الورعفي غمرة ظهور المحرمات، وظهور المشتبهات، وخفاء الأحكام على الكثير يحتاج المسلم اليوم إلى الورع، فالورع رتبة عالية جليلة المكان، رفيعة القدر، متى ما ارتقى الإنسان إليها فقد نال أسمى المراتب، وتحلى بأجمل المناقب، الورع ترك ما يخشى ضرره في الآخرة، والزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة، فمقام الزهد أعلى؛ لأن الزاهد يتجنب كثيرا من المباحات التي لا نفع فيها في الآخرة وأن كانت لا تضر. .... المزيد |
علو الهمةعلو الهمة أصل الأخلاق، وأصل الإمامة، والسابقون المقربون ما سبقوا إلا بهمة عالية، أصحاب الهمم العالية ليس لهم مستراح إلا تحت شجرة طوبى، وليس لهم قرار إلا يوم المزيد، والناس إنما تعلو أقدارهم وترتفع منازلهم بحسب منزلتهم من علو الهمه، وشرف المقصد، فمن علت همته اتصف بكل جميل، ومن دنت همته اتصف بكل قبيح. النفس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها، وعلى حسب الهمة يترقى الإنسان في مدارج الكمال. .... المزيد |
المحاسبةما أحوجنا إلى محاسبة نفوسنا، محاسبة النفس طريق المؤمنين، وسمة الموحدين، وعنوان الخاشعين، فالمومن يتقي ربه فيحاسب نفسه، فيستغفر لذنبه، ويعلم أن الخطر عظيم، وأن العذاب أليم، والنفس أمارة بالسوء، ميالة للهوى، داعية للجهل، قائدة للهلاك، تواقة للهو، لا تحب التكاليف، ولا تحب التقييد، وتأخذ الذي لها ولا تعطي الذي عليها، ولذلك يحتاج الإنسان إلى محاسبة نفسه. .... المزيد |
الليناللين وما أدرانا ما اللين، من الصفات الحميدة، والخصال النبيلة، ترتاح لها النفوس، وتأنس لها القلوب، كم أزال شهد الكلمة الطيبة من قلوب الناس المعذبين؟ وكم كان لعذب الخطاب فعل السحر في نفوس المتألمين؟ اللين أعم من الرفق، الرفق خاص بالتعامل مع الناس، واللين يكون في التعامل وفي القول وفي القلب... .... المزيد |
الفهمالفهم نعمة من الله -تعالى- على عبده، وتوفيق ونور يقذفه في قلبه، يميز إذا رزقه الله به بين الفاسد والصحيح، والحق والباطل، والهداية والضلالة، والحلال والحرام، أهم ما يعني المسلم أن يفهم كلام الله وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم، الفهم درجات، ومن الناس من يفهم من الآية أمورا كثيرة، ومنهم من يفهم معناها الإجمالي، ويتفاوت العلماء في هذا، فالفهم رزق يقسمه الله بين عباده كيف يشاء، وقد خص الله نبيه سليمان من هذا بشيء عظيم. .... المزيد |
الغيرةالغيرة خلق حميد، وصفة جليلة، وسمة لعباد الله الصالحين، وجنده المفلحين، وسياج منيع لحماية المجتمع من التردي في مهاوي الرذيلة و الفاحشة، ومع كثرة الاعتداءات اليوم على حرمات الله وانتشار الفساد في الأرض صار المسلم يحتاج إلى غيرة قوية على حرمات الله، وغيرة أقوى على أخواته وبناته وزوجته. الغيرة هذه القوة المعنوية التي تحمي المحارم والشرف والعفاف، الغيرة مظهر من مظاهر الرجولة الحقة، ومؤشر على قوة الإيمان ورسوخه في القلب. فأشرف الناس وأعلاهم قدر أشدهم غيرة، ومن حرم الغيرة حرم طهر الحياة، وإذا ترحلت الغيرة من القلب ترحلت منه المحبة بل ترحل منه الدين. .... المزيد |
العفوما أحوجنا إلى العفو، العفو خلق عظيم، وشعار للصالحين، وشيمة للكرماء، وعلامة للفضلاء، صفاء القلوب، وسلامة للصدور. فالناس هذا حظه مال *** وذا علم وذاك مكارم الأخلاق فإذا رزقت خليقة محمودة *** فقد اصطفاك مقسم الأرزاق مع اختلاط الناس بعضهم ببعض لابد أن تقع المشاحنات والمضايقات في التعامل قصدا من غير قصد، والإنسان يتعرض لإساءات متكررة في هذه الحياة، أذية في أهله، أذية في عرضه، في نفسه في ماله في دينه، فلابد للمسلم من توطين نفسه على... .... المزيد |
الظنالظن الحسن أمر جميل، هو راحة للقلب، وطمأنينة للنفس، الظن الحسن بالله هو رأس الظن الحسن، الحادي الذي يحدي القلوب إلى بلاد المحبوب، ويطيب السير بهذا الظن الحسن بعلام الغيوب، والاستبشار بفضل الله وجوده، والارتياح لمطالعة كرمه سبحانه، فليس في خصال الخير وأن جلت ولا في أنواع الأعمال وأن عظمت أعلى من حسن الظن بالله -تعالى-، فهو عبادة جليلة، وطاعة قلبية عظيمة، وتصديق بوعد الله. .... المزيد |
الطمأنينةماذا حدث للنفوس؟ هي في قلق، هي في أرق، هي في انزعاج، هي في اضطرب، هي في خوف، ما هو العلاج؟ الطمأنينة. الطمأنينة وما أدرانا ما الطمأنينة، غاية طلبها الناس جميعا المؤمن والكافر، والبر والفاجر، الغني والفقير، الطمأنينة سكينة القلب، وثبات النفس، وهدوء وراحة البال، نحن في هذا الزمن نحتاجها جدا والله نحتاج سكينة وطمأنينة في ظل أزمات اقتصادية، وأزمات نفسية، وأزمات اجتماعية، أزمات من كل نوع أصابت الملايين حالات انتحار، صدمات نفسية. انهيارات عصبية، اضطرابات عقلية. .... المزيد |
السلامةالسلامة عظيمة، أن تسلم ويسلم قلبك، لا يكاد العبد ينتفع بشيء من دنياه وآخرته أعظم من انتفاعه بسلامة قلبه، سلامته من الشرك، والنفاق، والرياء، والكبر، والعجب، وسائر الأمراض؛ لأن الله -عز وجل- قال: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 89] هذا الذي ينجو عند الله، القلب ملك الأعضاء وبقية الأعضاء جنوده، طائعون له منبعثون في طاعته، في تنفيذ أوامره، لا يخالفونه في شيء. فإذا كان الملك صالحا كانت الجنود صالحة، وإن كان فاسدا كانت جنوده بهذه المثابة. .... المزيد |