السبت 4 ذو القعدة 1445 هـ :: 11 مايو 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

تسكين المخاوف


عناصر المادة
نعمة الإيمان
ظاهرة الخوف والقلق
واجب أهل العلم نحو مخاوف الناس
قصة موسى عليه السلام وما فيها من تسكين المخاوف
ذكر الله من وسائل تسكين الفزع
الإلحاح على الله بالدعاء سبب لزوال الخوف
الإيمان والتوحيد سبب في إزالة الخوف
الإيمان بالقضاء والقدر من أسباب زوال الخوف
الحذر من نشر الشائعات والتخويف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مرحباً بكم أيها الأخوة والأخوات، حياكم الله جميعاً.

نعمة الإيمان

00:01:14

الإيمان وما أدراكم ما الإيمان، نعمة عظيمة من الرحمن، به تسكن قلوب الخائفين، وبه ينبعث الأمل وتطمئن قلوب الفزعين، إنه سكينة للروح وسعادة للنفس، ومهما تعددت المخاوف، وتسارعت الأحداث، مهما عم القلق والاضطراب، مهما اختل ما في النفس من الشعور بعدم الاستقرار مهما رجف الفؤاد وارتفع مؤشر القلق والخوف من المصير المجهول وما تخبئه الأيام فإن الإيمان هو العلاج والله وإنا الهرب إلى الله هو الملجأ والمفزع، إن صدق اللجوء إلى الله هو الحل.

ظاهرة الخوف والقلق

00:02:36

تعتور الناس مخاوف متعددة بأسباب كثيرة، دعونا نقف على بعض هذه المخاوف وعلى مباعثها وأسبابها.

إذاً أيها الإخوة والأخوات هناك أسباب كثيرة للخوف، هناك أمور عدة تبعث على القلق، ونريد أن نعالج هذه القضية الناس تعاني من أسباب كثيرة للخوف، هناك عدة أمور تبعث على انشغال الذهن من شيء مجهول، من شيء متوقع، والحل هو الإيمان، قال الله سبحانه وتعالى: ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَاالتوبة:40، لما استوحش الصديق خوفاً مما يمكن أن يقع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهدئاً من قلق صاحبه:(ما ظنك باثنين الله ثالثهما)[رواه البخاري4663 ومسلم2381]وهكذا زال القلق، كان نبينا صلى الله عليه وسلم حريصاً على دفع الخوف والروع عن المسلمين في صحيح البخاري: "فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق الناس قِبل الصوت فاستقبلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سبق الناس إلى الصوت وهو يقول: (لن تراعوا، لن تراعوا)، وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج في عنقه سيف فقال: (لقد وجدته بحراً أو إنه لبحر)[رواه البخاري3066]، إنه فرس سريع، ذهب النبي عليه الصلاة والسلام مباشرة إلى مصدر الصوت وتأكد الخبر وعرف أنه ليس من سبب للقلق فهدأ مخاوف الناس وهو يقول لهم: (لن تراعوا، لن تراعوا)، السكينة، السكينة التي تنزل بسبب الإيمان، يقول بعض الناس: كيف لا نخاف؟ كيف نطرد عنا المخاوف وأسباب القلق، إذا حصل لنا رعب، إذا حصل لنا اضطراب، إذا حصل لنا خشية شيء متوقع، ماذا نفعل؟ وما الذي يحل المشكلة؟ هذا كله مكانه في الفؤاد، هذا كله مستودعه هذه النفس فما الذي يسكنها، ما الذي يطمئن القلب أيها الإخوة والأخوات، الله سبحانه وتعالى جعل لنا سكناً، السكينة اطمئنان النفس واستقرارها وعدم الخوف.

واجب أهل العلم نحو مخاوف الناس

00:07:33

والواجب على أهل العلم السعي لتسكين مخاوف الناس وإشعارهم بالطمأنينة ونشر الهدوء بينهم

الواجب على أهل العلم السعي لتسكين مخاوف الناس وإشعارهم بالطمأنينة ونشر الهدوء بينهم

