32- ما جاء في كلام رسول الله ﷺ في السمرقال الامام الترمذي -رحمه الله- في كتابه: الشمائل المحمدية، باب ما جاء عن، قال: وعن مسروق عن عائشة قال: حدّث النبي نساءه حديثاً، فقالت امرأة منهن: كأن الحديث حديث خرافة، فقال: ((أتدرون ما خرافة؟ إن خرافة كان رجلاً من عُذرة، أسرته في الجن في الجاهلية، فمكث فيهم دهراً ثم ردوه إلى الانس، فكان يحدّث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب، فقال الناس: حديث خرافة)) وهذا الحديث تفرد به المصنف عن غيره من أصحاب المصنفات الستة، وقد رواه أحمد وأبو يعلى ولكنه حديث ضعيف. قال ابن كثير -رحمه الله-: "وهذا من غرائب الأحاديث وفيه نكارة"، وكلمة: خرافة تطلق على كل ما يستملح من الحديث ويتعجب منه، وعُذْرة قبيلة من اليمن. .... المزيد |
31- ما جاء في صفة كلام رسول الله ﷺ في الشعر 2دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة في عمرة القضاء وابن رواحة -رضي الله عنه- يمشي بين يديه. يقول: خلوا بني الكفار عن سبيله *** اليوم نضْربكم على تنزيله ضرباً يزيل الهام عن مقيله *** ويذهل الخليل عن خليله فقال له عمر -رضي الله عنه-: " يا بن رواحة بين يدي رسول الله، وفي حرم الله تقول الشعر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((خلّ عنه يا عمر، فلهي أسرع فيهم من نضح النبل)) وقوله: خلوا بني الكفار، يعني يا أيها الكفار عن سبيل الله خلوا بين رسول الله وبين الناس ليدعوهم إلى الله. وهذا الشعر إذا استعمل استعمالاً حسناً فإنه من نوع الجهاد باللسان، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم)). .... المزيد |
30- ما جاء في صفة كلام رسول الله ﷺ في الشعر 1الشعر كما قال الفيّومي هو النظم الموزون، وحدّه ما تركب تركباً متعاضداً وكان مقفّاً موزوناً مقصوداً به ذلك، فقد يقول الانسان كلاماً موزونا لكن صاحبه لا يقصد أن يكون شعراً، فلا يكون شعراً ولا يسمى صاحبه شاعراً، ولذلك ما ورد في الكتاب والسنة موزوناً فليس بشعرٍ لعدم القصد، وسمي شاعراً لفطمته وعلمه به، وقال الفيروزآبادي: الشعر غلب على منظوم القول لشرفه بالوزن والقافية، وقد تميز الشاعر بأنه يشعر بما لا يشعر به غيره، ولذلك سمي الشاعر شاعراً، وكان النبي يتمثل -يستشهد- بشعر عبد الله بن رواحة الخزرجي: ويأتيك بالأخبار من لم تزود. كما تمثل صلى الله عليه وسلم بشعر أخي قيس طرفه بن العبد صاحب المعلقة المشهورة. .... المزيد |
29- ما جاء في صفة مزاح رسول الله ﷺالمُزاح والمِزاح بالضم والكسر مصدر مزح، والمزاح الانبساط مع الغير من غير إيذاء الله، وفي هذا فرق بين السخرية والاستهزاء، فإن السخرية والاستهزاء قد يكون فيها انبساط لكن مع إيذاء الغير، أما المزاح فهو انبساط مع الغير من غير إيذاء. وقد أورد في هذا الامام الترمذي حديثاً عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: ((يا ذا الأذنين)) قال محمود قال أسامة: يعني يمازحه، والحديث صحيح قد رواه أبو داود أيضاً. وقوله: ((يا ذا الاذنين)) مزاح؛ لأن كل إنسان له اذنان، فكان ذلك على سبيل المازحة، وفي هذا حُسن الخُلق، وأن القائد العظيم إذا مازح بعض اتباعه، فإن ذلك لا يقلل من هيبته ومقداره، وأن هذا المزاح إذا كان منضبطاً فإنه لا يضر. .... المزيد |
28- ما جاء في ضحك رسول الله ﷺالضحك كما قال أهل اللغة هو: انبساط الوجه وتهلله، حتى تظهر الأسنان من السرور، فإن كان بصوتٍ فهو قهقهة، وإن كان بدون صوت فهو تبسُّم، وعن جابر بن سمُرة -رضي الله عنه- قال: "كان في ساق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمُوشة، وكان لا يضحك إلا تبسُّماً، فكنت إذا نظرتُ إليه قلتُ: أكحل العينين وما هو بأكحل" والحديث قال عنه الترمذي: "حسن صحيح"، وضعفه الألباني. ومعنى: "حُموشة الساق" دقتها، والمقصود دقتها بما يتناسب مع سائر أعضائه صلى الله عليه وسلم. وهذه الحموشة والحُسن مما يُمتدح به، وفي قوله: "لا يضحك إلا تبسُّماً" دليلٌ أن الغالب من ضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- هو التبسُّم. وهذا الخُلُق شأن الكمّل من الناس. .... المزيد |
