الخميس 28 ربيع الآخر 1446 هـ :: 31 أكتوبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

الباقيات الصالحات


عناصر المادة
أقوال المفسرين في معنى الباقيات الصالحات
اقتران الإيمان بالعمل الصالح في القرآن الكريم
ثواب أهل الإيمان والعمل الصالح في القرآن
أنواع الأعمال الصالحة الواردة في القرآن والسنة
فضل صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء
الحج والعمرة
ذكر الله وتلاوة القرآن الكريم
حِلق الذكر وتعليم العلم الشرعي
المرابطة والجهاد في سبيل الله
الأخوة في الله ومن أجل الله

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

فهذه أيام عشر ذي الحجة قادمة علينا، وليس هناك من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام.

وحول العمل الصالح والباقيات الصالحات يدور درسنا هذه الليلة، يقول الله في سورة الكهف: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلً  [الكهف: 46].

وقال الله في سورة مريم:  وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا  [مريم: 76].

مرداً يعني: عاقبة، ومراداً على صاحبها.

أقوال المفسرين في معنى الباقيات الصالحات

00:01:13

أما بالنسبة للباقيات الصالحات فهذه طائفة من أقوال المفسّرين في تفسير هذه الكلمة:

قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "والباقيات الصالحات فيها خمسة أقوال: أحدها: أنها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، والثاني: أنها لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله ولا قوة إلا بالله، والثالث: أنها الصلوات الخمس، والرابع: "أنها الكلام الطيب"، والخامس: "جميع الأعمال الحسنة". [زاد المسير في علم التفسير: 3/88].

وقال الشيخ صديق حسن خان -رحمه الله- في تفسيره فتح البيان:  الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ  أي أعمال الخيرات التي تبقى له ثمرتها أبد الأبد، وهي ما كان يفعله فقراء المسلمين من الطاعات" [فتح البيان في مقاصد القرآن: 8/61].

وقال في البحر المحيط: الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ، قال الجمهور: "هي الكلمات المأثور فضلها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" [البحر المحيط في التفسير: 7/186].

وقال ابن عباس وابن جبير وأبو ميسرة عمرو بن شرحبيل: "هي الصلوات الخمس، وعن ابن عباس: أنه كل عمل صالح من قول أو فعل يبقى للآخرة". ورجحه الطبري. [تفسير الطبري: 18/35].

وعن قتادة: "كل ما أريد به وجه الله".

وعن الحسن وابن عطاء: "أنها النيات الصالحة، فإن بها تُقبل الأعمال وتُرفع".

ومعنى:  خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا نها دائمة باقية، وخيرات الدنيا منقرضة فانية، والدائم الباقي خير من المنقرض المنقضي" [تفسير الطبري: 18/35].

وقال القرطبي -رحمه الله- عن ابن عباس: "إنها كل عمل صالح من قول أو فعل يبقى للآخرة" وقال ابن زيد: ورجحه الطبري، وهو الصحيح إن شاء الله: "بأن كل ما بقي ثوابه جاز أن يقال له هذا". يعني أنه من الباقيات الصالحات. وقال علي : "حرث الآخرة: الباقيات الصالحات".

وقد قيل: إن الباقيات الصالحات هي النيات والهمّات، من همّ بحسنة  والنية الحسنة؛ لأنها بها تقبل الأعمال وترفع، قاله الحسن، وقال عبيد بن عمير، وهو قول فيه غرابة في تفسير  الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ  قال: هن البنات، يدل عليه أوائل هذه الآية، قال الله تعالى: الْمَالُ وَالْبَنُونَ يعني الذكور  الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا  ثم قال: وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ  [الكهف: 46]، يعني: البنات الصالحات هن عند الله لآبائهن خير ثواباً وخير أملاً في الآخرة لمن أحسن إليهن، ثم استدل القرطبي -رحمه الله- بحديث عائشة في المرأة التي دخلت عليها وهي مسكينة ومعها ابنتان لها، فأعطتها عائشة تمرة كانت عندها، فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئاً، ثم أخبرت النبي ﷺ، فامتدح هذا الفعل ومن عال هؤلاء البنات وابتلي بشيء منهن فصبر فإن الجنة ثوابه" [تفسير القرطبي: 10/416].

وقال الألوسي -رحمه الله- في حديث فيه أن الباقيات الصالحات هن بعض الأذكار، قال: "وهن الباقيات، هذه الأذكار، المفيد للحصر بعد التنصيص على ما لا عموم فيه، وأياً ما كان، فالباقيات صفة لمقدّر، كالكلمات أو الأعمال، أي: الأعمال الباقيات الصالحات، أو الكلمات الباقيات الصالحات، فما هي الباقيات الصالحات؟ الباقيات صفة، والموصوف محذوف تقديره: الكلمات أو الأعمال، وكذا تدخل أعمال فقراء المؤمنين الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه دخولاً أولياً، فإن لهم من كل نوع من أنواع الخيرات الحظ الأوفر" [تفسير الألوسي: 8/272].

أما ابن كثير -رحمه الله تعالى- فكان من أكثر المفسّرين نقلاً للآثار والتفسير في هذه الكلمة في سورة الكهف  الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ، وبعد أن ساق أقوالاً كثيرة وآثاراً في هذا، ساق رواية الإمام أحمد -رحمه الله- عن الحارث مولى عثمان يقول: "جلس عثمان وجلسنا معه، فجاءه المؤذن فدعا بماء في إناء أظنه سيكون مد، وهو كيل عند أهل الحجاز، فتوضأ ثم قال: "رأيت رسول الله ﷺ يتوضأ وضوئي هذا، ثم قال: "من توضأ وضوئي هذا ثم قام فصلى صلاة الظهر غُفر له ما كان بينها وبين الصبح، ثم صلّى العصر غُفر له ما بينها وبين الظهر، ثم صلّى المغرب غُفر له ما بينها وبين العصر، ثم صلّى العشاء غُفر له ما بينها وبين المغرب، ثم لعله يبيت يتمرّغ ليلته، ثم إن قام فتوضأ وصلّى صلاة الصبح، غُفر له ما بينها وبين العشاء، وهي الحسنات يذهبن السيئات، قالوا: هذه الحسنات، فما الباقيات الصالحات يا عثمان؟ قال: "هي لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله"، قال الهيثمي -رحمه الله- في مجمع الزوائد: "رجاله رجال الصحيح، غير الحارث بن عبد الله مولى عثمان وهو ثقة" [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: 1/297].

وختم ابن كثير كلامه في هذه الآية بقوله: "وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: "هي الأعمال الصالحة كلها، واختاره ابن جرير -رحمه الله تعالى-" [تفسير ابن كثير: 5/148].

وقد ثبت حديث مرفوع عن النبي ﷺ في الباقيات الصالحات، وهو ما رواه النسائي والحاكم عن أبي هريرة قال النبي ﷺ:  خذوا جٌنّتكم من النار .

وفي رواية الحاكم قالوا: "من عدو يا رسول الله؟ قال: بل من النار، قال: من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات ومعقبات ومجنبات، وهن الباقيات الصالحات  وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير. [رواه الطبراني في الأوسط: 407، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 3214].

وقال الشوكاني -رحمه الله- بعدما نقل آثاراً وأخرجها ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال: "كل شيء من طاعة الله فهو من الباقيات الصالحات" [فتح القدير للشوكاني: 3/345].

