الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فعنوان محاضرتنا عن موضوع عصري له خطورته الكبيرة: "الإنترنت بين الدعوة والمقاهي".
نشأة الإنترنت
في بداية أيلول سبتمبر عام 1969 تمكن جهازا حاسب آلي بينهما بضعة أمتار في كاليفورنيا من تبادل معلومات عن طريق الهاتف، ليدشن ذلك ولادة هذه الشبكة، شبكة نسيج العنكبوت.
وكانت قد نشأت كفكرة في مختبرات وزارة الدفاع الأمريكية في جزء من برنامج حرب النجوم الذي يرمي إلى بناء شبكة لا يوجد لها مركز تصلح للاستخدامات العسكرية.
وقد قفز عدد الذين قد ارتبطوا بهذه الشبكة وتطور أثرها تطوراً سريعاً حتى بلغ عددهم مائة وثمانين مليون مستخدم، مرتبطين عن طريق نحو ثلاثين مليون جهاز حاسب آلي في العالم.
فيما اعتبره بعض الناس أهم اختراع في القرن العشرين، قال الله تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [سورة الصافات:96].
وقال : عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [سورة العلق:5].
والله قد جعل الإنسان في هذه الأرض يعمرها بطاعته، وأعطاه من الإمكانات العظيمة في عقله، وخلق له في الأرض أموراً ليستثمرها، فمن استثمرها في طاعة الله فطوبى له، ومن استثمرها في معصية الله فويل له.
التطابق بين الأحاديث المتعلقة بأشراط الساعة والإنترنت
إن العجب لا ينقضي -أيها الإخوة- إذا قارنا واقع هذه الشبكة بحديث النبي ﷺ الذي رواه أبو هريرة، قال ﷺ: لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن، ويكثر الكذب، وتتقارب الأسواق، ويتقارب الزمان، ويكثر الهرج قيل: وما الهرج؟ قال: القتل[1].
وقد فسر الأئمة الماضون -رحمهم الله- تقارب الزمان الوارد في الحديث بقلة البركة في الوقت، وسرعة انقضائه، كما جاء ذلك في كلام الخطابي، والنووي، وابن حجر وغيرهم.
وفي عصرنا هذا قال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن باز -رحمه الله- في تعليقه على فتح الباري في التقارب المذكور: يُفسر بما وقع في هذا العصر من تقارب ما بين المدن والأقاليم وقصر المسافة بينها بسبب اختراع الطائرات، والسيارات، والإذاعة، وما إلى ذلك والله أعلم.
ولو طبقت هذا الكلام على هذه الشبكة لوجدته ينطبق تمام الانطباق، فإن هذه الشبكة قد قربت البعيد، ووصلت ما انقطع، وجعلت آفاق العالم بين يديك، وكأن هذا العالم قرية واحدة.
وأما تقارب الأسواق الوارد في الحديث فقد قال الشيخ العالم محمود بن عبد الله التويجري -رحمه الله تعالى- في كتاب: "إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة": "وأما تقارب الأسواق فالظاهر -والله أعلم- أن ذلك إشارة إلى ما وقع في زماننا من تقارب أهل الأرض بسبب المراكب الجوية، والأرضية، والآلات الكهربائية التي تنقل الأصوات كالإذاعات والتلفونات الهوائية التي صارت أسواق الأرض متقاربة بسببها، فلا يكون تغيير في الأسعار في قطر من الأقطار إلا ويعلم به التجار أو غالبهم في جميع أرجاء الأرض فيزيدون في السعر إن زاد، وينقصون إن نقص، وهكذا...
فتقاربت الأسواق إذاً من ثلاثة أوجه:
أولاً: سرعة العلم بما فيها، وسرعة السير، ومقاربة بعضها بعضاً في الأسعار [2].
ومن عرف هذه الشبكة وما فيها من تقريب الأسواق في هذا الزمان لا يجد مثالاً أكبر على انطباق الحديث في الواقع في مسألة تقارب الأسواق أكثر مما حدث في شبكة الإنترنت.
إن موقعاً مثل موقع إيبي دوت كوم على سبيل المثال يحوي ثلاثة ملايين سلعة، وفيه مزاد عالمي على مختلف هذه السلع، ويستطيع الإنسان أن يشتري من كثير من هذه المواقع المبثوثة على الشبكة ما شاء من السلع المختلفة، بل ويعرض ما لديه.
وهذ الذي نراه على هذه الشبكة يعطينا دليلاً واضحاً على أننا في آخر الزمان، وعلى أن أشراط الساعة قد تحققت فعلاً، الأشراط الصغرى، ولم يبق منها إلا القليل جداً، ربما نحو ثلاثة مثل أن يحسر الفرات عن جبل من ذهب، وبعد ذلك تنتهي الأشراط الصغرى كلها.
والأشراط الكبرى العشرة التي ستأتي ولا مانع من تداخل بعض الأشراط الصغرى مع بعض الأشراط الكبرى كما ذكر العلماء -رحمهم الله تعالى.
لكن الشاهد عندما نرى تقارب الأسواق أو تقارب الزمان في شبكة الإنترنت فإننا فعلاً نوقن مزيداً من الإيقان بنبوة النبي ﷺ الذي أخبر عن أشياء ورأيناها قد تحققت فعلاً بعد أكثر من ألف وأربعمائة سنة عبر مثل هذه الاختراعات المبثوثة في الأرض.
ومن الأحاديث المتعلقة بأشراط الساعة التي لها علاقة أيضاً بشبكة الإنترنت: حديث النبي ﷺ: إن بين يدي الساعة ... وفشو التجارة[3].
وهذه التجارة الإلكترونية الآن تكتسح بالبلايين، وستقترب عام 2002 من تريليون ونصف تريليون ألف دولار.
وقد قال ﷺ أيضاً في أشراط الساعة: ويظهر الزنا[4]، وفي رواية الحاكم: وتشيع الفاحشة[5].
ويوجد الآن في الشبكة ما لا يقل عن أربعمائة ألف موقع من مواقع الدعارة والفساد، تنشر الفحش والعهر والرذيلة على مستوى العالم.
ومن علاقة هذه الشبكة بأشراط الساعة أيضاً: ما جاء عن النبي ﷺ: بين يدي الساعة يظهر الربا[6].
وتجري على هذه الشبكة معاملات ربوية كثيرة جداً، ومعظم البنوك العالمية قد صار لها مواقع على هذه الشبكة، وستزداد وتنتشر لأن إحصاءاتهم، ودراساتهم، وحساباتهم قد أفادت بأن كلفة إجراء عملية واحدة من العمليات البنكية للعميل وجهاً لوجه يكلف البنك 07،1 دولار.
بينما يكلف إجراء هذه العملية عن طريق الشبكة 0.1 دولار.الفرق كبير جداً، ومعنى ذلك أنه بمرور الزمن من المتوقع أن تختفي البنوك بمعناها المعهود الآن من جهة تعامل الناس، وربما تصبح مبانٍ ضخمة فيها أجهزة ضخمة، وأناس يشغلون هذه الأجهزة.
أما عمليات السحب، والإيداع، والشراء، والبيع، والتحويل، وغير ذلك من العمليات المصرفية فستتم عن طريق الشبكات من خلال أجهزة الناس في بيوتهم، ومكاتبهم، وشركاتهم، ولا يحتاج أن يذهبوا إلى البنوك.
وإذا كان الربا هو الذي أسست عليه هذه المصارف فإن إشاعته عن طريق الشبكة واضح جداً.
كما يتضح ذلك في عمليات الدفع المتزايدة بواسطة البطاقات الائتمانية الربوية، كالفيزا، والمستر كارد، أمريكان إكسبريس، وغير ذلك من البطاقات التي يسحب فيها الشخص على المكشوف بالفائدة، وهي الربا.
ولا يجوز تسميتها بالفائدة، إذ أي فائدة فيها وهي تستجلب لعنة الله وغضبه ؟
ومما يرتبط أيضاً بهذه الشبكة من أشراط الساعة: حديث النبي ﷺ: ويكثر الكذب، وهذا الحديث الصحيح الذي رواه ابن حبان[7].
وأخبر ﷺ أيضاً عن أناس يعذبون في قبورهم، ويشرشر شدق أحدهم إلى قفاه، ونخره إلى قفاه يميناً وشمالاً، وهو الرجل الذي يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق.[8]
والآن ممكن أن يكذب الشخص على هذه الشبكة كذبة تبلغ المشرق والمغرب.
إحصائيات حول عدد المشتركين في شبكة الإنترنت
لقد انتشرت هذه الشبكة انتشاراً عظيماً، وآخر الإحصائيات تقول: إن عدد المشتركين على هذه الشبكة قد بلغ مائتين وإحدى عشر مليون شخص، وهذه أكثر من الإحصائية التي ذكرناها قبل قليل، والتي قد نقلت في وقت سابق.
ومعنى ذلك أردت بهذا أن أبين أن الانضمام إلى هذه الشبكة يقدم تقدماً سريعاً جداً، وأن إقبال الناس عليها ينمو بنمو مطرد للغاية.
77% من الناس في أمريكا يقولون من مستخدمي هذه الشبكة إنها أفادتهم في حياتهم.
44% في المائة يقولون إنهم لا يستطيعون العيش بدونها.
87% يستخدمونها للاتصال بأقاربهم وأصدقائهم.
وهذه الشبكة آخذة في الانتشار وقد دخلت في البلاد الإسلامية والعربية.
وهنالك معوقان أساسيان يعوقان استخدام هذه الشبكة بالنسبة للبلاد العربية: ضعف المعلومات الفنية لدى أفراد الناس، وكذلك عدم الإلمام باللغة الإنجليزية.
