وهو عاصب رأسه من لدغة عقرب، فقال: إنكم تقولون لا عدو وإنكم لن تزالوا تقاتلون حتى يأتي يأجوج ومأجوج، عراض الوجوه، صغار العيون، صهب الشعاف، ومن كل حدب ينسلون، كأن وجوههم المجان المطرقة قال الهيثمي: "رواه أحمد: والطبراني: ورجالهما رجال الصحيح].

إذًا، هم عراض الوجوه، صغار العيون، صهب الشعاف، يعني الشعر.

ما هو اللون الأصهب؟

حمرة يعلوها سواد.

فإذًا، هذا لون شعرهم.

والشهب والشهبة لون بياض يصدعه سواد في خلاله.

والشعاف أعلى شعر الرأس.

والمجان جمع مجن، وهو الترس.

والمطرقة، أي التي غطيت بالجلود طاقة فوق طاقة.

فإذًا -كما تقدم- وجوههم فيها كثرة لحم، ومكتنزة وعريضة.

وقد نعت النبي ﷺ الترك كما نعت يأجوج ومأجوج.

وقد مر معنا سابقًا: لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك قومًا وجوههم كالمجان المطرقة فبعض العلماء قال: هؤلاء الترك هم يأجوج ومأجوج.

وبعضهم قال: إن يأجوج ومأجوج من فصيلة الترك، لكن سجن هؤلاء في السد، وبقي من الترك فصيل خارج السد، وحصل منهم خروج التتر، وحصل منهم الفتن التي كانت في إغارتهم على البلاد، وما خربوا في بلاد المسلمين، والدمار والقتل، وغيرها.

إذًا، قال بعض العلماء: إن يأجوج ومأجوج من الصفات الواردة هي صفات الترك الواردة في الأحاديث الأخرى.

إذًا، قالوا: هم منهم، لكن يحتمل أن يكون فصيل من الترك بقي خارج السد، هناك آثار الله أعلم بصحتها أن فصيلاً منهم كان خارجًا في نهب، لما بنى ذو القرنين السد، وأن هؤلاء بقوا خارج السد، ومنهم خرجوا وتناسلوا بعد ذلك التتر وغيرهم ممن قاتل المسلمين، وسبق أن قاتل المسلمين، وعلى هذا تتفق الأمور، ولا يكون هناك إشكال.

ومن قال من العلماء: إن قتال الترك قد حصل، وإنه من أشراط الساعة الصغرى، فإن هذا نتيجة وجود بقية من هذا الشعب، وأنهم أحدثوا وأفسدوا في الأرض كالتتر.

والذين قالوا: إن يأجوج ومأجوج هم الترك المقصودين، وأنه سيكون بعد ذلك، لكن نعرف أنه لن يكون هناك قتال بين المسلمين ويأجوج ومأجوج، فلعله يقال بالجملة صفاتهم الخلقية تتفق مع صفات الترك التي وردت في الأحاديث، و"خوز وكرمان" أيضاً، "شعبان" من الشعوب، وقد قاتل المسلون "الترك وخوز وكرمان"، وأما يأجوج ومأجوج فلم يكون هناك قتال بينهم وبين المسلمين، إذ أن الله هو الذي سيهلكهم.

صفات لا تثبت في يأجوج ومأجوج

00:24:57

لقد وردت أشياء لا تثبت أبدًا في صفات يأجوج ومأجوج، قال بعضهم في كتب التاريخ، وروايات إسرائيلية، وغيرها: أن الواحد منهم طوله نصف الرجل العادي، وأن لهم مخالب في مواضع الأظفار، وأن لهم أنياب السباع في مواضع الأضراس، وأن لهم أحناف كأحناف الإبل، وأنهم هلب، يعني كثيرو الشعر، غليظو الشعر، وأن الواحد له أذنان عظيمتان يلتحف بإحداهما، ويفترش الأخرى.

ولكن هذا الكلام ليس يثبت في حديث صحيح، ولذلك فإنه كما قال أهل العلم: إنهم بشر من البشر، صفاتهم كصفات البشر العاديين، لكن وردت صفات لهم ذكرها النبي ﷺ لوجوههم -كما تقدم-.

ولذلك قال ابن حجر: والصحيح ما قاله ابن كثير -رحمه الله- أنهم من بني آدم، وأنهم على أشكالهم وصفاتهم، يعني على أشكال بني آدم، وعلى صفات بني آدم.

إفساد يأجوج ومأجوج في الأرض

00:26:18

إن هذين الشعبين من المفسدين العظام في الأرض، من الأمم المفسدة التي خلقها الله إن لم يكونوا هم أفسد الأمم، فإن من الأمم من يفسد في الأرض، أفسد في الأرض أمم، فالتتر أفسدوا، والروم أفسدوا، والفرس أفسدوا، والروم الجدد الآن يفسدون في الأرض، ويجعلون فيها اليورانيوم الذي يتسبب في هلاك الحرث والنسل، ويشنون الحروب.

الإفساد في الأرض له صور كثيرة.

يأجوج ومأجوج أعظم المفسدين في الأرض: قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ[الكهف: 94] فما هو إفسادهم؟

قال بعض المفسرين: إنهم يأكلون بني آدم، فأكل البشر من الإفساد.

وقال بعضهم: إنهم يقتلون ويظلمون ويفسدون، ويتلفون ويخربون، وهذا هو الإفساد، وهو يجمع كل هذه الأشياء.

وقال بعضهم: إنهم يفعلون فعل قوم لوط.

وقال بعضهم: إنهم إذا مروا بأرض لا يدعون أخضر إلا أكلوه، ولا يابسًا إلا احتملوه معهم.

ومما يكفي في الدلالة على فسادهم: ما ذكره ابن كثير مقارنًا لهم بفساد المغول، حيث قال: "فيأجوج ومأجوج طائفة من الترك، وهم مغِل المغول" ما هو المغل؟ يطلق على الخائن، غل يغل، وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [آل عمران: 161] الذي يخون، ويأخذ خيانة، فالمنتن الخائن يطلق عليه: مغل، فابن كثير لما أراد أن يصف يأجوج ومأجوج قال: "هم مغل المغول" المغول شعب أفسد كثيرًا، المغول الذين قتلوا في بغداد مليون وثمانمائة ألف شخص، غير ما قتلوا في البلاد الأخرى، وطرحوا الكتب في نهر دجلة، وخربوا وحرقوا، وبقروا بطون الحوامل، وعملوا أشياء رهيبة جداً، هؤلاء يأجوج ومأجوج أشد المغول فسادًا يأجوج ومأجوج، ولذلك وصفهم ابن كثير: بأنهم أخبث المغول، وهم أشد بأسًا، وأكثر فسادًا من هؤلاء.

