إرجاء إنكار المنكر لمصلحة شرعية
أيها الإخوة: الصور التي يحسن الانتباه إليها كذلك والتفريق بينها وبين حالات أخرى: إرجاء إنكار المنكر لمصلحة شرعية، لو نهيت الآن واحداً عن منكر يعمله قد لا يتقبل منك، لكن لو قويت علاقتك به ووطدت صلتك معه، ثم أنكرت عليه لكان الإنكار ناجحاً، فنقول هنا: إن تأخير إنكار المنكر لمصلحة شرعية لا يعني إلغاؤه، وليس من الصحيح إلغاء عملية الإنكار، إذا كان يمكن تأخيرها، إذا كان يمكن إذا أخرتها أجدى الإنكار فأخرها، لكن لا تغفلها، مر عمر بن الخطاب في الحج -والحديث صحيح-، واحد من الأعراب قال: ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة، هذا في خلافة عمر الكلام، يقول الأعرابي: "ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة، ولو مات لعمر لقد بايعت فلاناً" يقوله الأعرابي، يقول: بيعة أبي بكر فلتة، ولو مات عمر أنا أبايع فلاناً، لما وصل الأمر إلى عمر -رضي الله عنه- هم أن يقوم ويتكلم في الحج، لكن ماذا نصحه عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-؟ قال: يا أمير المؤمنين تريث، لا تنبه الآن لأن الناس الآن في الحج فيهم جهلة وفيهم ناس عندهم علم، وفيهم ناس قد لا يفهمون الأمور تماماً، وينطلق كل واحد بما فهم به إلى أصقاع الأرض؛ لأنهم جاءوا في الحج، لكن انتظر حتى تقدم المدينة فيها المهاجرين والأنصار وأهل الحل والعقد وأهل الرأي فيفهمون مقالتك فيعقلونها ثم ينشرونها بين الناس، حتى لا ينتشر بين الناس شيء خاطئ، فعمر أرجأ إنكار مقولة الأعرابي حتى يقدم إلى المدينة ثم ينكرها بعد ذلك وقد حصل هذا فعلاً وكان فيه خير عظيم.
إزالة المنكر إزالة كلية
ضابط آخر إلى أي درجة يزال المنكر؟
الأصل أن يزال المنكر زوالاً كلياً بحيث لا يرجى أن يعود إلى حالته التي هو فيها منكر، يزول المنكر تمامًا، روى النسائي عن أبي الطفيل قال: لما فتح رسول الله ﷺ مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة وكان بها العزى التي يعبدها الكفار فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات، شجر الطلح، ثلاث سمرات، فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها ثم أتى النبي ﷺ فأخبره، فقال ﷺ : ارجع فإنك لم تصنع شيئًا فرجع خالد فلما أبصرته السدنة الكفار اللي عند العزى وهم حجبتها امتنعوا أو أمعنوا في الجبل، هاربين وهم يقولون: يا عزى يا عزى، فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحفن التراب على رأسها فعلاها بالسيف حتى قتلها، ثم رجع إلى رسول الله ﷺ فأخبره، فقال: تلك العزى لما قتلت المرأة هذه زالت الفتنة، وليست قضية أن قطع الشجر وهدم البيت انتهت ما زال فيه كاهنة هناك يجب قتلها حتى يزول المنكر تماماً حتى يزول المنكر بالكلية.
موسى لما فتن بنو إسرائيل بالعجل الذي صنعه السامري المنكر العظيم ماذا فعل موسى لما رجع؟ لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا [طه: 97].
زائد عقوبة السامري حتى يكون عبرة للآخرين.
فانظر كيف قضى موسى على المنكر قضاء مبرماً لا يرجى أن يعاد إليه مرة أخرى.
الرسول ﷺ في مسجد الضرار ماذا فعل؟
أمر بعض الصحابة أن يذهبوا إليه فيحرقوه ويهدموه ويزيلوه حتى قال بعض السلف: فهو الآن مزبلة، مسجد الضرار، إزالة المنكر إزالة كاملة.
شجرة بيعة الرضوان، عمر قطعها.
وقبر دانيال في الشام الصحابة حفروا قبوراً حوله بعد أن عموا على الناس حتى لا يرجى أن يعرف فيعبد ويطاف حوله ويعبد من دون الله.
والأمثلة كثيرة.
