خطبة عيد الأضحى 1432إن الحمد لله الذي شرع لنا هذا الدين، والحمد له الذي شرع لنا هذا العيد، يعود ويتكرر، وهو فخرنا على سائر الأمم، هذا العيد فيه عوائد الإحسان من الله تعالى، هذا العيد إتمام الحج بطواف الزيارة للحجاج، ولحوم الأضاحي للمقيمين، عيد الفرح والسرور، بتمام النعمة، وحصول العبادة، واجتماع الأمهات من العبادات في هذا اليوم، ولذلك فإن أفضل أيام العام هي العشر الأوائل من ذي الحجة، وأفضل العشر الأوائل يومكم هذا الذي أنتم فيه الآن يا عباد الله، فإن يوم العاشر من ذي الحجة يجتمع فيه من العبادات ما لا يجتمع في غيره، فإخوانكم في حرم الله تعالى قد جمعوا اليوم رميًا ونحرًا وحلقًا، وطوافًا وسعيًا، وكذلك جمع إليه المسلمون في البلدان ذبح الأضاحي، بعد صوم عرفة، وبعد هذه العبادات العظمية من الأعمال الصالحة في هذه العشر .... المزيد |
تغيير الطباعآدم خلق من قبضة من جميع الأرض بألوان تربتها المختلفة، وكذلك من مناطق الأرض المختلفة، وطبائع الأرض المختلفة، من تربة في سهل، وتربة في جبل وعر، وهكذا صارت ألوان الآدميين وطباعهم، فلا بد أن نلتفت إلى الارتباط بين طبائع الناس وطبائع الأراضي التي خلقوا منها، فحظوظ بني آدم من الطبائع كما حظوظ بني آدم من الذكاء والقوة والضعف، والطول والقصر، ونحو ذلك، وكما تتفاوت الأجساد والخلقة تتفاوت الطبائع والأخلاق. .... المزيد |
المحافظة على المكتسبات وأعمال الخيرلقد حفلت عشر ذي الحجة بأعمال صالحة كثيرة، وكان فيها من العبادات، وهي الأيام المعلومات مع أيام التشريق، وهي الأيام المعدودات، كان فيها من العبادات الشيء الكثير، وهذه نعمة عظيمة من الله، والمسلم إذا غادر هذه الأيام الفاضلة بما استودعه فيها من الأعمال فإن له نحو ما مضى واجبات وآداب لرب السماء الخالق الوهاب، ومن ذلك: أن يواصل العبد على العبادة، وألا يكون موسمًا مضى وانقطع ما فيه، بل هو موسم تحفيز وحماس ولكن لازالت العبادة مستمرة، وعندما تملأ الأوقات بالعبادات يكون للحياة طعم آخر .... المزيد |
الباب مفتوح والأجر مضاعفإن عملية الاحتساب، وهي أن تعمل وترجو رجاء الأجر عند الله أن يقوم في قلبك وقت العمل الرجاء، هذا الاحتساب أثره عظيم؛ لأن بعض الناس يعملون عادة وتغيب العبادة، وبعض الناس يعملون سهواً وغفلة، ولا يرجون، وبعض الناس يعملون مكرهين، وبعض الناس يعملون خشية الفضيحة، وبعض الناس يعملون تحت الضغط والإلحاح، لكن ما أحلى العمل إذا كان هذا العمل في ابتغاء الأجر من الله والاحتساب. .... المزيد |
كيف يعيد الله البشر إلى الحق؟الدين الإسلامي هو الدين دين الحق، ولا دين غيره حق، وكل الأديان التي على الأرض باطلة إلا دين الإسلام، وهؤلاء البشر كثير منهم على ضلالة إلا من هداه الله تعالى، فكثير منهم يعبدون غير الله، وبعضهم لا يعبد شيئاً، وبعضهم يعبد هواه، ويحارب أهل الباطل أهل الحق والحق كي يردونهم عن دينهم، لكن الله سبحانه وتعالى يفعل في عباده ما يبين لهم الحق، ويعيد بعضهم إليه. .... المزيد |
النجاة النجاة اقتربت الأهوالإن ربنا سبحانه وتعالى لم يخلقنا عبثاً، ولا يتركنا سدى، بل لا بد أن نرد عليه في يوم يحاسبنا فيه، هذا اليوم الذي يجمع الله فيه الخلق، يوم يقوم الناس فيه لرب العالمين، ويقوم الناس من قبورهم سراعاً، ويقوم الروح والملائكة صفاً، وهو اليوم الآخر لأنه لا يوم بعده. .... المزيد |
أنين الحجابإن الله تعالى خلق الخلق وهو أعلم بهم، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}، خلقهم وهو أعلم بما يصلحهم ويصلح لهم، سبحانه وتعالى الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وقد أمر عز وجل النساء بالحجاب، والرجال بغض البصر لكي تكتمل العفة، فله الحمد على ما شرع، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، فهو الذي أوحى بقوله: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}، وهو الذي أوحى بقوله: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}، وهو الذي أوحى بقوله: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ}، إنه رب رحيم، رب عليم، رب خبير، سبحانه وتعالى، أنزل الحجاب وشرعه، وأمر به، إنه الوقاية والكرامة .... المزيد |
العقار آداب وأحكامالمال كل ما يتمول، سواء كان من ذهب، أو من فضة، أو ما يقوم مقامها، أو عقار، أو أثاث، أو مراكب، ونحو ذلك مما يؤخذ العوض عنه عادة، وكل ما يمتلك من دواب ونقود وغير ذلك، وقد جعل الشرع للمال آداب، ومنها: حسن النية في أخذه وإنفاقه، وتحري الحلال فيه، والابتعاد عن الحرام، وكذلك جاءت الشريعة بمنع الإسراف حتى في البناء، وجعلت آداباً في البيت لمن يريد أن يبنيه، وكذلك جعلت للجار حقوقاً في العقار، وغيرها. .... المزيد |
تعظيم الله ورسوله ﷺالله تعالى من أسمائه الكبير والمتعال، فله الكبرياء سبحانه وتعالى، وتوقيره وتعظيمه سبحانه لأنه خلقنا، ورزقنا، ومن أجلنا أقام السماوات، وجعل في الأرض معايش لنا، ولكن أبى بعض الناس إلا كفوراً، فآذوا ربهم واتخذوا له صاحبة وولداً، أرسل إلينا رسله وأنزل على البشرية كتبه ليعرفوه ويؤمنوا به ويوحدوه ويعبدوه وحده لا شريك له، وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم المنة الإلهية العظيمة. .... المزيد |
تحكيم الشرع في التفجيراتإزهاق الأرواح البريئة، وإسالة الدماء المعصومة من أعظم المنكرات والكبائر، قال الله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}، وبين النبي صلى الله عليه وسلم مبيحات الدماء، ففي بعضها يقول: لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة حديث صحيح. وكذلك كفلت الشريعة فيما كفلت بالإضافة إلى حفظ دماء المسلمين، وأعراض المسلمين، وعقول المسلمين، ودين المسلمين قبل كل ذلك، بالإضافة إلى حفظ أموالهم. وهذه النصوص تبين أهمية المحافظة على أمن المسلم الفردي بالإضافة إلى المحافظة على أمن المسلمين العام. .... المزيد |