الثلاثاء 7 ذو القعدة 1445 هـ :: 14 مايو 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

هوس التسوق


عناصر المادة
ظاهرة التسوق:
علامات الإدمان في التسوق:
حال السلف عند دخول السوق:
آداب دخول السوق:
خطوات التسوق السليم:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ظاهرة التسوق:

00:01:07

فمما لا يخفى على أحد أن التسوق صار اليوم من أكثر الأشياء التي تستقطب الناس من كافة الفئات والمستويات، ويتسابقون في استعراض أخبار الأسواق والبضائع وأحدث الماركات ونتيجة الإعلانات المتتالية التي صارت تبهر الناس وتسيرهم، تخفيضات، تنزيلات، تصفيات، أصبح هذا الهوس في التسوق المحموم، أخبار افتتاحات المجمعات الجديدة ومهرجانات التسويق والجوائز في المراكز التجارية، والإعلانات المثيرة، والدعايات الجذابة والمسابقات المغرية، والحافز المشجعة، إننا اليوم في عصر المولات والبلازا والهايبر ماركت، أسماء وألقاب كلها تدل على الأسواق العظيمة الشاملة التي انتشرت انتشاراً واسعاً وتقاربت تقارباً بيناً، ونحن نعرف أن السوق أمر لا بد منه للإنسان، وأن أهميته بالغة له فهو موضع بيعه وشرائه وكسبه ومعاشه، ولكن التسوق اليوم لم يعد قاصراً على البيع والشراء بل صار هواية يمارسها كثير من الناس، ولا يمر يوم أو يومان إلا وهو في السوق، وقد ساعد على هذا الإقبال ما تميزت به هذه الأسواق من سبل الراحة التي تغري للإتيان، وهذه الهايبر ماركت تضم عشرات المحلات التجارية، وهذه الأسواق الكبيرة تحتوي على أماكن للترفيه والترويح، وكذلك مطاعم ومقاهي وحدائق ومعارض وصالات لألعاب الأطفال، وصارت كثير من العائلات تقضي أوقات نهاية الأسبوع فيها، هذه التجهيزات الحديثة وهذا التكييف وهذه الفخامة الموجودة فيها مغرية، ومحلات تجارية تغطي كافة الاحتياجات والأذواق، وشاعت قضية متعة التسوق، أو فن التسوق، وتحولت سياسة التسوق من التسوق في شارع مفتوح إلى التسوق في مكان كبير يضم جميع أنواع المحلات، وعندما نتأمل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان: (لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب ويتقارب الأسواق)[رواه أحمد10346]رواه الإمام أحمد وهو حديث صحيح، نعرف من قوله: (ويتقارب الأسواق) على ضوء الواقع أن هنالك شرطاً من أشراط الساعة قد انبطق، بين كل سوقين يوجد سوق، وفي كبرها واتصال بعضها ببعض وسرعة معرفة ما في الأسواق في أنحاء العالم من الأسعار والسلع وقد صار التسوق على شبكة الإنترنت، هذا شرط من أشراط الساعة قد انطبق بجلاء في هذا العصر، وقد كثرت العروض التي ترغب المتسوقين بأساليب متباينة، مثلاً اشتري واحدة واحصل على الثانية مجاناً، كل شيء بعشرة، كل شيء بخمسة، وإغراءات وسحب على جوائز، وقد يشتري، يذهب لشراء صابونه فيخرج بأكياس لم تكن في الحسبان، هذه العملية مدروسة نفسياً والتأثير النفسي لحمل الناس على الشراء أمر نتيجة هذه الأبحاث وعمليات التسوق الحديثة وصار الواحد يدفع أمامه عربات تنوب المشتريات أحياناً لا يحتاج إليها، وتتكدس وتنتهي صلاحيتها، وترمى وهو لم يستعملها مرة واحدة، تؤكد الدراسات أن خمسة وعشرين في المائة من السلع التي يشتريها المتسوق في بلادنا ترمى في النفايات، فصار هنالك إذاً إدمان التسوق وهذا ما سنتكلم عنه بعد قليل.

إدمان التسوق إذاً أيها الأخوة صار ظاهرة الآن ولا بد من بحث المسألة من الناحية الشرعية ومعرفة ما هي التوجيهات الشرعية في هذا الموضوع، هل الظاهرة هذه التي نشهدها صحيحة، قضية إدمان التسوق موجودة طبعاً في بلاد الغرب بشكل واضح، هناك من يرتاد الأسواق بشكل يومي، في بريطانيا مثلاً يوجد ثمانمائة ألف مدمن تسوق، في أمريكا ثلاثة ونصف مليون مدمن تسوق.

