الثلاثاء 7 ذو القعدة 1445 هـ :: 14 مايو 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

وقفات مع زلزال اليابان


عناصر المادة
فاجعة تسونامي اليابان
آثار الزلزال المدمر
هذه الآيات نذر الله للعباد
قدرة الله تعالى
عدم الاتعاظ من علامات قسوة القلب.
التأمل في مثل هذه الآيات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، حياكم الله جميعاً أيها الإخوة والأخوات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فاجعة تسونامي اليابان

00:01:02

ونحن أمام فاجعة من الفواجع العالمية التي فيها عظة من الله سبحانه وتعالى، ومخاوف من مقتل عشرات الآلاف وخمسمائة وتسعين ألف مشرد ومخاوف من الانصهارات النووية والملايين قضوا ليلتهم الثالثة على التوالي بلا ماء ولا طعام ولا تدفئة على درجات تختلف من البرودة الشديدة وطوابير تنتظر من أربعة إلى خمس ساعات للحصول على الوقود، وإجلاء مائتين وتسعين ألفاً من محيط المفاعل، ومئات آلاف الجوعى، من كان يصدق أن يقال أمهات يابانيات بلا حليب للأطفال، وقع الزلزال على مائة من ثمانية وعشرين كيلو متراً من الساحل، وهذه القشرة الأرضية التي تفتقت بأمر الله سبحانه وتعالى على امتداد الفالق الانهدامي لكي يأتي هذا الزلزال، وهذا المد البحري الهائل وقد استقر عند الهيئة في موقعها على شبكة الإنترنت أن السلطات اليابانية عدلت تقديرها لقوة الزلزال إلى تسع درجات لتجعله ليكون ذلك رابع أكبر زلزال في العالم في هذا القرن والقرن الماضي، ارتباك في العاصمة طوكيو وتفاقمت الأزمة النووية وإمدادات الغذاء والطاقة، وبلغت سرعة أمواج المد البحري خمسمائة ميل، وهذه الأمواج تصعد عشرة أمتار، وهكذا لا يدرى عن مصير عشرات الآلاف ومنهم ألفان وخمسمائة سائح، مناطق منكوبة كثيرة جداً، عدد القتلى الذين أحصوا إلى الآن سبعة آلاف وأربعمائة وواحد وستين قتيلاً، وعشرات الآلاف لا يزالون في عداد المفقودين، وبالرغم من القوة الكبيرة التي استعملت في الإنقاذ، خمسون ألف جندي، مائة وتسعين طائرة ولكن ماذا تفعل أمام هذه المصيبة الكبيرة مائتان وخمسة عشر ألف شخص توجهوا إلى ملاجئ في الشمال والشرق، وفرق الإغاثة تتوالى، لكن يضطر الأسطول السابع إلى التراجع إلى مسافة مائة وخمسين كيلو متراً بعيداً عن الساحل لما اكتشفوا بأن هنالك آثار هذا الإشعاع النووي على أجساد الجنود المسعفين فهربوا وولوا الأدبار وتركوا الناس الذين كانوا يريدون مساعدتهم.

آثار الزلزال المدمر

00:03:59

أيها الإخوة والأخوات إنه شيء عجيب والله أن يحدث ما يحدث، قوة الله سبحانه وتعالى، إرادة الله عز وجل، والبشر ضعفاء مهما بلغوا، وهذه من أقوى القوى الاقتصادية على وجه الأرض ماذا حل بها؟ لقد تراجعت إلى الوراء كثيراً جداً الآن، وإن إصلاح ما فسد يتطلب الآن سنوات، وهذه المباني التي صممت لامتصاص الاهتزازات الجانبية فعلاً هندسة رائعة ولكن ماذا حصل أمام قوة الله سبحانه وتعالى؟ قدرت شركة إيكياف للاستشارات الأمريكية قيمة خسائر الزلزال بمائة مليار عشرون مليار منها في المباني السكنية، أربعون مليار منها في البنية التحتية التي لحقت بالسكك الحديدية والشوارع والموانئ البحرية، هذا الزلزال تلاه موجات تسونامي المد البحري، زلزال يضرب ومد بحري وأمواج، عذاب من فوقهم، أمواج تغرق ومن تحت أرجلهم زلزال يؤدي إلى الاضطراب، وهذه الحركة الشديدة في قشرة الأرض، تضررت ستة موانئ، توقفت كثيراً من التجارة العالمية، وكذلك فإن أكثر من مائة خط للقطارات تعطل جزئياً أو كلياً، نفذ مخزون كثير من المتاجر من السلع والأطعمة، وأيضاً تحذيرات من هذه الإشعاعات ولكن الناس ما عندها بنزين أصلاً حتى تهرب بسياراتها السيارات واقفة ما بقي من السيارات واقف فليس من حيلة إلا إغلاق الأبواب والنوافذ والقعود في البيوت، مصرف اليابان المركزي يضخ خمسة عشر ترليون ين ثم ثمانية ترليون ين لتهدئة المخاوف، ومع ذلك تنهار البورصة وينهار المؤشر الرئيسي أربعة عشر في المائة، لم تتوقف موجات الهبوط الحادة أقوى أزمة من بعد الحرب العالمية الثانية، خسائر في أسهم الشركات خصوصاً شركات المجال النووي شركات التأمين، وهكذا يفعل الله بأهل الميسر، هذا التأمين الميسر الآن شركات الميسر ضربت ضربات موجعة وساحقة، وكذلك شركات تصنيع السيارات أقفلت مصانع السيارات أبوابها في هذه الماركات المشهورة تويوتا اثنا عشر مصنع نيسان أربعة هوندا، هكذا توقفت أنشطة اقتصادية كثيرة في السواحل في بلد يكاد يكون أضخم اقتصاد في العالم، وتشتعل مصافي نفط بالنار، هذه الخسائر على المصافي والمصانع وعلى البنية التحتية وهذه الديون التي تتراكم، سوق السندات المحلي الضخم قد حلت به كارثة، وهذا أيضاً ما يرينا الله عز وجل به من الآيات في الربا، فأرنا في الميسر في التأمين، والآن في سوق السندات في الربا، وكثير أصلاً من هذه الشركات التي فيها الأسهم مبنية على القروض الربوية، وهكذا وهكذا.