وقال الشنقيطي -رحمه الله- في أضواء البيان: "وأقوال العلماء في الباقيات الصالحات كلها راجعة إلى شيء واحد، وهي الأعمال التي ترضي الله، سواء قلنا: إنها الصلوات الخمس كما هو مروي عن جماعة من السلف، منهم ابن عباس وسعيد بن جبير وأبو ميسرة وعمرو بن شرحبيل، أو أنها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وعلى هذا القول جمهور العلماء، وجاءت أحاديث مرفوعة عن أبي سعيد الخدري وأبي الدرداء وأبي هريرة والنعمان بن بشير وعائشة ، ثم قال الشنقيطي -رحمه الله-: "قال مقيّده عفا الله عنه -يعني نفسه-: "والتحقيق أن الباقيات الصالحات لفظ عام يشمل الصلوات الخمس والكلمات الخمس، وهي سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سواء الصلوات الخمس، أو الكلمات الخمس المذكورة، وغير ذلك من الأعمال التي تُرضي الله تعالى؛ لأنها باقية لصاحبها غير زائلة ولا فانية كزينة الحياة الدنيا؛ لأنه قال في سورة الكهف:  الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ  يعني لكنها تفنى وتبيد، وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا    [الكهف: 46]. لأنها باقية لصاحبها غير زائلة ولا فانية كزينة الحياة الدنيا؛ ولأنها أيضاً صالحة لوقوعها على الوجه الذي يُرضي الله تعالى". وقال القاسمي -رحمه الله- في تفسيره محاسن التأويل: "وقع في كلام السلف تفسير الباقيات الصالحات بالصلوات وأعمال الحج والصدقات والصوم والجهاد والعتق وقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر والكلام الطيب وبغيرها، وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا  أي: والأعمال التي تبقى ثمراتها الأخروية، من الاعتقادات والأخلاق والعبادات الكاملات،  خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ  من المال والبنين في الجزاء والفائدة، وخير مما يُتعلق بهما من الأمل؛ لأن الإنسان في الدنيا يأمل، عنده آمال، لكن الأمل في هذه الأعمال الصالحة خير من الأمل في الدنيا، فإن ما ينال بهما من الآمال الدنيوية أمرها إلى زوال، وما ينال بالباقيات الصالحات من منازل القرب الرباني والنعيم الأبدي لا يزول ولا يحول، وقال العلاّمة الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله- في تفسيره تيسير الكريم الرحمن في تيسير الكلام المنان: "وإن الذي يبقى للإنسان وينفعه الباقيات الصالحات، وهذا يشمل جميع الطاعات الواجبة والمستحبة من حقوق الله وحقوق عباده، من صلاة وزكاة وصدقة وحج وعمرة وتسبيح وتحميد وتهليل، وقراءة وطلب علم نافع، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وصلة رحم وبر والدين، وقيام بحق الزوجات والمماليك والبهائم وجميع وجوه الإحسان إلى الخلق، كل هذا من الباقيات الصالحات، فهذه خير عند الله ثواباً وخير أملاً، فثوابها يبقى ويتضاعف على الآباد، ويؤمّل أجرها وبرها ونفعها عند الحاجة" [تفسير السعدي: 479].

هذه بعض أقوال المفسرين في الباقيات الصالحات، فإما أن نقول هي الكلمات الواردة في الحديث الصحيح الذي ذكرنا، أو أنها كل أعمال البر والخير.

اقتران الإيمان بالعمل الصالح في القرآن الكريم

00:12:46

والملفت للنظر في الذي يقرأ القرآن الكريم أن الله كثيراً ما يذكر الذين آمنوا وعملوا الصالحات، آمنوا وعملوا الصالحات، آمنوا وعملوا الصالحات ذكراً كثيراً جداً، وكذلك: من عمل صالحاً، ورتّب للذين آمنوا وعملوا الصالحات والذي عمل صالحاً أجوراً عظيمة ومكافآت جزيلة جداً، فمن ذلك: قوله في القرآن، وينبغي أن تحرك هذه الآيات النفوس وتحدوها إلى هذه الأعمال الصالحة: مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ  [البقرة: 62]،  مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ [المائدة: 69]،  مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً  [النحل: 97]،  وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى  [الكهف: 88] ، إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ  [مريم: 60] ،  إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ [سبأ: 37]،  مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ  [غافر: 40], وقال للنسوة:  وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ [الأحزاب: 31]،  وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ [التغابن: 9]، هذه بعض الآيات التي فيها ذكر جزاء العمل الصالح.

ثواب أهل الإيمان والعمل الصالح في القرآن

00:14:20

أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فحدّث عنهم في أجورهم وثوابهم مما ذكره الله في كتابه، ومن ذلك قوله تعالى: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [البقرة: 25] ،  وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ  [البقرة: 82]،  وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ  [آل عمران: 57] ،  وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ  [المائدة: 9] ،  الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ  [الرعد: 29]،  وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا [الإسراء: 9]،  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا [مريم: 96] ،  وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى  [طه: 75] ،  فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ  [الحج: 50]، وفي آية أخرى:  لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ  [فصلت: 8]، وفي آية:  فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّات [الشورى: 22]، يدخلهم ربهم في رحمته،  لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ  [العنكبوت: 9] ،  لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا  [العنكبوت: 58]،  فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ  [الروم: 15]. يسمعون الغناء اللذيذ.

هذا بعض ما ذكره الله في كتابه في أجر الذين يعملون الصالحات ومن عمل صالحاً، وهذه هي الباقيات الصالحات، هذه الأعمال الصالحة هي الباقيات الصالحات التي يبقى أجرها عند الله ذُخراً لصاحبها، يحفظ حتى إذا جاء يوم القيامة وجده عنده، فيؤتى كتابه بيمينه، ويدخل الجنة برحمة الله جزاء لهذه الأعمال الصالحة.

أنواع الأعمال الصالحة الواردة في القرآن والسنة

00:16:19

أما الأعمال الصالحة فهي كثيرة جداً، والذي يستعرض القرآن وأحاديث النبي ﷺ يجد من الأعمال الصالحة ما لا حصر له أبواب مختلفة، وأعمال متنوعة، وأجور عظيمة لهذه الأعمال الصالحة، وسنذكر -إن شاء الله- في هذا الدرس طائفة من الأعمال الصالحة في أبواب متنوعة من العبادات والمعاملات وغيرها، والأخلاق والآداب، ولكي تهفو النفوس إلى هذه الأعمال وتتحمس وتتوقد الهمم والعزائم لمواقعتها وفعلها، فهذه الأحاديث التي سنذكرها -إن شاء الله- فيها ذكر للجزاء والثواب، والله ذكر الجزاء والثواب لكي يتحمس العباد، وما عيشنا في هذه الدنيا -أيها الإخوة- إذا لم يكن لأجل الأعمال الصالحة، وما قيمة أعمالنا وأوقاتنا إذا لم تكن مملوءة بالأعمال الصالحة، وبأي شيء ندخل الجنة بعد رحمة الله إلا بسبب أعمالنا الصالحة، وما الذي ينجينا من نار جهنم التي حرُّها شديد وقعرها بعيد إلا الأعمال الصالحة، وما الذي يثبّت أقدام المؤمنين على الصراط فلا تزل وتقع في النار إلا الأعمال الصالحة، وهذا العمل هو مقتضى الإيمان، فلا إيمان بغير عمل.

والله ذكر لازم الإيمان بعد ذكر الإيمان كثيراً جداً في القرآن:  الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ عدد كثير جداً في القرآن، آمنوا وعملوا الصالحات، آمنوا وعملوا الصالحات، فلابد من الأعمال الصالحة، وهذه الأحاديث التي سنذكرها من أقواله ﷺ مما ذكر أهل العلم صحته، وهي من الأحاديث الصحيحة التي صححها بعض أهل العلم على الأقل سيكون فيها دافع وباعث وتحميس لفعل هذه الأعمال والقيام بها، فمما ذكره النبي ﷺ في الأعمال الصالحة: الطهارة والوضوء، قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح: وأيما رجل قام وهو يريد الصلاة فأفضى الوضوء إلى أماكنه سلِم من كل ذنب وخطيئة هي له، فإن قام إلى الصلاة رفعه الله تعالى بها درجة، وإن رقد رقد سالماً  [رواه أحمد: 19439، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 2739]. الوضوء لقيام الليل والوضوء للصلوات.

وروى البخاري -رحمه الله- عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال لبلال عند صلاة الفجر: يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعتُ دُفّ نعليك بين يدي في الجنة  أمام النبي ﷺ قال بلال : "ما عملتُ عملاً أرجى عندي أني لم أتطهر طهوراً في ساعة ليل أو نهار إلا صلّيت بذلك الطهور ما كُتب لي أن أصلي".[رواه البخاري: 1149]. فهذا أجر الطهور والصلاة.

وأما السِّواك وفي قيام الليل بالذات فيقول النبي ﷺ:  إذا قام أحدكم يصلي من الليل فليستك يستعمل السواك ويتسوك  فإن أحدكم إذا قرأ في صلاته وضع ملك فاه على فيه، ولا يخرج من فيه شيء إلا دخل فم الملك [رواه البيهقي في الشعب: 1938،  وابن أبي شيبة: 1799، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 720].

يطوف الملك بالمصلِّي، فإذا قرأ القرآن وضع الملك فمه على فم المصلي المتسوِّك المتطِّهر، لا تخرج آية من فمّ المصلي إلا دخلت في فمّ الملك.

