الثلاثاء 2 جمادى الآخرة 1446 هـ :: 3 ديسمبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

إلى شباب اليوم


عناصر المادة
أهمية مرحلة الشباب
بعض قصص الشباب
اهتمام وعناية النبي -صلى الله عليه وسلم- بالشباب
عطاء الشباب
قيام الشباب بالحجة ومقارعة الملاحدة
استغلال عاطفة الشباب
رعاية النبي -صلى الله عليه وسلم- للحاجات الشخصية للشباب
اجتيال شياطين الإلحاد والعلمنة للشباب
وقاية الشباب من الانحراف
الشباب الذين نريد
نصرة الشباب للدين

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها الإخوة والأخوات، أيها الشباب والشابات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله في هذا المجلس الذي نسأل الله أن يجعله مجلساً نافعاً مباركاً.

أهمية مرحلة الشباب

00:00:34

الشمس تدنو من رؤوس العباد يوم المعاد؛ فتصهر الناس في العرق، ويكون هناك ظل عظيم يأوي إليه من يشاء من خلق الله، وعلى رأسهم سبعة، ومنهم: "شاب نشأ في طاعة الله".

إنه الشباب، إنه العمر المبارك، إنه المرحلة الزمنية التي ذكرها الله في كتابه: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً  [الروم: 54] هذه القوة التي ذكرها الله مجردة: "قوة"، إنها الشباب.

هذا الذي أخبر النبي ﷺ أن الإنسان سيسأل عنه يوم القيامة على حدة من أجزاء عمره، يسأل  عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه [رواه الترمذي: 2416، وقال الألباني: "حسن لغيره" كما في صحيح الترغيب والترهيب: 128] مع أن الشباب داخل في العمر، لكن لأن الشباب، مدة الإنتاج، ووقت العطاء الكبير، ولذلك فإن السؤال عنه مرتين، مرة ضمن العمر، ومرة منفرداً.

هذا الشباب، الذي نظرنا في كتاب الله فوجدناه في أنبياء الله، مدة عطاء، سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ  [الأنبياء: 60].

إنه يقوم داعياً إلى الله، إبراهيم فتى آتاه الله الحجة على قومه: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ [الأنعام: 83] فناظرهم في عبادة الكواكب، وناظرهم في هذه الأصنام التي يعبدونها من دون الله: هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ  [الشعراء: 72 - 73]،  أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ [الأنبياء: 67]،  بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ  [الأنبياء: 63]، وهكذا توالت التحديات من ذلك الفتى الشاب على قومه وهم لا يستطيعون جواباً؛ لأن الله أيده بالحجة: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا  [الأنعام: 83] ما أحسن الشاب صاحب الحجة! ما أحسن الشاب الذي يدعو على بينة وبيان: فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ  [البقرة: 258].

ورأينا ذلك النبي الشاب  الذي لما بلغ أشده آتاه الله حكماً وعلماً، فثبت أمام الشهوات، وأخلصه الله له، فكان من المخلصين، يوسف الذي رباه أبوه يعقوب النبي الكريم، ولكن ضيعه إخوته ليؤويه الله -تعالى-.

وكما قال الله لنبينا ﷺ: وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى [الضحى: 7 - 8] فقد قال عن يوسف، كيف آواه إليه وجعله مخلصاً لديه وثبته أمام الفتن، فهرب ممن يدعوه إلى الحرام بعدما ثبت أمام حسد إخوته، لما ألقوه في الجبّ، ولكنه كان فتى متصلاً بالله -تعالى-، وصار شاباً ثبت أمام الفتن، والمغريات، والشهوات، رغم أنه كان أعزب، وداعي الزنا عند الأعزب أكثر من المتزوج، وكان غريباً في البلد وداعي الزنا عند الغريب أكثر من ابن البلد الذي يخاف الفضيحة، وكان شاباً وداعي الزنا عند الشاب أكثر من الصغير والشيخ، وخلت به المرأة ولا رقيب، وهي سيدته التي لها عليه الأمر والنهي، وغاب زوجها، وغلقت الأبواب، فأمن، لا يدخل عليهما أحد، وهي التي دعته وهو خادمها الذي تأمره.

وبالرغم من كل ذلك، ومن أنها جميلة، وصاحبة منصب وجمال دعته، قال:  إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [المائدة: 28]، وثبت أمام كيد النسوة.

ورأينا ذلك الشاب الذي يدعو ربه إذا اجتمعت عليه المغريات ويقول: وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ  [يوسف: 33 - 34].

رأينا ذلك الشاب يوسف داعية إلى الله في السجن لما دخله ظلماً، ولكن أهل الصلاح عليهم سيما الصلاح، وهذه تستجلب الناس: إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف: 78] رأوا منه أشياء جعلتهما يأويان إليه، ويطلبان تفسير الرؤيا، وينتهز يوسف هذه الفرصة ليدعوهما إلى التوحيد.

رأينا في القرآن الكريم الشباب الذين كانوا حول موسى فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ   [يونس: 83].

إذاً ما معنى:  ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ ؟

قال المفسرون: شباباً.

بعض قصص الشباب

00:06:50

لقد رأينا وسمعنا قصصهم، والله يقول لنبيه موسى: أن يتخذ من بيوت بني إسرائيل قبلة؛ لأنهم لم يكن لهم مساجد يستطيعون أن يقيموها لطاعة الله، فاستخفوا بإيمانهم، وقاموا يعبدون الله مع نبيهم، ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ .

رأينا في القرآن الكريم الشباب أصحاب الكهف الذين لما خافوا على أنفسهم من فتنة قومهم فخرجوا من بينهم: فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا  [الكهف: 16] خافوا على أنفسهم إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا [الكهف: 20].، عرفوا الله، عرفوا التوحيد، ميزوه جيداً، وعرفوا أن قومهم على الشرك، وميزوا الباطل جيداً: يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ [البقرة: 256]، وهكذا لما آووا إلى الله آواهم الله، وألقى عليهم النوم، ثم بعثهم ليكونوا آية للناس.

إنهم شباب، على أي شيء اجتمعوا؟

على طاعة الله.

ما الذي جعل تلك القلوب يأوي بعضها إلى بعض؟ ما هو السبب المشترك الذي اجتمعوا من أجله؟

طاعة الله، ثم الفرار بدينهم.

