بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله.
أهمية الاعتصام بالكتاب والسنة.
في حلقتنا هذه التي نتناول فيها بمشيئة الله موضوع (الاعتصام بالكتاب والسنة)، الآن فيمن حولنا في العالم انحرافات كثيرة، انحرافات في المناهج، تساهلات في الفتاوى، تضاربات في الآراء، هناك بدع منتشرة، وهنالك في كل يوم جديد تطلع علينا فتن جديدة، وأطروحات مسمومة، وأخطاء، مليئة بالأخطاء. الناس إذا لم يكن عندها موازين، ما كان عندهم طريق واضح يسيرون عليه، إذا ما كان عندهم مقياس يرجعون إليه، إذا ما كان عندهم ثوابت سيضيعون في غمرة هذه الأطروحات.
والله عز وجل ذكرنا في كتابه، يعني العلاج لقضية الاضطرابات والحيرة في المناهج والتضاربات في الفتاوى، ويعني هذه الفوضى في المواقف وهذه التساهلات والتمييعات، والتنازلات، والبدع والأشياء الكثيرة التي نراها من الفتن حلها في الكتاب والسنة واضح، يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًاسورة النساء174-175، ما معنى اعتصموا به؟ تمسكوا، به بالنور الذي أنزله، بقرآنه بوحيه، الاعتصام بالكتاب والسنة نجاة، وعند الفرقة والاختلافات هذه فعلاً منجاة، جعل الله تعالى الرحمة والنجاة لمن تمسك بوحيه المبين، وتودع سبحانه وتعالى بالخزي والشقاء من أعرض عن كتابه الكريم وهدي نبيه، فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىسورة طـه124.
ولذلك ابن مسعود رضي الله عنه قال: "إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين وشفاء نافع، عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه"
معنى الاعتصام.
لكن ما معنى الاعتصام؟ الاعتصام: هو الاستمساك، التمسك بالشيء، وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِسورة آل عمران103، تمسكوا به، الاعتصام من العصمة، التمسك بما يعصمك ينقذك ينجيك يمنعك من المحذور والمخاوف، العصمة الحمية، يعني احتماء، وسميت القلاع عواصم؛ لأنها تمنع المقاتلين فيها وتحميهم.
الاعتصام بالكتاب والسنة إذن الالتجاء إليهما والاحتماء بهما عند كل فتنة، والتمسك بهما عند كل اختلاف، والتحاكم إليهما في كل صغير وكبير وعند كل فرقة واختصام، يتحقق الاعتصام بالاجتماع على الدين وعدم التفرق، وعلى الكتاب والسنة، وعلى الوحي، وعلى الأدلة، وعلى هذا النور، واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير.
ما هو الاعتصام بالله؟ التمسك بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، الله مستوٍ على عرشه واعتصامنا به تمسكنا بدينه وطاعته. تمسكنا بكتابه ورجوعنا إلى هذا الكتاب، التخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه، والاعتبار بمواعظه رجاء وعده وخوف وعيده، الائتمار بأوامره الانتهاء عن منهياته، هذا الاعتصام بالكتاب، وثمرات الاعتصام بالكتاب والسنة كثيرة، ولا يوجد بعد بعثة النبي عليه الصلاة والسلام مصدر صالح للاهتداء إلا القرآن والسنة، ما في سبب يعني أي سبب للسعادة يرجع إليهما. هذا الوحي المتلو والوحي غير المتلو، الوحي المتلو كلام الله القرآن كتابه العزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، محفوظ من الخطأ والزلل، محفوظ من الزيادة والنقص، تنزل من حكيم حميد، حبل الله المتين، وصراطه المستقيم، والنور المبين، الحكم بين الناس.
فوائد الاعتصام بالكتاب والسنة.
لماذا أنزل الله الكتاب؟ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِسورة البقرة213أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاًسورة الأنعام114، ليش نرجع قوانين شرقية وقوانين غربية، لماذا نقلد الأمم الأخرى، والدساتير، نستورد دساتير، وعندنا الدستور الكامل، القرآن موضحاً فيه الحلال والحرام والأحكام والعقيدة، التوحيد.
