الحمد لله الهادي إلى سواء السبيل، وأشهد أن محمداً رسول الله ﷺ البشير والنذير والهادي بإذن ربه إلى صراط الله العزيز الحميد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
وأشهد أن لا إله إلا الله الذي اختص نفسه بالهداية، هداية التوفيق للحق، وشرح الصدر له: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء [القصص: 56].
أيها الإخوة والأخوات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حاجة البشرية للهداية
ويسرني أن أحدثكم في هذا المجلس عن هذه المسألة العظيمة: مسألة الهداية، فما أحوجنا إليها، ما أحوج الكافر إلى الهداية، وما أحوج العاصي إلى الهداية، وما أحوج المهتدي للزيادة من الهداية، وما أحوج المزداد إلى الثبات عليها، ونحن نقول في الصلاة: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ [الفاتحة: 6]، ونكرر ذلك.
والنبي ﷺ يقول في قيام الليل: اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء .
الهداية في نفس الإنسان يحتاج إليها لكي تزكو نفسه، إنه قادر على أن يسلك سبيلها بما وضح الله له من سبيل الخير وأرشده ودله بالرسل والكتب.
أقسم الله بأقسام متعددة متوالية على حقيقة مهمة في سورة الشمس: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا [الشمس: 10 - 1].
ما أحوجنا إلى تزكية نفوسنا، وتزكية النفس طريق الهداية، والذي يدسي نفسه فيحملها بخذلانه إياها عن الهدى، ويركب المعاصي، ويترك الطاعات فإنه هو الخسران والله.
ومن زكاها فهذه هي الهداية.
الهداية بيد الله
هذه الهداية التي بيد الله ، هذه الهداية التي لو شاء الله أن يفعلها بأهل الأرض كلهم لفعل ذلك: قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ [الأنعام: 149].
لكن من أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها.
وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا [يونس: 99].
ولكن وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ [النـور: 54].
هذه الهداية منة من الله .
هذه الهداية التي استشعرها الصحابة فقالوا معترفين:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا | ولا تصدقنا ولا صلينا |
هذه الهداية منة: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ [الحجرات: 17].
إذاً، لا تتكبروا على عباد الله وعليكم بدعوتهم لعلهم يهتدون كما اهتديتم.
الهداية بلغ من عظمها أن أهل الجنة حين يدخلون الجنة يحمدون الله على نعمتها، ويقولون: الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ [الأعراف: 43].
قال ابن جرير في تفسير الآية: أي الحمد لله الذي وفقنا للعمل الذي أكسبنا الذي نحن فيه من كرامة الله وفضله، وصرف عذابه عنّا.
هذه الهداية ممكن أن تأتي فجأة، قال ﷺ في مثال على هذا: المهديّ منا آل البيت يصلحه الله في ليلة [رواه ابن ماجه: 4085، وأحمد: 645، وحسنه الألباني].
وممكن تأتي الهداية هذه تدريجياً؛ كما جاء عن جبير بن مطعم ، قال: سمعت رسول الله ﷺ قرأ في المغرب فلما بلغ هذه الآية: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ [الطور: 35 - 36] الآيات. قال: "كاد قلبي أن يطير" [رواه البخاري: 4854]، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي.
أول ما سكن وثبت، ثم بدأ يزداد حتى أسلم جبير في فتح مكة أعلن إسلامه.
أسباب الهداية
الهداية لها أسباب فأنب إلى الله -يا عبد الله- ليهديك؛ لأن الله قال: وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ [الرعد: 27].
جاهد في الله -يا عبد الله-، جاهد نفسك والشيطان والأعداء، قال الله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت: 69].
آمن بالله -يا عبد الله- يهديك الصراط المستقيم: وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ [التغابن: 9 - 11].
ادع الله -يا عبد الله- فإن الدعاء من أعظم أسباب الهداية: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: 60].
ماذا نقول؟ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ [الفاتحة: 6].
وماذا علم النبي ﷺ علياً أن يقول؟ سل الله الهدى والسداد، واذكر بالهدى هدايتك الطريق، واذكر بالسداد تسديدك السهم [رواه أبو داود: 4225].
هذه الهداية من الله ليس لها مكان محدد ولا زمان محدد، فقد يهتدي الشخص في زمان ومكان غير متوقع، وبعض الناس اهتدوا عندما ذهبوا إلى بلاد الكفار.
نعم، ليس هذا هو الأكثر، لكن حصل، معنى ذلك أنها ممكن أن تأتي في أماكن غير متوقعة وفي أزمنة غير متوقعة، وبوسائل وطرق غير متوقعة، إنها من الله ، وقد يهتدي الشخص الذي لا تتوقع هدايته، قتل مائة نفس ثم هداه الله .
يا عبد الله: رافق الأخيار وكن معهم فإنهم من أعظم أسباب الهداية: قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا [الأنعام: 71].
قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى [البقرة: 120].
فرافقهم وهم يدعونك إلى صراط الله المستقيم.
الهداية لو أن الله أعطاها كل الناس ما زاد ملكه في شيء، ولو حرمها كل الناس ما نقص ذلك من ملكه شيئاً .
يقذفها في قلوب من يشاء من عباده، لها أسباب متعددة، الواحد قد يهتدي بعد خطبة، بعد موعظة، محاضرة، من دعاء قنوت، بعد حج أو عمرة، بعد حادث، أثناء مرض، بعد رؤية يراها، مصيبة تقع في المسلمين، مصيبة تقع عليه فيرجع إلى الله ، مع رفقة طيبة، نتيجة دعوة، تقدم داعية بذلها له، ونصيحة أسداها إليه، فجأة من غير سبب واضح، فجأة يقوم من النوم يغير طريقه.
يكون ماشيا في الطريق يفكر في سيارته، تدبر يفتح له باباً يغير حياته.
الهداية إنها المطلب العزيز، إنه الشيء الذي لا بد أن نبحث عنه باستمرار.
بعض قصص المهتدين
فتعالوا -أيها الإخوة- نستعرض بعضاً من أسباب الهداية؛ لأن هذا موضوع يفيد الدعاة ويفيد المدعوين.
بالقصص الواقعية نفكر كيف اهتدى من اهتدى؟ نماذج ممن اهتدوا، كيف كانت هدايتهم؟ تتبع هذا جيد ومفيد، تتبع هذا الموضوع مهم، قد يهتدي بعض الناس نتيجة لرؤيته إنسانا ثبت على دينه، كافر يهتدي نتيجة رؤية شخص ثبت على دينه.
التوبة بسبب الثبات على الحق
سعيد بن عامر الجمحي ، هذا الرجل ولاه عمر على أهل مصر فاشتكوا إلى عمر يقولون: إنه تأخذه الغنطة بين الأيام!
بعد كم يوم يسقط، يغشى عليه، ما هذا؟ لماذا يحدث له هذا؟ فأتى به عمر فسأله، فقال سعيد بن عامر: شهدت مصرع خبيب بن عدي الأنصاري بمكة وقد قطعت قريش لحمه -قطعوا لحمه- بعدما صلبوه وقالوا: أتحب لو أن محمدا ًمكانك؟
فقال: والله ما أحب أني في أهلي وولدي وأن محمدا ًﷺ شيك بشوكة.
ثم قتل خبيب.
سعيد ين عامر كان مع الواقفين المتفرجين، قال سعيد بعدما أسلم أثر فيه منظر هذا الرجل، قال: فما ذكرت ذلك اليوم وتركي نصرته في تلك الحال وأنا مشرك إلا ظننت أن الله لا يغفر لي بذلك الذنب أبداً، فتصيبني تلك الغنطة.
حرام بن ملحان، هذا رجل عظيم، من أصحاب بئر معونة، القراء الكبار الذين ذهبوا شهداء إلى ربهم.
الذي طعنه وقتله أسلم، من هو الذي طعنه وقتله؟
إنه رجل يقال له: جبّار بن سُلمى، لما طعنه نفر الدم من حرام بن ملحان ، فرأى حرام الدم نفر، فأخذه ونضح على وجهه ورأسه، وقال: فزتُ ورب الكعبة.
فقال جبار: ما فاز؟ أليس قد قتلته؟
كيف فاز؟ أنا قتلته بيدي، كيف فاز؟
فسأل، فقالوا: الشهادة، إنه يقصد أنه فاز بالشهادة.
فأسلم جبّار وهو معدود في الصحابة كما ذكر ابن حجر -رحمه الله تعالى-.
قصة توبة زاذان
ممكن الواحد يهتدي على يد العالم الفقيه الصالح، لقد رووا في ترجمة زاذان، والقصة من "سير أعلام النبلاء" زاذان من كبار المحدثين والعلماء، هذا رجل كان شاباً فاسقاً في أول أمره، قال: كنت غلاما ًحسن الصوت، جيد الطرب بالطنبور -من أدوات المعازف-، فكنت مع صاحب لي عندنا نبيذ وأنا أغنيهم، فمر ابن مسعود فدخل فضرب الباطية – يعني إناء الخمر – بددها وكسر الطنبور، ثم قال -لهذا الشاب -: لو كان ما يسمع من حسن صوتك يا غلام بالقرآن لكنت أنت أنت.
انظر إلى الكلمة، وجه الكلام للمغني، قال له: لو كان ما يسمع من حسن صوتك يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت.
لو هذه الموهبة استثمرتها في القرآن كنت أنت بالمنزلة العالية يشار إليك بالبنان، ثم مضى.
هي كلمة ألقاها ومضى، فقلت لأصحابي: من هذا؟
قالوا: هذا ابن مسعود.
فألقي في نفسي التوبة، فسعيت أبكي وأخذت بثوبه، فأقبل عليّ فاعتنقني وأجلسني وأخرج لي تمراً وأحسن إلي ثم تلا عليّ قول الله -تعالى-: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر: 53].
قصة توبة القعنبي
أحياناً العالم يصدر موعظة لشخص فاسق تكون لها وقع عليه شديد، لكن مفيد، القعنبي -رحمه الله- من المحدثين أيضاً الرجل هذا كان شخصاً فاسقاً أيضاً، يحدث ابنه عنه: كان أبي يشرب النبيذ ويصحب الأحداث -يعني شلة الفسق والسوء- فدعاهم يوماً وقد قعد على الباب ينتظرهم، فمر شعبة على حماره والناس خلفه يهرعون. شعبة من كبار المحدثين، جبل في الحفظ، له شهرة بين الناس، لما دخل البلد الناس تسابقوا إلى شعبة، كل واحد يريد أن يسمع الحديث من شعبة.
وحفّوا به، هذا الشاب لابس قميص أحمر جالس على الباب، ينتظر أصحابه الفسّاق، رأى المنظر، شخص غريب على دابّة والناس يتسابقون إليه ويحفونه، قال: من هذا؟ قالوا: شعبة، قال: أيش شعبة؟ أسماء العلماء غير معروفة عند الفسّاق، يعرفهم أهل الهدى، أما الفساق في وادٍ آخر، يعرفون أسماء اللاعبين والمغنيين والممثلين، يعني عندهم أسماء أخرى، الأسماء اللامعة، لكن أهل العلم وطلبة العلم عندهم أسماء لامعة أخرى، قائمة غير. قال: أيش شعبة؟ قالوا: محدّث -يعني يحدّث الناس-.
فهذا الشاب قام طائشاً وعليه الإزار الأحمر، وذهب واخترق الناس إلى شعبة، قال: حدّثني، بدون أدب، أنت هيه حدثني، فنظر شعبة إلى هذا الشاب، ومعروف أن اللون الأحمر منهي عنه للرجال، الأحمر الخالص، غير الأحمر المخلوط بغيره، الأحمر الخالص من ملابس النساء منهي عنه للرجال كما جاء في الحديث الصحيح.
فنظر شعبة إلى هذا الشاب، زيه زي الفساق، وليس من أهل الدين والصلاح، ولا من أهل الحديث، وهذا حديث عن النبي ﷺ يعطى لأهله، الأحاديث في الأسانيد تقال للمستحقين، لأهلها. فالشاب يقول: حدثني، فنظر إليه شعبة، فقال: ما أنت من أصحاب الحديث فأحدثك. شكلك ما أنت من أهل العلم فكيف أحدثك؟
ماذا فعل الشاب؟ أشهر سكينه، على طول طلع السكين، أليس هذا ما يفعله الشباب الطائش إذا شيء ما أعجبه؟ مباشرة يخرج السكين.
قال: تحدثني أو أجرحك؟ فقال شعبة: حدثنا منصور عن ربعيّ عن أبي مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت [رواه البخاري: 3484] انتقى له حديثاً في الصميم، فألقى سكينه ورجع إلى المنزل، يعني أراد الله به خيراً من هذه الكلمة، وقام إلى الشراب وأراقه، وقال لأمه: الساعة أصحابي يجيئون فأدخليهم وقدمي الطعام إليهم، فإذا أكلوا فخبّريهم بما صنعت بالشراب -أني تغيرت- حتى ينصرفوا.
ومضى من وقته إلى المدينة فلزم مالك بن أنس وأخذ عنه العلم، ورجع إلى البصرة وإذا بشعبة قد مات فما سمع منه إلا هذا الحديث.
قصة توبة الفضيل بن عياض
الفضيل بن عياض ورحمه كيف اهتدى؟
قارئ كان يقرأ آية في قيام الليل ما كان منتبهاً للفضيل أصلاً، لكن سمع الآية، هذا كان أيضاً مشتغلاً بالعاصي.
كان يتسلّق جداراً إلى جارية ليفجر بها، داخل بيت، هو يتسلق الجدار وإذا بالجار يقوم الليل، ومن زمان البيوت متلاصقة، وصوت الجار يسمعه الجار الآخر.
هذا في الليل يتسلق ليزني، وذاك يقوم الليل، فإذا بالقارئ الذي يقوم الليل هذا يقول: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ [الحديد: 16].
فلما سمعها، شف الواحد إذا كتب الله له الهداية، سبحان الله كيف تدخل الهداية في القلب، ربك أعلم!
قال مباشرة: بلى يا رب قد آن.
آن الأوان أن يخشع قلبي لما أنزلت، بلى يا ربّ قد آن.
فنزل وما أكمل التسلق ورجع أين يذهب؟
ذهب إلى كهف، خربة خارج البلد، دخل ليفكر في أمره وماذا يفعل، ما هي الخطوة التالية.
وإذا بأناس يتكلمون، من المسافرين في الطريق، بعضهم يقول: نرحل في هذا الليل؟ وبعضهم يقول: لا، إذا أصبحنا، الآن لا نرحل فإن فضيل يقطع الطريق.
الآن لو سافرنا يخرج علينا بسلاحه يقطع طريقنا ويأخذ مالنا.
فقال: ففكرت، وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي وقومٌ من المسلمين ها هنا يخافوني، أنا في الليل أريد الفاحشة وهؤلاء يخنبئون مني، يعني شرّي عم البلد وخارج البلد.
وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام.
وهكذا ذهب هذا الشخص رحمه الله ليجاور في البيت الحرام، يعبد الله، كما أنه أساء يريد أن يحسن، إن الحسنات يذهبن السيئات.
توبة شاب بسبب تأمله في عظام بالية
شخص كان مسرفاً على نفسه، شاب مسرف على نفسه، يعمل المعاصي، وعنده أم صالحة، تعظه، تذكره، تنصحه بلا فائدة، أبداً، مصر، راكب رأسه، يوبخ أمه لو نصحته.
يوم من الأيام وهو يمشي مر بمقبرة، فرأى عظاماً كثيرة منثورة، أراد الله به خيراً، فأخذ عظماً، جعل يتأمل العظم هذا.
أخذ عظماً نخراً ففته بيده فانفتّ، فقال لنفسه: ويحكِ أنت تكونين هكذا غداً؟ رفاتاً؟ جسمي يكون تراباً؟ وأنتِ الآن في المعصية؟
هو رأى الآن منظر عظم نخر كان ذلك سبب هدايته، تاب إلى الله، ورفع رأسه إلى السماء، وأقبل على ربه، ورجع إلى أمه متغيراً، وإذا بهذا الولد غير الولد الذي كانت تعرفه، ثم بالأمور تتطور، صيام النهار، وقيام الليل، وبكاء!
قالت: يا ولدي قتلت قتيلاً؟
قال: لا.
قالت: ارفق بنفسك.
قال: الرفق بها أريد.
قالت: استرح قليلاً.
قال: الراحة أطلب، أتضمنين لي الخلاص؟
قالت: فمن يضمن لي؟
قال: فدعيني وما أنا عليه.
بقي يعبد الله حتى شاء الله أن يقبضه في قيام الليل بعدما قرأ: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الحجر: 92 - 93].
فخرجت أمه تنادي الناس ليجهّزوه، فجاء الناس، لم ير أكثر جمعاً ولا أغزر دمعاً من ذلك اليوم.