أيها الإخوة والأخوات تدمير عجيب هائل جداً ماذا دهى هذه الأرض؟ المحيط الهادئ أصبح غير هادئ، عجباً اسمه المحيط الهادئ ولكنه لم يعد في هدوئه، وهذه الموجات تنتقل من مكان إلى مكان والذعر والإنذارات على جنبات المحيط المحيط الهادي والمحيط الأطلسي، وأيضاً ماذا نجد؟ ذعر في مانيلا لماذا؟ قالوا: سحابة محملة بالغبار النووي قادمة، وهذا يحذر وهذا ينفي وهذا يريد أن يطمئن بأي طريقة، إنه عجب عجاب في هذه الخسائر الضخمة التي تتوالى تأثرت حتى شركات رقائق الكمبيوتر وارتفعت أسعار، لماذا؟ توقفت مصانع، وأيضاً سلاسل متاجر عملاقة تغلق حتى في منطقة العاصمة طوكيو، ولم تخرج سيارة واحدة من سلاسل الإنتاج من مجموعات الإنتاج الكبيرة للسيارات، وهذه المناطق المختلفة التي عمت فيها هذه الخسائر.

وتوفير دعوات لتوفير الطاقة لتجنب الانقطاع المستمر للتيار، العاصمة تخسر عشرين في المائة من كهربائها، وبعض المدن ليس فيها كهرباء إطلاقاً، عشرات آلاف البيوت ليس فيها كهرباء على الإطلاق، ماذا حصل؟ أليس عندهم قمة تصنيع الكهرباء في استخدام الطاقة النووية؟ انقطع التيار عن نحو ستة ملايين منزل، وبدأت عملية الجدولة لقطع التيار في طوكيو والمدن المحيطة، ثم محاولة استدراك التبعات الاقتصادية الكبيرة لهذه الكارثة في قضية انقطاع التيار الكهربائي؛ لأن معنى ذلك أن كثيراً من الأشياء التي تعتمد في التصنيع على التيار توقفت فعلاً، وحتى تأثر أسعار النفط وغير ذلك؛ لأن هذا المستهلك الكبير قد نزلت طاقته الآن، وأيضاً ارتفاع عقود الغاز، ثم الأشياء العظيمة التي يتحدثون عنها في التلوث النووي، فهناك حالات مؤكدة، وأربعة انفجارات تتوالى في المفاعلات، وهذا مفاعل فوكوشيما الذي حصل فيه هذه المصيبة العظيمة وتعطلت أنظمة التبريد تبريد هذه المفاعلات أدى إلى انفجارها، أشياء عجيبة ما كانت في البال ولا في الخاطر وفي التوقعات.

ونرى كذلك أيها الإخوة والأخوات كيف وهم يتكلمون، تراكم الهيدروجين في المفاعل الأول، وهكذا حدث الانفجار وصار على درجة أربعة من سبعة في الحوادث النووية والإشعاعية، مستويات للإشعاع تعرض صحة البشر للخطر، والناس تتذكر ما حصل في تشارنوبل، وهكذا من فزع إلى فزع، من خوف إلى خوف، والرياح وقت الانفجار في المفاعل الذي يقع على بعد مائتين وأربعين كيلو متراً، شمال طوكيو تهب باتجاه الجنوب، إذاً المسألة ستتنقل إلى العاصمة وتكتشف المواد المشعة على أجساد الناس، وكذلك تتضاعف مستوياتها عن الحد المسموح به كثيراً جداً آلاف المرات، وخلايا أزمات تقوم الآن، وأيضاً وصلت غيوم من هذه الجزيئات المشعة إلى الحذر الآن إلى روسيا وإعلان استنفار هناك أيضاً، أشياء ضخمة كبيرة جداً.

من الذي يدبر الكون؟ الله عز وجل، من الذي يقدر الأمور؟ الله عز وجل، من الذي يعلم الغيب؟ الله عز وجل، لا بد أن يكون لنا نحن المؤمنين وقفات إيمانية حول هذا الحدث الكبير والضخم جداً، وسيكون ذلك بعد قليل إن شاء الله، ونشاهد وإياكم هذا التقرير.

