أعمال القلوب في أوقات الشدةإنه لما كان لابد للمسلم أن يجتمع بإخوانه ليذكر الله وإياهم، خصوصًا في أوقات الشدة التي يحتاج فيها الناس كثيرًا للتبصرة والتذكرة، التبصير بما يجب عليهم أن يعملوه، والتذكير بما ينبغي عليهم أن يتذكروه، إن تصرفاتنا وحركاتنا وسكناتنا ينبغي أن تكون لله رب العالمين، إن تحركات المسلم ليست تحركات طائشة، وإن تصرفات المسلم ليست تصرفات هوجاء، لأنها يجب أن تكون منضبطة بنور هذه الشريعة، وينبغي أن يكون نور الوحيين هو الذي يعمل عمله وفعله في قلوب الناس في أوقات الشدائد، وإذا كان للجوارح أعمال كالصلاة والحج والجهاد، فإن للقلوب أعمالاً أعظم من ذلك بكثير؛ لأن عمل القلب ينبني عليه صلاح عمل الجوارح أو فسادها، ولذلك فينبغي للمسلم أن يهتم بقلبه جدًا في أوقات المحن، ونحن نمر ولا شك بمحنة وإن الحوادث من حولنا توجب علينا أن نكون أكثر بصيرة من ذي قبل، وينبغي أن تكون قلوب المسلمين حية؛ لأن القلب الميت لا خير في صاحبه .... المزيد |
استوصوا بالتائبين خيرانحن نعيش في وقت نشهد فيه رجعة من المسلمين إلى الله واضحة، وكثير من الناس صاروا ما بين تائب وأواب، وتيمم كثير منهم شطر المسجد والمحراب يريدون المغفرة من ربهم ويواصلون قرع الأبواب، ويحتاج الدعاة إلى الله عز وجل في مواقفهم من هؤلاء التائبين العائدين إلى ربهم يحتاجون إلى تعلم الحكمة وكيفية الخطاب، فكان لابد لاستقبال هؤلاء التائبين الجدد من إعداد العدة والأخذ بالأسباب، وقد سبق أن تكلمنا في درس منفصل عن التوبة واهميتها وعوائقها، وكيف تزال هذه العوائق، ونحن نتكلم اليوم في درس موجه إلى الدعاة إلى الله أكثر من غيرهم عن هذه المسألة، ونحن نعلم أيها الإخوة أن الحديث عن موضوع التوبة حديث ذو شجون، فإن آثام الناس في هذا العصر قد كثرت، وتبين لكثير من المخطئين خطأهم وذنوبهم، وأرادوا أن يرجعوا إلى الله عز وجل .... المزيد |
مكائد من تلبيس إبليسخلق الله سبحانه وتعالى خلقه وابتدأ خلق البشر بخلق ابيهم آدم عليه السلام، وكان من خلقه عز وجل الجن ومردتهم الشياطين، وعلى رأسهم إبليس لعنه الله، واقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن يخلق إبليس؛ ليبلو عباده بهذا الشيطان، فينظر كيف يعملون، فمن أطاع إبليس ذهب معه إلى دار العقاب، ومن عصاه نجا بنفسه إلى دار الثواب، ولقد أخذ إبليس العهد على نفسه منذ أن خلق الله أبانا آدم بإضلال البشر، وإضلال سلالة آدم عليه السلام، فقال الله سبحانه وتعالى عن هذا العدو الخبيث: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}، وقال الله سبحانه وتعالى: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا * لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا} .... المزيد |
ما عذرك غداً بين يدي اللهخلقنا الله عز وجل لعبادته، وشرع لنا هذه الشريعة وألزمنا بها، وقبل منا العذر في الخطأ والنسيان وما استكرهنا عليه، فنحن ليس لنا عذر في رد الشريعة أبدًا، وليس لنا عذر إذا علمنا حكمًا شرعيًا ليس لنا عذر في عدم تنفيذه إذا كنا نطيق التنفيذ. إن هذا الدين الذي أنزله الله سبحانه وتعالى فصل قول فصل وليس بالهزل، إنه دين قوي، ويحتاج إلى قوة للأخذ به، {خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ}، إن هذا الدين لا يمكن أن يقبل عليه المتلاعب ولا الهازل، ولا الذي يميع الأمور، إنه يجب أن يحمل وينفذ كما أمر الله سبحانه وتعالى، وكثير من الناس يتخلفون عن تنفيذ الأحكام الشرعية بأعذار واهية، لو نظرت إليها لوجدت أن بعضها أقبح من الذنب الذي تخلفوا عنه، الذي فعلوه وتخلفوا عن الواجب الذي تركوه بعذر هو أقبح من الذنب .... المزيد |
توبة قاتل المائةقصة توبة قاتل المائة، وهذه القصة قصة عظيمة فيها فوائد جليلة، قصها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإليكم هذه القصة، قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار - واللفظ لابن المثنى - قالا: حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد الخدري، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب، فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسا، فهل له من توبة؟ فقال: لا، فقتله، فكمل به مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي، فجعلوه بينهم، فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة .... المزيد |