توبة امرأة بارعة الجمال على يد الربيع بن خثيم
هناك امرأة معروفة بالجمال جداً، بارعة الجمال، تحدت قومها أو تحدوها أن تفتن الربيع بن خثيم، الربيع بن خثيم من كبار الصالين والعلماء، من تلاميذ عبد الله بن مسعود، وحسبك بتلاميذ عبد الله بن مسعود، علقمة، والأسود، والربيع بن خثيم.
تلاميذ ابن مسعود شيء آخر، فاستأذنت زوجها، قالت: تأذن لي أن أذهب لأفتن الربيع فإنه صار تحدٍ بيني وبين قومي؟
فأذن لها!
طبعاً الذي ما عنده غيرة "ديوث".
ذهبت فتظاهرت أنها تريد أن تسأله فأقبلت وجلست لتسأله فكشفت وجهها، فإذا هو كالقمر، فغض بصره، وقال: كيف بكِ لو قد نزلت الحمّى بجسمكِ فغيّرتكِ ما أرى من لونكِ وبهجتكِ؟ أم كيف بكِ ونزل الموت بك فقطّع منك حبل الوتين؟ أ كيف بكِ لو سألك منكرٌ ونكير؟
فزعت، صرخت، قامت، ذهبت إلى بيتها، غشي عليها، أفاقت في عبادة الله.
هي كلمات، لكن خرجت من قلب نحسبه صادقاً.
اشتغلت بالعبادة حتى ماتت كأنها جذعٌ محترق، يعني من كثرة الصيام والقيام، فكان زوجها يقول: مالي وللربيع بن خثيم أفسد عليّ امرأتي.
صارت الآن لا تريد إلا العبادة.
كلمات وعظ تأتي من قلب صادق.
قصة توبة المهلبي
أحياناً يحشر المتقي مع العاصي في مكان واحد، ولا يجد المتقي حيلة للفرار، ركب أحد الصالحين الشباب مع شاب صالح، مع شخص من المهالبة، مهلّبيّ في سفينة في العراق أيام البرامكة.
فظن أن هذا الشيخ سوف يكون نعم الرفيق، ومع الشيخ غلام وجارية، فلما صار في دجلة دخل داخل في الماء ولا يمكن العودة إذا بهذا المهلّبي يقول للفتى: انزل. وللجارية تأتي.
بأي شيء يأتي الغلام؟ بآنية الخمر، ماذا تفعل الجارية؟ تغنّي.
هذا أسقط في يده، ماذا يفعل؟ هذا شرع في الشراب، وشرعت تلك في الغناء، وهو المسيطر على المركب، خطر ببال هذا الشيخ بعد مدة، التفت إلى الشاب ووجده مشتغلاً بشيء آخر، ليس حوله.
فقال: يا فتى، تحسن مثل هذا؟
هذا الغناء وهذا الصوت، قال: أحسن ما هو أحسن منه.
قال: ما هو؟
فقال الشاب: بسم الله الرحمن الرحيم: قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً * أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ [النساء: 77 - 78].
وكان الشاب حسن الصوت بالقرآن، فجعل يرتل، فرمى الشيخ المهلّبي قدح الخمر في الماء، وقال: أشهد أن هذا أحسن مما كنت أسمعه، فهل غير هذا؟ قال: نعم: وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا السور، سور جهنم مطبق عليهم وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ الماء يشوي الوجوه، وليس ناراً، هو ماء، لكن من حرارته يشوي الوجوه: بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا [الكهف: 29].
فوقعت الآية في قلب هذا المهلّبي موقعاً عظيماً، فأمر بآنية الخمر كله فسكب أخذ العود فكسره، ثم قال: يا فتى، هل ها هنا فرج؟
قال: نعم: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر: 53].
انتهت الرحلة بهداية الرجل ومن معه إلى سواء السبيل.
إسلام كافر بسبب رجل عامي
رجل عامي كبير في السن، انظر كيف تأتي أحياناً الموعظة التي تهدي بإذن الله من عاميّ كبير في السن، كان لسانه رطباً من ذكر الله، وحبب إليه الذكر، هذا الشايب كان دائماً يردد: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
وإذا مرّ في الطريق فرأى غافلاً يقول له باللهجة العامية: يا وليدي، كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
أي واحد يشوفه في الطريق، وقف في مكان في سرى الخبّاز: يا وليدي، كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
وقف يشتري من مكان، أي شيء، يقول هذه الوصية، شايب، ما عنده علم كثير غزير لكن عنده هذه الموعظة دائماً يعظ بها.
مرض أدخل المستشفى، والطبيب الذي كان يعالجه كافر أعجمي، وهذا الرجل الصالح خرّ مغشياً عليه من المرض.
لما أفاق الشيخ الشايب وفوق رأسه هذا الطبيب الكافر مباشرة قال الشايب لهذا الطبيب: يا وليدي، كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
هذا الكافر استغرب، أيش هذا؟ ماذا يقول له؟ أول ما صحى يقول هذا الكلام، فسأل أن يترجموا له، فترجموا له ما قال هذا الكبير في السن، فتأثر الكافر وأسلم بهذه الكلمة.
سبحان الله.
التوبة بسبب حادث مروع
قد تأتي الهداية أحياناً بعد حادث مروّع، موت، شيء مؤثر يراه الإنسان نتيجة الحادث يعني.
بعض رفقاء السوء اجتمعوا في استراحة، أو مزرعة، ومعهم شراب، ومعهم نساء على زنا، والخمر، والعياذ بالله.
فأرسلوا أحدهم ليشتري لهم عشاء، فتأخر، ما رجع بسرعة، فأرسلوا واحداً منهم ينظر ماذا حصل، فهو ذاهب في الطريق لينظر أين صاحبه، فإذا به يرى زحاماً حول سيارة.
اقترب، فإذا بها سيارة صاحبه، والسيارة تحترق، فدخل مع الناس الذين كانوا يحاولون إخراج ذلك السائق فأخرجه، ونقله إلى سيارته، وأسرع إلى المستشفى، وهذا المحترق لا زال يتكلم، يقول: ماذا أقول له؟ ماذا أقول له؟
وصاحبه يقول: من هو؟
يقول: ماذا أقول له؟
يقول: من هو؟
يقول: ماذا أقول له؟
قال: من هو؟
قال: الله.
هذا رأى الموت الآن، يحترق، فكان هذا الحادث سبباً في هداية الآخر أيضاً: ماذا أقول له؟
التوبة بسبب مطوية
أحياناً الهداية تأتي بمطوية بسبع هلالات، سبع هلالات يسلم عليها واحد؟ سبحان الله.
واحد من الكفار قرأ تلك المطوية وأسلم ورجع إلى بلده وقام يدعو جماعته إلى الإسلام، وبعد مضي سنوات أسلم على يديه 300 شخص، بدأت العملية بمطوية بسبع هلالات.
يا حظ الذي طبعها ووزعها، وأوصلها إلى يده.
هو يدخل للجنة ثلاثة بالسهم الواحد: صانعه المحتسب به الخير، والمناول، مع أنه يناول، والرامي به.
الله فضله عظيم وكرمه كبير، لكن أين العاملون؟
التوبة بسبب شريط قرآن
هذه عجوز في السن كبيرة، سافرت مع قريب لها، فيبغى يشغل الأغاني، وهذه المرأة صالحة لا تريد الأغاني، تريد قرآناً.
أصرّ الرجل، أصر الشاب الطائش إلا أغاني!
قالت: طيب راعي شيبتي وكبري، طيب نصف الطريق لي ونصفها لك، نصف المشوار، أنا معي شريط قرآن، طيب أعطني نصف المشوار.
قال: طيب، لكن نبدأ بشريطي أنا.
شغل شريط الأغاني وطلع الذي في رأسه، لما صار النصف المشوار انتهى الشريط قال: هاتي شريطك.
وضع شريط القرآن، فكانت الغلبة لشريط القرآن.
تأثر الرجل، وهداه الله .
تأثر ابن الجوزي بعبد الوهاب الأنماطي
المربون لهم أثر عظيم، غرس البذور التي تثمر ثمرات الهداية بإذن الله.
ابن الجوزي كان يحكي عن مشايخ جلس إليهم ولكن في فريق منهم، ناس معينين تأثر بهم أكثر، منهم عبد الوهاب الأنماطي، قال: كنت أحضر مجالسه في صغري، وكان لا يأخذ على الحديث أجراً، وإذا قرئت عليه أحاديث الرقائق بكى وأبكى من حوله.
وكنت أجلس وأنا صغير أتعلم منه، يبني قواعد الإيمان في نفسي، هذه كلمة ابن الجوزي، يقول: كان هذا عبد الوهاب الأنماطي، بكاؤه يبني قواعد الإيمان في نفسي.