والمغول أو التتر لما خرجوا قال ابن الأثير: لقد بقيت عدة سنين معرضًا عن ذكر هذه الحادثة استعظامًا لها، كارهًا لذكرها، فأنا أقدم إليها رجلاً، وأؤخر أخرى، فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين؟ ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك؟ فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيًا. إلا أني حثني جماعة من الأصدقاء على تسطيرها، وأنا متوقف، ثم رأيت أن ترك ذلك لا يجدي نفع" ، وهو ماذا أحدث المغول والتتار لما خرجوا، فقال: "هذه الحادثة العظيمة والمصيبة الكبرى التي عقمت الأيام والليالي عن مثلها عمت الخلائق، وخصت المسلمين، فلو قال قائل: إن العالم منذ خلق الله آدم إلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقًا، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها، ومن أعظم ما يذكرون من الحوادث ما فعله بختنصر ببني إسرائيل من القتل، وتخريب البيت المقدس، وما البيت المقدس بالنسبة إلى ما خربه هؤلاء الملاعين من البلاد التي كل مدينة منها أضعاف البيت المقدس، وما بنو إسرائيل بالنسبة إلى من قتلوا، فإن أهل مدينة واحدة ممن قتلوا أكثر من بني إسرائيل" يعني هو يقارن فساد المغول إفسادهم بإفساد بختنصر لما اكتسح  بيت المقدس وبلاد بني إسرائيل، فيقول: "هذا أكثر بكثير، قال: "ولعل الخلق" يعني ابن الأثير ما حدث من فتنة التتر والمغول واكتساح بلاد العالم الإسلامي وغير العالم الإسلامي، قال: "ولعل الخلق لا يرون مثل هذه الحادثة إلا أن ينقرض العالم، وتفنى الدنيا إلا يأجوج ومأجوج" قال: "وأما الدجال فإنه يبقي على من اتبعه، ويهلك من خالفه، وهؤلاء لم يبقوا على أحد" يعني التتر "بل قتلوا النساء والرجال والأطفال، وشقوا بطون الحوامل، وقتلوا الأجنة، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؛ لهذه الحادثة التي استطار شررها، وعم ضررها".

فإذًا، هو الآن يذكر بالمغول هؤلاء أن هناك أفسد منهم وهم يأجوج ومأجوج عندما يخرجون للفساد في الأرض.

ومن لطائف الاستدلالات ما قاله ابن القيم -رحمه الله- يعني تشبيهات، استلماحات، قال في "بدائع الفوائد": "إن كان يأجوج الطبع، ومأجوج الهوى، قد كانوا في أرض القلوب فأفسدوا فيها، فأعينوا الملك بقوة يجعل بينكم وبينهم ردمًا، أجمعوا له من العزائم ما يشبه زبر الحديد، ثم تفكروا فيما أسلفتم ليثور صعد الأسف، فلا يحتاج إلى أن يقول لكم: انفخوا، شدوا بنيان العزم بأجر المألوفات والعوائد، وقد استحكم البناء، فحينئذ أفرغوا عليه قطر الصبر، وهكذا بنى الأولياء قبلكم فجاء العدو فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبًا"[بدائع الفوائد: 3/235] يعني هو يريد أن يشبه الهوى الذي في نفس الإنسان بأن في نفس الإنسان من الخبث والفساد، فعليه أن يقاوم هذا، ويبني سدًا بينه وبين الهوى، حتى لا يستطيع الهوى أن يقتحمه.

امتحان الله ليأجوج ومأجوج يوم القيامة وعدم استجابتهم

00:32:30

هل بعث إلى يأجوج ومأجوج رسول؟ وهل دعاهم النبي ﷺ؟

ذكر العلماء في ذلك أقوالاً، لكن الكلام العام الذي عندنا: أن الله لا يعذب إلا من بلغته الحجة، وإذا كان يأجوج ومأجوج ما جاءهم رسل فإن الله يوم القيامة سيمتحنهم فقط، لكن هؤلاء القوم كما ذكر ابن كثير -رحمه الله-: هؤلاء القوم الله أطلع نبيه أنهم من أهل الشقاء، وأن سجاياهم تأبى قبول الحق، والانقياد له، فهم لا يجيبون الداعي إلى يوم القيامة، يعني حتى في عرصات القيامة يوم ينقاد من كان مكذبًا في الدنيا، فإن هؤلاء لو امتحنوا يوم القيامة لا ينقادون، يعني إذا كان أرسل إليهم رسول في الدنيا قامت عليهم الحجة، وإذا ما أرسل إليهم رسول فسيمتحنون يوم القيامة، وماذا ستكون نتيجة الامتحان، يعني معروفة سلفًا لدينا أن القوم في النار، ما في طبيعة الاستجابة عندهم أبداً.

ذو القرنين الملك الصالح

00:33:36

أما قضية السد الذي بناه عليهم ذو القرنين فإن هذا السد لما بناه قال ذو القرنين -رحمه الله-:  هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي[الكهف: 98].

فإذًا، ما عزاه، ما قال: هذا بقوتي، وفهلوتي، وعبقريتي، بنيته قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي[الكهف: 98] قيل: يوم القيامة.

وقيل: وقت خروج يأجوج ومأجوج من أشراط الساعة.

وعلى هذا يبنى القول في تفسير قوله تعالى: وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ[الكهف: 99] هل المقصود يأجوج ومأجوج يموج بعضهم في بعض، أو يموجون في الناس، أو المقصود الناس يوم القيامة يموج بعضهم في بعض؟

من هو الذي بنى السد؟

ذو القرنين ولا شك.

