11- تتمة ما جاء في عمامة رسول الله ﷺ وما جاء في صفة إزارهجاء عند البخاري: أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قد خرج في عصابة دسماء، وهي المتلطخة بدسومة شعره من الطيب، وذلك في مرضه الذي مات فيه. وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: مر أبا بكر ومعه العباس بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون، فقال: ما يبكيكم؟ فقالوا: ذكرنا مجلس النبي -صلى الله عليه وسلم- منا، فدخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخبره بذلك، فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد عصب على رأسه حاشية بردٍ فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((أوصيكم بالأنصار، فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم)). .... المزيد |
12- ما جاء في مشية رسول الله ﷺ وجلسته وتُكأته واتكائهعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "ما رأيتُ أحداً كالنبي -صلى الله عليه وسلم-، كأن الشمس تجري في وجهه، وما رأيتُ أحداً أسرع في مشيته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كأنما الأرض تطوى له، إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث" وهذا الحديث وإن كان ضعيف الإسناد، لكن تقدم ما يغني عنه؛ وهو "أنه صلى الله عليه وسلم كان ربعةً، ليس بالطويل، ولا بالقصير، حَسَنُ الجسم، كان شعره ليس بجعدٍ ولا سبط، إذا مشى يتكفأ"، وهذا الحديث يبين كيف كانت مشيته صلى الله عليه وسلم. وفي رواية: "إذا مشى تكفأ تكفئاً كأنما حط من صبب". .... المزيد |
13- ما جاء في عيش رسول الله ﷺ 1قال الامام الترمذي -رحمه الله- في كتابه: "الشمائل المحمدية، باب ما جاء في عيش رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، ويُطلق العيش ويراد به المعيشة والحياة، ويراد به ما يقوم به معيشة الانسان وما تقوم به حياته أصلاً، قال محمد بن سيرين: كنا عند أبي هريرة وكنا وعليه ثوبان ممشقان من كتّان، فتمخط أبو هريرة ثم قال: بخ بخ، يتمخط أبو هريرة في الكتّان؟ لقد رأيتني وإني لأخر بين منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحجرة عائشة من الجوع، مغشياً علي، فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي يرى أن بي الجنون وما هو إلا الجوع. .... المزيد |
14- ما جاء في عيش رسول الله ﷺ 2قال الامام الترمذي -رحمه الله تعالى- في كتابه: الشمائل المحمدية": عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "خرج الني -صلى الله عليه وسلم- في ساعة لا يخرج بها ولم يكن يلقاه فيها أحد، فأتاه أبا بكر فقال: ((ما خرج بك يا أبا بكر؟)) فقال: خرجت ألقى رسول -صلى الله عليه وسلم- وأنظر في وجهه والتسليم عليه، فلم يلبث أن جاء عمر، فقال ما جاء بك يا عمر؟ فقال: الجوع يا رسول قال: فقال رسول -صلى الله عليه وسلم- ((وأنا وجدتُ بعض ذلك)) فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيّهان الأنصاري، وكان رجلاً كثير فلم يجدوه فقال لامرأته: ((أين صاحبك؟)) فقالت ذهب يستعذب لنا الماء، فلم يلبثوا أن جاء أبا الهيثم فسلّم وجعل يفدّي النبي -صلى الله عليه وسلم- بأبيه وأمه. .... المزيد |
15- ما جاء في عيش رسول الله 3في هذا الدرس استأنف الشيخ الحديث عن قصة أبي الهيثم بن التيّهان في إكرامه النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، حينما كانوا في بستانه، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن الهيثم بن التيّهان: ((هل لك خادماً؟)) فقال: لا، فأراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكافأه بخادم، وقال له: ((إن سمعتَ سبياً فاتنا)) وهو القائل-صلى الله عليه وسلم-: ((من صنع إليكم معروفا فكافؤوه، فإن لم تجدوا ما تكافؤوه فادعوا له حتى تروا أنكم كافأتموه)) والمكافأة بإعطائه شيئاً، أو الدعاء له إذا لم يجد شيئاً، قال الحافظ فيه جواز أن يقال: وعدتني فأين الوعد. .... المزيد |
