إنعاش القلوب{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} الإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان الستة، لا يكون الإنسان مؤمناً أبداً إلا إذا صدّق به، فالإيمان باليوم الآخر يصحح الأعمال، ويسدد الأقوال، ويصلح النيات، ويحمل العبد على فعل الطاعات، وترك المعاصي والمنكرات، ويربي المسلم على الخوف من الله ومراقبته، ويجعل العبد يحاسب نفسه فلا يظلم أحداً، ولا يعتدي على أحد، فاتقوا ذلك اليوم يا عباد الله!. .... المزيد |
التحفظ من الشيطانإن الله سبحانه وتعالى لما خلق عدونا إبليس، وخلق أبانا آدم، وقدّر العداوة بينهما إلى يوم الدين، قد أعطانا عز وجل أسلحة لمقاومة هذا العدو، ولم يتركنا نهبًا للشيطان الرجيم، وإنما أخبرنا سبحانه وتعالى في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم كيف نأخذ العدة لتلك المواجهة، وكيف السلاح في منازلة هذا العدو الرجيم، وقد سبق ذكر بعض الأمور المتعلقة بذلك، ولنعلم أيها الإخوة أن الإخلاص لله سبحانه وتعالى أمضى سلاح في مقاومة هذا الشيطان؛ لأنه قال بنفسه: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} أصحاب النية الصادقة الذين يعملون العمل ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى، ثم إن تحقيق العبودية أيضًا أقوى وسائل المواجهة، {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} .... المزيد |
أصول المحاسبة{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}، هذه الآية فيها أصل عظيم وهو محاسبة النفس الذي أمرنا الله أن نجريه على نفوسنا، وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ هو محاسبة الإنسان لنفسه، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ}، رابطوا أنفسكم، راقبوها وحاسبوها، جاهدوها وعاتبوها، والله قائم على كل نفس بما كسبت، محاسب على النقير والقطمير، والقليل والكثير من الأعمال وإن خفيت، وأرباب الإيمان عرفوا أن الله تعالى لهم بالمرصاد، وأنهم سيناقشون في الحساب، ويطالبون بمثاقيل الذر، وتحققوا أنه لا ينجيهم إلا لزوم المحاسبة، ومطالبة النفس في الأنفاس والحركات، ومحاسبتها في اللحظات والخطرات .... المزيد |
اشكروا اللهإن شكر النعم، والصبر على قضاء الله وقدره، من أعظم صفاة المؤمنين، ولا يجوز لمسلم أن يُنعم عليه ربه بالنعم في كل يوم وهو يبارزه بالمعصية صباح مساء، ولماذا لا نشكر ربنا ونحن نخشى أن يهلكنا كما أهلك من هو أشد منا قوة؟ .... المزيد |
هادم اللذاتمساكين أهل القبور، على يمينهم التراب، وعلى يسارهم التراب، ومن أمامهم التراب، ومن خلفهم التراب، كانوا أهل الدرر والقصور، فصاروا أهل التراب والقبور، كانوا أهل نعمة، فصاروا أهل الوحشة والمحنة، قد سالت العيون، وصدأت الجفون، وتقطعت الأوصال، وبطلت الآمال، وصار الضحك بكاء، والصحة داء، والبقاء فناء، والشهوة حسرات، والتبعات زفرات، فما بيدهم إلا البكاء والحسرات. .... المزيد |
نيران الدنياإن الله تعالى خوفنا ناره، وأخبرنا أنها دار البوار، هي جهنم وبئس القرار، ونار الله عظيمة تجر يوم القيامة بسبعين ألف زمام، على كل زمام سبعين ألف ملك يجرونها، تهوي بها الحجارة فلا تدرك قعرها سبعين عامًا وفيها من أنواع العذاب ما أخبرنا الله سبحانه وتعالى عنه، من الحميم والغساق، والشوك والماء المغلي، والزقوم، ومقامع من حديد، يضربون بها وتصهر بطونهم، نار الله الموقدة، إنها عليهم مؤصدة، لها سبعة أبواب، وهي دركات بعضها فوق بعض، ونار الدنيا أهون من نار الآخرة بكثير، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ناركم هذه جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم، لكل جزء منها حرها، وهن نار الدنيا نتحدث، فنار الآخرة لا يمكن تخيلها، عن نار الدنيا نتحدث، في هذا الموضوع نيران الدنيا عظات وأحكام، نارنا هذه لا تقارن بنار الآخرة .... المزيد |