قيل: "ملك الدنيا أربعة" يعني ملوكها ملكًا عامًا، "ملكان مؤمنان: سليمان  وذو القرنين، وملكان كافران: نمرود وبختنصر" كذا قال مجاهد -رحمه الله-.

إذًا، ذو القرنين، الراجح أنه ملك صالح، وأنه كان مجاهدًا في سبيل الله، وأنه كانت لديه إمكانات هائلة، وأن الله مكن له في الأرض، وآتاه من كل شيء سببًا، وأنه استعمل ما آتاه الله في نشر الدين والحق، وأنه كان يذيق الكفار أشد العذاب، وأنه كان يرحم المؤمنين والمسلمين الذين يتابعون، ويدخلون في الدين، وأنه كان رجلاً مصلحًا، وأنه كان يحارب الفساد، وأنه لما جاء إلى القوم الذين كانوا من المستضعفين لا يكادون يفقهون قولاً، مساكين، جهال، ورأى ما يفعل فيهم يأجوج ومأجوج من الإفساد، حماهم بهذا السد الذي بناه بما آتاه الله من أسباب القوة.

وبعض الناس يظنون جهلاً أن ذو القرنين هو الإسكندر صاحب أرسطو الذي كان وزيره أرسطو الإسكندر المقدوني، ولكن ابن تيمية -رحمه الله- وعدد من أهل العلم نفى هذا، وذكروا أنه من الجهل، وأن ذو القرنين كان قبل الإسكندر المقدوني، وأن ذا القرنين مسلم، والإسكندر المقدوني وأرسطو كانوا من الكفرة بالله .

وذو القرنين ملكه أعظم من ملك الإسكندر المقدوني، وأنه متقدم على هذا الإسكندر اليوناني بمدد متطاولة.

وقيل: إن ذا القرنين كان من العرب، بخلاف الإسكندر فإنه كان من اليونان.

بناء ذو القرنين للسد وماهيته:

لماذا بنى السد السبب؟

السبب واضح: رحمة من الله لمنع الفساد.

بناه من أي شيء؟

من الحديد والنحاس: آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا[الكهف: 96] النحاس المذاب يفرغ على زبر الحديد التي لما أشعل تحتها أنصهرت، وصارت كالسبيكة الواحدة، يعني سبيكة حديد ضخمة يفرغ عليها نحاس مذاب، هذا من أصلب التركيبات المعدنية الموجودة في الأرض، ولذلك قالوا: إن الحديد الملبس بالنحاس صعب جداً اختراقه، ولذلك ما استطاع يأجوج ومأجوج أن يخترقوه.

طيب أين مكان السد؟

في جهة المشرق كما قال العلماء: والفتن من المشرق، ويأجوج ومأجوج والتتار والترك في تلك الجهة.

طيب كانوا يأجوج ومأجوج في مكان ما حولهم جبال ما في إلا فتحة واحدة منها يدخلون ويخرجون، عمل ذو القرنين أنه سد الفتحة هذه بهذه السبيكة الضخمة المعدنية، وأنها ساوت الجبال: حتى إذا ساوى بين الصدفين، ارتفاع السد ارتفاع عظيم بطول الجبلين، وبين الجبلين الفتحة التي يخرجون منها، وبقية المكان مغلق، فبناه بين الجبلين فلم يستطيعوا الخروج، بقوا محبوسين وراءه.

وهنا نأتي إلى مسألة، وسنكر عليها بعد ذلك: هل رأى السد أحد؟ هل يمكن أن يرى؟ لماذا لم ير الآن ماذا تفعل الأقمار الصناعية بالنسبة لقول هل رآه أحد؟

طبعًا نذكر بأن الدجال الموجود في جزيرة مربوط فيها، رآه تميم الداري ومن معه الذين جاؤوا ليسلموا عند النبي ﷺ، وممكن يكون ما يراه أحد غيرهم، يعني أن الله يعمي مكانه فرآه في زمن الوحي والنبوة تميم الداري ومن معه، ونقل الخبر، وأخبر النبي ﷺ، وتقدم الحديث.

السد ممكن يراه أحد، يعني ليس رؤيته مستحيلة شرعًا، ما في دليل يعني أنه لن يراه أحد من الناس أبدًا، لكن قد يعمي الله مكان السد، ويخفي مكان السد عن الناس، لكن قد يرد أن أحدًا يراه، ممكن، يعني ليس بمستحيل شرعًا، فحتى يأتي شخص ثقة ويقول: أنا رأيته، ويكون صادقًا في قوله، ودقيقًا في كلامه؛ لأنه قد يرى سدًا وليس هو السد، وهذا كثير قالوا: رأينا السد، لكن ليس هو سد ذي القرنين، سد آخر، لكن روى البخاري في صحيحه تعليقًا، يعني ليس بإسناد موصول، معلقًا مجزومًا به، وقد ذكر العلماء أن روايات البخاري المجزوم بها بالتتبع صحيحة، في باب قصة يأجوج ومأجوج، قال رجل للنبي ﷺ: رأيت السد مثل البرد المحبر، قال: رأيته.

وجاء موصولاً، وصله ابن أبي عمر، قال ابن حجر: من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن رجل من أهل المدينة أنه قال للنبي ﷺ: يا رسول الله قد رأيت سد يأجوج ومأجوج؟ قال: كيف رأيته؟ قال: مثل البرد المحبر، طريقة حمراء وطريقة سوداء، قال: قد رأيته، وجاءت رواية أيضاً عند الطبراني.

فإذًا، ممكن نقول عندنا رواية في البخاري مجزوم بها، معلقة جزمًا، بصيغة الجزم: أن رجلاً رأى السد، وأن النبي ﷺ أقره على ذلك، وأن الشكل الذي وصفه مثل البرد المخطط، طريقة حمراء، وطريقة سوداء.

ورد في كتب التاريخ: أن الواثق الخليفة أرسل ناسًا، وأنهم رأوا السد، وأنهم وصفوا أشياء، ولكن التفاصيل التي ذكروها تنبأ عن أن الكلام كذب.