وخصوصاً عند تغير الأحوال واضطراب الأمور مع الحيطة والحذر ونشر التفاؤل بقرب الفرج وزوال الغمة، والله سبحانه وتعالى ذكر النهي عن الخوف في كتابه مقروناً بما يوجب الطمأنينة، الملائكة قالت لإبراهيم عليه السلام: لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍهود:70، الله قال لموسى لما ألقى عصاه انقلبت ثعباناً عظيماً: خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَىطه:21، لما خشي موسى عليه السلام من أن يروج كيد السحرة لما ألقوا حبالهم وعصيهم على الناس فيتبعوهم: قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَىطه:68، وكان هذا المشهد قد حدث لموسى عليه السلام من جراء رميه للعصا في أول بعثته، أول ما ناداه الله بالوادي المقدس بطوى قال له: ألق عصاك، لما قال له: إِنَّنِي أَنَا اللَّهُطه:14، وعرفه بنفسه وأخبره بإرساله إلى فرعون، وأن معه آيات منها هذه العصا، وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَطه:18، ثم إن الله عز وجل قال: ألقها فلما ألقاها وانقلبت ثعباناً عظيماً، ماذا حدث لموسى عليه السلام؟ قال الله: فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْماذا قال الله؟يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَالنمل:10، كذلك ماذا حدث لداود عليه السلام لما دخلت عليه الملائكة، دخلت عليه يعني لا حجاب ولا حراس وقفوا في طريقهم تسوروا المحراب فوجئ بهم والملائكة تدخل أي مكان تريد بأمر الله إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْص:22، فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةًالذاريات:28، في قصة إبراهيم، ماذا قالت الملائكة؟ لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍالذاريات:28، إذاً: لا تخف هذه قضية التطمين ويكون بعدها تبشير بشيء يذهب الروعة مرة: إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَالنمل:10، وأخبره أنه سيرسله وأنه يكون له نبياً، ومرة: وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍالذاريات:28، كان شرح قضية من القضايا كابتلاء واختبار لداود عليه السلام خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍص:22،  والخوف أيها الإخوة والأخوات غالباً لا يحصل باختيار العبد يهجم عليه، ولما قال الله لموسى: وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَىطه:21، هذا النهي لا تخاف مقرون بخبر سنعيدها سيرتها الأولى ستعود عصى كما كانت، لما ألقوا حبالهم وعصيهم جاء النهي عن الخوف مقروناً ببشارة فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَىطه:68، أنت منصور لا تُغلب، أنت أعلى منهم، ولذلك النهي عن الخوف كان مقروناً بضده مقروناً بما يوجد زواله، يقول النبي عليه الصلاة والسلام لأبي بكر في الغار: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَاالتوبة:40، فهذه مقرونة بهذه، نهى عن الحزن مقروناً بما يوجب زواله، وكذلك نلاحظ هذا درس لنا جميعاً إذا جاءنا شخص فزع خائف مضطرب يرتجف أول شيء نزيل المخاوف، نسكن الخائف، نطمئن القلق المضطرب الفزع، لا تخف، لا تخف، كلمة عجيبة ومتكررة في القرآن في القصص النبوية، موسى لما خرج من مصر خرج من بلدة فرعون فخرج منها خائفاً يترقب خائفاً ذهب إلى مدين وهو خائف كان في البداية لا يعرف الطريق قال: عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِالقصص:22، وهداه لله الطريق ووصل إلى مدين فعلاً، لكن وصل حافياً خائفاً جائعاً منهكاً، بالرغم من هذا فعل فعل أهل المروءات وسقى للمرأتين كل القطيع، كل الغنم، وذهبتا إلى أبيهما وأخبرتاه بالقصة وأرسل إحداهما لتأتي بموسى عليه السلام إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَاالقصص:25، أنا دعوتي لك دعوة واضحة بريئة، القضية أن أبي يريد أن يعطيك أجرة ما عملته، فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَالقصص:25، وقال كان من خبري في بلدي كذا كذا، وقتل منهم نفساً كذا، وجاءني النذير أنهم عزموا على قتلي، وهربت مباشرة بما عليّ من الثياب، أول شيء فعله الرجل الصالح أيها الإخوة والأخوات ما هو؟ التطمين، لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَالقصص:25، لا تخف، والله عز وجل قال للمؤمنين في أحد: وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَآل عمران:139، ولما نزل الله الملائكة يوم بدر: وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِآل عمران:126، الملائكة تتنزل طمأنة لقلوب من؟ لقلوب المؤمنين، الله يؤيد ملائكته عباده ولما نقول: الإيمان ثم الإيمان ثم الإيمان؛ لأن الإيمان أيها الأخوات والإخوان هو الوسيلة وهو سبب نزول الملائكة لطمأنة القلوب قلوب أهل الإيمان.