بعض فوائد شبكة الإنترنت
هذه الشبكة -أيها الإخوة- في الحقيقة لها منافع كثيرة جداً، ولا أريد أن أشوق إليها ولا أدعو إليها، بل إنني أريد أن أبين الأخطار بالإضافة للفوائد، وبدأت بالفوائد لسبب، هذه الفوائد كثيرة -كما قلنا، منها: الشراء السهل، واستعمال السلع، طلب السلع بسهولة كالكتب، وغيرها بالنسبة للباحثين، والجامعيين، وأصحاب الرسائل، وغيرهم.
التجارة عن طريق هذه الشبكة، انخفاض أسعار المكالمات بينما تبلغ مثلاً تسعيرة المكالمة في الدقيقة إلى أمريكا تسعة ريالات في الدقيقة، في الساعة عن طريق الشبكة تتصل بتسعة ريالات في أمريكا.
وكذلك سهولة الاتصال بمراكز الأبحاث العالمية، إرسال البريد بسرعة هائلة بدلاً من أن يأخذ الخطاب البريدي أسبوعاً أو أسبوعين؛ لأنه يأخذ الآن ثوانٍ.
مراقبة المحلات والبيت من بعد كبير، حتى المدارس، سماع الراديو والإذاعات عن طريق هذه الشبكة.
مشاهدة البرامج، الاستشارات الطبية، النقاشات التي تتم في قنوات الحوار.
وكذلك فإن هذه الشبكة بالإضافة لاستخداماتها الدنيوية يوجد لها استخدامات دينية كثيرة جداً.
قلة مواقع أهل الحق على شبكة الإنترنت
فماذا بالنسبة للاستخدامات النافعة لهذه الشبكة في مجال الدعوة إلى الله ، ونشر هذا الدين، ونشر العلم الشرعي، وكيف نستفيد من هذه الشبكة في هذا المجال؟
لقد تبين لي من خلال البحث في هذه الشبكة -أيها الإخوة- أن حضورنا الإسلامي على هذه الشبكة ضئيل جداً جداً، وهذا أمر مخزٍ بالنسبة لخير أمة أخرجت للناس، وتخلفنا العالم على هذا المستوى، الصعيد العالمي، ولا أقصد الأفراد الذين همهم الفرجة، وإنما أوجه الكلام إلى الدعاة إلى الله ، ومن يستطيع أن يقدم شيئاً لهذا الدين، لأهل العلم، وطلبته، والناس الذين هم بمعزل أو في بعد عن الفتن، الكلام موجه إلى هؤلاء في هذا المجال.
إن الأحداث المتوالية عند الغربيين والشرقيين تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك فراغاً في القيادة في العالم، وأن هناك افتقاراً لمنهج يحقق العدل في الأرض، إن العالم مليء بالظلم، والاعتداءات، وشريعة الغاب، والقرصنة، ومليء كذلك بأمور كثيرة من الفساد، والشحناء، والبغضاء، وشريعة الغاب التي يأكل فيها القوي الضعيف، إنه عالم يعيش بلا ضوابط، إنهم أناس يسقطون تحت الانهيارات العصبية، والجنون، والانتحار، وغير ذلك من الأشياء التي تثبت أن هناك فراغاً كبيراً يعيشه الناس في العالم، وأنه لا عدل إلا بشريعة الإسلام، ولا يملأ هذا الفراغ إلا هذا الدين الذي أنزله الله ، ولن يستقيم أمر العالم إلا إذا سطعت عليه شمس النبوة.
وإذا كان هذا الدين رحمة للعالمين، وكان الإسلام دينا ًعالمياً، ونازلاً من الله ، ديناً ربانياً، لا يقبل الله غيره من أهل الأرض جميعاً، من عربهم وعجمهم، كما قال : وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ [سورة آل عمران:85].
إذاً: فلا بد إذا أقررنا بعالمية هذا الدين، وأنه يجب تبليغه للعالم كافة، لا بد أن نستعمل جميع الوسائل التي تؤدي إلى تحقيق عالمية الدين، ونشره في الأرض، ولذلك قال بعض أهل العلم عن هذه الشبكة: إنها وسيلة عظيمة لإقامة حجة الله على خلقه.
لا يمكن أبداً أن نكون نحن الأعلى في المنهج إذا لم نكن أيضاً نستخدم الوسائل التي تؤدي إلى علوه في الواقع، وإلا صارت تلك هزيمة وقعود عن نصرة هذا الدين، ونحن مطالبون بإقامة حجة الله على خلقه، والله يقول: لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ [سورة البقرة:143].
ولا بد أن نشعر بان علينا واجباً في إيصال دين الله تعالى لأهل الأرض كافة ما استطعنا.
مقترحات عملية لنشر الإسلام عبر شبكة الإنترنت
أيها الإخوة: إن مسألة نشر الدعوة عن طريق هذه الشبكة لا مفر منه، ولا يمكن القعود عنه بعدما وجدت وقامت في العالم.
إننا ببعض التخطيط والإمكانات يمكن أن نصل إلى مشاريع دعوية مفيدة جداً نقدمها لهؤلاء الناس الذين يعيشون الخواء الروحي في الأرض الذين قد ملأ إبليس قلوبهم بدلاً من أن يعمرها الإيمان، فلا بد أن نشعر بالدافع لغزو هذه القلوب، ومحاولة إيصال نور الإسلام إليها.
أما بالنسبة للعلوم الشرعية فإننا نحتاج إلى إمكانات ضخمة، وخطط، وجهات تتبنى مشاريع كبيرة لعمل قواعد بيانات واسعة في سائر العلوم الشرعية من التفسير، والحديث، والفقه، والعقيدة وغيرها، هذا أولاً.
ثانياً: نحتاج إلى محركات بحث عربية متقدمة ومتطورة؛ لأن الشبكة تفتقر إلى هذا، والقليل الموجود ليس شائعاً ولا يفي بالغرض.
ثالثاً: يمكن أن تخدم العلوم الشرعية بإيجاد قواعد البيانات التي يبحث فيها الشخص عما يشاء من الآيات، والأحاديث، والنصوص، وكلام العلماء، بشكل متيسر، ثم يربط الناس بدروس أهل العلم على هذه الشبكة؛ لأن هذه الشبكة يمكن أن يبث من خلالها دروس العلماء سواء كانت في القصيم، أو الرياض، أو الحجاز، أو الشمال، أو الجنوب، أو مصر، أو الشام، واليمن، وغير ذلك.
وأن توجد هناك قنوات خاصة بالدروس العلمية على هذه الشبكة، وعندما يلقي الشيخ درسه في المسجد يبث عن طريق الشبكة آنياً وفي الوقت نفسه إلى أنحاء العالم.
وإذا كان هناك أناس منا قد بلغوا أجراً عظيماً في ثني الركب في حلق العلم، وعند المشايخ وأهل العلم.
وهناك أناس آخرون في العالم محرومون من هذه النعمة بسبب عدم وجود علماء لديهم، عدم وجود من يقيم الدروس العلمية لديهم فإنهم يمكن أن يسلكوا سبيلاً يلتمسون فيه علماً عن طريق قنوات الدروس العلمية الموجودة على هذه الشبكة إذا وجدت، فإن من سلك سبيلاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة.
فهناك إمكانية إذًا.
أيضاً خامساً: جعل فتاوى أهل العلم تصل إلى الناس عن طريق الاستفتاءات التي تحدث بترتيب معين في ساعات معينة لأهل العلم عبر قنوات الإفتاء التي يمكن أن تكون مبثوثة عن طريق هذه الشبكة سواء كانت الفتوى كما يقولون على الهواء أي فورية، أو كانت الفتوى تُدرس ويُرسل الجواب للسائل.
وسادساً: يمكن للجامعات الإسلامية المختصة بالعلوم الشرعية أن ترتبط بهذه الشبكة، وأن تدرس العلوم الشرعية للطلاب في أنحاء العالم عبر شبكة الإنترنت، نسيج العنكبوت، وأن تفتح المجال للدراسة للراغبين في الخارج يسجلون المواد ولو كان بالأجرة، وتغطى تكاليف هذه المشاريع، وتشغل الجامعة من يوجد لديها من المحاضرين والمعيدين والأساتذة.
بل إن دروس العلم المبثوثة في قاعات الجامعات يمكن أن تكون أيضاً متصلة بهذه الشبكة بحيث تصل إلى الناس في الخارج.
ولو قيل: إن هناك تزيفات تحدث في الاختبارات فإنه يمكن عمل أماكن لاختبار الطلاب في السفارات الموجودة في الخارج بمواعيد معينة، وإثباتات تثبت أن هذا هو الطالب الذي كان يدرس عن طريق الشبكة، وهذه القضية قد درست وبحثت بالنسبة للجامعات الدنيوية الموجودة في أمريكا وأوروبا وغيرها.
فنحن ينبغي أن نلحق بالركب أيضاً؛ لأننا نشر شيئاً أهم مما ينشرونه بكثير.
وإذا كانوا ينشرون علماً دنيوياً فإننا نريد أن ننشر علماً دينياً وأخروياً يصلح الناس في معاشهم ومعادهم، وقد قال النبي ﷺ: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي[9].
فينبغي أن ينشر في هذه الشبكة ما يصلح الناس في أمور دنياهم في معاشهم، وفي أمور دينهم، وفي أمور أخراهم.
وهذا هدف كبير جداً.
وسابعاً كذلك من الاقتراحات: نشر الرسائل الجامعية والأبحاث الإسلامية بفهرسة دقيقة وموضوعية لتكون في متناول أيدي القارئين والباحثين والمطلعين في أنحاء العالم، بل حتى من الكفار الذين لا يؤمنون بدين الإسلام، قد يطلعون على بعض الأبحاث الشرعية فيستفيدون منها جداً.