فإذاً، المنكرات التي هي بحد ذاتها منكرة لا يمكن تصلح شيئاً، وكذلك مثل العود الكمنجة أي نوع من أنواع المعازف ماذا يفعل بها؟ تكسر ، الصنم تمثال ماذا يفعل به؟ يكسر يزال بالكلية.
لكن لو كان هذا المنكر هو عبارة عن صورة في قماشة فماذا نفعل؟ نزيل الرأس، لو أزلنا الرأس تخلصنا منه فالباقي إذا كانت صورة عادية يبقى إذا لم يكن الباقي محرماً حتى يصير كهيئة الشجرة، أحياناً لا بد من إزالة المنكر، تزيله بالكلية وتحرقه وتكسره تماماً.
أحياناً إذا غيرت فيه شيئاً معيناً تحول إلى شيء مباح، ولذلك الرسول ﷺ لما رأى هذا الستار الذي فيه صور، ماذا أمر عائشة أن تصنع منه؟ يجعل وسادتين، تقطعه بحيث تزول الصورة، ويجعل وسادتين منتبذتين يوطآن.
ولما كان في البيت كلب كيف أزاله؟
أخرج الكلب من البيت.
إذا كان محل المنكر، نفس محل المنكر يمكن أن يزال بغير أن يكسر أو يتلف، الآنية التي كان الصحابة يطبخون فيها لحم الحمر الأهلية وهي تغلي في القدور، فنزل تحريم الحمر الأهلية فأمر الرسول ﷺ الصحابة أن يكسروا القدور، ويتخلصوا مما فيها، فقالوا: أفلا غسلناها وانتفعنا بها يعني لو رمينا ما فيها وغسلناها وانتفعنا بها؟ فأجاز لهم ذلك.
لكن لو فيه قارورة خمر، هل يجوز أن تكسر، الجواب نعم، يجوز أن تكسر.
لو كان فيه طعام مغشوش يجوز أن يراق؟ نعم، عقوبة للفاعل، لكن لو تصدق به يجوز نعطيه للفقراء نتخلص منه بإعطائه للفقراء المساكين، فعند ذلك أزلنا المنكر وانتفع به بوجه مباح من الوجوه.
ومسألة الكسر أو الإراقة تعتمد على حال صاحب المنكر، فإن كان إنساناً معانداً ولا يزول شره إلا بالكسر والإتلاف كسرت وأتلفت ولا ينتفع بها في وجه آخر، وإن كان إنساناً شره ليس كبيراً وانتفع بهذه في وجه مباح فهي جائزة، والمسألة فيها أقوال لأهل العلم لعله يكون هذا مخلصنا.
وهذه قصة جميلة تبين لنا كيفية تغيير المنكر بشيء بديل ممتاز، قال ابن حجر -رحمه الله- في "إنباء الغمر": جامع الخطيري يقع على النيل بناحية بولاق خارج القاهرة وكان مكانه دار عرفت بدار الفاسقين لكثرة ما يجري فيها من أنواع المحرمات، فاشتراها الأمير عز الدين الخطيري وهدمها، هذه الدار قد يكون صعب إنه يكسرها على أهلها، فماذا فعل اشتراها وهدمها وبنى مكانها هذا الجامع، وكملت عمارته وسماه: جامع التوبة، وبالغ في عمارته فكان من أحسن الجوامع.
انظر إلى الطريقة، اشتراها وهدمها وبناها مسجداً وسماه: جامع التوبة، إشارة إلى ما كان يحدث فيه من المعاصي، وصار من أحسن الجوامع.
المعسور في الإنكار لا يسقط الميسور منه
ضابط آخر وقاعدة أخرى أن المعسور في الإنكار لا يسقط الميسور منه، ما معنى هذه القاعدة أو هذا الضابط؟
يعني إذا كان الإنكار لا يؤدي إلى تغيير المنكر كلياً ولكن يؤدي إلى تغييره جزئياً هل ننكر وإلا لا؟
نعم، ننكر لو أني مريت بالشارع بمحل تسجيلات مفتوح على أعلى شيء، لو أني قلت له: طفيه ما طفاه،
لكن لو قلت له: وطيه، يمكن يخجل ويستحي على وجهه ويوطيه شوية، هل أقول له: وطيه؟
نعم، أقول له وطيه، وهكذا..