قصة موسى عليه السلام وما فيها من تسكين المخاوف

00:16:15

من القصص العجيبة التي كان فيها الخوف في عدد من مواطنها قصة موسى عليه السلام، بدءاً من خوف أمه عليه، ولما كان فرعون يرسل في بني إسرائيل من يقتلهم وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَالقصص:7، إذا خفتِ عليه من أحد من هؤلاء جنود فرعون ومعهم الشفار ليذبحوا ولدك، إذا أحسست بأحد منهم أنه على وشك الوصول والدخول فألقيه في اليم في التابوت في اليم في نيل مصر، قال الله لها: وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَالقصص:7، فبشرها أنه سيرده إليها وأنه سيكبر ويسلم من كيدهم ويكون رسولاً من عند الله، بشارة عظيمة، هذا يسكن روعها ويطمأن قلبها وإذا خافت عليه فعلت ما أمرها به ربها وألقت في اليم ولدها وهكذا رده الله إليها وجعله رسولا، وجعله الغالب، موسى غلب فرعون، قلنا خوف أمه عليه، وقلنا: فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَالقصص:21، كان يتوقع القتل ودعا الله أن ينجيه، ولذلك من أهم الأشياء التي ينبغي أن يفعلها الخائف والخائفة الدعاء بالنجاة، نجني، نحن إذا خفنا يوم القيامة نسأل الله النجاة فيه، امرأة فرعون تخاف من بطش فرعون ولذلك قالت: وَنَجِّنِي مِنَ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِالتحريم:11، فنجني من شره ونجني من كفره، في قصة موسى أيضاً: فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَالقصص:25، قاله مسكناً لروعه، جابراً لقلبه، لا تخف ليذهب عنك الخوف الله نجاك منهم، نجوت من القوم الظالمين، وصلت إلى محلنا، ليس لهم عليه سلطان، لا يصلون إليك، فإذاً نحن ينبغي أن يكون لنا موقف من الخائفين أن نسكن من روعهم لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَالقصص:25، طب نفساً وقر عيناً فقد خرجت من مملكتهم فلا حكم لهم في بلادنا هذا معنى كلام الرجل الصالح لما قال لموسى: نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَالقصص:25، في قصة موسى أيضاً إرشاد إلى طريقة لإذهاب الخوف، قال الله لموسى إذا واجه أي موقف مخيف وفرعون كله بطش وجبروت وطغيان، جنود  وهيلمان، شيء مخيف ومرعب من الذي يقوى على مواجهته، قال الله لموسى: اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَالقصص:32، قال ابن عباس: اضمم يدك إلى صدرك ليذهب عنك الخوف، وقال مجاهد: كل من فزع فضم جناحه أي يده إليه ذهب عنه الروع، قال ابن كثير: وربما إذا استعمل أحد ذلك على سبيل الاقتداء فوضع يده على فؤاده فإنه يزول عنه ما يجده أو يخف إن شاء الله، كما ذكره في تفسير سورة القصص، في موقف آخر في قصة موسى عليه السلام مع قومه بني إسرائيل كان في خوف فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِالشعراء:61، لحق فرعون وجنوده بموسى وقومه فكانت المسافة تقترب شيئاً فشيئاً، حتى صار أمام بني إسرائيل البحر، فرعون وجنوده يقتربون منهم شيئاً فشيئاً فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِالشعراء:62، قضية المعية إذاً أيها الإخوة والأخوات، هذا الإيمان بمعية الرحمن فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ *وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَالشعراء:66، لما اشتد الكرب بموسى عليه السلام لجأ إلى الله واعتصم بحماه فنجاه من فرعون وطغيانه.

ذكر الله من وسائل تسكين الفزع

00:22:56

 من الوسائل العظيمة يا إخواني ويا أخواتي في تسكين الفزع والخوف ذكر الله أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُالرعد:28، بالقرآن رأس ذكر الله، أذكار الصباح والمساء، التحميد والتكبير والتهليل والتسبيح، أذكار الدخول والخروج ذكر الله على كل حال الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُالرعد:28؛ لأن الله على كل شيء قدير؛ لأن الله قادر على إنقاذك؛ لأن الله قادر على تخليصك، فأنت تذكره باستمرار وتلهج بذكره، إذاً: ذكر الله يذهب المخاوف عن القلب، له تأثير عجيب في حصول الأمن وزوال الخوف ومن جرب هذا عرف معناه، ذكر الله يعني يأتي بالسكينة (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)[رواه مسلم 2699]، يا جماعة! إن هنالك صلاة خاصة اسمها صلاة الخوف، إذاً: من الأشياء التي تسكن الخوف الصلاة فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْالنساء:103، خص الذكر بعد صلاة الخوف بفوائد، أن الخوف يوجب قلق القلب وهو مظنة لضعفه وإذا ضعف القلب ضعف البدن عن المقاومة فالإكثار من الذكر يقوي القلب،