الوحي غير المتلو سنة النبي عليه الصلاة والسلام، سنة النبي العدنان، أقواله وأفعاله وإقراره، وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىسورة النجم3-4، راشد غير ضال، مهتدي غير غاوي، لا يقول إلا صدقاً، لا يفعل إلا حقاً، لا يقرر إلا عدلاً، وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًاسورة النساء113، فذكر الله الكتاب وهو القرآن وذكر الحكمة يقول الشافعي: فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالقرآن كلامه سبحانه، والسنة النبوية بيانه ووحيه إلى النبي عليه الصلاة والسلام، ومن الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان أنه لا يقبل من أحد يعارض القرآن والسنة لا برأيه ولا بذوقه ولا بمعقوله ولا بقياسه ولا باستحسانه؛ ولذلك لما ولي عمر بن عبد العزيز صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد: فإنه ليس بعد نبيكم نبي ولا بعد الكتاب الذي أنزل عليه كتاب، ألا إن ما أحل الله حلال إلى يوم القيامة، وما حرم الله حرام إلى يوم القيامة. يقول: ألا إني لست بقاضٍ ولكني منفذ، ألا إني لست بمبتدع ولكني متبع، ألا إنه ليس لأحد أن يطاع في معصية الله، ألا إني لست بخيركم، ولكني رجل منكم، غير أن الله جعلني أثقلكم حملاً.
الأمة في أولها كانت على نهج الاعتصام بالكتاب والسنة، تقدس القرآن، تتمسك به، تعمل بهديه، لا تعدل عنه؛ لأنه روحها، أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَاسورة الأنعام122، فالمؤمن يكون يعني قبل الهداية ميتاً في ظلمة الجهل فيحييه الله بروح الرسالة ونور الإيمان، الشفاء الكامل والدواء الحق، حتى أمراض النفوس، النفسية والبدنية، كلها، الشبهات الفكرية، وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَسورة الإسراء82، بعض الناس ذهبوا في ابتعاث، احتكوا بأمم أخرى، سافروا جلسوا تغيرت عقولهم أفكارهم ترى ما يغسلها ولا ينظفها ولا يعيدها إلى صوابها، ولا يؤسس اليقين فيها ولا يصلح ما فسد فيها إلا القرآن، ولذلك الواحد حتى لو سافر يميناً شمالاً معه هذا المصحف، ومعه تفسير ليفهم الرسالة، فالقرآن شفاء، شفاء القلوب من داء الجهل والشك والريب، في ناس الآن صار عندهم تغيرات، صار عندهم تحولات، صار عندهم تراجعات تنازلات، انحرافات،... ما الذي يصلح هؤلاء؟ ما في إلا العودة لهذا القرآن، أصلاً بعض الانحرافات ثقيلة جداً حتى لو يعني أنت إذا ذهبت تناقش ممكن تصلح واحد اثنين ثلاثة، لكن الإصلاح الكلي ما يتم إلا أنه هذا الإنسان المبتلى يقبل على القرآن، انصحه، يا أخي روح افتح القرآن واقرأ القرآن وتفسير القرآن، ترى ما لك إلا هذا، يقول: أنا عشرين سنة جالس برا وما في شبهة من عندهم إلا أخذتها، ولا عندهم انحراف إلا صار عندي امتصاص له، ولا، نقول: ما لك حل، ما في حل والله إلا القرآن فعلاً، يعني ولم ينزل الله من السماء شفاءً قط أعظم ولا أنفع ولا أعم ولا أسرع في إزالة الداء من القرآن، ما في، حتى على مستوى الأبدان، يعني إذا كان أبو سعيد الخدري رضي الله عنه رقى كافراً لديغاً بالفاتحة وقام كأنما نشط من عقال.[رواه البخاري2276]وكان سيموت، كان هالكاً، يقول ابن القيم رحمه الله: "فقد أثر هذا الدواء، يعني الفاتحة في هذا الداء وأزاله كأنه لم يكن، حتى كأن لم يكن، وهو أسهل دواء" بالله يعني أنت، الأدوية هذه على مائتين وثلاثمائة، القرآن كم يكلف؟ منوم في المستشفى وألفين وثلاثة، القرآن كم يكلف؟
يقول ابن القيم رحمه الله: ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثيراً عجيباً في الشفاء، يقول: ومكثت بمكة مدة يعتريني أدواء ولا أجد طبيباً ولا دواءً، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة فأرى لها تأثيراً عجيباً، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألماً، وكان كثير منهم يبرأ سريعاً، ما في نور ولا هداية في هذه الحياة ويوم القيامة إلا لمن اعتصم بالكتاب والسنة، قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ *يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍسورة المائدة15-16، لو واحد قال لك: أنا رحت برا ودرست وعشت برا وما في نظرية إلحادية ولا فلسفة من فلسفات البشر إلا ودرستها، وانغمرت فيها، وتشربت كل انحرافات القوم أيش يعالج نفسي؟ هذا، وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍسورة آل عمران101، هذا القرآن من يتمسك به يوفق، يرشد، وهذا الاعتصام له فائدة عظيمة يوم القيامة، نحن كلنا سنموت ونكون تحت الأرض، وتحت الأرض فيها ظلمات، ولا ينير القبور إلا الاعتصام بالكتاب والسنة، إلا العمل الصالح اللي من الكتاب والسنة، ويوم القيامة سنبعث، وهم في الظلمة دون الجسر الخلق، يوم القيامة في ظلمات، وعلى الصراط في ظلمات، وجهنم تحت، ومن الذي سيرى طريقه حتى يعبر، من؟ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُسورة الحديد12-13، فلما يقول الناس: أيش فائدة صحيح البخاري؟ أيش فائدة صحيح مسلم؟ أيش فائدة هذه الأحاديث؟ وليش التفسير؟ الله يقول: وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواسورة النور54، فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَسورة الأعراف158.
يقول أبو عثمان النيسابوري رحمه الله: من أمر السنة على نفسه، يعني جعل السنة أميراً عليه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومن أمر الهوى على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالبدعة، قال الله تعالى: وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواسورة النور54.
وقال الزهري رحمه الله: "من الله الرسالة ومن الرسول البلاغ وعلينا التسليم".
وعندنا حديث العرباض بن سارية لما قال: "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال رجل: "إن هذه موعظة مودع" كأنك مفارق يعني راحل يا رسول الله، "إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟ قال: (أوصيكم بتقوى الله والسمع الطاعة وإن عبد حبشي. قال: فإنه من يعش منكم يرى اختلافاً كثيراً)، والله عشنا وشفنا، والله العظيم عشنا ورأينا الاختلاف الكثير، يعني الآن لا العقيدة العقيدة ولا الأخلاق الأخلاق، ولا الأحكام الأحكام، يعني ناس ضيعت التوحيد، صار يرى كل الأديان الأخرى كلها خير وكلها بركة، سبحان الله وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُسورة آل عمران85، تقارب مع المشركين وتطبيع مع أهل البدع، وإزالة البراءة من المشركين، ما عاد الولاية للمؤمنين والبراءة من المشركين، لا، كلها تدخل على بعض، ليه؟ ما..، يعني كله، تقارب مع الكل، قال عليه الصلاة والسلام: (وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)[رواه الترمذي2676]. هذا والله حديث عظيم، شوف يعني النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر سنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين قال: (عضوا عليها بالنواجذ)[رواه الترمذي2676]، ما قال عضوا عليهما، يعني كل هذا منهج واحد، السنة على فهم الصحابة، والآن يجيء ناس ويقولون: .. الصحابة رجال ونحن رجال، نحن نفهم أيضاً وكل، وفهمهم ما هو ملزم، سبحان الله قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء)، و(عضوا عليها) يعني جعلهما شيئاً واحداً، سبحان الله ينسفون أقوال الصحابة والتابعين والسلف، ولذلك كل يوم الواحد لا بد يسأل الله يهديه الصراط المستقيم مراراً وتكراراً، الصراط المستقيم، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
الاعتصام أيها الإخوة والأخوات روحنا، وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍسورة الشورى52، هذه الروح هذه الحياة هذه الإضاءة هذا الإشراق هذه السعادة، فرسالة القرآن والسنة ضرورية للعباد، لا بد لهم منها، وحاجتهم إليها أعظم من الطعام والشراب، هذه القرآن والسنة، هذه الرسالة الإلهية روح العالم ونوره وحياته،فأي صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور، والدنيا مظلمة ملعونة إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة.
فأي صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور، والدنيا مظلمة ملعونة إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة
وكذلك العبد ما لم تشرق في قلبه شمس الرسالة هذه ويناله من حياتها وروحها فهو في ظلمة في عالم الأموات، أيش قال الله عن نبيه؟ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ، ولذلك لازم يا إخوان لا بد القرآن وتفسيره والحديث وشرحه، أقبلوا على شروح السنة بعد أن تقبلوا على تفسير القرآن، صحيح يعني: أنت لو قلت لي الآن: ماذا أقرأ؟ عشرين ألف مصادر وكل يوم أشياء، مرئية ومسموعة وبالجوال، بالرسائل، بالإيميل، والأشياء المجانية وغير المجانية، ومواقع التواصل الاجتماعي، وقنوات، ومواقع تكب، الالكتروني، ماذا نفعل؟ ماذا نفعل؟ يا أخي العمر محدود أنفاسك محدودة اطلع، بالله عليك شرح، تفسير القرآن وشرح الحديث مر عليه يا أخي، مري عليه يا أختي، تفسير الميسر للقرآن، شروح الأحاديث النبوية، ترى هذا العلم الحقيقي، الحقيقي والله العظيم.
وفي الاعتصام بالكتاب والسنة حياة طيبة وعيشة هنية وسعادة واطمئنان وخير، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْسورة الأنفال24، والله إذا مت تموت على أساس، تلقى الله على براءة، تلقى الله على نظافة في المعتقد، تلقى على طهارة قلبية، تلقى الله على صحة منهج، ما هو مثل المضيع، يضيعون أعمارهم، والله يضيعون أعمارهم في أطروحات وفي جدل وفي مناهج عمياء وضلالات وبدع وانحرافات واعوجاجات، وتقليد للكفار، وعمى، ولذلك اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِسورة الأنفال24، الواحد ممكن يعاقب، حتى الهداية ما يراها، حتى نور الإيمان لو عرض عليه ما يقبله، لما يحييكم معناه القرآن فيه الثقة والنجاة والحياة والعصمة.
وقد أخبر ربنا أن حياتنا بما يدعونا إليه رسوله من العلم والإيمان، وموت القلب بعكس هذا، والسلف ضربوا أروع الأمثلة في هذا الموضوع، في الاعتصام بالكتاب والسنة، النبي عليه الصلاة والسلام لما طلب من أهل بيت من الأنصار أن يزوجوا جليبيباً تردد أهل البنت في تزويجه لفقره، هي البنت من صرخت: أتريدون أن تردوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره، إن كان قد رضيه لكم فانكحوه، فذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وذهب أبوها وقال: إن كنت فقد رضيته فقد رضيناه، قال: (فإني قد رضيته)، فزوجها، ثم فزع أهل المدينة فركب جليبيب فوجوده قد قتل وحوله ناس من المشركين قد قتلهم، قال أنس: "فلقد رأيتها وإنها –هذه المرأة هذه زوجته- لمن أنفق بيت في المدينة".[رواه أحمد11985]رواه أحمد وهو حديث صحيح. إما أن المرأة يعني الله عز وجل رزقها بهذا الزواج فصار عندها مال كثير تنفق أو إنها ما توقفت بعد موت زوجها، العدة ومباشرة تخطب وعليها إقبال، ببركة الاستجابة والاعتصام، شوف عليها إقبال، الآن نشتكي نقول، والعوانس والغير، والمطلقات، واللي الأرامل، والله ما تزوجت، طيب ما الذي جعل المرأة هذه يصير إقبال عليها، تخطب؟ طاعة الله ورسوله، طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
عبد الله بن رواحة النبي عليه الصلاة والسلام وهو يخطب يقول: (اجلسوا) جلس مكانه، أين؟ خارج المسجد، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم (زادك الله حرصاً على طواعية الله وطواعية رسوله صلى الله عليه وسلم)[رواه المتقي الهندي في كنز العمال37172]، والحديث رواه البيهقي ومرسل صحيح. كما قال ابن حجر رحمه الله.
أيها الإخوة والأخوات نبقى مع هذا التقرير ثم نعود إليكم إن شاء الله.
...
عودة إليكم مرة أخرى أيها الإخوة والأخوات وقد أنعشنا أنفسنا بهذا الذكر والتذكير الذي سمعناه، قال تعالى: وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًاسورة النساء115، وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَيخالف الرسول صلى الله عليه وسلم من بعد وضوح الدليل، وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَالملة الحنيفية هذه التي عليها الصحاب والتابعين وسلف الأمة، وإجماع العلماء، نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى، نجعله موالياً لما تولاه من الضلال وندعه وما اختاره، نتخلى عنه، هذا في الدنيا، وفي الآخرة وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ.
النبي عليه الصلاة والسلام قال لنا في الحديث: (إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوماً فقال: يا قومي إن رأيت الجيش بعيني وإني أنا النذير العريان فالنجاء) هو يشبه يعني نفسه في مجيئه للبشرية منذراً لهم من الله بالنذير العريان الذي كان في العرب إذا جاء غارت قوم وواحد علم مبكراً ركض عريان إلى قومه يقول لهم: النجاء، ورأيت بعيني، قال: (فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا)، بكروا بالمسير، ((وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم)) حصدهم، لم يبالوا، قال: (فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق)[رواه البخاري7283]، ونبينا صلى الله عليه وسلم قال:(كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ) قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: (من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)[رواه البخاري7280].
قال الزهري رحمه الله: "كان من مضى من سلفنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة"
الإمام مالك قال:"مثل السنة مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق". شيخ الإسلام ابن تيمية يعلق على هذا الكلام يقول: وهذا حق، فإن سفينة نوح إنما ركبها من صدق المرسلين واتبعهم، وأن من لم يركبها فقد كذب المرسلين، واتباع السنة هو اتباع الرسالة التي جاءت من عند الله، فتابعها بمنزلة من ركب مع نوح السفينة باطناً وظاهراً، والمتخلف عن اتباع الرسالة بمنزلة المتخلف عن اتباع نوح عليه السلام وركوب السفينة معه، تخلف عنه وعن السفينة وغرق هلك.
الاعتصام بالكتاب والسنة يعصم من التلون، ما تشوف الآن يا إخواني وأخواتي ما ترى بعض الناس حتى من يقال عنهم دعاة ومن يقال، كل يوم يعني في منهج، قابل يعني للطرق والسحب والتغير والتبديل، ما كان عنده حراماً صار حلالاً، وما كان عنده باطلاً صار حقاً، وما كان عنده بدعة صار مقبولاً، وما كان عنده، لماذا؟ ما في اعتصام، اتباع آراء، مضلات الهوى، الجدل، إعجاب كل ذي رأي برأيه، وهذه مصيبة والله العظيم، إعجاب كل ذي رأي برأيه، ويقدم رأيه على الدليل، والواقع، والواقع وما يتحمل، والناس ما تتحمل، والعالم في اتجاه وتعرف، تعرف ما تعرف؟ طيب أنت يعني الناس ماذا سينفعوننا يوم الدين؟ ماذا سنقول لله؟ تركنا حقاً أو تركنا من دينك لأن بعض الناس، وما يتحمل، وبعض الناس، لماذا؟ ليش ما نثبت، لماذا، ليش؟ ويعني نريد يعني دائماً ندخل الجنة كذا بسهولة بلا تضحيات ولا بذل ولا ثبات ولا، يعني القابض على دينه كالقابض على الجمر، ما نبغي، لا نريد أن نحس بأي صعوبة ولا نريد، ما يمكن، أهل الاعتصام بالكتاب والسنة أهل ثبات على الحق لا يتلونون، ما يتنقلون، لا يغيرون المنهج، بعدين أيها الإخوة والأخوات لا ننسى أنه في رغبات دنيوية، ناس تغير للمال، ناس تغير للشهرة، ناس تغير تحت الضغوط، ناس تغير خوفاً وطمعاً، لكن إذا واحد اعتصم بالكتاب والسنة ما يغير، لهذا يبقى، وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْسورة آل عمران103.
