وصايا لشباب المراكز الصيفيةأيها الإخوة كلمتي إليكم في هذه الليلة عن وصايا لشباب المراكز الصيفية، وأستهل هذه الوصايا بالوصية الأولى وهي: إخلاص العمل لله عز وجل، إخلاص العمل لله هو رأس الأمر وهو القاعدة والأساس وبدونه تحبط الأعمال ولا يصبح للنشاط أي قيمة ولا تأثير وهكذا إذا حرم العمل أو فقد العمل الإخلاص اصبح دون ثمرة، فاعبدوا الله مخلصين له الدين، وإذا كنتم تعتبرون أن انضمامكم إلى هذه المراكز عملاً تتقربون به إلى الله عز وجل من خلال أنواع التربية الإسلامية التي تمارسونها وتتعرضون لأجوائها في هذا المركز، فإن الإخلاص في العبادة من أهم الأمور، وكان السلف رحمهم الله تعالى يجاهدون أنفسهم على الإخلاص لسنوات طويلة، وأنا معك أيها الشاب عندما تقول إنني أجد في نفسي في البداية كثيرا من النوازع، أو من المنازعات التي تنازعني في نفسي، فشيء يشدني إلى حب الظهور، وشيء يشدني إلى حب الرئاسة، وشيء يشدني إلى التحدث بأعمالي، وإنني أجد صعوبة في التخلص من هذه المنازعات أقول لك نعم، فإن الأمر في البداية يمر عند الكثيرين بهذه المراحل .... المزيد |
مآسي من الظلم الاجتماعيكلما ابتعد الناس عن دين الله كلما كثر ظلمهم وزادت معاصيهم وحصل من وراء ذلك زيادة في الشقاء والتعاسة، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى، هذه المعيشة الضنك التي تكون لكل من حاد عن منهج الله ولم يطبق دين الله وخرج عن طاعته سبحانه وتعالى، والظلم أمر شنيع، وخطب فضيع، ولذلك حرمه سبحانه على نفسه، فقال في الحديث القدسي: إني حرمت على نفسي الظلم وعلى عبادي ألا فلا تطالموا، والظلم من طبيعة الإنسان إنه كان ظلوما جهولا، إن الإنسان لظلوم كفار، وعاقبته وخيمة يوم الدين، الظلم ظلمات يوم القيامة، وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما، إن الظلم عاقبته في الدنيا أيضًا إن الله عز وجل يملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد، والله تعالى يسلط الظالمين على الظالمين، وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون .... المزيد |
قواعد وضوابط في حل المشكلاتهذه حياتنا فيها هموم وغموم، وأحزان وأكدار، إنها منغصة لا تخلو من ألم في النفس أو البدن، هكذا خلقها الله وجعلها بهذه الطبيعة، وميز الجنة عنها فصارت الجنة بلا هموم ولا غموم ولا أحزان، ولا أكدار، هذه حياتنا نتذكر بكدرها صفو الجنة، وبأحزانها سرور الجنة، وبآلامها نعيم الجنة، هذه الحياة في أزمات ومشكلات، فيها مصاعب وأمور شائكة، ونحن في ديننا ولله الحمد ما يعيننا على مواجهة هذه الابتلاءات الموجودة في هذه الحياة، في الفرد والمجتمع، فيمن حولنا، صعوبات وأزمات تواجهنا، كيف نديرها، كيف نحللها ونفكر فيها، كيف نتعامل معها. إن هذه الصعوبة أو الأزمة أو المشكلة التي يمكن تعريفها بأنها صعوبة موجودة، وعقبة قائمة يراد تخطيها. إن مواجهة هذه الأزمات التي تعترض طريق المسلم في حياته قد جاءت الشريعة بما يعينه عليها، لا تخلو حياتك من مثل هذه المواقف الصعبة، فاحمد الله أن جعل لك في هذا الشرع ما يعينك على المواجهة وتجاوز العقبات. .... المزيد |
فن التحفيز واستنهاض الهممفي ظل ما نعيشه من الأحداث المفجعة والأزمات الموجعة والصراع العالمي بين الإسلام والكفر وهذا الزمن الذي عم فيه كثير من اليأس والقنوط على المسلمين، وخيم على قلوب كثير منهم الإحباط، وأطبق على أفئدتهم، ألا يجدر أن تتحدث الأقلام عن أهمية صناعة الأجيال، وتربية الأبطال، وإبراز المواهب وصقل النفوس لتتربى على الإيمان والعمل والبناء وتحقيق المشروعات العظيمة لنهضة هذه الأمة فانهض؛ فقد طلع الصباح ولاح مُحْمَرُّ الأديم! تبلد في الناس حب الكفاحِ *** ومالوا لكسبٍ وعيش رتيب يكاد يـزعزع مـن هـمتي *** سدور الأمين وعزم المريب أنت من حولك إخوانك وزوجتك وأبناؤك، وطلابك، وأنت بحاجة إلى أن تجعل من الجميع أفرادًا نافعين، وأن تعمل ما يمكن عمله في نفوسهم للتميز والإبداع. إن التحفيز والتشجيع اليوم في ظل الخمول الموجود وما تحتاجه الأمة من العمل الكثير أمر مهم جدًا، إنها معرفة كاشفة، وبصيرة نافذة وقدرة واعية لتربية الإبداع والتميز في النفوس .... المزيد |
صراع مع الشهواتحياتنا فتن ومجاهدة، وشهوات ومعركة، ميدان الشهوات كبير، والصراع فيه خطير، إنها معركة الإنسان مع غريزته، المستترة في أغوار نفسه، الهالكون في هذه المعركة من البشر كثير، والناجون قليلٌ قليل، إنه يسعى بكل وسيلة لإضلالنا وإغوائنا، وإيقاعنا في الصغائر والكبائر، الجولة مع الشيطان، أخبرنا الله عن الذين فروا في أحد: أنهم استزلهم الشيطان، إنما استزلهم الشيطان، وهكذا الذين يسقطون في فخاخ الشهوة التي نصبها إبليس، استزلهم الشيطان، يستدرجك لإيقاعك في الصغيرة، نظرة كلمة مغازلة، ثم يقول بعد ذلك: لك أن تستمر ثم تقع الخسارة الكبيرة، ويقع الانحراف من عقوبة الشهوات المحرمة: سوء الخاتمة فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، كان السلف يخشون سوء الخاتمة، بكى سفيان الثوري ليلة إلى الصباح، فقيل له: أكل هذا خوفًا من الذنوب؟ قال الذنوب أهون، إنما أبكي خوفًا من الخاتمة .... المزيد |
رفع المعنوياتغربتنا شديدة لا يعلمها إلا الله، يتلفت المسلم حوله فيرى كفرًا مسيطرًا، وشرًا مستطيرا، وعدوًا متجبرا، الأعداء كثير والتخطيط محكم، سلاحهم قوي، حاملات وطائرات وصواريخ وقنابل وأقمار ترقب وعدو يترقب، حملات يهودية وأخرى صليبية، أحاطوا بالأمة إحاطة السوار بالمعصم، ووضعوا حبال مكرهم وبطشهم حول رقبتها، وشدوا الحبل ليخنقوها، يتلفت المسلم فيرى حوله في بلاد المسلمين خرابا ودمارا، أيتامًا وأيامى، أرامل ومفجوعين، بيوت تهدم، وأعراض تنتهك، وحرما يستباح، وثروات وهيمنة تنهب، وتسلط واستبداد، وظلم وحكم القوي على الضعيف، والجبار على الأسير، وهكذا يرى هذا الظلم المنتشر، فيقول والأمة متخبطة متفرقة متناحرة، يرى قلة الناصر وضعف المعين، فيقول: سواء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص، وأن الهلاك هو العاقبة، وهذه الكلمات ليست للتخدير ولا لمحاولة نسيان الواقع المر، وإنما هي للنهوض بالنفوس؛ لئلا تقع فريسة لليأس القاتل، والقنوط المقعد عن العمل، بل لتنطلق بهذه المبشرات إلى الجد والاجتهاد، يحدوها حادي الرجاء في وعد الله القادم .... المزيد |
أي الناس أنت؟أي الناس أنت؟ هذا سؤال نسأل أنفسنا فيه، من أي أنواع الناس نحن، وقد ذكر الله عز وجل أنواعًا من الناس، فقال سبحانه: ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين، وقال: ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله، وقال ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وقال: ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد، وقال: ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين، ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله، ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله، وهناك في الجانب المقابل: ومن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد، إذا هناك من الناس ألوان وأنواع وأصناف وأقسام وأشكال ذكرهم الله عز وجل في كتابه .... المزيد |