إذًا، الآن نحن نقول ليس من المستحيل شرعًا أن يرى السد، لكن لن يخرقه أحد إلا يأجوج ومأجوج، ولن يضرب بصواريخ نووية، وأنه يسقط، ولا يمكن لأحد أن يسقطه إلا يأجوج ومأجوج في نهاية الزمان، هذا مفروغ منه علمه، ثم قد يعمي الله مكانه ويخفيه، قد يختفي بجبال من الثلج، جليدية، أتربة، أشياء بحيث أنه لا يرى، تراكم عليه أتربة، وتراكم عليه جبال، يمكن مع الزمن يصير في مكان السد، السد جبل، بحيث أن الناظر إليه يرى جبلاً، يرى ترابا، يرى جليدا، فالله على كل شيء قدير.

القضية أنه يمكن أن يعمي شكله فلا يراه الناس، ولا الأقمار الصناعية، لكن السد موجود، لا يجوز الطعن فيه.

أصلاً الذي يكذب في السد كافر، الذي يقول: السد غير موجود ولو كان موجودًا لرأته الأقمار الصناعة، هذا كافر، لماذا؟ لأنه كذب الله، الله ذكر السد، وهو يقول: ما في سد، والنبي ﷺ ذكره، وأخبر أن يأجوج ومأجوج يحفرونه كل يوم.

متى يهدم السد؟ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ۝ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ[الأنبياء: 96-97].

إذًا، إذا حصلت الأهوال والزلازل والبلابل، وأزفت الساعة واقتربت، خرجوا قبيل قيام الساعة، فخروج يأجوج ومأجوج من أشراط الساعة الكبرى، وسيكون خروجهم في زمن المسيح بن مريم .

لما يقتل عيسى بن مريم الدجال، ويأتي إلى المؤمنين الذين عصمهم الله من الدجال، ويمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، قال: فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى أني قد أخرجت عبادًا لي لا يدان يعني لا قدرة لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور تحصنوا بالطور، لا مجال لقتال هؤلاء ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون الحديث.. رواه مسلم -رحمه الله- في صحيحه][رواه مسلم: 2937].

الرد على فرية القائلين بأن السد سور الصين العظيم

00:45:39

بالمناسبة زعم بعضهم: أن السد هذا هو سور الصين العظيم، وأنه من عجائب الدنيا السبع.

ولكن هذا كذب، وغير صحيح، ويدل على جهل من قاله، فإن هناك اختلاف أصلاً تاريخي بين بناء السد وبين بناء السور.

باني السد ذو القرنين، وبناة السور أباطرة الصين.

سد يأجوج ومأجوج أقيم بنيانه على يد ذي القرنين مع أهل البلد الذين تضرروا من هجومهم، أما سور الصين فقد أقامه أباطرة الصين أنفسهم لحماية ممالكهم.

مواد السد المذكورة في الآية الحديد والنحاس، أما مادة سور الصين الحجارة والآجر.

سد يأجوج ومأجوج مبني بين جبلين، يسد الفتحة بينهما وهو الممر الوحيد، أما سور الصين العظيم الذي يقولون عنه عظيمًا فقد شيد على قمم الجبال والممرات، وممتد امتداد طويل من شرق الصين إلى غربها، آلاف الأميال، وأي مكان يمكن يخترق منه الأعداء من سور الصين هذا مساحة شاسعة جداً، وليس ما له إلا منفذ واحد.

ثم سد يأجوج ومأجوج لا يمكن اختراقه إلا إذا شاء الله في آخر الزمان، أما سور الصين تداعى وانهدمت منه مواضع، ونقبه ناس، فأين هذا من هذا؟

ثم ها هو سور الصين قد تهاوت منه أجزاء، والناس دخلوا وخرجوا، وأين يأجوج ومأجوج؟

ولو قال واحد منهم: الصين يأجوج ومأجوج؟

نقول: ها هو انفتح السور ما خرجوا.

إنهم يصدرون إلينا بضائعهم.

قصة خروج يأجوج ومأجوج

00:48:04

خروج يأجوج ومأجوج على الناس يكون بمشيئة الله -تعالى-، وقصة خروجهم كما وصفها النبي ﷺ وهو الوحي الذي يوحى إليه من ربه، قال: إن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فسنحفره غدًا، فيعيده الله أشد ما كان، حتى إذا بلغتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدًا إن شاء الله -تعالى-، واستثنوا قال: إن شاء الله المرة هذه، قال: إن شاء الله فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه.

إذًا، لا يلتئم، يبقى، فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون الماء، ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون يأجوج ومأجوج بسهامهم إلى السماء، فترجع عليها الدم الذي اجفظفتنة من الله،  فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء، فيبعث الله نغفا دود يكون في أنوف الإبل والغنم عادة، في أقفائهم  في رقابهم، فيقتلهم بها قال رسول الله ﷺ: والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسمن، وتشكر شكرًا من لحومهم[رواه ابن ماجه: 4080، وهو في السلسلة الصحيحة للألباني].

قال ابن العربي -رحمه الله-: في هذا الحديث ثلاث آيات:

الأولى: أن الله منعهم أن يوالوا الحفر ليلاً نهارًا.

ثانيًا: أنه منعهم أن يحاولوا الرقي على السد بسلم أو آلة، فلم يلهمهم ذلك، ولا علمهم إياه.

ثالثًا: أنه صدهم عن أن يقولوا إن شاء الله حتى يجيء الوقت المحدود، فيقول: إن شاء الله.

الفرق بين اسطاعوا واستطاعوا

00:50:44

مَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا، ما الفرق بين اسطاعوا واستطاعوا؟

المعنى واحد، لكن بنية الكلمة اسْتَطَاعُوا فيها زيادة التاء، والزيادة في المبنى تفيد الزيادة في المعنى.

أيهما أشد الاسطاعة وإلا الاستطاعة؟

الاستطاعة أشد.

وأيهما أصعب الظهور عليه من فوقه أو نقبه وخرقه؟

نقبه وخرقه.

فاستعمل اسطاعوا للظهور عليه، واستطاعوا للنقب والخرق، وهو الأصعب، فجاء كل فعل بما يناسبه، وهذه من بلاغه القرآن العظيم.

إذًا، روى الإمام أحمد عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ: إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدًا، فيعودون إليه كأشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدًا إن شاء الله، فيستثني، فيعودن إليه وهو كهيأته حين تركوه، فيحفرونه، ويخرجون على الناسالحديث.. قال عنه ابن كثير: "إسناده جيد قوي"].