وأما الأذان فيقول النبي ﷺ:  إن الله وملائكته يصلّون على الصف المقدّم - الأول -، والمؤذن يُغفر له مدّ صوته  حجم المغفرة: مد صوته، ويصدّقه من سمعه من رطب ويابس، وله مثل أجر من صلى معه  [رواه النسائي في الكبرى: 1622، وأحمد: 18506، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 1841]. وله مثل أجر من صلى معه، وقال النبي ﷺ لأحد الصحابة:  إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا حجر ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة  [رواه البخاري: 609]. هذا من يؤذّن، ولو أذان واحد يحصل له هذا الأجر، والمؤذن المحتسب لوجه الله لا يأخذ أجراً على الأذان، الأمين على الوقت، الذي يوقظهم لصلاتهم، الذي يخبرهم بوقت إفطارهم إذا صاموا ووقت إمساكهم، ما أجره؟ قال النبي ﷺ:  من أذن ثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة، وكُتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة، وبإقامته ثلاثون حسنة [رواه ابن ماجة: 727، وصححه الألباني في المشكاة: 678].

أما المشي إلى الصلاة، فيقول النبي ﷺ: أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشى  كلما مشى من بعيد أكثر أجراً،  أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجراً من الذي يصليها ثم ينام [رواه  مسلم: 662]. وقال ﷺ:  إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة لم يرفع قدمه اليمنى إلا كتب الله له حسنة، ولم يضع قدمه اليسرى إلا حط الله عنه سيئة، فليقرّب أحدكم أو ليبعد، فإن أتى المسجد فصلّى في جماعة غفر له، فإن أتى المسجد وقد صلوا بعضاً وبقي بعض صلى ما أدرك وأتم ما بقي، فإن أتى المسجد وقد صلوا فأتم الصلاة كان كذلك [رواه أبو داود: 563، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود: 563].

وقال ﷺ مبيناً أجراً عظيماً في حديث صحيح رواه أبو داود: من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاجّ المحرم ، الله فضله عظيم، فضله عظيم، واسع الفضل، من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر، وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين [رواه أبو داود: 558، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 6228].  

أما الذي يصلي أربعين يوماً في جماعة، يكون واقفاً في الصف عندما يكبر الإمام تكبيرة الإحرام، فيقول في شأنه النبي ﷺ في الحديث الحسن الذي رواه الترمذي: من صلّى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق  [رواه الترمذي: 241، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة: 1979]. فيحافظ على أربعين يوماً في جماعة، يكون واقفاً في الصف عندما يكبر الإمام تكبيرة الإحرام، فهنيئاً لمن كان له براءات كثيرة، أما إطالة الصلاة وأجر ركوعها وسجودها فيقول النبي ﷺ: إن العبد إذا قام يصلي أتي بذنوبه كلها فوضعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت ذنوبه [رواه الطبراني في الكبير: 14108، والبيهقي في الشعب: 2877، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 1671].    

فإذا كان الركوع طويلاً والسجود طويلاً كان تساقط الذنوب أكثر.

وأذكار الصلاة منها ثلاث وثلاثون سبحان الله، ومثلها الحمد لله، ومثلها الله أكبر، وتمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ومن أذكار الصلوات التي بعد الصلاة: سبحان الله خمساً وعشرين، والحمد لله خمساً وعشرين، ولا إله إلا الله خمساً وعشرين، والله أكبر خمساً وعشرين، ومن أنواع الأذكار التي بعد الصلاة: سبحان الله عشر مرات، والحمد لله عشر مرات، والله أكبر عشر مرات، فلو كان شخص مستعجلاً يقول هذه، وهي أقصر صيغة ، ومع هذا انظر الأجر الوارد فيها: روى الإمام أحمد والأربعة والبخاري في الأدب المفرد عن ابن عمرو أن النبي ﷺ قال: خصلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة، ألا وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل  كثير من الناس بعد الصلاة ينصرفون بسرعة، بدون تسبيح وتحميد وتكبير من غير حاجة، النبي ﷺ قام مسرعاً بعض المرات ولكن لحاجة، والناس اليوم يقومون بعد الصلاة كثير منهم دون هذه التسبيحات، يقول:  ومن يعمل بهما قليل، يسبّح الله في دُبر كل صلاة عشراً، ويحمده عشراً، ويكبّره عشراً، فذلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان [رواه الطبراني في الأوسط: 6215، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 3230].

هذا بالنسبة لبعد الصلاة، خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، ويكبر أربعاً وثلاثين إذا أخذ مضجعه، هذا فضل الذكر عند النوم، الذكر عند النوم: سبحان الله ثلاثاً وثلاثين، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين، والله أكبر أربعاً وثلاثين، سبحان الله قال في فضلها عند النوم:  إذا أخذ مضجعه يكبّر أربعاً وثلاثين، ويحمده ثلاثاً وثلاثين، ويسبح ثلاثاً وثلاثين، فتلك مائة باللسان وألف في الميزان [رواه الترمذي: 3410، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 2406].  يكرر سبحان الله ثلاثاً وثلاثين، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين، صاروا ستة وستين، والله أكبر أربعاً وثلاثين، صاروا مائة باللسان، لكن في الميزان ألف، فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة؟ يعني عندك الآن ألف وخمسمائة ترتبت بعد الصلوات، وألف قبل النوم، هذه ألفان وخمسمائة حسنة، كافية لتكفّر ألفين وخمسمائة سيئة، فمن الذي يعمل في اليوم ألفين وخمسمائة سيئة، هذه في الحساب.

وقال النبي ﷺ في شأن صلاة الضحى وهي من الصلوات النافلة: يصبح على كل سُلامى من أحدكم في كل يوم صدقة ، والسُّلامى: عظم المفاصل، وفي الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلاً، كل مفصل من هذه المفاصل له حق ينبغي عليك أداؤه، يجب أن تتصدق بصدقة عن كل مفصل، يعني تأتي في اليوم بثلاثمائة وستين صدقة  يصبح على كل سلامى من أحدكم في كل يوم صدقة  فمن أين نأتي بهذه الصدقات؟ قال: فله بكل صلاة صدقة، وصيام صدقة، وحج صدقة، وتسبيح صدقة، وتكبير صدقة وتحميد صدقة، ويجزي عن ذلك  يعني لو قال قائل: أنا ما أضمن آتي بثلاثمائة وستين صدقة حق المفاصل، قال:  ويجزئ أحدكم من ذلك ركعتا الضحى [رواه مسلم: 720]. فإذا ، ووقت صلاة الضحى من بعد ارتفاع الشمس إلى قبيل صلاة الظهر، وأفضل وقت لها حين ترمض الفصال ويشتد الحر، ويرفع البعير رجليه عن الأرض لاشتداد الحر، يرفع ويضع، هذه صلاة الأوّابين، صلاة الضحى تُصلى اثنتان وأربع وثمان، فصلِّها على أي عدد وردت به السنة، يجزئ عن ثلاثمائة وستين صدقة في اليوم، وأما في شأن الصلاة عموماً، قال النبي ﷺ:  ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له بها حسنة، وحطّ عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة، فاستكثروا من السجود  [رواه الترمذي: 388، وابن ماجة: 1423، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 5742]. هذا فضل السجود في الصلاة، في أي صلاة.

أما الصيام الذي له باب مخصوص وهو باب الريان، فمنه ما هو فرضٌ معروف أجره في صيام رمضان، ومنه ما هو نفلٌ ورد ذكر أجره في الأحاديث الصحيحة، وصيام النفل مراتب فيه صيام عرفة، صيام عاشوراء، الأيام البيض، الاثنين والخميس، والأيام الأخرى التي لم يُنه عنها إذا صامها يكون له أجر عظيم، قال النبي ﷺ:  من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم حرّ جهنم عن وجهه سبعين خريفاً  [رواه مسلم: 1153].

وفي رواية: باعد الله وجهه من جهنم سبعين عاماً  [رواه النسائي في الكبرى: 2567، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 6331]. 

وفي رواية: باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام [رواه النسائي في الكبرى: 2574، والطبراني في الكبير: 927، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 2565]. أحاديث صحيحة.

فضل صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء

00:00:00

أما عرفة ونحن مقبلون على صيام يوم عرفة، صيامه لغير الحاج؛ لأن الحاج له شيء آخر، أجر الحاج في عرفة شيء آخر لا يتصور، يكفي أن الله يباهي بهم الملائكة، فلا يُستحب له الصوم؛ لأنه يستعين بقوته في الحج وأعمال الحج وأعمال عرفة، أما المقيم فإنه يصوم، قال ﷺ: صوم يوم عرفة كفّارة السنة الماضية والسنة المستقبلة [رواه الطبراني في الأوسط: 2065، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 3805].

