بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله جميعاً في حلقتنا هذه.
وقد تحدثنا سابقاً عن الاعتصام بالكتاب والسنة، ونريد أن نعرف ما هي نتائج الإعراض عن الوحي؟
تمهيد عن الإعراض عن الوحي.
الناظر إلى واقع المسلمين الآن يرى ما يورث الحزن؛ بسبب ما يقع فيه كثير من المسلمين من المخالفة للوحيين، والجفاء لأوامرهما وارتكاب نواهيهما، وهجران السنة، ومعارضة النصوص الشرعية بالمعقولات والأذواق والأقيسة والعادات، ولا شك أن هذه الحالة هي سبب مصائبنا وتأخرنا وتخلفنا وهزيمتنا، المخالفة للوحيين، هناك مخالفة جزئية وهناك مخالفة كلية وقد تصل والعياذ بالله إلى الإعراض عن الوحيين بالكامل والخروج عن الدين.
لكن يجب أن نتأكد في أنفسنا في قرارة أنفسنا أن نكون متأكدين أن كل مصيبة تلحق بالأمة الإسلامية فهي نتيجة مخالفة الكتاب والسنة كبرت أو صغرت، قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍسورة الشورى30، وقال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْسورة الأنفال53، فإذا غيروا ما بأنفسهم من الصلاة والاستقامة والتمسك بالكتاب والسنة، وصاروا متهاونين بهما عاصين، صار خلاص الله عز وجل يبدل عليهم، يبدل ويغير، فيبدلهم بالأمن خوفاً وبالعز ذلاً وبالغنى فقراً، وبالصحة بلاءً وأمراض، قال الله عز وجل: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَسورة الأعراف96، إذن يأخذهم بأنواع الطغيان والعصيان، بما كسبت أيديهم.
آثار نتائج الإعراض عن الوحي.
المصائب العامة التي تنزل بالعباد هي حصائد ذنوبهم، الله لا يظلم الناس ولكن الناس أنفسهم يظلمون، ثم ما يصيبهم به من الهزيمة والمصائب هذه لعله يتوبون إلى ربهم ويأبون إلى رشدهم، ويعودون إلى دينهم، كما قال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَسورة الروم41، الآن مع الأسف يتعرض التمسك بالوحي إلى هجمات شديدة، تناقص التمسك بالوحي عند الكثيرين، الجهل، الانغماس في الشهوات بسبب كذلك إتباع الهوى، بسبب الجدل المنافي للعمل، بسبب الافتتان بما عند الآخرين، بسبب التأثر بالترويجات، الآن يعني في الإعلام في المقرواءات المسموعات المرئيات يوجد ضخ كثيف لدعوات للافتتان بأشياء مخالفة للوحي، ترويج لها، تلبيس على الناس يعني كأنهم يقولون: هذا هو الدين، مع أن هذا مخالف للدين، هذه هي المصلحة، وهذا وهذا، مع أن هي مفسدة مضرة، وبالتالي يصاب الناس بأشياء في أرزاقهم في صحتهم في بيئتهم، وتأتي أعاصير وعواصف وفيضانات وزلازل وأمراض فتاكة وحروب طاحنة، ومجاعات ونقص في الأموال والأنفس والثمرات، وغيرها من المصائب والبلايا، والله عز وجل رحيم بخلقه، ويملي ويمهل، وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍسورة فاطر45، لكن إذا تمردوا وعصوا في النهاية الله عز وجل لا يبالي بهم بأي وادٍ هلكوا، ما أهون الخلق على الله إذا أضاعوا أمره، وما أكرم الخلق على الله إذا أطاعوه، ولذلك (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا)، (لم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين –القحط يعني- وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم).
(لم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا)، (لم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله صلى الله عليه وسلم إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم)يعني: من البلدان من الثروات، (وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)[رواه ابن ماجه4019]، عداوات قتال، إذن المصائب كلها نتيجة الإعراض عن الوحي.