الخوف يوجب قلق القلب وهو مظنة لضعفه وإذا ضعف القلب ضعف البدن عن المقاومة فالإكثار من الذكر يقوي القلب

الصلاة وبعدها الذكر صبر وثبات وسبب للفلاح والظفر، فالصلاة عموماً، يعني: إذا فزع من شيء إذا كربه أمر، إذا فزع من أمر صلى، هذا من أسباب زوال الخوف الصلاة، الصلاة ما أعظمها! طيب هذه آيات القرآن كثيرة ومنها آيات كما يقول ابن القيم رحمه الله آيات السكينة، ما هي آيات السكينة التي لها مفعول في مثل هذه الأحوال، قال ابن القيم رحمه الله ذكر الله السكينة في كتابه في ستة مواضع:

الأول: قوله: وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْالبقرة:248.

الثاني: قوله تعالى: ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَالتوبة:26.

الثالث: قوله تعالى: إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَاالتوبة:40.

الرابع: قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًاالفتح:4.

الخامس: قوله: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًاالفتح:18.

السادس: قوله تعالى: إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَالفتح:26، ابن القيم ينقل أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يعني حصلت له وقعة عظيمة  وكان في مرض وفي حال من الضعف وتكالب عليه من تكالب، قال: لما اشتد عليه الأمر، قلت لأقاربي ومن حولي: اقرؤوا آيات السكينة عليّ، قال: ثم أقلع عني ذلك الحال وجلست وما بي قلبة.

الإلحاح على الله بالدعاء سبب لزوال الخوف

00:27:13

الإلحاح على الله بالدعاء سبب آخر لزوال الخوف وأن العبد يطلب من ربه التأمين آمنهم من خوف الله عز وجل آمن قريشاً من الخوف وكان أبرهة قد جاءهم بقضه وقضيضه وجيشه وفيله، الدعاء في الثلث الأخير في حال السجود، بين الأذانين، عند نزول المطر، في السفر، والإكثار من دعاء ذي النون لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَالأنبياء:87، هناك علاجات نفسية لهذا الموضوع ولعلنا نطلع على شيء من ذلك أيضاً نكمل به الكلام ثم نعود إليكم.

إذاً: أيها الإخوة والأخوات كان هذا بعض ما لدى المتخصصين النفسانيين في هذا الموضوع، وهي إجراءات الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها.

الإيمان والتوحيد سبب في إزالة الخوف

00:34:28

ويبقى رأس العلاج هو الإيمان الموجود عند صاحبه أصلاً

ويبقى رأس العلاج هو الإيمان الموجود عند صاحبه أصلاً

، يعني: تعرض إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا كنت أنت في حال الرخاء مقبلاً على الله، الله عز وجل يصرف عنك الخوف يصرف عنك الخوف سبحانه وتعالى، والتقوى من ثمارتها استقرار النفس وذهاب الخوف فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم، لما نشتغل بالتقوى والإصلاح لما يأتي سبب للخوف الله يجنبنا إياه، والعبادة في الهرج تساعد على تسكين القلب وأجرها عظيم؛ لأن جمع القلب في وقت التفرق هذا معناه أن صلة العبد بربه قوية جداً،

جمع القلب في وقت التفرق هذا معناه أن صلة العبد بربه قوية جداً

ولما نقول التوحيد ونبذ الشرك وأثر التوحيد العظيم وأن الشرك خطير نتذكر قول الله في موضوعنا هذا: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَالأنعام:82، الموحدون الذين لم يشركوا بالله لا شركاً أكبر ولا شركاً أصغر ولا شركاً خفياً أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَالأنعام:82، الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍالأنعام:82، الصحابة ظنوا في البداية أن الظلم المعصية، قالوا: "وأينا يا رسول الله لم يلبس إيمانه بظلم"، قالوا: ليس منا أحد إلا ووقع منه معصية، قال: (ذلك الشرك ألم تسمعوا قول العبد الصالح: إن الشرك لظلم عظيم)[رواه البخاري 3429]، والظلم الرافع للأمن هو الشرك، وهو الذي يبعد الهداية، وكذلك فإن الأمن في الدنيا والآخرة يحصل لمن سلك الصراط المستقيم وثبت على توحيد الرحمن الرحيم ولم يشرك بالله العلي العظيم.