وينبغي أن نستفيد من النهم الموجود للمعرفة عند كثير من الغربيين والشرقين، عندهم نهم، يريدون معرفة أي شيء، يريدون معرفة معلومات عن أي شيء، ونحن الآن في عصر انفجار معلوماتي، أو ثورة المعلومات، الآن هذا عصر قد اتضح فيه بجلاء وجود أمرين:
الأمر الأول: ثورة المعلومات.
والثاني: ثورة الاتصالات.
الآن، وكلاهما مرتبط بالآخر، ولذلك يجب أن نستغل، أو نغتنم هذه الفرصة لنشر معلومات عن هذا الدين تفيد الباحثين.
هناك أناس من الكفرة يبحثون في الإسلام، يبحثون في الأديان عموماً، يقارنون الأديان ببعضها، هناك أناس يريدون أن يقرؤوا القرآن، أو ترجمة القرآن، أو أحاديث النبي ﷺ، أو يعرفون طبيعة هذا الدين، نظام الدين الاجتماعي، ونظامه الاقتصادي، ونظام الدين السياسي، وغير ذلك من الأنظمة التي أنزلها الله في هذا الدين، يتعرفون على العلاقات الدولية في ضوء الإسلام، وغير ذلك من شتى فنون العلم والمعرفة.
إنه من المؤسف أن يذهب الباحث مثلاً إلى مكتبة من المكتبات العالمية كمكتبة الكونغرس مثلاً ليجد فيها من ألوان المراجع، والمقالات، وغير ذلك من الأمور المعرفية عبر وسائل النشر المختلفة في هذه الشبكة بطرق بحث متناهية في الدقة موضوعياً، وكلمياً، وغيرها، بينما لا تجد هذا متيسراً، لا يوجد مكتبة موسوعية إسلامية على شبكة الإنترنت إلى الآن!
يطوف فيها الباحث مثلاً، ويطلع، ويقرأ، ويطبع، وينسخ إلى الذاكرة الصلبة في جهازه المعلومات التي يريدها، بينما هذا متوفر بشكل كبير جداً عند الكفار.
ألسنا الأعلى منهجاً؟ ألسنا الذين ذكرنا الله بقول: وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [سورة آل عمران:139]؟
إذا كنا نحن الأعلى منهجاً، ونحن الأعلى ديناً، ونحن الأعلى في الحق على الخلق فلا بد أن نحقق هذا العلو واقعاً، وليس أن يكون شيئاً نظرياً فقط موجوداً في الكتب بينما لا نسعى نحن لتحقيقه في الواقع.
وإذا كنا عاجزين عن غزو الكفار بالسلاح، فلا أقل من أن نغزوهم بهذا الدين عبر استعمال مثل هذه الشبكات أو هذه الشبكة التي تؤدي إلى انتشار الدين في العالم.
إننا عندما نتأمل في واقع بعض الإذاعات الأجنبية كمونت كارلو وغيرها التي لا تنقصها النواحي الفنية في هذه الموجات التنصيرية التي تبث إلى العالم، وبالذات بلاد المسلمين بسائر اللغات، وهم أهل باطل وكفر يقولون: إن الله هو المسيح بن مريم، ويقولون: إن الله ثالث ثلاثة، ويقولون: المسيح ابن الله.
هؤلاء الذين ينشرون دعوتهم صباحاً ومساءً بهذه الإمكانيات الضخمة، ثم نحن لا نسعى في نشر دعوتنا حتى بين الخدم السائقين الموجودين لدينا في قعر بيوتنا وبين العمال الموجودين في شركاتنا ومؤسساتنا، إن ذلك تقصير سنحاسب عليه ولا شك.
كل ما بإمكاننا أن نعمله لخدمة هذا الدين يجب أن نعمله: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [سورة آل عمران:110] لماذا كنا كذلك؟ الله قال: يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ [سورة آل عمران:104]، فأين الدعوة؟
إذا كانت البداية بدعوة الأقربين، والنهاية بدعوة العالمين، فعندنا قصور في دعوة الأقربين، ودعوة الأبعدين.
ولذلك فإنه ينبغي علينا -أيها الإخوة- أن نفكر ونقوم لله تعالى، نفكر في أنفسنا، في تقصيرنا، أين طلاب العلم الشرعي؟ أين الدعاة إلى الله؟
بلغوا عني ولو آية[10]، حتى واحد من عامة المسلمين يمكن أن يبلغ عن النبي ﷺولو أمراً واحداً بما يعلمه من هذا الدين، ليس أن يدخل فيما لا يحسن، ولا فيما لا يعلم، ولا أن يفتي بغير علم، ولا أن يخبط خبط عشواء في دين الله، ويكون كحاطب ليل، كلا؟
إننا نعوذ بالله أن نقول على الله بغير علم، ولكن قد تعلم أشياء يسيرة يمكن أن تبلغها، هذه المعلومات، فأين البلاغ؟
إذا كان أهل الباطل ينشرون باطلهم صباحاً ومساءً، البدع الكفرية الباطنية ينشرونها، باطلهم، كفرهم، وانحلالهم، أصحاب وحدة الوجود، الذين يقولون: ليس في العالم إلا الله، كل ما ترى بعينك فهو الله، الله حل في المخاليق، حتى في الخنزير –تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً.
وهذه الفرق التي تقول بوحدة الوجود، الفرق الصوفية المنتشرة التي لها هذه المواقع المثيرة جداً على الشبكة، ومترجمة وبلغات مختلفة، موقع للصوفية الضلال الذين تصل بعض أحوالهم إلى الكفر، الكفر البواح، الصفحة الأولى عندهم سبع لغات، عربي، إنجليزي، فرنسي، إسباني، صيني، ياباني، إلى آخره.
وأهل التوحيد قد يكونون في تخلف كبير، وكسل عظيم وتقاعس، وهذا لا يمكن أن يكون أبداً.
الرد على أهل العلم من أصحاب الدعوة السلفية كشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله، مواقع لإثبات جواز الاستغاثة بالأموات، الإسماعيلية الكفار، والقاديانية الضلال الذين يقولون غلام أحمد القادياني نبي بعد النبي ﷺ.
وهؤلاء البهائية الذين ينشرون كفرهم وإلحادهم، حتى عبدة الشياطين لهم مواقع.
عندما تكتب كلمة: إسلام، في محرك من محركات البحث الضخمة، مثل ياهو وغيره، من أوائل المواقع التي تطالعك موقع هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بفرخانية، نسبة إلى لويس الفرخاني الذين فرخ الكفر.
الكفر البواح، موجودة أوائل ما تطالعك المواقع الإسلامية!
شوهوا حتى صورة الإسلام النقي في عيون الكفار! بل إن بعض المسلمين ربما يدخل إلى هذه المواقع يظنها مواقع طيبة بينما هي مواقع خبيثة وكافرة!
وهناك مواقع تدعو إلى الانتحار، هناك مواقع تدعو إلى الفاحشة -كما قلنا.
وإذا كان الدين يسيراً: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ [سورة القمر:17]، وأن هذا القرآن فيه أشياء كثيرة جداً، تشوق الناس وتجذبهم إلى الدين، فلماذا لا يعرض الإسلام النقي؟
أهل السنة والجماعة يعرضون ما عندهم من الدين على طريقة السلف، فهم السلف للكتاب والسنة، يعرض الدين على الناس في العالم بدلاً من أن يأتي هؤلاء العقلانيين الضلال الذين يسمون أنفسهم بأصحاب الفكر المستنير، ويلوون أعناق النصوص لتطاوع مرادهم الانهزامي أمام الكفار، أو أنهم ينفون بعض النصوص الثابتة في صحيح البخاري وغيره.
هؤلاء الذين يقولون: إن هناك أخوة بيننا وبين النصارى.
هؤلاء الذين يقولون بجواز إهداء الكفار في أعيادهم وجواز تهنئتهم فيها.
هؤلاء الذين يقولون بالفتاوى الشاذة مجاراة للكفرة، وإرضاءً للكفرة، وتحت ضغوط الكفرة.
وأن المرأة يمكن أن تلي الولايات العامة كالخلافة، والوزارة، والقضاء، ويردون أحاديث في صحيح البخاري: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة[11].
وينعقون بهذه العقلانيات، والقاذورات، والترهات في مواقع يفتي فيها مفتوهم الضلال كما يفتي المفتون الضلال في القنوات الفضائية، انحرافات وظلمات بعضها فوق بعض.
أين الجهاد بالكلمة؟
ننشر ديناً صحيحاً، وننشر عقيدة سليمة، ومنهجاً نقياً، وعلماً سلفياً، ننشره بدلاً من أن ينشر هؤلاء الضلال ضلالاتهم باسم الإسلام، ويشوهوا هذا الدين، ونقاء هذا الدين، وصفاء هذا المنهج، ثم يجمعون الملايين لأجل نشر هذه القاذورات.
توعية ودعوة المبتعثين والمسلمين في الغرب عبر شبكة الإنترنت
أيها الإخوة: إن الجهاد له أنواع كثيرة ينبغي على المسلمين أن يقوموا بها، إن إنشاء مواقع دعوية، دعوة الكفار تفتح لهم مجالاً للسؤال، والنقاش، وإجابتهم بناءً على منهج الإسلام، إنه أمر واجب ولا بد.
بل حتى دعوة المسلمين الذين ضاعوا في الخارج، واسترداد رأس المال المفقود الذي خرج من بلادنا وذهب إلى بلاد الكفار من أبناء المسلمين الذين قد استقروا هناك، وأخذوا جنسيات تلك الدول، ثم انحلوا وأولادهم، انحلوا في مجتمعات الكفر، وانسلخوا من الدين، ولم يعد عندهم من الدين إلا الاسم فقط .
هؤلاء يحتاجون إلى استعادة، استعادة رأس المال أولى من تحقيق الأرباح.