خرج ابن الجوزي، تاب على يديه سبعون ألفاً، على يدي ابن الجوزي، إنها أصلاً ثمار غرست منذ الصغر.
توبة أصحاب المرقص بسبب موعظة
هذا اليقين الذي يكون عند بعض الناس سبباً في الهداية، هذا الإصرار على هداية الخلق ونصحهم، الإصرار يصل بصاحبه بإذن الله إلى نتائج.
قالوا في أحد البلدان العربية، الشيخ الإمام لما أقيمت الصلاة التفت إلى المصلين، رأى العدد قليلاً، فقال لهم: أين الناس؟ لماذا ما يأتون المسجد؟
قام واحد جريء، قال: في المرقص.
قال: أيش المرقص؟
قالوا: هذه قاعة فيها مسرح خشبة ترقص عليها النساء شبه العاريات والناس يتفرجون!
قال: والمتفرجون من المسلمين؟
قالوا: نعم.
قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، أين هذا المرقص؟
قالوا: ما لك وله؟
قال: أين هو؟
أصرّ، أرشدوه إليه، ذهب إلى المرقص طلب مقابلة صاحب المرقص، جاء وهذا شخص ملتحٍ، ولا علاقة له بالموضوع فظنه أخطأ بالعنوان، تريد من؟
قال: أنا أريدك أنت.
قال: ماذا تريد؟
قال: أنا أريد منك إنك تعطيني الفقرة، أنا أريد أن أقدمها.
قال: أيش؟
قال: يعني غداً بدلاً من أن تظهر الفرقة أنا أريد أن أقدم الفقرة، بلاش الفرقة، أنا أريد أن أصعد إلى المسرح غداً.
قال: لا، يمكن تخرب عليّ شغلي.
قال: كم يجيك في اليوم؟ أعطيك حق اليوم كله، لكن لا تجيب الفرقة، أنا أريد أكون في المسرح.
مع الإغراءات المالية والإصرار وافق.
ثاني يوم جاء الشيخ صعد المسرح والستارة مغلقة والحضور جالسون ينتظرون، ففتحت الستارة، وإذا بشيخ وقور كبير جالس على الكرسي، فظنوا هذا مشهداً فكاهياً، بدأ الشيخ يتكلم، حمد الله وأثنى عليه، واستفتح آيات...
فبعد ذلك عرف الناس إن القضية ليست فقرة هزلية، فقام بعضهم يلغو، يصيح، ووضعوا أصابعهم في آذانهم، على الزعيق، فقام واحد من الحاضرين قال: يا جماعة اسكتوا، دعونا نسمع ماذا يقول الشيخ، خلينا نشوف آخر القصة هذه، اسكتوا، نشوف نهايتها مع هذا الشايب.
فاسترسل في الكلام وتلا الآيات والأحاديث، وقال: يا أيها الناس إنكم عشتم طويلاً، وعصيتم كثيراً فأين ذهبت لذة المعصية؟ ذهبت اللذة وبقيت الحسرة، والصحائف سوداء، ستسألون عنها يوم القيامة، ويأتي يوم يهلك الله فيه كل شيء، ولا يبقى إلا وجهه.
أيها الناس ولا يبقى إلا وجهه سبحانه، هل نظرتم إلى أعمالكم إلى أين ستؤدي بكم؟ إنكم لا تتحملون نار الدنيا وهي جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم فكيف بنار الآخرة؟ بادروا بالتوبة قبل فوات الأوان...
ووعظهم فتأثروا وبكى من بكى من الناس وخرجوا وتابوا إلى الله، وحتى صاحب المرقص تاب إلى الله، وأغلق المرقص.
التوبة الأخ الكبير بسبب أخي الصغير
كان هناك شاب طائش أخذ أخاه معه في مشوار، أخوه صغير، لكن صغير على إيمان ودين، على الفطرة، صغير سمع من الشباب الطيبين، من المكتبة، من التوعية، من المدرس أن الغناء محرم، وأهمية ذكر الله.
شاب صغير، طفل، هو طفل في الحقيقة، وهذا الشاب أخوه في السيارة بجانبه، شغل الكبير الأغاني.
الطفل أخوه الصغير، قال: لو سمحت سكّر الأغاني.
قال: أسكت، ما لك دخل.
سكر، لا، في النهاية: إذا كان ما سكت سأنزلك في وسط الطريق هنا.
سأنزلك في وسط الطريق.
وسبه وشتمه شتما ًقبيحاً، فسكت الطفل الصغير، غلب لأنه صغير، سكت، لكن سكت وقلبه يعتصر ألماً.
وتأثر تأثراً بالغاً، فبعدها حانت من أخيه السائق الشاب الكبير نظرة إلى أخيه الطفل، فوجد الدمعة تنزل على خده.
كانت تلك الدمعة على خد أخيه الصغير الطفل هي السبب في هدايته إلى الله ، هو ما كان الكلام، هو غلبه وسكّته، لكن هذه الدمعة، لما رأى دمعة الحزن والحسرة من الطفل، من أخيه الطفل الصغير رجع إلى الله -سبحانه-.
توبة اللصوص بسبب صدق طفل صغير
الأطفال هؤلاء ممكن أن يعملوا أشياء عجيبة، هذه قصة من القديم، يقولون: قطاع طرق أغاروا على قافلة للمسلمين، فزعيم هؤلاء اللصوص صار يمر على كل واحد في القافلة يعمل معه تحقيقاً: كم يحمل من النقود، كل واحد كم معك؟ كم معك؟ كم معك؟
وصل إلى طفل، إلى صبيّ صغير، قال: كم معك؟
قال: معي مائة دينار.
فاستغرب، الرقم كبير، وأولئك الكبار ما قالوا مثل هذا الرقم.
ففتشه فوجد فعلاً معه مائة دينار.
فقال: عجباً لك يا غلام.
هذا زعيم الحرامية يقول: عجباً لك يا غلام، لو قلت لي : معك عشرون، وقلت لك : طلعها، طلعت العشرين كان أخذتها وسكت.
فلماذا قلت لي : إن معك مائة؟
قال: إن أمي علمتني أن لا أكذب.
فتأثر هذا اللص من كلمة هذا الطفل وكان ذلك سبباً في هدايته.
وسيأتي مزيد من بعض مواقف الأطفال الصغار التي تكون سبباً في الهداية، تلك دمعة مغلوب، وصدق هذا الطفل كان سبباً في الهداية.
توبة زوج بسبب زوجته
كان شاب من الشباب نشأ على المعاصي وتزوج وجاءه أولاد وهو يرتكب الموبقات والمحرمات، الصلاة لا يعرفها، لكن زوجة الشاب هذا، زوجة الشخص كان فيها دين، ولدت له ولداً اسمه: مروان، مروان هذا كان من تقدير الله أصم أبكم، إنما رضع الإيمان من ثدي أمه المؤمنة، لما بلغ عمره سبع سنين، الولد صار يواظب على الصلاة من تربية أمه، وأبوه لا يصلي، لا يركعها.
فالولد بدأ يحاول يكلم أباه عن الصلاة، ولكنه أصم أبكم، لا يتكلم.
فجعل بالإشارات يشير إلى أبيه: لماذا يا أبت لا تصلي؟ ويشير إلى السماء، ويشير بالتكبير، ويؤشر بالاستفهام، ويشير إليه بأن الله يراه.
لكن الأب غافل!
يوم من الأيام جاء الولد بصوت مخنوق، بكاء، ودموعه تنهمر، ذهب توضأ ورجع وأمسك المصحف وفتحه لأبيه على سورة مريم، ووضع أصبعه على هذه الآية: يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا [مريم: 45].
وأجهش بالبكاء، فتأثر الأب لهذا المنظر وبكى معه، وشاء الله أن ينفتح مغاليق قلب الأب على يد هذا الولد، فمسح الدمع عن عيني ولده، وقبله، وقام معه إلى المسجد.
التوبة بسبب دعاء القنوت
أيها الإخوة: كم سمعنا عن أشخاص تابوا بسبب دعاء القنوت، دعاء القنوت إذا صدق الداعي، ولامس هذه النفوس بتلك الدعوات الطيبات وحرص أن يأتي من السنة ما يقوله ويسمع به من خلفه، والناس يتأثرون.
توبة مدرسة على يد طالبة
ممكن تكون طالبة سبب هداية مُدرِسة، ممكن، لا عجب أن تهتدي الطالبات على يد المدرسة، لكن العكس هو العجيب.