16- ما جاء في عيش رسول الله ﷺ 4روى البخاري عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: "شكا أهل الكوفة سعداً إلى عمر، فعزله فشكوا حتى أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه فلما جاء قال: "يا أبا إسحاق إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي؟ فقال سعد -رضي الله عنه- أما أنا فو الله إني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصلي العشاء فأركد في الأوليين وأخف في الأخريين، قال ذاك الظن بك يا أبا إسحاق، فأرسل بعثاً يتقصى الحقائق لينظر في هذه الشكوى، فأثنوا عليه معروفاً، إلا مسجد لبني عبس فقام رجل منهم اسمه اسامة بن قتادة ويكنى أبا سعدة، فقال: أما إذ أنشدتنا فإن سعداً لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية، قال سعدٌ لما سمع هذه التهم أما والله لأدعونّ بثلاث، اللهم إن كان عبدك هذا كاذباً فأطل عمره، وأطل فقره، وعرّضه بالفتن، وكان الرجل -سعد بن قتادة- إذا سئل يقول: رجل عجوز مفتون أصابتني دعوة سعد. .... المزيد |
17- ما جاء في صفة أكل رسول الله ﷺ وخبزه وتتمة ما جاء في عيشهعن ابن لكعب بن مالك عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلق أصابعه الثلاث. فقوله: يلعق، أي يلحس، وهذه الرواية غير رواية راوية: كان يلعق أصابعه الثلاث، فإن رواية: كان يعلق أصابعه ثلاثا، لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهي ضعيفة، أما رواية: كان يلعق أصابعه الثلاث، فهي الصحيحة المحفوظة. .... المزيد |
18- ما جاء في إدام رسول الله ﷺ 1عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((نعم الإدام -أو الأُدم- الخل)) [رواه مسلم وأحمد وابن ماجه والدارمي]، وكلمة: ((نعم)) تقال للمدح. والإدام كما قال أهل اللغة: ما يؤكل به، فيقال: أدم الخبر يأدمه، والجمع أُدم، مثل: إيهاب وأُهب، وكتاب وكُتب، والأُدْم بالسكون مفرد كإدام. أما الأُدم بالضم فالجمع، وهو ما يؤكل مع الخبر، أي شيء كان. قال الخطابي -رحمه الله- في معنى الحديث: ((نعم الادام الخل)) مدح الاقتصاد في المأكل، وتربية النفس على التعود على ترك ملذات الأكل والأطعمة. .... المزيد |
19- ما جاء في إدام رسول الله ﷺ 2أورد الامام الترمذي -رحمه الله- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأكل من الطيبات، وكان ربما يحضره الطعام النفيس فيأكل منه، وأن هذا ليس محرماً في الدنيا، ولكن يبقى الحكم للأعم الأغلب، وهو أنه كان متقللاً من ملذات الطعام، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دُعي لطعام فيه لحم أو غيره فإنه يأكل منه، قالت عائشة -رضي الله عنه-: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- تعجبه الحلوى والعسل" [رواه البخاري ومسلم]، والحلوى ما صُنع باليد، قال النووي: "والمراد بالحلوى كل شيء حلو، وذكر العسل بعدها تنبيها على شرافته ومزيته، وهذا من باب ذكر الخاص بعد العام. .... المزيد |
20- ما جاء في إدام رسول الله ﷺ 3عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: "رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ من أكل ثور أقط، ثم رآه أكل من كتف شاة ثم لم يتوضأ" والحديث صححه الألباني. والثور: قطعة من الأقط، والأقِط: اللبن المجفف المتحجّر، ومعنى الحديث: أنه توضأ؛ لأنه أكل طعاماً من الأقط، وهو طعام تمسّه النار عند تحضيره، وقوله: أنه رآه أكل من كتف شاة، فنسخ هذا ما تقدم من وجوب الوضوء مما مست النار، ثم لما جاء النسخ صار الوضوء مما مسته النار مستحب إلا من أكل لحم الإبل إنه يجب الوضوء منه. .... المزيد |