علامات الإدمان في التسوق:

00:06:08

قالوا عن علامات الإدمان في التسوق: التبذير والإفلاس وعدم التفريق بين الضروري وغيره، واختلاق الأعذار للشراء حتى لو كان سعره مرتفعاً، ما يصبر عن السوق، يضيق صدره إذا ما ذهب إلى السوق، ونحن نعرف أن السوق كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (الشيطان ينصب رايته فيه)[رواه مسلم من كلام سلمان2451]، يكثر فيها الحلف والكذب، الآن يكثر فيها تبرج النساء، يكثر في الفساد والمواعدات والمحرمات، فليس السوء، يعني أبغض البلاد إلى الله أسواقها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فليس السوق مكاناً من الناحية الشرعية يعني جميل أن يغشى باستمرار، لكن أيضاً قضية الإدمان التي جعلت الناس ينفقون، يستعملون هذه البطاقات ويخسرون ويدخلون في الربا لا بد أن تضبط المسألة من الناحية الشرعية.

من علامات الإدمان في التسوق: التبذير والإفلاس وعدم التفريق بين الضروري وغيره، واختلاق الأعذار للشراء حتى لو كان سعره مرتفعاً، ما يصبر عن السوق، يضيق صدره إذا ما ذهب إلى السوق

نحن نعرف أن البيع والشراء لا بد منه والسوق لا بد منه، وهذه حاجات الإنسان، لكن المسألة قد جاوزت حدها فعلاً في هذا العالم الاستهلاكي، ولذلك لعلاج الإدمان على التسوق يجب أن يضع الإنسان لنفسه حداً في الإنفاق لا يتعداه، وها هي السلع متوفرة بشكل كبير والعرض يفوق الطلب، والتهافت غير مبرر، والمرأة استهدفت في إعلانات التسويق بشكل كبير، وصارت النساء من أسباب خروج المرأة إلى السوق حتى قضية القرار في البيت عند بعض النساء صارت مخالفة من كثرة الخروج، ما الذي شجع؟ من ضمن المبررات هذه القضية، إذا ضاعت المرأة فابحث عنها في السوق، المرأة التي تشعر بالفراغ تجد في هذه المجمعات كأنها تجد متنفساً لها، والاستهلاك صار وسيلة تتغلب بها على الكآبة، يعترف البائعون أن أكثر زبائنهم من النساء، وأن ذلك يمثل فرصة ذهبية لهم، في إقناع المتسوقات بشراء السلع الغالية، أكدت إحصائية من الإحصائيات أن ثلاثة وثلاثين في المائة من النساء يتسوقن أكثر من خمس مرات في الشهر، وأن ثمانين في المائة من الإعلانات موجهة للمرأة؛ لأنها تضعف أمام بريق الإعلان لا تصمد، يعني ليست كقوة الرجل، كما أن سلوك الرجل في التسوق يتميز بالسرعة أما النساء يحرصن على مقارنة الأسعار وتفاصيل المنتجات، والمقارنات الكثيرة، وسؤال بعضهن البعض مشاورة بعضهن البعض في الأشياء فتذرع السوق جيئة وذهاباً طولاً وعرضاً لشراء شيء قطعة واحدة، ثم بعد ذلك قد تذهب في اليوم التالي لإرجاعها، مما يلاحظ أن التسوق يشتد في المواسم، رمضان، والأعياد، والمدارس، وهذا شيء طبيعي، لكن أن يصل يعني ما ينفق في التسوق في المواسم إلى ثلاثة أضعاف ما ينفق في بقية الشهور، نريد أن نعرف ما هي الآداب المتعلقة بالتسوق، ماذا جاء في الشرع في هذا الموضوع، طبعاً نحن نعرف أن السوق من أماكن الغفلة وذكر الله أيها الإخوة والأخوات في أماكن الغفلة وأزمنة الغفلة علامة على قوة صلة القلب بالله، وحيث أن الأسواق يكثر فيها الغش والخداع والريبة والأيمان الكاذبة والإعراض عن ذكر الله كانت الأسواق غير محبوبة إلى رب العالمين، كما قال عليه الصلاة والسلام: (أبغض البلاد إلى الله أسواقها)[رواه مسلم671]رواه مسلم.