رأينا الشباب في القرآن الكريم يقومون لله بالدعوة، يقومون مع أنبياء الله؛ مؤمن آل فرعون، والمؤمن في سورة يس، وكذلك سمعنا خبر الرجلين قاما ينصران موسى عند دخول بيت المقدس.

الشباب تلك المدة العمرية التي تبدأ من البلوغ وتنتهي على قول في الثالثة والثلاثين، سن الكهولة، مبدأ الكهل.

وعلى قول آخر تنتهي عند الأربعين  بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً  [الأحقاف: 15].

من البلوغ إلى الأربعين، أو إلى الثالثة والثلاثين هذه مدة الشباب، هذه المرحلة العمرية المباركة، رأيناها في السيرة النبوية، رأينا النبي ﷺ أكثر أصحابه من الشباب.

أبو بكر لما أسلم عن تسع وثلاثين، وعُمر أصغر من ذلك.

والصحابة عامتهم كانوا شباباً لما أسلموا.

اهتمام وعناية النبي -صلى الله عليه وسلم- بالشباب

00:10:17

وكان ﷺ يعتني بهم، يأتيه شببة متقاربون يقيمون عنده يعلمهم الإسلام، والصلاة، ويقول:  ارجعوا إلى أهليكم وعلموهم [رواه البخاري: 6008].

سبعون الذي أووا إلى النبي ﷺ في المسجد كانوا شباباً من أهل الصُّفة، يصومون في النهار، ويقومون في الليل، هؤلاء الذين ذهبوا بعد ذلك في الدعوة إلى الله، فغدر بهم المشركون، فقتلوا عن آخرهم، كانوا سبعين من الشباب، كما ورد ذلك في الحديث الصحيح [رواه البخاري: 3170، ومسلم: 677].

النبي ﷺ كان يرفق بهم، وفي الرواية في حديث مالك بن الحويرث: فلما رأى أنا اشتقنا إلى أهلينا  [رواه مسلم: 674] أعادهم دعاة.

بعث علياً وهو في غاية الشباب، ودعا له بمعرفة القضاء، فكان قاضياً عظيماً.

أرسل مصعب بن عمير إلى المدينة لتفتح المدينة بالقرآن وليس بالسيف.

ما هي المسؤولية العظيمة على شخص يمثل النبي ﷺ في هذه الرحلة الدعوية العظيمة إلى المكان الذي يرجى أن يكون انطلاق المجتمع الإسلامي، وإقامة دولة الإسلام؟ كم المسؤولية ستكون عظيمة؛ لأنه سيمثله عند قبائل الأوس والخزرج، وأهل المدينة، والملأ، والكبار، والوجهاء، ولا بد أن يحسن المدخل، والدعوة، والأسلوب، فكان مصعب بن عمير، وابن أم مكتوم يدعوان إلى الله -تعالى- في المدينة، فأقبلت نفوس الأوس والخزرج عليهما، فوطآ الأمر ومهداه للنبي ﷺ قبل أن يأتي المدينة، دخلها وكانت هناك فئة عظيمة من المسلمين في المدينة نتيجة عمل الشاب مصعب بن عمير الذي مضى إلى الله وليس له شيء إلا بردة إن غطي بها رأسه ظهرت قدماه ورجلاه، وإن غطي بها رجلاه ظهر رأسه [رواه البخاري: 1275].

النبي ﷺ كان يراعي الشباب في الزواج، قام بأمر جليبيب الفقير الشاب حتى زوجه.

وقام بأمر ربيعة الفقير الشاب حتى زوجه.

وأعداد من الشباب من آل بيته ﷺ سعى في تزويجهم، وكان يشفع لهم، وكان يرسل إلى القوم من بيوت الأنصار: إذا جاءكم فلان فزوجوه .

وكان يشير على المرأة الشابة تلك أن تنكح أسامة، وكان يدافع عن الشاب أسامة بن زيد ويخبر أن بعض الناس يطعنون فيه، وفي إمارته، وفي أهليته لقيادة الجيش، ويدافع عنه.

هؤلاء أصحابه الذين رباهم على عينه.

الشباب، كان ﷺ يفتح صدره لهم، ويأتي الشاب يقول: ائذن لي بالزنا؟ فلا يرده، ولا يصده، ولا ينهره [رواه أحمد: 22211، وقال محققو المسند: "إسناده صحيح"]، ما كهرني، ولا ضربني -ولا سبني- ولا شتمني [الحديث رواه مسلم: 537] وإنما كان يناقشهم بالحسنى ﷺ.

عطاء الشباب

00:14:22

شباب رأيناهم في السيرة النبوية معاذ ومعوذ ابنا عفراء، عبد الرحمن بن عوف يكون بينهما في غزوة بدر، فيقول: تمنيت أن أكون بين أضلع منهما، أقوى منهما، فإذا بأحدهما يميل إلي فيقول: يا عم أين أبو جهل؟ فأقول: ماذا تريد به يا ابن أخي؟ فقال: لقد سمعت أنه كان يؤذي النبي ﷺ، والله لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا. وفعلاً، لما قال: هذا صاحبكما. شدا عليه، وابتدراه، وتنازع السيفان عند النبي ﷺ: أي السيفين قتله؟ فنظر النبي ﷺ في السيفين، وعرف أيهما بلغ من دم عدو الله وجسده أبي جهل أكثر من الآخر [الحديث رواه البخاري: 3141، ومسلم: 1752].

إنه التنافس، لقد عاش الشابان على أخبار مكة وما عاشاها حياة، لكن سمعا عنها، وكان ذلك كافياً أن ينتقما لرسول الله ﷺ.

الشباب كانت مرحلة العطاء ظاهرة فوق الأرض وتحت الأرض، فوق الأرض مثلاً في بناء المسجد النبوي، وتحت الأرض في حفر الخندق، النبي ﷺ يجعل لكل عشرة مقداراً معيناً في الطول، والعرض، والعمق، وما يتم أسبوع حتى يكون قد حفر، وقد تكسرت فيه في الآونة الأخيرة مُعدات المقاولين الكبار في تمهيد طريق لتلك المنطقة، لكن تم إنجاز الخندق في فترة مدة وجيزة، بسواعد أولئك الشباب، هؤلاء الشباب عماد جيش النبي ﷺ، ودعاته، وقضاته، وأمراؤه، ورسله إلى القبائل الذين كانوا يأتون البلدان، معاذ بن جبل، الشاب، لكن عالم بالحلال والحرام، يأتي يوم القيامة إمام العلماء، وأمام العلماء برتوة، قد سبق العلماء يوم القيامة برمية سهم، مسافة رمية سهم.