لو قالوا: نحن قائمون على حفل، ونحن لا يمكن أن نزيل الموسيقى وهذه الأغاني بالكلية، لكن ممكن ما يصير فيه نساء، نقول: ننكر عليهم كل شيء، ولو كان هذا الإنكار ما راح يجيب نتيجة إلا تخفيف المنكر أنكرنا.
نحن قلنا: ننكر حتى ولو ما راح يجيب نتيجة، كيف لو راح يجيب نتيجة، وهي تقليل المنكر يكون الإنكار من باب أولى.
مراتب تغير المنكر
الآن نأتي إلى حديث: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان [رواه مسلم: 49] الآن مدرس ضبط طالباً يدخن، والمدرس عنده سلطة، ويمكن يأخذ هذه من الطالب ويدوسها برجله، هل يفعل هذا مباشرة أم أنه يبدأ بالحكمة والموعظة الحسنة؟ نقول: يبدأ بالحكمة والموعظة الحسنة، فإذا الطالب ما استجاب والمدرس يستطيع أن يغير باليد فماذا يفعل؟ يغير باليد.
فإذا كان بالعكس المدرس هو الذي يدخن والطالب ينصح وما يستطيع يغير باليد فماذا يفعل؟
باللسان يقول له: هذا حرام ولا يجوز وانت تفعل شيئاً محرماً، والدليل قوله تعالى: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ [الأعراف: 157] فقسم الله الأمور إلى قسمين: طيب وخبيث، والدخان إما طيب إما خبيث، وأنت وأنا والعقلاء يقولون: إنه خبيث، إذاً هو محرم بنص الآية ويحرم عليهم الخبائث أقم الحجة انصح باللسان.
فإن كان لا يستطيع باللسان فعند ذلك ينتقل إلى القلب، لكن الإنكار بالقلب هل هو شيء يحصل بعد الإنكار باليد واللسان أما هو مع الإنكار باليد واللسان؟
نعم، مع الإنكار باليد واللسان الإنكار بالقلب، معنى الحديث ننكر باليد فإذا لم نستطع فباللسان فإن لم نستطع فنبقى على الإنكار بالقلب؛ لأنه أصلاً الإنكار بالقلب موجود، ما زال موجوداً الإنكار بالقلب، وإلا لو زال الإنكار بالقلب هذه مصيبة، هذا يمكن أن التغيير باليد نفاق رياء تظاهر، وهكذا...
روى مسلم في صحيحه عن أم سلمة -رضي الله عنها- أنه قال: إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، يعني إذا لم يستطع غير ذلك ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع [رواه مسلم: 1854].
ما معنى: ((كره))؟ يعني بالقلب.
بعض الناس يظنون: أن التغيير باللسان يفقط، يقول: هذا حرام.
تبيين شناعة المنكر، تبيين أدلة تحريمه، تبيين عقوبة الله لهذا، والتذكير بعذاب الله ، هذا كله من التغيير باللسان، ليس فقط هذا حرام، لا بد أن نحاول أن الناس يتقبلون الأمر.
كيفية الإنكار باليد مقيدة بما سبق أن ذكرنا: إذا كان لا يؤدي إلى مفسدة أكبر منه.
من أمثلة الإنكار باليد: يقول الراوي: رأيت أبا عبد الله الإمام أحمد مر على صبيان كتاب يقتتلون صبيان صغار، صارت بينهم مهاوشة ويقتتلون، فماذا فعل؟ ففرق بينهم، فما هو الآن التفريق هذا؟ استخدام اليد، هذا مثال جيد على استخدام اليد في إنكار المنكر.
لكن إذا قوي أهل الفجور حتى لا يبقى لهم إصغاء من البر، بل يؤذون الناهي لغلبة الشح والهوى سقط التغيير باللسان إذا كان سيؤذى باللسان، وبقي بالقلب هذا إذا كان الأذى لا يحتمله الإنسان.
وسنذكر هذه النقطة بعد قليل وهذه نقطة مهمة.