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: وقد جعل الله سبحانه أعمال البر والفاجر مقتضيات لآثارها في هذا العالم اقتضاء لا بد منه، فجعل منع الإحسان والزكاة والصدقة سبباً لمنع الغيث من السماء والقحط والجدب، وجعل ظلم المساكين والبخس في المكاييل والموازين وتعدي القوي على الضعيف سبباً لجور الملوك والولاة الذين لا يرحمون إن استرحموا، ولا يعطفون إن استعطفوا، وهم في الحقيقة أعمال الرعايا ظهرت في صور ولاتهم. هذا كلام ابن القيم، فإن الله سبحانه بحكمته وعدله يظهر للناس أعمالهم في قوالب وصور تناسبها.
يقول: فتارة بقحط وجدب وتارة بعدو وتارة بولاة جائرين، وتارة بأمراض عامة، وتارة بهموم وآلام وغموم تحضرها نفوسهم لا ينفكون عنها، وتارة بمنع بركات السماء والأرض عنهم، وتارة بسليط الشياطين عليهم تَؤزهم إلى أسباب العذاب أزاً، فيصير كل منهم إلى ما خلق له، قال: والعاقل يسير بصيرته بين أقطار العالم فيشاهده، وينظر مواقع عدل الله وحكمته حيث يتبين له أن الرسل وأتباعهم خاصة على سبيل النجاة وسائر الخلق على سبيل الهلاك سائرون وإلى دار البوار صائرون، والله بالغ أمره لا معقب لحكمه ولا راد لأمره.
كلام نفيس في كتاب زاد المعاد لابن القيم.
إذن ترك الاعتصام بالكتاب والسنة والإعراض عن الوحي يظهر أثره في الواقع، وهذا الإعراض له مظاهر، فمثلاً تلقي الدين من غير أهله، يعني تصور في ناس يدرسون علوم الشريعة على أيدي بعض الغربيين في الخارج، فماذا سيدرسونهم يا ترى؟ الكتاب والسنة من المعين الصافي، لذلك لا بد أن يكون التلقي على أيدي العلماء الربانيين المعروفين بعلمهم وصلاحهم واستقامتهم.
ينصب أعداؤنا ينصبون بعض المنافقين في صورة مفتين، وينصبون بعض آكلي الدنيا والذين يريدون ملأ جيوبهم من متاعها على صورة كأنهم دعاة، ويعملون الدعايات لأناس عندهم شيء من ذكر يعني أشياء من الشريعة للتلبيس على ما يراد تسويقه من مخالفات بالشريعة، المخالفات للشريعة، ولا شك أن هذا يحدث خللاً وارتباكاً لدى الأمة، معناه يصير العامة يتخبط لا يعرف من هو الثقة من غير الثقة، ولا يعرف هذا الذي يخرج وهذا الذي عليه الهالة وعليه الأضواء، وهذا الذي تروج وتسوق يعني فتاواه أو كلامه، أو أطروحاته، أيش هذا؟ هل هذا يعني يحب الله ورسوله، أم عدو لله ولرسوله، أم هو مؤمن أم منافق، أم عالم أم جاهل، أم ملبس أم صاحب أغراض رديئة، أم صاحب علم؟! ولذلك يعني "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم". ليش السلف تكلموا في قضية التركيز عن الأخذ من الأموات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة؟ يعني لو صار واحد عنده التباس بشخص من الأحياء يأخذ عنه أو لا؟ خذوا عمن مات، خلاص الأئمة الكبار والعلماء مضوا.