وجدنا الشباب في سيرة النبي ﷺ وهو ﷺ يأمرهم ويعلمهم، وهو ﷺ الذي يدعوهم إلى الحق، وهو الذي يعلمهم كتاب الله.

ثم مضت الأمة والشباب عمادها، فقد كان في مجلس عمر من الشباب ابن عباس، وغيره.

كان يبتغي حدة عقول الشباب، وقد تنقدح في أذهانهم من الأفكار ما لا ينقدح في أذهان الشيوخ، ولكن عمر - جمع إليه حكمة الشيوخ، وحماسة الشباب.

هؤلاء فتحوا البلاد والعباد، ووجدنا محمد بن القاسم الثقفي وغيره من الشباب الذين ضربوا الأمثلة الرائعة في البطولات والفتوحات، وعلى ذلك مدة طويلة في الأمة لنجد الشباب بعد ذلك ولله الحمد لا زالوا في عطاء وخير، لا زالوا تملأ بهم المساجد، والدروس، والدورات الشرعية، والاعتكاف، وصلاة والتراويح، والإقبال على أنشطة الخير، والحمد لله.

ونريد المزيد ولا شك، ولا بد أن يبقى الشباب في الأمة أصحاب علم كما كان علي ، كما كان ابن عباس -رضي الله عنهما-، وكما كان معاذ ، شباب لكن علماء، العلماء الشباب، ونحن نعرف كيف كان شيخ الإسلام وقبله الإمام الشافعي، والإمام أحمد، وغيرهم، كانوا يفتون في سن الشباب.

نحن نعرف حفاظ هذه الأمة كيف حفظوا القرآن والحديث وهم شباب، شباب صغار، بعضهم ما خط شاربه بعد.

ونريد أن يبقى عنصر العلم الشرعي موجوداً يتدفق مرافقاً للشباب، فإن فقدان هذا العنصرأمر في غاية الخطر، وكم يتمنى أعداء الإسلام اليوم شباباً جهلة، عندهم حماس، لكن ما عندهم علم، ولذلك يتورطون في أمور كثيرة من الإلحاد إلى العبث في دماء المسلمين، مروراً بالمعاصي، والشهوات المحرمة، والمخدرات، وغير ذلك من الأشياء التي أعدها الأعداء لاغتيال الشباب.

لا يشترط أن يكون الاغتيال قتلاً، فاغتيال سن الشباب أن يذهب فوره وبهجته وضوؤه، يذهب في ماذا؟

أن يهدر في المحرمات، أن يهدر في السفاسف والترهات.

قيام الشباب بالحجة ومقارعة الملاحدة

00:21:16

أيها الإخوة: نحن الآن في هذا الوقت العصيب نحتاج فعلاً أن يعرف الشباب ما هو المنهج الصحيح؟ أن يعرف الشباب ما هي العقيدة الصحيحة؟ أن يعرف الشباب كيف يكون المنطلق من التوحيد؟ أن يعرف الشباب من أين يبدؤون في طلب العلم، وفي الدعوة إلى الله ؟

وقد رأينا نماذج من الشباب القائمين لله بالحجة، الذين قارعوا الملاحدة في هذا الزمان وغلبوهم، ولما قام أحد هؤلاء يقول: متى تلقي المرأة خيمتها السوداء وتقوم بالغناء والتمثيل على المسرح وفي السينما والأولمبياد تمثل؟

قام ذلك الشاب يقول لهذا المتكلم وكان من الدكاترة: عندي سؤال يا دكتور، فقال: وما هو؟ فقال: أأنتم أعلم أم الله؟ ففوجئ الدكتور بذلك السؤال، وكان عليه وقع الصاعقة ولم يستطع بالرغم من وقاحته أن يقول: أنا أعلم من الله، فاضطر أن يقول: بل أكيد الله أعلم منا، فقال ذلك الشاب وهو في العشرين من عمره: فإذا قال الله في كتابه: وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى  [الأحزاب: 33]، وقال الله: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ [النور: 31]، وقال الله: وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ  [النور: 31]، وقال الله: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب: 32]، وقال الله: وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ  [النــور: 31]، وأنت تقول: تسفر، وتلقي الحجاب، وتظهر بالزينة، وتتبرج، وتخضع بالقول، وتضرب برجليها، رقصاً، وتمثيلاً، وغناءً، ورياضة أمام الناس، نسمع كلامك أم كلام الله؟ فبهت.

أيها الإخوة: لا أحسن من كلام من البينة على مذهب إبراهيم بالحجة ومعه الآيات والأحاديث، معه الأدلة.

إذا كان النبي ﷺ من عنايته بالشباب أنه يؤسس فيهم أمور العقيدة ويقول:  يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك  من أولها، احفظ الله في أمره، احفظ الله في نهيه فلا تنتهك النهي، احفظ الله في حدوده، احفظ الله في لسانك وفرجك، احفظ الله في أحكامه،  احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك  الحديث..[رواه الترمذي: 2516، وأحمد: 2763، وقال الألباني: "صحيح" كما في صحيح الترغيب والترهيب: 5302].

هذا الكلام كان يخرج أشخاصاً، كان هذا الكلام يخرج شباباً على العقيدة الصحيحة، على التوحيد، يقاومون الشرك، ولذلك لما سمع الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- عند القبر النبوي شيخه محمد حياة السندي، يقول عن أناس رآهم يتمسحون ويستشفعون ويطلبون عند القبر في ذلك الوقت، قال: إن هؤلاء متبر ما رآهم فيه وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الأعراف: 139] انبعث الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- من كلمة شيخه إلى تأليف كتاب التوحيد الذي كان عماد الدعوة إلى الله، وكتاب التوحيد عبارة عن آيات وأحاديث جمعها في أبواب التوحيد التي رأى أن الناس قد ضعفت لديهم، وخفيت لديهم، وغابت عنهم وخالفوها، وهذا هو التجديد أن تعمد إلى ما خفي عن الناس من الأحكام فتظهره وتعيده.