تمسك، تمسك، هو هذا، هو المهم التمسك، حبل الله، واحد يعني متمسك بالحبل ويصعد يصعد، لو ترك الحبل يهوي، يهوي تهوي به الريح في مكان سحيق.
عن أبي شريح الخزاعي قال: ((خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أبشروا، أبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟) قالوا: نعم، قال: (فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله). طبعاً السبب يطلق على الحبل، فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءسورة الحـج15يعني: حبل إلى السقف، قال: (فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تظلوا ولن تهلكوا بعده أبداً)[رواه ابن حبان122]. رواه ابن حبان وصححه الألباني.
حث النبي عليه الصلاة والسلام على التمسك بكتاب الله، قال: (كتاب الله فيه الهدى والنور، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل)[رواه مسلم2408]، وهكذا من ترك التمسك بالوحي يتلون ويتغير، ويضل، وينحرف ويزيغ، ويبدل ويغير، وأما الذين ثبتوا ما بدلوا تبديلاً، هذا الاعتصام ضد التميع، ضد التفلت، ولذلك أهل الفلسفة والكلام من أشد الناس انتقالاً من قول إلى قول، وجزماً بالقول في موضع ونقضاً له في موضع آخر، يعني أنت الآن تعتقد مثلاً في موضوع المرأة اعتقاداً معيناً وتدين الله به، ما يمكن اليوم تقول كذا وبعد سنة سنتين ثلاثة تغير تقول: لا، كان هذا لا، هذا إذا كان على أساس، الأول إذا كان على أدلة وأساس كيف تنقضه، كيف؟!
سبحان الله أيها الإخوة والأخوات ما في، ليس كل الناس إذا ساروا في الطريق ثبتوا، لا هذا ينحرف، وهذا يسقط، وهذا يرجع إلى وراء، كذا، يعني تهب عليهم عواصف تجيئهم مطامع، تجيئهم شياطين الإنس والجن تغتالهم.
قيصر لما سأل أبا سفيان عمن أسلم مع النبي عليه الصلاة والسلام: هل يرجع أحد منهم عن دينه سخطة له بعد أن يدخل فيه؟ قال: لا، قال: وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد، لو واحد على الحق من أول ما يمكن بعدين يرى أنه والله هذا كان باطل وكان غلط وكان تشدد، وكان تزمت، لا.
ولذلك قال بعض السلف:"من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل"
أهل السنة والحديث سبحان الله العظيم يعني نسأل الله أن يحشرنا في زمرتهم، نسأل الله أن يجعلنا على طريقتهم، نسأل الله أن يرزقنا من فقههم، أهل السنة والحديث لا يعلم ترى أحد من علمائهم ولا صالح عامتهم رجع عن قوله واعتقاده، ما هو يعني في مسألة فقهية ما غير رأيه في اجتهاد فقهي لا، لكن الدين العقيدة المنهج، من منهج، الإمام أحمد مثلاً كان يقول: القرآن كلام الله، وغير مخلوق، وبعدين تحت الضغوط صار لا، مخلوق، لا طبعاً، ما تجد، شيخ الإسلام لما كان يقول بعلو الله على خلقه وصفات الله وكذا، ويثبت الصفات لله، وفي مسائل التوحيد، ومحاربة الشرك والبدع، والتوسل الممنوع، لما دخلوه السجن ولا لما جمعوا عليه أعداءه في المناظرات وإلا لما يعني أغروه بإغراءات أو هددوه تهديدها راح يغير؟ تروح لمجلد كذا مثلاً يعني ثلاثة تحصل كلاماً ومجلد إحدى عشر تحصل كلام ابن تيمية ثاني في رسالة ثانية، ورجع عن منهجه؟ ما نتكلم الآن عن مسألة فقهية، على منهج.