هذه مدرسة تلبس الحجاب أمام البنات، لما انتهت السنة الدراسية أرادت أن تسافر هذه المرأة إلى الخارج، لما ركبت الطائرة أقلعت الطائرة، استوت في الأجواء، نُزع الحجاب، وأزيل الغطاء، وأزيل الخمار، خرج البنطلون، وخرج هذا القصير، وهذا الشفاف، وهذه العطورات، وهذا المكياج، ونفشة الشعر، وإذا بفتاة عمرها 16 عاماً تتقدم من هذه المرأة، وتسلم عليها، وتقول: كيف حالكِ يا معلمتي؟ فأسقط في يد المرأة وانحرجت، فقالت لها: ألا تعلمين أن الحجاب تنزيل من العزيز الحكيم؟ أليس الله قال في كتابه العزيز: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن).
الحجاب ليس عادات، الحجاب عبادة ليس عادة ولا تقاليد، إن الله ربنا هنا وهناك، في الداخل والخارج، وهو مطلع عليكِ في هذه الطائرة. يا معلمتي أنتِ قدوتنا، أنتِ كنتِ تحرصيننا على الحجاب، ونحن نسمع منك التوجيهات في المدرسة، والآن أنتِ على منكر.
تقول: شعرت بالحرج الكبير من طالبتي تنصحني وتوجهني، وتمنيت أن يحدث لي أي شيء الآن، أي شيء ينشق ويبتلعني. ومنذ تلك اللحظة قررت ارتداء الحجاب وعدم التنازل عنه أبداً بسبب نصيحة هذه الطالبة التي كنت أدرسها.
التوبة بسبب الثبات أمام الشهوات
أحياناً يقوم واحد يدعو شخصا آخر إلى فاحشة، فثبات الآخر المدعو إلى المعصية وعدم الاستجابة يهز العاصي الداعي إلى المعصية، ويكون سبب هدايته.
ثبات المدعو للمعصية يهز العاصي الداعي، ويكون سبباً في هدايته.
هذا أحد الشباب مرة استرعت انتباهه في الحي فتاة محتشمة جداً، لا يرى منها شيء، تخرج من بيتها إلى مدرسة تحفيظ القرآن النسائية في الحي.
جاءه الشيطان وقال: أنت أتحداك أن تغوي هذه الفتاة؟
فانصبت أفكار الشاب كلها الآن على قضية كيف يغوي هذه الفتاة، فأخذ يكتب منظومة شعرية فيها عشق وحب وغرام.
وتحت باب المنزل إلى فلانة، وقبل أن توشك بالدخول وضع الخطاب، الفتاة مزقته ولا استجابت ولا شيء.
كتب خطابا آخر، شياطين الإنس لا يستلمون بسهولة، يتغزل فيها، ويذكر من الصفات التي تخطر على باله التي يظنها فيها والتي لا يظنها فيها، كتب: وأنتِ كذا، وأنا معجب بكِ في كذا، ومعجب بشكلك في كذا، و... إلى آخره.
والوعد بيننا كذا، والموعد الذي كان قبل كذا كذا...
كله افتراءات كذب، ما في مواعيد أصلاً ولا شيء سابق.
لكن تحطيم، شياطين الإنس، تحطيم المعنويات وجر المعصية، يريد أن يجرها بالقوة.
وقال: وإذا ما استجبتِ لي غداً فصورة من هذه الرسالة ستقع في يد أبيكِ، سأرسلها له في العمل.
مستخفٍ بالليل وسارق بالنهار، عمل الشياطين.
أرسل مع من الخطاب لها؟ مع خادمة بيتهم، قال لها: شوفي الرد، عندها رد جيبيه.
كان الرد ما هو؟
رجعت الخادمة معها صرة صغيره ملفوفة للشاب هذا، فاستبشر، قال: أخيراً وقعت في المصيدة!
فتح اللفافة، فإذا فيها تمرات وورقة مكتوب عليها: هذه التمرات التي كنت أعددتها اليوم للإفطار وأنا صائمة، أرسلتها إليك لعلها تكون موعظة!
كان لهذا وقع في نفسه ولا شك، لكن الرجل ما انتهى من هذا، حصل له سفرة وقال للخادمة: ارجعي إليها وقولي: إن فلانا لا يزال ينتظر الموعد.
راح هذا السفر ورجع من السفر، قال للخادمة: ذهبتِ إلى فلانة؟
قالت: نعم.
ماذا قالت؟
قالت: أرسلت لك بهذا المظروف.
فتحه وإذا فيه مصحف مكتوب عليه: إهداء لك لعل الله أن يهديك به.
كفّ الرجل، وبدأ الصراع في نفسه، وبقي في جيئته وذهابه يترصد في وقت المركز، بين البيت والمركز فلم ير الفتاة.
فسأل عنها، فقالوا: قد توفاها الله أثناء سفرك.
مرضت وتوفاها الله أثناء سفرك.
فتلك التمرات على هذا المصحف، على هذا الخبر كان كافياً في هداية هذا الإنسان إلى صراط العزيز الحميد.
التوبة بسبب النصيحة
أيها الإخوة: نحن أحياناً نظن أن بعض العصاة لا فائدة من نصحهم، ونشوف شكل الواحد فنحكم عليه إنه لا يهتدي.
قال أحد الدعاة إلى الله : كنت عائداً من سفر طويل، وقدر الله -تعالى- أن يكون بجانبي في المقعد في الطائرة شخص من زمرة شباب لاهين تعالت ضحكاتهم وكثر ضجيجهم، وامتلأ المكان بسحاب متراكم من دخان سجائرهم.
وكان من قدر الله أن الطائرة كانت ممتلئة تماماً بالركاب فلم أتمكن من تغيير المقعد، حاولت أن أهرب من هذا المأزق بالفرار إلى النوم دون فائدة.
ولما يئست أخرجت المصحف ورحت أقرأ ما تيسر من القرآن الكريم بصوت منخفض.
وما هي إلا لحظات حتى هدأ الشاب الذي بجانبي، ومرت فترة قال بعدها فجأة: يكفي، يكفي!
فظننت أني أثقلت عليه برفع الصوت، فخفضت صوتي زيادة، واعتذرت إليه، فرأيته يضم رأسه بين يديه ثم يتململ في جلسته، ويتحرك كثيراً، ثم رفع رأسه بانفعال شديد، ويقول: أرجوك يكفي، يكفي لا أستطيع الصبر.
ثم قام من مقعده وغاب عني فترة من الزمن، ثم رجع مرة ثانية وسلم علي، واعتذر متأسفاً، وسكت وأنا لا أدري ماذا يحصل.
وبعد قليل من الصمت التفت إلي وقد اغرورقت عيناه بالدموع، وقال لي هامساً: ثلاث سنوات أو أكثر ما وضعت جبهتي على الأرض لله رب العالمين، ولا قرأت ولا آية، أنت الآن أسمع منك آيات صار لي أكثر من ثلاث سنين ما سمعت آيات.
ولا آية، أنا كنت غائباً في الخارج قبل، وهذا سفر الرجوع شهراً كاملاً ما تركت منكراً ولا معصية تتخيلها ولا تتخيلها إلا وعملتها.
جلست بجانبك وأنت تقرأ، اسودت الدنيا، وانقبض صدري، واختنقت؛ لأنني أحسست أن كل آية أنت تقرؤها أنا معني بها، وتنزل على جسدي كالسياط.
وأحسست برغبة شديدة في البكاء، ولكن ما أريد أن أبكي أمامك ولا أمام النساء فذهبت إلى الحمام وبكيت وغسلت وجهي ورجعت.
ثم لما وقفت الطائرة ونزلنا، وأردت أن أذهب استوقفني، كأنه يريد أن يبتعد عن أصحابه، ثم سألني وعلامات الجد بادية على وجهه: هل تظن أن الله يتوب عليّ؟ أنا فعلت أشياء عظيمة، هل تظن أن لي مكان بين التائبين والصالحين أم أنه لا سبيل ولا أمل؟
فقلت له: إن كنت صادقاً في توبتك عازماً على العودة فإن الله يغفر الذنوب جميعاً.
فقال: لكنّي فعلت أشياء عظيمة.
قلت له: ألم تسمع أن الله -تعالى- يقول: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر: 53].
فرأيته يبتسم ابتسامة السعادة، ودعني ومضى وعيناه مليئتان بالدموع.
فقلت: سبحان الله العظيم، إن الإنسان مهما بلغ في فساده وطغيانه بالمعاصي فإذا كان في قلبه مثقال ذرة من خير ستظهر.
ونحن الدعاة إذا استطعنا الوصول إلى هذه البذرات واستنبتناها ورعيناها أثمرت وأينعت بإذن الله.
وهؤلاء الناس عندهم خير وشر يتصارع الخير مع الشر في نفوسهم.