استغلال عاطفة الشباب

00:26:29

لما يقول: يا معاذ، والله إني لأحبك  معاذ شاب، الشباب يحتاجون إلى عاطفة، العاطفة عندهم متوقدة، مخاطبة عاطفة الشباب في غاية الأهمية، الشباب ليس عقلاً فقط، الشباب عقل وعاطفة، تأمل معي مطلع الحديث: يا معاذ والله إني لأحبك  هل هذه عبارة علمية؟ هل هي عبارة عن معلومات؟ لا، هذه عبارة عاطفية، هذه عبارة وجدانية، هذه عبارة مشاعر وأحاسيس، هذا يبين له ما في نفسه تجاهه، يقول: يا معاذ والله إني لأحبك  هذا المفتاح، هل رأيت كيف يقبل الشباب الكلام؟  والله إني لأحبك  هذا هو المفتاح.

 أوصيك يا معاذ: لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك [رواه أبو داد: 1522، وأحمد: 22119، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح: 949].

هذا الحديث بالمناسبة من الأحاديث التي تتلقى بالمسلسل، المسلسل بالمحبة وقد أخذته الحديث هذا عن شيخنا عبد الله بن عقيل مسلسلاً بالمحبة، كل شيخ يقول للتلميذ:  والله إني لأحبك، لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة  نقرأ على شيخ السند كاملاً، ثم نقف فيقول الشيخ للتلميذ: والله إني لأحبك لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكر وحسن عبادتك  مسلسلة بالمحبة، لكن أولها كانت إظهار محبة لشاب. العناية بإيمانيات الشباب، ألا تراه قال في الحديث: لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .

إذاً هذه أذكار، هذه أمور إيمانية، ما أحوج الشباب إلى ذلك.

لما تلقاهم في المدينة، وعلمهم، وقال الصحابي: "ونحن شببة متقاربون" يعني في السن، ما أجمل الرحلة في طلب العلم من الشباب، متقاربون في السن خرجوا يطلبون العلم عند رسول الله ﷺ، عبروا الفيافي، وقطعوا البوادي، ووصلوا المدينة ليسمعوا منه ﷺ، مكثوا عنده، فلما رأى أنهم قد اشتاقوا إلى أهليهم ما حبسهم عنده، سألهم: من تركوا خلفهم من أهليهم؟ إنه إشعار الشاب بمسؤوليته نحو أهله، من تركت خلفك؟ من عندك من أهلك؟ من في بيتك؟ يعني بالعبارة بالكلام الآخر: أنت مسؤول عمن؟ فأخبروه: كل واحد ماذا ترك، من ترك من أهله، قال:   ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم، وعلموهم، ومروهم، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ثم ليؤمكم أكبركم [رواه البخاري: 6008، ومسلم: 674] لماذا يؤمكم أكبركم؟ لأنهم جاؤوا معاً، فعلمهم واحد، فلا يقال: أحفظهم لكتاب الله يؤمهم؛ لأنهم جاؤوا في وقت واحد، فحفظوا من القرآن والسنة ما حفظوا في ذات الرحلة العلمية التي اشتركوا فيها جميعاً. والنبي ﷺ لما كان يرى الشباب أمامه يعرف هذا يبدع في ماذا، وهذا يجيد ماذا، ولذلك لما رأى أمامه شاباً عنده شغف، وولع، ونهمة في تعلم المفردات، هذا إذاً يصلح لتعلم اللغات، هذا عنده حافظة، وفهم، وسرعة استيعاب، هذا يصلح أن يتعلم لغة يهود ليترجم للنبي ﷺ؛ لأنه قال: يا زيد تعلم لي كتاب يهود فإني والله ما آمن يهود على كتابي  [رواه أحمد: 21618، وقال محققو المسند: "إسناده حسن"] يحذفون، يضيفون، يغيرون، يبدلون، قال: فتعلمت كتابهم، تعلم اللغة، لاحظ قراءة، وكتابة، ما مرت بي خمس عشرة ليلة حتى حذقته، قال: وكنت أقرأ له كتبهم إذا كتبوا إليه وأجيب عنه إذا كتبه، أكتب له الجواب، أكتب عنه الجواب وأرسل إليهم، خمسة عشر يوم، ومثل ذلك تعلم السريانية بعد العبرانية، وتعلم قيل لسان الحبشة أيضاً، وتعلم من مارية لغة المقوقس.

رعاية النبي -صلى الله عليه وسلم- للحاجات الشخصية للشباب

00:32:30

كان النبي ﷺ يراعي الحاجات الشخصية للشاب، ويقول لجابر:  فهلا تزوجت بكراً تضاحكك وتضاحكها، وتلاعبك وتلاعبها  [رواه مسلم: 715] هذا قضاء الوطر أمر عظيم عند الشباب لكن يحتاج إلى باب حلال، فقال: هلا بكراً  فهو يتمنى لهذا الشاب أن يستمتع بحياته، لم لا؟ أليس بالحلال؟  هلا بكراً ؟ أليس بالحلال؟ هذه المراعاة، وقلنا: إن النبي ﷺ زوج أشخاصاً وشفع لهم ﷺ، وبسببه تزوجوا.

إذًا، هذه مراعاة، أن هذا تتأجج في نفسه الشهوة فلا بد من قضاء الوطر، فإذاً السعي لذلك، والنبي ﷺ لما أرسل جليبيباً إلى تلك العائلة من الأنصار، والجارية، البنت عندهم فهمت الرسالة تماماً، مع أن جليبيباً كان دميماً ، ولكن كان مؤمناً، البنت فهمت الرسالة النبوية وتجاوزت عائق الشكل، وهذه قضية كبيرة عند الفتاة الشابة، أن تتجاوز عائق الشكل من أجل المضمون والجوهر، فلما أبدى أهلها بعض الامتعاض، والتردد، وكادوا أن يرفضوا لأن جليبيباً فقير، وأيضاً ليس جميل الخلقة.

قالت الشابة التي فهمت الميزان الشرعي، وفهم الموازين الشرعية أمر عظيم: أتريدون أن تردوا على رسول الله ﷺ أمره، إن كان قد رضي لكم فأنكحوه؟ هي تقول الشابة: فأنكحوه [رواه أحمد: 12393، وقال محققو المسند: "إسناده صحيح على شرط الشيخين"].