وأريد أن أقول لكم كلمة أيها الإخوة والأخوات: الثقات من أهل العلم الأحياء من علاماتهم أنهم يدلون الناس على كلام أهل العلم الثقات الذين مضوا وماتوا، وأما أصحاب التلبيس والتضليل فإنهم يقولون: خلاص، تلك أمة قد خلت وانتهت وراحت، وهم رجال ونحن رجال، وما لنا علاقة، ولذلك ترى علماءنا الكبار يحتجون بكلام الصحابة ابن عباس وابن مسعود ومعاذ وكلام التابعين والأئمة الأربعة، وغيرهم من العلماء الذين ساروا على نهج الرسالة، وترى بعض المحدثين الذين يتكلمون بلسان شرعي أحياناً يريدون قطع الأمة عن تاريخها وعلمائها وسلفها وأئمتها وكأنهم يقولون: خلاص، الزمن هذا له طبيعته وله يعني مستجداته، فلذلك نحن الآن نحتاج إلى أحكام جديدة، وبين قوسين (دين جديد)، يعني: يؤول بهم الأمر إلى هذا، ولذلك فإنه لا يصلح الانخداع بأي واحد يعني يلبس لباس أهل العلم أو يتزيا بزيهم حتى يعرف ماذا يقول، وما موقفه من النصوص، هل هو يطيع أم يراوغ أم يصادم؟ ثم هل هو يعتمد الأشياء الصحيحة أم الضعيفة، ثم هل يأخذ بكلام سلف الأمة في فهم النصوص أو يريد أن يأتي بفهم جديد من عنده مخالف لما كانوا عليه، هذا الكلام هذه الآيات البينات، ولذلك انتشرت الآن بسبب المخالفة هذه انتشرت الفتاوى الشاذة والميوعة في الدين، وراجت البدع، شاعت المعاصي، ليش يعني لما أتونا بأقوال نحن نعرف.. يعني هي مخالفة "يجوز مصافحة المرأة الأجنبية"، "يجوز المرأة تلعب رياضة أمام الرجال"، "يجوز لها أن تمثل أمام الرجال"، "يجوز لها أن تصلي كاشفة الرأس"، هذا يحل الربا، يقول: ضرورة عصرية، وهذا يقول: الحجاب عادة، عادة، طيب الله يقول: يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّسورة الأحزاب59، والله يقول: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّسورة النور31، وهذا يقول: عادة! يعني كل هذه الآيات ثم يقال: عادة!.
يبيحون السفور والاختلاط، يقول لك: كذا، كذا، كذا، بالضوابط الشرعية، الحجاب، تفعل المرأة كذا وكذا وكذا بضوابط شرعية، لما تجيء تنظر إلى تطبيق الضوابط الشرعية تجد مقدمة شعرها ظاهر، المكياج على الوجه معروض أمام الرجال الأجانب، ما بينها وبين الرجل الذي بجانبها نصف متر، أين الضوابط؟! ولذلك ينبغي هنا الوقوف أمام هذا وإنكار هذا، ليس هذا ما أنزل الله ولا هذه ضوابط شرعية.
أيها العالم إياك الزلل *** واحذر الهفوة والخطب الجلل
هفوة العالم مستعظمة *** إذ بها أصبح في الخلق مثل
وعلى زلته عمدتهم *** فبها يحتج من أخطا وزل
إن تكن عندك مستحقرة *** فهي عند الله والناس جبل
دخل رجل على ربيعة بن عبد الرحمن فوجده يبكي فارتاع لبكائه، قال: ما يبكيك؟ قال: استفتي من لا علم له، وظهر في الإسلام أمر عظيم، ولبعض من يفتي هاهنا أحق بالسجن من السراق.
فإذن ما الذي يهدم الإسلام؟ زلة عالم وجدال منافق بالقرآن وأئمة مضلون.
