الرحمةالرحمة خلق رفيع، وهي علامة أهل السعادة في الدارين، وصفة الأنبياء والمؤمنين والصالحين، وضعها الله في قلوب خلقه، لا تنزع إلا من شقي، الرحمة رقة في الطبع تثمر رفقا ورأفة ولين جانب، تحرك عاطفة الإنسان بالخير والبر، المسلم رحيم القلب يغيث الملهوف، يصنع المعروف، يعاون المحتاجين، يعطف على المحرومين، يمسح دموع اليتامى، ويتعاهد الثكالى، يدخل السرور على الأيتام، ويحسن إلى الفقراء، فرض الله الرحمة على نفسه، وأوجبها على المؤمنين. .... المزيد |
الإخلاصالإخلاص هو أول أعمال القلوب، وأهمها وأعلاها، وأساسها ومبناها، هو حقيقة الدين، ومفتاح دعوة الرسل، هو الذي يأمر الله به، فهو لب العبادة وروحها، وهو من الأعمال بمنزلة الروح من الجسد، ما ارتفع شيء إلى السماء أعظم من الإخلاص، قال علية الصلاة والسلام: ((ما قال عبد: لا إله إلا الله قط مخلصا إلا فتحت له أبوب السماء حتى تفضي إلى العرش ما أجتنب الكبائر))، الإخلاص أن تكون أعمال العبد في سره وعلانيته لله وحده لا يبتغي بها إلا رضى الله. .... المزيد |
النصيحةالنصيحة في الدين وما أعظم النصيحة في الدين، هي قوام الإسلام، بها يستقيم أمر العباد، ويستضيء سبيل الرشاد، كلمة جامعة تتضمن قيام الناصح للمنصوح بالخير، قال جرير بن عبد الله: "بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إقامة الصلاة, إيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم" [متفق عليه]، فكان جرير -رضي الله عنه- إذا اشترى شيئا أو باع يقول لصاحبه: "اعلم أن ما أخذناه منك أحب إلينا مما أعطيناكه فاختر"، والنصيحة مسلك الأنبياء أنصح الناس للناس. .... المزيد |
المجاهدةالمجاهدة وما أدراك ما المجاهدة، النفس البشرية داعية إلى المهالك، طامعة في القبائح، راغبة في السوء، تميل للكسل والدعة، وتأثر الدنيا وتزهد في الآخرة، وتكره الطاعة، وتحب الراحة، هذا في الغالب، ولذلك النفس تحتاج إلى مجاهدة، ما الذي جعل هذه النفس تهلك؟ كثير من خصال السوء فيها، كبر إبليس، وحسد قابيل، وعتو عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمرود، واستطالة فرعون، وبغي قارون، وتمرد الوليد، وجهل أبي جهل، بل فيها من أخلاق الدواب حرص الغراب، وشره الكلب، ورعونة الطاووس، وعقوق الضب، وحقد الجمل، وفسق الفارة، وخبث الحية، عبث القرد، مكر الثعلب، المجاهدة هي التي تذهب ذلك. .... المزيد |
الشكرالشكر عبادة قلبية عظيمة، فإن الأثر على الجوارح أثر النعم الإلهية على العباد تورث الشكر، فباللسان حمدا، وفي الجوارح طاعات، الشكر نصف الإيمان والآخر الصبر، بالشكر تدوم النعم، الشكر واجب، لابد أن يشكر المنعم الذي لا تحصى نعمه، ولا تعد آلاؤه، ولله على عباده نعما لا تحصى وخيرات لا تستقصى، تفضل الله بها على خلقه دون معروف أو شيء عملوه له، فأنعم عليهم بخلقهم، ووهبهم هذه... .... المزيد |
الخوفالخوف من الجليل مما جاء به التنزيل: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء: 90] الرهبة الخوف المثمر للهرب من الشيء المخيف، فالرهبة خوف مقرون بعمل، خوف الله سوط الله يسوق به عباده إلى المواظبة على طاعته، وترك ما حرمه لينالوا رتبة القرب منه، كل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله -عز وجل- فإنك إذا خفته هربت إليه: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات: 50]، الخائف هارب من ربه إلى ربه، ما فارق الخوف قلب إلا خرب، وإذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها، وطرد الدنيا عنها. .... المزيد |
الحبحب الله مقام عظيم، وعمل كبير من أعمال القلوب، بل هو أساسها، فالمحبة الرأس، والخوف والرجاء الجناحان، والعبد يسير إلى الله بالمحبة والخوف والرجاء. محبة الله هي المنزلة التي تنافس فيها المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وشمر السابقون، فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، وسرور النفوس، وروح الحياة، وحياة الأرواح، هي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام. .... المزيد |
الجودالجود والكرم من الصفات الحميدة التي يحبها الله -تعالى-، ويحب أصحابها، كما قال عليه الصلاة والسلام: "أن الله -تعالى- كريم يحب الكرم"، وقال: "إن الله -تعالى- جواد يحب الجود". الجود بذل المال والطعام، بذل الموجود عن طيب نفس، وهو من أشرف السجايا، وأعز المواهب، وأخلد المأثر، وكفى بالجود فخرا أنه من صفات الله -تعالى-، فهو جواد كريم -سبحانه-. وهو الجواد فجوده عم الوجود *** جميعه بالفضل والإحسان وهذا المعنى من المعاني التي قل وجودها في ظل حضارة الغرب، نظرا لطغيان الأثرة، وغلبت المصالح الخاصة. .... المزيد |
اليقيناليقين من أعمال القلوب العظيمة، وهو خير ما ألقي فيها، وهو من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد، به تفاضل العارفون، وفيه تنافس المتنافسون، وإليه شمر العاملون، وقد أغلق باب التوفيق لأكثر الخلق لعدم الرغبة والرهبة فيهم بسبب ضعف اليقين الذي ينشأ من ضعف البصيرة، وكل ذلك من مهانة النفس، واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، ومن أجل ذلك وصف الله أهل اليقين في مواضع كثيرة في كتابه بمدح، أثنى عليهم: {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [البقرة: 4] يقينا جازما لاستقرار العلم في نفوسهم. .... المزيد |
كظم الغيظكظم الغيظ خلق فاضل، لكنه يحتاج إلى صبر عظيم، غلباً ما نواجه في حياتنا أنواعاً من الاستفزاز الذي يخرج كثيرا من الناس عن الانضباط، هذا سائق يتهور في سيارته يكاد أن يصطدم بك، وهذا يمشي ببطء شديد لا يريد أن يفتح لك الطريق، وهذا سائل يضايقك بإلحاحه، وهذا قاسٍ سليط اللسان يستفزك بالكلام، وهذا بطيء الفهم يجلب لك العلة، هذا يشتمك، وهذا ينتقص منك، وذاك يسخر منك، وهذا يتأخر عن موعدك معه، وهذا يؤجل ما طلبته مع شدة حاجتك إليه، كثيرة تلك المواقف المستفزة تثير الحفيظة. .... المزيد |