الصالحون الشهداء ممن قبلنا، يعني مثلاً أهل الأخدود لما رأوا بأعينهم يعني الآيات، وأسلموا، والغلام جعل الملك يقول: بسم الله رب الغلام ورماه وقتله، قال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، لما خد لهم الأخاديد وأوقد النيران الناس غيروا، قالوا: لا، رجعنا وكان بس، كانت حماسة، فترة حماس؟ لا، لا، الثبات هنا، لا يثبت يعني أمام التلون من اعتصم بالكتاب والسنة إلا من اعتصم بالكتاب والسنة، لا يثبت أمام التلون إلا من اعتصم بالكتاب والسنة.
دخل أبو مسعود على حذيفة قال: اعهد إلي، قال: ألم يأتك اليقين؟ قال: بلى وعزة ربي، قال: فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وأن تنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله تعالى فإن دين الله واحد.
دخل أبو مسعود على حذيفة قال: اعهد إلي، قال: ألم يأتك اليقين؟ قال: بلى وعزة ربي، قال: فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وأن تنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله تعالى فإن دين الله واحد.
يعني عبد الرحمن بن مهدي قال لفتى من ولد جعفر بن سليمان: مكانك، فقعد حتى تفرق الناس، ثم قال: تعرف ما في هذه الكورة –البلد يعني البلدة- من الأهواء والاختلاف، وكل ذلك يجري مني على بال رضي إلا أمرك وما بلغني، فإن الأمر لا يزال هيناً ما لم يصل إليكم، يعني السلطان، فإذا صار إليكم جل وعظم، قال: يا أبا سعيد وما ذاك؟ قال: بلغني أنك تتكلم في الرب، يقول له: شوف، شوف، البدع لو وصلت، أنتم الولاة لو وصلت الانحرافات إليكم مصيبة، قال: يا أبا سعيد وما ذاك؟ قال: بلغني أنك تتكلم في الرب تبارك وتعالى وتصفه وتشبهه؟ فقال الغلام: نعم، وأخذ يتكلم عن الصفة، فقال: رويدك يا بني، يعني هذا ابن الوالي، بدأ يقتنع بكلام المشبهة، الذين يشبهون الله بخلقه غير طبعاً نفاة الصفات، هؤلاء مقابل، هؤلاء المشبهة مقابل النفاة المعطلة، وأهل السنة يثبتون ويقولون: ليس كمثله شيء، لما بدأ الولد يتكلم قال الشيخ عبد الرحمن، رويدك يا بني حتى نتكلم أول شيء في المخلوق، فإذا عجزنا عن المخلوق فنحن عن الخالق أعجز، أخبرني، عن لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىسورة النجم18، حديث (رأى جبريل له ستمائة جناح)[رواه البخاري3232]قال: نعم، قال عبد الرحمن: صف لي خلقاً من خلق الله له ستمائة جناح؟ بقي الغلام ينظر إليه، قال عبد الرحمن: يا بني فإني أهون عليك المسألة، وأضع عنك خمسمائة وسبعة وتسعين، صف لي خلقاً بثلاثة أجنحة، ركب الجناح الثالث منها موضعاً غير الموضعين اللذين ركبهما الله حتى أعلم، فوجئ، وتحط الجناح، اثنين من يمين وشمال، الثالث تحت أو فوق، أو نخلي الثلاثة بزوايا، فقال: يا أبا سعيد نحن قد عجزنا عن صفة المخلوق ونحن عن صفة الخالق أعجز، وأشهدك أني قد رجعت عن ذلك، وأستغفر الله.
إذن أيها الإخوة والأخوات فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌسورة النور63، نسأل الله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، نسأله أن لا يفتننا، وأن يقينا شر أنفسنا وأن يحيينا على الإيمان والدين والكتاب والسنة، وأن يميتنا عليها إنه سميع مجيب.
أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
-
SAEED
جزاك الله خير ونفع الله بعلمك.