من الإعراض عن الوحي تأويل النصوص على غير حقيقتها، تفسيرها على غير مراد الله منها، وهذه طريقة كثير من أهل الأهواء، هو لا يغير في نص الآية ونص الحديث، لكن يغير في تفسير الآية وشرح الحديث، هذا التحريف، ذلك تحريف اللفظ وهذا تحريف المعنى، هذا شغل أعداء الله اليهود، يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَسورة البقرة75، هل تصدقون أنه في إحدى البلاد الإسلامية شكلت لجنة لإعادة النظر في معاني الأحاديث، قالوا: لأن هناك أحاديث تؤثر سلباً على المجتمع، سلباً عند من؟ سلباً في تعريف من؟ وبعضهم يقول: بعض الأحاديث الصحيحة تم تعديلها وإعادة تفسيرها، سبحان الله، سبحان الله، كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْسورة الكهف5، تم تعديلها، الوحي يحتاج تعديل! ومن العجيب أن أحد الكفار من غير المسلمين، واحد في مؤسسة (تشاتام هاوس) في لندن، قال: إن ما تقوم به - يعني هذه اللجنة في تلك الجامعة في ذلك البلد المسلم- قال: هو تحويل الإسلام من دين يجب طاعة تعاليمه إلى دين مصمم لتلبية حاجيات الناس في الديمقراطية العلمانية. هذا: شهد شاهد من أعدائنا، وقال: إن محاولة تصميم حياة تتماشى مع الطرح الغربي، يعني: إسلام بالنكهة الغربية يعني، أنه هذه يعني من المحاولات العصرية والآن القائمة والتي تأخذ يعني نصيباً من الواقع، وأن هناك تقنيات، قال: استخدام تقنيات النقد والفلسفة الغربية في التعامل مع الأحاديث. لاحظوا يا إخوان ويا أخوات، هذا في موقع BBCيقول: إن هذه المحاولة تستخدم تقنيات النقد والفلسفة الغربية في التعامل مع الأحاديث. يعني صار الحكم ما هو؟ موازينهم، صار الفيصل والمرجع ما هو؟ مقاييسهم، إذن يرجع إليها في تفسير الآية والحديث، الله أكبر يعني ما هذا التحريف وما هذا الضلال وما هذا الانحراف؟ ويقولون: هذه يعني عناوين لمؤتمرات "تحديث وعصرنة الإسلام"، إذن هو وربي إسلام جديد، إسلام آخر غير الذي جاء عن الله ورسوله، بالتأكيد، ولما سئل بعضهم بعض هؤلاء الضلال: كيف التعامل مع النصوص الواضحة جداً مثل لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِسورة النساء11؟ فقال هذا الهالك آركون أيش قال؟ في مثل هذه الحالة أيوه؟ لا يمكن فعل أي شيء إلا إعادة طرح مسألة التفسير القرآني، ولا يمكننا أن نستمر في قبول أن لا يكون للمرأة قسمة عادلة. يعني ماذا يقول هذا الإنسان، يتهم القرآن بالظلم أنه ظلم المرأة لما قال: لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِسورة النساء11، ظلم المرأة، طيب والنص هنا لا يمكن يعني التلاعب فيه، يعني واضح ماذا نفعل؟ قال: عندما يستحيل تكيف النص مع العالم الحالي ينبغي العمل على تغييره، خلاص، هذا والكلام نشرته (لونوفيل أوبزر فاتور) الفرنسية في حوار معه.
من آثار ومظاهر الإعراض عن الوحي: وضع النصوص الشرعية رهينة للمنطق البشري القاصر، والعقل البشري القاصر، وهذه حال المدرسة التي تسمى عقلانية أو عقلية التي ظهرت مؤخراً، فمنهم من يرد النصوص رأساً، ومنهم من يرد الأحاديث المخالفة لعلم الحديث والتجارب بزعمه
من آثار ومظاهر الإعراض عن الوحي: وضع النصوص الشرعية رهينة للمنطق البشري القاصر، والعقل البشري القاصر، وهذه حال المدرسة التي تسمى عقلانية أو عقلية التي ظهرت مؤخراً، فمنهم من يرد النصوص رأساً، ومنهم من يرد الأحاديث المخالفة لعلم الحديث والتجارب بزعمه
يقول: إذا خالف العلم الحديث نضرب بالآية والحديث ونأخذ التجربة ونتائج المختبرات والأبحاث.