هذه الآيات نذر الله للعباد

00:15:54

لا تزال نذر الله تعالى تتوالى على عباده ويذكرهم في شرق الأرض وغربها في شمالها وجنوبها بقدرته عز وجل، تارة في الرياح العاتية، وأخرى في الفيضانات المهلكة، وفي هذه السيول المغرقة والحروب الطاحنة والزلازل المدمرة، المصائب والمحن، إنها الآيات والله

لا تزال نذر الله تعالى تتوالى على عباده ويذكرهم في شرق الأرض وغربها في شمالها وجنوبها بقدرته عز وجل، تارة في الرياح العاتية، وأخرى في الفيضانات المهلكة، وفي هذه السيول المغرقة والحروب الطاحنة والزلازل المدمرة، المصائب والمحن، إنها الآيات والله: وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَسورة يونس101ولذلك كان لا بد لنا نحن أهل الإيمان أن عندما نرى هذه الكوارث أن نرجع إلى ربنا تائبين أن نرجع إلى ربنا مذعنين أن نعلم قدرته وقوته وجبروته سبحانه وتعالى، وأن نعلم ضعفنا نحن ومهما أوتي البشر من قوة فهاهم تصبح سفنهم كهذه العلب في مهب هذا الطوفان، نشاهد هذه المآسي بأبعادها، إنها مناظر تحفر في الأذهان، إنها أشياء تسجل الآن وتوثق بالصوت والصورة شاهدة على قدرة الله سبحانه وتعالى، وأنه مهما بلغ البشر من القوة فإن الله عز وجل أقوى، وعندما نرى هذه السرعات الرهيبة موجات تسونامي ثمانمائة كيلو متر في الساعة موجات، ما هذا؟ عندها نعلم: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَسورة المدثر31، إنها جند الله سبحانه وتعالى، هل رأيت يا أخي المسلم سفناً تطير في الهواء؟ هكذا كان هذا الطوفان يقلبها وتذهب في الهواء وتستقر على أسطح منازل، سيارات وطائرات كعلب الكرتون تتقاذفها الأمواج مكعبات، وهكذا آلاف الغرقى الناس ماتوا وأخذ الله سبحانه وتعالى الأرواح.

من كان يصدق قبل حدوث هذا الزلزال أن يعيش أربعة ملايين وأربعمائة ألف منزل في اليابان في ظلام في بلد أتقن فنون الصناعة وأنتج قمة محطات الكهرباء ذات الجودة العالية المتولدة من الوقود النووي، هاهي الآن أعمدة الوقود النووي تصبح مصدر كارثة بدل أن تكون مصدر إنارة ومصدر حيوية ومصدر نفع تصبح الآن بعد انفجار هذه المفاعلات تصبح قضبان المعادن المشعة الموجودة في المفاعل الآن تصبح مصدراً للإشعاعات القاتلة المشوهة الضارة التي تنشر الأمراض والتشوهات.

هكذا أيها الإخوة والأخوات ليست الآن القضية ناس في الصومال أو في أدغال أفريقيا لا يجدون حليباً لأطفالهم إنها أمهات في ذلك البلد المتقدم تسبب الزلزال والمد البحري بتشريد مائة ألف طفل دمرت منازلهم، سبحان الله ما أقواه! سبحانه ما أعجب قدره عز وجل! سبحانه الذي يدبر الأمور!

قدرة الله تعالى

00:19:55

أيها الإخوة والأخوات لا بد أن يكون لنا عند هذا الحدث نظر في كتاب الله سبحانه وتعالى، نظر في كتاب الله، هذه الآيات التي تنطبق أمامنا هذه الآيات: مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌسورة الحـج74، الحادث شاهد عظيم على قدرته تعالى، وأن قدرته فوق كل قدرة، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وهو على كل شيء قدير، اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًاسورة الطلاق12، قدرته لا يحدها شيء: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًاسورة فاطر44، هذه آيات يخوف الله عز وجل بها عباده، لا ملجأ من الله إلا إليه ليعلموا بذلك وليوقنوا وليؤمنوا، لا ملجأ من الله إلا إليه، الشركات اليابانية طورت خرسانات مرنة تكتسب قوة كلما تعرضت للتصدع حماية من الزلازل، تحتوي الخرسانات على ألياف كيميائية بسمك شعر الإنسان تزيد من تمساك الخرسانة وتحول دون اتساع الصدوع فيها لتجعلها تتحمل ضغطاً أكبر وتعزز تماسكها، وهو الأمر الذي يجعل الأبنية أشد قوة إذا ما هزتها الزلازل، هذا التصميم أصلاً أحد كبار المهندسين في الشركة المتخصصة في اليابان يقول: ستكون سليمة بالكامل حتى في حال وقوع زلزال عنيف، لكن ما الذي حصل؟ لا أمن إلا باللجوء إلى الله، لا أمن إلا بتوحيد الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه مع الأخذ بالأسباب، أما أخذ بأسباب فقط دون توحيد، أخذ بأسباب فقط دون توكل على الله لا تغني، فهذه قمة الصناعة وقمة التقنية وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًاسورة الإسراء67أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً * أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًاسورة الإسراء68-69.