وقال ﷺ: صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده  [رواه الترمذي: 749، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 3853].  وصيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله [رواه مسلم: 1162]. فصيام عرفة أعظم من صيام عاشوراء، وفي كل أجر، بعض الناس لا يكتفي بأن يصوم، يريد أجراً إضافياً، وبعض الناس لا يستطيع أن يصوم لمرض مثلاً ويريد أجر صائم فلم تحرمه الشريعة، ولم يحرمه الله الرحيم الرءوف من الأجر، فقال النبي ﷺ: من فطّر صائماً فله مثل أجره  [رواه النسائي في السنن الكبرى: 3317، والطبراني في الكبير: 5267، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 6415]. من فطره فأشبعه فله مثل أجره، فلو دعا عدداً من الصائمين، ففطّرهم فله مثل أجورهم، مع أنه هو واحد، لكن حصّل أجوراً عن صائمين، لا ينقص من أجر الصائم شيء، ولا من أجر المفطر شيء، فله مثل أجره.

الحج والعمرة

00:00:00

أما الحج والعمرة فإنهما من سبيل الله، الحاج والمعتمر وفد الله دعاهم إلى البيت العتيق فأجابوه، وإذا سألوه أعطاهم، الحج والعمرة فيهما عدد من الأعمال: إحرام، سفر، تلبية، طواف، سعي، الحج في عرفة، رمي، حلق الشعر في الحج والعمرة، كلها فيها أجر، انظر إلى التلبية مثلاً: قال النبي ﷺ: ما من مسلم يلّبي إلا لّبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر [رواه الترمذي: 828، وصححه الألباني في المشكاة: 2550].

شجر أو حجر أو مدر -الطين اليابس-، حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا، عن اليمين وعن الشمال، حتى تنقطع الأرض يميناً وشمالاً.

أما الطواف فقد قال النبي ﷺ: من طاف بهذا البيت أسبوعاً  يعني: سبعة أشواط  فأحصاه كان كعتق رقبة لا يضع قدماً ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة 

[رواه الترمذي: 959، وصححه الألباني في المشكاة: 2580].  

يقول الناس: نحن نذهب في رمضان نأتي بالعمرة، هل نأتي بعمرة أخرى؟ نقول: لا، المشروع لك أن تأتي بعمرة واحدة، السنة عمرة واحدة في السفرة الواحدة، يقول: فماذا نفعل إذا بقينا في مكة؟ افعل أشياء كثيرة من الطاعات والحسنات؛ لأنك وأنت في مكة في المكان الفاضل يضاعف لك الأجر، ثم إنك تطوف بالبيت سبعة وتصلي ركعتين لكل طواف، وسبعة أشواط ليست عمرة، طواف نفل، سبعة وراء سبعة وراء سبعة، كل سبعة لها ركعتان، يُكتب لك بها هذا الأجر  من طاف بهذا البيت أسبوعاً فأحصاه كان كعتق رقبة [ رواه أحمد: 5701، والترمذي: 959، وصححه الألباني في المشكاة: 2580]. كل طواف نفل عتق رقبة، وأما استلام الحجر الأسود في الطواف وما أدراك ما استلامه، يقول النبي ﷺ: والله ليبعثنه الله يوم القيامة يعني: الحجر الأسود  له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق رواه الترمذي وهو حديث صحيح.

وقال النبي ﷺ:  ليأتين هذا الحجر يوم القيامة له عينان يبصر بهما  والله على كل شيء قدير  ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق [رواه أحمد 2215، والترمذي: 961، وصححه الألباني في المشكاة: 2578].

وفي مسحه هو والركن اليماني ياقوتتان من يواقيت الجنة، كما ثبت في الحديث الصحيح، طمس الله نورهما، ولو أن نورهما لم يطمس لأخذ الأبصار، قال ﷺ فيما رواه الإمام أحمد: إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطاً  [رواه الطبراني في الكبير: 13438، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 2194]. 

أما أجر ثواب الحج وأعمال الحج، فقد جاء عند الطبراني بسند حسن عن ابن عمر أن النبي ﷺ قال لأحد الصحابة:  أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة، ويمحو عنك بها سيئة، وأما وقوفك بعرفة فإن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوني شُعْثاً غُبراً من كل فج عميق، يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج -هذه صحراء رملها كثير-، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوباً غسلها الله عنك، وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك، ما ذكر أجره، وأما حلقُك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك  [رواه الطبراني في الأسط: 2320 وحسّنه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 1360].

ذكر الله وتلاوة القرآن الكريم

00:40:22

وأما كتاب الله فإن تلاوته من أعظم أبواب الخير ومن أجلّ الأعمال الصالحة، فإنه كلامه سبحانه، والله قد امتدح الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة، والذين يذكرون الله وأعظم الذكر قراءة القرآن، الذي يُكتب له بكل حرف عشر حسنات، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف  [رواه الترمذي: 2910، وصححه الألباني في المشكاة: 2137].  مع كثرة التلاوة تكثر الحسنات، فيقول النبي ﷺ في الحديث الحسن الذي رواه الترمذي وغيره: يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حَلّه لصاحب القرآن  فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه، فيرضى عنه، فيقول: اقرأ وارق ويُزاد بكل آية حسنة [رواه الترمذي: 2915، والحاكم في مستدركه: 2029، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 8030]. كل الأشياء التي قرأها في الدنيا يرقى مراتب ويُزاد حسنات.

وسجود التلاوة ترغيم للشيطان، قال النبي ﷺ: إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمرت بالسجود فعصيتُ فلي النار [رواه مسلم: 133]. وبعد قراءة القرآن يكون ذكر الله تعالى من الدعاء والاستغفار والتحميد والتهليل والتكبير والتسبيح والاسترجاع، يقول النبي ﷺ في فضل التسبيح: أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ يسبِّح الله مائة تسبيحة فيكتب الله له بها ألف حسنة، ويحط عنه بها ألف خطيئة  [رواه مسلم: 2698].

وقال النبي ﷺ في فضل الأربعة:  إن الله تعالى اصطفى من الكلام أربعاً: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فمن قال: سبحان الله كتبت له عشرون حسنة، وحطت عنه عشرون سيئة، ومن قال: الله أكبر مثل ذلك، ومن قال: لا إله إلا الله مثل ذلك، ومن قال: الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه خالصاً لله كتبت له ثلاثون حسنة، وحط عنه ثلاثون خطيئة [رواه النسائي في الكبرى: 10608، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 1718]. الحمد لله رب العالمين، وأما التهليل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، من قالها في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب،كأنما أعتق عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل عملاً أكثر من ذلك  [رواه البخاري: 3293].

وأما إذا قال في الصباح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان له عِدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتبت له بها عشر حسنات، وحُط عنه بها عشر سيئات ورُفع له بها عشر درجات، وكان في حِرز من الشيطان حتى يمسي وإذا قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح  [رواه النسائي في السنن الكبرى: 9771، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 2172].

وأما الصلاة على النبي ﷺ فهي من أجل الأذكار وأعظم ما يشتغل به، حتى أن الله يكفي العبد إذا جعل دعاءه صلاة على النبي ﷺ، جعل دعاءه صلاة على النبي ﷺ يكفيه الله من الهمّ والغمّ، ويبلّغ الله هذه الصلاة لنبيه بملك مخصوص، قال النبي ﷺ في الحديث الحسن:  إن الله تعالى وكل ملكاً أعطاه سمع العباد، فليس من أحد يصلّي علي إلا أبلغنيها، وإني سألت ربي ألا يصلي علي عبد صلاة إلا صلّى عليه عشر أمثالها  ﷺ.

حِلق الذكر وتعليم العلم الشرعي

00:45:29

ومن أعظم العبادات وأبواب الطاعات والباقيات الصالحات الأعمال الصالحة: حِلق الذكر، نسأل الله أن يجعلنا من أهلها، وأن يجعلنا من المكتوبين فيمن يذكُرهم ، قال النبي ﷺ:  لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحبُّ إلي من أن أعتق أربعة  [رواه أبو داود: 3667، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة: 2916].

وإذا كان مجلس علم وذكر ما قام أهله إلا وقد قالت لهم الملائكة: قوموا مغفوراً لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات، وإذا كان مجلس العلم في مسجد النبي ﷺ فأنعم به من أجر، قال ﷺ:  من جاء مسجدي هذا الناس إذا ذهبوا المدينة يقولون: ماذا نفعل في المدينة، ذهبنا للحرم؟ يقول النبي ﷺ:  من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو في منزلة المجاهد في سبيل الله، ومن جاءه لغير ذلك  ينظر إلى المنقوشات والزخارف  ومن جاءه لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره  [رواه أحمد: 9419، وابن ماجه: 227، وصححه الألباني في المشكاة: 742]. النية التي ترفع صاحبها، أما مسجد قباء يقول فيه النبي ﷺ: من تطهّر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلّى فيه كان له كأجر عمرة  [رواه ابن ماجه: 1412، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 6154].