وإذا أحسنّا الكلام، واستثمار الفرص تأتي النتائج بإذن الله .
التوبة بسبب الاعتداء على المقدسات
ممكن أحياناً الاعتداء على المقدسات التي يقدسها الشخص يكون سبب في رجوعه إلى الله.
شاب ذهب إلى بلاد الكفر للعربدة والسكر، وقدر الله أن شخصاً أعجمياً أيضاً معه في جلسة العربدة والسكر، وأثناء السكر سبّ العربي الرسول ﷺ.
ففهم الأعجمي الذي معه فقام وضربه ضرباً مبرّحاً شديداً انتقام.
يقول هذا الأعجمي: هذه لا، إذا وصلت على الرسول ﷺ لا يمكن، فظهر من الخير في هذا الأعجمي، ظهر من الخير في هذا لشخص لما رأى استثير، لما وصلت المسألة إلى هذا فكان ذلك سبباً في انقلابه.
سبحان الله!
التوبة بسبب وفاة الناصح المؤثر
وأحياناً تكون وفاة الناصح مؤثرة في المنصوح كما تقدم في القصة، وهذه قصة أخرى لشاب ذهب مع أخواته من الرياض إلى الدمام للتمشية، يعني أخذهم، قالوا أهله: خذ أخواتك اذهبوا إلى المنطقة الشرقية.
انطلق بسيارته من الرياض إلى الدمام، وبدلا ًمن أن يدعو بدعاء السفر أجلب عليه الشيطان بصوته وزين له الغناء، بدأ بشريط الغناء.
إحدى أخواته كانت صالحة ذاكرة لله طائعة لربها، بدأت بأذكار السفر، ولما شغل الأغاني طلبت منه أن يسكته فرفض، توسلت إليه، أبى.
أنكرت، نصحت بدون أي فائدة، والمشكلة أن أختيها الأخريتين تؤلبان وتعينان أخاهما على الغناء، واستهزاء وسخرية بهذه المتدينة.
لكن الشكوى لله المرأة ماذا تفعل؟
وقد هددها قال: أنزلك في الخط، ما علي منك، تسكتي ولا أنزلك في الخط.
بعد فترة من سياقة السيارة قدر الله أن تنفجر إحدى عجلات السيارة وهي تسير بسرعة فانحرفت عن الطريق وهوت في منحدر جانبي وهوت عدة مرات، واستقرت على ظهرها، وأصبحوا في حال لا يعلمها إلا الله.
وقف الناس، هرع المنجدون، وجاء هؤلاء لإغاثتهم واستخرجوهم من السيارة، خرجوا سالمين إلا من إصابات بسيطة إلا تلك الأخت المتدينة لفظت أنفاسها الأخيرة في ذلك الموقف، واختارها الله إلى جواره، ومضت إلى ربها.
كانت هذه الإصابة وهذه الوفاة، وخصوصاً أنها رافقت ذلك الحدث والمواجهة بين الخير والشر، والداعية والمدعو، كان ذلك سبباً في هداية ذلك الشاب إلى الله .
لما رأى بعينه على أي شيء ماتت أخته، على ذكر لله وكره للمنكر، وعلى أي شيء كان ممكن هو يموت عليه، يموت على الغناء، وكره الخير والذكر.
وهكذا يكون استقبال الدعاة إلى الله وحسن الاهتمام بالمدعوين سبب آخر للهداية، فهذا شاب كان مع شلة سيئة تعرف عليهم مشى معهم، بما أنه الوحيد الذي عنده سيارة بينهم صاروا يلتفون حوله، وخذنا المشوار الفلاني، والمكان الفلاني، وهذا للمعاكسة، وهذا للمغازلة، وهذا للسوق، وهذا للمقهى الفلاني، وسهر إلى كذا، وعلى الأرصفة، ورقص، وغناء، ومخدرات ومسكرات.
كان في الحي واحد صاحب دين اسمه "عبد الواحد"، عبد الواحد هذا صار أكره شخص على صاحبنا، وصار هذا من نتيجة رؤية عبد الواحد كأنه يرى الشيطان مع أنه قد تصاحب مع الشيطان؛ لأن عبد الواحد كان مجتهداً في نصح شباب الحي، ويعرف أن الدور سيأتي عليه لأن ينال من عبد الواحد نصيحة.
ولذلك قال: أبدأ بالهجوم قبل ما يبدأ بي.
فتجتمع الشلة، وإذا مر عبد الواحد سلقوه بألسنة حداد، سخرية، واستهزاء، وهمز، ولمز، وكلام سيئ.
إلا أن عبد الواحد كان يبتسم لهم، ويقول: جزاكم الله خيراً، ويمشي.
ينصح كلمتين ويمشي، وهم يستهزئون به، سلام عليكم ويمشي؛ كما قال الله: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ [القصص: 55]، وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا [الفرقان: 63].
يوم من الأيام واحد من الشلة هذه هو نتيجة موعظة في الفصل أو شيء، المهم حصل عنده شيء من التأثر، فقال للشلة: ليش ما نروح نسوي عمرة في احدى الإجازات؟ يعني اقتراح، فيها سفر، وافق شيئاً في نفوسهم، فذهبوا، قالوا: أدينا العمرة والله أعلم باللي أديناه. كيف شكل العمرة؟ كيف طريقة العمرة التي أديناها؟ المهم بما يسمى عمرة، ورجعنا، رجعنا إلى الحي وإذا بعبد الواحد يمر بسيارته.
بدأنا بالسباب والشتم، وإذا بالرجل يتقدم إلينا واثقاً: السلام عليكم، ثم يقبل عليّ ويعانقني، ويقول: الحمد لله على السلامة، تقبل الله منا ومنك، ما شاء الله، سمعنا أنك أخذت عمرة، وكلام، مدح، مدح وقع فيه، قال: فخجلت خجلاً شديداً، وتغيرت ملامح وجهي، وماذا أقول له في هذا الحال؟ سكتنا، وبقي عبد الواحد يمر عليّ.
قال: بعدما رجعنا من العمرة أصبت بمرض دخلت المستشفى، فصار عبد الواحد يمر عليّ مع أصحابه الطيبين، يأتيني في المستشفى مع أصحابه الطيبين، فقلت مرة لهم وقد سألوني عن حالي ونومي، قلت: أنا لا أنام إلا بمخدر طبي، مهما قرأت مجلات ما يجيني النوم، فقال لي أحدهم: أنا عندي لك علاج ينوم وتنام أنت مرتاح من غير إبر ولا شيء.
قلت: ما هو؟
فأخرج مصحفاً، وقال: هذا، اقرأ قبل النوم وجرّب.
قال: في تلك الليلة الأولى قرأت سورة البقرة كاملة فنمت، والليلة التي بعدها كذلك، بدأت أحس بارتياح للقرآن لما أقرأ أنام مرتاح من غير إبر، من غير شيء.
وهكذا كانت زيارات عبد الواحد المتكررة وطريقة المعاملة الحسنة التي جابهنا بها، نحن نسبه ونشتمه، وهو يثني علينا، ويسلم علينا، وكلام طيب ويمشي، وتعاهدنا، وهذا الاستقبال بعد العمرة، وهذا الاهتمام لما رحنا للمستشفى، هذا الاهتمام مع أنه لا علاقة نسب، ولا قرابة، ولا... أثر ذلك في النهاية، صرت أحد أفراد صحبة عبد الواحد.
التوبة بسبب مخلص في الدعوة
أحياناً يكون سبب الهداية كلمات يقولها مخلص في الدعوة وهي حيلته، يبذل وسعه وهذه الحيلة لكن بالإخلاص يوفق الله .
هذا سائق شاحنة مسلم سوداني، يذهب في طريق السفر كل يوم، ذاهب راجع يحمل شحنات، ذاهب راجع، يعبي من محطة بنزين معينة، يقف فيها ويعبي دائماً، المحطة فيها فلبيني كافر، الفلبيني هذا كلما رآه السوداني يريد أن يكلمه عن الإسلام لكن لا يعرف لغته، ولا هذا يعرف العربي، ولا هذا يعرف الإنجليزية ولا الفلبينية.
فكان السوداني حيلته كلها، المسلم هذا يقول للفلبيني: إسلام إز أوكيه، إسلام إز أوكيه.
ما يعرف غير هذه، كيف يوصل له الفكرة؟ "إسلام إز أوكيه" هذه كل الحيلة، كلما ذهب عبى البنزين قال الكلمة، كلما رجع من الطريق قال له الكلمة، تعود دائماً على هذه الكلمة.