الشهوة الخفية حب الرئاسة والشهرة 2أما القسم الثاني وهو حب الشهرة، وقد ذكرت أن له ارتباط بالقسم الأول ارتباطًا وثيقًا حب الشهرة والصبت، هذا المرض موجود في نفوس الكثيرين، وهذا المرض موجود عند الفسقة، وقد يكون موجودًا أيضًا عند بعض أهل الدين، فعند الفسقة الآن هناك شيء اسمه عالم الأضواء وعالم الشهرة، ويقال فلان أو فلانة من الممثلين والممثلات دخلت عالم الشهرة بفيلم كذا، وفلانة من المغنيات دخلت عالم الشهرة بأغنية كذا، وفلان من اللآعبين دخل عالم الشهرة وعالم الأضواء بهدف الأهداف الرياضية، بمباراة كذا، وهكذا من أنواع الشهرة الدنيوية المذمومة القبيحة المضيعة للوقت الصارفة للجهد في غير طاعة الله، والمورثة للإثم والعدوان، والمثيرة للشهوة والأهواء، والتي تؤدي إلى إضلال الناس، عالم الشهرة الآن يدخل فيه كثير من أهل السوء والباطل كما هو معروف وواضح جدًا .... المزيد |
الشهوة الخفية حب الرئاسة والشهرة 1أوجب علينا الإخلاص له سبحانه وتعالى في العبادة الذي يعبده لا يشرك به شيئًا، يدخل الجنة، والذي يعبده مع الشرك، فإن كان الشرك أكبر فإنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها، أمرنا بالإخلاص فقال: فاعبدوا الله مخلصين له الدين، وقال الله سبحانه وتعالى مبينًأ خطورة الشرك: إن الله لا يغفر أن يشرك به، ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك، وهذا الشرك أيها الإخوة له صورة كثيرة، ومن صور الشرك، ومن أنواع الشرك ما يكون جليًا واضحًا، ومنه ما يكون خفيًا، كما أنه ينقسم إلى شرك أكبر وأصغر، فلذلك ينقسم إلى شرك جلي وخفي، فالشرك الجلي يعرفه كل أحد واضح، والشرك الخفي الذي يخفى على كثير من الناس، أما المؤمنون فإن الدافع عندهم للشرك الجلي لا يكاد يوجد، لكن الخطورة والمصيبة في الشرك الخفي بالنسبة للمؤمنين، أما المشركون فهم واقعون في أنواع الشرك، جليها وخفيها، وموضوعنا في هذه الليلة أيها الإخوة عن شهوة خفية في النفس تقدح في الإخلاص وتخالف التجرد لله سبحانه وتعالى، وهي: حب الرئاسة وحب الشهرة، وهما موضوعان متقاربان، بينهما كثير من الارتباط .... المزيد |
التميز في شخصية المسلمديننا عظيم، ولابد أن يكون أبناؤه وبناته على مستوى هذا الدين في العقيدة، في الأخلاق، في العبادة، في الآداب، في السيرة الحسنة، في الدعوة، إننا بحاجة ماسة في هذا الزمان إلى أبناء وبنات الإسلام، يحملون هذا الدين، يتعلمونه، يعلمونه، يعملون به، الإسلام يهاجم، الهجمات شرسة، الأعداء لا يوفرون فرصة، فتارة يطعنون في شريعته، وتارة في كتابه، وتارة في نبيه، وهذه سهامهم تتوالى، ولا يكفون عن السخرية والاستهزاء، إنها حرب نفسية شرسة على هذا الدين، وديننا عظيم قويم، هذا الدين متين، لابد أن يكون له من أوليائه من ينصره، ليس العيب في الزمن أيها الإخوة، كما يحلو للبعض أن يفعل، لكن في أبناء الزمن نعيب زماننا والعيب فينا *** وما لزماننا عيب سوانا ونهجو ذا الزمان بغير ذنب *** ولو نطق الزمان بنا هجانا والدين العظيم يحتاج إلى شخصيات عظيمة لحمله، تمنى الصحابة أمنيات، فقال عمر رضي الله عنه: لكني أتمنى أن يكون لي ملئ هذه الحجرة رجال أمثال أبي عبيدة، عندما نكون نحن المسلمين أصحاب تميز في شخصياتنا علما وعملاً، نعيش لله نضحي لله، نعطي لله، نأخذ لله، نحب لله، نبغض في الله، قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين .... المزيد |