وتعليم العلم ممن يعلمه قربة عظيمة وفضل كبير، قال ﷺ:  من علم علماً فله أجر من عمل به لا ينقص من أجر العامل [رواه ابن ماجه: 240، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 6396].

والدلالة على الخير أياً كان هذا الخير من الباقيات الصالحات، قال النبي ﷺ:  من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله  [رواه مسلم: 1893]. والذي يدل الناس على حِلق العلم، يدل الناس على العلماء، لو أعطيته رقم هاتف عالم يتصل به، الذي يدل الناس على سبيل وطريقة ييسر لهم بها امر الحج فله أجر.

المرابطة والجهاد في سبيل الله

00:48:12

ولا شك أن من أعظم القرب الجهاد في سبيل الله؛ ولأن الجهاد فيه إراقة دماء وذهاب أموال وتيتم أطفال وترمل النسوة، فقد جاء فيه من الأجر العظيم ما تواردت به الآيات والأحاديث، وهي الصفقة التي عقدها الله مع المجاهدين في أعظم كتاب وفي أعظم كتب: التوراة والإنجيل والقرآن  يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ  [التوبة: 111]. وجعل الثمن الجنة، وجعل ما يقدم لنيل الجنة الأنفس والأموال، وقال النبي ﷺ في أجر المجاهد::  من قاتل في سبيل الله فواق ناقة فقد وجبت له الجنة، ومن سأل الله القتل في سبيل الله من نفسه صادقاً ثم مات أو قتل فإن له أجر شهيد، ومن جرح جرحاً في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها لون الزعفران وريحها ريح المسك، ومن خرج به خُرّاجاً في سبيل الله كان عليه طابع الشهداء  الخرّاج هذا عليه طابع الشهداء، رواه أحمد والثلاثة وابن حبان وهو حديث صحيح. [رواه ابو داود: 2541، وصححه الألباني في المشكاة: 3825].

وقال النبي ﷺ مبيناً أجر الوقوف في ساحة المعركة:  موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود [رواه ابن حبان: 4603، والبيهقي في الشعب: 3981، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 1068]. وقال ﷺ:  مقام الرجل في الصف في سبيل الله أفضل من عبادة ستين سنة  [رواه الطبراني في الكبير: 377، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 5886].  

وأما الرباط والسهر لحراسة المسلمين في الثغور التي هي متاخمة لبلاد العدو الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر ويريدون الإيقاع بهم والإغارة عليهم، قال النبي ﷺ:من رابط يوماً وليلة في سبيل الله كان له كأجر صيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطاً جرى له مثل ذلك من الأجر، جرى له في قبره يجري ما ينقطع العمل يجري عليه وأُجري عليه الرزق وأُمن الفتان، الذي يكون في القبر [رواه مسلم: 1913].

أما الرمي في سبيل الله فقد قال النبي ﷺ:  أيما مسلم رمى بسهم في سبيل الله فبلغ مخطئاً أو مصيباً فله من الأجر كرقبة أعتقها من ولد إسماعيل  هذا الرمي الرمية الواحدة، السهم، رصاصة، قذيفة، صاروخ، أيما مسلم رمى بسهم في سبيل الله فبلغ مخطئاً أو مصيباً فله من الأجر كرقبة أعتقها من ولد إسماعيل  [رواه أحمد: 17023، وصححه محققه الأرنؤوط]. والإعداد للجهاد واحتباس الفرس استعداداً للمعركة إذا قامت، قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والبخاري:  من احتبس فرساً في سبيل الله إيماناً بالله وتصديقاً بوعده، كان شبعه وريه وروثه وبوله حسنات في ميزانه يوم القيامة  [رواه البخاري: 2853].

وقد يتعذر على بعض الناس الجهاد أو لا يجدون سبيلاً للجهاد وهم يتوقون للجهاد وللاستشهاد، فلهذه النفوس المتحرقة للجهاد والاستشهاد الطامعة في بلوغ منازل الشهداء لا يحرمهم الله من الأجر إذا كانوا صادقين، قال النبي ﷺ:  من سأل الله القتل في سبيل الله صادقاً من قلبه أعطاه الله أجر شهيد وإن مات على فراشه ولذلك من المستحبات في الدعاء: أن نسأل الله القتل في سبيل الله، اللهم اجعل قتلتنا في سبيلك يا رب العالمين، اللهم اجعلنا شهداء في سبيلك يا أرحم الراحمين، من سأل الله القتل في سبيل الله صادقاً من قلبه  ليس بمتردد  أعطاه الله أجر شهيد وإن مات على فراشه [رواه الحاكم في مستدركه: 2411، وقال: على شرط الشيخين].

والذين يجهّزون الغزاة وينفقون على جيوش المسلمين ويتصدقون لدعم المجاهدين، ما أجرهم؟ قال النبي ﷺ: من جهّز غازياً في سبيل الله كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الغازي شيئاً [رواه البخاري: 2843]. كان له مثل أجره، يحتاج إلى تذكرة سفر وإلى ملابس وإلى عتاد وسلاح، فهو يزوده بما يحتاج فيكون له مثل أجره، والغازي يخرج من بلده يترك زوجة وأولاداً، الذي يرعى له أهله وأولاده في غيبته ماذا له؟ عندما شجّع على الجهاد جعل أجراً في إخلاف الغازي في أهله، قال النبي ﷺ: أيّكم خلف الخارج في أهله وماله بخير يعني حتى لو نمّى له ماله، مجاهد عنده مال فهو ينمّيه له والمجاهد غائب  أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير  يتفقد أحوالهم، وينفق عليهم، ويقضي حوائجهم، وينمي له ماله، ويحفظه له: كان له مثل نصف أجر الخارج  أيُّكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج  [رواه مسلم: 1896]. فما بالك لو خلف اثنين ثلاثة؟

ومن أنواع الجهاد: كفالة الأيتام والسعي على الأرامل، هذا المجتمع يموت فيه الرجال يخلفون أيتاماً وأرامل، وهذه الشريعة تحمس الناس على رعاية الضياع، الضياع هم الأيتام، قال النبي ﷺ: أنا وكافل اليتيم له أو لغيره في الجنة،  والسّاعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله  [رواه الطبراني في الأوسط: 4742، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 4742].  يكفل اليتيم ويسعى على الأرملة، كافل اليتيم في الجنة كهاتين هو والنبي ﷺ من قربه من النبي ﷺ.

ومن الباقيات الصالحات وأبواب الخير: رعاية البنات، والله : يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ  [الشورى: 49] ، يعني: يعطيه إناثاً وذكوراً، هذا القسم الثالث: وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا  [الشورى: 50]. لا إناث ولا ذكور وهو القسم الرابع، والنفوس قد تتسخط البنات، لما في البنت من النفقة عليها، وهي لا تساعد، ضعيفة تحتاج إلى رعاية، وقد يلحق به عار بسببها، فقد تأنف النفوس البنات وتكره البنات، لكن لا يجوز في الشريعة تسخط البنات، هذا عطاء الله، ورعاية البنات فيها أجر عظيم، قال النبي ﷺ: من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جِدَته  يعني: من ماله، كساهن من جدته وغناه، كساهن مما عنده مما أعطاه الله  كن له حجاباً من النار يوم القيامة  فهو يصبر عليهن، يعني: يربيهن على الشريعة، يتعاهدهن في الصلوات والصيام والزكاة، يتعاهدهن في أمور العبادات والطاعات والتخلق بالأخلاق الحسنة ويتعاهدهن بالحجاب والعفة، من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجاباً من النار يوم القيامة [رواه أحمد: 17403، وابن ماجة: 3669،  وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 6488]. حجاباً من النار يوم القيامة.

الأخوة في الله ومن أجل الله

00:57:49

أما الأخوة وهي العبادة العظيمة والوشيجة بين المؤمنين، وجعلنا الله إخوة هكذا ينبغي أن نكون، كونوا عباد الله إخواناً، الأخوة لها حقوق وواجبات ومستحبات وآداب، فمما تتضمنه الأخوة الزيارة في الله، يقول النبي ﷺ في فضل الزيارة في الله: زار رجل أخاً له في قرية فأرصد الله له ملكاً على مدرجته وفي طريقه، فقال: أين تريد؟ قال: أخاً لي في هذه القرية، فقال: هل له عليك من نعمة تربُّها؟ قال: لا، إلا أني أحبه في الله، قال: فإني رسول الله إليك أن الله أحبك كما أحببته  [رواه مسلم: 2567].