دعاء عيسى والمؤمنين معه بإهلاك يأجوج ومأجوج:

والآن ما حكم قتال يأجوج ومأجوج للمسلمين في وقتهم؟ هل يستطيع المسلمين جهاد يأجوج ومأجوج؟

الجواب: كلا -كما تقدم- في حديث مسلم: فأوحى الله إلى عيسى: إني قد أخرجت عبادًا لي لا يدان لا قدرة لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور.

ومر معنا سابقًا أن عيسى والمسلمين الذين معه سيكونون محصورين في الطور عند الطور، وأنهم سيجدون شدة عظيمة، ومشقة بالغة، وشبه المجاعة؛ لأنه قال ﷺ: ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرًا من مائة دينار لأحدكم اليوم.

رأس الثور أغلى من مائة دينار.

والدينار مثقال، والمثقال أربعة غرامات وربع من الذهب.

فالمائة دينار أربعمائة وخمسة وعشرين غراما، يعني قريب من نصف كيلو.

رأس الثور أغلى من نصف كيلو ذهب من الغلاء والشدة، الطعام قليل جداً.

مع أن رأس الثور لحمه قليل أيضاً، ومع ذلك قال:  رأس الثور خير من مائة دينار كيف ستتم نهاية المحنة هذه وعيسى محصور مع المسلمين عند الطور، ويأجوج ومأجوج يحاصرونهم؟

ستتم بدعاء صادق صالح من عيسى ومن معه، قال: فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه يعني إلى الله بالدعاء، ودعاء المضطر مستجاب، والتضرع سيحصل من عيسى والمسلمين، قال: فيستجيب الرب ، قال: فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة.

وهكذا سنة الله في الجبابرة المتكبرين والكفرة الجاحدين، والظلمة المفسدين: أنه يقصمهم ، ويجعلهم عبرة للمعتبرين، فمنهم من خسف الله به، ومنهم من أرسل إليه الريح، ومنهم من أغرقه، ومنهم من رماه بالحجارة، ومنهم من أرسل عليهم الصيحة، ويأجوج ومأجوج يرسل الله عليهم هذا الدود الصغير حجمًا، العجيب مفعولاً، عندما يأكلهم في رقابهم، هؤلاء الكفرة الذين أفسدوا في الأرض، وقالوا:  قهرنا من في الأرض، وعلونا من في السماء.

الواحد منهم يرمي حربة ترجع إليه مخضوبة بالدم، فتنة، وعلونا من في السماء قسوة وعلوًا.

هذه العبارة جاءت في الحديث المرفوع عن النبي ﷺ كما رواه الترمذي وهو حديث صحيح قهرنا من في الأرض، وعلونا من في السماء قسوة وعلوًا.

نجاة المسلمين بإهلاك الله ليأجوج ومأجوج

00:56:43

وبهلاكهم تتم النجاة العظيمة للمسلمين، لكن المسلمين المحاصرين لا يعرفون أن الدود أخذ برقاب يأجوج ومأجوج، وأنهم سقطوا صرعى، فمن الذي يخبرهم بذلك؟ ومن الذي يبين لهم أنه لا داعي للبقاء محصورين؟

لقد روى قصة الفرج هذه أبو سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ قال: تفتح يأجوج ومأجوج فيخرجون؛ كما قال الله -تعالى-: وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ [الأنبياء: 96] فيعمون الأرض، وينحاز منهم المسلمون حتى تصير بقية المسلمين في مدائنهم وحصونهم، ويضمون إليهم مواشيهم.

فإذًا، هكذا يحاصر المسلمون في حصونهم ومدائنهم، وعيسى ومن معه من المسلمين محصورون عند جبل الطور، قال: حتى أنهم ليمرون بالنهريعني يأجوج ومأجوج فيشربونه حتى ما يذرون فيه شيئًا، فيمر آخرهم على أثرهم، فيقول قائلهم: لقد كان بهذا المكان مرة ماء، ويظهرون على أهل الأرض، فيقول قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم، ولننازلن أهل السماء حتى إن أحدهم ليهز حربته إلى السماء، فترجع مخضبة بالدم، فيقولون: قد قتلنا أهل السماء، فبينما هم كذلك إذ بعث الله دواب كنغف الجراد، فتأخذ بأعناقهم، فيموتون موت الجراد يركب بعضهم بعضًا، فيصبح المسلمون لا يسمعون لهم حسًا لا يسمعون ليأجوج ومأجوج صوتًا، وقد كانوا يحاصرونهم، فيقولون: من رجل يشري نفسه وينظر ما فعلوا؟ نريد واحد من المسلمين يضحي بنفسه ويخرج وينظر ما الخبر؟ ولماذا هذا الصمت العجيب؟ فينزل منهم يعني من المسلمين رجل قد وطن نفسه على أن يقتلوه، فيجدهم موتى فيناديهم أي ينادي أصحابه المسلمين: ألا أبشروا فقد هلك عدوكم، فيخرج الناس ويخلون سبيل مواشيهم يطلقون المواشي الآن المحصورة معهم، فما يكون لهم رعي إلا لحومهم ترعى في لحوم يأجوج ومأجوج، فتشكر عليها كأحسن ما شكرت من نبات أصابته قط.

تشكر يعني تسمن وتمتلئ شحمًا، أعظم مما لو رعت أي نبات آخر في الأرض.

هذا الحديث رواه ابن ماجه: وقال في الزوائد: "إسناده صحيح رجاله ثقات"، وهو كذلك صححه الألباني -رحمه الله-.

مكان هلاك يأجوج ومأجوج

01:00:24

أين سيكون مقتل يأجوج ومأجوج؟

عند جبل بيت المقدس؛ لأن النبي ﷺ قال: ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر، وهو جبل بيت المقدس، فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض، هلم فلنقتل من في السماء، فيرمون بنشابهم إلى السماء، فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دمًا[رواه مسلم: 2937].

أين جبل الخمر؟ وما معنى الخمر؟

الشجر الملتف الذي يستر من فيه، وقد فسره في الحديث بأنه جبل بيت المقدس.

إذًا، هناك سيكون هلاكهم.

وقد ذكرنا أن الملاحم ستكون في هذه المنطقة في بلاد الشام، فهلاك النصارى في موقعة مرج دابق قريب من حلب، وفسطاط المسلمين في دمشق، وهلاك الدجال في اللد، والمسلمون سيفتحون باب بيت المقدس، ويخرجون لقتال الدجال، وهلاك يأجوج ومأجوج في ذلك المكان أيضاً، ولذلك تكون الطائفة المنصورة في ذلك الوقت في بلاد الشام.

وأما رعي الدواب على لحوم يأجوج ومأجوج وكونها تسمن عليهم، فقد عرفنا ما في الحديث من ذلك، وقال ﷺ: والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرًا من لحومهم[رواه ابن ماجه: 4080، وأحمد: 10632].

وفي رواية للترمذي: فوالذي نفس محمده بيده إن دواب الأرض تسمن وتبطر، وتشكر شكرًا من لحومهم [رواه الترمذي: 3153]. تسمن وتمتلئ شحمًا من لحوم يأجوج ومأجوج.

مصير أسلحة يأجوج ومأجوج

01:02:29

هؤلاء يأجوج ومأجوج معهم أسلحة، وسبق أن عرفنا أن الروايات وردت بأسلحة تقليدية بدائية: سيوف، وحراب، ورماح، ونشاب، وتروس، قسي، سهام.

ما مصير الأسلحة هذه التي ستكون مع يأجوج ومأجوج يقتلون بها الناس ويرمون السماء؟

عن النواس بن سمعان قال: قال رسول اللهﷺ: سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين[رواه ابن ماجه: 4076، وصححه الألباني].

إذًا، أسلحة يأجوج ومأجو ستكفي وقودًا للمسلمين سبع سنين.

وفي رواية للترمذي: ويستوقد المسلمون من قسيهم ونشابهم، وجعابهم سبع سنين[رواه الترمذي: 2240].

فأما القسي: جمع قوس.

والنشاب هي: السهام.

والجعاب: ظرف النشاب، الجلد الذي يوضع فيه السهام.

تطهير الأرض من عفن جثث يأجوج ومأجوج:

طيب يأجوج ومأجوج عندما يهلكون سيكون نتن عظيمًا في الأرض، وسيكون هناك قذر واتساخ شامل، وهذا النتن سيؤذي المسلمين بلا شك، فما هو الحل؟ كيف ولا قدرة لهم بدفن هذه الأعداد الهائلة من الناس من يأجوج ومأجوج؟

مرة أخرى يدعو عيسى ربه مع المسلمين، لقد دعوا من قبل على يأجوج ومأجوج فهلكوا، والدعاء الآن قال: فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيرًا كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله[رواه مسلم: 2937].

أين ستلقي بهم؟ وما هي صفة هذه الطيور؟ وماذا سيحدث بعد خطف الجثث والتخلص منها؟

أما هذه الطيور فقد قال النبي ﷺ في وصفها: فيرسل الله عليهم طيرًا كأعناق البخت[رواه مسلم: 2937].

وما هي البخت؟

الإبل.

إذًا، هذه الطيور ضخمة، عنق الطير هذا في ضخامتها كعنق البخت كرقبة البعير، كعنق البعير.

طيور من أين تأتي؟ ما هي فصيلتها؟ هل هي موجودة الآن في الأرض وإلا لا؟

ربك على كل شيء قدير، يرسلها الله.

لما قصف الله أبرهة ومن معه بطير مع حجارة من أين أتت؟ وما هي فصيلتها؟ ومن أين حملت الحجارة؟

الله على كل شيء قدير: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ[المدثر: 31] .

فإذًا، هذه الطيور تخطف الجثث وتلقيها، جاء في الحديث قال: فتطرحهم بالمهبِل[رواه أحمد: 17629] ما معنى المهبل؟ والحديث في صحيح الترمذي.

فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله.

وفي رواية الترمذي: فتطرحهم في المهبل [رواه الترمذي: 2240] الهوة الذاهبة في الأرض، الحفرة العقيمة في الأرض يطلق عليها وتسمى: مهبل.

وأيضاً جاء أنها تلقي بهم في البحر، الجثث.

طيب الأرض لا زال فيها من آثار يأجوج ومأجوج والنتن والدسم بسبب الجثث المتعفنة كيف ستنظف الأرض؟

قال في الحديث الصحيح: ثم يرسل الله مطرًا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة[رواه مسلم: 2937].

فهناك مطر سيرسله الله لن يمنع هذا المطر سقف، لا سقف خيمة، ولا سقف بنيان، سيأتي على الأرض كلها المطر، هذا سيغسل الأرض كلها حتى يتركها كالزلفة.

وروي الزُلفة.

الزَلفة، يعني يتركها كالمرآة، صقيلة لامعة، شبهها في نظافتها وصفائها بالمرآة.

شبه الأرض لما يغسلها ذلك المطر النازل بأمر الله تصبح الأرض نظيفة لامعة كالمرآة.

حلول البركة في الأرض بعد تصفية الأرض من يأجوج ومأجوج:

وعند ذلك لما يفنى الكفار ولا يعود هناك كفر على وجه الأرض، لماذا يكون نقص في الثمرات؟ ولماذا يكون نقص في الأموال؟

الآن البركة تخرج في أعظم صورها، قال ﷺ: ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفتها يعني قشرتها ويبارك في الرسلالحلبة، حلبة الشاة أو حلبة الإبل حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس.

قحف الرمانة يستظل به الجماعة، وتأكل منه العصابة من الرمانة، وهذه الحلبة تكفي الجماعة الكثيرة من الناس.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- أن الحج والعمرة سيستمر بعد يأجوج ومأجوج.

الدنيا كانت في فتن، وحصارات، فبعدما صارت الأرض في الأمان والبركة الطريق إلى الحج آمن وسالك، قال ﷺ: ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج[رواه البخاري: ].

لكن هناك فترة بعده لن يحج البيت، وسيرسل الحبشي لكي يخربه عندما يقبض الله أرواح المؤمنين في نهاية العالم، ولا يبقى إلا الكفار، والجهل سيستشري حتى لا يقال في الأرض الله الله، ما في مسلم واحد يعبد الله، فلماذا تبقى الكعبة؟

فيرسل الله الحبشي فيخربها.

