23- مثل قبح الشرك{يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} [الحج: 73] مثل عظيم وجيز بين، يبين تعالى فيه قبح الشرك، وتجهيل أهله، وتقبيح عقولهم، وتلاعب الشيطان بهم، قال العلماء: هذا مثل ضربه الله لبيان قبح عبادة الأوثان، وحقارتها، وبيان سخافة عقول من عبدها، ضرب الله المثل للمؤمنين ليزدادوا بصيرة بالتوحيد، وفضل ما هم عليه، وللكافرين لبيان قبح وسقوط وقبح ما هم عليه، فقال: للجميع، ضرب، تدبروه واعقلوه بقلوبكم وعقولكم، والاستماع فوق السماع، ويكون بإنصات وفهم، وبخلاف السمع، ضرب المثل في إبطال الشرك وبيان وهاء حجة أصحابه، والرد عليهم، وبيان عجز آلهتهم، كيف يعبدون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون، وهذا يشمل كلما عبد من دون الله. .... المزيد |
22- مثل الذي يشرك بالله ويتعلق بغيره{حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31]، لما كان التوحيد أعظم معروف في العالم، وكان الشرك أعظم منكر في العالم، وما خلق الله السماوات والأرض إلا بالحق ولأجل التوحيد، ولأجل أن يُعبد وحده لا شريك له، {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]، التوحيد أصل الدين، وأوله وآخره، وظاهره وباطنه، والشرك الفظيع الظلم الكبير لا يقبل الله معه عملاً، ولما كان التوحيد رأس العمل الصالح، ولبُّ الإيمان، وحق الله على العباد، وشرط قبول العمل، والشرك أكبر الكبائر، وأعظم ذنب عُصي الله به، كما سئل عليه الصلاة والسلام: "أي الذنب أعظم عند الله؟: قال: ((أن تجعل لله نداً وهو خلقك))، والشرك ضد التوحيد، وهو محبط للعمل، قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23]. .... المزيد |
21- مثل الحياة الدنيا في سرعة زوالها وانقضائهاقال تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ ...} [الكهف: 45] لما علم الله ضعف العباد واغترارهم بالدنيا ضرب لهم مثلاً عظيماً يبين فيه حقيقة الدنيا، وما تؤول إليه في سرعة زوالها، وفنائها، وتحول حالها، وانقضائها، وخرابها، وذهاب زينها، واضمحلالها، حتى لا يغتروا بها، ولا يتعلقوا بها، فينصرفوا عن العمل للآخرة، وحتى لا يكونوا عبيداً للدنيا، وإنما يعبدون الله ويرجون اليوم الآخر، وقد أمر الله -تعالى- نبيه -صلى الله عليه وسلم- في الآية أن يبين لهم حقيقة الدنيا بالمثال؛ حتى يتصورها حق التصور، ويعرفوا ظاهرها وباطنها، ويقيسوا بينها وبين الآخرة، ويقفوا الموقف الصحيح، {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} [الضحى: 4]، {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى: 16- 17]. .... المزيد |
20- مثل التي نقضت غزلهايقول الله -تعالى-: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [النحل: 92] موضوع المثل: الوفاء مع الله، وعدم نكث العهد، وعدم التولي والنكوص على العقبين، والارتداد، وإبطال الأعمال الصالحة، يقول تعالى: {ولا تكونوا} يعني يا أيها المؤمنون الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق، يقول لهم: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها} لا تكونوا في نقض العهود والعقود بينكم وبينه وبينكم وبين عباده، وقد حكى المفسرون أن امرأة حمقاء كانت مريضة وضعيفة عقل اتخذت مغزلاً للصوف والوبر، فكن يغزلن من الغداة إلى نصف النهار، حتى إذا أوشكت على إتمام غزلها آخر النهار كرت على جميع غزلها فنقضته وحلته، فعاد كما كان وانتهى كل عملها. .... المزيد |
19- مثل ما يعبد من دون اللهقال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ... وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النحل: 76]. هذا مثله ضربه الله لنفسه ولما يعبدون من دونه، فالأبكم الذي لا يقدر على شيء هو الوثن المعبود، من قبل المشركين، والذي يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم هو الله تعالى، فالصنم الذي يُعبد من دون الله بمنزلة رجل أبكم الذي لا يعقل ولا ينطق، عدم النطق القلب واللساني ومع هذا فهو عاجز لا يدر على شيء البته، فهو ثقيل وكل وعالة عليه، يخدمه مولاه، لا يستطيع هو أن يخدم نفسه، فهو ناقص من كل وجه، وأينما وجهه سيده لا يقضي حاجة ولا يأتي بخير، فضرب لهم مثلاً بهذه الأصنام التي لا قدرة لها بالعبد المملوك الذي لا بقدر على شيء. .... المزيد |