يوم من الأيام جاب بعض الدعاة إلى الله إلى المحطة هذه مطويات عن الإسلام باللغة الإنجليزية، الفلبيني أخذ المطوية وقرأ كلمة إسلام، أول شيء تذكره كلمة السوداني: إسلام إز... كذا، جد، إسلام جد.
فقرأ قرأ وتأثر الفلبيني وأسلم، وقال الفلبيني: أنا أسلمت، ليس من المطوية أولاً، لكن الشيء فعلاً لما فهمت ما هو الإسلام عرفت السوداني هذا ماذا كان يقول لي باستمرار فكانت كلماته في الحقيقة هي السبب الأساسي في إسلامي.
رؤية المسلمين ومحافظتهم على الشعائر التعبدية في كل الأوقات من أسباب إسلام الكفار، هذا أيضاً سائق سيارة فليبيني، يعيش هنا في البلد هذه، يرى المسلمين دائماً في الصلاة، يعني يذهبون المسجد يصلون، في الحديقة يرى ناس يصلون، في الشركة يرى ناس يصلون، في المستشفى يرى ناس يصلون، في المطار يرى ناس يصلون، محطة البنزين فيها مسجد مسافرين يصلون، كل مكان الصلاة هذه، ونفس الحركات يراها.
في النهاية استغرب، مسك واحداً، قال: أنتم لمن تصلون؟ هل عندكم ملك تصلون له؟
قالوا: نحن نصلي لملك الملوك، الله .
وشرحوا له عن الإسلام، فأسلم الرجل.
الدخول في الإسلام بسبب التمسك بالحجاب
فيه نساء أسلمن من الخارج من الكافرات بسبب رؤية مسلمة متمسكة بحجابها.
هذه فتاة يهودية أمريكية في بلاد الغرب، معرفتها بالعرب الموجودين معرفة الفسق والفجور، هي أصلاً لما صار عمرها 17 سنة أبوها طردها من البيت، يالله اطلعي اكسبي أنتِ رزقكِ.
خلاص، إذا بلغت هذا السن ما هي على نفقة أبيها، تطلع هي تكسب نفقتها.
طيب إذا كانت تستطيع تعمل تعمل، إذا ما كانت تستطيع تعمل، وإذا ما وجدت عملاً، وإذا ما عندها شهادة ماذا تفعل؟
في الحرام.
فقالت لها صاحبتها: إذا أردتِ المأوى والمال عليكِ بهؤلاء العرب. اعرضي نفسكِ عليهم ويعطوكِ الأموال.
المرأة هذه عاشت في تعاسة، وأرادت يوماً من الأيام أن تغير دينها وغيرت دينها إلى النصرانية، فلم تزدد إلا تعاسة.
يوم من الأيام دعاها أحد هؤلاء الفسّاق الفجار، دعاها إلى شقته، زبون جديد، ذهبت إليه على الموعد، دخلت فإذا بشخص ملتحٍ، متدين، مسلم، يدخل الشقة فيرى هذه المرأة، فيقول لصاحبه: ما هذا؟ اتقِ الله، كيف جبت هذه هنا؟ اطلع برا.
ثم طرد صاحبه.
مشترك معه في نفس المكان، وهذه أول مرة صاحبه يجيب البنت هذه.
فلما طلع، وهذا صاحبنا على الباب، قال للمرأة: وأنتِ أيضاً أخرجي.
قالت: أنا ما عندي مأوى، أنا جئت أنام هنا أبغى المأوى، ويعطيني هذا صاحبك فلوساً، وبالحرام...
المهم هذه الطريقة التي تمشي عليها.
قال: طيب، إذاً أنا أخرج، وهذه فلوس، وأدار ظهره ذاهباً.
المرأة فوجئت، كيف يعني؟ كيف يعني يترك البيت ويعطيها فلوساً، ولا يفعل شيئاً، ما عمل حراماً، لا يريد منها شيئاً.
فقالت: لحظة لحظة، كلمني، أنت لماذا تفعل هذا؟
قال: لأني مسلم، والخلوة بالمرأة حرام، ولا يجوز أن أدخل إلى الغرفة وأنتِ فيها، وأنا لا بد أن أنصرف، ولا يمكن أن أجتمع معكِ في هذا المكان.
قالت: ما هو الإسلام هذا؟
قال: أنا لا أشرح لك، لكن آخذك إلى عائلة مسلمة لصاحبي زوجته تشرح لك.
سارت وراءه، ضرب الباب على جار لهم، صاحب دين عنده زوجة وعائلة مسلمة، فقال: يا فلان، هذه المرأة تسأل عن الإسلام، بدأت تهتم بالإسلام، خلِ زوجتك تكلمها.
قال: فخرجت إلي زوجة الشخص الآخر، استقبلتني استقبالاً حسناً، أدخلتني، وضعت لي الطعام، أخذتني إلى أفضل غرفة في البيت، قالت: هنا نامي وارتاحي، واجلسي، وعلى الرحب والسعة، إلى آخره..
وإذا بالمرأة هذه وهي اليهودية أصلا ًتتغير، تسأل أسئلة كثيرة جداً عن الإسلام متلاحقة، وتريد أن تصلي، وتريد أن تلبس الحجاب، وقالت: أنا كنت أظنكم ناساً إرهابيين، أنا كنت أظن الملتحي إذا أنا تواجهت أنا وإياه في مكان واحد سيخرج علي مسدساً ويطلق عليّ النار، هكذا الإعلام عندنا يصوركم.
ولذلك أنا دهشت من ذلك الشاب الملتحي، رفض يدخل الغرفة، وأعطاني المال وخرج هو، وأنا توقعت أنه سيخرج علي مسدساً الآن لما انفرد بي، يطلق علي النار.
وإذا به يعطيني المال، ويقودني إليكم، وتكرمونني هذا الإكرام، وكان ذلك سبب إسلام تلك المرأة.
إحدى الفتيات المسلمات لبست الحجاب في بلد فيه مُدرسة تحارب الحجاب، فأمها تقول لها: تحجبي، والمدرسة: لا تتحجبي!
البنت تأتي إلى المدرسة بالحجاب أول يوم، ثاني يوم، قالت المدرسة: إذا جبتِ الحجاب غداً، لا تأتي، فأتت بالحجاب.
قالت لها ثالث يوم: إذا جئتِ بالحجاب سأطردكِ.
فجاءت البنت بالحجاب، فقالت: برا، اطلعي، عشرون مرة قلت لك: لا تجيء بالحجاب.
فبدأت الدموع تنزل من البنت، وقالت: يا مدرستي، لما سألتها: لماذا أتيت بالحجاب؟ قالت: لأنني لا أدري أطيعك أم أطيعه؟!
فقالت: ومن هو؟
قالت: الله ، الذي قال لنا كذا وكذا - من آيات الحجاب -.
فكان موقف البنت لما قالت: أطيعكِ أم أطيعه؟ سبباً في هداية تلك المدرسة التي كانت ترفض الحجاب.
توبة أب بسبب ابنه الصغير
وذلك الطفل الذي أشرت إلى قصته بأنها ستأتي هو طفل عجيب في المرحلة الابتدائية في أولها، في أول المرحلة الابتدائية، الطفل هذا من أهل بيت ضالين غافلين لا يكادون يعرفون الله، الصلاة في البيت لا توجد، أنواع المعاصي موجودة، الأب لاهٍ، والأم عابثة.
هذا الولد قدر الله أن يكون مدرسه في المدرسة رجل صالح، مربٍ فاضل، يلقنهم شعائر الدين، ويحثهم عليها.
فكلمهم عن الصلاة، فتحت أبواب المدارس في بداية العام الدراسي، فإذا بهذا المدرس يكلم الأولاد عن الصلاة، ويحثهم عليها، ويبين فضلها وأجرها وفوائدها، وصلاة الجماعة وصلاة الفجر في الجماعة، وماذا يكون له، ومن ذهب إليها يكون في حفظ الله، وهذا الأجر العظيم لمن يذهب، خطوة تمسح سيئة، ترفع درجة، تكتب حسنة، بالنور التام يوم القيامة يبشر الماشي إلى المسجد في الظلمة.
الولد تأثر بكلام المدرس، رجع إلى البيت ضبط المنبه لكي يقوم لصلاة الفجر، أول مرة في حياته، أصلا ًهذه الصلاة غير معروفة في البيت، لكن يسمع شيئاً جديدا ًمن المدرس، والطفل هذا على الفطرة، يريد أن يطبق، بقي فيه بذرة خير.
قام توضأ يريد أن يذهب إلى المسجد، فتح باب البيت، أهله نائمون، فتح باب البيت الدنيا ظلام، الحي اللي ساكن فيه مظلم، ما في إنارة، أعمدة الإنارة بعيدة، البيت طريق مظلم، خاف! الولد رهب، رهب الظلمة وهذا متوقع، الولد الصغير أن يرهب الظلام والمشي في الظلام!