الإيمان بالقضاء والقدر من أسباب زوال الخوف

00:36:55

 وهناك أيضاً أيها الإخوة والأخوات عامل مهم جداً من العوامل وهو الإيمان بالقضاء والقدر، مهما صار وتقلبت الأحوال وحصلت المخاوف واشتدت الأمور وادلهمت الخطوب في الأخير لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، نحن مؤمنون نؤمن بقضاء الله وقدره، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، لن يصيب العبد إلا قدر له إن خيراً فخير وإن شراً فشر:

أي يومي من الموت أفر   يوم لا قدر أم يوم قدر

 القدر حاصل حاصل، في كلام لابن القيم جميل في قضية حسم مادة الخوف يقول: والذي يحسم مادة الخوف هو التسليم لله فإن من سلم لله واستسلم له وعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه وعلم أنه لن يصيبه إلا ما كُتب له لم يبق لخوف المخلوقين في قلبه موضع فإن نفسه التي يخاف عليها قد سلمها إلى وليها ومولاها، وعلم أنه لا يصيبها إلا ما كتب لها، وأن ما كتب لها لابد أن يصيبها فلا معنى للخوف من غير الله بوجه من الوجوه، قال: وفي التسليم أيضاً فائدة لطيفة وهي أنه إذا سلمها الله فقد أودعها عنده وأحرزها في حرزه وجعلها تحت كنفه فلا تنالها يد عدو ولا بغي باغٍ، ثم ينبغي أن نسأل أنفسنا ونكون صرحاء هل عندنا توكل على الله حقيقي في الحسبان؟ هل عندنا توكل على الله حتى إذا جاءت المخاوف يعني دفعناها، هل عندنا توكل على الله أن نحقق به طمأنينة: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُآل عمران:175، يعني: يخوفكم بأوليائه فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَآل عمران:175، بعض الناس يخاف من المخلوق أكثر من الخالق، لماذا؟ أليس هذا مخلوق؟! أليس هذا مربوب؟ أليس الله سبحانه وتعالى متسلط عليه عز وجل يتحكم فيه؟! أليست ناصيته بيد الله مهما كان هذا المخلوق؟! والحديث لما يقول: (واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطأك)[رواه الطبراني4940]، معناها أن القلب عنده يقين بقضاء الله السابق والقدر الماضي والمكتوب في اللوح المحفوظ فيرضى ويسلم، ماذا سيفعل؟ شيء كتب وانتهى، ماذا ستفعل؟ أنت تأخذ بالأسباب نعم، وتبتعد عن الخطر نعم، وتحاول اجتناب يعني أن تتقي شر صاحب الشر نعم، لكن إذا فعلت كل ما عليك بعد ذلك ليس لك إلا أنك تسلم وشيء مكتوب، قيل لحكيم: لو سددنا على رجل باب بيت وتركناه فيه من يأتيه رزقه؟ قال: من حيث يأتيه أجله، إذاً: لابد أن نبذل الأسباب ونتوكل على الله عز وجل، وهناك سبب آخر الصبر على البلاء بعد الرضا بالقضاء مهم، استحضار حقيقة الابتلاء وأنه سنة ربانية وأنه اقتضاء حكمة الله، وأنه طبيعة هذه الدنيا بالامتحان، وأن الله يبتلي بالفقر والمرض والخوف ونقص الأموال والأنفس والثمرات إلى آخر ولها فوائد، النبي عليه الصلاة والسلام قال: (أخفت في الله، وما يخاف أحد)[رواه الترمذي 2472 وصححه الألباني]، يعني: ما في واحد ابتلي بالخوف مثل النبي عليه الصلاة والسلام خوفوه وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِالزمر:36، (أوذيت في الله وما يؤذى أحد، وأخفت في الله وما يخاف أحد)[رواه الترمذي 2472 وصححه الألباني]، ما في واحد أصيب بهذا مثل النبي عليه الصلاة والسلام ومع ذلك صمد لك فيه أسوة وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍالشورى:30، يا أخي لو حصل لك خوف ترى هو كفارة، يعني: أفرض جاءك خوف تزلزل كيانك اضطربت أوصالك، وعم القلق قلبك، قال تعالى: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِآل عمران:186، ولو أصابك شيء من نقص في الثمرات والأنفس والأموال قل: إن لله وإنا إليه راجعون؛ لأنك إذا قلتها مؤمناً موقناً،أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَالبقرة:157، ثم يا إخوان المؤمن يخوف لكن عنده وعد من الله وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَالنور:55، هذه قضية الإيمان فتبقى هي الأساس.