وحتى النبي ﷺ لما أشار على تلك الشابة أن تنكح أسامة بن زيد، أسامة بن زيد كان أسود مثل الفحم، وأبوه زيد بن حارثة أبيض مثل القطن، حتى طعن المنافقون في نسبة هذا من هذا، فجاء مجزز المدلجي الخبير بالقيافة، القائف الماهر، وقصاص الأثر، والذي يعرف النسب والشبه، ودخل على النبي ﷺ ورأى أربعة أقدام خارجة من اللحاف: أسامة وأبوه زيد نائمين قد تغطيا بغطاء، وظهرت أقدامهما الأربعة، ثنتان في غاية السواد، وثنتان في غاية البياض، فنظر مجزز نظرة الفاحص الخبير، فقال بدون ما أحد يسأله: إن هذه الأقدام بعضها من بعض. فما أشد فرح النبي ﷺ بهذه الشهادة من الخبير التي أسكتت مطاعن المنافقين؛ لأنهم كانوا يعلمون محبة النبي ﷺ لزيد وابنه، ولأسامة وأبيه، فدخل على عائشة وجهه يتهلل: أما سمعتِ ما قال مجززٌ المدلجي آنفاً؟  [رواه البخاري: 6770، ومسلم: ومسلم: 1459].

وكان ﷺ يدافع -كما قلنا- ولما قال عن أسامة: إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله   ماذا قال؟ وأيم الله لقد كان خليقاً للإمارة، وإن كان أبوه لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده  [رواه البخاري: 3730، ومسلم: 2426].

وهكذا واسى أسامة وقد قتل أبوه زيد في معركة مؤتة، وكان أسامة قائداً من بعد أبيه القائد.

اجتيال شياطين الإلحاد والعلمنة للشباب

00:36:46

أيها الإخوة: عندما نرى هذه النماذج نتطلع اليوم إلى شبابنا في هذه الأيام، ونقول: ما هو الفرق؟ وماذا ينقص؟ ما الذي حدث؟

اجتالت كثيرا ًمن الشباب أيادي الغدر من أهل الإلحاد، والعلمنة، والنفاق، وأهل الغلو.

والغلو اليوم مبرمج من أعداء الله ليس غلواً عفوياً، وهذا من الفوارق الكبيرة ربما بين الغلو في هذا الزمان والغلو في زمن علي ، الغلو في زمن علي نبتت نابتة، هكذا نبتت نابتة، وكان جدهم ذو الخويصرة في عهد النبي ﷺ، هذه العقلية عقلية الغلو، والتسرع في الحكم، واستباحة الدماء والأموال، وعدم الفقه، والجهل، وتركيب لبوس ديني على كل هذه الأشياء.

هذا الموضوع نبت أيام النبي ﷺ بدأ في شخصية ذي الخويصرة، ثم تأججت فتنته في عهد علي فقاتلهم فاجتثهم، وظهر بعد ذلك، لكن الآن أعداء الله هم الذين يظهرونه، وهم الذين يدعمونه، وهم الذين يؤيدونه.

الآن الشباب في حيرة، كثير منهم في قضية الإلحاد، الذي حصل أن هناك انفتاحات، وهناك أبواب فتنة وشر قد فتحت، الشباب يحبون التقنية، أليس كذلك؟ الشباب يحبون الأشياء الجديدة، أليس كذلك؟ الشباب يحبون الأجهزة، أليس كذلك؟ الشباب يحبون التطوير، يحبون القفزات، يحبون السرعة، يحبون الدقة، يحبون الجمال الشكلي، هذه أجهزة فيها حيوية، فيها سرعة، فيها دقة، فيها جمال، فيها تصاميم، فيها أنميشن، فيها أشياء تأخذ بالأبصار، وتخطف الألباب، هذه الأجهزة اليوم سواء كانت قنوات، شاشات، من جميع أنواع الشاشات، دعونا نقول: فتنة الشاشات؛ لأنها سواء كانت تلفزيون وقناة، وسواء كانت جوال بشاشته أو كانت حاسوباً، أو جهازاً كفياً، أو لوحياً، فإنها في النهاية شاشات.

والدمج الآن بين هذه الأجهزة صار واضحاً، ويجتمع التلفزيون إلى الحاسوب إلى الجوال، الهيمنة للجوال، الدراسات تقول بأن أكثر الناس الذين يحملون تطبيقات أو يتصفحون مواقع أو.. أو... إلخ، يستعملون شاشة الجوال، نصف سكان العالم لديهم جوالات، وربع سكان العالم لديهم إنترنت، لكن القضية صارت الآن واضحة، الجوال أخطر جهاز وهو الذي يكون معك في كل مكان، هذا الجوال، أو هذه الشاشة اليوم في جميع أشكالها وأنواعها صارت فتنة ولا شك، وصار الشباب يحتاجون إلى العودة إلى الأصول والجذور: لماذا خلقنا الله؟ لعبادته: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56] أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، هذا حق الله على العباد،  فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا  [الكهف: 110] لا بد من العودة بالشباب إلى الأصول، لماذا خلقنا الله؟ لأننا الآن صرنا نرى إضاعات للأوقات والأعمار، وعمل أشياء كثيرة جداً، واضح من المستعملين للأجهزة أنهم غابت عنهم حقيقة: لماذا خلقنا الله؟ يجب أن نعمر أوقاتنا بماذا؟ يجب أن نصرف أعمارنا في ماذا؟ عندما سيسألنا الله يوم القيامة عن العمر فيما أفنيناه؟ وعن الشباب فيما أبليناه؟ وهذه الصحة، وهذا المال، وهذا الوقت، فماذا سنجيب؟

الشباب يحبون المستجدات حتى من الأفكار، انظروا لما غزتنا قضية الوثنيات الشرقية والمدسوس بعضها في البرمجة اللغوية العصبية، ودورات الطاقة والطاو، والماكرو، وقانون الجذب، والعلاج بالأحجار الكريمة، والعلاج بالأشكال الهرمية، وتأليه الطاقة، وتأليه العقل الباطن، وعقيدة الحلول والإلحاد، والاتحاد، وتأليه الذات، وقضية إنك أنت تستطيع أن تخلق فكرة قانون الجذب والطاقة وغيرها، أنك أنت إله في صورة بشر تستطيع أن تخلق وإذا اتحدت مع الطاو، أو الكلي أو الطاقة بالشكرات، وغيرها، فإنك تستطيع أن تجلب السعادة، وتشفي من المرض، وتجلب الثروة، وتنفي الفقر.

