13- مثل السعداء والأشقياءيقول الله -تعالى:- {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [هود: 24]، فالأشقياء ضرب لهم مثلاً بالأعمى والأصم، والسعداء ضرب لهم مثلاً بالبصير السميع، فضرب الله مثلاً للكفار بالأعمى الذي لا يرى بعينه شيئاً من الحق، والأصم الذي لا يسمع الحق، ففريق الكفر لا يرى طريق الحق حتى يتبعه، ولا يسمع داعي الهدى حتى يستجيب له، مقيم على ضلاله: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179]. .... المزيد |
12- مثل الحياة الدنيايقول الله -تعالى-: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ... كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس: 24]. نحن نعيش الآن في زهرة من الحياة الدنيا، مآكل، مشارب، ملابس، مراكب، بيوت، أجهزة، تقنية، ترفيه، ألعاب، لكن الدنيا هذه لا تدوم، لا من جهة أنها ستنتهي بقيام الساعة، ولا من جهة أن الدنيا فيها دورات وموجات، أين حضارات عاد الذين جابوا للصخر بالواد، أين ثمود الذين كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً فارهين، أين حضارة الفينيقيين، وحضارة البابليين، وحضارة الآشوريين، وحضارة الرومانيين، وحضارة اليونانيين، زالت، انهارت، اضمحلت، وهكذا هذه الحضارة التي نحن فيها اليوم. .... المزيد |
11- مثل نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منهايقول تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا... لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 175 - 176]، هذا مثل ضربه الله -تعالى- لبيان قبح من تعلّم العلم ثم انسلخ منه كما تنسلخ الحية من جلدها، واتبع هواه، مال إلى زينة الدنيا وأقبل على حطامها، وآثر سخط الله على رضاه، وأعرض عن الهدى بعد إذ جاءه، هذا أضله الله على علم، هذا إنسان تعلم الحق وعرفه ثم تركه وهذا أشنع فهذا مثل لعالم السوء، الذي لم ينتفع بعلمه، شبهه الله بأسوأ الحيوانات، الكلب، قال قتادة -رحمه الله-: "هذا مثل ضربه الله لمن عُرض عليه الهدى فأبى أن يقبله"، وهذا المثل ينطبق على كل من كان في مثل حاله. .... المزيد |
10- مثل من كفر بالله بعد إيمانهقال تعالى: {قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى.. الآية} [الأنعام: 71]، هذا مثل يضربه الله -تعالى- للذي يتنازعه طائفين من الناس: طائفة تدعوه للحق والخير، وطائفة تدعوه إلى الباطل والشر، وهذه الحالة يوجد منها أعداد في الواقع، له أصحاب أخيار، وله أصحاب آخرون أشرار، وكل منهما يدعوه إلى طريقه، أما طريق الإسلام وطريق الحق، فهو طريق واضح بيّن، وصراط الله المستقيم الذي أمرنا أن نتبعه، لكن أهل الباطل والهوى في كل زمان ومكان يحاولون إبعاد المسلم وصرفه عن طريق الحق إلى طريق أهوائهم. .... المزيد |
09- مثل نفقة الكفارقال تعالى: {مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ..} يخبر تعالى في هذا المثل عن الذين كفروا أنهم لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئاً، ولا تدفع عنهم عذاب الله، ولا تنفعهم للافتداء بها يوم الدين، ولن تحول بينهم وبين العذاب، قال تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى} [سبأ: 37]، ويدخل في ذلك الأموال التي تُنفق للصد عن سبيل الله، ولتضليل الناس، ولتزيين الباطل لهم، وهذا الانفاق كمن زرع زرعاً يرجوا نتيجته، وحصاد ثمرته، وبينما هو كذلك إذ أصابته ريح عاتية شديدة مدمرة. .... المزيد |
08- مثل آكلي الربايضرب الله مثلاً في هذه الآية مثلاً لسوء مآل المرابي، وشدة منقلبه في الآخرة، وإلى حاله السيئة بالغة السوء، عندما يقوم من قبره يوم القيامة: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ} أي من قبورهم، {إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275]، أي: من الصرع، والربا من أكبر الكبائر، وأعظم الموبقات، وقد تأذّن الله بحري آكل الربا، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 278 - 279]. .... المزيد |
07- مثل من تكون له جنة فاحترقتقال تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ... الآية} [البقرة: 266] مثل عظيم يضربه الله -تعالى- لمن يذهب ثواب أعماله الصالحة بإعصار الرياء والمن والأذى وابتغاء الدنيا، فيوافي الله يوم القامة ليس له حسنات، ضرب الله لهذا مثلاً بشخص له جنة وبستان عظيم، أشجار وارفة قد أجنّت البستان، وسترته بكثرتها، ونموها، وأغصانها الوارفة، وثمارها اليانعة، من نخيل من أنفس الأشجار، أكثر الأشجار فائدة، فإن النخيل شجر قوي ثابت مفيد في الصيف وفي الشتاء وكذلك ثمره طيب، يؤكل فاكهة وطعاماً إذا خُزّن بعد ذلك، فهو غذاء وفاكهة، وفجأة أصابه إعصار فيه نار فاحترقت، ذهبت كل الآمال، حلت الخيبة في القلب والألم النفسي العظيم، ولذلك قال تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} [البقرة: 266]. .... المزيد |
04- مثل المنفق في سبيل اللهيقول تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ... وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261] إنه مثل عظيم في الترغيب في الصدقة، والحث على الانفاق في سبيل الله، والكرم في العطاء لأجل دين الله، إن صاحب ذلك شريف النفس، صدقته برهان وحجة له على صدق إيمانه، يأتي صاحبها في ظلها يوم القيامة، تقيه في الدنيا مصارع السوء، وتقيه في الآخرة حرارة الذنوب. .... المزيد |
03- وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُقال تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [البقرة: 171] فطر الله الخلق على محبة الحق، وإرادته، وطلبه كما قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30]، والحق بطبيعته أبلج واضح، لكن كثيراً من الناس يعرضون عنه، تقليداً للآباء والأجداد، اتباعاً للهوى، كما قال الله عن الامم السابقين: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} يعني على طريقة، {وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} [الزخرف: 23] يصرون على التقليد الأعمى، ولو جاءهم أفضل مما كان عليه آباءهم، قال تعالى: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [الزخرف: 24]. .... المزيد |
02- المثل الناري والمائي للمنافقينيقول الله -تعالى-: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [البقرة: 17 - 18] ضرب الله هذا المثل لأهل النفاق، وقد ذكر لهم مثلين، مثل نارياً، ومثلاً مائياً، فشبّه الله المنافقين في محبتهم للضلال، وتقديمه على الهدى، وكفرهم بعد إيمانهم بالذي استوقد ناراً لتضيء له وينتفع بها، فاستفاد منها، وأنار الطريق، وفجأة انطفأت، {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ} فهذا حال المنافقين حال كفرهم، ولما أسلموا أولاً استضاؤا بنور الإسلام، وآمنوا، وخالطوا المسلمين، وسمعوا القرآن، وعصموا دماءهم وأموالهم، فلما كفروا في الباطن وبقوا على الإسلام في الظاهر ذهب النور بكفرهم، فبقوا في ظلمات الشك والكفر والنفاق، لا يبصون حقاً، ولا يتهدون سبيلا. .... المزيد |