ونحن يجب أن نسير على خطين: استعادة رأس المال، وتحقيق الأرباح.
ثم تعليم المسلمين الموجودين في العالم.
تجارب ناجحة في دعوة الكفار للإسلام عبر شبكة الإنترنت
وإن التجارب تثبت أن هذه الأشياء ناجحة، لقد جاء نتيجة بعض هذه التجارب ردود أفعال حميدة من عدد من الكفار.
قال واحد منهم: لقد اطلعت على هذا الموقع وبدأت أحب هذا الدين، أرجو أن ترسلوا لي المزيد.
هذه عبارات تكررت مراراً وتكراراً؛ لأنهم يحسون بالخواء، يحسون بالفراغ، ويريدون شيئاً يملأ الفراغ الذي عندهم، ويحسون أن هذا هو الحق، ويفقهونه تدريجياً، وينجذبون إليه.
ودين الله دين الفطرة، دين الله إذا خوطبت به النفوس انجذبت إليه، قبلته، لأنه دين الفطرة.
تقول: أنا منذ مدة مهتمة بالإسلام، توصلت الآن إلى مرحلة تأكدت فيها أن هذا هو دين الحق.
امرأة نصرانية تقول: إنني أقرا ترجمة معاني القرآن بلغتي، وأنني قرأت عن الإسلام، وعندي سؤال: إن المرأة إذا كانت في الدورة الشهرية لا يجوز لها أن تمس المصحف.
هذه امرأة كافرة، تقول: لقد قرأت أن المرأة في الدورة الشهرة لا يجوز لها أن تمس المصحف.
وهي الآن نصرانية، وتقول: عندي ترجمة للقرآن أقرأ منه؟ حسب مفهومي أنني إذا مسست ترجمة القرآن فإن هذا لا بأس به؛ لأن الترجمة ليس قرآناً، لأنها ليست بالكلام، هل فهمي صحيح؟
هذا الفهم لا يوجد عند بعض المسلمين.
وعندما قيل لها: إنه مفهوم صحيح جداً يدل على صفاء الذهن والعقل، وأن المصحف بمثابة التفسير، وأن ترجمة المصحف بمثابة التفسير، ولذلك يجوز للحائض أن تمسه.
كان ذلك من الأمور التي قادها إلى الإسلام فيما بعد.
كما أرسلت أنها قد دخلت في دين الإسلام.
وهذا الذي يقول: أريد أن أعرف مزيداً من الأشياء عن هذا الدين، أريد أن أكون مسلماً، أريد أن تخبرني هل يجب علي الختان؟ ولو كان يجب سأقبل ذلك مسروراً، وكيف أفعله؟ عند طبيب أم ماذا؟ ماذا بالنسبة لتغيير اسمي إذا أردت أن أكون مسماً؟
عندما أصبح مسلماً سيكون هذا حدثاً مفرحاً بالنسبة لي، فأريد أن تختار لي اسماً، لقد قرأت أسماء إسلامية، أعجبني اسم: قاسم وعاصم، إلى آخره، اختر لي اسما.
ناس مقبلة، تريد أن تدخل في الدين، هناك أناس يبحثون عن الحق، وأناس إذا عرض عليهم الحق يقبلونه، وأناس بشيء من النقاش يقبلونه، والله قال في مراتب الدعوة: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [سورة النحل:125].
يوجد ناس يحتاجون إلى أن تعرض عليهم القضية عرضاً سليماً بالحكمة، بالحكمة يقبل، جاهل يعلم بالحكمة يقبل، واحد غافل يحتاج إلى موعظة حسنة، يتذكر فيعود، واحد مجادل عنده شبهات تجادله بالتي هي أحسن يقتنع ويسلم، ويرجع إلى الحق.
نحتاج أن نطبق هذا كثيراً جداً، وأن يكون هو منهجنا في الدعوة.
وعندما يرسل لك كافر، يقول: إنني قد أسلمت، وقد أخبرتك بذلك لمجرد أن تشاطرني الفرحة، وعندما يرسل واحد يقول: إنني أعمل في بريد في أفريقيا، وإنني أسأل عن الشيء الفلاني، وعندما أعثر على الجواب سوف أرسل إلى سبعمائة شخص مشتركين معي في مجموعة البريد.
إذاً، هناك ناس على استعداد أن ينشروا، فقط أعطهم الحق وهم ينشرونه، أعطهم العلم وهم يتولون توزيعه والإخبار عنه.
وشخص يقول: أخشى إذا أسلمت أن لا أستطيع أن أؤدي الصلاة في مكتب العمل، ماذا أفعل؟ أريد أن أسلم لكن أمي مريضة أخشى إذا صدمها الخبر أن يحدث لها مكروه.
إنني أريد الإسلام لكنني أعمى، وعندي كلب يقود العميان، فكيف آتي إلى المركز الإسلامي، المسلمون حساسون ضد الكلاب؟
أريد أن أسلم وأمارس لعبة كرة السلة، هل الإسلام يتعارض مع لعبة كرة السلة؟
إنني أعيش في كولومبيا، و70% مخدرات، وأتعاطى المخدر، هل يمكن أن أسلم؟ وماذا سيكون الموقف بالنسبة لتعاطى المخدرات؟!
وهكذا من أناس كثيرين عندهم عوائق غريبة وعجيبة، وأشياء ممكن ردها، الرد عليها بسهولة، وأشياء يمكن تجليتها من الحقائق التي تجعلهم يدخلون في الإسلام.
الرد على الشبهات عبر شبكة الإنترنت
يوجد ناس عندهم شبهات.
كثير من الشبهات عن المرأة، كثير من الشبهات عن النبي ﷺ، بسبب ما أورثه المستشرقون من الفساد، وما نشره الكفار في بلادهم عن الإسلام، ضد نبي الإسلام ﷺ، ضد كتاب الإسلام: القرآن الكريم، ضد بعض الأشياء في الإسلام والأحكام الشرعية مثل الرق وأحكام الجهاد.
ولذلك هؤلاء العقلانيين ينهزمون في هذه النقطة، يقولون: الجهاد جهاد دفاعي، والرق لا يوجد، فينفون أحكام شرعية، تحت وطأة مطارق أولئك الكفرة، انهزام سيء للغاية.
وهناك شبهات كثيرة تلقى في هذه الشبكة حول أزواج النبي ﷺ، وحول القراءات السبع، وحول.. وحول... تحتاج إلى طلبة علم للتصدي لها.
وهناك أناس من الذين يعلنون كفرهم، وقد يتجرأ بعضهم على تأليف سور، يقول: إنني أتحدى عليها.
ويحتاج إلى بعض طلبة العلم ليبينوا سخافة ما ألفه وما اقترفته يداه.
حل المشكلات عن طريق نشر الدعوة عبر شبكة الإنترنت
هناك أناس من المسلمين عندهم أولاد يحتاجون إلى ملء وقت فراغهم يتعاملون مع هذه الشبكة، هذا يقول: أنا أمريكي من أصل مصري، لا أجد وقتاً أقضيه مع بنتي بسبب كثرة العمل، عمرها 11 سنة، عندما عثرت على هذا الموقع شعرت البنت ببالغ الارتياح؛ لأنها صارت تملأ شيئاً من فراغها عن دينها الذي ليس عندي فقه أعلمها إياه، ولا وقت، ولذلك فنحن يمكن أن نملأ فراغاً كبيراً في تربية أولاد المسلمين، وبالذات في الخارج في هذه القضية.
وكذلك فإن إنشاء المواقع الإسلامية يمكن أن يعالج من خلاله مشكلات نفسية، مشكلات اجتماعية، نبين أنه يوجد في الإسلام نظاماً اجتماعياً، يوجد نظام علاجي في الإسلام، فيه أشياء إذا اطلع عليها الكفرة ذهلوا، وأصيبوا بالدهشة من وراء هذا المنهج الضخم وهذا الدين العظيم.
ولا تستغرب إذا قلت لك: إن بعض الكفار يسألون بعض المسلمين في بعض المواقع الإسلامية عن حلول لمشكلاتهم التي هم يعانون منها، هم أنفسهم يعانون منها، كافر يسأل عن مشكلة نفسية، أو عن مشكلة اجتماعية، ناهيك عما هو موجود عند المسلمين من المشكلات الكثيرة، بالذات الذين يعيشون في الخارج، هذا تزوج كافرة بغير ولي، هذا تزوجها في كنيسة، هذا صار له علاقة محرمة وأنجب ولداً، وماذا يفعل إذا أراد الزواج منها؟ وهذا يفكر في الانتحار، وهذا...
إذن: هناك مشكلات كثيرة تحتاج إلى تقديم حلول، نبين مثلاً موقف الإسلام.
وقضايا تتعلق بالوظائف، والأعمال، والقروض الربوية، وغير ذلك من الأشياء.
هناك أناس يحاجون إلى موعظة وتفكير.
يمكن أن يكون على وشك يقارف حراماً، أو قارفه، لكن لكي يخرج منه ويبتعد عنه يحتاج إلى تذكير.
واحد يقول: أنا صار لي خمس سنوات مع قيرل فريند، مع صديقة بالحرام، كذا كذا قصتي، ومستعد أن يترك الحرام، بل إن استعداد بعض هؤلاء أكثر من استعداد بعض من تجدهم حولك لاتباع الحق.
استفادة الخطباء والوعاظ من شبكة الإنترنت
ويمكن أن يستفيد كذلك الخطباء وغيرهم، وأهل العلم في الكلام على أشياء من كتاب الله ، أو شرح أمور تحدث في الواقع، مثل: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [سورة الروم:41]، إن التلوث داخل في هذه الآية دخولاً واضحاً ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ.