يجب ألا نفهم أن التغيير باليد باللسان بالقلب يعني ما فيه وسائل أخرى قد تكون باليد، مثال: ذكر ابن حجر -رحمه الله- في تاريخه عن رجل من المسلمين كان صاحب علم وكان حسن الصوت بالقرآن، صوته بالقرآن جميل، قال: وكان ينكر على جماعة من قراء الأجواق، الجوق هو المجموعة، هذه طريقة قراءة مبتدعة، هؤلاء قراء الأجواق أصحاب طرق مبتدعة في القراءة بحيث أنه كان إذا مر بهم وهم يقرؤون يسد أذنيه، وسيرته حسنة، وطريقته حسنة، فالآن سد الأذنين نوع من الإنكار، يعني هذا الشخص جميل القراءة لما مر بهم ولا يستطيع أن يفعل باليد أو يمنعهم من المرور أو يسكتهم بالقوة، فماذا فعل؟ سد أذنيه أمام الناس ماذا تعني؟
أن هذا الذي يفعلوه منكراً، مع أنه قرآن لكن لأنه تلي بالطريقة المبتدعة صار منكراً.
أما الإنكار بالقلب فإنه يجب ألا ينفصل في أي حالة من الحالات، يقول الله : وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ [الأنعام: 68] وقال أيضا: فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ [النساء: 140] فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأنعام: 68].
هذا يدل على اجتناب أصحاب المعصية إذا ظهر منهم المنكر ولم يستطع الإنسان تغييره، قال الله : إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ .
الرضا بالكفر كفر، فكل من جلس في مجلس معصية لم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء.
حكم حضور المجالس التي فيها منكر
وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بمعصية وعملوا بها فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم، ولا يجوز لأحد أن يحضر مجالس المنكر باختياره.
لا يجوز لمؤمن أن يقعد على مائدة يدار عليها الخمر، ولما رفع لعمر بن عبد العزيز قوم يشربون الخمر أمر بجلدهم، فقالوا له: إن فيهم صائماً، فقال: ابدؤوا به، أما سمعتم الله يقول: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا [النساء: 140]، فليس للإنسان أن يحضر الأماكن التي يشهد فيها المنكرات ولا يمكن الإنكار، ما يجوز يحضر أصلاً في عرس فيه منكر.
لو حضرت ما تستطيع تنكر هل يجوز أن تحضر؟
لا.
حفلة فيها منكر هل يجوز أن تحضر؟
لا.
ما يجوز أن تحضر إذا لم تستطع أن تنكر.
لكن ممكن تحضر وتنكر وتمشي حتى يبقى صوت الحق مرفوعاً، وأنك أنت رفعت الإسلام وأظهرت الحق وأقمت الحق، ثم فارقتهم.
سئل شيخ الإسلام -رحمه الله- عن حكم حضور المجالس التي فيها منكر، فقال: ليس للإنسان أن يحضر الأماكن التي يشهد فيها المنكرات، ولا يمكنه الإنكار إلا لموجب شرعي، مثل أن يكون هناك أمر يحتاج إليه لمصلحة دينه أو دنياه لا بد فيه من حضوره، أو يكون مكرهاً، أدخلوه بالقوة ماذا يفعل؟ عرس فيه منكرات، بنت ضربها أبوها كتفها وأخذها بالقوة وأدخلها في العرس، لا تستطيع الخروج، مكرهة، إذا صار الإنسان مكرهاً فهو معذور.
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز عن هذه المسألة فقال: إذا جلس معهم وهم يفعلون المنكر ولا ينكر فهو كبني إسرائيل، صار عليه مثل ما صار على بني إسرائيل، ويجب عليه مفارقتهم وينكر عليهم ذلك ويبغض المنكر ويفارق أهله، إلا إذا جاءهم للنصح والإرشاد والتوجيه والتعليم، أو لمصلحة عامة للمسلمين لا يتخذهم أصحاباً وأصدقاء وهم على المنكر، إذا كان بهذه الشروط، نعم.
فإذاً، قد يكون المكان فيه منكر لكن يجوز أن نأتي للإنكار للتوجيه للمصلحة، يمكن واحد حاط في بيته صوراً معلقة أو في مكتبه تمثالاً من التماثيل، وهذا الرجل فيه مصلحة للمسلمين لو جئنا وكلمناه عن أمر من الأمور، مصلحة كبيرة هل يجوز أن ندخل عليه في المجلس وعنده هذه الأصنام والتماثيل والصور المعلقة، لكي نكلمه عن المصلحة الكبيرة للمسلمين؟
نعم، يجوز ندخل ونكلمه ثم نمشي.