مجرد الالتقاء بالإخوان والمصافحة، المصافحة: وضع صفح اليد في صفح اليد لله، المصافحة لله، يأخذ بيده لا يأخذها إلا لله، فيه أجر عظيم، فانتبه يا من تفرط في المصافحة أو لا تصافح، بعضهم يسلّم لك رءوس أصابعه، يقول النبي ﷺ:  ما من مسلمين يلتقيان فيسلّم أحدهما على صاحبه ويأخذ بيده لا يأخذ بيده إلا لله فلا يفترقان حتى يغفر لهما  [رواه أحمد: 18548، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته: 5778].

وقال ﷺ:  ما من مسلمَين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا  [رواه أحمد: 18547، وابن ماجه: 3703، وصححه الألباني في المشكاة: 4679].  وقد يمرض الأخ المسلم فزيارته فيها أجر مضاعف أكثر من أجر زيارة الأخ العادي غير المريض، قال النبي ﷺ  : من زار أخاه المسلم  تعرفه أو لا تعرفه، هو مادام مسلماً فهو أخوك، من أتى أخاه المسلم  عائداً مشى في خرافة الجنة حتى يجلس  ، ثمر الجنة وجني الجنة فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غدوة  في الصباح يعني زاره صلّى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح  [رواه الترمذي: 969، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 1367]. 

وقال ﷺ:  ما من مسلم يعود مسلماً غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة [رواه أحمد: 955، والترمذي: 969،  وصححه الألباني في المشكاة: 1550]. ثمر وجنى.

وقد يموت فيكون في غسله أجر، وتكفينه أجر، والصلاة عليه أجر، واتباع جنازته أجر، أما غسله يقول النبي ﷺ: من غسل ميتاً فستره، أو غسّل ميتاً فستره ستره الله من الذنوب، ومن كفّنه كساه الله من السندس، هذا حرير الجنة  رواه الطبراني وهو حديث حسن، واتباع جنازته يقول ﷺ:  من تبع جنازة حتى يصلى عليها ويفرغ منها فله قيراطان، ومن تبعها حتى يصلى عليها  فقط دون اتباعها إلى المقبرة  فله قيراط، والذي نفس محمد بيده لهو أثقل في ميزانه من أحد  هذا القيراط أثقل في ميزان هذا المصلي على الجنازة، أو الذي يتبعها حتى تدفن ويفرغ منها ويُهال عليها التراب قيراطان، كل قيراط أثقل في ميزانه من جبل أحد، كم الجبل، الجبل كم وزنه؟ وقد يُغتاب أخوك المسلم في مجلس ويوقع فيه، فما هي مسئوليتك؟ يقول النبي ﷺ:  من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة  وقال: من رد عن عرض أخيه كان له حجاباً من النار  فإذا وقعوا فيه لا تسكت، يجب أن تتكلم، فيرد الله عنك النار بدفاعك عن أخيك المسلم، وذبك عن عرضه، وتسكيتك للذي يغتاب، وإلقاء السلام على المسلمين فيه أجر، قال ﷺ:  السلام اسم من أسماء الله وضعه الله في الأرض فأفشوه بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، الآن نحن نعلم أن الذي يقول: وعليكم السلام عشرة، ورحمة الله عشرين، وبركاته ثلاثين، طيب المسلم الذي سلم،

بعض الناس يعرف أجر رد السلام فقط ما يعرف أجر المسلم، يقول في هذا الحديث:  إذا مر بقوم فسلّم عليهم فردوا عليه، كان له عليهم فضل درجة زيادة  بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه  ما ردوا عليه، بعض الناس تسلم لا يرد عليك، تحزن، لكن إذا علمت الأجر الذي لك لا تحزن، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب  من خلق الله من الملائكة، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب، فلا تحزن إذا ما ردوا عليك السلام، يرد عليك من هو خير منهم وأطيب، والناس في المجتمع يحتاج بعضهم إلى بعض، وقد تقع بأحدهم فاقة، تنزل به فاقة، يحتاج إلى مال، يحتاج أن يستلف يستدين، يقولون: الآن ما أحد يقرضنا، هذه بنوك الربا ليس إلا هي، نقول: الشريعة جعلت بدل الربا حسنات كثيرة لمن يقرض المسلم ويدينه، بل لمن ينظره إذا حل الأجل وما وفى، قالﷺ:  من أنظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة، قبل أن يحلّ الدين يعني الآن سُلفة المال إلى آخر السنة، كل يوم مثله صدقة  فإذا حل الدين فأنظره  يعني جاء آخر السنة ما وفى، فأمهله أيضاً  فله بكل يوم مثلاه صدقة  فله بكل يوم مثلاه صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق وهي مسألة قد يستحقرها كثير من الناس ويأنف منها أو يتركها، قال ﷺ في أجر ذلك: مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطريق فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأدخل الجنة رواه مسلم، وقال ﷺ فيما رواه مسلم أيضاً:  لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس  وحتى قتل الوزغ هذا الحيوان الكريه الذي كان ينفخ النار على إبراهيم ، وهو يخرج الآن في أيام الحر قتله فيه أجر، قال ﷺ: من قتل وزغة في أول ضربة كتب له مائة حسنة، ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة، وإن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة  رواه مسلم رحمه الله.

الذين يزرعون الزرع لهم بساتين أو حدائق أو مزارع أو يزرعون في بيوتهم إذا قصدوا وجه الله، ما قصدوا إضاعة المال ولا قصدوا المباهاة والمفاخرة وإنما زرعوا لله، يقول ﷺ: ما من مسلم يغرس غرساً  وهذا الحديث يشجع على غرس الأشجار، ويشجع على البذر والرعاية للزرع ما من مسلم يغرس غرساً إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه صدقة، وما أكل السبع فهو له صدقة، وما أكلت الطيور فهو له صدقة، ولا يرزؤه أحد  يعني: ينقص منه  كان له صدقة  رواه مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، وقد جاء في الشريعة أبواب كثيرة للخير، فمنها الأشياء التي تنفع الإنسان بعد موته، والصدقات الجارية، ومن ذلك ما ذكره النبي ﷺ بقوله: إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً نشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورثه  أقرأ واحداً وعلمه القرآن  أو مسجداً بناه  ولو كان صغيراً  أو بيتاً لابن السبيل بناه  على قارعة الطريق يعني طريق السفر ينزل فيه المسافرون مجاناً  أو نهراً أجراه  يشرب منه المسلمون  أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته  هذه من أنواع الصدقات الجارية التي يجري ثوابها لابن آدم في قبره، وهذه طائفة من الأعمال الصالحة وغيرها كثير مما ذكر أجره في النصوص ومما لم يذكر أجره حثت عليه الشريعة، لقد صنف العلماء في هذا مصنفات، فمن ذلك: كتب الترغيب والترهيب ككتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذري رحمه الله، ومما صنف في هذا أيضاً الحافظ المقدسي في كتاب فضائل الأعمال، ومما صنف في ذلك أيضاً الدمياطي رحمه الله في المتجر الرابح أو في ثواب العمل الصالح، ولا تكاد تجد مصنفاً من مصنفات العلماء المحدثين إلا وتجد أبواباً لأعمال الخير، كل هذا مما تحث به الشريعة على فعل الخيرات، وعمل الصالحات وهن الباقيات للإنسان بعد رحيله من هذه الدنيا، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وأن يضاعف لنا الأجور، ويعلي لنا الدرجات، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل في حياتنا عوناً لنا على طاعته، وأن يجعل أعمارنا مملوءة بذكره وشكره وحسن عبادته، والحمد لله رب العالمين.

ونأتي الآن للإجابة عن بعض الأسئلة:

يقول السؤال: يوجد في بعض البقالات سحب على المشتروات وأرقام توزع لمن اشترى بمبلغ معين أو لمن اشترى أي سلعة.

والجواب: كما ذكرنا سابقاً أن هذا نوع من أنواع الميسر، وهو حرام ، أي محل يقول لك: اشتر مني وأعطيك رقماً، سواء سلعة أو مبلغاً معيناً، ثم يجرى عليه السحب ويعطى جوائز فهو ميسر حرام لا يجوز، وفيه أضرار كثيرة ومن ذلك إغراء الناس بشراء أشياء لا يحتاجون إليها، وهذا الذي يدفع مبلغاً ثم قد يأخذه وقد لا يأخذه وقد يكسب وقد لا يكسب وقد يربح وقد لا يربح، مقامرة محرمة لا تجوز، أما إذا جعل مع السلعة هدية، كل واحد يشتري هذه السلعة يعطى الهدية الفلانية المعينة، فهذا جائز، ما في مقامرة، وإنما هو هدية معينة معروفة لمن يشتري السلعة الفلانية.