وفي حالة غير مسبوقة من الأمن والرفاهية التي وصل إليها أهل تلك البلاد، عقول ذكية ومبتكرة ومخترعة، لكن البشر في قبضة الله، البشر في كل لحظة وبقعة تحت سلطان الله وتحت أمر الله وتحت إرادة الله ومشيئته؛ ولذلك لا يصح لنا أن نأمن، يرسل عاصفة بركانية تقذفهم بالحمم والماء والطين والأحجار فتهلكهم، كيف يأمنون أن يرسل عليهم ريحاً قاصفة تقصف صواري السفن وتحطمها، ويغرقهم بما كفروا؟ كيف يأمنون ألا يحدث فيهم زلزالاً يأتيهم بطوفان يغرقهم؟ فالأمن والقرار لا يكون إلا في جوار الله وحماه لا في البر ولا في البحر، لا في الموجة الرخية ولا في الريح المواتية ولا الملجأ الحصين ولا المنزل المريح ولا القلعة المشيدة ولا في أبنية تقاوم الزلازل ولا في أبنية، وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًاسورة فاطر44فهل نعتبر؟ ما أكثر العبر وما أقل المعتبرين، هؤلاء جنوده سبحانه: أمواج ريح أعاصير، وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَسورة المدثر31ولذلك نحن الآن ليس الآن في موضع شماتة نحن الآن في موضع أخذ عظة وعبرة.

عن جابر رضي الله عنه قال: "لما نزلت هذه الآية: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْبالصيحة بالحجارة، أو بموج عشرة متر، أمواج عشرة متر من فوقهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بوجهك)، قال سبحانه: أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْقال العلماء: الرجفة والزلازل والخسف، قال عليه الصلاة والسلام: (أعوذ بوجهك) قال سبحانه: أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍسورة الأنعام65فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا أهون أو هذا أيسر)[رواه البخاري4628]رواه البخاري.

فيما حدث أيها الإخوة والأخوات ذكرى للبشر آية من آيات الله، تذكرة، موعظة للمؤمنين، تخويف، ترهيب للمعرضين، معذرة لعل من الكفار من يعتبر، لعل من هؤلاء من يرجع إلى الله يبحث عن ربه فيعبده، يتعرف إليه فيخشاه، الذي أضحك وأبكى وأمات وأحيا، القلوب المؤمنة هي التي تتعظ وتخبت وتنيب، القلوب الغافلة يشغلها فقط عد الخسائر والمتابعة الإخبارية والتحليلات.. و و، يحللون سبب الزلزال وينسون رب الزلزال: لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَسورة الأعراف179.

عدم الاتعاظ من علامات قسوة القلب.

00:25:50

من علامات قسوة القلب أن نسمع بالقوارع والزواجر والعظات فلا نتعظ ولا تلين القلوب، نستمر في الطغيان في المعاصي، نعكف على الشهوات، لا نعبأ غير عابئين بوعيد ولا منصاعين لتهديد، ما هذا؟! إن الله ذكر لنا مصائر من قبلنا لنتعظ، والآن يرينا سبحانه وتعالى مصائر في الواقع: وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْسورة الرعد31أليست قارعة؟، والآن المسألة كما قلنا أيها الإخوة والأخوات ليست الآن قضية شماتة قضية أخذ عبرة، هذه سنن كونية، الله عز وجل يعاقب، الله عز وجل يضرب، كلما كثر المعاصي والظلم والفاحشة والربا، كثرت المصائب: فيضانات.. زلازل مدمرة.. براكين محرقة، نحن نرى الآن صور لأشياء صور تعرض لأشياء أمراض فتاكة طواعين حروب طاحنة نقص في الأنفس الثمرات الزروع، أشياء يخوف الله بها عباده: فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْسورة الأنعام43ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِسورة الروم41فسدت زروع فسدت ثمار فسدت البيئة فسد الهواء فسد فسد، لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَسورة الروم41هذه الزلازل ليست مختصة بأرض معينة ولا مكان معين تحصل في بلدان متعددة: أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُسورة الملك16ماذا أحس هؤلاء؟ كيف نقلت الصور المكاتب أنوارها تهتز، والطاولات والأدراج تتحرك من أماكنها، والناس يتشبثون بأي شيء، يا جماعة إذا جاء يوم القيامة:إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَاسورة الزلزلة1ليش ما نتذكر: أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَسورة النحل45هذه لا هي أول كارثة ولا آخر كارثة، الله قال: وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُمسورة الرعد31ولا يزال هل رأيت الفعل المضارع؟ يا عبد الله وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَسورة الرعد31الزلازل لها أسباب ويشرحها الجيلوجيون ولكن هذا لا ينفي أن تكون هذه الزلازل آيات يخوف الله بها عباده مثل الكسوف، المنافقون المعرضون يريدون قطع الصلة بين ما يحدث وبين اليوم الآخر، بين ما يحدث وبين دين الإسلام، بين ما يحدث وبين قدرة الله تعالى، حتى يحولوا بين الناس وبين الموعظة ما أحد يتعظ، حتى ما أحد يعتبر فيقولون: طبيعة، الطبيعة فعلت، غضب الطبيعة، ثوران الطبيعة، من الذي جعل الطبيعة تثور؟ الطبيعة تفعل بنفسها، الطبيعة مربوبة، الطبيعة مخلوقة، الله رب الطبيعة وهو يتصرف في الطبيعة، وهذا شيء طبيعي الذي صار الآن طبيعي منظر خلاب يعني، الماديون الأرضيون لا يؤمنون بالله رباً ولا بالإسلام ديناً ولا بمحمد نبياً، إذا عرضوا قضية الزلازل قصار العرض للمسألة أنهم يتكلمون عن تفسير تحرك الصفحات الأرضية عن الموجات والاهتزازات حسبهم يقيسون وصارت كذا وبس، نحن نعرف أن وراء تلك الأسباب حكم إلهية، يعني: نحن عندنا سبب وعندنا حكمة، سبب الزلزال معروف يتحدثون عنه في حركة الصفائح الأرضية طيب، الحكمة منه، قال تعالى: وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًاسورة الإسراء59هذه آيات يجب ألا تلهينا التحليلات العلمية والأرقام هذه عن الاعتبار والاتعاظ، التفسيرات المادية تقول بأن هذه منطقة زلازل منذ القدم ومواضع براكين خامدة منذ الأزل وأن لها تاريخ في الثوران وأنها وأن هذا أمر، وفي الأخير يقول: وهذا أمر طبيعي، هذا طبيعي، هذا الذي رأيناه يعني عادي في نظركم عادي جداً؟! هذا شيء عادي؟! يعني ما تريدون ألا نخاف ولا نعتبر ولا نرجع إلى الله ولا، ثم يعني تذكير الله يذكر أصحاب القلوب الحية تنفعل مع هذا.