ومنهم من يطعن في صحة النصوص ولو كانت في البخاري ومسلم، ومنهم من يقول: نعيد تفسيرها، لاحظوا نعيد تفسيرها، ولذلك بعضهم لما جاء على حديث نزول عيسى عليه السلام قال: أنا لا أناقش الحديث من جهة سنده، أنا أناقشه من جهة أنه يتعارض مع العقل. وهذه مصيبة هذا كلام الترابي وأضرابه، هؤلاء يعني هذه من أعظم الأخطار التي تواجه الأمة اليوم ناس قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان الإنسان، النبي صلى الله عليه وسلم حذر منهم وقال: (دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها)[رواه البخاري3606 ومسلم1847]رواه البخاري ومسلم.
ابن القيم رحمه الله وله عبارة يقول: كل من له مسكة من عقل يعلم أن فساد العالم وخرابه إنما نشأ في تقديم الرأي على الوحي، وما استحكم هذا في قلب إلا استحكم هلاكه، خلاص، قال: ولا في أمة إلا فسد أمرها أتم الفساد، قال: فلا إله إلا الله كم نفي بهذه الآراء من حق، وأثبت بها من باطل، وأميت بها من هدي وأحيي بها من ضلالة.
من آثار ونتائج الإعراض عن الوحي:
جعل هذه الحضارة الزائلة وقد ندرك شيئاً من ذلك، جعل هذه الحضارة الزائلة والواقع المادي هو الحكم، ويعني يقول بعضهم: إن الوجود المادي الخارجي هو الحقيقة الثابتة التي يرجع إليها عند الاختلاف، مع أن الله يقول: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُسورة الشورى10، وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاًسورة النساء59. إذن منهم من ينص من المنحرفين على أن الواقع الخارجي القائم هذا هو الأساس، وأنه خلاص إذا تعارض مع الكتاب يبقى هذا الواقع الخارجي هو الفيصل وهو الحجة، مع أن الله يقول: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًاسورة النساء65، لكن هذه نتيجة أيش؟ النظريات المادية الإلحادية، طيب الذين يتبعون دارون وكانت وماركس ولينيين وغيرهم هذه حجتهم.
أيها الإخوة والأخوات نقف وإياكم قليلاً مع هذه الإفادة ثم نعود إليكم بعد قليل إن شاء الله.
من آثار ومظاهر الإعراض عن الوحي اعتقاد أن الشريعة لا تفي بحاجات الناس في هذا العصر وأن أحكامها جامدة وأنها لا تصلح للتطبيق في الواقع المعاصر، وهؤلاء يريدون تنحية الشريعة عن الحكم واستيراد المناهج الغربية والقوانين الوضعية، ولذلك يصابون بالفزع إذا سمعوا أي دعوة لتطبيق الشريعة الإسلامية، بعضهم يقول: إن الشريعة الإسلامية في حالة ركود منذ زمن بعيد ولم تعد تتفق مع الأوضاع الجديدة للحياة، سبحان الله، يعني أيش، تتهمون الله أنه، أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَسورة الملك14، يعني: ألا يعلم ربنا ما سيأتي في الزمان القادم، ألا يعلم ربما ماذا سيستجد من الأحداث والآلات والأوضاع؟ وهؤلاء يقولون: إن التيار الإسلامي الجديد وضع حداً للاستخفاف بتجارب الأمم والشعوب والنظم الحديثة، فإذن هم يقولون: هذه نحتاج إليها، وهذه هي المرجع، وهذه هي الميزان، وكأن يعني كأن ديننا نقص حتى نأخذ بهذه، مع أن الله يقول:الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًاسورة المائدة3.
الإعراض عن الوحي أيها الإخوة يؤدي إلى الابتداع في الدين، لو كان المبتدع يؤمن أن الكتاب والسنة فيهما كفاية، هل كان سيضيف هذه الزيادة اللي هي البدعة بزعمه، قدموا أهواءهم على الشرع، ولذلك السلف كانوا يسمونهم: أهل الأهواء؛ لغلبة الأهواء عليهم، عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: إن أصحاب الرأي أعداء السنة أعيتهم أن يحفظوها وتفلتت منهم فلم يعوها، واستحيوا حين يسألوا أن يقولوا: لا نعلم، أيش النتيجة؟ فعارضوا السنن برأيهم، قال: فإياكم وإياهم.
طيب إذن الرأي المخالف للوحي مرفوض منبوذ مطرح شرعاً مرفوض، من أحدث رأياً ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مردود عليه، والبدعة هذه اللي هي الإضافة على الإسلام وعلى الدين معناه أنه لم يعجبه، يشعر أن الدين في نقص، ثم أيش معناها؟ معناها أنه يعني إما اتهام الله عز وجل بالنقص والعياذ بالله تعالى الله، وأنها فاتت، هذه فاتت، هذا معنى كلام المبتدع، أن هذه فاتت عليه، سبحانه وتعالى لا يفوته شيء ولا يعجزه شيء، أو اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بالخيانة وأنه ما بلغ والآن الرسالة ناقصة! ولذلك الإمام مالك رحمه الله ماذا قال؟ "من أحدث في هذه الأمة شيئاً لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأن الله يقول: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًاسورة المائدة3قال: فما لم يكن يومئذٍ ديناً فلا يكون اليوم ديناً".
وعائشة رضي الله عنها جاء عنها أنها قالت: من حدثك أن محمداً صلى الله عليه وسلم كتم شيئاً مما أنزل الله فقد كذب، والله يقول: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَسورة المائدة67، إذن هذا اتهام للشرع وصاحب الشرع والمبلغ، وماذا عند المبتدع من الحجة استحسان ذوقي؟! استحسان عقلي؟ ولماذا قال الشافعي: "من استحسن فقد شرَّع" هذا المقصود.
وكثير من المبتدعة طلاب دنيا من رئاسة، زعامة، مال.
أظهروا للناس ديناً *** وعلى الدينار داروا
وله صاموا وصلوا *** وله حجوا وزاروا
لو بدا فوق الثريا *** ولهم ريش لطاروا
يعني يلحقوه.
من مظاهر الإعراض عن الوحي الترخص المقيت والتمييع الجافي والتساهل البغيض، وتضرب الأمة بأيدي هؤلاء، أدعياء التجديد والتحديث في المنهج، الذين يزعمون أنه عندهم فهم حديث للكتاب والسنة يتماشى مع الواقع والزمن والحضارات الأخرى، والقوانين المتحدة، أراد بعضهم أن يحذف كل النظام السياسي من الإسلام، ويقول: ما للدين دخل بالعلاقات الدولية والقوانين الدولية، ما له دخل، وبعضهم يقول: الدين ما له دخل بالنظام الاقتصادي، وبعضهم قال: الدين ما له دخل في الحياة العملية، بس في العبادات، المعاملات تبع الغرب والشرق، العبادات تبع القرآن والسنة، ولذلك ينصون في كلامهم على مثل هذا أن شؤون الاقتصاد والسياسة والإدارة والحرب، إلى آخر هذا لا تتدخل فيه الشريعة، والله قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةًسورة البقرة208، يعني: خذوا جميع عرى الإسلام، وقال: وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌسورة النساء125، والله قال: وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىسورة لقمان22، وهؤلاء ما سلموا ولا استسلموا، هم يعارضون أحكام في الشرع وردت، ماذا يوجد في سورة التوبة مثلاً أحكام المهادنات والمعاهدات والموادعات مع غير المسلمين، هذه أليست سياسة دولية؟
من آثار ومظاهر ترك الوحي أو الإعراض عنه ترك بعض الكتاب والسنة إذا كانت تتعارض مع المصالح الشخصية، فوت عليه منافع، مثلاً بعض البيوع المحرمة ممكن هو يكسب منها فيقول: لا، ليست بحرام، القروض الربوية له فيها مصلحة ليست بحرام؛ ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام لما قال: (يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ من المال أمن حلال أم من حرام)[رواه البخاري2059]هو المقصود عنده أنه يستفيد بس بالحلال بالحرام المهم أنه يزيد الرصيد، يزيد الرصيد بس.