 يوجد غداً بعد صلاة المغرب محاضرة الحج عقيدة وأحكام وآداب للشيخ عبد الرحمن البراك نفع الله به، فنهيب بالإخوة الحضور.

يقول: ما هي صفة قيام الليل؟

قيام الليل له صفات كثيرة من أفضلها مثنى مثنى ويوتر بواحدة، إحدى عشرة ركعة، هذه أفضل كيفية لصلاة الليل، سواء سردها أو أنه قام يعني قام ثم نام ثم قام وأكمل، فهو أيضاً طيب.

أفطرت في بعض أيام رمضان منذ عدة سنوات ولا أدري كم عدد الأيام؟

اعمل بما يغلب على ظنك، وتقدرها تقديراً واقضها وأطعم مسكيناً عن كل يوم عن التأخير إذا كان مضى عليها أكثر من سنة.

ما صفة المسكين؟

الفقير الذي لا يجد حاجته، والمسكين الذي يجد بعض حاجته{وأما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر}، لكن لا يكفيهم دخلهم وما يأتيهم من السفينة لا يكفيهم سماهم الله مساكين، فقد يكون لا يعمل، ما عنده مصدر أبداً، قد يكون عنده مصدر لكن لا يكفي، إذا كان لا يكفي فهو مسكين، ما عنده مصدر أصلاً فهو فقير.

شخص يريد أن يضحي عن ميت بموجب وصية هل يمسك عن الشعر والأظفار؟

لا، لأنه مجرد منفذ، المال من الميت، وهو منفذ وصية، ليس المال منه ولا الأضحية أضحيته، فهو لا يمسك، هو مجرد وكيل أو منفذ، أما إذا تبرع من ماله عن ميت فيلزمه أن يمسك، أو ضحى هو فيلزمه أن يمسك عن الشعر والأظفار.

هل المرأة التي تريد أن تضحي تتزين وتتجمل لزوجها وتتعطر؟

الجواب: نعم، لأنها ممنوعة عن الشعر والأظفار والبشرة فقط، أخذ الجلد أو التقشير أو القشور، والبقية لا بأس.

ما حكم الجماع لمن أراد أن يضحي؟

لا بأس بذلك، ما يمنع.

امرأة تريد أن تضحي، ولكنها حائض وطهرت أثناء العشر، وهي تعلم أنها إذا اغتسلت سيتساقط بعض الشعر.

لا حرج عليها، لأنها ليست بمتعمدة قاصدة لتساقط الشعر، وإنما لا بد من الغسل لأجل الصلاة، ولذلك لا حرج عليها، واستعمال الصابون المعطر والشامبو لمن أراد أن يضحي لا بأس بها.

ورد في الحديث النهي عن زيارة القبور للنساء، فما حكم زيارتها لقبر النبي ﷺ؟

قال أهل العلم: إذا كانت في المسجد النبوي فمرت بالقبر سلمت وإلا لا تتقصد القبر إذا مرت كان طريقها من هناك تسلم وتمشي.

ما حكم صلاة المرأة في بيتها حيث أنها تتابع إمام المسجد الذي يجاور المنزل؟

لا يجوز، لأن الصفوف لم تتصل، وبين المنزل والمسجد شارع يمر فيه الناس والدواب، فإذاً لا يصح ما اتصلت الصفوف والائتمام غير صحيح.

فعل بلال في الصلاة بعد كل وضوء يشمل أوقات الكراهة.

الجواب: صلاة ركعتين بعد الوضوء لها سبب، إذا كانت لأجل الوضوء لها سبب ليست نفلاً مطلقاً، وصلاة ذوات الأسباب في وقت الكراهة لا بأس، الكراهة للنفل المطلق، الصلوات اللي ما لها أسباب لا استخارة ولا هي كسوف ولا هي، فهذه الذي ينهى عنها.

يقول: ما حكم صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن؟

لم يرد في السنة ولم يثبت، ولذلك المداومة عليه من البدع لا شك في ذلك، ولو تتابع عليه الناس والقراء والإذاعات فإنه يبقى بدعة من البدع، لم يرد في السنة، هذا عبادة، والأصل في العبادات المنع حتى يرد الدليل.

ما حكم تعليق الإعلانات داخل المساجد؟

إذا كانت إعلانات تجارية لا تعلق داخل المساجد تعلق خارج المساجد، وأما إعلانات المحاضرات والدروس فلا بأس بتعليقها في المساجد، وكل أعمال الخير والمراكز الصيفية التي تدعو التي فيها استفادة من الأوقات وغير ذلك من البرامج النافعة هذه لا بأس.

هل يجوز دفع إطعام المسكين لكل الأيام؟

نعم، لأنه لا يشترط عدد المساكين أن يكونوا بعدد الأيام، وإنما إطعام مسكين عن كل يوم أخره، فهو لو أعطاها لمسكين واحد جاز ذلك، هب أنه ترك صيام شهر فإنه يقضيه، وعن اليوم الواحد كيلو ونصف من الرز في ثلاثين خمسة وأربعين كيلو، يخرج كيس خمسة وأربعين كيلو من الرز مع ذبيحة مثلاً أو كرتونين من الدجاج ويعطيها لعائلة من الفقراء.

يوجد في منطقة سكني مسجدان الأول قريب والآخر بعيد هل أذهب إلى البعيد؟

لا بأس بذلك إذا كان لا يؤدي ترك القريب إلى وحشة بينك وبين الإمام أو اتهام له أو إفراغ القريب من المصلين.

يقول: هل تجزئ صفة التسبيح إذا أتى بها بعد الصلاة لكن خارج المسجد في السيارة أو الطريق؟

إذا كان مستعجلاً الأفضل أن يقوله وهو جالس بعد الصلاة، لكن لو كان مستعجلاً فقالها في الطريق وهو خارج فلا بأس، هو مأجور إن شاء الله، لكن أجره في قعوده بعد الصلاة يذكر هو أكثر، وهو السنة.

إسبال الملابس بغير خيلاء.

لا يجوز، لأن النبي ﷺ قال:  ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار، ومن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه ، فجعل عملين مختلفين رتب عليهما جزاءين مختلفين، مجرد كونه تحت الكعب فهو في النار، وأما إذا جره خيلاء له عقوبة أعظم وهو أن الله لا ينظر إليه.

يقول: هل خروج المرأة في الأسواق من غير محرم جائز؟

إذا كان بغير فتنة وهي متحجبة الحجاب الكامل ولا يؤذيها الفساق، لأنه إذا كان الفساق يؤذونها لا بد أن تخرج مع من يحميها ولا تتعرض للفتنة، فإذا كان لا توجد هذه المحاذير فلا بأس.

ما حكم الاستهزاء بالملتزمين بأوامر الله ورسوله؟

إذا كان الاستهزاء لالتزامهم فهو كفر، وإذا كان استهزاء بأشخاصهم أو ألوانهم أو أشكالهم فهو فسق.

هل يجوز أن أكشف على زوجة عمي؟

لا، ليست من المحارم، هل لي أن أعزيها بالهاتف؟ لا بأس بالكلام الطيب بالمعروف.

هل الانتصاب ينقض الوضوء؟

لا، لا ينقض إلا إذا أنزل شيئاً أو خرج منه شيء مثل المذي.

امرأة عليها دين وتريد صيام أيام ذي الحجة لما لها من فضل، هل يجوز جمع النية؟

نعم هي تنوي القضاء والله سبحانه وتعالى يعطيها.

هل في المطالبة بزيادة المرتب إذا دفع ظلم؟

يجوز للإنسان أن يطالب بزيادة المرتب، لكن إذا كانت المطالبة مقابل عمل من أعمال الخير فصار أجره في الدنيا.

ما حكم صلاة الضحى في وقت الدوام الرسمي؟

إذا كان يوجد عمل لا بد أن يؤدي العمل، وإذا كان لا يوجد عمل جالس هكذا فارغ، فلو صلى لا بأس.

 ما صحة قول الإنسان بعد صلاة الفجر: اللهم أجرني من النار؟

ثبت في الحديث اللهم أجرني من النار سبع مرات بعد المغرب والفجر.

إذا كان على شخص قضاء، وبعدما نوى القضاء أفطر.

لا يجوز الإفطار في القضاء، يجب أن يتمه، ولو فعل يتوب ويقضي يوماً فقط.

رجل لم يصم رمضان منذ سنتين لمرض عضال ومات.

إذا كان المرض العضال يرجى شفاؤه ما عليه شيء، إذا كان لا يرجى شفاؤه وهو يعلم فعليه الكفارة أو الورثة يقضون عنه.