18- مثل لا يستوي المؤمن والكافر والخالق والمخلوقيقول الله -تعالى-: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ.. بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [النحل: 75]، هذا مثل ضربه الله للكافرين والمؤمنين، وضربه لنفسه سبحانه وللأوثان التي تُعبد من دونه، {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى}، هذا مثل ضربه الله للكافر الذي لا خير فيه ولا عنده، ولا يعمل بطاعة الله، رزقه الله مالاً فلا يقدم فيه خيراً، فهو كالعبد الرقيق الذي لا يملك فيه نفسه، ولا يملك من المال والدنيا شيئاً؛ لأن المال في هذه الحالة لم ينفعه بشيء ولم ينفع غيره، قال: {وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا} هذا مثل المؤمن في الخير الذي عنده، وفي عمله بطاعة الله أعطاه الله مالاً، فهو كريم محب للإحسان سراً وجهراً، فأثابه الله عليه جنات، فلا يستوي هذا وذاك ولهذا قال: {هَلْ يَسْتَوُونَ}. .... المزيد |
17- مثل لكلمة التوحيدقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَة... لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [إبراهيم: 24-25] مثلٌ ضربه الله لكلمة التوحيد في قلب المسلم بالشجرة الطيبة الثمر النخلة في الأرض الطيبة، شجرة طيبة في أرض طيبة، كلمة طيبة في أرض طيبة، فكلمة التوحيد إذا استقرت في قلب المؤمن تثمر الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة، التوكل الاخلاص الصدق الحياء الخوف الرجاء المحبة والذكر والتلاوة والصدقة والبر، والشجرة لا تكون شجرة إلا بثلاثة أشياء أمور عرق راسخ وفرع قائم وأصل قائم وكذلك الإيمان لا يتم إلا بالتصديق وقول باللسان وعمل بالأبدان. .... المزيد |
16- مثل أعمال الكفارقال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ.... ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ} [إبراهيم: 18] مثل ضربه الله لأعمال الكفار الذين عبدوا مع الله غيره، وأشركوا به، وكذبوا رسله، وبنوا أعمالهم على غير أساس صحيح، ما يوجد عندهم أعمال ولا توحيد، وحتى لو كان عندهم أعمال خيرية، وكفالة أيتام، وإطعام مساكين، وكفالة طلاب، وعلاج مرضى، لكن إذا قابلوا الله بهذه الأعمال وقد كفروا به وأشركوا به، إذا قدموا على ربهم وليس عندهم أساس قبول الأعمال وهو التوحيد والإيمان ما مصير أعمالهم؟ الجواب: اضمحلال وذهاب هباء منثورا. .... المزيد |
15- المثل المائي والناري للمؤمنين{أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا..} [الرعد: 17] اشتملت هذه الآية الكريمة على مثلين مضروبين للحق في ثباته وبقائه، والباطل في زواله وفنائه، وهذان في حق المؤمنين، أما في حق المنافقين فقد ضرب الله مثلان: مائي وناري في حق المنافقين، قال الله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا .. أَوْ كَصَيِّبٍ} [البقرة: 17 - 19]، قال تعالى: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا}، ضرب الله مثلاً للحق في عموم فائدته، وعظيم بركته بماء المطر النازل من السماء، والقلوب التي استوعبته كذلك هي درجات شبهها بالأودية التي في الأرض إذا نزل المطر فتتسع للمطر بحسب أحجامها وسعتها. .... المزيد |
14- مثل الذين يدعون من دون اللهيقول الله -تعالى-: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} سبحانه لا إله إلا هو {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ} هذه الآلهة والأوثان التي يدعونها الكفار من دون الله {لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ} أوثانهم لا تستجيب له لهم {إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [الرعد: 14], مثل عظيم ضربه الله -سبحانه وتعالى-، أرسل رسله بالهدى ودين الحق، وبالتوحيد، وهو أساس العمل الصالح، ودعوة الحق هي عبادة الله وحده لا شريك له، وإخلاص الدين لله، وعدم صرف أي عبادة إلا له -عزو وجل-، هو الذي ينبغي أن يصرف الخوف والرجاء والرغبة والرهبة والنذر وجميع العبادات. .... المزيد |