العلماء يفسرون، قالوا: فساد الزروع، وفساد الثمار، وفساد الهواء، وفساد الماء. وفساد الهواء والماء ما هو؟ هو التلوث الذي نتكلم عنه، يتحدثون عنه الآن، فتجد يمكن أن تشرح الآية بوقائع كثيرة من هذه المعلومات الموجودة.
وكذلك الكلام عن الكوارث، الكوارث الأرضية، الكوارث الجوية، الكوارث البيئية، الزلازل، وغير ذلك، الأمراض، حوادث الطائرات، البراكين: وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [سورة الأحقاف:27]، أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا [سورة الأنبياء:44].
الله لما قال: وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ [سورة الرعد:31] أي نكبة كما قال ابن عباس -رضي الله تعالى عنه، إذا أردت أن تتحدث عن القوارع التي يصيب بها الله الكفار من خلال هذه الآية ستجد مادة واسعة.
وإذا أردت أن تتحدث عن أثر الانحلال والانحرافات الجنسية في انتشار أمراض الإيدز وغيره، وتشرح حديث النبي ﷺ: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا[12].
يمكن أن تأخذ معلومات كثيرة جداً لتشرح هذا الحديث على ضوء الواقع.
هناك اعترافات للكفار يمكن أن تجدها في كلامهم عبر الشبكة في أضرار المخدرات، وأضرار الخمور، وأضرار العلاقات الجنسية، غير ذلك.
تقديم الخدمات للجاليات الإسلامية عبر شبكة الإنترنت
يمكن أن نقدم خدمات كثيرة جداً للجاليات الإسلامية في الخارج مثل معرفة أوقات الصلوات، اتجاه القبلة، أماكن الذبح، الحجاب الإسلامي وشروطه، وتفصيل الحجاب الإسلامي، قصص الأطفال، المكتبات الصوتية، الكتب الإسلامية.
لا بد من إنشاء محطات إسلامية تعتني بالأسرة المسلمة في الداخل والخارج، وتملأ أوقات الأطفال والنساء بالأشياء المفيدة.
وكذلك أن تقدم من خلال هذه المواقع الصلة للمسلمين بالخارج في بلاد الإسلام، والحماية ضد الكفر الذي يعاني من ضغوطه المسلم الذي يعش هناك.
ومواقع تقدم التحليلات الإسلامية للأحداث العالمية.
ومواقع تتحدث عن المشاريع الإسلامية الخيرية للمساهمة.
ومواقع تتحدث عن سبل المجرمين وبيان موقف الشرع منها: وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ [سورة الأنعام:55].
وكذلك عن سائر المنكرات والأشياء التي يمكن التنبيه عليها، والشرور التي ينبه الناس عنها لأجل تجنبها.
التجارة الإلكترونية
وكذلك فإن هذه الشبكة لا تخلو من الفوائد أيضاً التي لا يمكن أن يكون فيها شيء من الرزق الحلال عبر هذه التجارة الإلكترونية المتقدمة التي تهدد حتى بالاستغناء عن العملات، بحيث يكون هناك نقود إلكترونية، وأيضاً هناك ما يعرف الآن بدراسات حول البصمة الإلكترونية، بصمة الصوت والعين على الإنترنت، واستخدام هذه كوسيلة إثبات في العقود.
ولذلك نحن نحتاج إلى أبحاث شرعية من علمائنا المعاصرين حول قضايا الشراء الإلكتروني، وما يتعلق به.
ما هي هذه النقود الإلكترونية؟ وما هي هذه البصمة الإلكترونية كوسيلة للإثبات؟ وغير ذلك من كيفيات الشراء والبيع، مثل هذه الشبكات التي تبيع الأسهم، شبكة مثل ناسداك وغيرها التي يتم التداول فيها بالأسهم، ما حكم التداول بالأسهم عن طريق الشبكة؟
هناك شروط كثيرة موجودة، ما هو الحكم الشرعي في التعامل بالأسهم عن طريق الشبكة؟ شراء العملات، شراء الذهب... إلخ..
الآن التطور التجاري في العالم يتقدم بشكل مذهل جداً، ولذلك رئيس البنك المركزي البريطاني هذا يخرج كل سنة مرتين فقط، يقول عبارة واحدة أو عبارتين، تؤخذ العبارة وتوضع في المقررات الاقتصادية في الجامعات البريطانية.
يعني خلاصة أبحاث كثيرة جداً، العبارة الأخيرة التي قالها يخاطب أصحاب الشركات والتجار في بريطانيا، يقول بالمختصر: التجارة عبر الإنترنت أو الموت.
أي أن الشركات ستموت إذا لم تدخل عبر هذه الشبكة، وإذا كانت هناك معاملات بنكية ستسير عن طريق هذه الشبكة بشكل كبير وموسع، فما هي الأحكام الفقهية على ضوء الكتاب والسنة التي تجيب على هذه المسائل العصرية التي ستتم عن طريق هذه الشبكة؟
لا شك أن ممارسة الشراء عن طريق هذه الشبكة يمكن أن يريح بعض النساء من النزول إلى الأسواق، لكن طبعاً نحن نخشى من أي شيء؟ تبذير الأموال عن طريق الشبكة، ثم النزول إلى الأسواق للمعاكسات، وتزجية الأوقات.
على أية حال: إن هناك إقبالاً كبيراً، البيوت تنضم إلى الشبكة 760 بيت في الساعة كما تقول الإحصائيات.
الإنفاق الإعلامي، أو الإعلاني واحد وتسعة بليون دولار.
أكثر المشترين على الإنترنت من النساء، في موسم الشراء الماضي الذي كان في أول السنة، في سنتهم.
ستختفي الطوابع البريدية، وتستبدل بالبريد الإلكتروني الموجود.
هناك ألوان من الغش التجاري الذي يجب التنبيه عنه، هناك أنواع من القرصنة عبر الشبكة، وإيذاء الناس المشتركين بها، مسح الذاكرة الصلبة، نسخ الذاكرة الصلبة، العبث بما عندك من المعلومات من أناس ليس عندهم دين، ولا أخلاق، ولا أمانة، بل إن أخبار اقتناص أرقام بطاقات الفيزا والسرقة من حسابات الناس شيء كثير جداً.
والدخول والعبث في المواقع كثير أيضاً، إفراغ ملفات السيرة في متصفح الزائر للتجسس على عناوين المواقع التي يزورها موجود.
وكذلك ربما أخذوا أشياء متعلقة بمعلومات الشخصية عن صاحب الجهاز، فأظهروها، مرحباً بفلان، إذا دخلت إلى ذلك الموقع فقد دخلوا إلى جهازك عبر برامج خفية، ونحو ذلك.
هناك محتالون، نصابون على هذه الشبكة، وهناك خداع كثير مخالف لحديث النبي ﷺ: فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما[13].
وأخطار كثيرة جداً تحتاج إلى تحذير.
نشر الإسلام عبر اللغات المختلفة
وإذا قلنا بأن العالم لغات، واللغات كثيرة جداً فإننا عندما نفكر في قضية الدعوة يجب أن نضع استراتيجيات تؤسس بناءً على انتشار اللغات في الشبكة.
فإذا قلنا: عدد المستخدمين مائتا مليون تقريباً، مائة وثلاثة وثلاثون مليون منهم باللغة الإنجليزية، وسبعة وستون مليون أو كذا باللغات الأخرى.
اليابانيون عشرون بالمائة من المستخدمين، هات موقع إسلامي باللغة اليابانية جيد، ما دام أن عشرين بالمائة من المستخدمين يابانيون، قد لا تجد.
إذا كنا قد عرفنا من خلال الإحصائيات أن الصينيين سيكونون خلال عام 2010 أكثر الشعوب استخداماً للإنترنت، وسيطغون على الأمريكيين والكنديين الذين يبلغون الآن 90 مليون، سيزيد عليهم هؤلاء في عام 2010.
فينبغي أن نعمل في حسابنا مواقع إسلامية باللغة الصينية، ما دام إن القضية بعد عشر سنوات سيكون أكثر المستخدمين صينيين.
إذاً، هناك تحليلات وإحصائيات تفيدنا جداً في قضية التخطيط في الدعوة، وهذه مسألة مهمة، ينبغي ينتدب لها أصحاب القدرات والخبرات في هذا المجال، هذا دين عظيم لا يصح الهزل فيه، ولا أن يأخذ بأي شكل أو أي طريقة هزيلة.
أو أننا نعتمد على وسائل بدائية لنشره، لا، يجب أن تكون عظمة الوسائل مكافئة لعظمة الدين، يجب أن تكون عظمة الخطط في الدعوة إلى الله، ونشر الدين متماشية مع عظمة الدين.
أما يوجد دين عظيم، ثم يأتي واحد من المستشرقين الكفرة لما درس الإسلام يقول: "يا له من دين لو كان له رجال"
وهذه كلمة عظيمة "يا له من دين لو كان له رجال".
هذا الكافر يرى أنه دين عظيم لكن المشكلة أين أصحابه الذين قعدوا عن تبليغه، وعن الدعوة إليه، وعن نشر في الأرض؟
قلة المواقع الإسلامية عبر شبكة الإنترنت
إذا كان كل دقيقة تنضم ثلاثة مواقع جديدة إلى الشبكة، كم منها مواقع إسلامية؟
المواقع الإسلامية الصحيحة على الإنترنت ليست بالآلاف على الإطلاق، أقل من ذلك، بينما المواقع في العالم بالملايين.
وإذا قلنا: يوجد أكثر من أربعمائة ألف موقع جنسي، ولا يوجد إلا نحو ألف موقع إسلامي، فما هذه النسبة؟
وإذا كنا نحن خمس سكان العالم، خمس مليارات ونحن مليار، أين تمثيلنا وحضورنا؟ أين حضور هذا الدين على المستوى العالمي؟ هذه من الأشياء التي يجب التفكير فيها.