مكان فيه منكرات هل يجوز ندخل لكي نعلمهم ونرشدهم وننهاهم؟
نعم، إذا كنا لم نتأثر بذلك، ونعود إلى القاعدة إذا كانت المصالح أكبر من المفاسد؛ لأنه قد يكون أحيانًا الدخول فيها فيه إضرار بمسألة التميز، تميز المسلم ومفاصلته لأهل المنكر، وقد يأخذ الناس عنك من دخولك من حضورك يقولون: هذا جائز؛ لأن الشيخ فلان موجود، هنا ينبغي أن تدرك هذه النقطة، ومهما كان فيها مصالح قد تقدم المفسدة، وتقول: نعم يقولون يحتج الناس بي أنا إنسان متبوع أو قدوة إذا حضرت، قالوا: فلان حضر.
فالمسألة إذاً مراعاة المصالح والمفاسد.
مفارقة من لم يستجب للإنكار لحظة بداية عمله للمنكر
هذا ضابط آخر بين المفارقة لحظة عمل المنكر والمفارقة بعد وقوعه.
الآن إذا واحد يحلق لحيته متى يجب علينا إذا ما استجاب أن نفارقه؟
عند الحلق.
إذاً، هو الآن جاء يحلق ونهيناه ونصحناه ما في فائدة إذا جاء يحلق أطلع من المكان، لكن حلق وانتهى، هل أقول له هذا ما دام انتهى وحلق لحيته ما يجوز أني أجلس معه نهائياً، يعني هل هذا صحيح؟
لا، ما هو صحيح؛ لأنه هو الآن وقت حدوث المنكر راح وانتهى وقت حدوث المنكر وهو يحلق، لكن فيما بعد يجوز أن نختلط بهذا الرجل خصوصاً إذا كان هجره فيه مفسدة.
الآن المسبل والمتختم بالذهب وغيرهم من أصحاب المنكرات لو نصحناهم ما استجابوا، ممكن نهجرهم لفسقهم بعد ما نبين لهم بالأدلة، وكل شيء، لكن لو كان إذا هجرناهم ازدادوا في المنكرات، وجاءهم أعوان سوء ونحن أهل الخير صرنا منعزلين، هل نهجرهم؟
هناك قاعدة مهمة جدا في الهجر، ذكرها شيخ الإسلام -رحمه الله- أن الهجر حكمه يعتمد على المصلحة والمفسدة، فإذا كانت مصلحة الهجر حاصلة أكبر من المفسدة هجرناه، أما إذا كانت المفسدة هي الأكبر إذا هجرناه فلا نهجر.
وقال: ويعتمد على قوة الهاجرين وضعفهم، وذكر كلاماً عظيماً جداً لشيخ الإسلام في مسألة الهجر ليس هذا محل تفصيله.
حد الأذى المسقط لإنكار المنكر
ما هو حد الأذى الذي يسقط عنك الإنكار؟
نقول باختصار: هذه المسألة ليس فيها حد محدود وتختلف باختلاف الأحوال والأشخاص وأنواع الأذى والمسألة اللي فيها المنكر.
ولكن إذا كان الإنسان سيتعرض إلى أذى لا يستطيع احتماله أو لا يستطيع أن يحتمله فلا ينبغي له أن ينهى، لحديث رسول الله ﷺ: لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: يتعرض من البلاء ما لا يطيق [رواه الطبراني في الكبير: 13507، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 613] هذا حديث مهم جداً.
لو كان واحد نهى عن منكر سيتعرض إلى بلاء لا يطيقه، ويمكن يفتن عن دينه فهل ينكر؟
لا، لأنه سينتهي إلى فتنة عن دينه.
وعلى العموم لو حصل على إنسان خاف القتل الحقيقي أن يقتل أو أن يضرب ضرباً مبرحاً شديداً ما نقول له: يجب عليك أن تنكر، لكن نقول له: إنكارك عزيمة من العزائم؛ لأن الرسول ﷺ قال: سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله [رواه الترمذي: والحاكم: 4884، وقال: "صحيح الإسناد"، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 2308].
فإذًا، صار هذا الشيء عزيمة لكن ما نلزم الناس به نقول حتى لو تعرضت للقتل يجب عليك أن تنكر، لا، إذا كان سيتعرض إلى أذى شنيع فلا يجب عليه أن ينكر؛ لأنه قد يكون فيه إلقاء بالنفس إلى التهلكة وتذهب نفسه وقد يكون إبقاؤه على نفسه فيه مصالح أخرى من الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجالات أخرى لا يحصل عليه فيها ذلك، لكن لو حصل مثل موقف الإمام أحمد -رحمه الله- البويطي قتل، ومحمد بن نوح الذي كان رفيق الإمام أحمد الشاب مات في الطريق وهو في السلاسل، والإمام أحمد طرحوه على بارية حصير وداسوه بأرجلهم، حتى كاد أن يختنق، حتى قال له بعضهم: "ظنناك مت".
