تفسير الزهراوينلكلِّ كتابٍ قِصَّة، وقِصَّة كتابنا هذا تعود لأكثر من خمسة عشر عامًا؛ حيث بدأ الشيخ محمد صالح المنجِّد دروسَ التفسير بجامع عمر بن عبد العزيز بالخُبَر، شارحًا تفسيرَ الحافظ ابن كثير رحمه الله، المعروف باسم تفسير القرآن العظيم، وانتظمَ في تدريسه لمدَّة تزيد عن ثلاث عشرة سنة، ثم تطوَّر هذا الدَّرسُ إلى إملاء «تفسير» على الطلبة، مع الاعتِناء بجَمْع الفوائد، والنُّكَت، واللَّطائِف، والإشارات، من كُتُب التفاسير المختلفة، القديمة، والمعاصرة -والتي زادت عن الثلاثين- وترتيبها بأسلوبٍ سهلٍ، واضحٍ. ومع اكتِمال تفسير سورة الفاتحة و الزَّهْراوَين -البقرة وآل عمران- ونظرًا لعموم الفائدة، وحاجة الناس إلى مثل هذا التفسير الذي سيكون فيه إثراءٌ للمكتبة الإسلاميَّة -بإذن الله-؛ فقد عكفَ الفريقُ العِلميّ بمجموعة زاد على مُراجعة التفسير، وإعادة صياغة المادة العلميَّة، وترتيبها، وتهذيبها، وزيادة بعض الفوائد والاستنباطات من الآيات، مع تخريج الآيات، والأحاديث النبويَّة المرفوعة، والآثار الواردة عن السَّلَف. ونرجو من الله تعالى أن يكون تفسير الزَّهْراوَين باكورة إخراجِ هذا المشروع الكبير إلى النور تفسير المنجِّد، وأن يكون إسهامًا من الشيخ في هذا البَاب من أبوابِ العلم؛ ويكون تحقيقًا عمليًّا لقول الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (9) سورة الإسراء .... المزيد |
تفسير سورة النساءإنَّ شرفَ العِلْم إنَّما يُنالُ بشَرَف ما يتعلَّق به، وبموضوعه، وغايته، وشِدَّة الاحتياج إليه، ولذا، فتفسير القرآن الكريم، وتعلُّمه وتعليمه؛ من أشرَفِ ما تُصرَف فيه الأوقات، وتُبذَل فيه الأموال، وأصحابُه هم كالتاجِ على الرُّؤوس، وكالشمسِ للدُّنيا، فالقرآن الكريم هو كلامُ الله تبارك وتعالى، ووحيُه إلى نبيِّه صلى الله عليه وسلم، ورسالتُه إلى خلقه. وهو هدًى، ورحمةٌ، ونورٌ، وبلاغٌ، وبصائرُ، وذِكرٌ، وفرقانٌ، وموعظةٌ، قال الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } (57) سورة يونس وأهلُ القرآن -تعلُّمًا وتعليمًا- هم خير الناس؛ كما ثبتَ في الحديث: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» ومن المعلوم أنَّ كُتُب التفسري قد كثُرَت، وبُسِطَت، واختُصرت، وتنوَّعت مشارِبُها، واختلفَت مناهِجُ أصحابِها. وقد جرت المحاولة في هذا التفسري أن يكون تفسرياً قرآنياً -يفسِّر القرآن بالقرآن-، أثريّاً، تَرْبويّاً، دَعَوياً، عَصرياً، واقعيّاً، يُسَهِّل تدبُّرَ كتابِ الله، والانتفاعَ بآياتِه ومواعِظِه، والعيشَ مع القرآن، ويَرْبِط القرآن بواقع الناس، ويكون -مع كلِّ هذا- مُصاغًا بأسلوبٍ سهلٍ ميسَّرٍ، يَجْمَع بين الأصالة والمُعاصَرة -أصالة القديم وجِدَّة الحديث-، ومناسِبًا لعُموم الراغبينَ من طبقات المجتمَع المختلفة. .... المزيد |
30- قصة إبراهيم عليه السلام وتكسير الأصنامكان قوم إبراهيم -عليه السلام- قد انتقلوا إلى الشرك بالسماويات بالكواكب، وصنعوا لهم الأصنام بحسب ما رأوها من طبائعها، فيصنعون لكل كوكب طعامًا، وخاتمًا، وبخورًا، وأمورًا تناسبه بزعمهم، ويتخذون لها أموالاً، وقد اشتهر هذا على عهد إبراهيم إمام الحنفاء، ولهذا قال: {مَاذَا تَعْبُدُونَ * أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ}[الصافات:85-86] قال أيضاً: {أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات:95-96]، فكان من الشرك ما أصله عبادة الكواكب والشمس والقمر وغيرها، وصورت الأصنام على تلك الكواكب، ومن الشرك ما كان أصله عبادة الملائكة والجن، ومن الشرك ما كان أصله عبادة الصالحين، إذًا كان هنا شرك .... المزيد |