قضية التعريب، هذه اللغة المباركة التي نزل القرآن بها، أفضل لغة في العالم، وأقوى لغة في العالم، وأوسع لغة في العالم، أفصح لغة في العالم، وأقدر لغة على التعبير عن المشاعر والأحاسيس في العالم، وأكثر لغة تستوعب العلم في العالم فرط بها أهلها، ولذلك تراها متأخرة حتى على مستوى هذه الشبكة.
وماذا يفعل الذين فتحوا مواقع عربية الآن؟
كثير منها الأغاني العربية، الفنانات والفنانون العرب، نكت سخيفة وسيئة، موجود الآن مواقع عربية تفتحها فتجد تفاهات، وسخافات.
قفز عدد من مشتركي العرب من ثلاثمائة وستة وعشرين إلى ثلاثمائة وستة وعشرين ألف بنهاية عام 98 لما دخلت الإنترنت في هذه البلاد والبلاد العربية.
إذاً، هناك تزايد في المستخدمين العرب.
وأفادت الإحصائيات بزيادة ملحوظة من المستخدمين في الشرق الأوسط.
وهناك تدفق كبير من الذين يتكلمون باللسان العربي على هذه الشبكة، فماذا عمل من أجل خدمتهم على الشبكة؟
بعض أخطار ومضار شبكة الإنترنت
وأقول بعدما ذكرت شيئاً من الفوائد، وماذا يجب على الدعاة وطلبة العلم أن يعملوه بهذه الشبكة: لا بد أن نتحدث الآن عن الجانب الأسود، الجانب المظلم، الجانب السيء من هذه الشبكة، وقد قصدت تأخيره بعد ذكر ذلك الجانب لعلة قد تتبين في عرض هذا الموضوع.
إن هذه الشبكة بقدر ما هي مفيدة جداً جداً، إلا أنها سيئة جداً جداً جداً، بقدر ما يوجد من المنافع العظيمة يوجد فيها أضرار أكثر بكثير من المنافع.
وقد انتبه الكفار لهذه الأشياء حتى على مستوى أطفالهم وعلى قضية الإدمان في هذه الشبكة، يقضي الطفل الأمريكي من 6 إلى 10 ساعات أسبوعياً على الشبكة، وعندهم نقلة، انتقال من التلفزيون إلى الإنترنت، ومستقبلاً سيكون جهازان في جهاز واحد.
معظم الأطفال في أمريكا فوق 12 سنة يدخلون الشبكة دون أي رقابة، مع أن الآباء والأمهات عندهم، لا تستغربوا إذا قلت: أنه يوجد لديهم رقابة على أطفالهم أكثر من بعض آبائنا وأمهاتنا على أطفالنا، وقد قررت المحكمة العليا الأمريكية عدم دستورية القانون الذي أصدر بمنع نشر مواد إباحية على الإنترنت تاركة حماية الأطفال على آبائهم بواسطة برمجيات خاصة، كل واحد وأطفاله، كل واحد يحمي أطفاله على كيفه، هو يجتهد في حماية أطفاله.
وقد بينت الدراسات على سبعمائة وخمسين عائلة أمريكية أن 78% من الآباء يراقبون أطفالهم.
26% منهم يقيدون وصول أطفالهم إلى الإنترنت عبر تدابير على مستوى المتصفح.
ومعنى ذلك غير 26% يفلتون الزمام، بنت عمرها 12 سنة تركتها أمها في البيت وذهبت لتشتري من السوق، رجعت وجدت معها رجلاً غريباً في البيت، من أين أتى؟ وكيف؟ وأتت الشرطة.
كتبت بالتخاطب عنوان البيت مع واحد جاء للبيت ودخل عليها.
الأطفال عندهم يشترون على الإنترنت، وحكم شراء الطفل لا بد أن يبين من الناحية الفقهية.
78% من الآباء والأمهات يشكون في فائدة الشبكة لأطفالهم من كثرة الأضرار الموجودة، بل إن كثيراً من الكفار هناك قد بهتوا وذهلوا من الخلاعة والفساد والعهر الموجود في الشبكة، قالوا: ما كنا نتصور.
الآن فكر كيف واحد كافر يقول: ما كنا نتصور إن العهر بهذه الدرجة؟! هذا واحد كافر يقول، في مجتمع انحلال.
فالأطفال في خطر داهم إذاً.
وأطفالنا إذا ساروا على نفس المنوال، ودخلت الشبكة البيوت فإن العاقبة هي الويل والثبور، والوقوع في عظائم الأمور.
ولا شك أن كثيراً من الأولاد سيكونون أخبر من آبائهم بهذه الأجهزة الإلكترونية الحديثة.
وواضح أن الجيل الجديد متفوق إلكترونياً على الجيل الذي قبله، ومعنى ذلك أنه يمكن أن يحدث فساد عظيم جداً جداً في البيوت لا تتخيله الآن إطلاقاً، لا تتخيله من وراء دخول هذه الشبكة إلى البيوت.
القضية الخطيرة الأخرى أيضاً: انتشار مقاهي الإنترنت، التي صارت وسيلة من وسائل الاستثمار، والربح.
وقد بدأت قضية المقاهي، مقاهي الإنترنت للنساء أيضاً وللعوائل، هذه المقاهي فيه من الشر ما لا يعلمه إلا الله، وربما لا تتخيل -يا أخي- إلا من كان مطلعاً حجم المخاطر الموجودة فيها.
يقول بعض العاملين في هذه المقاهي: 70% من القادمين إلينا للحرام والتسلية المحرمة، إما بالدخول للمواقع، مواقع الفحش والفساد، أو التخاطب بهذه الاتصالات عبر الشبكة مع الأجنبيات.
وكثير من الشباب ربما يحد من دخولهم الجهل فنياً بها أو باللغة، ولكن شياطين الإنس يخبر بعضهم بعضاً بالمواقع المحرمة، وأسمائها، وطريقة اختراق الحاجز الناري.
ربما يقول للعامل في مقهى الإنترنت لما ظهر الموقع الممنوع، كيف نشيل الصفحة هذه؟
إذاً: المسألة مسألة خطيرة.
وعندما جاء واحد إلى أحد مزودي الخدمة، يقول: أريد أشترك، لكن ممكن أرى؟! قال: ماذا تريد أم ترى؟ قال: أشياء فنية، فرق غنائية، يعني يقول في الأخير: أريد أرى كل شيء، هل فيه أمل ولا أنا ما أريد أدفع الفلوس على الفاضي؟
85% في أمريكا يدخلون على المواقع الإباحية.
90% من الشباب في الإحصائيات في بعض الدول العربية يدخلون على المواقع الإباحية.
الشباب أينما كانوا تلاحقهم الشهوات، والاستخدامات السيئة، فماذا تتوقع إذا دخل بعض هؤلاء الأحداث إلى مقاهي الإنترنت؟
يدخل واحد إلى المقهى، تعبق فيه رائحة الدخان، وهناك غرف مغلقة، وشاشات في محلات خاصة حتى يأخذ كل شخص راحته، وعندما تفتح الذاكرة المؤقتة ترى ما يهولك، من يعرف هذه القضية من المواقع السيئة التي دُخل عليها، التي تترك عمداً في بعض المقاهي لكي يقع في الشر الآخرون.
وعندما يجلس الواحد في هذا الجو، يريد أن يلاحق هذه الأشياء التي يأتي بها هؤلاء الشياطين، ماذا تتوقع أن تكون هذه النتيجة؟
عندما يقومون بالتخاطب المباشر مع النساء على مستوى العالم، وربما تستخدم تقنية الصوت والصورة، بالإضافة للكلام الذي يكتب، ماذا تتوقع -يا أخي المسلم-؟!
فإذاً، غير قضية المواقع الإباحية، عندنا قضية التخاطب من أعظم أبواب الشر والفساد، يكتب فيها كل ما هو سيئ لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ [سورة النساء:148].
ويكتب فيها كل ما هو فاحش، ما كان النبي ﷺ فاحشاً ولا متفحشاً [14].
وتكتب فيها العبارات الشنيعة، حتى أن بعضهم يصرح في هذه الشبكات Net meeting وغيرها أنه لوطي، هكذا، وأنه شاذ، وأنه يريد من جنسه كذا وكذا.
هؤلاء الناس من أبناء المسلمين، نحن ما نتكلم عن الكفار.
الكفار معروف حالهم، لكن نتكلم الآن عن المخاطر العظيمة المدلهمة التي تواجه الشباب من أبناء المسلمين، وكل ما يمكن أن يتخيله الإنسان من أنواع الفحش موجود، حتى ممارسة الفاحشة مع القردة والكلاب والخنازير والحمير.
والمدهش! هذه -طبعاً- إحصائية Yahoo.com محرك البحث الذي ذكر أن الحيوانات في الفاحشة هذه، أن هذه هي الحيوانات، البهائم التي ذكرها الله على سبيل الذم في كتابه العزيز، وأخبر أنه مسخ من اليهود قردة وخنازير، وأن الذي ضل بعد الهدى مثله كمثل الكلب، ومثل الذي لا ينتفع بالعلم الذي يحمله كمثل الحمار يحمل أسفاراً.
يعني الارتكاس الذي وصلت إليه البشرية، الحضيض، هذا كله موجود عبر هذه الشبكات، فماذا نتوقع إذا اطلع شبابنا وبناتنا على هذه الأشياء؟!
والاتصال بالعاهرات، والفاسقات، وغير ذلك.
وربما أن واحداً منهم ينادي العامل، يقول: تعال انظر إلى هذه المناظر، كأنه يشعر بالفخر أنه اخترق الحاجز، وأنه اكتشف موقع غير مغلق، وأثبت وجوده، ودخل في عداد الهكرز، القراصنة هؤلاء، يثبتون وجودهم في عالم الشر.