إذاً: أيها الإخوة سيبقى الإيمان سلاح الإنسان لمواجهة الخوف والطغيان إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًاآل عمران:120، الصبر والتقوى، وإذا رجونا من الله ذهاب الخوف سيذهبه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْمحمد:7، وهذا وعد من الله سبحانه وتعالى فلابد أن ننصره، نصره بماذا؟ بالعمل بدينه، بالدفاع عن دينه، بالدعوة إلى دينه، بإعلاء كلمته، هذه نصرة الله، أن تعلن كلمته يا عبد الله، أعلِ كلمة الله أعلنها، ادع إليها، مر بها، وانه عن ضدها، وعن المنكرات، إذا صدقنا في اللجوء إلى الله والله العظيم لا الشرق ولا الغرب ولا الشمال ولا الجنوب يخيفنا، أشياء يفاجئ الله بها العالم، أمر كوني نزل من السموات وزلزل الأرض وآتاهم من حيث لا يحتسبون، وفاجأهم، تدبير العزيز الحكيم، يا إخواني ويا أخواتي لا ترهبنا قوة الكفار، الله قال: فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواالحشر:2، وهذا ليس مرة هذا كثير في تاريخ الإسلام فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواالحشر:2، وإذا لجأنا إلى الله مخلصين ونصرناه حقيقة وسعينا في إعلاء كلمته وتوكلنا عليه وأنزلنا به حاجتنا، ولجأنا إليه ودعوناه، وذكرناه وتلونا كلامه، فإنه لا يخذلنا، وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَالبقرة:216،  يا أخي فوض أمرك لربك، لن يتخلى عنك ما دام لجأت إليه وهو كريم وبابه مفتوح ووعد بالإجابة اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِالشورى:19.

الحذر من نشر الشائعات والتخويف

00:48:05

احذر أن تكون مقوياً لإرسال الشائعات وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِالنساء:83، يا أخي لا تنشر، بعض الناس رسائل جوال على رسائل بريد إلكتروني، ينشرون بين الناس إرجافات وشائعات وتخويفات أصلاً حتى لو أنك عثرت على شيء يخيف المفروض أن تكتمها، سليمان قال للهدهد سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَالنمل:27، فإذاً: ما تنشر أنت حتى النبي عليه الصلاة والسلام لما جاءه خبر أن بني قريظة نقضوا العهد بعث سعد بن معاذ سيد الأوس وسعد بن عبادة سيد الخزرج، وعبد الله بن رواحة، وخوات بن جبير، لبني قريظة حتى يأتوا بالخبر، ومشهور في السيرة أنه قال لهم: (ألحنوا لي لحناً أعرفه ولا تفتوا في أعضاد المسلمين)[الروض الأنف 6/205]ولذلك أيها الإخوة والأخوات الوصية: لا تفتوا في أعضاد المسلمين، لا تنشروا أخباراً فيها إرجاف وتخويف وزلزلة للمجتمع المسلم هذه من الوصايا العظيمة التي تقال في معرض الحديث عن وسائل مواجهة الخوف والقلق والاضطراب.

نسأل الله عز وجل أن ينزل في قلوبنا الأمن والإيمان، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا في خير وأن يعافينا، وأن ينقذنا وينجينا من كل شر وفتنة وبلية وخطر، ونسأله عز وجل أن يحيينا مؤمنين وأن يتوفانا مسلمين، وأن يلحقنا بالصالحين.

أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

1 - رواه البخاري4663 ومسلم2381
2 - رواه البخاري3066
3 - رواه مسلم 2699
4 - رواه البخاري 3429
5 - رواه الطبراني4940
6 - رواه الترمذي 2472 وصححه الألباني
7 - رواه الترمذي 2472 وصححه الألباني
8 - الروض الأنف 6/205