ويعني النبي صلى الله عليه وسلم علمنا السمع والطاعة، علمنا الطواعية لله عز وجل، علمنا أن نأخذ الأوامر الإلهية على الرأس والعين، والصحابة قالوا: طواعية الله ورسوله أنفع لنا.
فالوحي من الكتاب والسنة لا سبيل إلى مقابلته إلا بالسمع والطاعة والإذعان والقبول، ما لنا يعني: ما عندنا مجال آخر، ما كان لهم الخيرة، وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًاسورة الأحزاب36، خلاص لا يليق بمن اتصف بالإيمان إلا الإسراع في مرضات الله ورسوله، إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًاأي أمر من الأمور، أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُيعني: الاختيار يفعلون أو لا يفعلون، لا، بل المؤمن والمؤمنة يعلمان أنهما ملزمان بالطاعة والامتثال.
من آثار أيضاً الإعراض عن الوحي التقديم بين يدي الله ورسوله، كالواحد يقترح على الله، ومن أصول الإيمان أن لا يتقدم الإنسان على الشرع لا برأيه ولا بقوله، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِسورة الحجرات1، والتقدم بين يدي سنته بعد وفاته مثل التقدم بين يديه في حياته، لا فرق، أيش معنى الآية؟ لا تقولوا حتى يقول ولا تأمروا حتى يأمر، ولا تفتوا حتى يفتي ولا تقطعوا أمراً حتى يكون هو الذي يحكم فيه ويقضي، لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة، لا تعجلوا بقول ولا فعل قبل أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يفعل، إذا كان رفع الصوت فوق صوته عليه الصلاة والسلام سبب حبوط العمل كما في الآية التي بعدها فكيف بتقديم الرأي والعقل والذوق والعادات على كلامه صلى الله عليه وسلم أليس هذا أولى بأن يكون محبطاً للعمل؟ إذا كان مجرد الصوت يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَسورة الحجرات2، لمجرد رفع الصوت سبب حبوط العمل، طيب كيف تقديم الرأي الشخصي على الآية والحديث؟ أليس أولى بإحباط العمل، من الذين كانوا يعرفون بمعارضة الوحي، وتقديم عقولهم على الكتاب والسنة في وقت حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟ المنافقون. وهؤلاء امتداد لأولئك.
المعتصمون بالكتاب والسنة، النصوص أجل في صدورهم من أن يقدموا عليها رأياً أو بحثاً أو خيالاً أو كلاماً أو فلسفة أو قانوناً، أو واقعاً
المعتصمون بالكتاب والسنة، النصوص أجل في صدورهم من أن يقدموا عليها رأياً أو بحثاً أو خيالاً أو كلاماً أو فلسفة أو قانوناً، أو واقعاً
، يعني الحميدي رحمه الله يقول: "كنا عند الشافعي فأتاه رجل فسأله عن مسألة فقال الشافعي: قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فقال الرجل للشافعي: ما تقول أنت؟ فقال الشافعي: سبحان الله تراني في كنيسة، تراني في بيعة، ترى على وسطي زناراً - اللي يلبسه أهل الذمة، علامة أهل الذمة- أقول لك قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت تقول: ما تقول أنت؟" يعني هو يقول له: أيش بقي بعد كلام الله وكلام رسوله؟ هذه الآية والحديث، وتقول: أيش تقول أنت.
سأله رجل عن مسألة فقال: "يروى فيها كذا وكذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له السائل: يا أبا عبد الله أتقول به؟ قال: فرأيت الشافعي أرعد وانتفض، قال: يا هذا أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث فلم أقل به، نعم على السمع والبصر، نعم على السمع والبصر" يعني على الرأس والعين.