والخليفة صف الجلادين الأشداء الغلاظ، ويقول للواحد: تقدم ويضرب سوطين بأكثر ما يستطيع ويرجع، ويقول له المعتصم: شد يدك قطع الله يدك، ويأتي الجلاد الذي بعده.
وقف الإمام أحمد وقفة عظيمة جداً له أجرها عند الله إن شاء الله، فهذا الفعل لأنه يحتمل الإمام يحتمل ما يخاف الفتنة على نفسه، يحتمل تقدم وواجه حتى الموت، ولكن الله رأف به وخرج من الفتنة حياً، وبقي مناراً يعلم الناس حتى توفاه الله.
لكن هنا نقول: مسألة هل لأدنى سب أو شتم نقول لك: ما يجب عليك؟
قال ابن الجوزي -رحمه الله-: أما السب والشتم فليس بعذر في السكوت؛ لأن الآمر بالمعروف يلقى ذلك في الغالب.
وقال شيخ الإسلام -رحمه الله-: الصبر على أذى الخلق في الأمر والنهي إن لم يستعمل لزم أحد أمرين إما تعطيل الأمر والنهي وإما حصول فتنة ومفسدة أعظم من مفسدة ترك الأمر والنهي أو مثلها أو قريب منها، وكلاهما معصية، وقد قال الله تعالى: وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [لقمان: 17] فمن أمر ولم يصبر أو صبر ولم يؤمر أو لم يؤمر ولم يصبر حصل من هذه الأقسام الثلاثة مفسدة، ولكن الصلاح أن يأمر وينهى ويصبر على الأذى.
وعموماً فأكثر ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والهيئات والشيء المأمور به والمنهي عنه.
ولكن من الأمور المهمة في قضية الأذى إذا تعدى الأذى إلى الآخرين إذا أنت نهيت عن منكر أدى إلى أن يتعدى الأذى إلى الآخرين، هل يجوز أن تنهى؟
لا، لماذا؟ لا يجوز لأنه يتسامح في حق النفس ما لا يتسامح في حق الآخرين، ما يصير إني أنا أعمل عملاً أنا مستعد أن أتحمل تبعاته لكن من الناس من سيشملهم ردة الفعل والعقوبات لا يستطيعون أن يتحملوا، أو يترتب عليه تعطيل الدعوة إلى الله، نفترض أن مركزاً إسلامياً في بلد خارجي يقوم بالدعوة إلى الله، ونشر العلم وتعليم الكفار الإسلام وإدخالهم في الدين، ويقام فيه الصلوات وصلاة الجمعة، وعقد النكاح، مركز إسلامي مهم، وواحد من الناس في هذا المركز الإسلامي أتى إلى محل من المحلات، أو مثلا مر ناس معهم منكر،ـ فقام بالعصا فضربهم، أخذ المنكر فكسره مثلا، فتسبب من هذا إقفال المركز الإسلامي كله، ما رأيكم بالعمل هذا؟
غير صحيح؛ لأن الأذى صار ردة الفعل عامة، صارت على آخرين، أو صارت على الدعوة إلى الله كلها.
وهذا لعمر الله مسألة ما فقهها كثير من المتهورين، فإنهم يتهورون في الإنكار تهوراً يسبب الأذى لهم ولغيرهم من المسلمين، وتعطل الدعوة إلى الله أو توقفها أو انحسارها أو ضعفها أو تحجيمها، يترتب عليه مفاسد أكبر بكثير من المفسدة لو أنه ما غير بالطريقة التي غير بها.
وأنتم تعلمون أمثلة واقعية لهذه القضية.
لا إنكار في مسائل الاجتهاد
الضابط الآخر والقاعدة في الإنكار: لا إنكار في مسائل الاجتهاد.
الخلاف على نوعين: خلاف سائغ، وخلاف غير سائغ.
ما الخلاف السائغ؟ يعني كلاً من الفريقين معه أدلة.