إذًا، ستكون الأرض في سلام وآمان وبركات وخيرات حتى أن الناس ما يحتاجون إلى العمل، ما يحتاجون إلى أي عمل لجمع المال، بركات تخرج من كل مكان، فيكون هم الناس في العبادة فقط، هم الناس وشغلهم الشاغل العبادة، ويستمر الوضع هكذا، والناس كثيرة أرزاقهم، طيب عيشهم، طوبى لعيش في زمن المسيح، يعني من رغده وأمنه وكثرته وبركته، ثم يبعث الله ريحًا طيبة فيقبض بها روح كل مؤمن تأتي عند الإبط، وتقبض الروح بالريح، تقبض الأرواح، يقبضها ملك الموت ، ويُتوفى نبي الله عيسى، ويصلي عليه المسلمون، ويدفن بالحجرة النبوية.

ثم بعد ذلك تكون نهاية العالم، الجهل والشرك والكفر يعود مرة أخرى، وتخريب الكعبة ونهاية وخلو الأرض من القرآن، ونهاية العالم.

بهذا نكون قد عرفنا قصة يأجوج ومأجوج.

الرد على فرية العصرانيين المنكرين لوجود السد

01:12:33

ونعود مرة أخرى لتأكيد ما تقدم من الإجابة على شبهة: أين السد؟ وأين يأجوج ومأجوج والأقمار الصناعية يقولون إنها تصور كل بوصة مربعة؟

أولاً: يجب ألا نهول ما عند القوم، يوجد بقاع في العالم ما عرفوها ولا رأوها، ولا زالوا الآن يكتشفون بقاع جديدة في العالم، والأقمار الصناعية مهما كانت فإنها لا تكشف بواطن الأرض، ولا قيعان المحيطات، وفي مناطق تخفى عليهم، والله على كل شيء قدير، يمكن أن يخفي السد عن الأقمار الصناعية بجبال جليد بتراكم ترابي يخفيه، ولا شك أن قدرته تعالى فوق علم هؤلاء، وأقمارهم الصناعية، وقدراتهم وكاميراتهم لا شك أن قدرته تعالى فوق ذلك.

إذا كان بنو إسرائيل لما تاهوا في الصحراء، تاهوا في مكان محصور في فراسخ قليلة من الأرض، الصحراء التي تاه فيها بنو إسرائيل مكان محصور، ومع ذلك بقوا أربعين سنة لا يجدون مخرجًا، كيف يخرجون للبحث عن مخرج من الصباح، ما يأتي عليهم إلا المغرب إلا ويجدون أنفسهم في المكان الذي بدأوا منه البحث، يعني الله إذا أراد أن يضل قومًا عن مكان ويجعلهم يتيهون ولا يجدونه قادر، بنو إسرائيل أربعين سنة.

طيب لو قال واحد: طيب ما وجدوا راعي بدوي يخبرهم؟

طيب الله قدر عليهم، قال: فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض، ما في ولا بدوي ولا راعي، ما وجدوا، مكان محصور ما وجدوا مخرجا.

إذا أراد الله أن يعمي على ناس مكانًا ومنفذًا وطريقًا ما يرونه، قال الشيخ حمود التويجري -رحمه الله-: وأما كون السائحين في الأرض لم يروا يأجوج ومأجوج ولا سد ذي القرنين فلا يلزم منه عدم السد ويأجوج ومأجوج، فقد يصرف الله السائحين عن رؤيتهم ورؤية السد، وقد يجعل الله فوق السد ثلوجًا متراكمة بحيث لا يمكن رؤية السد معها، أو يجعل الله غير ذلك من الموانع التي تمنع من رؤية يأجوج ومأجوج ورؤية السد، والواجب على المسلم الإيمان بما أخبر  الله به في كتابه عن السد ويأجوج ومأجوج، وما صح عن النبي ﷺ في ذلك، ولا يجوز للمسلم أن يتكلف ما لا علم له به، ولا يقول بشيء من أقوال المتكلفين المتخرصين، بل ينبذها وراء ظهره، ولا يعبأ بشيء منها.

فإذًا، قد يجعل الله حواجز وموانع تمنع الوصول، وتمنع الرؤية، الله على كل شيء قدير.

منهجنا الإيمان والتسليم لما جاء في الأخبار.

وهؤلاء العصريون، المنهج العصراني أو الذي يسمونه العقلاني، وما فيه عقل، لو كان في عقل كان استسلموا للنصوص الشرعية، الذين يكذبون الوحي.

وقد حصل لأحدهم موقف ذكره الشيخ محمد بن يوسف الكافي التونسي في كتابه: "المسائل الكافية في بيان وجوب صدق خبر رب البرية وتصديق خبر الله تعالى، قال: السد حق ثابت، ولا ينفتح ليأجوج ومأجوج إلا قرب الساعة، فمن قال بعدم وجود سد على وجه الأرض، ومستنده في ذلك قول الكشافين من النصارى قال الكشافة والسواح ساحوا ما وجدوا شيئًا، وأنهم لم يعثروا عليه يكفر، الذي ينكر السد يكفر، قال وقد للشيخ عبد الرحمن قاضي المرج مع متصرف بني غازي، بني غازي المدينة المعروفة في شمال إفريقية، كان حاكم أو المتصرف حاكم بني غازي في خطبة أمام الناس في جمع عظيم، قال: إنه لا سد في الأرض موجود لإخبار السائحين في الأرض من النصارى، السواح ما حصلوا شيئا، فقام الشيخ عبد الرحمن إليه أمام الحاضرين، وقال: كفرت، تصدق الكشافين وتكذب رب العالمين رب العالمين.

رب العالمين أخبر أن هناك سدًا بناه ذو القرنين فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردمًا، هذا السد. تصدق الكشافين وتكذب رب العالمين، ثم تدارك المتصرف نفسه، وقال: إنما قلت ذلك على طريق الحكاية عنهم ولست معتقدًا لذلك، يعني بدأ بالتراجعات، قال: أنا أنقل، أنا ما أعتقد، أنا فقط أقول ماذا قالوا هم، وليس كلامي أنا، وهكذا..