من آثار الإعراض عن الوحي محاولة الخلط بين الدين الحق والأديان المحرفة، فيصير عند الواحد يعني الأديان الأخرى يقول: كلها حق، كلها أديان سماوية، كلهم خير وكلهم بركة، سبحان الله هذه عقيدة التثليث، اليهود، يعني اليهودية الذين قالوا: يد الله مغلولة، وإن الله فقير ونحن أغنياء، والنصارى الذين قالوا: تزوج مريم وأنجب عيسى ولله ولد، هذا والإسلام كله سواء، الذين يعبدون بوذا أو يعبدون البقر أو يعبدون الحجر ويعبدون الشجر أو يعبدون الشمس ويعبدون القمر، هل هم سواء ورب البشر؟! فإذن الذين يقولون: الموسوية والعيسوية والمحمدية تقريب الأديان، تقرب أيش من أيش؟ هذا باطل وهذا حق، كيف تريد التقريب؟ أنت تجمعهم على أيش؟ هذه ما تنجمع أصلاً، هذا هدم للدين، هذا هدم للتوحيد، وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُسورة آل عمران85، ولذلك كلام علماءنا الثقات في وحدة الأديان والتقريب بين الأديان، أنه كله باطل وكفر، كفر، وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاءسورة النساء89، إلغاء الفوارق بين الإسلام والأديان الأخرى هذا باطل منكر كفر، خروج عن الملة، ثم خلاص إبطال الولاء والبراء والجهاد، وخلاص ليش الجهاد إذا كان خلاص كله سواء، ليش الجهاد، تجاهد ليه؟ والبراءة من أيش خلاص ما بقي أحد يتبرأ منه، ولا بقي دين ولا ملة كله صح.
وكذلك من آثار الإعراض عن الوحي مناقضة صريح الكتاب والسنة بالدعوة إلى المساواة، المساواة بين المسلم وغير المسلم، بين الذكر والأنثى، بين، يعني أشياء فرقت الشريعة بينها، وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ * وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ * وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ * وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُسورة فاطر19-22، وليس الذكر كالأنثى، وليس الإسلام مثل الكفر، والشرك ما هو مثل التوحيد، والسنة ما هي مثل البدعة، والحق ما هو مثل الباطل، فبعضهم يريد التسوية وإعطاء موازين واحدة لها، ويقولوا: خلاص، مجتمع مدني، كل الطوائف والفئات، كلها سواء، سواسية، ترى شوف إذا قلت: سواسية يعني دية المسلم ودية غير المسلم سواء، صح، ترضى بهذا؟ فإذن الشرع أصلاً فرق بينهم، حتى الأنثى المسلمة والذكر المسلم ليسوا سواء، ليسا سواء في الدية، ليسا سواء، فكيف تريد أن تسوي بين المسلم والكافر، أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَسورة القلم35-36.
ثم يعني جعل الأديان سواء خلاص أن واحد إذا خرج من الإسلام ودخل في دين آخر لا يلام، ليس عليه تثريب، كل الأديان صح! إذن أين قول الله عز وجل: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِسورة آل عمران110، وأين قول الله عز وجل: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُسورة آل عمران85، أين هو؟ لماذا حارب النبي صلى الله عليه وسلم قريشاً إذن كان تركهم على دينهم، لماذا؟.
ومن النتائج أيضاً التقليد الأعمى لأعداء المسلمين والغرب والشرق، الاستيراد، التقليد والتبعية والإعجاب والتشبه، التشبه هذا نتائج البعد عن الوحي.
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا رشدنا ويقينا شر أنفسنا، ويرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه. ونسأله أن يحيينا مؤمنين ويتوفانا مسلمين ويلحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين.
أستودعكم الله أيها الإخوة والأخوات، إلى لقاءنا قادم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.