الواجب تجاه الفساد الموجود على شبكة الإنترنت
إذاً: إذا تصورنا هذا الشر العظيم يحب علينا أن نقوم بمكافحته.
أما مسألة إلغاء الشبكة بالكلية فأمر غير ممكن فقد هجمت هجوماً وعمت بشكل واضح.
لقد قامت مدينة الملك عبد العزيز في الرياض بمجهود مشكور في قضية عمل الحواجز المانعة من الدخول إلى المواقع الإباحية بشكل قد لا يوجد في أي بلد آخر.
لكن أبواب الشر كثيرة، بل إن تقدم الاختراعات مثل دش الاتصالات، وغداً إذا صارت القضية قضية رقم بطاقة فيزا مع شركة أقمار صناعية مباشرة.
أهل الشر عندهم وسائل كثيرة وكثيرة جداً، ويُعلم بعضهم بعضاً، مواقع خاصة للاختراق على الشبكة تعلم كيف يخترق؟ الشر منتشر بطريقة مذهلة.
إذاً، مهما وضعنا من الرقابات، ستبقى الرقابة الذاتية، أو رقابة الله تعالى،، هو الضمان الوحيد.
لا يمكن أن يكون هناك أي نوع من أنواع الرقابة مائة في المائة، أو الضوابط مائة في المائة.
وأنت إذا نظرت إلى ما يحدث بين شبابنا وفتياتنا في ما يسمى بالـ CHATTING لوجدت أمراً مريعاً.
ومن هذه الأمثلة هذه الخطابات والمبادلات: الاسم، والعمر، والهواية، تافه يقول: الهواية الغزل في غزل،
هذه الهواية.
الأمنية: التعرف على البنات.
وهكذا...
-طبعاً- الكلام القذر أكبر من هذا بكثير.
وتمني أن يكون معنا على الشبكة ممن هو صفته أو صفتها كذا كذا...!
هذا من الأشياء المفسدة إفساداً عجيباً.
ثم إذا صارت القضية قضية صورة وصوت وكلام.
إذاً: ما عاد باقي وسيلة أخرى للشر في نقله: وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا [سورة النساء:27، 28].
لقد عرضت صورة امرأة في إحدى الجرائد على أذنيها سماعات في مقهى للإنترنت، ماذا تعني صورة سماعات على أذني امرأة في مقهى للإنترنت؟! تتخاطب مع من؟! صديقتها عندها تليفون في البيت. محارمها؟! عندها تليفون في البيت.
سماعات على مقعد، طاولة في مقهى إنترنت، سماعات على الأذن من امرأة ماذا تعني؟!
وقد قال الله تعالى: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا [سورة الأحزاب:32].
فما كفى المعاكسات في الهاتف، الآن صار الشر سيصدر، ويدخل في هذا العالم، عالم الشبكة الواسع والمنتشر بشكل كبير جداً.
إن بعض هؤلاء الذين يطلقون أفكاراً عن تحرير المرأة عن طريق هذه الشبكة، ويتمنى أن تخرج بالاسترتش والجينز لتتناول الشاي مع من تشاء، وتذهب إلى بيت من تشاء، إنها أمور مؤلمة جداً تدل على ما وصل إليه بعض شبابنا من الانحطاط والإسفاف الذي ينبغي أن يعالج معالجة سريعة جداً، وإلا فإن العاقبة ستكون وخيمة للغاية.
بعض الناس بدأوا بدايات يظنون أنها عادية، ومن ذلك ما كتبته هذه الفتاة، تقول: اطلعت على ساحات الحوار والدردشة ولم أفكر إطلاقاً بالدخول فيها، لاحظ معي حتى تعرف ما معنى "سد الذرائع" في أصول الفقه؟ اطلعت على ساحات الحوار والدردشة ولم أفكر إطلاقاً بالدخول فيها، ولكن في يوم من الأيام قلت لنفسي: لماذا لا أدخل في هذه الساحات؟ وتدريجياً صرت أكتب في هذه المواضيع، ثم رويداً رويداً دخلت في الدردشة المباشرة، وكنت أرفض الفكرة من قبل، والآن لا أستطيع الابتعاد عنها.
البداية من ساحات الحوار، والنهاية في قنوات الدردشة، والنهاية التي بعدها في اللقاء المحرم.
وهناك حالات واقعية، وإذا كانت الآن ربما يعتبرها البعض نادرة، فالمسألة مقبلة على خطر عظيم.
وكلام هذه عندما قالت: والآن لا أستطيع أن أتركها، هو ما نريد أن ننفذ منه للكلام على ظاهرة خطيرة في الشبكة، وهي: ظاهرة الإدمان.
ظاهرة الإدمان على الإنترنت
لقد نشأت ظاهرة الإدمان على الإنترنت كنوع من أنواع الإدمان المصنف الآن عند الأطباء النفسانيين،
وجاء في بعض الأخبار: أن قاضياً أمريكياً قد حرم امرأة من حضانة ولديها؛ لأنه رأى أنها مدمنة إنترنت، ومنح زوجها حق الحضانة، وقال الشهود في المحكمة: إن هذه المرأة نقلت جهاز الكمبيوتر في منزلها إلى غرفة نومها بحيث انفصلت عن الأسرة تماماً، ووضعت قفلاً على باب الغرفة، وصارت تمضي معظم الوقت في الاتصال الفوري بهذه الشبكة.
وكذلك قصة امرأة أخرى عمرها 43 سنة أدى استخدامها للإنترنت إلى إفساد حياتها الأسرية، وعلى مدى ثلاثة أشهر ازداد اتصالها ووصل مجموع استخدامها من خمسين إلى ستين ساعة أسبوعياً، أو بمعدل ثمان ساعات يومياً، واستغرقت بعض جلساتها أمام الإنترنت أربعة عشر ساعة، وفي آخر المطاف صارت تشعر بالانقباض، والضيق، والتبرم، والقلق، عندما يتوقف تواصلها مع الشبكة، وهذا صار يحول دون قيامها بواجباتها الزوجية والأسرية، ناهيك عن العواقب المالية التي صارت تكلفها 400 دولار شهرياً، ثم انفصام عرى مع الأولاد ومع الزوج.
وهذا مراهق عمره 16 عاماً يعيش مع والدته تجاوز وزنه متوسط وزن من هو في مثل سنه بكثير بسبب قضائه 70 ساعة أسبوعياً بصحبة هذا الجهاز، منها 40 ساعة أمام الكمبيوتر.
علامات مدمني الإنترنت
لقد أخذ هذا الإدمان أشكالاً عديدة، وصارت له بعض صفات مدمني المخدرات ظهرت على مدمني الإنترنت، ومنها:
اشتهاء المدمن موضوع إدمانه دائماً، والشغف به.
الألم الشديد عند المفارقة.
الرجفة واضطراب المزاج والضيق والتأفف وحصول الاصطدام بين المدمن وبين من يعايشهم.
فقدان الوظيفة.
الوقوع في الميسر والفواحش.
وبالمناسبة قنوات لعب الميسر على الإنترنت متعددة، ومقارفة الشيء الذي قال الله فيه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ [سورة المائدة:90].
وذكرت دكتورة أمريكية في محاضرة عن الإدمان: أنها قد وصلت إلى نتيجة بعدة أسئلة تطرح على مستخدمي الشبكة: إذا كان وجد أي واحد من الخمسة هذه أجيب عنه بالإيجاب فإن الشخص مدمن.
هل هدد ارتباطك بالإنترنت وظيفتك؟ أو علاقتك الأسرية؟ هل ترى في الإنترنت وسيلة للهرب من مشاكل حياتك اليومية؟ هل تكذب بشأن عدد الساعات التي تمضيها أمام الإنترنت؟
إلى غير ذلك من الأسئلة.
إن الإجابة عن أي واحد من هذه الأسئلة بنعم، معناها تلقائياً أن الشخص اسمه "مدمن إنترنت".
وكذلك ظهرت أعراض طبية سلبية؛ مثل: الأرق، إجهاد العينين، آلام الظهر، آلام المعصم من كثرة العكوف على الجهاز.
وبدأت الآثار تظهر في العالم العربي أيضاً.
وقد بين أحد مسؤولي الشرطة في دولة الإمارات مطالبة بوضع ضوابط قانونية للاشتراك في الشبكة، وبالذات من الناحية العمرية والأخلاقية، وأن أخطار الإنترنت على الأحداث بالغة الحدة، وعلى صغار السن.
وقال الدكتور محمد مراد عبد الله مدير البحوث بشرطة دبي وأمين سر جمعية رعاية الأحداث في دراسته: إن مخاطر الشبكة على الأحداث تسهل حصولهم على خبرات ضارة مما يؤجج روح العدوانية والسلوك الإجرامي.وكذلك ذكر الرائد فاضل مدير البحث الجنائي بشرطة الشارقة في محاضرة ألقاها عن هذا الموضوع في أهمية وضع ضوابط وقوانين وشروط مسبقة لمن يريد الدخول في الشبكة، وأهمية القيام بحملات تفتيشية على مقاهي الإنترنت.
وكذلك ما يوجد من ألوان غسيل الدماغ، والأخطار على الدين، وعلى العقيدة، وعلى الأخلاق.
والمسألة تتطور بشكل مذهل، الأطفال، الأحداث، الشباب، الذكور، الإناث، الكبار.
يقول واحد في مقهى الإنترنت: دخل واحد عمره فوق الخمسين سنة، ظننته يريد أن يرسل عن طريق البريد الإلكتروني، أو يدخل إلى مواقع شركات يرى سلعاً ومنتجات، وإذا به بعد ما طلع ننظر، فإذا هو دخل إلى مواقع جنسية.