مثال: قراءة الفاتحة للمأموم في الصلاة الجهرية خلف الإمام يقرأ وإلا ما يقرأ؟
هذه من المسائل النادرة في الشريعة التي تراوح فيها الخلاف بين التحريم والوجوب، وإلا الأصل يصير الخلاف مكروهاً جائزاً، جائزاً مستحباً، حراماً مكروهاً، واجباً مستحباً ، لو كان الخلاف سائغاً، معنى سائغ يعني الأدلة قوية من الطرفين هل يحق لك إذا أنت معتقد أنه يجب أن تنكر على واحد يعتقد أنه لا يجب؟
تقول: أنت ترتكب حراماً، حرام عليك، كيف تقرأ القرآن خلف الإمام، ما يجوز صلاتك باطلة، وهو عنده الأدلة والرجل يقرأ ويطلع ويعرف، وله سلف في هذه المسألة من الثقات من العلماء يجوز الإنكار؟
لا، لكن فيه نوع من الخلاف غير سائغ يعني خلاف واه، يعني المسألة الحق فيها واضح.
مثال: وجوب الغسل من الإيلاج دون إنزال، لو أولج الرجل في المرأة ولم ينزل لكن مس الختانُ الختان، ولم ينزل، هل يجب الغسل؟
فيها خلاف، لكن الخلاف: الحق فيها واضح؛ لأن فيها نص: إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها، فقد وجب عليه الغسل وفي رواية: وإن لم ينزل [رواه مسلم: 348].
هنا ماذا نفعل؟
ننكر نقول: يجب عليك الغسل.
لا إنكار في مسائل الاجتهاد على المجتهد أو على من يتبعه بالدليل أو على من يقلده من العامة هؤلاء كلهم ما ننكر عليهم، لكن من يأخذ من أقوال العلماء بالتشهي، إنسان عامي لكن يدور الأسهل، يمكن ما يقرأ الفاتحة يقول: أسهل أني ما أقرأ؟
هذا أنكر عليه، لماذا؟ لأنه يأخذ بالقول الآخر، لماذا؟ لأنه مقتنع به، لأنه يعلم أدلته ومقتنع بها؟ لأنه يثق بالعلماء الذين قالوا بهذا الرأي وهو يقلدهم لأنه عامي؟
لا، لأنه أسهل هذا أنكر عليه.
الإنكار بحسب الاستطاعة
لو كثرت المنكرات هل يسقط الإنكار؟
دخلت السوق وفيه منكرات كثيرة، هل أقول خلاص اتسع الخرق على الراقع؟ أشتري وأمشي هل صحيح؟ لا
سئل الشيخ ابن باز عن هذه المسألة: لو كثرت المنكرات، هل يجب الإنكار؟
نعم، يجب عليه بحسب القدرة حتى ولو كثرت.
الإنكار على غير المكلف يسمى زجراً وتأديباً
واحد صغير غير مكلف ماسك زمارة وقاعد يزمر هل ننكر عليه أو لا؟
الجواب: نعم، لكن لا يسمى إنكاراً عند العلماء، وإنما يسمى زجراً وتأديباً.
لماذا ما سموه إنكاراً؟
لأنه غير مكلف.
إذاً، هو غير آثم.
هذا الإنكار يسمى: تأديباً زجراً تربية، لكن ما نسميه: إنكاراً من الناحية الشرعية، ولكن نغير، قال المروذي لأحمد: الطنبور الصغير، آلة العزف، يكون مع الصبي؟
فقال الإمام أحمد: إذا كان مكشوفاً فاكسره.
فإذاً، لو شاهد آلة موسيقية في يد ولد يأخذها إلى حين؟ طبعاً لا يأخذها ويكسرها أمامه، وذاك الولد يتفرج ويبكي، لا، تعال يا حبيبي هذه ما تصلح، خذ هذه بدلاً منها، نأخذها ونكسرها بعيداً عن الولد.
أو نقول له: إن الله يحب يا ولدي أنك تكسر هذا، اكسر هذا الشيء المحرم.
هذا طيب لكن المقصود إنه ما نفجعه بهذا.
هل يجوز لآل بيت الرسول ﷺ أن يأكلوا من الصدقة؟
لا، لما أخذ الحسن من تمر الصدقة، ماذا قال ﷺ؟ كخ كخ [رواه البخاري: 1491] وهي كلمة تقال للولد لزجره عن شيء ما، ليترك أمراً من الأمور.