دخلنا في قضية العدوان على توحيد الربوبية؛ لأنه من يخلق؟ الله، من يشفي؟ الله، من يرزق؟ الله:  أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ  [الملك: 21]؟ من يحيي الموتى؟

ولذلك فإننا صرنا نرى ضحايا لهذه الأشياء التي تعرض اليوم باسم: دورات التنمية البشرية تارة، وتطوير الذات تارة، مع أنه يوجد دورات طيبة في كيفية اتخاذ القرار، والخطابة، يوجد دورات طيبة في عمل الميزانيات، يوجد دورات جيدة في أنواع الشخصيات، يوجد دورات جيدة نفسية، واجتماعية في التأهيل للزواج، التأهيل للوظيفة، كيف تقدم طلب وظيفة؟ كيف تكتب سيرة ذاتية؟ يوجد أشياء كثيرة مفيدة في موضوع كيف تطلب الرزق؟ وكيف تنمي شخصيتك حقيقة؟ هناك تنمية حقيقة للشخصية، وهناك تنمية باطلة، قائمة على الدجل والشعوذة العصرية.

والنبي ﷺ قال لنا: يأيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل  [رواه الإمام أحمد: 19606، وهو حديث صحيح].

نحن الآن نحتاج أن نوقظ في نفوس الشباب ميزان العلاقات على أي شيء أنت تبني علاقاتك وتختار أصدقاءك؟ لماذا؟

لأنه هو ممكن يصادق عبر الألعاب الحديثة أشخاصاً في الأرجنتين، والبرازيل، وفنزويلا، وجنوب أفريقيا، وأوروبا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وأقاصي الارض، من خلال الألعاب.

الآن أهل الأهواء يبثون بدعهم الباطنية، -يا إخوان- الباطنية بجميع أفرعها، وكذلك هؤلاء المنحرفة من المتصوفة وغيرهم أعداء الإسلام يقودونهم الآن، الآن فاتحين على المسلمبن جبهة خطيرة جداً في المذاهب الباطنية وهذه الطرق الشركية التي تغلف نفسها أحياناً بالتصوف. النتيجة ما هي؟

الهجوم والعدوان على أهل السنة، على المسلمين، على طريقة السلف، على منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه.

الآن لازم نتكلم عن المجالسة الإلكترونية، كنا من زمان نقول: لا تجالس صاحب زيغ فيزيغ قلبك، وننقل عن السلف، وأبو قلابة يقول: "لا تجالسوا أصحاب الأهواء فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم بعض ما تعرفون" كنا نقولها على المجالسة الحقيقة وليست الافتراضية.

الآن فيه مجالسات افتراضية، وفيه مجالسات إلكترونية تحدث الآن، وتبادل أفكار، هناك جمعيات، مجموعات على الشبكة تدعو للإلحاد، تستهدف الشباب، الملحدون العرب، وتصيد الشباب ليكونوا ملاحدة، تدخل أحياناً من باب حب الاستطلاع، تدخل أحياناً من باب نتناقش، لماذا ما نتناقش؟ ألست تحب الاطلاع على كل ما هو جديد؟ أليس عندك عقل؟ وهكذا..

لكن -يا إخواني- ليس العقل فقط هو المهم في المعركة، لا بد من العلم، العقل بدون علم يزيغ، العقل بدون علم ينحرف، كان فيه أذكياء في العالم أصحاب عقول لكن انحرفوا، الشباب الآن يتعرضون لانفتاحات، غزو باسم المناقشة، باسم المناظرة، باسم التعرف، في مواقع التواصل وغيرها، وبث الأفكار، فيه ناس جهزوا القوالب، فيه ناس جهزوا كَكَجِز لتنقل إلى الشباب، محتويات من أول مخطط لها، كيف تبدأ معه؟ وكيف تنتهي؟ وتمر مروراً بماذا؟ تروج لقضية العداوة للدين، لقضية إزاحة الدين من المشهد، المسألة قديمة، من ابن الراوندي الملحد هذا توفي عام 298 للهجرة.

الإلحاد في الأمة ليس جديداً، ابن الراوندي هذا قديم انتهى حاله إلى أنه ألف كتاباً يريد أن يدمغ فيه القرآن بزعمه، فدمغه الله.

الذهبي علق عليه قال: "لعن الله الذكاء بلا إيمان، ورضي الله عن البلادة مع التقوى" [سير أعلام النبلاء: 10/40] يعني إذا صارت المسألة إما هذا وإما هذا، فالبلادة مع التقوى خير من الذكاء بلا إيمان. ما أحسن الشباب إذا كان فيهم ذكاء وإيمان.

ما هو السبب في إلحاده؟

يقول الذهبي: كان يلازم الباطنية والملاحدة فإذا عوتب قال: إنما أريد أن أعرف أقولهم.

هذه مسألة مهمة لما كانوا يناقشوه يقولون: لماذا تتناقش مع هؤلاء؟

يقول: حب الاطلاع، أريد أن أعرف أقوالهم.

وبعد ذلك أعجبته أقوالهم، فتن بأقوالهم.

هل كل واحد إذا عرض عليه الباطل سيعرف أنه باطل؟ سيكتشف أنه باطل؟ سينفر منه؟ لن ينطلي عليه؟

لا.

بعض الملاحدة العرب كتب مقالات: لماذا أنا ملحد؟ وذكر فيها كيف ألحد؟

طبعاً كانت خاتمته جثة هامدة طافية على سطح البحر في حادثة انتحار ناجحة.

التمرد على الدين، والقيم والأخلاق الآن، يعني الآن، كأنها موضة.

صار بعض الشباب يقولون لبعض في مواقع التواصل: تتحدى، تتحدى إنك تسب الدين، تتحدى إنك تلعن والدك، تتحدى إنك تقول لوالدك عبارة كذا؟ هذا كلمة تتحدى الآن فتكت بكثير من الشباب، صغار، عشرة، إحدى عشر، اثنا عشر، أولى متوسط، ثاني متوسط، بعبارة تتحدى، هذه تتحدى فيها دغدغة للشباب، دغدغة، "تتحدى؟"، تتحدى إنك تسوي لوالدك كذا، تتحدى؟ ويروح يصور ويحط للشباب قبلت التحدي وعملتها، والله مصيبة.

لما تبدأ العملية بهذا النوع، ثم ترى واحد عمره مثلاً اثنا عشر سنة في عالم الألعاب يوجد عنده نصف مليون متابع، مليون متابع، اثنا عشر سنة، ثلاثة عشر سنة، مليون متابع، على ماذا؟ ماذا عنده؟ هل نحن في زمن؟ النبي ﷺ أخبر إنه في زمن سنوات خداعات، يصدق الكاذب، يكذب الصادق، يخون الأمين، يؤتمن الخائن، على ماذا؟ عدد الأتباع على ماذا؟

أخبرنا ﷺ بالنص في أشياء، الرجل التافه يتكلم في أمر العامة، رويبضة، ولذلك واحد يقول: أنت لا يرتفع ضغطك لو كان عندك دكتوراه في الاقتصاد، ووجدت واحداً يناقشك بطريقة غريبة لأنه يمكن يطلع في أولى متوسط، أنت ما تعرف من على الطرف الآخر، أما مسألة شبوكات وتشكيكات.