ثم أيها الإخوة والأخوات بالله عليكم ما نعتبر بقضية أن الله جعل الأرض قراراً، لما نرى هذا الزلزال الهائل هذا تسع درجات، الزلزال الهائل ما نتذكر قول الله: أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًاسورة النمل61؟ فثبات الأرض واستقرار الأرض نعمة من الله، يا أخي إذا أنت على أرض مستقرة احمد ربك، اذكر قوله تعالى: وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَاسورة النازعات32 ثبت الأرض بالجبال فنمشي عليها ساكنين آمنين مطمئنين ونبني عليها ونشيد ونزرع، ما أشد الكرب حين يتحول موضع النجاة إلى مصدر خوف؛ ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله: وتأمل خلق الأرض على ما هي عليه حين خلقها واقفة ساكنة لتكون مهاداً ومستقراً للحيوان والنبات والأمتعة، ويتمكن الحيوان والناس من السعي عليها في مآربهم، ولو كانت رجراجة متكفئة لم يستطيعوا على ظهرها قراراً ولا ثبت لهم عليها بناء ولا أمكنهم عليها صناعة ولا تجارة ولا حراثة ولا مصلحة، وكيف كانوا سيتهنون بعيش والأرض ترتج من تحتهم؟ قال رحمه الله: واعتبر ذلك بما يصيبهم من الزلازل على قلت مكثها، هذا الزلزال قالوا دقيقتين بس، يعني لو ساعة، قالابن القيم: على قلة مكثها كيف تصيرهم إلى ترك منازلهم والهرب منها، وقد نبه الله تعالى على ذلك بقوله: وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْسورة النحل15وقوله: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًاسورة غافر64هذا كلام ابن القيم في مفتاح دار السعادة.

التأمل في مثل هذه الآيات

00:33:15

ثم أيها الإخوة والأخوات بالله هذا الحدث ما يذكرنا بالساعة؟ أليس من أشراط الساعة أن تكثر الزلازل؟ ألم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل)[رواه البخاري1036]رواه البخاري؟ أليست آية من آيات الله؟ دليلاً واضحاً على قدرته وقوته وجبروته، بالله أي دولة في العالم أو قوة في الأرض أو جيش يمكن أن يولد زلزالاً ومداً بحرياً كهذا؟ بضع ثواني تهلك الآلاف المؤلفة من الناس تدمر مدناً بأكملها، ثم الزلزال هذا الذي أحدث هذا الدمار يذكرنا إذاً بيوم القيامة: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍسورة الرحمن26بالصيحة يموتون، طيب والمباني والمصانع والمزارع والأبراج والبيوت كلها تدمر تدميراً، تدكدك دكدكة، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ سورة الحـج1-2لأنها إذا وقعت رجفت الأرض وارتجت وزلزلت زلزالها، فالزلزلة من الآيات، لا سيما وقد نص في الخبر كما يقول ابن حجر على أن أكثر الزلازل من أشراط الساعة، ابن حجر يقول: فالزلزلة ونحوها من الآيات لا سيما وقد نص في الخبر على أن أكثر الزلازل من أشراط الساعة، ثم ما يقع في كثير من البلدان من هذه الزلازل ما الفرق بينها وبين أشراط الساعة؟ زلازل أشراط الساعة كما قال ابن حجر في فتح الباري: زلازل أشراط الساعة كثرتها شمولها ودوامها، شوفوا يا إخوان، الزلازل معروفة من قديم، طيب أيش معنى حديث النبي عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل)[رواه البخاري1036]؟ ليس المقصود وقوع الوقوع تقع هي من أول، قال ابن حجر: الذي يظهر أن المراد بكثرتها شمولها ودوامها، وممكن أيضاً نقول: وقوتها، يعني: ممكن تصبح أقوى وأشمل وأكثر تتابعاً.