طيب بعض المعاصرين أيضاً نحن الآن نتكلم عن الانحرافات في قضية يأجوج ومأجوج وما وقع، لما تكلم بعض المعاصرين، مشكلة بعض العصريين هؤلاء يحكمون عقولهم في النصوص، نص صحيح في البخاري يأتي ويقول: ما يدخل العقل، عقل من؟ عقله المريض، يقول: ما يدخل العقل، وينفون أشياء؛ كما فعل هذا مصطفى محمود قال: يأجوج ومأجوج هم شعب الصين.

كيف شعب الصين؟ هو شعب الصين موجود ويدخل ويخرج والشركات الصينية تجيء وتشتغل وتبني أبنية عندنا وتروح، وكيف يعني خرجوا من السد، وأين الإفساد في الأرض الآن، يعني هم يبنون أبنية ويعمرون، وكل شيء Made in China أيش يعني مالكم كيف تحكمون؟

وراح على أنهار الجنة العسل، قال: أنا لا أحب العسل.

عساك أنك لا تأكل إذا كنت أنت لا تحب العسل، يفكر عسل الجنة مثل عسل الدنيا.

وجاء على الدجال قال: هذا التكنولوجيا الجديدة؛ لأنها تنظر بعين واحدة، يعني أن كلها دنيوية.

وجعل لباس البحر للنساء لباسًا أوجدته الضرورة، يعني ترهات عجيبة، فمنها يعني هذه.

طبعًا قد يتوب الرجل ممكن يتوب من هذا الكلام قد يتوب أو لعله تاب أو.. نسأل الله له الهداية هو وغيره يعني.

ونقل عن شكيب أرسلان وعن بعض المتأثرين باللوثة من تلاميذ جمال الدين الأفغاني، جمال الدين الأفغاني هو الذي بعث هذه اللوثة بين المسلمين في هذا الزمان المتأخر، تأثر بسببه ناس كثيرين.

إذا النص ما دخل عقله، قال: هذا نص غير صحيح، أنا ما أتقبل هذا النص.

طيب هذا الكلام ما هو كلام مسلم، المسلم يستسلم للنص، يعني إذا النص ما دخل عقله، يقول آمنا به كل من عند ربنا، في محكم ومتشابه، تشابه عليك استسلم، خلاص نحن عقولنا محدودة، ناقصة، ضعيفة، ما فهمنا.

طيب، ضعف عقولنا.

أما نرد النص الصحيح؛ لأن عقولنا ما قبلته.

قال الشيخ حمود -رحمه الله-: وبعض العصريين يزعم أن يأجوج ومأجوج هم جميع دول الكفر المتفوقين في الصناعات الحديثة، وقد رأيت هذا القول الباطل في بعض مؤلفات المتكلفين من العصريين.

وهذا طبعًا أيضاً هراء.

أولاً: يأجوج ومأجوج لا يخرجون إلا في آخر الزمان بعد نزول عيسى.

وإذا قلت: يأجوج ومأجوج كوريا والصين واليابان، أو دول الكفر.

طيب الآن هم خارجين ويطيرون بالطائرات ويذهبون، ويأتون، كيف الكلام هذا؟

ثم يأجوج ومأجوج إذا خرجوا فترة بقائهم يسيرة ثم يهلكهم الله، وهؤلاء كوريا والصين واليابان، وغيرها، موجودين من زمان، من سنين طويلة، ولا زالوا موجودين.

ثم أين السد الذي انهار؟

وأشراط الساعة الكبرى إذا حصلت توالت، ولو كان هؤلاء كوريا والصين واليابان هم يأجوج ومأجوج فكان صار معها الدجال وعيسى صارت توالت الأحداث الكبيرة ولم يحدث هذا الآن.

ثم إن أمم الكفر كانوا موجودين في جميع الأنحاء في زمن النبي ﷺ ومن بعدهم، فما معنى أن تقول: إن يأجوج ومأجوج هم أمم الكفر الموجودة الآن، وهؤلاء الكفار موجودين من زمان.

وبعض العلماء الأفاضل من المعاصرين -رحمه الله- ربما كتب كلامًا يشعر بشيء من ذلك، يعني أنه يرى أن مثل هؤلاء هم يأجوج ومأجوج، لكن لعله تراجع أو كف لما ناقشه البعض أو بعض طلبة العلم.

طيب زعم طنطاوي جوهري أن يأجوج ومأجوج هم التتار الذين خرجوا على المسلمين في القرن السابع، وقاله في كتابه: "دليل المستفيد على كل مستحدث جديد".

طبعًا، وهذا مردود عليه: أين القرن السابع ونزول عيسى؟ أين؟

مر الآن أكثر من سبعمائة سنة على خروج التتار هؤلاء وما نزل عيسى، ومعلوم أن خروج يأجوج ومأجوج يكون بعد نزول عيسى ، والسد لا يندك إلا قرب الساعة، والتتار خرجوا من زمان وعاثوا في الأرض فسادًا.

والتتار هل شربوا بحيرة طبرية لما خرجوا؟

إذًا، كيف يقال: أن يأجوج ومأجوج هم التتر الذين خرجوا في القرن السابع، وخربوا بغداد.

ثم التتار كيف هلكوا، معركة عين جالوت، وجهاد المسلمين، وليس كالنغف الذي خرج.

وأخيرًا: نشير إلى أنه يوجد في التوراة والإنجيل المحرفين أو العهد القديم والجديد، يعني في.. في.. كتب اليهود والنصارى إشارات إلى يأجوج ومأجوج، يعني أنهم يعتقدون بهذا كما هو موقفهم من نزول المسيح، وقد تقدم الكلام عليه.

ولكن ما عند هؤلاء في أناجيلهم وتوراتهم المحرفة لا يمكن الاعتماد عليه ألبتة، أخلاط وأشياء، وعبارات مثل الطلاسم، وربما يوجد نصوص مثل: "جوج".

وبعضهم يقول بالإنجليز: "يجوج أند موجج".

وفي مواقع على الإنترنت "يجوج أند موجج".

والترهات كثيرة، والأباطيل متعدد، ويكفينا ما في كتاب ربنا، وسنة نبينا ﷺ.

بهذا نكون قد أتينا على هذا الشرط العظيم من أشراط الساعة.

نسأل الله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

وصلى الله على نبينا محمد.