لماذا يعجب اليوم بعض الشباب ببعض الشخصيات على الشبكة وفي الحقيقة لو جيت تعرضها على الكتاب والسنة تخالف الكتاب والسنة في مسائل كثيرة جداً، وتجد أن ولاءه ومدحه لأعداء الله، وطعنه في صحابة رسول الله ﷺ، وهجومه على الصحيحين، وانتقاده لأئمة الإسلام الكبار، ما هذا؟

كيف الشباب يقبلون من واحد بهذه الصفة؟ هل هي مسألة: ملينا من مشايخنا القدامى خلاص، فنبغي شيء جديد؟ هل هو استعباد الجديد؟ عبادة الجديد أياً ما كان؟ قضية الخروج عن المألوفات، ما عاد فيه شيء اسمه عيب ولا حرام، هل هذا الآن صح؟ الشباب الآن، يعني البطولة ما يكون عنده شيء اسمه عيب أو حرام، ويتحدى أصحابه أنه يقول لأمه وأبيه كذا كذا، أو يظهر عورته في الشارع، أو يفعل ويصور ويحط على المواقع.

الجلسات المغلقة في المقاهي، فيه ناس قد أعدوا منصات لاصطياد الشباب، سواء اصطياد الشباب في الإلحاد، أو في المحرمات والدعارة، أو في قضية المذاهب المنحرفة، الباطنية ونحوها، أو في قضية الغلو واستباحة دماء المسلمين، هذه شغلة جديدة، يعني إنه بعض منصات أهل الغلو المبرمجة من قبل أعداء الله والمدعومة من قبلهم تصيد الآن أصحاب المخدرات لتورطهم في جرائم فيها استباحة دماء، يعني يوجد برمجة، والآن صارت القضية ما بين ارتكاب الجريمة، وما بين شخص قبل وما بعد ما تحتاج إلى وقت طويل، كأن البرمجة صار وقتها قصيراً، برمج ونفذ وبسرعة، هل صارت هذه المواقع، هذه الخدمات الجديدة لعنة على كثير من الشباب، ووبالاً؟ ما صارت خيراً؟ لم تستثمر كما ينبغي في طلب العلم، الاستفتاء، البحث عن الرفقة الطيبة، الإعانة على الطاعة والعبادة، الدعوة إلى الله، مناظرة غير المسلمين، الرد على أهل البدعة، والرد على الشبهات، نشر العلم بين المسلمين، صلة الرحم، وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ [الشعراء: 214]، مجموعات لحفظ القرآن، والسنة، والعلم.

نشأت مجموعات تخصصية ممتازة عند بعض الشباب، مجموعات خدمية تخدم الدين في الحقيقة، مثلاً تحاول إنقاذ الشباب الذين وقعوا في فخ الإلحاد، محاولة إنقاذ الشباب الذين وقعوا في فخ الغلو واستباحة الدماء، محاولة إنقاذ الشباب الذين وقعوا في براثن الفاحشة. الآن فتح قضية التعارف بين الجنسين بالطريقة الحاصلة، ومسألة استباحة العلاقات بين الجنسين، والله ذكرها بالنص: غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ [النساء: 25]، غير مسافحين ولا متخذين أخدان، لا اتخاذ أخدان، لا يتخذن ولا يتخذون الأخدان، من هو الخدن؟ هذا هو الصاحب أو الصديق، هذا الذي يسموه اليوم: الجيرل فريند، والبوي فريند، صار اليوم عندنا أعداد كبيرة من هؤلاء والواحد يعرف عشرة، ويعتبر إن هذه استمتاع، ويقول: فيها لذة، إني أنا أتواصل معها، أتفاهم معها، أتكلم معها، أعطيها مشاعري، تعطيني مشاعرها، طيب أنت ماشي في طريق تأجيج الشهوة، تريد أن تصل إلى ماذا؟ إلى الزواج؟ إذا كان الزواج عندك الحد الأعلى أربعة، أنت متعرف على عشرة لماذا؟ تريد تختار أربعة؟ ونكاد نجزم إنه إذا تزوج بعدين لن يتزوج ولا واحدة منهم، يقول: هؤلاء للتسلية، يمكن أنا مثل ما أنا أكلمها هي تكلم غيري، يعني يا للاكتشاف، طيب أنت لماذا تعرفت عليها أصلاً؟ وما هو الغرض من السير وراءها؟

وقاية الشباب من الانحراف

00:57:08

أيها الإخوة: مسألة الانفتاح بهذا الشكل العشوائي، ما في ضوابط، ما في قيود، مشكلة كبيرة جداً، نحن اليوم نعاني من شباب يتلقفون شباب ضد الأحكام الشرعية، وضد الحدود الشرعية، وضد الآيات، وضد الأحاديث الصحيحة، مدونات إلحادية، هذه مثلاً "العقول الحرة" "فري ماينتس" "العقول الحرة" اسم كذا جميل، جذاب للشباب، "العقول الحرة؟" أنا أريد أن أكون من أصحاب العقول الحرة، أيش عندهم أصحاب العقول الحرة؟ وهكذا..

ألم يقل النبي ﷺ:  «من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه، مما يبعث به من الشبهات ؟ [رواه أبو داود: 4319، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح: 5488] ألم يقل ﷺ هذا؟ ألم يقل: ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه ؟[رواه أحمد: 17634، وقال محققو المسند: "حديث صحيح"].

ما أخبرنا عن أبواب عليها ستور مرخاة، على سورين، السوران حدود الله، والأبواب المفتحة محارم الله، والداعي الذي يقول: ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه. هذا الداعي فوق الصراط، وواعظ الله في قلب كل مسلم.

كتاب الله واعظ الله في قلب كل مسلم، عندنا أمران مذكوران في الأحاديث: واعظ الله في قلب كل مسلم، وكتاب الله.