قصة محزنة عن خطر الإنترنت على الحياة الزوجية
المسألة خطيرة جداً، حتى بعض المتدينين انزلقوا فيها، بل وضاعوا فيها، وكانت الخسائر كبيرة وكبيرة جداً، وإليكم هذه القصة المحزنة في الرسالة التي أرسلت بها امرأة إلي في هذا المسجد:
أقول في أول كلام: الإنترنت هي مشكلتي مع زوجي، لقد كنا في سعادة وهناء دون مشاكل، وكان يغمر منزلنا ذكر الله، كان زوجي لا ينام عن صلاة الفجر، وكان يصلي كل فرض في وقته، ويخصص يوماً في الأسبوع يتفقد أحوال المساكين، ويذهب لزيارة أقربائه، أو يتفقد أحوال المسجد، ويرى ماذا ينقص المساجد المجاورة، وقد بارك الله له في رزقه، وأصبح غنياً يساعد الناس في كل مكان، ولكن عندما دخل على الإنترنت ابتلي ابتلاءً عظيماً عندما رأى تلك الصور الخليعة للفاجرات تغير حاله جداً، وأصبح لا يعرف صلاة الفجر، وكأنها محيت من قاموسه، أما الصلوات الباقية فأصبح يصليها في وقت متأخر، ولا يصلي مع الجماعة، حاولت المستحيل أن أنصحه وبعدة طرق، لكن دون جدوى، قلت له: تزوج امرأة أخرى،لكنه رفض، أنا حائرة لا أدري ماذا أفعل؟! لقد يئست منه، لأنه قال لي: لن أترك التفرج ولن أستطيع الاستغناء عنها -هذه قضية الإدمان- وأصبح كل وقته في ذلك الجهاز اللعين.
نحن عقدياً ما نلعن أجهزة، نلعن أفعال الناس السيئة.
لكن المشكلة هذا العمل غلبه عليه شيطان، أنا معي الآن منه ثلاث أولاد، وأريد أن يتربوا تربية صالحة، ماذا أفعل؟ إذا لم يساعدني في تربيتهم فمن يساعدني؟ أريدهم أن ينشؤوا صالحين، ومن حفظة كتاب الله، وأن أجاهد نفسي معهم في كل شيء يرضي الله، والمشكلة تطورت وقال لي: سيحضر تلفزيون ودش ويشترك بالقنوات، ما كانت عنده هذه الأفكار،إذاً، الدش جاء عن طريق الإنترنت الآن، وفي النهاية تقول: أرجوكم ساعدوني.
وكثير من أخواتي عندهن نفس المشكلة.
إذاً، المسألة تنتشر، فساد، ناس انحرفوا تركوا الدين، ترك المتدينين، ترك الخير، ترك مجالس العلم، ترك الالتزام بالإسلام لأجل شبكة الإنترنت.
وهذه ما هي مبالغات، هذه قضية من الواقع، وهذه أمثلة حقيقية.
ضوابط في ترشيد استخدام شبكة الإنترنت
وعندما نقول: الآن هذه الشبكة انتشرت، وفي الجامعات وفي المعاهد وفي كل مكان، ما هو الضابط؟
أولاً: الإتيان بالشبكة للصغار والأحداث والمراهقين والمراهقات، هذا سم وخطر بالغ جداً، ولا يمكن أن يرضى به مسلم، أن يسلم الشبكة لطفل، أو عنده بنت مراهقة وإلا شاب مراهق يعبث به.
ثانياً: يجب أن ينحصر استخدامها فيمن يستفيد منها استفادة شرعية، في الدعوة، في نشر العلم، في الأبحاث الجامعية.
الأطباء قد يتبادلون معلومات طبية مثلاً، يبحث عن أبحاث في مراكز عالمي، رسائل الماجستير والدكتوراه تحتاج إلى معلومات مثلاً.
تاجر يبيع ويشتري، شركة تركب إنترنت، تعمل مواقع تجارية لبيع السلع، يرسل عن طريق البريد الإلكتروني، وممكن تعمل اشتراك بريد إلكتروني فقط من غير شبكة أحياناً يعني إذا ما تريد.
وإن كان حتى عن طريق البريد الإلكتروني تأتي أشياء خطيرة جداً، وهناك من يرسل مثلما ترى في بعض صناديق البريد نشرات تبشيرية، ترى في صناديق البريد الإلكتروني أيضاً أشياء تبشيرية، وأشياء إباحية، لا أنت طلبتها ولا دخلت عليها، تحدث في بعض الأحيان.
على أية حال: هذا أهون، من يحتاج البريد الإلكتروني يستعمله هو.
إذاً، يقصر الاستعمال على ما هو مفيد، وعلى الأشخاص الذين يستفيدون.
أما قضية فرجة، قصية تزجية أوقات، قضية فضول، قضية حب الاستطلاع، قضية إثبات القدرات على الاختراق والشطارة في العملية، لا وألف لا.
ولذلك إن الاقتصار في الاستخدام على المفيد ولمن يستفيد، لاحظ معي على المفيد، ولمن يستفيد، وكذلك من صار هذا موجوداً عنده رغماً عنه لا أقل من أن يجعل ذاكرة المفضلة، أو قائمة المفضلة في المستعرض مليئة بالإسلامية أو على الأقل المواقع المفيدة.
والتفتيش الدائم على الجهاز، البحث في صور ملفات الإنترنت، التفتيش المستمر، والتدقيق على الأجهزة، وجلب برمج الحماية الخاصة، التي تحصن، مهمة جداً.
فإذا كنت أولاً في غنى فاستغن.
ثانيا: إذا كانت قضيتك أنت في مكتب خاص، أو في مكان خاص، أو في عملك، لا تجيبها للبيت، خصوصاً إذا عندك صغار، أطفال، أحداث، مراهقون.
قضية السماح للبنات أو الأولاد بالذهاب إلى مقاهي الإنترنت، إنترنت كافيه، ممنوع، يجب أن يمنع لأنه مكان أكثر من 70% في الشر.
وقضية الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وعظ الناس، الوعظ، والتنبيه عن المخاطر، هذا من مقاصد هذا الدرس، وعظ الناس، تذكيرهم بالخطورة الكبيرة الخطورة العظيمة نتيجة هذه الشبكة، شرح مخاطر الشبكة، يوجد ناس طلبوا بالفيزا حبوب انتحار، وانتحروا وماتوا.
ثم أيضاً بعض المتدينين الذين يحتال عليهم الشيطان، يقول: دخلها للدعوة، وادخل فيها للدعوة.
وقد لا يكون عنده علم كافٍ، ولا أسلوب في الدعوة، ولا لغة مثلا ًيدعو بها.
أو واحد يقول: أفتح مقهى؟!
يقول واحد من العاملين: يدخل من يريد مواقع إسلامية اثنان أو ثلاثة يومياً، البقية كلها في الأشياء الأخرى.
إذاً: الحكم لما غلب.
القاعدة الأصولية تقول: الحكم للأعم الأغلب.
مدينة الملك عبد العزيز تقفل يومياً مائة موقع إباحي، غير الذي أقفلوه من قبل، يقفلونه يومياً بسبب بحثهم الذاتي، أو ما يأتيهم من التنبيهات من أهل الخير، أو من المحتسبين الذين يرسلون بالمواقع لإغلاقها.
ونقول في النهاية: إن الضابط هو ضابط داخلي، والوازع وازع داخلي، والقضية لا يسيطر عليها إلا برقابة ذاتية، واعظ الله في قلب كل مسلم، يقول له إذا أوشك يفتح موقع سيئاً: ويحك لا تفتحه، إنك إن تفتحه تلجه[15]، وإذا ولجته أدمنت عليه.
كم من شباب في الجامعات تعطلت دراساتهم بسبب هذه الشبكة؟ جعل الحصص تفوت، تذهب، يذهب وقتها بسبب هذه الشبكة.
وكذلك ينبغي على من كان عنده قوة في الاحتساب الإنكار أن ينكر، وأن يحتسب، وأن ينصح، وسيواجه أشياء من المصاعب، يقول واحد: دخلت من الشات ميتينغ أو النت ميتينغ حتى أتكلم مع بعض هؤلاء، نصحت واحداً، قلت له: اتق الله، قال: ما لك دخل، أنا نصراني.
ونسأل الله أن يقينا سائر الشرور، وأن يجنبنا المحرمات والفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يرزقنا الإخلاص والاستقامة، وأن يرزقنا خشيته في الغيب والشهادة وكلمة الإخلاص في الغضب والرضا، وكلمة القصد في الغنى والفقر، وأن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه، والشوق إلى لقائه في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضله، وأن يجعلنا هداة مهتدين.
وصلى الله على نبينا محمد.
- ^ رواه الإمام أحمد -رحمه الله: (10724)، وقال الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سمعان، وهو ثقة".
- ^ إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة: (2/ 196).
- ^ حديث صحيح رواه أحمد: (3870)، وقال محققو المسند: "إسناده حسن".
- ^ رواه البخاري: (80)، ومسلم: (2671).
- ^ رواه الحاكم: (8564)، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".
- ^ رواه الطبراني في الأوسط: (7695)، وقال المنذري: "رواته رواة الصحيح"، وقال الألباني: "صحيح لغيره"، رقم: (1861).
- ^ رواه أحمد: (10724)، وابن حبان: (10724)، وقال محققو المسند: "إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين".
- ^ رواه البخاري: (7047).
- ^ رواه مسلم: (2720).
- ^ رواه البخاري: (3461).
- ^ رواه البخاري: (4425).
- ^ رواه ابن ماجه: (4019)، والحاكم: (8623)، وصححه الألباني -رحمه الله- في صحيح الترغيب والترهيب: (2187).
- ^ رواه البخاري: (2079)، ومسلم: (1532).
- ^ رواه البخاري: (3559)، ومسلم: (2321).
- ^ رواه أحمد: (17634)، وقال محققو المسند: "حديث صحيح".