من عجائب الجنةالمسلم يحتاج بين الفينة والفينة وبين الآونة والأخرى إلى تَذكِرهَ تُذكَرهُ بالآخرة وتذكره بالجنة والنار ما جعل الله الجنة ولا قص علينا ما فيها إلا لتتحرك الأرواح إلى بلاد الأفراح والى مستقر رحمة الله سبحانه تعالى. أيها المسلمون إن في الجنة لعجباً أنبأنا عن ذلك ربنا سبحانه ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فمن عجائب الجنة أن أهل الجنة يعرفون منازلهم ومساكنهم إذا دخلوا الجنة وإن لم يروها قبل ذلك كما قال الله سبحانه وتعالى : {وَالَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ}، قال مجاهد: يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم لا يخطئون كأنهم سكنوها منذ خلقوا ، وعرفها لهم ، أي : بينها لهم حتى عرفوها من غير استدلال فلا يحتاجون إلى سؤال بل يذهبون إلى بيوتهم مباشرة وقال بعض السلف : يعرفونها كما تعرفون بيوتكم في الدنيا إذا انصرفتم يوم الجمعة وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- (والذي نفسي بيده إن احدهم بمنزله في الجنة أدل منه بمسكنه كان في الدنيا)، فانظر إلى هذا النعيم من أوله يدخلون الجنة فيتجهون إلى مساكنهم مباشرة لا يحتاجون إلى دليل ولا إلى قائد فإن الرحمن قد زرع في نفوسهم معرفة البيت مع أنهم دخلوها الآن .... المزيد |
مضت سنة من عمركيا من تمر عليه سنة بعد سنة، وهو مستثقل في نوم الغفلة والسنة، ويا من يأتي عليه عام بعد عام وقد غرق في بحر الخطايا فعام، ويا من يشاهد الآيات والعبر، فكلما توالت عليه الأيام والشهور ولا ينتفع بما يسمع من الآيات والسور، ولا بما يرى من عظائم الأمور، ما الحيلة في من سبق عليه الشقاء في الكتاب المسطور؟ فإنه لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. .... المزيد |
عاهد لا انقطاع عن الطاعاتإن المداومة على الطاعات هي السر في نجاحِ المسلم في الثبات على الدين، ودوام اتصال القلب بالله -سبحانه وتعالى- كما أن لها ثمارا ًعظيمة: فهي سبب لمحبة الله للعبد، وللنجاة من الشدائد، وتجاوز الرب -سبحانه وتعالى- وتطهير القلب من النفاق، والنجاة من النار، واستمرار الأجر حتى إذا حصل للإنسان الانقطاع لعذر، وتعطي العبد حيوية في قلبه وانتعاشاً وثباتاً. .... المزيد |
عالج نفسك بالمسجدإن قلوبَنا أمانة يجب أن نقوم بحقّها ، وكثيراً ما يشتكي المسلم قسوة من قلبه ويقول: أريد أن أُعالج هذا القلب المريض ، فكيف أُليِّنُهُ ؟ وكيف أُرقِّقُهُ ؟ وكيف أجعله عامراً بذكر الله ؟ هذه القلوب يا عباد الله لابد لها من تعاهد ومراعاة ، وإعمار ومداواة ، هذه القلوب التي إذا صدئت بكرِّ الذنوب وتواليها عليها صار صاحبُها بعيداً عن الله عاملاً بالمعاصي ، فإذا قُبض على هذه الحال كانت المصيبة العظيمة ، كيف نعالج قلوبَنا ؟ كيف نداوي هذه القلوب ونُرققها ؟ إن العلاجات الإسلامية وهذه الأمور الشرعية التي جاءت في هذا الباب مُتعدّدة ، وهناك علاجٌ مهم جداً للقلوب نريد أن نلقي عليه المزيد من الاهتمام ، ونُحيطه بكثير من الرعاية ، ألا وهو: المساجد ، ماهي العلاقة بين القلب وبين المسجد ؟ وكيف يكون المسجد طريقاً لإصلاح القلب ؟ .... المزيد |