ثم يعني وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًاسورة لقمان34كم من صفقات أبرمت والآن ذهبت، كم من مصانع بنيت والآن دمرت، كم من شركات كانت تقامر وتبيع الوهم الآن خسائر لا تخطر بالبال، أعلنت شركات التأمين اليابانية الكبرى أن من الصعب تحديد قيمة خسائر قطاع التأمين جراء موجات المد العاتية والحرائق التي عصفت بالبلاد بعد تعرضها لأعنف زلزال في تاريخها، لكن التقديرات المبدئية كشفت احتمال أن تصل خسائر التأمين على الممتلكات العقارية في المقاطعات الأربع الأكثر تأثراً فقط ثلاثمائة مليار دولار، تحديد قيمة يعني هذه الخسائر قد يستغرق عدة أسابيع وإحدى أكبر شركتي تأمين في اليابان قدرت أن تتجاوز الخسائر كما قلنا مائة مليار دولار.

لما نرى يعني الميسر هذا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَسورة المائدة90شوف كيف تذهب مكاسب الميسر، دقيقتين زلزال، مد بحري هائل جداً يولد حرائق وخسائر، تذهب بأرباح شركات التأمين تصبح هباء منثوراً.

ثم يا إخواني وأخواتي والله الواحد لما يتأمل فيما أصاب البلد المتقدم هذا، يعني كان يتنافس مع الصين على أكبر اقتصاد على وجه الأرض، وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاًسورة الإسراء85يعني هذه صناعة القوم صناعة اليابانيين في التقنية التكنولوجيا صارت مضرب المثل في دقتها إتقانها جودتها تنوعها، شيء عجيب، لكن علم البشر قليل.

يسلط الله جنوده ليذكرنا: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِسورة المدثر31هذه جهنم ذكرى عليها تسعة عشر، لا نغتر بالمنجزات ولا نقول معجزات صناعية ومعجزات اقتصادية ومعجزات ومعجزات، البشر إذا أصيبوا بالغرور الله يؤدبهم، اغتر هؤلاء، شوف بعض الذين اغتروا بالتقنية والصناعة و و وصلوا الفضاء قالوا: انتهى عصر الإله، شوف الكلام الإلحادي سبحان الله العظيم! شوف كيف الإلحاد عندهم، يقولون: انتهى عصر الإله وانتهى عصر الوصايا الإلهية وولى زمن العبودية وأقبل عصر وأيش جاء عصر هيمنة العلم، الإنسان مركز الكون ويتصرف كيف يشاء ويفعل وينزل ويطلع تدفق المعلومات، لكن يقول أرنست هذا في كتابه مستقبل العلم: إن العلم سيوقظ الإنسانية وإن العصر الذي يسود فيه العقل تصل فيه الإنسانية إلى الكمال آت بلا ريب، أما الملحد حسن حنفي يقول في كتابه: وكما يستعين القدماء بالله فإننا نستعين بقدرة الإنسان على العلم، يعني: هذا كان زمان استعانة بالله كان زمان خلاص الآن العلم، العلم أغنانا، غرور كبر رد للحق، سبحان الله! سبحان الله! يعني بدلاً من أن يقولوا: هذه العلوم علمنا الله إياها له الفضل وله المنة وله الشكر وله النعمة، بدلاً من أن يتأملوا في قوله: وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَسورة النحل78وليس لتتكبروا على الله وتغتروا بعلمكم.