الشباب الذين نريد

00:58:59

يا شباب: نريد أن نعود، إذا رجعنا للأصل، شباب الأمة ماذا كانوا يفعلون؟ نريد منكم أن تقرئوا الأمة القرآن، قال ﷺ: استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود فبدأ به، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل  [رواه البخاري: 3758، ومسلم: 2464] شباب.

كذلك نريد منكم إقامة الصلاة في أهليكم، وحث أهليكم على الصلاة كما أمر ﷺ مالك بن الحويرث وأصحابه.

نريد منكم أن تقتفوا أثر مصعب بن عمير في الدعوة إلى الله، وأن تكون الدعوة همكم وشغلكم الشاغل.

نريد منكم أن تكونوا أصحاب حجة في العلم الشرعي، فإذا نازلتم أحداً من أصحاب الشبهات كسرتموهم وغلبتموهم، ولم تقعوا في الحيرة.

نريد منكم أن تكونوا كأبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل لما بعثهما إلى اليمن، واحد إلى اليمن الشمالي وواحد إلى اليمن الجنوبي، وهذا منصوص عليه في الحديث، لهذا اليمن ولهذا اليمن، وبعث عليا إلى اليمن قاضياً من اهتمامه ﷺ.

عتاب بن أسيد لما أمره على مكة كم كان عمره؟ 21 سنة -سبحان الله- الأمير كان الإمام، والقاضي، وخطيب الجمعة، والذي يحكم بين الناس، والذي يصلح بينهم.

أمير مكة، عتاب بن أسيد 21 سنة.

نريد منكم أن تسيروا على ما سار عليه حذيفة في تمييز الخير من الشر، كنت أسأل النبي ﷺ عن الشر مخافة أن يدركني، فكانوا يميزون الخير من الشر، ويعرفون الشر بعدما عرفوا الخير.

نريد شبابًا كأهل الصفة صيام في النهار، وقيام في الليل، وتلاوة قرآن بين ذلك، وعبادة لله ، ودعوة، وعلم، وذكر...

نريد إيجابية، نحن نعرف أن محمد بن القاسم فتح السند دون العشرين، ومحمد الفاتح فتح القسطنطينية وهو ابن اثنين وعشرين، لا تحقروا أسنانكم.

لقد أذن للشافعي في الإفتاء وهو ابن خمسة عشر عاماً.

لقد صنف البخاري -رحمه الله- كتابه: "التاريخ الكبير" وهو من الأعاجيب وعمره 18 سنة.

لقد تأمر عبد الرحمن الناصر صاحب الفتوحات الذي افتتح سبعين حصناً من أعظم الحصون وعمره 22 سنة، بويع بالخلافة في الأندلس فضبط الممالك.

لقد قرأ ابن تيمية القرآن، وتفقه، وناظر، واستدل دون البلوغ، واسلم على يده يهودي وابن تيمية عمره 11 سنة، وبرع في العلم، وأفتى، ودرس وهو دون العشرين، وصنف التصانيف.

لقد كان الشوكاني -رحمه الله- من علماء اليمن المتوفى سنة 1250 للهجرة ليس من بعيد يفتي في نحو العشرين من عمره.

الحافظ الحكمي ألف سلم الوصول وشرحه في معارج القبول وعمره 19 سنة.

نصرة الشباب للدين

01:02:45

الشباب يستطيعون أن يفعلوا أشياء كثيرة، مفيدة، هائلة، ضخمة، إيجابية، بناءة.

هؤلاء الشباب ينصرون دين الله، ويذبون عن الحرمات، ويدافعون عن الدين وأهله، ويستفتون العلماء، ويحملون عن العلماء علمهم فيبلغونه، ويبذلون التقنية لمن لا يحسن التقنية، بل إنهم ينشئون لأهل العلم المنصات التي يطلقون من خلالها علمهم، يأتون مجالس العلم، يداومون على السؤال، يدعون إلى الله -سبحانه وتعالى-، يعلمون ويتعلمون، في القراءة، لكن وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ [آل عمران: 79]، وفي قراءة: تَعْلَمُونَ الْكِتَابَ ، وفي قراءة:  تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ .

إذاً، تتعلم، وتَعلم، وتُعلم، قراءات في الآية.

الشباب عندهم استطاعة أن يكونوا في هذا الزمان، زمن الفتنة، نشأوا في طاعة الله، الله يعجب من الشاب الذي ليس له صبوة، يعني ما له في الشهوات المحرمة.

فيه قدوات صالحة والحمد لله، يوجد شباب عندهم حافظات رهيبة، يوجد من أبناء لقمان اليوم من هو مستعد أن يكون في التوحيد، والصلاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على ما أصابه، والأدب، وحسن الخلق، والمعاملة الطيبة ما يفعل الكثير.

يوجد شباب اهتدى آباؤهم على أيديهم، وأمهاتهم على أيديهم.

يوجد شباب أدخلوا فئة من الناس في دين الله، إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح بين فئتين عظيمتين من المسلمين [رواه البخاري: 2704].

إذاً، حلق القرآن تنتظركم، الدورات الشرعية تنتظركم، كتب العلم تنتظركم، لتفضوا أبكار أفكارها.

الكتابة، النشر الإلكتروني، البرمجة بأنواعها، اليوم شباب يحتسبون في بث الدروس؛ لأن عندهم خبرة في برامج النشر الصوتية والمرئية، فهم يساهمون فيما آتاهم الله -تعالى- به من العلم.

سليمان نموذج عظيم آتاه الله أنواعاً من القوة ليست موجودة في هذا الزمن: ريح، والجن، ويعملون له ما يشاء، والجنود، والطير، والدواب، في أي شيء استخدم سليمان الإمكانات الهائلة التي أعطاه الله إياها؟

خدمة الدين، حتى أتى ببلقيس وقومها من اليمن إلى الشام مسلمين:  قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ  [النمل: 38].

نسأل الله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وذهاب همومنا وغمومنا، وجلاء أحزاننا.

نسأل الله أن يعلمنا القرآن وأن يرزقنا تدبره.

نسأل الله أن يجعلنا ممن نصر بهم الدين، وأيد بهم شريعته، وأدخلهم جنته، وغفر لهم، وأعتقهم من ناره.

أيها الإخوة: كان لقاءً طيباً في هذا البيت من بيوت الله ، نسأل الله أن يعيد ذلك علينا، ونسأله سبحانه أن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وأن يثبت أقدامنا، نسأله أن يحفظنا في بلدنا هذا وبلاد المسلمين، وأن يجعل إيماننا وأمننا بخير وعافية.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.