ينظر في الطريق ويرجع، ثم يفتح الباب ينظر ويرجع، ينظر ويرجع، لا يستطيع أن يذهب في الظلمة، وهو في هذا الصراع إذا به يسمع صوتاً، شخص يمشي يدق الأرض بعصاه وهو يذكر الله يمشي على الرصيف إلى جهة المسجد، من هذا؟ جدّ جاره أحمد.
ولد صغير مثله، فلما رأى الطفل هذا الشايب على العكاز سُرّ وفرح ووجد الرفيق الذي يسير معه إلى المسجد، فخرج وسار في ظل الشيخ إلى المسجد، مرافق، الطفل ساكت ما يتكلم، لكن وجد أنيساً، وجد رفيقاً، شخص يمشي معه بأمان، اطمأن الولد وذهب إلى المسجد.
ورجع لما قام الشايب رجع معه في الطريق، دخل البيت.
ثاني يوم ضبط المنبه وقام، وتوضأ وانتظر حتى جاء وقت مرور الشايب التصق به وذهب إلى المسجد، وهكذا...
يوم من الأيام دخل الأب البيت وجد الطفل يبكي، يبكي بحرقة: ما لك؟ ما رد عليه، مالك؟ ما رد عليه.
ألح عليه، قال: هذا جد صاحبي أحمد مات اليوم.
فالأب استغرب، قال: أيش يعني؟ أيش يطلع هذا؟ هل هو قريبك؟ هل هو أبوك؟ هل هو جدك؟ أيش علاقتك فيه؟! يموت، شايب ومات، ليش تبكي؟
سكت الولد وهو يزداد بكاءً، ومع إلحاح الأب وإصرار الأب، قال: أيش يعني؟ هو أبوك؟!
قال: يا ليت أنت الذي مت ولا هو.
الولد قالها بعفوية، يا ليت أنت الذي مت ولا هو!
فهنا صارت الدهشة العظيمة على الأب وقعت، أيش تقول يا ولد؟ ليش؟
قال: أنت ما تصلي ولا تعرف صلاة الفجر، أنا ما عرفت صلاة الفجر في الجماعة إلا مع هذا الشايب، هذا الذي كنت أذهب معه للمسجد، هذا الذي كان له فضل علي أذهب معه المسجد وأنا آمن وشجعني، هذا.. هذا... أنا الآن لما مات من يأخذني إلى المسجد؟
فكانت تلك الكلمات من هذا الولد الطفل الصغير فاتحة خير عظيمة على الأب، فصار من أهل الصلاة ومن أهل المسجد.
إسلام كافر بسبب عرض بحث عن الأديان
أيها الإخوة: إن الله لا يضيع دينه، وإن الله يقيض لهذا الدين من يدخل فيه ومن يسلم، ومن يهتدي ومن يحمل الدين ومن يتعلم ومن يحفظ القرآن.
إن الله ناصر دينه.
وترى ولداً مسلماً في بلاد الغرب عند الكفار، ولد مسلم أمه كافرة أجرت تجربة على الولد يمكن عندها بحث جامعي، عندها فكرة، عرضت الأديان على الولد، قالت: هذا ولدي عينة، هذا الذي سأعرض عليه الأديان.
أعطته ملخصاً عن الإسلام، وملخصا عن النصرانية، وملخصا عن اليهودية، وملخصا عن البوذية لتترك الولد هو الذي يختار.
فهدى الله الولد الأمريكي هذا أن يختار الإسلام.
هو طفل عرضت عليه الأديان، ملخص بسيط مبسط عن كل دين.
قال: هذا هو...
الدخول في الإسلام بسبب رؤية الكعبة
داخل غرفة الولد الآن صورة الكعبة، صور كثيرة للكعبة، لما سئل قال: لأني أبغى أروح الحج، أذهب للحج، لكن الرحلة تكلف 4 آلاف دولار، وأنا الآن ما عندي إلا ثلاثمائة وأنا أجمع لأني أبغى أروح للحج.
وأنا صمت رمضان الماضي كاملاً، وأذهب للصلاة، وإذا كنت ولو في الحديقة وجاء وقت الصلاة أؤذن وأصلي، وقرأت عن الإسلام، وقرأت...
التوبة بسبب سماع آيات القرآن
سبحان الله العظيم كيف تأتي الهداية في آخر الدنيا، وسط ناس كفار؟
إنه دين الله -سبحانه وتعالى-، إنه الدين الذي يؤثر في النفوس.
الله -عز وجل- أنزله ليهتدي به الناس.
هذا الكتاب العزيز، واحد من المسلمين الدعاة في سفينة قبل أكثر من 30 سنة، رحلة طويلة، وكان فيه مسلمون وكفار في السفينة الكبيرة، سفينة ناقلة ركاب.
فكان يجمع المسلمين يخطب بهم، يصلي بهم.
فأثناء الخطبة يورد الآيات، وامرأة عجوز كافرة وقفت تستمع أول مرة، ثاني مرة، ثم في الأخير ذهبت إليه وقالت: أيش تقول أنت؟
فقال: أنا أقول كذا كذا...
قالت: لا، في أثناء كلامك، كلام ليس من كلامك.
قال: هذا كلام من عندي.
قالت: لا لا، فيه كلمات – هي لا تعرف العربية – فيه كلمات ما هي من عندك.
ففكّر، اكتشف أن هذه هي الآيات التي كان يستشهد بها ويرتلها، فقال: صدقتِ، صدقتِ، أنا أقرأ آيات من كلام الله .
وشرح لها عن الإسلام.
سبحان الله كيف أن المرأة ميزت أن هذا قرآن غير كلام الشخص.
وهذا يحيى ستيفن، نصراني، كان يسكن في أمريكا في الجامعة، لما اهتدى إلى الإسلام أحد أصحابه وأعطاه شرح الإسلام شرحاً عن القرآن، وقرأ فيه، يقول: إن ترجمة سورة الفاتحة بالذات كنت لما أقرأها يهتز في داخلي أشياء، أحس بعزة القرآن وقوة القرآن في معاني الفاتحة.
أسلم وغير اسمه إلى يحيى، وبعد ذلك جاء طالباً عند الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله تعالى-.
الهداية من الله ودعوة الناس إليها
أيها الإخوة: القصص كثيرة، والموضوع المقصود به أن الهداية هذه منة، ونعمة من الله، وأن الواحد ينبغي أن يبحث عنها، ينبغي أن يدور عن الهداية بكل ما يستطيع.
ويجب على الدعاة أن يلاحظوا المجالات والأسباب والطرق التي تؤثر في الناس، وأنها أرجى في هدايتهم فيسلكونها في الدعوة.
وعلى المدعوين وعلى عامة الناس أن ينظروا في الأسباب التي تجلب الهداية فيبذلونها ويعملونها.
يسلك سبيل الهداية.
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها | إن السفينة لا تجري على اليبس |
قصة إسلام كافر ثم مات
وأخيراً: واحد من الكفار هنا ذهب إلى توعية الجاليات، أخذوا واحد قالوا: تعال، أخذوا واحد من توعية الجاليات عرض عليه الإسلام، شرح له، شرح الله قلبه للإسلام، لفظ بالشهادتين وأسلم، وخرج على أساس يأتي بعد ذلك يتعلم المزيد، هو خارج في الطريق جاءت سيارة مسرعة فدهسته فمات، ولم يسجد لله ولا سجدة، ولا صلى ولا صلاة، ولا صام ولا رمضان، ولا أخرج ريال زكاة، لكن نحسبه هذا الرجل أنه ختم له بخير، والإسلام يجبّ ما قبله، وأنه إن شاء الله متقبّل ولم يسجد لله سجدة، هكذا كانت الخاتمة.
نسأل الله أن يحسن خاتمتنا، وأن يتوب علينا، وأن يهدينا سواء السبيل، وأن يخرجنا من الظلمات إلى النور.
اللهم زدنا هدى وتوفيقاً، وتقوى وعلماً يا رب العالمين إنك أنت الهادي إلى سواء السبيل.
اللهم اشرح قلوبنا للإسلام.
-
وليد عوض عبدالموجود
اللهم اهدنا صراطك المستقيم يارب العالمين
-
سنا
المحاضرة رائعة وهادفة والله يوفقك يا شيخ ويجعل كل من يسمعها (له أو لها) نصيب في الهداية والثبات
-
ناصر زيدان السعدي التميمي
الله يحفظك يا شيخ ويجعله حجة للإسلام ويمد لنا في عمرك