إذا لم يكن عون من الله للفتى *** فأول ما يجني عليه اجتهاده

ثم يا إخواني وأخواتي قصور الحسابات البشرية لا يعلم الغيب إلا الله، أنشئت معظم المدن اليابانية بطراز فريد وتقنية فذة ومباني متطورة ومنشآت عملاقة وأنظمة مقاومة للزلازل وأنظمة تنبئ عن الزلزال قبل حدوثه، أنفقوا مليارات، لكن هذا الظن خاب لما وقع الزلزال وفوجئ ودمر ألف المنازل وتوقفت القطارات ورجت المدن وفزع الناس، تساقطت المنشآت العملاقة المباني الضخمة الجسور المنيعة، قالوا: لا تقاوم إنها تقاوم الزلازل، أيش الإنسان هذا يعني؟ مهما بلغ من العلم الكون في قبضة الله والإنسان تحت مشيئة الله، وإذا وقعت قدر الله لا تنفع دراسات إستراتيجية واحترازية وأجهزة تحكم وأجهزة رصد ومراكز أبحاث، لماذا؟ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُسورة الروم4الخبراء اليابانيين كلامهم الآن يقولون يعترفون إن الزلزال يعني بهذا الشكل بهذه الصورة الأول من نوعه في تاريخ اليابان، فأتاهم من حيث لم يحتسبوا، نحن الآن لا نلغي الأسباب نقول: ينبغي علينا أن نأخذ بالأرصاد ونحسب التوقعات وندرس حركة الرياح وحركة السحاب وقضية الأمطار والسيول والفيضانات ونطلق التحذيرات وقضية اهتزازات دراسة الاهتزازات، وهذه أسباب لكن ما تطغينا ما تلهينا ما تجعلنا نقول: خلاص هذا العلم هذه الأجهزة ستنقذنا من القدر، لا ولكل أجل كتاب، من مات تحت الأنقاض أو غرق في الأمواج جاء أجله ولم يكن ليمنعه من الموت أهل الأرض ولو اجتمعوا، ولو ما جاء أجله لو اجتمعت عليه كل أسباب الهلاك سينجو، هذه الآن تكلموا عن الطفلة يقولون: الطفلة المعجزة، هو هذه الطفلة وجدوها في الوحل ووجدوها تحت الأنقاض ويعني اجتمعت عليها كل أسباب الهلاك وجدوا الطفلة حية في أنقاض الزلازل في اليابان، خلاص أراد الله لها أن تبقى، أراد الله لها أن تحيا، في عندنا إيمان بالقضاء والقدر، بعد ثلاثة أيام عثرت فرقة الإنقاذ الياباني على طفلة تبلغ من العمر أربعة أشهر بين الأنقاض التي خلفها تسونامي هذا وقوة الدفاع الياباني قالوا: المعجزة الصغيرة، عثروا عليها بين الركام تحت طبقات كثيفة من الوحل مبللة ترتجف ما فيها أي إصابة، معناها: ما غرقت بالأمواج العاتية، وإلى الآن هم يقولون: هذا لغز محير فشلت تحليلات فرق الإنقاذ في تفسيره، وأوضحت صحيفة بيلميل البريطانية أن الطفلة كانت انزلقت من بين يدي عائلتها لما اجتاحت الأمواج العاتية منزلهم في شمال شونامكي الجمعة الماضية وفقد الأمل في العثور عليها، نحن نقول: تفسير: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاًسورة آل عمران145قضاء وقدراً منه سبحانه، فسبحان من أحياها، طفلة أربعة أشهر يعني لا تستطيع الدفع عن نفسها، لكن ما استوفت أجلها: (إن الروح الأمين قد ألقى في روعي: أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها)[رواه الطبراني في الكبير7694 ]فإذاً آية من آيات الله.

تتابع الآيات والنذر هذه، إذا نظرنا يا إخوان الآن في السنين الأخيرة يعني حدثت زلازل في أماكن متعددة صارت في البلاد العربية في مصر في تبوك وفي الجزائر والزلزال بعد ذلك في إيطاليا وصار في اليمن والمكسيك وفي إيران وتركيا وإسلندا، وبركان إسلندا، فيضانات باكستان، حرائق روسيا وكلفورنيا، سيول حتى في جدة، زلزال اليابان، والله في كل مكان من الأرض في آية من آيات الله يذكرنا بها: أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَسورة التوبة126هذه مشكلة الخلق لا يتوبون ولا هم يذكرون، يعني: لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَسورة الروم41المشكلة أنهم لا يرجعون إلا من رحم سبحانه.

العبرة لنا أن الموت تخطف كثيراً ممن حولنا فهل نعتبر بما وقع؟ ناس راحوا بحروب مهلكة، وآخرون بأمراض معطبة، وآخرون بفيضانات مردية، وهؤلاء بالجفاف المميت، وآخرون بالحر الشديد، وهؤلاء بالبرد القارس، وطائفة بالأعاصير المدمرة، وهؤلاء بالزلازل التي تجتاح والبراكين المخرقة، ومجاعات وآفات، عبر تتوالى وعظات تتلاحق ونذر تتابع

العبرة لنا أن الموت تخطف كثيراً ممن حولنا فهل نعتبر بما وقع؟ ناس راحوا بحروب مهلكة، وآخرون بأمراض معطبة، وآخرون بفيضانات مردية، وهؤلاء بالجفاف المميت، وآخرون بالحر الشديد، وهؤلاء بالبرد القارس، وطائفة بالأعاصير المدمرة، وهؤلاء بالزلازل التي تجتاح والبراكين المخرقة، ومجاعات وآفات، عبر تتوالى وعظات تتلاحق ونذر تتابع

، أما حان لنا أن نرجع إلى الله، نحاسب أنفسنا، طيب نطيعه سبحانه ليحفظنا: (احفظ الله يحفظك)[رواه الترمذي2516]ليرعانا.

يعني من لي بإنسان يعي الدرس الذي باحت به الأرض وما أوحلها

أرسلت فكري في الحياة لأنني *** أيقنت أن زوالها أدنى لها

وبكيت في سري وفي علني دماً *** ورأيت في هذا البكاء سلوى لها

وعجبت من حال امرئ لا يرعوي *** إلا إذا ما زلزلت زلزالها

سبحان مقلب الأحوال ومغير الأمور، ما أسرع ما تتبدل الأحوال وتتغير، إذا أراد الله شيئاً قال له كن فيكون بلمح البصر من غير ممانعة ولا منازعة.

ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال

بينما البشر في حياتهم ومعاشهم غادون رائحون بدون أدنى مقدمات، زلزال مفاجئ تبعته أمواج مباغتة عاتية، أي إنذارات، خلاص: وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍسورة الحـج55، وقال سبحانه: أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَسورة يوسف107، هذا يذكرنا بالساعة، لا تأتيكم إلا بغتة، وإذا كان الواحد فينا الآن في صحة وسلامة وأهله طيبين وماله بخير يشكر ربه، والله نحن نحتاج نشكر الله عز وجل على يعني صحة الأبدان ووفرة المال وما يكون يعني من إمكانات آتانا إياها: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌسورة إبراهيم7، الله تعالى يري عباده آيات ليعتبروا، وكي يتوبوا إليه ويعترفوا بنعمته ويشكروه عليها، وهو يقول لهم، كأنه يقول لهم: أتلفت أمماً كثيرة وشردت بقايا عن ديارهم وأفقرت أغنياء وأذللت أعزاء وحروب لا تزال تتوقد نارها ويتطاير شررها وكوارث عواصف وأعاصير، حوادث في البر والبر والبحر، أمراض فتاكة، يخوف الله سبحانه وتعالى عباده.

مشاهدة ومعاينة آيات الله الكونية المخيفة تغني عن وعظ الواعظين والله وتذكير المذكرين، يعني: أنت الآن لما ترى الصور هذه يعني فعلاً تنخلع القلوب، هذا يعني لهم قلوب، في ناس لهم قلوب لا يفقهون بها ولا يعقلون بها، وعندهم أعين لكن لا يبصرون بها الحق، آذان لا يسمعون بها الحق؛ ولذلك يرينا أشياء هي بذاتها أكبر زاجر وأبلغ واعظ وأفصح ناصح، لنا في مراحل العمر وتقلبات الدهر وفجائع الزمان مزدجر والله مزدجر، وينبغي أن نكون نحن أن نكون آخذين بأسباب النجاة في الدنيا وفي الآخرة.

أيها الإخوة والأخوات نحن الآن عندما نرى هذه الأحداث الضخمة الكبيرة والكبيرة جداً تحدث، يعني بعض الناس الآن مشغولين بنشرات الأخبار وعند التلفزيون ودائماً لكن فيقضية ما تشغلنا الأخبار عن الاتعاظ عن العبادة عن الشكر لله سبحانه وتعالى، يعني: لا تشغلنا هذه الأشياء التحليلات والتفسيرات، ما تشغلنا عن التفكر في عظمة ربنا سبحانه وتعالى، وبعدين يا إخوان ترى الدنيا والله فانية، شوف الآن يعني تزامن هذا أنشط اقتصاد في العالم الآن أصابه شلل، مناطق منكوبة، يعني منازل أنقاض وشواطئ، يقولوا: ألفين وخمسمائة سائح ضائعين، ألفين وخمسمائة من السياح مفقودين، أين السياحة؟ صارت الآن في هذه الحادثة هلاك، ضاقت المستشفيات بالجرحى وناس مذعورين ومنشآت، يعني أشياء ذهبت، لا تغتر يا أخي بشركتك ولا تغتر بمؤسستك ولا تغتر بمزرعتك، اعمل نعم وعمر الأرض لله نعم لكن تراها والله فانية في النهاية، فاستعملها في طاعته، إذا رزقك وأنعم عليك وأعطاك ترى ستفنى فسارع الآن في استثمارها فيما تقدم لآخرتك، بعض الناس يعني تعجبهم أموالهم: وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًاسورة الكهف35لا يا أخي لا تغتر ببيتك ولا بسيارتك ولا تغتر، المنازل تقلع، أسطح منازل راحت، أسقف راحت، جاء فوقها السيارات والطائرات، صارت يعني مصنوعات البشر طيارات وسفن وسيارات مثل لعب الصغار تتقاذفها الأمواج،الآن عندهم الآن جراء تسونامي هذا انقطاع وسائل الاتصالات، ما حدث يعني، بلد رقم واحد في الاتصالات الآن هذا حاله.

كذلك يعني سبحان الله العظيم! يعني يغير عز وجل هو سبحانه وتعالى يغير كيف يشاء في الأفراد وفي الدول في الجماعات وفي الأمم كيف يشاء سبحانه وتعالى.

ولذلك نسأل الله عز وجل أن يجعلنا له ذاكرين له شاكرين إليه تائبين أواهين منيبين، نسأله سبحانه أن يجعلنا من المتعظين بغيرنا وألا يجعلنا عظة وعبرة لغيرنا.

أيها الإخوة والأخوات أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلني وإياكم ممن طال عمره وحسن عمله، أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

1 - رواه البخاري4628
2 - رواه البخاري1036
3 - رواه البخاري1036
4 - رواه الطبراني في الكبير7694
5 - رواه الترمذي2516