حكم نهي الكفار عن المنكرات
نأتي الآن إلى الكفار هل ننهاهم؟
طبعاً ننهاهم عن الشرك والكفر هذا شيء أساسي.
لكن هل ننهاهم عن المنكرات التي يقومون بها غير الشرك والكفر؟
بعض العلماء قال: إذا كان محرماً عندنا ننهاهم؛ لأن هؤلاء مخاطبون بفروع الشريعة.
ومنهم من قال: ننهاهم إذا كان حراماً في شريعتهم.
ومنهم من قال: يستحب نهيهم ولا يجب من باب لفت النظر.
والوسط -والله أعلم- في هذه المسألة: أنه إذا كان المنكر الذي يفعلوه متعدٍ يضر المسلمين؛ مثل تبرج الكافرات ليفتنوا شباب المسلمين ننكر عليهم ونأمرهم بالحجاب.
لو واحد منهم يجاهر بالإفطار في نهار رمضان متحدياً مشاعر المسلمين ننكر عليه؟
نعم.
لكن لو كافر مسبل ما يجب الإنكار عليه، ويمكن يستحب للفت نظره إلى محاسن الإسلام، أو أنه ننكر عليه نقول: انظر الإٍسلام فيه هذه المحاسن، لكن لا يجب.
لو كان الكافر يعمل عملاً يصد كفاراً آخرين عن الإسلام ننكر؟
نعم، ضرره متعدٍ.
وفي أحكام أهل الذمة إذا خالفوا الشروط ننكر عليهم ليس هذا محل ذكرها.
تنبيه
وختاماً: أرجو حينما نذكر هذه الضوابط أو هذه القواعد لا يشعر السامع منكم أن مسألة الإنكار مسألة معقدة وشديدة، وأنها لا يصح الإقدام عليها إلا بعد دراسات مستفيضة، ويكون المنكر راح من زمان ونحن جالسين كما أشرت إلى هذا، هذه القواعد والضوابط ليست تكبيلاً للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، وتصعيباً للأمر عليه، حتى لا يأمر ولا ينهى، وإنما المقصود تصحيح الانطلاقة وليس منع الانطلاقة.
المقصود توجيه الانطلاقة وليس كبت الانطلاقة، وإن الانطلاقة مهمة، وإلا فإننا لو سكتنا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتفشت المنكرات، ما وصل المسلمون إلى ما وصلوا إليه الآن إلا بسبب غياب هذه الفريضة، والتقصير فيها.
واعلموا: أن الله لا يغفل الظالمين، وأن الفاحشة إذا فشت في قوم فإن الله يعاقبهم وينزل عليهم سخطه وبأسه ولو تأخر العذاب: إن الله ليمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود: 102].
ونحن أمام هذا الواقع البعيد عن شرع الله المتفشي فيه المنكرات، المليء بما يغضب الرب نحن بين أمرين:
إما أن نحاول إصلاح المجتمع وينصلح المجتمع، ونكون مثل قوم يونس لما آمنوا كشف الله عنهم العذاب، أو أننا نترك هذا الأمر فيأخذنا عذاب الله جميعاً الصالح والطالح.
واعلموا: أن الأمر لا يمكن أن يتم على ما هو عليه وأن تستمر الأمور، الناس الآن فرحانين بالمنكرات يشيعونها ويستعلنون بها، والله لا يعمل لهم شيئاً؛ لأن لله سنة لا بد أن تقع: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ من القرآن والسنة فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ أموال أشياء تأتي من كل جهة حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا وصلوا إلى مرحلة الفرح والأشر والبطر أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ [الأنعام: 44] يأتي العذاب من الله -عز وجل-.
فنحن الآن إذا ما استطعنا الإصلاح على الأقل ننجو حين ينزل العذاب.
بعض الناس يتصور نزول العذاب مستحيل، يقول: هذه سنين قاعدين نفجر وما نزل لكن لا تأمن مكر الله.
لا تأمن -أيها الأخ- مكر الله إذا أخذ الله يأخذ أخذ عزيز مقتدر .
فعلينا القيام بهذه الفريضة حتى على الأقل ننجو من العذاب: أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ [الأعراف: 165].
وفقني الله وإياكم لرضاه ولاتباع سنة نبيه ﷺ، ولأن أقوم بهذه المسؤولية العظيمة.
وصلى الله على نبينا محمد.