27- ما جاء في كيف كان كلام رسول الله ﷺعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما كان رسول الله -صلى الله عليه سلم- يسرد كسردكم هذا، ولكنه كان يتكلم بكلام بيّن فصل، يحفظه من جلس إليه"، حديث صحيح. ومعنى قولها: "ما كان يسرد كسردكم هذا" والسرد هو الاتيان بالحديث على الولاء، أي متوالياً، وهو الكلام الذي يكون نتيجة السرعة، ولم يكن يتابع الحديث بعضه في إثر بعض، ولكنه يتأني فيه ليفهمه المستمع، وجاء في رواية: إنما كان حديث فصلاً فهماً تفهمه القلوب"، وكان يتكلم بكلام بيّن -يعني ظاهر- ومعنى فصلاً: مفصولاً بعضه عن بعض، بحيث يتبينه من يسمع ويمكنه عدّه، حتى لا يبقى مع ذلك شبهه على سامعه. .... المزيد |
26- ما جاء في تعطر رسول الله ﷺعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- سُكّة يتطيب منها" والحديث رواه أبو داود وهو حديث صحيح. ومعنى "سُكّة" قيل: طيب مركب، وقيل: وعاء الطيب، فإن كانت تعني الطيب نفسه فمن تكون للتبعيض، يتطيب منها أي بجزء منها؛ لأن السُّكّة هي الطيب، وإن كان المراد منها الوعاء الذي يوضع فيه الطيب فتكون من للابتداء، فيتطيب من هذه السكة ويتطيب منها، والظاهر أن المعنى بالسكة هو الظرف الذي يوضع فيه الطيب كما يشعر بذلك قوله: منها؛ لأنه لو أراد نفس الطيب لقال: يتطيب بها. .... المزيد |
25- ما جاء في صفة شرب رسول الله ﷺعن الشعبي عن ابن عباس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شرب من زمزم وهو قائم، وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم أيضاً، وجاء عن الشعبي عن ابن عباس قال: "سقيتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- من زمزم فشرب وهو قائم"، وفي لفظ البخاري: "سقيتُ رسول -صلى الله عليه وسلم- من زمزم فشرب وهو قائم، قال عاصم: "فحلف عكرمة أنه ما كان يومئذٍ إلا على بعير"، وهذا الحديث يُفهم منه تعدّد شربه من زمزم قائماً، وكان من عادة -صلى الله عليه وسلم- أنه يشرب جالساً، وقد تكلم العلماء في ذلك فقيل أنه شرب قائماً بسبب الزحام الموجود، وقال بعضهم: لخصوصية ماء زمزم، لما ورد من سنة التضلُّع من زمزم. .... المزيد |
24- تتمة ما جاء في فاكهة رسول الله ﷺ وما جاء في صفة شرابه ﷺقال الترمذي في "كتابه الشمائل": "عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان الناس إذا رأوا بداية الثمر جاؤوا به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا أخذه النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((اللهم بارك لنا في ثمارنا، وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا، ومدنا، اللهم إن إبراهيم عبدك ونبيك وخليلك، وإني عبدك ونبيك، وإنه قد دعاك لمكة، وأنا أدعوك للمدينة، بمثل ما دعاك لمكة، ومثله معه)) قال: "ثم يدعوا أصغر وليد يراه فيعطيه ذلك الثمر، قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يفعلون ذلك رغبة في دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم بالبركة في ثمارهم، وإعلاماً له بما يتعلق من أخذ الزكاة، وغير ذلك. .... المزيد |
23- تلخيص لدورة (1425) وجملة من خصائص رسول الله ﷺكان الامام محمد بن عيسى الترمذي -رحمه الله- ضرير البصر لكنه صاحب بصيرة وقلب حي، خلّد الله -تعالى- ذكره بهذه السنن التي جمعها، واجتهد في جمعها، ومهر في جمعها، وألّف منها جمعاً من الكتب والمؤلفات، ومنها هذا السِّفر المبارك وهذا الكتاب الجميل وهو الشمائل المحمدية، وتعريف الأمة بشمائل نبيها من الأمور العظام الطيبة الحسنة؛ لأن الأمة لا بد لها أن تقتدي بنبيها وتتعرف عليه، وقد عقد فيه باباً: "ما جاء في خَلْقِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنه لم يكن بالطويل البائن ولا بالقصير، وكان أبيض مليحاً مقصّداً، ليس بالطويل ولا بالقصير، لم يكن أبيض أمهق شديد البياض، وكان شعره وسطاً بين السّبط والجعد، عظيم الجمة، وهو ما سقط من شعر الرأس إلى المنكبين، وكان في ظهره خاتم النبوة، وهو كبيضة الحمامة في ظهره، ولم يكن تشويهاً في ظهره، بل كان جمالاً وكمالاً، وكان إذا مشى كأنما ينحدر من صبب عليه الصلاة السلام. .... المزيد |