الباقيات الصالحاتيقول الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً}، ويقول سبحانه وتعالى في سورة مريم: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَرَدّاً}، مرداً، أي: عاقبة ومراداً على صاحبها، أما بالنسبة للباقيات الصالحات فهذه طائفة من أقوال المفسرين في تفسير هذه الكلمة: قال ابن الجوزي رحمه الله: والباقيات الصالحات فيها خمسة أقوال: أحدها: أنها: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر). والثاني: أنها (لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله ولا قوة إلا بالله). والثالث: أنها الصلوات الخمس. والرابع: أنها الكلام الطيب. والخامس: جميع الأعمال الحسنة. وقال الشيخ صديق حسن خان رحمه الله في تفسيره فتح البيان: {الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ}، أي: أعمال الخير التي تبقى لها ثمرتها أبد الأبد وهي ما كان يفعله فقراء المسلمين من الطاعات، وقال في البحر المحيط: {الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ} قال الجمهور: هي الكلمات المأثور فضلها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. .... المزيد |
الاستعداد ليوم المعادمن الممكن أن نلخص هذا الموضوع بحديث واحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذكر فيه هذه الحقيقة، وهو حديث عظيم يرويه الإمام ابن ماجة رحمه الله تعالى عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من جعل الهموم همًا واحدًا هم المعاد، كفاه الله سائر همومه، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبالي الله في أي أوديتها هلك، يعني جعل همه كله في الاستعداد ليوم المعاد، كفاه الله سائر همومه، وأزالها من قلبه، وطيب خاطره، ولم يعد ذلك القلب يشتكي وصبًا ولا تعبًا ولا عذابًا من سائر هموم الدنيا الكثيرة، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا، يركض وراء المال والشهوات ويجمع ويكدح، لم يبالي الله في أي أوديتها هلك، الله عز وجل لا يبالي وينساه ولا يبالي في أي أودية الدنيا هلك، فهذا الحديث يلخص لنا الموضوع أتم تلخيص، ويدفع الإنسان المسلم لكي يركز ذهنه وقلبه وجوارحه في العمل لهم المعاد .... المزيد |
استدراك ما فاتدرسنا أحكام وعظات، ونظرات تربوية في استدراك ما فات، وسبب الحديث عن هذا الموضوع أن هناك ملحظاً فيما يخص مسألة التفويت والتضييع، والاستسلام لليأس، وعدم السعي إلى الإصلاح والاستدراك. أناس كانوا في جاهلية فهداهم الله، وبعضهم كانوا في بدعة فأنقذهم الله، فكيف يعوضون ما مضى من عمرهم؟ وآخرون تردت أحوالهم، وضعف إيمانهم، وانتكست مسيرتهم، وبردت هممهم، واعتراهم من الشيطان ما اعتراهم، ومسهم من كيده ما آذاهم، فوقفوا يتلمسون الطريق. ولهم أصحاب يدعونهم إلى الهدى ائتونا، قل إن هدى الله هو الهدى، وبعض هؤلاء يحاولون الرجوع، وبعضهم لا يزالون في أمرهم يترددون.. فلنلق نظرة على هذا الموضوع، وأجد أنه بحق موضوع مهم لنا جميعاً استدراك ما فات، ننظر ماذا قال العلماء في هذا الموضوع، وكيف يمكن أن نستفيد منه في مسيرتنا وحياتنا.. .... المزيد |
علاج النفسخلق الله تعالى الخلق لغاية عظيمة هي عبادته وحده لا شريك له قال سبحانه وتعالى: {وما خلقت الجن ولإنس إلا ليعبدون} وقد أشغل أعداء الإسلام المسلمين بالتقنيات الحديثة كمواقع التواصل الاجتماعي وبرامج التطبيقات والألعاب والقنوات الفضائية وغيرها عن عبادة الله تعالى والناس في غفلة عما خلقوا من أجله وعلاج ذلك كله أن يسخر المسلم هذه التقنيات في الدعوة إلى الله ونشر الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يبتعد عن سحرها بقراءة القرآن وذكر الله تعالى. .... المزيد |
التفريح بذكر التسبيحإن التسبيح هو التنزيه فإذا سبحت الله أي نزهته عن جميع النقائص والعيوب، تسبيح الله سبحانه وتعالى أن تبرأ ربك من كل عيب، وأن تشهد له بالكمال، وإذا حمدته فأنت تثني عليه، فيكتمل التسبيح بالتسبيح والتحميد تمجيد الرب عز وجل؛ لأنك تثبت له الكمال من جهة، وتنفي عنه النقص من جهة أخرى، ولكذلك كان من أعظم الأذكار: سبحان الله وبحمده. .... المزيد |