41- وصف النار 2ما هو العذاب النفسي لأهل النار؟ استهزاء واحتقار وازدراء وإهانة، بالإضافة إلى تعذيب الجسد، بالضرب والحرق والسحب، والطرق: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا}[غافر: 11]. فهم يعترفون، ولكن لا فائدة من هذا الاعتراف، فيقال لهم: إنهم سيبقون في النار: {ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ} [غافر: 12]. {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ}[الأنعام: 28]. أهل النار يصرخون ولا من مجيب: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ }. بل يكون الجواب تقربعًا وتوبيخًا: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ}[فاطر: 37]. .... المزيد |
29- مثل عن حقيقة الدنياتكلم الشيخ في هذه الحلقة عن مثل من أمثال القرآن الكريم، الوارد في قوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (20) سورة الحديد .... المزيد |
28- مثل لصحابة النبي ﷺتكلم الشيخ في هذه الحلقة عن مثل لصحابة النبي ﷺ في القرآن الكريم، الوارد في قوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (29) سورة الفتح .... المزيد |
27- مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء 2تكلم الشيخ في هذه الحلقة عن مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء والذي ذكره الله تعالى في قوله: {ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (28) سورة الروم .... المزيد |
26- الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباحتكلم الشيخ في هذه الحلقة عن مثل من أمثلة القرآن الكريم ذكره الله تعالى في قوله: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (35) سورة النــور .... المزيد |
25- مثل على أعمال الكفار وفسادهايقول الله -تعالى-: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ} يعني: في أرض مستوية، {يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً} [النور: 39]، إذا نظر إليه من بعيد، هذا مثل يضربه الله تعالى لأعمال الكفار، حتى لو عملوا أعمالاً خيرية في الدنيا من أعمال البر، ولكنهم قدموا على أعمال بغير توحيد ولا إيمان، ومن الأصول المتقررة في هذا الدين من الكتاب والسنة أن الله لا يقبل العمل إلا إذا كان خالصاً له على أساس من التوحيد والإيمان، وصواباً على الشرع، وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- كما قال تعالى: من عمل صالحاً بأحسن ما كانوا يعملون، إذن أعمال الكفار الخيرية لا ثواب لهم عليها في الآخرة، كما قال الله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23]، ومن عدل الله أن يكافئ الكافر في الدنيا من شهرة ومال وغير ذلك. .... المزيد |
24- مثل لأعمال الكفار{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ... وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [النور: 39] يقول الله -تعالى-: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ} يعني في أرض مستوية، {يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً} [النور: 39]، إذا نظر إليه من بعيد، هذا مثل يضربه الله -تعالى- لأعمال الكفار، حتى لو عملوا أعمالاً خيرية في الدنيا من أعمال البر، ولكنهم قدموا على أعمال بغير توحيد ولا إيمان، ومن الأصول المتقررة في هذا الدين من الكتاب والسنة أن الله لا يقبل العمل إلا إذا كان خالصاً له على أساس من التوحيد والإيمان، وصواباً على الشرع، وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، كما قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 97] إذًا أعمال الكفار الخيرية لا ثواب لهم عليها في الآخرة، كما قال الله -تعالى-: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23]، ومن عدل الله أن يكافئ الكافر في الدنيا من شهرة ومال وغير ذلك. .... المزيد |