يقول: عندنا مجموعات من الشباب في الأنشطة الإسلامية، فكيف تملأ الأوقات؟

هذه المراكز وغيرها من الأشياء التي فيها منافع يجب أن تملأ بأشياء من الطاعات والقربات،

أولاً: يجب أن يكون فيها حلق علم، يكون فيها تدريس للعلوم الشرعية، وحفظ قرآن، وإلا تكون فائدتها لا تذكر.

ثانياً: لا بد أن يكون فيها تربية على الآداب والأخلاق الإسلامية ومتابعة للأخطاء وتنبيه عليها والنصح في الله، يجب أن تظهر أجواء الأخوة فيها، الإيثار والتضحية والتقديم تقديم الغير على النفس، يجب أن يكون فيها قدوات يتربى الشباب بأفعالهم يرون منهم خيراً، وكذلك يجب أن يكون لهذه الأنشطة إسهامات في المجتمع مثل البحث عن فقراء إيصال الصدقات إليهم، تنظيف المساجد المتسخة ونحو ذلك، توزيع الكتب والأشرطة النافعة، دعوة أولياء الأمور ونصح الآباء، ولكن من أعظم ما صرفت الأوقات في هذه المجتمعات في طلب العلم والتربية، واستجلاب الشباب التائهين بدعوتهم إلى الله عبر هذه المجتمعات، لأنهم يتأثرون بها كثيراً.

كنت ماشياً فنزل علي فضلة من طائر فوق شجرة، ثم نشفت.

كل ما أكل لحمه فبوله وروثه طاهر.

ورثنا أسهماً من البنك الأمريكي وبنك الرياض حيث إن هذه الأسهم تضاعفت فماذا نفعل؟

أولاً: تسأل الله المغفرة لهذا الذي اشتراها إذا كان من المسلمين، لأنه ارتكب إثماً عظيماً.

ثانياً: عليكم التوبة إلى الله إذا كنتم تستطيعون التخلص منها قبل ذلك ولم تتخلصوا.

ثالثاً: عليكم أن تعرفوا رأس المال وبكم اشتراها الميت فتأخذوه وتجعلوه في التركة والباقي تتخلصون منه، سواء كان زيادة في السعر في السوق أو أرباح بأي وجه من الوجوه تخلص في وجوه الخير.

 يقول: سأذهب إلى الحج وسيكون وصولي إلى مكة يوم الثامن، ما هو النسك الذي تنصح به؟

إذا كنت تستطيع أن تأتي بالعمرة وتتحلل وتحرم بالحج ولو بعدها مباشرة ولو بعدها بساعة ولو ما غيرت المناشف وأحرمت بالحج ففعلك صحيح.

يقول: هذه الأحاديث المذكورة التي ذكرتها في المحاضرة ما درجتها؟

بعضها مما صححه المنذري رحمه الله، وبعضها مما صححه ابن حجر رحمه الله، ولكن ليس هناك إلا حديث قد صححه واحد على الأقل من أهل العلم، وتجد معظم هذه الأحاديث في كتاب صحيح الجامع الصغير وزيادته للعلامة الألباني نفع الله به.

ما رأيك في رجل كبير السن عليه آثار الخير ومعفي لحيته ولكنه يشرب الدخان؟

هذا يؤجر على حسناته، ويأثم على سيئته، وهي شرب الدخان؛ لأن الله يقول:{يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث}، وهذا من الخبائث.

إنسان صام يوم عرفة فلم يكمله، هل يحسب له أجر الصيام، علماً أنه أفطر بسبب المرض؟

يرجى له ذلك إن شاء الله، يقول الله للملائكة: اكتبوا لعبدي مثلما كان يعمل صحيحاً مقيماً.

ما حكم الفصل بين المضمضة والاستنشاق؟

إذا كان يسيراً فلا يضر.

أصلي صلاة الضحى قبل أن أذهب إلى الدوام ويكون ذلك في الساعة السابعة والنصف، هل هذا الوقت صحيح؟

نعم، وكذلك الساعة السادسة، الآن طلوع الشمس مبكر، ولذلك حتى الساعة السادسة هنا في المنطقة فهو من بعد طلوع الشمس، بعد ارتفاع الشمس.

هل يجوز أخذ أجر على لقاح الحيوانات؟

نهى النبي ﷺ عن عسب الفحل، فلا يجوز أن يعطي فحله ويأخذ أجراً، عسب الفحل مني الفحل لا يجوز بيعه ولا تأجير الفحل، هذا مما ينبغي أن يعطى للناس عارية، يوسع الناس فيه بعضهم على بعض، ما يؤخذ عليه أجرة.

يوجد لدي بعض الأصدقاء لا يؤدون الصلاة وحيلتي قليلة.

أعطهم من هذه الحيلة القليلة، انصحهم، أقم عليهم الحجة، إن عليك إلا البلاغ والله بصير بالعباد.

دخل المأموم في الصلاة وكان الإمام في التشهد الأخير، هل يجب عليه أن يكبر تكبيرة الإحرام ثم يدعو دعاء الاستفتاح أو يكبر تكبيرة واحدة ويجلس؟

يكبر تكبير واحدة ويجلس، لأنه إذا كبر لازم يتابع الإمام، لماذا يقف؟ يكون خالف الإمام، إذا كبر لا بد أن يتابع الإمام.

إذا فات على المأموم ركعتين جهريتين كصلاة العشاء، فهل يجهر بالآخرتين؟

الراجح أن الأخيرتين بالنسبة له هما الأخيرتان وليستا قضاء وإنما ليست قضاء الأوليين وإنما هي الأخيرتين يعني على الترتيب، لحديث: وما فاتكم فأتموا أرجح من رواية فاقضوا كما قال بعض أهل العلم.

هل يجب على الحاج والمعتمر التطهر عند الطواف والسعي؟

يجب للأول ولا يجب للثاني، يعني يجب على الحاج والمعتمر الطهارة للطواف ولا تجب للسعي.

ما هي الحالات التي يجوز فيها الكذب؟

الإصلاح بين الناس، الحرب، وما يكون بين الرجل وزوجته، الكذب في الدعوة لا، قل الحق.

ما الراجح من أقوال أهل العلم في مس القرآن؟

 هذه خلافية شديدة فالأحوط أن يتطهر.

هل أداء الحج على الفور؟

لا شك في ذلك.

كما هو معروف أن من لم يدرك ركعة تفوته الجماعة، هل إذا وصلنا المسجد وقد فاتت الركعة الأخيرة ننتظر أو نصلي مع الإمام؟

هذه من مسائل الاجتهاد كما قال شيخ الإسلام، ولكن النبي ﷺ أمر بأن الإنسان إذا دخل يدخل مع الإمام في الحالة التي عليها الإمام.

أتيت مرة إلى صلاة الظهر وقد فاتتني ركعة ولكن الإمام سها وصلى خمساً وزاد ركعة؟

للعلماء فيها قولان: بعضهم يقول: له أن يعتد بالزائدة، بعضهم يقول: لا يجوز أن يعتد بالزائدة لأنها باطلة، وقد ذكر ابن قدامة رحمه الله أنه يعتد بها.

هناك بعض المسلمين عند رمي الجمرات يقتلون بعض الناس.

حرام.

هل يكفي في الصلاة على النبي ﷺ أن أقول: ﷺ أم آتي بالصلاة الإبراهيمية؟

الصلاة الإبراهيمية أفضل، لكن لو اكتفيت بهذا لا بأس.

توفيت والدتي وكان هذا اليوم غزير المطر لدرجة أنه كان يستحيل وصول المسجد بالجنازة، فاضطررنا لصلاة الجنازة في المقبرة ونحن نرتدي الأحذية.

ما يشترط أن تصلوا عليها في المسجد لو صليتم عليها في أي مكان آخر، أما في المقبرة فالصلاة عليها بعد دفنها.

هل يجب على من يريد أن يقضي الصيام أن يبيت الصيام؟

نعم، القضاء لا بد له من نية قبل الفجر.

تأخير سنة العشاء إلى الوتر.

إذا كان يصلي الوتر قبل منتصف الليل نعم، لكن إذا كان يصلي الوتر بعد منتصف الليل، فإن وقت العشاء الذي تكون فيه سنة العشاء إلى منتصف الليل، فسنة العشاء بعد منتصف الليل يصير خارج الوقت يعني يصليها قضاء.

لدي زميل في العمل أريد أن يلتزم ومحب للخير، هل يجوز أن أكذب عليه في سبيل أن يلتزم؟

لا، لا تعود نفسك هذا.

ونسأل الله أن يجمعنا وإياكم على طاعته، وأن يجعل مجتمعنا هذا مجتمعاً مرحوماً وأن يكفر عنا سيئاتنا ويتوفانا مع الأبرار، والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد.