إن الله قد خلق عباده حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم [رواه مسلم: 2865 بمعناه].
فالأصل في هذه البشرية التوحيد؛ كما قال ابن عباس -رضي الله عنهما- فيما ورد في صحيح الإمام البخاري -رحمه الله-: "كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام".
وقد بعث الله محمداً بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، بعثه بالتوحيد وبدين الإسلام، فكان خاتم الأديان كما أنه ﷺ خاتم الأنبياء، وكان فيما أنزل عليه قول الله : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ [الأنعام: 153].
وقال ﷺ: قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك [رواه ابن ماجه: 43، وأحمد: 17142، وقال محققو المسند: "حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد حسن"].
وأخبرنا بأنه لا تقبل من الإنسان أي محدث يحدثه في الدين لا يقبل منه إحداث في الدين، فقال ﷺ: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد [رواه البخاري: 2697، ومسلم: 1718].
وأخبرنا بأننا سنقتفي أثر الأمم من قبلنا، فكما أنهم افترقوا على إحدى وسبعين فرقة واثنتين وسبعين فرقة، فستفترق هذه الأمة كذلك على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة [رواه أبو داود: 4597 وابن ماجه: 3992 بمعناه وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 51].
ونحن إذا نظرنا إلى واقعنا اليوم لنجدن انطباق إخباره ﷺ في الواقع أمراً محققاً.
ونجد في الواقع من الأديان والمذاهب والفرق ما لا حصر له ولا عد.
الفرق بين الدين والمذهب والفرقة
ويجب على المسلم أن يفرق بين الدين والمذهب والفرقة.
فالأديان ما يدان به وما يعتقده الإنسان.
والدين عند الله هو الإسلام: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ [آل عمران: 85].
وقد أكمل الله لنا الدين وأتم علينا النعمة، فليس لأحد أن يزيد.
والمذاهب هي الطريقة التي يذهب إليها الإنسان، وقد تكون في أمر كلي أو في مسائل معينة، قد تكون في قضايا حياتية.
أما الدين فلا يكون إلا في الأمور الشرعية.
فالدين إذاً أشمل من المذهب.
وأما الفرق التي افترقت عليها هذه الأمة كما أخبر النبي ﷺ لحكم يريدها الله ؛ ومنها: تمحيص أهل السنة من غيرهم.
تمحيص أهل الإيمان من غيرهم.
تمحيص أهل العقيدة الصحيحة الصافية من غيرهم.
تمحيصهم من المبتدعة ومن الكفرة والملاحدة والمنحرفين.
تمحيص الذين يتمسكون بالدين من المتفلتين الذين يتبعون كل ناعق.
فشاء الله بحكمته أن تفترق هذه الأمة.
فالفرقة الحق الوحيدة الناجية هي التي على مثل ما كان عليه نبي الله ﷺ وأصحابه.
أصناف الناس من حيث الحق والباطل
أما بالنسبة لما هو موجود الآن من الأديان والمذاهب، فإن الناس فيه على أنواع، فنجد:
أولاً: المسلم المتمسك بدينه المعتصم بكتاب الله وسنة النبي ﷺ، هؤلاء هم الفرقة الناجية القائمة الموجودة إلى قيام الساعة، لا تنقطع إلا قبيل قيام الساعة بقليل، عندما يقبض الله أرواح المؤمنين فلا يبقى فائدة للمصاحف، فيسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى منه آية في المصاحف ولا في الصدور، ولا تبقى هناك فائدة لوجود الكعبة فيبعث الله ويأذن بخروج ذو السويقتين من الحبشة فيخرب الكعبة ويهدمها حجراً حجراً.
الصنف الثاني: المنتسبون للإسلام الذين يدعون الانتساب إلى الإسلام، لكن منهم من هو على ضلال وبدعة، ومنهم من هو على كفر خارج يخرج به عن الدين.
ومن أمثلة أهل البدع: الصوفية على اختلاف مراتبهم إلى أن يدخلوا في الكفر؛ لأن منهم من عنده تشدد ورهبانية فهو مبتدع، أو أذكار مبتدعة، ومنهم من عنده إيمان بوحدة الوجود وعقيدة الحلول والاتحاد، فهؤلاء كفرة خارجون عن ملة الإسلام.
ويدخل في الفرق المنتمية للإسلام الخارجة عنه ينتسبون إليه بالاسم يقولون: نحن مسلمون لكنهم خارجون عن الإسلام طوائف مثل الفرق الباطنية بأنواعها والإسماعيلية والقبوريين عباد القبور، ونحو ذلك.
الصنف الثالث: أتباع الديانات الضالة سواء من كان منهم من أهل الكتاب كاليهود والنصارى الكتابيون الذين دخلت كتبهم التحريف وشرائعهم النسخ.
وإما أن يكونوا وثنيين يتبعون ديناً مبتدعاً يقوم في أصله على الشرك والوثنية؛ مثل البراهمة والبوذيين والمجوس، وأكثر الفلاسفة.
وهذا النوع طبعاً لا شك أنه كافر صريح الكفر.
الصنف الرابع: الملاحدة الذين لا دين لهم مطلقاً، ولا يتبعون أي مذهب من هذه المذاهب الدينية سواء كانت كفراً أو بدعاً أو غيرها، ما يتبعون ولا دين مثل الدهريين والفلاسفة والشيوعيين الذين لا يؤمنون بالدين أصلاً، وهناك بعض العلمانيين هؤلاء كفار ملاحدة.
وبعض الناس يعتقد أن البشرية كانت تؤمن بتعدد الآلهة ثم ارتقت شيئاً فشيئاً حتى صار أمرها إلى التوحيد، لكن هذه الفكرة الخاطئة الآثمة ليست من الشريعة في شيء، فقد بينا بقوله ﷺ عن الله تبارك وتعالى أنه قال: وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم [رواه مسلم: 2865].
ما يبين أن هذا من تخرصات الخراصين الذين يقولون: إن البشرية تطورت ولو قال به بعضهم مثل العقاد وغيره لكن هذا مثل فارغ ومناقض لما جاءت به هذه الشريعة.
والله خلق آدم على التوحيد وأولاده كانوا على التوحيد إلى عشرة قرون ثم طرأ عليهم الشرك في قوم نوح، وجاءهم نوح نذير من رب العالمين.
وينبغي على المسلم أن يعرف الفرق الموجودة المعاصرة خصوصاً منها، وبعض الجذور التاريخية والأشياء الأساسية في عقائدهم ومذاهبهم من باب معرفة الشر لتوقيه، ومعرفة كيف انحرفت البشرية في مذاهب شتى.
ويعرف أيضا الرد عليهم، وهذا مهم فإن بعض الناس قد يعرف القول في عقيدة الفرقة أو الطائفة لكن لا يعرف كيف يرد عليها، وهذا من الضعف والسلبية التي يمكن أن تكون موجودة في شخصيات كثيرة من المنتسبين إلى التوحيد في هذا الزمان.
وفي هذا الدرس كنا بين أمرين: إما أن نأخذ طائفة أو فرقة معينة فنتوسع فيها وفي بحثها، أو أننا نلقي نظرة شاملة على أهم الفرق الموجودة الآن في هذا العصر، مع أمور مبسطة من عقائدهم ومذاهبهم فيما يؤمنون به ويعتقدون.
فلعل الأنسب هو الثاني على أن يتبعه بعد ذلك في المستقبل -إن شاء الله-.
متى يكون؟
الله أعلم، كلام مفصل عن بعض الفرق بالتفصيل.
والآن نظرة شمولية عامة يمكن أن كثيراً من الإخوان يعلمون ما سنذكره لكن يكون لهم من باب المراجعة، والذي لا يعلم بعض هذه التفاصيل يعرفها ويتعرف عليها الآن.
اليهودية
لا شك أن من أكبر الأديان الموجودة الآن في هذا العالم: أهل الكتابين (اليهود والنصارى).
واليهودية هي الملة التي يدين بها اليهود، وهم أمة موسى ، وسموا باليهود قيل: نسبة إلى يهوذا بن يعقوب أحد أولاد يعقوب، اسمه "يهوذا"، وينتمي إليه بنو إسرائيل الذين بعث فيهم موسى، والعرب قلبت الذال دالا، فصارت تقول: "يهود"، بدل من "يهوذ".
وقيل: إنها مشتقة من هاد يهود؛ لأنهم تابوا بعد اتخاذهم العجل فقالوا: إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ [الأعراف: 156] فسموا هودا؛ لأنهم تابوا، ثم حولت إلى يهود.
وكان اليهود أيام موسى يعرفون ببني إسرائيل ثم أطلق عليهم يهود بعد ذلك، فتسمية بني إسرائيل سابقة على تسميتهم باليهود.
والمسلمون كانوا يحذفون الألف واللام عمداً فيقولون: جاءت يهود، وقالت يهود، احتقاراً لهم.
وهذا موجود في النصوص الشرعية تحقيراً لليهود، يحذفون الألف واللام، فهم نكرة في الاعتقاد، ونكرة فيما يعملونه من المنكرات.
والقرآن الكريم فيه ذكر بني إسرائيل، ولا شك أن إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السلام-، لا شك أن إسرائيل هو لقب ليعقوب ، يعقوب أبو يوسف كان يلقب بإسرائيل، وبنو إسرائيل هم ذريته؛ لأن هؤلاء الأسباط الذين هم أولاد يعقوب هم الذين انحدر منهم بنو إسرائيل فتسموا باليهود في العصور المتأخرة.
فإذاً، بنو إسرائيل إشارة إلى اسمهم ونسبهم وتاريخهم القديم، خصوصاً الذين كانوا مع موسى.
أما اليهود فهو الاسم المتأخر خصوصاً بعد ظهور عيسى ، وتميز اليهود عن النصارى فأطلق عليهم اليهود، وإلا فإن الذين تبعوا عيسى هم من بني إسرائيل، فتمييزاً لهؤلاء على هؤلاء، قيل أيضاً: هؤلاء اليهود، وهؤلاء النصارى.
وعلى أية حال: اليهود اسم أشمل من بني إسرائيل؛ لأن اليهودي كل من اتبع الديانة اليهودية سواء كانوا من بني إسرائيل أو من غير بني إسرائيل.
أما بنو إسرائيل فهي تسمية خاصة بمن انحدر من أولاد يعقوب وذرية يعقوب ونسل يعقوب .
ولعلها نعمة أن اليهود يؤمنون بعدم الدعوة إلى مذهبهم؛ لأنهم يعتبرون أن اليهودية هذا حسد من عند أنفسهم، يعني اليهودية ليست إلا لليهود.
وبالتالي يقولون: نحن شعب الله المختار، ولا يصلح أن يدخل غيرنا من الأميين في عقيدتنا، نحن الشعب المختار، فلذلك لا يبشرون بديانتهم كما يبشر النصارى، وكانت عقيدة اليهود ولا شك على عهد موسى هي التوحيد كما هو دين سائر الأنبياء.
ولما أخرجهم موسى من مصر وأهلك الله فرعون لا شك تمت النعمة لبني إسرائيل: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ [الأعراف: 137] فجاءتهم النعمة، جاءهم الدين، وجاءتهم الرسالة، وجاءهم الملك أيضاً: بِمَا صَبَرُواْ مع موسى في مصر في اضطهاد فرعون وقومه، والله أعقبهم أنه أعطاهم الملك وأعطاهم النعمة وأهمها ولا شك وهي نعمة الدين، ثم طرأ الانحراف على بني إسرائيل، متى طرأ الانحراف على بني إسرائيل؟ في عهد موسى ، ويكاد يكون أول انحراف لهم قولهم لموسى: أَرِنَا اللّهَ جَهْرَةً [النساء: 153] هذه بداية الانحراف، وبعد ذلك تبعته انحرافات أخرى لما عصوا موسى لما قال لهم: ننزل الأرض المقدسة ونقاتل من فيها والله وعدنا بالنصر فقالوا: فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة: 24].
وبعد ذلك لما مات موسى اتخذوا عزيراً ابناً لله، وقالوا نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ [المائدة: 18].
وبدلوا أحكام الشريعة المنزلة على موسى، وحرفوا نصوص التوراة، وقدسوا آراء أحبارهم المتمثلة في التلمود، وهو شرح للتوراة، فيه اجتهادات أحبارهم ورهبانهم الذين أحلوا الحرام، وحرموا الحلال، ولذلك قال الله -تعالى- فيهم وفي النصارى: اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ [التوبة: 31].
وأما عقيدة اليهود فهي فاسدة ولا شك خصوصاً عندما أشركوا مع الله في العبادة ابتداء من العجل الذي اتخذوه إلهاً، وصنعوه تمثالاً، وهم يعلمون أنه لا يضر ولا ينفع: أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا [طـه: 89].
وكذلك من إشراكهم في العبادة: أنهم اتخذوا الأحبار والرهبان، وقدسوا الصالحين، وبنوا على القبور، وذلك قال النبي ﷺ في آخر وصية للأمة وهو على فراش الموت: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد [رواه البخاري: 435 ومسلم: 531] يحذر هذه الأمة من صنعهم.
ولكن هذه الأمة وقعت في الشرك وجعلت الأضرحة والقباب على القبور، وبنوا عليها المساجد، وبنوا على ما شاؤوا من أضرحة، مشركين بالله .
ولا شك أن من أعظم كفر اليهود هو زعمهم: أن الله له ولد: وقالت اليهود: عزير ابن الله، وقالوا أيضا: إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء [آل عمران: 181].
وقالوا: يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ [المائدة: 64].
وقالوا أيضاً: إن الله لما خلق السموات والأرض تعب فاستراح يوم السبت، خلقها في ستة أيام واستراح يوم السبت، -تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا-: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ [ق: 38].
ولو شاء أن يخلقها بكلمة "كن" لخلقها، لكن الله شاء أن يخلق السماوات والأرض في ستة أيام، والله يفعل ما يشاء: لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء: 23].
وكذلك فإنهم أيضا فسدوا في عقيدتهم من جهة النبوة والأنبياء، فيرون أنه لا يستحق النبوة إلا من يكون منهم، و كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ [المائدة: 70].
وكذلك في الملائكة يعتقدون أن جبريل وميكائيل من أعدائهم، فقال الله: مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ [البقرة: 98] فكفرهم رب العزة بهذا الاعتقاد.
وكذلك هم الذين يزعمون أنه لن يدخل الجنة إلا اليهود، وقالوا: مهما فسق اليهودي وعمل فإنه لا يدخل النار إلا أياماً معدودات ثم يدخل الجنة، وفي ذلك قال الله : وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [البقرة: 111].
هؤلاء قالوا: لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً [البقرة: 80] أتخذتم عند الله عهداً؟
ولا شك أن انحرافات اليهود كثيرة، وكانت سيرتهم مع موسى سيرة سيئة جداً، فيها وضوح لالتواءاتهم وانحرافاتهم.
والله عاقبهم بعد أن رفضوا دخول الأرض المقدسة في أرض التيه أربعين سنة قيل: إنهم كانوا يخرجون في الصباح فلا يأتي عليهم آخر النهار إلا ويجدون أنفسهم في نفس المكان الذي بدأوا منه: أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ [المائدة: 26].
وحصلت لهم في هذه المحنة قصة البقرة وقصة قارون، ولكن لا معتبر مهما حصل.
وبعد موسى لا شك أنهم أفسدوا في الأرض وقتلوا الأنبياء.
ولما بعث الله فيهم عيسى ليخفف عليهم ويضع عنهم بعض الأصر لكنهم كفروا به ولم يؤمن به من بني إسرائيل إلا طائفة قليلة فتابعوهم اليهود قتلاً وتشريداً ومطاردة وإيذاء، بل إنهم عزموا على قتل عيسى لكن الله نجاه وألقى شبه عيسى على واحد من الناس فأخذه اليهود وقتلوه، وزعموا أنهم قتلوا المسيح ابن مريم: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ [النساء: 157].
ثم اليهود عمدوا إلى محاولة تحريف الإنجيل فنجحوا في ذلك نجاحاً عظيماً، وأخذوا يعيثون في الأرض فساداً حتى حقدت عليهم الأمم والشعوب، ففرقهم الله في الأمصار والبلدان، وجعلهم أيضاً مستذلين أذلاء، وصار منهم ناس في الشام ومصر والعراق وجزيرة العرب في يثرب وخيبر ونجران واليمن.
ولذلك قال ﷺ: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب [رواه البخاري: 3053 ومسلم: 1637].
وقال: أخرجوا يهود أهل الحجاز، وأهل نجران من جزيرة العرب [رواه أحمد: 1699 ، وقال محققو المنسد: "صحيح"].
فكانوا مستوطنين في اليمن ونجران ويثرب وخيبر، وأخرجهم الرسول ﷺ من بعض قلاعهم وحصونهم.
ثم أخرجهم عمر نهائيا من هذه الجزيرة [موطأ مالك: 2/893].
ولما بعث ﷺ طبعاً كفروا به رغم معرفته الحقة أنه نبي الله ﷺ، وناصبوه العداء، وناصبوا أصحابه، ومؤامراتهم على الإسلام كثيرة جداً.
ولا شك أنه ﷺ كان موته قتلاً بالسم، مات عليه الصلاة والسلام مسموماً بأيدي اليهود، فإنه قال كما في صحيح البخاري: يا عائشة لا زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع أبهري [رواه البخاري: 4428] وهو عرق بين الظهر والقلب إذا انقطع مات الإنسان.
فالسم الذي أكله في خيبر كان يعاوده على هيئة نوبات من الحمى ﷺ حتى كان آخر نوبة فيها أجله ﷺ، ذهب نبينا ﷺ شهيداً إلى ربه، مات مسموماً بما فعله اليهود.
ولا شك أن كل المصائب التي بلي أهل الإسلام فيها من الفرق التي حصلت بعد ذلك لليهود بها علاقة بشكل مباشر أو غير مباشر تقريباً، فهم الذين كان منهم عبد الله بن سبأ الذي بذر بذور الفتنة والشقاق في هذه الأمة، وجعلهم يقتلون خليفتهم عثمان الذي نفذ وصية النبي ﷺ لما قال له رسول الله ﷺ: يا عثمان إن الله مقمصك قميصاً فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه [رواه أحمد: 24466] هذا الجواب على ما يقال: لماذا لم يتنازل عثمان؟
فنقول: إن رسول الله ﷺ أمره أن لا يتنازل، هو الذي قال له: إن الله مقمصك قميصاً فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه .
فجمع عبد الله بن سبأ من الناس وأراذل الناس وأسافلهم، وبذر بذور الفتنة كان فيها نهاية ومقتل عثمان ، ثم بعد ذلك انتشرت الفتن ووقع السيف في هذه الأمة، وإذا وقع السيف في هذه الأمة فلا يرفع إلى يوم القيامة.
أما بالنسبة لتحريفاتهم في كتبهم، فقلنا: إن التلمود الذي هو شرح للتوراة مليء بهذه التحريفات، من ذلك بعض المقاطع: إن الأرواح غير اليهودية هي أرواح شيطانية وشبيهة بأرواح الحيوانات، والفرق بين درجة الإنسان والحيوان كالفرق بين اليهودي وباقي الشعوب.
وقالوا: مصرح لليهودي في الأعياد أن يطعم الكلب وليس له أن يطعم الأجنبي، يعني غير اليهودي، بل يطعم الكلب لأنه أفضل منه.
وقالوا: الخارجون عن دين اليهود خنازير نجسة، وخلق الله الأجنبي على هيئة إنسان ليكون لائقاً لخدمة اليهود، وإلا هو كلب الإنسان يعني، الذين خلقت الدنيا من أجلهم.
وقالوا: السرقة من غير اليهودي لا تعد سرقة، بل استرداد لمال اليهود.
وقالوا: حياة غير اليهودي ملك اليهودي فكيف بأمواله.
وقالوا: اقتل الصالح من غير اليهودي ويحرم على اليهودي أن ينقذ أحداً من الأجانب من هلاك أو يخرجهم من حفرة، بل عليه أن يسدها بحجر إذا وجد فيها غير يهودي.
وقالوا: من العدل أن يقتل اليهودي بيده كل كافر؛ لأن من يسفك دم الكافر يقرب قرباناً إلى الله.
والكافر طبعاً هو غير اليهودي عندهم.
وقالوا: اليهودي لا يخطئ إذا اعتدى على عرض غير اليهودية؛ لأن كل عقد نكاح عند الأجانب فاسد، ولأن المرأة غير اليهودية تعد بهيمة، والعقد لا يوجد بين البهائم، كل عقد نكاح بين اثنين من غير اليهود فهو فاسد.
واليهودي يهتك ما شاء من الأعراض من غير اليهود.
وقالوا: إن الزنا بغير اليهود ذكوراً كانوا أو إناثاً لا عقاب عليه؛ لأن الأجانب من نسل الحيوانات.
ولا شك أن أخلاقهم في غاية السوء، فهم الذين يكتمون الحق والعلم، والخيانة والغدر والمخادعة من طبيعتهم، والحسد من أشد أخلاقهم، والإفساد وإثارة الفتن والحروب من طرقهم، وتحريف كلام الله هذا ديدنهم، والبذاءة وسوء الأدب كانوا يقولون: السام عليك يا أبا القاسم، فكان ﷺ يقول: وعليكم.
وهم الذين يحتقرون الآخرين ويقولون: لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ [آل عمران: 75] كما بينا في الأمثلة.
وهم الذين قست قلوبهم حتى صارت أشد من الحجارة.
وهم الذين عندهم الجشع والطمع في الدنيا حتى قال الله في شأنهم: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ [البقرة: 96].
وهم الذين يكرهون المسلمين ويكيدون لهم، و لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ [المائدة: 82].
ولا بد أن نشير هنا إلى أن بعض الكتاب يبالغون في تقدير دور اليهود، فيقولون: كل مشكلة في العالم وراءها اليهود، كل بلية في العالم وراءها اليهود، كل شر ينزل بين اثنين وراءه اليهود، وهذا ليس بصحيح؛ لأن الله ضرب عليهم الذلة، فهم يخططون ويعملون صحيح، لكن هذا في أشياء حصلت في الأمم مما كسبت أيدي أبناء الأمة، وليس من تخطيط اليهود، فينبغي عدم جعل اليهود هو البعبع المخيف لأبناء الصحوة الإسلامية، وكل ما يحدث في الدنيا فهو من فعلهم، فهم أحقر من ذلك، لكن عندهم تخطيطات رهيبة، وعندهم لا شك أعمال كبيرة.
وهم الذين بذورا بذور الفتنة -كما قلنا-، وهم الذين ساعدوا الدول المنحرفة كالدولة الفاطمية الباطنية حتى قامت وصاروا معززين مكرمين في نفوذ الدولة الفاطمية، وهم الذين احتضنوا القاديانية والبهائية، وأمدوا يهود الدونمة في تركيا كان لهم أثر كبير في إسقاط الخلافة الإسلامية.
وهم الذين أسسوا الجمعيات السرية لإسقاط الخلافة، وإعلان العلمانية المشؤومة، والحكم بغير ما أنزل الله في بلاد المسلمين.
وهم الذين وراء النظريات الشيوعية والماركسية والوجودية، وإقامتها في روسيا القيصرية، وتصديرها إلى شرق أوروبا والعالم الثالث والعالم الإسلامي بالذات.
وهم أصحاب النظريات المنحرفة في الاقتصاد والسياسة كالميكيثالية في السياسة والاقتصاد، وعلم الاجتماع، والنظريات المنحرفة كالدورنية، وعلم النفس كما فعله دوي، ونحو ذلك.
ومخططات اليهود في العصر الحاضر لا تقف عند حد، فهم يخططون للاستيلاء على العالم لكي يعملوا مملكة إسرائيل التي تم إنشاؤها الآن في فلسطين لكن يريدون لها اتساع، ويزعمون أن حدودها ستكون من العراق شرقاً إلى مصر غرباً ومن الشام شمالاً إلى يثرب جنوباً، وستكون عاصمتها أورشليم القدس.
وهؤلاء سعوا لتحقيق الهدف وبدأت الخطوات فعلاً، وتمكنوا من تحقيق جزءاً من أحلامهم في هذا الزمان.
وهم يريدون أيضاً التحكم بشعوب العالم، وتسخيرهم لخدمتهم، والقضاء على المسلمين، ويستعملون العنف والإرهاب والقوة في حكمهم، ويصرحون بذلك كما جاء في البرتوكولات: "فخير النتائج في حكم العالم ما ينتزع بالعنف والإرهاب".
طبعاً "برتوكولات حكماء صهيون" هذا الكتاب عبارة عن وثائق كانت سرية وضعها زعمائهم في عام 1897 بالتاريخ النصراني، المنعقد في مؤتمرهم في "بال" سويسرا، برئاسة زعيمهم "هرفل" الذي اجتمع في هذا المؤتمر ثلاثمائة من أعتى زعماء اليهود ينتمون إلى خمسين جمعية يهودية، وخرجت هذه القرارات وكانت سرية جداً، ولبثت زمناً طويلاً في أيدي زعمائهم لا يطلع عليها أحد، محاطة بأقصى درجات السرية، حتى قدر الله أن تنكشف هذه الوثائق، فاستطاعت امرأة فرنسية أن تختلس هذه الوثائق من أحد زعمائهم في أثناء اجتماعها به في أحد أوكار اليهود السرية في فرنسا، ثم دفعتها إلى رجل من أعيان الروس، فلما رأى هذا الروسي ما فيها من المصائب ووجد مخططاً رهيباً لاستيلاء اليهود على العالم قام بنشرها في عام 1902، وثارت ثائرة اليهود وجن جنونهم، فسعوا إلى مطاردة إلى كل من طبع الكتاب وقتله واغتياله، وشراء النسخ وحرقها، والتخلص منها، وكلما نزلت طبعة يسحبونها من الأسواق، وقد ترجمها إلى اللغة العربية محمد خليفة التونسي، فيما بين عام 1947 إلى عام 1951، وطبع الكتاب فعلاً عام 1951، والكتاب موجود ولكن الذي يعرف تاريخ الكتاب هذا حتى باللغة العربية يجد أنه إذا نزل إلى السوق ينفذ بسرعة كما كان يفعلون في أسواق لبنان عندما ينزل الكتاب يشتريه اليهود بسرعة، لكن طبعاً الآن طفح أمره، لكن العجيب أنه مع وجود الكتاب ومعرفة المخططات، ولكن المخططات سائرة على قدم وساق والناس في غفلة.
وهؤلاء الأمم والشعوب تقع تحت قبضة اليهود بالتدريج حتى يأذن الله بأن يقوم لهم من الناس من يرد اليهود على أعقابهم.
ولا شك أن المتأمل في هذه البروتوكولات يجد أن من سياساتهم إثارة النزاعات والحروب الإقليمية والعالمية، وإشاعة الفوضى والخيانات، والفساد الخلقي، واستغلال أجهزة الإعلام والسيطرة عليها لمصلحتهم، والتحكم في الاقتصاد العالمي وامتلاك أكبر عدد من المؤسسات والشركات والبنوك، وهذا واضح جداً، ونشر النظريات والمبادئ الهدامة والجمعيات السرية والأحزاب الفوضوية، والحركات الثورية، والسيطرة على الدول النصرانية والشيوعية، واللوبي الصهيوني الذي يلعب لعبته في أمريكا، حتى في أجهزة الكمبيوتر الحالية تجد الذين يتعاملون في هذه الأجهزة شيئ من مكر اليهود داخل فيها، فهم الذين ممن ابتكروا هذه الأشياء التي يسمونها بالفيروسات مجازاً، والتي تمحو المعلومات، وتجعل هناك بعثرة ولخبطة في المعلومات الموجودة.
وهم طبعاً لهم مآرب.
ومن هذه الفيروسات، حتى نبين الحقد، فيروس يظهر يوم الجمعة ويجعل هناك نوعاً من البعثرة في المعلومات، أو حذف في المعلومات.
ونوع مسالم يظهر يوم السبت على شاشة الكمبيوتر، ويعطيك تحية.
لاحظ يوم الجمعة يلخبط، ويوم السبت يحيي.
وفيروسات أخرى تمحو معلومات بشكل لا يتبين في أول الأمر كما يسمونه فيروس الشبح، ونشرت بعض الجرائد عنه تحقيقات.
وهذا يمكن أن يكون له آثار خطيرة لأن أنظمة الصواريخ في الجيوش متربطة بأنظمة الكمبيوتر، فإذا دخل هذا فيها فيمكن أن تنطلق الصواريخ إلى وجهة غير الوجهة التي مخطط لها، وأيضاً يمكن أنها تنطلق في وقت غير الموقت له، وبالجملة طبعاً عالم يشتغلون، والمسلمون في غفلة نائمين.
والإسلام لا شك أنه جاء بكفر اليهود، وأن اليهود يخرجون من جزيرة العرب وغير جزيرة العرب إما الإسلام أو الجزية أو القتال، وليس هناك حل آخر معهم، فهم أحفاد القردة والخنازير مجازاً، وهم الذين يتبعون الدجال، ويخرجون من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة، الطيلسان لباس اليهود، ويقاتلون معه المسلمين بقيادة المهدي والمسيح ابن مريم، فالعداوة باقية معهم إلى قيام الساعة.
ولا شك أن اليهودية تولدت عنها حركات؛ مثل الماسونية التي جعلت شعارات ثلاث: الحرية والإخاء والمساواة.
أما الحرية فهي تهدف إلى نشر الفساد والفوضى.
وأما الإخاء يعني تخفيف كراهية الشعوب لليهود، ولذلك نجح اليهود في إصدار عدة وثائق من النصارى يبرؤون فيها اليهود من دم عيسى شيء مضى عليه، وهم يعتقدون أنهم قتلوا عيسى مئات السنين، ثم الآن يقولون هم اليهود براء من دم عيسى، ونجحوا في إصدار وثيقة أيضاً بأن اليهودية ليست حركة عنصرية أو صهيونية ليست حركة عنصرية و.. و.. إلخ..
المقصود أن عملهم في قضية الشعار تحت ستار الإخاء وتقريب الأديان، تسمع شيء اسمه: زمالة في الأديان، هذا ناتج من مبدأ الإخاء الذي يعتمدونه.
أما المساواة، فالمقصود فيها نشر الفوضى الاقتصادية والسياسية في العالم، وهذا مبنى الحركة الشيوعية أصلاً.
ولا شك أن الماسونية هي فرع من اليهودية نظراً لأن هناك طقوس كثيرة في الماسونية من التعاليم اليهودية، ثم اليهود اعترفوا أنهم هم الذين أنشأوا هذه المحافل التي فيها من البلاء ما الله به عليم.
وهذه الماسونية لا شك أن من أهدافها: تجنيد الشباب في العالم لخدمة اليهود، وذلك بتوفير أساليب اللهو والعبث، والانغماس في الشهوات، والنشاطات الرياضية والموسيقية، وغيرها، ونشر دور اللهو والخمر والمخدرات، وبيوت الدعارة، ونحو ذلك.
وكذلك الدخول في الأحزاب السياسية لتسيير الاتجاهات في العالم حسب مصلحة اليهود.
وكذلك تأسيس وتشجيع النظريات والاتجاهات والجمعيات لمصلحة اليهود، واجتذاب أكبر عدد ممكن من الأتباع للانتماء لهذه المحافل السرية خصوصاً العنصر النفعي والانتهازي الذي يريد أن يصل إلى الكرسي ويتسلط من بعض المفكرين والأدباء، وبعضهم من كبار الساسة كلهم هؤلاء من الداخلين في الماسونية.
ثم إن الماسونية لما انكشفت وانهارت ظهرت أشياء أخرى؛ مثل جمعية دينابرت، ومعناها أبناء العهد، أيضا هذه الجمعية أسست في أمريكا، وتمارس نشاطات طابعها اجتماعي خيري، وباطنها العذاب.
وكذلك جمعيات أو نوادي الروبوري العالمية، ونوادي الروتري أيضا من الجمعيات الجديدة الموجودة الآن لها فروع في أنحاء العالم هي عبارة عن ماسونية مغلفة.
وأما لو سألت عن الصهيونية، فإن الصهيونية لا شك أنها من صميم اليهودية، لكن إذا قلت: اليهودية هي العقيدة، والدين اليهودي، فالصهيونية هي الحركة السياسية التي تسعى لإقامة الدين اليهودي، اليهودية هي المبادئ والعقائد، والصهيونية هي الحركة العملية لإقامة المبدأ أو المذهب أو المنهج اليهودي، وهي لا شك أنها منظمة يهودية تسعى إلى بناء هيكل سليمان، وإعادة ملك بني إسرائيل، وإقامة مملكة إسرائيل، ثم السيطرة على العالم من خلال ملك من نسل داود كما يزعمون.
ولا شك أن بداية الحركة الصهيونية ترجع إلى عهد نابليون الذي دعا لاجتماع مجلس أعلى لليهود، ثم حركة "هرفل" في عام 1897.
وبرتوكولات حكماء صهيون هي مبادئ الحركة الصهيونية، والحركة الصهيونية -كما قلنا- هي التحول العملي لكي تقام دولة اليهود، وهم الذين من أهدافهم إثارة الحماس الديني بين أفراد اليهود في جميع أنحاء العالم لعودتهم إلى أرض الميعاد المزعومة وهي أرض فلسطين، وحث اليهود على التمسك بالتعاليم الدينية والعبادات والشعائر اليهودية والالتزام بأحكام الشريعة.
وداخل اليهودية فرق، أخبر الرسول ﷺ أنهم افترقوا على أكثر من سبعين فرقة، ومنهم اختلافات بين الفرق في تحريم بعض الأشياء وتحليل بعض الأشياء، فتصور أنهم مثلاً إذا رأوا أنه لا يجوز لليهودي أن يلبس ملابس فيه نسبة أكثر من نسبة كذا من القطن مثلا أو الصوف فإنهم يعملون مختبرات خاصة لتحليل الملابس حتى يقولون: هل يجوز لك يا أيها المنتمي للطائفة أن تلبس أو لا تلبس؟
وكذلك لهم طريقة خاصة في الذبح فاليهود إذا ذبحوا لا بد أن تكون سكينة حادة وتمر مرة واحدة على الذبيحة، يعني لو فعل مرة إلى الأمام ومرة إلى الخلف فلا تصح الذبيحة، عندهم ذبحة واحدة فقط، وإلا فهي ميتة بعقيدتهم.
الله شدد عليهم، حرم عليهم أشياء لكفرهم، ولقتلهم الأنبياء، وبقولهم قلوبنا غلف، وبما ظلموا في الميثاق، وبما نقضوا من العهد.
ولا شك كذلك أن هؤلاء يسعون لتدويل الكيان الإسرائيل في فلسطين عالمياً بانتزاع اعترافات الدول في ذلك، وهذا مما فعلوه.
وكذلك تشجيع اليهود من جميع أنحاء العالم على السفر إلى فلسطين، وهذا ما فعلوه.
وبجمع الأموال لبناء وتوطين اليهود فيها لإنشاء الكيان المزعوم الذي يريدونه.
النصرانية
والدين الثاني المشهور في العالم وهو أكثر الديانات أتباعاً بعد الإسلام: النصرانية.
والنصرانية يطلق على الدين المنزل من الله على عيسى، وكتابها الإنجيل.
يطلق عليهم نصارى قيل: لأنهم نسبة إلى بلدة الناصرة في فلسطين التي ولد فيها المسيح ابن مريم.
وقيل غير ذلك.
والنصرانية أصلها دين منزل من الله ، كتابهم الإنجيل، نبيهم عيسى، لكن حرفوا وبدلوا وغيروا باعترافات مؤرخي النصارى أنفسهم.
ولذلك فبعض النصارى يفضل إطلاق المسيحية على أنفسهم نسبة إلى المسيح عيسى ابن مريم.
ولا شك أن كونهم يسمون أنفسهم بالمسيحيين لا يخرجون عن الكفر، بل إنهم حرفوا وبدلوا، ولذلك في القرآن تسميتهم بالنصارى، ولم يرد في القرآن تسميتهم بالمسيحيين، فينبغي على المسلمين الاعتماد على مسميات القرآن والسنة، فما دام أن سماهم النصارى فنحن نسميهم بالنصارى، ولا نقول المسيحيين، بل إنه في الحقيقة ليسوا أتباع عيسى قطعاً.
والنصرانية لا شك أنها امتداد لليهودية؛ لأن عيسى أرسل إلى بني إسرائيل مصححاً لما حرفه اليهود، وكذلك مصدقاً لما بين يديه من التوراة وقال لبني إسرائيل: ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم، ولكن رفضوا هذا وكفروا به، وقام اليهود لا شك على مدى لم يمض ثلاثة قرون على الديانة النصرانية حتى تحولت تماماً عن مسارها الصحيح إلى الشرك التثليث وغيره، وتبدلت النصوص والأحكام.
وكان هذا طبعاً من فعل اليهود وخبثهم.
فالنصرانية الحاضرة هي صنعة اليهودية تسير في ركابها، ولذلك هم يعترفون بالتوراة، ويسمون التوراة العهد القديم، والإنجيل العهد الجديد، ومع أن اليهود والنصارى أهل كتاب لكن يكفر بعضهم بعضاً بما بذر الله بينهم من الخلاف والشقاق، فإذا جاؤوا إلى كيد الإسلام اجتمعوا: وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم [البقرة: 109] بسبب الحسد.
ولكن بالرغم من اجتماع كيدهم إلا أن اليهود أشد عداء للإسلام وأهله من النصارى.
والنصرانية مرت بأطوار:
أولاً: كان الإيمان بالمسيح عيسى رسول الله ﷺ، والإنجيل المنزل من عند الله حق والتوحيد، فهذا كان موجوداً على نطاق ضيق في بني إسرائيل الذين كانوا أتباع عيسى ، لما رفع الله عيسى بقي أنصاره وحواريوه في الأرض على الحق، بقوا مدة يسيرة حاولوا نشر المذهب بما استطاعوا بالجهاد، لكن اليهود كانوا يضطهدون أتباع الحواريين ويحاولون إفشال كل محاولات الحواريين لنصرة الدين مطاردة وتقتيل، ويشي بهم عند الحكام الظلمة، وهذا انتهى طبعاً بانحسار دعوة المسيح عيسى ابن مريم في الأرض والاضطهاد جعل الرهبان يختفون عن الأنظار كل واحد منهم لكي يعبد الله وحده؛ لأنهم لا يستطيعون الخروج من الاضطهاد الذي حصل، وحصل تحريف وتغيير وظهرت لهم طوائف، وبدأ في النصف الثاني من القرن الأول الميلادي كتابة الأناجيل المبتدعة، اجتهدوا اجتهادات، ودس اليهود فيها ما دسوا، واستمر هذا الطور ثلاثة قرون عاشت فيها النصرانية في تخبط وضياع، وتأثرت بالفلسفات والآراء والطقوس الوثنية السائدة، بالإضافة إلى لعب اليهود بهم.
الطور الأول: عيسى وأتباعه.
الطور الثاني: مرحلة الاضطهاد.
الطور الثالث: كتابة الأناجيل.
الطور الرابع: تجمع نصراني كبير عقده قسطنطين ملك الرومان عام 325 للميلاد، تجمع حافل، قرر فيه مبتدعة النصارى الاتجاه إلى العقيدة الضالة في الكفر، وهي عقيدة التثليث، واعتقدوا أن الله ثلاثة، قالوا: الأب هو الله، والابن هو عيسى، وروح القدس هي الروح التي حلت في مريم، ومنذ ذلك الوقت إلى الآن وهذا كفرهم قائم، منهم من يقول: إن الله ثالث ثلاثة، ومنهم من يقول: إن المسيح ابن الله، ومنهم من يقول المسيح هو الله.
ولا شك أن عقيدة التثليث عقيدة غير مفهومة، لكنهم هكذا يؤمنون بها، وحدث أني ناقشت نصرانياً في هذه المسألة قال: كما أنتم أيها المسلمون تؤمنون بالغيب نحن نؤمن بالغيب، هذا غيبنا، قلت له: هذا الكلام غير مفهوم، قال: إيه هذا غيب، مع أنه هو لا يمكن أن يكون غيباً، هذه نظرية هم عملوها هم فبركوها، يقولون: الإله الأب وهذا له خصائص الألوهية، والإله الابن، الآلهة عندهم ثلاثة مشتبكة في بعض، الإله الأب وهو الذي له خصائص الألوهية، والإله الابن وله خصائص البشرية، وهو عيسى، والإله الروح القدس وهو التزاوج الذي حصل بين الإلهين والبشرية، وهي الروح التي حلت في مريم، هؤلاء الثلاثة شيء واحد، كيف؟ إيمان بالغيب.
وطبعاً من الضلال البعيد الذي يكون عندهم تقديس الرهبان ورجال الكنيسة وإعطاءهم الثقة العمياء لدرجة أن تصل غفران الذنوب وكتابة الصكوك كما تعرفون.
طبعاً هذه تأثر بها بعض الناس وحدث في بعض بلدان المسلمين في واحد يبيع صكوك، يعني أراضي في الجنة، متأثرين بالحركة العقارية، فقام واحد يشتري من عند واحد منهم فدفع له فلوساً أخذ الصك، طالع فيه، قال: يحدها كذا، وأرضها المساحة فيها كذا، قال: هذه صغيرة، قال: أيش تبغى بعد أنا أعطيتك على قد فلوسك، ادفع أكثر تأخذ أكثر.
ورجال الدين عندهم وهي تسمية نصرانية نابعة من فكرتهم الخاطئة في فصل الدين عن الدنيا بطبيعة الحال لا شك أنهم في البداية أنهم لا يتدخلون في أمور الدنيا ولا يتزوجون، لكن بعد ذلك صار عندهم سلطة عظيمة لدرجة أنهم يخلعون ملكاً ويضعون آخر، وحوادث الزنا من الرهبان بالراهبات وأولاد الحرام في الكنائس صارت أكثر ففضائحهم فاحت رائحتها.
وتقديس الصلبان مع أن الصليب الذي صلب عليه المسيح المفروض أن يكون شيئاً مكروهاً عند النصارى، لأنه بما أنه عذب عليه ابن الله أو كما يقولون -تعالى الله عن قولهم- عذب عليه وربط عليه المفروض أنه يهان ويحتقر ويترك، لكن الذي حصل أنهم صاروا يحبونه ويعبدونه هذا الصليب، فهذا من المتناقضات في عقائدهم الفاسدة.
طبعاً دس اليهود في النصرانية فكرة الفداء والصلب، واعتقدوا ذلك.
والنصارى في التاريخ الإسلامي لما جاء الإسلام صاروا أنواعاً، فمنهم غالبية دخلت في الإسلام طوعاً أو كرهاً وهم نصارى الجزيرة العربية والعراق والشام وفلسطين ومصر وإفريقيا، والنصارى كانوا أكثر قبولاً للإسلام، يعني حركات الفتوح الإسلامية تثبت في عهد الصحابة وما بعدهم أن دخول النصارى في الإسلام كان أكثر من دخول اليهود والمجوس والوثنيين، فأقربهم النصارى للدخول في الإسلام، وذلك؛ لأن مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ [المائدة: 82 - 83] هؤلاء أقرب الناس إلينا، وليس الذين يكفرون بديننا وهم يتكبرون في الأرض بغير الحق، ويذبحون المسلمين، هؤلاء ليسوا أقرب الناس إلينا، فإن الله وصف منهم أقرب الناس إلينا.
ولحكمة يريدها الله لما انكسرت أمواج المد الإسلامي وسقطت الأندلس وبعدها توقفت الفتوحات العثمانية هذا الذي بقي من النصارى كان هو الذي حصل منه الحملة الصليبية الأولى والثانية والثالثة، وهي الاستعمار الحديث.
أما النصارى الذين بقوا على نصرانيتهم وهي الطائفة الثالثة داخل الدولة الإسلامية أهل الذمة أو كانوا أرقاء لا شك أنه كان لهم دور كبير في كيد الإسلام والمسلمين، وحصل أن تضامنوا مع اليهود سراً وحصل فتن وأشياء عظيمة مما حصل، ولذلك إذا راجعت الفرقة القدرية والفرق الإسماعيلية وغيرها تجد أن وراءها أصابع يهودية ونصرانية، فإننا نعرف أن القدرية كان أول من نقل عنه سوسن رجل نصراني.
وكذلك الفرق الأخرى نقلت عن طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سحر النبي ﷺ.
والنصارى الآن في العالم فرق فمنهم الكاثوليك وهم أتباع الكنيسة الكاثوليكية وهي أكبر الطوائف النصرانية هؤلاء مركزهم في روما، وأهل أوروبا عموماً من هذه الطائفة الكاثوليكية هم الذين يزعمون أن الله الابن مساوٍ في خصائص الألوهية لله الأب وروح القدس شيء منبثق عنهما -تعالى الله عن قولهم-.
أما الأرثوذكس أتباع الكنيسة الأرثوذكسية وهي كنيسة بروم الشرقية ومركزها القديم في القسطنطينية لكن لما توزع أتباعها وليس لهم مركز معين فكل كنيسة من كنائس الأرثوذكسية لها صفة الاستقلال، ليس لهم مركز رئيسي مثل الفاتيكان عند الكاثوليك.
فأما الأرثوذكس فإنهم يعتقدون أن الله الأب أفضل من الله الابن، وأن روح القدس انبثق عن الله -تعالى الله عن قولهم-. وأما الطائفة الثالثة وهم: البروتستانت، فهؤلاء في أتباع الكنيسة البروتستانتية التي أسسها مارتن لوثر، حامل لواء الإصلاح في النصرانية، طبعاً حاول بما عنده من الحق والباطل في القرن السادس عشر الميلادي، وهؤلاء أخف الفرق النصرانية تقديساً لرجال الكنيسة، وهم يعتقدون أنه لا حق لرجال الكنيسة في الغفران، ولا تقدس أقوالهم، وتفسيرهم للتثليث أخف في وثنيته من تفسير غيرهم من الفرقتين الأوليين.
وهذه الفرقة وهي فرقة البروتستانت هم ضالون وكفرة، لكن أقرب إلى المسلمين من كل الفرق الأخرى، لكنهم كفرة طبعاً.
ولا شك أن النصرانية الآن المرتكزة في أوروبا وأمريكا والأقليات الموجودة في مصر والشام والمغرب والسودان، وفي أنحاء العالم الإسلامي وغيره من المناطق لا شك أنها تشهد الآن نشاطا تنصيرياً أو كما يسمونه تبشيراً يدعون إلى النصرانية ولهم مخططات وجعل الكنائس قلاعاً انتظاراً للدور القادم الذي سيقومون به داخل بلدان المسلمين.
ولقد نشط التبشير في البلاد الإسلامية خصوصاً في البلدان التي فيها جهل مثل أفريقيا وإندونيسيا وشرق آسيا.
الفقر والجهل، التنصير يتجه إلى بلدان الفقر والجهل؛ لأنه يستطيعون به أعمالاً كثيرة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، مثل المستشفيات والملاجئ والدور الاجتماعية والهدايا التي تأتي باسم المسيح، وهذا الآن كثير منتشر جداً، وإذاعاتهم تسمع بشكل واضح الآن لكل من يريد أن يترصد لها.
والنشاط الاستشراقي يدخل في النصرانية، والاحتلال العسكري الذي حصل لبلاد المسلمين من الحروب الصليبية نتيجة النصرانية، والحقد النصراني.
ولا شك أن أكثر بلدان العالم الإسلامي استعمرها النصارى في العصر الحديث، والقرون المتأخرة، بقي وسط الجزيرة العربية وبلاد الحجاز، وأطراف من اليمن الشمالي، وبلاد أفغانستان، لم تصل إليها النصرانية.
طبعا أفغانستان لم يدخلها الاحتلال لسببين:
الأول: تمسك أهلها بالإسلام تمسكاً شديداً وعندهم روح الجهاد.
وثانياً: وعورة مسالك تلك البلاد.
وبأمر من الله لم يدخل الاستعمار النصراني في وسط هذه الجزيرة وفي غربها، وإنما صار هناك احتلال للأجزاء الساحلية منها.
وبقيت الرحلات التبشيرية موجودة، ولا شك أن هؤلاء المستعمرون النصارى تحكموا بالبلدان الإسلامية اقتصادياً، واستفادوا من الخيرات امتصوها وعملوا مخططات إرسال المواد الخام بأرخص الأثمان من هذه البلاد الإسلامية إلى بلدانهم، لكي تصنع هناك وتعاد وتباع إلينا بأسعار باهظة جداً.
وكذلك التحكم العسكري وعرقلة جميع حركات البناء العسكري للمسلمين.
وكذلك التحكم بالمسلمين تشريعياً، الدساتير الإيطالية والسويسرية والقانون الفرنسي وغيره من القوانين الصليبية والنصرانية هي التي جلبت إلى أقطار المسلمين.
وكذلك النصارى كان لهم دور كبير في حركات البعثيين والقوميين والاشتراكيين والعلمانيين، وحتى الحداثيين.
وكذلك فإنهم ساهموا مساهمة كبيرة هؤلاء النصارى في التحكم في المسلمين فكرياً وثقافياً وإعلامياً.
البث المباشر لا شك أنه من أشكال السيطرة الثقافية والإعلامية الفكرية على المسلمين، وتفريق البلاد الإسلامية إلى دويلات متناحرة كما جرى في معاهدة سايكس بيكو، وما بعدها من التقسيمات لا شك والحدود التي دائماً تكون مثاراً للنزاعات الإقليمية هي من فعل هؤلاء النصارى.
البوذية
القسم الثالث: البوذية.
البوذية لا شك أن موطنها الهند.
والهند فيها من الديانات ما الله به عليم، عشرات الآلاف من الديانات.
والهند فيها 15% تقريباً من المسلمين من مجموع السكان.
لكن فيها الديانة البوذية.
البوذية هي امتداد للحركة الهندوسية.
والهندوسية هي أكبر ديانة في الهند، وأصحابها لا شك أنهم من الوثنيين.
وبالنسبة للهندوسية التي هي الأصل للبوذية، فإن الهندوسية نسبة إلى بلاد الهند، هندوسي، في القرن الثامن قبل الميلاد أطلق عليهم البراهمة.
والهندوسية يعتقدون أن الله له ثلاثة أقانيم، يعني ثلاثة حالات -تعالى الله عن قولهم- يقولون: براهما هذا موجد العالم ومشنو هذا حافظ العالم، وسيفا مهلك العالم، يقولون: هو يمر بثلاثة أطوار أو ثلاثة حالات، ويعتقدون أن هناك آلهة كثيرة أقل من الإله، فيه آلهة كثيرة أقل من الإله المكلف هذا الذي ذكرناه موجد العالم وحافظ العالم ومهلك العالم، ولذلك يعبدون ما يعجبهم الهندوس أو ما يحبونه، فإذا أحبوا الشمس عبدوها، وإذا أحبوا البقرة عبدوها، وإذا خافوا شيئاً عبدوه، وهكذا..
وطبعاً البقرة لا شك أن عبادة البقرة هم يحلبونها ويعبدونها.
وكذلك فهم ينكرون البعث واليوم الآخر ويرون أنه لا بد من الجزاء والحساب لكن كله يحدث في الدنيا.
ويعتقدون بتناسخ الأرواح، وأن الجزاء هو على الروح التي تتنقل في الأجساد، فيقولون مثلاً: هذا إذا فعل شراً أين يعاقب؟ روحه تروح في جسد خنزير مثلاً، هذا حاله.
والهندوسية والبرهمية وهو مسمى واحد، اسمان والمسمى واحد، هؤلاء يعتقدون بالنظام الطبقي، النظام الطبقي يقولون: إن عندهم أربع طبقات:
البراهمة المقدسون الذين تجري في دمائهم في عروقهم دم الآلهة.
والطبقة الثانية: وهم الكاستريا، وهم الجنود الذين يقدمون القرابين للآلهة.
والطبقة الثالثة: طبقة لويشا أصحاب الحرف كالتجارة والصناعة والزراعة.
والطبقة الرابعة: وهي طبقة شودرا وهم الذين خلقوا لخدمة الطوائف الثلاثة.
هذه فكرة عن الهندوسية.
أما البوذية التي انبثقت من الهندوسية فهي ديانة وثنية هندية تنسب إلى رجل يلقب ب "بوذا" يعني معناها العالم، لكن اسمه سدهاتها.. ولد من أسرة ثرية ذات سلطان، ولكن نزع إلى العزلة فترة ثم خرج على الناس بهذا الأمر العجيب. ومعتقدات البوذية يعتقدون طبعاً عقائد الهندوسية، مثل تناسخ الأرواح وقانون الجزاء الذي ليس هناك آخرة، وإنما كل شيء يحدث في الدنيا، ومن أجل ذلك اضطروا إلى أن يقادوا إلى قضية تناسخ الأرواح؛ لأنه كيف يقام الجزاء على المخطئ في الدنيا إذا كان ليس هناك آخرة؟ فاخترعوا نظرية تناسخ الأرواح واعتقدوها، لا بعث ولا جنة ولا نار، وإنما من مات انتقلت روحه إلى حي جديد، فإذا مات الثاني انتقلت إلى ثالث، وهكذا إلى ما لا نهاية، يزعمون أن هذه الروح تنعم في الجسد الجديد أو تعذب حسب أعمال الأول أو الذي قبله.
طبعاً لا شك أن هذه الديانة كلام فارغ وشيء متناقض جداً.
بوذا في أول دعوته كان لا يتكلم عن الألوهية ويتحاشى القول بالغيب لكن بعد وفاته عبده البوذيون، وأقاموا له التماثيل والمعابد وجعلوه هو الإله.
من الفروق التي بين البوذيين وبين الهندوس غير ألوهية البوذا: إلغاء نظام الطبقات.
البوذيون يرون أن طبقات الهندوسية يجب إزالتها، ولا بد من المساواة، وهم أناس جذرية، يعني يعتمدون على التسول والبطالة، ومن تعاليم البوذا التخلي عن الأموال والعقارات والحرف، ومد اليد للتسول.
طبعاً البوذية موطنها في الهند ولها أتباع في كوريا والصين واليابان وإندونيسيا والتبت وسيلان وجاوة ومنغوليا وكمبوديا .. وطبعاً الخادمات والسائقون الذين يأتوننا الآن هم الذين نرى بعض أطفالنا الآن يضع تمثال الخدام ويتمتم بكلمات أمامهم أثر واضح من آثار هؤلاء البوذيون في المجتمع المسلم.
الباطنية
والطائفة الأخرى: الإسماعيلية.
الإسماعيلية هي من المذاهب الباطنية.
والباطنية عموماً هي أخطر فرقة موجودة بين المسلمين، وأكثر الفرق تأثيراً سيئاً على الإسلام هم الباطنية، هذه التي منهم الإسماعيلية التي تدعي التشيع لآل البيت، يعني مناصرتهم وموالاتهم.
لا شك أن هذا التشيع مر بأطوار:
الطور الأول: التشيع كان عبارة عن حب لعلي بن أبي طالب ومناصرته وآل البيت بدون مغالاة ولا شيء، هذا ما فيه إشكال، يطلق عليه في بعض الكتب وكلام العلماء: كان شيعياً، فإذا كان يقصد منه شيعياً يعني يحب علياً وقاتل معه وناصره وحب آل البيت بدون غلو ولا جفاء لأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، فهذا ليس بشيء، لا يعتبر بشيء في البدعة والكفر أبداً.
لكن المرحلة الثانية: انتقال التشيع إلى الرفض، وهو الغلو في علي ، والطعن في الصحابة هو الانحراف الحقيقي في كلمة التشيع، الذي هو ظهور المصطلحات الجديدة والعقائد الفاسدة كالتقية والإمامة والعصمة والرجعة والباطنية، ولا شك أن أسوأ مراحل التشيع على الإطلاق هو تأليه علي بن أبي طالب، والقول بالتناسخ، وغيرها من عقائد الكفر، وهو الذي ينسب إليه الفرقة السبيئة الذين لما خرج عليهم علي سجدوا له على أنه إلههم.
فلما رأيت الأمر أمراً منكراً أججت ناري ودعوت قنبراً
فأحرقهم علي فكانوا وهو يحرقهم يقولون: ما ازددنا فيك إلا إيماناً لا يعذب بالنار إلا رب النار.
وأما فرقهم فكثيرة فرق الباطنية : الاثنى عشرية والإسماعيلية والدروز والبهرة والخاخنية، وغيرهم.
ولا شك أن من عقائدهم الفاسدة: الاعتقاد بالأئمة، هذه أشياء مشتركة في طوائف الباطنية، فبعضهم يقولون: هم اثنا عشر إماماً، وعندهم الإمامة بمنصب النبوة بالضبط، والإمام عندهم يوحى إليه، ويؤيد بالمعجزات، ومعصوم عصمة مطلقة، والأئمة يعلمون ما كان وما يكون، وما يخفى ولا يخفى عليهم شيء، والأئمة يعلمون متى يموتون، ولا يموتون إلا باختيارهم.
والطعن في الصحابة لا شك أنه أيضاً قاسم مشترك في كثير من المذاهب الباطنية فمنهم من يقول أن الصحابة ارتدوا إلا ثلاثة أو أربعة أو سبعة على اختلاف الأساطير، ويقولون الصحابة كفار لأنهم ما بايعوا علياً وإنما بايعوا أبا بكر الصديق، فكفروا بعهد الله، وبناء على ذلك فإن شهادتهم مردودة، وروايتهم مطعونة، وهؤلاء لما رأوا القرآن ما فيه كلام مما يعتقدون وهم يريدون سنداً من القرآن أسقط في أيديهم فقالوا: إن الصحابة هم الذين أسقطوا آيات الولاية، وحذفوا القسم السياسي من القرآن، قالوا : هذه مؤامرة من عثمان لما جمع القرآن حذف القسم المتعلق بآل البيت.
وبعضهم قال: كان عثمان غير محافظ على القرآن تاركاً للألواح أو الصحف أو الأوراق فجاءت غنمة من بيته فدخلت فأكلت القسم السياسي من القرآن.
ويؤمنون بالتقية، وهي التظاهر بخلاف ما يبطنون، ويعتبرونها تسعة أعشار الدين، ولهم عقائد كثيرة باطلة لا مجال لذكرها.
الزيدية
من الفرق هذه: الزيدية.
الزيدية هم من المبتدعة لا من الكفار، هم من فرق الشيعة المبتدعة لا من الكفار إلا فرقة منهم واحدة من الزيدية كفرة ولا شك، وهم: الجارودية، وإن انتسبوا إلى الزيدية وألصقوا بهم إلحاقاً لكنهم كفرة.
الإسماعيلية
فأما الإسماعيلية المنتسبون إلى إسماعيل بن جعفر الصادق ويزعمون إمامته ويلقبون بالسجعية أو الملحدة، والتعليمية.. ولهم أسماء أيضاً أخرى كثيرة، فهم من أشهر فرق الباطنية الذين يؤلون آيات القرآن تأويلات غريبة.
وكانت نشأة هذه الفرقة في المشرق والرسول ﷺ أخبر بأن الفتنة ستأتي من قبل المشرق، وقد أتت، وهؤلاء أصلهم مجوس ولا شك.
امتلأت أنفسهم حقداً على الإسلام.
وقد ظهرت الطائفة الإسماعيلية في عهد المأمون على يد جماعة كان على رأسهم "ميمون القداح"، اجتمع مع نفر من أصحابه فأسسوا هذا المذهب.
والإسماعيلية مبثوثة في جنوب إفريقيا ووسطها ويوجد بعضهم في بلاد الشام وجنوب جزيرة العرب وفي باكستان وفي الهند وأماكن أخرى، وقد قامت للإسماعيلية دول كانت بلاء على العالم الإسلامي وعلى رأسها دولة العبيدية في المغرب ومصر، والقرامطة في البحرين في القديم.
الحشاشون والعبيديون
ومن هذه الفرق أيضا: الحشاشون والعبيديون وغيرهم، الحشاشون كانوا يأتون إلى بستان جميل فيه أزهار وأشجار وثمار وسواقي وأنهار تجري، يعني مكان يقولون: هذا الجنة فيأتون بشخص يعملون له غسيل مخ ويجعلون فيها نساء يقولون: هذه الحور العين، وهذا طبعاً يتنعم ويتلذذ.. إلخ...
ثم بعد انتهاء الدورة المكثفة يقولون: هذاك صلاح الدين الأيوبي تقتله ولو قتلك تدخل الجنة.
طبعاً هو الآن ذاق وعرف يخرج من الجنة، وقد حاولوا اغتيال صلاح الدين الأيوبي عدة مرات، لكن الله نجاه منهم.
الدروز والبهرة والخاخنية
ولا شك أن الدروز والبهرة والخاخنية فرق من الباطنية والإسماعيلية يدعون إلى الإلحاد وإنكار الله ، والكفر بالنبوات، هؤلاء الذين ظاهرهم الرفض، وباطنهم الكفر المحض، كما قال علماؤنا، فهم يدعون إلى إنكار الله ، ويكفرون بالنبوات، ويعطلون الشرائع، وينكرون البعث والحساب والجزاء، ويؤلون أركان الإسلام أن لها ظاهر وباطن، وأن باطنهم لا يوثق بها إلا أئمتهم، يعني الملاحدة والزنادقة.
وهذه الكفريات قد تخفى على عوامهم وسذجهم، ولذلك اعترف أحد الإسماعيليين المعاصرين قال: إن لنا كتباً لا يقف على قراءتها غيرنا، ولا يطلع على حقائقها سوانا.
وطبعاً الإسماعيلية لهم درجات في الدعوة، وحقيقة المذهب لا تعطى إلا لمن وصل إلى المرتبة الأخيرة، وتبدأ المرحلة الأولى يسمونها: الرزق، وهي تفرس حال المدعو هل هو قابل للدعوة أم لا؟ فتنتهي بالسلخ، وهي في الحقيقة سلخ الرجل عن دينه، ولهم بلاغات سبعة:
الأول: كتاب البلاغ الأول للعامة.
الثاني: كتاب البلاغ.
الثاني، لمن هم فوق هؤلاء بقليل.
الثالث: كتاب البلاغ الثالث لمن دخل في المذهب سنة.
الرابع: كتاب البلاغ الرابع لمن دخل في المذهب سنتين.
الخامس: كتاب البلاغ الخامس لمن دخل في المذهب ثلاث سنين.
السادس: لمن دخل في المذهب أربع سنين.
السابع: كتاب البلاغ السابع فيه كشف حقيقة المذهب.
الدروز
ومن الفرق أيضاً: الدروز وهي الفرقة المنسوبة إلى محمد بن إسماعيل الدرزي الذي قال بألوهية الحاكم بأمر الله العبيدي، فسموا نسبة إليه، وهذه الطائفة انبثقت عن الإسماعيلية وظهرت في عهد الحاكم بأمره الذي ادعى الألوهية، فاتبعه محمد بن إسماعيل الدرزي، وقال بألوهيته، وذهب إلى بلاد الشام يدعو إلى تأليه الحاكم بأمره، وركز دعوته وسط اليهود والنصارى، فسمع بعضهم له وانقادوا وتبعه، وهكذا انتشرت، عقائدهم قائمة على عقيدة الإسماعيلية، لكن زادوا عليها أشياء مثل القول بألوهية الحاكم بأمره، كان الحاكم بأمر الله، ثم ألغاه قال: الحاكم بأمره، وأنه يرجع آخر الزمان، ولهم مصحف خاص، قاموا بطباعته حديثاً.
وفيه محاولات لمحاكاة القرآن، ولكنها محاولات فاشلة بطبيعة الحال.
وهؤلاء يستوطنون الآن في لبنان، وفي بانياس، وفي مرتفعات جبل حوران، ويسمى بجبل الدروز.
البهرة
أما البهرة فهم طائفة أخرى من الباطنية.
البهرة لفظ هندي معناه التاجر، أطلق هذا الاسم على فرقة من الإسماعيلية كانوا من التجار، لكن نشأ لهم نوع من الاختصاص في المعتقد وهؤلاء أصلاً بعض أتباع الإسماعيلية كانوا من تجار اليمن يذهبون إلى الهند لقصد التجارة مع أهلها من الوثنيين، فقام الإسماعيليون هؤلاء بالدعوة إلى دينهم فأجابهم بعض أهل الهند.
البهرة أصلهم من اليمن، كانوا تجاراً يذهبون إلى الهند، فدعوا بعض التجار الذين هناك إلى الطائفة فصاروا منهم، فعرفوا بالبهرة.
وهم ينقسمون إلى قسمين:
البهرة الداودية ومركزهم في الهند وباكستان وإمامهم مقيم في بومبي.
والبهرة السليمانية ومركزهم في اليمن الجنوبي.
وعقيدتهم الأساسية القول بألوهية أئمتهم.
والبهرة يتخذون لأنفسهم أماكن خاصة للعبادة يسمونها جامع خانو، ويصلون كما يصلي المسلمون، لكن يقولون: الصلاة لأئمتنا، الصلاة للإمام الإسماعيلي المستور من نسل الطيب ابن الآمر، صلاتهم الخمس لهذا الشخص.
وطبعاً لهم كتب دينية لم يطبعها منها إلا القليل مثل صحيفة الصلاة، ولهم كتب مخطوطة لم تطبع مثل كتاب دعائم الإسلام والحقائق.
هذا فيه عرض تفصيلي للمذهب.
الآغاخانية
أما الآغاخانية هي فرقة نبعت من الإسماعيلية مرقت من الدين، ومؤسسها حسن علي شاه هو وأبناؤه الذين خلفوه في زعامة الفرقة يلقب بأغاخان، كل واحد منهم يلقب بآغاخان.
ونشأت هذه الفرقة في إيران في الثلث الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، وتبناها الإنجليز، وهم الذين خلعوا على زعيمها لقب: "آغاخان".
الإسماعيلية الآغاخانية موطنهم الحالي يسكنون في نيروبي دار السلام، والانتظار، ومدغشقر، والهند، ومركز القيادة الرئيسي للآغاخانية هي: كراتشي.
وأساس عقيدتهم القول بألوهية الآغاخان ويقدسونه ويصفونه بصفات الألوهية، ويدفعون إليه خمس ما يكسبون، أو يعطونه وزنه ذهباً، وهو إنسان حالياً عربيد سكير ماجن مقامر منغمس في الفساد، لو قلت لأفراد الطائفة: إن الآغاخان تبعكم هذا كذا وكذا وكذا، قالوا: نحن نعلم ولله في ذلك حكمة.
ولما سئل الآغاخان: أنت كيف ترضى أن اتباعك يعبدونك؟
قال: إنهم في الهند يعبدون البقرة أولست خيراً من البقرة؟
فكان هذا جوابه على هذه المسألة.
وأنه هو الإله، وأنه يسكن السحاب، وأن الرعد صوته، والبرق ضحكه، ولذلك يعظمون السحاب.
ومنهم من يعتقد أن علياً حال في القمر أو في الشمس، وعندهم عقيدة تناسخ الأرواح.
فهم في عقيدتهم أن الناس ثلاثة مؤمن وفاسق وكافر، الكافر نحن الذين لا نؤمن بألوهية علي، والمؤمن عندهم الذي يعبد علياً، مصيرنا عندهم الذين نحن لا نؤمن بألوهية علي أننا سنولد من جديد على هيئة إبل أو حمير.
أما هم المؤمنون بألوهية علي الذين يعبدونه فإنه سيتحول عندهم سبع مرات هذا إذا مات على الإيمان يعني عندهم ثم يأخذ مكانه بين النجوم والكواكب، والذي ينحرف منهم يصير فاسقاً فإنه يولد من جديد ويعطى فرصة إما أن يطهر نفسه ويكفر عن سيئاته وإلا يتوالى المسلسل وهكذا..
وينكرون البعث والنشور والجنة والنار ويقولون بقدم العالم.
وعندهم أن الشهادة هي اختصار عمس علي محمد سلمان، هذا فيه مشابهة لعقيدة التثليث عند النصارى.
والصلوات عندهم عبارة عن خمسة أسماء علي حسن محسن حسين فاطمة، يقولون: إذا واحد قال هذه الأسماء الخمسة، إذا قمت الصباح وقلت: علي حسن حسين محسن فاطمة، فقد أغنتك عن غسل الجنازة والوضوء والصلوات بأركانها وواجباتها وسننها.
أما الزكاة فيرمز بشخصية سلمان.
وأما الصيام فهو حفظ السر متعلق بثلاثين رجل من رجالهم، ويمثلهم أيام رمضان، وثلاثين امرأة تمثل الليالي.
والجهاد هو صب اللعنات على الأعداء ويقولون: إبليس الأبالسة هو عمر بن الخطاب، ويليه في المرتبة الإبليسية أبو بكر الصديق، ويليه عثمان بن عفان.
ويقولون: إن الديانة سر لا يطلع عليها، والنساء لا يطلعون عليها بالكلية، يقولون: النساء ضعيفات، وعندهم طقوس غريبة واحتفالات بأعيادهم مقتبسة من النصارى.
ولا شك ان الفرق الفاطمية كانت على مر التاريخ تسير في ركاب المستعمرين الغاصبين لبلاد المسلمين، وكانوا من أشد المعاونين لهم.
القاديانية
وفرقة أخرى من الفرق المعاصرة المشهورة وهي: فرقة القاديانية.
نحن الآن نعيش هنا قد لا نحس بالمكر والكيد الذي يعانيه بعض إخواننا المسلمين في البلدان الأخرى الذين يعانون من اضطهاد وقتل وسجن وتشريد وأشياء كثيرة جداً مما يحدث من هذه الفرق إذا تخلصت.
القاديانية لا شك أنها من حركات ادعاء النبوة، والرسول ﷺ أخبر بأنه سيخرج بعده كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي، وصفهم بالكذب.
القادياني هذا ادعى النبوة.
لماذا سموا القاديانية؟ نسبة إلى بلدة قاديان التي ولد فيها هذا المتنبئ الكذاب.
وهم يسمون أنفسهم في إفريقية وأقطار أخرى أحمدية، تلبيساً على المسلمين نسبة إلى أحمد القادياني، لكن لأن النبي ﷺ من أسمائه أحمد فهذا وجه إرادتهم للتلبيس.
وهؤلاء يعرفون في باكستان والهند وفي كثير من بلدان العالم الإسلامي باسم القاديانية.
أما ميرزا غلام أحمد القادياني الذي ولد في القرن التاسع عشر في بلاد الهند أيام الاستعمار الإنجليزي فإنه قد تحقق علمياً وتاريخيا بأن القاديانية هي وليدة السياسة الإنجليزية، وما أنشئت إلا لغرض خدمة الاستعمار البريطاني، وقد صرح نفسه غلام أحمد القادياني هذا بأنه غرس غرسته الحكومة الإنجليزية، وهو مدين لها بالطاعة والوفاء.
ولا شك أن انتشار القاديانية في الهند حتى صارت أتباعها بالملايين وليد ظروف عدة؛ فمنها: طبيعة البيئة الهندية التي يهيمن عليها الجهل، يقال: في الهند إذا عددت الآلهة التي تعبد ثلاثين مليون إله.
وكذلك ولد في الحركة القاديانية في إبان سيطرة الاستعمار البريطاني، والحكومة الإنجليزية هي التي احتضنت هذه الحركة، وكذلك أتى هذا الدجال بأشياء لخداع الناس والتغرير بالبسطاء، واستغل هذا الرجل المركز الذي فرضه الإنجليز له بعدما رحلوا من البلد، فجعل أتباعه ودسهم في عدة أماكن حساسة، ومن أخطرها: الجيش، ومن هنا كان لهم وزن عسكري، الطائفة القاديانية هذه من خطورتها أن لهم وزن عسكري، ويحسب لها حساب كبير.
وهذا الرجل الذي هو غلام أحمد القادياني هذا يرجع إلى أسرة مغولية، نزحت من سمرقند، وهو يزعم مرة أنه فارسي، ومرة أنه صيني، ومرة أنه فاطمي من بني فاطمة، وإذا سئل عن المتناقضات قال: هذا ما جاءني عن الله.
وهذا المولود في عام 1839 في قاديان -كما ذكرنا- في مقاطعة بنجاب.
وأسرته مشهورة بالتعاون مع السيخ من ألد أعداء الإسلام.
وقد درس عدداً من العلوم الدنيوية، وامتحن في الدراسة القانونية ورسب، وأصيب بلوثة عقلية ونوبات عصبية حادة كان يتداوى منها بالمسكرات، فلما توفي والده في عام 1876 جاءته الإلهامات على حسب كلامه -تعالى الله عما يقول-. وطبعاً الرجل له حب زعامة وتسلط.
ومرضه شخص بأنه مرض مالكوليا يعتري المرء في حالات تسبب له خيالات وأفكار ويتغلب عليه الخوف ويصاحبه أوهام كثيرة، وله كذلك أغراض سياسية وهو مدفوع من النصارى الإنجليز -كما ذكرنا-.
وهذا الرجل تدرج ادعى أولاً أنه ينزل عليه الوحي عن طريق الإلهام، ثم ادعى أنه مجدد العصر، وأنه يشبه المسيح عيسى بن مريم بصفة التواضع والمسكنة.
والمرحلة الثالثة: ادعى أنه هو نفسه المسيح الذي ينزل آخر الزمان وقال: نبوتي نبوة جزئية.
وفي عام 1901 ادعى أن نبوته نبوة كاملة.
وفي عام 1904 أضاف دعوة جديدة فادعا أنه الكيرشنا، وأنه إله من الآلهة.
وفي عام 1907 قام بتحدي أحد علماء المسلمين في الهند، وكان هذا العالم المسلم ويدعى ثناء الله تسري حصلت بينهم نقاش ومباهلة، فهذا القادياني استفتح ودعا الله أن يقبض الكاذب منهم في حياة صاحبه، ويسلط عليه داء مثل الطاعون يكون فيه حتفه، ولم يمر على القادياني ثلاثة عشر شهراً وعشرة أيام من المباهلة إذ جاءه ما استفتح به، وهلك بمرض الطاعون في ستة وعشرين مايو 1908
سبحان الله.
وأما ثناء الله تسري رحمه الله فقد عاش بعد القادياني أربعين عاماً.
ولما مات القادياني خلفه في الحكم صديقه، خلفه في الضلال هذا حكم نور الدين، واستمر يدعو إلى دعوته حتى هلك في عام 1914
ثم افترقت القاديانية إلى فرقتين، فرقة يتزعمها المرزا بشير الدين محمود بن المتنبئ الكذاب الهالك، وتسمى القاديانية الأحمدية، وطائفة أخرى يتزعمها محمد علي اللاهوري، وتسمى اللاهورية أو الأحمدية أيضاً، وكلها تدعي الانتساب إلى المتنبئ الكذاب، وإن كانت الأولى تصرح أكثر، والأخرى اللاهورية القاديانية تقول بالنبوية، واللاهورية تقول أنه المسيح ابن مريم، ومجدد القرن الرابع عشر الهجري.
والكفر طبعاً ملة واحدة فإذا كان هناك اختلاف فلا يؤثر في قضية الحكم النهائي.
وادعى النبوة عدد من أتباع القادياني بعده منهم محمد صادق القادياني، وغلام محمد القادياني.
والقاديانيون لهم مراكز ودعاة في شتى أقطار الأرض في أمريكا وأوروبا وأفريقيا والشرق الأقصى، وعدد مراكزهم قديماً واحد وثلاثون مركزاً، والمركز الرئيسي في باكستان في منطقة سموها الربوة، مستعمرة قاديانية.
ولهم كتب ومجلات وأنشأوا المدارس منها المدرسة الكلية، واعتنوا بالمستشفيات، وبثوا الإرساليات لنشر مذهبهم الفاسد. وهذه الربوة -التي سموها- جعلوها مركزاً خاصة للقاديانيين، وسموا دجالهم بأمير المؤمنين، وأنشأوا سبع إدارات كأنه دولة مستقلة، وفي بعضها من ضمن الإدارات: أنصار الله، منظمة عسكرية تقوم بحماية الدجال الذي عندهم.
ودعوة القاديانيين لا شك أنها انتشرت ولاقت رواجاً، وفيها خداع كثير للمسلمين.
وعلى أية حال: فمن مبادئهم أنهم يقولون: أن لنا إله يتصف بصفات البشر، فهو ينام ويتكلم ويصحو ويمرض ويخطئ ويصيب ويجامع ويلد ويكذب ، إلخ.. هذا الكلام.
ويعتقدون أن النبوة لم تختم بخاتم الأنبياء والمرسلين، ويكفرون بالنصوص الواردة في ذلك، ولذلك قالوا بنبوة دجالهم، وادعى مجموعة منهم النبوة، ويعتقدون أن له كتاباً مستقلاً يضاهي القرآن في المرتبة له عشرون جزءاً، واسمه: "الكتاب المبين".
ويعتقدون أن "قاديان" مثل مكة والمدينة في المنزلة، بل أفضل منهما، ويؤمنون بالحج المفروض وهو الحج إلى المؤتمر السنوي للقاديان.
ويرون أن نسخة دينهم وركنه الأكبر هو طاعة الحكومة البريطانية.
ويعتقدون أنهم أمة مستقلة وينفصلون عن المسلمين في كل شيء، ولذلك يكفرون المسلمين، ويمنعون التزاوج معهم.
ولا شك أن هذه الطائفة مارقة من الدين منحلة وكافرة.
البابية أو البهائية
ومن الفرق أيضا المشهورة المعروفة: البابية أو البهائية، وهذه فرقة ضالة منبثقة -كما ذكرنا- من الباطنية.
وسموا ب "بابية" نسبوا لأول زعيم لهم لقب نفسه "باب".
وسموا بهائية لأن زعيمهم الثاني لقب نفسه: "بهاء الله"، وكل منهما ادعى النبوة والرسالة.
ثم زعم كل واحد منهما أن الله قد حل فيه -تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً-.
وهذه البابية أول ما نشأت في بلاد فارس.
أسسها واحد اسمه: علي محمد الشيرازي في عام 1260 أظهر دعوته.
وهذا الرجل ظهرت عليه علامات الشذوذ العقلي، وكان يصعد إلى سطح داره مكشوف الرأس، ويمكث في الشمس في حرارة الصيف من وقت الظهر إلى العصر وهو يتمتم ويتلو أوراد الباطنية وأذكارها، فأصابه ذهول وتخريف، ولما صار عمره خمسة وعشرين سنة أظهر أوهامه وخرافاته.
وهذا قد قتل بفتوى من العلماء في عام 1265 يدعي أنه الباب، والوسيلة للوصول إلى الإمام الخرافي المنتظر المختبئ في السرداب، ثم قال بعد ذلك إنه هو الإمام المنتظر، ثم قال بعد ذلك إنه نبي مرسل، وله كتاب أفضل من القرآن، واسمه "البيان".
وبعد ذلك تطور وزعم أن الإله قد حل فيه.
ولما قام بالدعوة استجاب له في بداية الأمر سبعة عشر رجلاً وامرأة من الشيخية أتباع الشيخ أحمد الإحسائي أحد غلاة الباطنية في القرون الماضية المتأخرة، ثم تفرقوا في أنحاء بلاد فارس يدعون للبابية، وكان بإيعاز من اليهودية العالمية دخول عدد من اليهود في هذه النحلة، فدخل من يهود طهران فيها مائة وخمسون يهودي، ومن يهود همذان مائة يهودي، ومن يهود كاشان خمسون، وهكذا دخل كثير من أحبار اليهود فيها؛ لأن اليهود كان من ضمن سياساتهم: تنشيط الحركات الباطنية وإمدادها بالخطط والوسائل والإمكانات.
وأما عما حصل في أمر هذه الطائفة فإنهم قد عقدوا مؤتمراً في صحراء يتشل.. في عام 1264 للهجرة كشفوا فيه كفرهم، وقامت امرأة منهم تدعى قرة العين، تركت زوجها وذهبت للمتعة، قامت وأعلنت نسف الإسلام.
وهؤلاء عندهم -كما ذكرنا- كتاب "البيان" يقولون: كتاب البيان نسخ القرآن الكريم، ويقولون: كل من لم يؤمن بكتاب "البيان" فهو كافر يستحق القتل، وأنه قتل من أفضل القربات.
ولذلك المسلمون في الباكستان والهند يعانون من هذه الطائفة معاناة شديدة؛ لأنهم يقومون باغتيالات للمسلمين.
أما الملاحظ في كتاب "البيان" هذا عندهم فهو كتاب مليء بالأخطاء اللغوية والنحوية والبلاغية في كل صفحة، وجمل متناقضة، وكلام مركب ركيك جداً، وفيه بعض الذكر لأشياء متعلقة بالعمران والحضارة، وكلام فيه خفة عقل، ومما قاله في كتاب "البيان": إنا قد جعلناك جليلاً للجاهلين، وإنا قد جعلناك عظيماً عظيمانا للعاظمين، وإنا قد جعلناك نوراً نورانا للناورين، وإنا قد جعلناك تماماً تميماً للتامين، وقل إني قد جعلناك كمالاً كميلاً للكاملين، وقل إنا قد جعلناك خضراماً كبيرا للكابرين، إلخ..
ومن غرائب هذا في وحيه المزعوم: أنه قال في هذا الكتاب: تبارك الله من شمخ مشمخ شميخ، تبارك الله من بلسم مبلسم بليس، تبارك الله من بدئ مبتدئ بدئ، وهذا من هذه الأشياء الساقطة.
أين هذا من أسمائه سبحانه وتعالى: الكبير، المتعال، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الغفار، مالك الملك؟ وهؤلاء الذين يلحدون في أسمائه وصفاته.
وظهر مقارناً للبابية وبعدهم مباشرة امتداد لهم الحركة البهائية.
الحركة البهائية جاءت وتطورت على يد تابع من أتباع الباب السابق، اسم التابع: "ميرزا حسين علي الميزرنداني لقب نفسه "بهاء الله" فمن هنا سميت الحركة البهائية.
هذا ولد في طهران عام 1233 للهجرة، ونشأ على مذهب الباطنية، وتعلم الصوفية، وعاش معهم، وقرأ كتبهم، وحضر مؤتمر "ميشتل" الذي قلنا عنه في البابية، ثم سجن وأخرج بواسطة من السفارة الروسية والبريطانية، ونفي إلى بلد آخر، وثقافية خليط من الوثنية والبوذية والبرهمية والمناوية واليهودية والنصرانية، والفرق الباطنية، والمذهب الصوفي.
هذا الرجل تنازع مع أخيه الميرزا يحيى نور الذي لقب نفسه بصبح أزل، فصار عندنا، وقع بينهم صدام شديد كل منهم ادعى أن الله أوحى إليه بكتاب يصدق دعوته، فواحد منهما ذهب إلى عكة، وواحد إلى قبرص، لكن استطاع البهاء أن يتغلب على أخيه وكانت نهاية الأزليين المنسوبين إلى صبح أزل على يد البهائيين فخلا الجو للبهائيين، وظهرت البهائية خلفا للبابية.
ما هي مزاعمه؟
ادعى البهاء أنه خليفة الباب ثم ادعى أنه المسيح ابن مريم، وأن أستاذه الباب كان يبشر به، ثم ادعى النبوة والرسالة، وادعى أن كتاباً نزل عليه اسمه كتاب الأقدس ناسخ لكتاب البيان، للبابية.
ثم ادعى الألوهية، وأن الله تجلى فيه وكان يضع برقعاً على وجهه ويدعي أن بهاء الله المتجلي في وجهه لا يرى بالأبصار، وقد أخذت له صور بالبرقع هذا ونشرت.
واعتبر دعوته ديانة جديدة، وأرسل كتباً إلى الحكام مدعياً حلول الله فيه، وجعل المكان الذي يقيم فيه هو القبلة، يعني يجب على أتباعه أن يصلوا إلى هذا المكان.
طبعاً لا شك أن صلة البهائية بالصوفية صلة واضحة في الأوهام والأفكار.
وهذا البهاء الذي جاء بالكتاب الأقدس كما قال نزل من سماء المشيئة الإلهية يقع في اثنين وعشرين صفحة من القطع المتوسط، مشحون بالأفكار السخيفة والأحكام العشوائية والجهل المركب بأحكام الحياة، وحياة الإنسان، فمثلاً يقول: إنا أمرناكم بكسر حدود النفس والهوى لا ما رسم في القلم الأعلى إنه لروح الحيوان لمن في الإمكان.
كلام فارغ.
ثم قال: قد حكم الله دفن الأموات في البلور أو الأحجار الممتنعة أو الأخشاب الصلبة اللطيفة، ووضع الخواتيم المنقوشة في أصابعهم إنه لهو المقدر العليم... قديرا".
وقد شعر البهائيون بانكشاف أمرهم فلم يطبعوا كتاب الأقدس هذا لأنه كلام سخيف جداً، فلذلك كانوا يمنعون أتباعهم من طباعة الكتاب؛ لأنه يعتبر فضيحة وخزي في العالمين، ولذلك ابن البهاء الذي اسمه: "عباس" ورث عن أبيه زعامة البهائية؛ كل واحد يطلب منه طباعة الكتاب الأقدس، يقول: إن طباعته تؤدي إلى انتشاره في أيدي الأراذل والسفهاء لا بد من أن نترفع بالكتاب عن هؤلاء العوام.
لما مات البهاء -كما قلنا- خلفه ابنه عباس ولقب بعبد البهاء، فحور بعض تعاليم أبيه بما يتفق مع الثقافة الغربية، وتحمس له بعض الغربيين، وشجعه اليهود والنصارى.
أما الطائفة: التيجانية، نسبة إلى المؤسس أحمد محمد التياجي المتوفى سنة 1230 للهجرة.
هذا الرجل كان يلتقي بعدد من مشايخ الصوفية، وكان يرحل كثيراً ثم عنّ له أن ينشأ طريقة جديدة اسمها: الطريقة التيجانية.
هذه الطريقة لها من أتباعها ثلاثون مليون شخصاً في بلد من البلدان الإفريقية.
هذه الطائفة خطيرة للغاية، منتشرة في أفريقيا كثيراً وانتشرت في السنغال ونيجيريا ومورياتنا والمغرب ومصر والسودان الطائفة التيجانية، وقد أيدها الاستعمار وبالذات الإيطالي، حتى إن التيجاني كان متزوجاً امرأة نصرانية منهم، وكانت تنقل له تعليمات الاستعمار وهو ينفذ، وبالذات إيقاف الجهاد وإلغاء الجهاد، ولذلك الاستعمار كان يشجع الحركات الصوفية؛ لأنها تقضي على الجهاد، وتعارض الجهاد، وأهم كتاب عند التيجانيين هو كتاب: "جواهر المعاني" حيث قالوا: إن النبي ﷺ قال : كتابي هذا وأنا ألفته.
وقد اكتشف أن الكتاب مسروق من كتاب آخر اسمه: "المقصد الأحمد"، ولذلك كان هذا الاكتشاف قاصمة الظهر للتيجانية؛ لأنه تبين أن الكتاب الذي زعموا أن النبي ﷺ كتبه مسروق.
وهؤلاء يعتقدون العقائد الإلحادية، يقولون: الخالق هو عين المخلوق، والمخلوق هو عين الخالق، فلا ترى بعينك إلا الله... هذه عقيدتهم.
والله -عز وجل- كفر اليهود والنصارى الذين قالوا: إن الله هو المسيح، فكيف بهؤلاء الذين يقولون إن كل ما ترى بعينك فهو الله؟
وهذا هو عين مذهب وحدة الوجود الصوفية الذين يقولون: سبحاني سبحاني ما أعظم شأني، وما في الجبة إلا الله، وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في كنيسة.
-تعالى- الله عن قولهم، هذه عقيدتهم.
ويقولون: إن مشايخهم يعلمون ما في الغيب، والله يقول: قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل: 65]، وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ [الأنعام: 59] سبحانه وتعالى.
ومن ضمن البدع التي عندهم: صلاة اسمها صلاة الفاتح لما أغلق، يقولون: إنها أفضل من القرآن، والذي يقرأها هذه الصلاة الفاتح لما أغلق كأنما قرأ القرآن ست مرات.
ونص صلاة الفاتح لما أغلق: اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق وناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.
ويرون أن يزعمون أنهم يلتقون بالنبي ﷺ يقظة ويصافحونه ويتكلمون معه ويأخذون عنه الشريعة..