حال السلف عند دخول السوق:

00:09:50

فكان سلفنا يحرصون على ذكر الله في السوق، فعن ابن أبي الهذيل قال: إن الله عز وجل يحب أن يذكر في الأسواق؛ وذلك لكثرة لغطهم ولغفلتهم، وإني لآتي السوق وما لي فيه حاجة إلا أن أذكر الله عز وجل.

نظر سالم بن عبد الله إلى قوم من أهل السوق قاموا وتركوا بيعاتهم إلى الصلاة، هذا كان يعني أيام قوة المجتمع الإسلامي وعز والمسلمين، إذا الواحد وهو في السوق رفع مطرقته وأذن ألقاها وراء ظهره وقام، تركوا هذه المبسوطات التي لهم وذهبوا للمسجد، فرآها سالم بن عبد الله فقال: هؤلاء الذين ذكر الله في كتابه رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِسورة النور37، مع الأسف أيها الأخوة والأخوات الآن نجد في بلدان كثيرة جداً أعني أكثر العالم لا يغلق السوق للصلاة، يعني قبل المغرب إلى العشاء الدكان مفتوح وهو موجود الباعة فيه، فمتى صلوا المغرب؟ متى؟ وأيضاً نجد مع الأسف الآن هناك تفريط في قضية إغلاق السوق للصلاة، فبعضهم صار يتهاون ويتأخر إلى الإقامة وبعد الإقامة، وبعضهم يعني يبقى داخل المحل ولا يخرج وبعضهم يغلق من الأمام وداخل كل شيء شغال، وبعضهم يغلق المكان ويقف خارجه أو يجلسون أمام الباب حتى يسلم المسجد فيفتحون، أين الصلاة؟ أين هذا الركن العظيم؟ أين أعظم أركان الدين العملية؟

سلفنا كانوا إذا ذهبوا إلى السوق لإحياء ذكر الله فيه، قال ابن عمر: إن كنت لأخرج إلى السوق وما لي حاجة إلى أن أسلم أو يسلم علي.

آداب دخول السوق:

00:11:57

ثم من الآداب ترك الخصام واللجاج كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إياكم وهيشات الأسواق)[رواه مسلم432]، رواه مسلم. ما معنى هيشات؟ ما يكون فيها من ارتفاع الأصوات واللغط والنزاعات والخصومات، ومن الأمور المهمة جداً غض البصر، قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْسورة النور30، وكذلك المؤمنات يغضضن من أبصارهن، وما أحوجنا إلى هذا خصوصاً في هذه الأيام التي فيها التقصير في الحجاب وصارت الأسواق مرتعاً وخيماً للمحرمات، ثم قضية طبعاً السماحة في الشراء (رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى)[رواه البخاري2076]، والأخلاقيات الإسلامية في السوق مهمة جداً، كذلك أن يعجل الإنسان بالرجوع يعني، كما قال سلمان رضي الله عنه: "إن استطعت فلا تكونن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته"[تقدم تخريجه]. رواه مسلم. وقد سبقت الإشارة إلى هذا الحديث وهو موقوف عن سلمان رضي الله عنه.

أيضاً طبعاً عدم إزعاج المتسوقين الآخرين، ومعرفة الأحكام الأساسية في البيع والشراء مهم جداً، مثلاً مقدار الثمن، ماهية السلعة، وصف السلعة، طبيعة السلعة، أحياناً تكون مغلفة، لا بد أن يعرف يعني حقيقتها، أن تكون مباحة غير محرمة، أن تكون يعني كما قلنا: معلومة برؤية أو الوصف الدقيق المكتوب عليها مثلاً أو يوجد لها شبيه مفتوح يمكن أن يراه، كذلك يعني ينبغي أن يحترز الإنسان من البيوع المحرمة، أحياناً يحدث بيع معدوم، ومجهول، وما لا يقدر على تسليمه، وبيع قبل القبض، وبيع المسلم على بيع أخيه، هذه أشياء وردت في الشريعة بشأن البيع، لكن ماذا يحدث اليوم من السياسات المعاصرة في التسويق؟ لم يعد البيع كما كان سابقاً يخضع لخبرة البائع وحده، وأن من يحتاج إلى شيء يذهب ويشتريه دون ضغوط أو إغراءات، بل أصبح هنالك علم قائم على فن التسويق، تسويق المنتجات إغراء المستهلك، جذب المستهلك، التأثير على المستهلك، إقناع المستهلك بالشراء وإن لم يكن في الحقيقة يحتاج السلعة، بعض المحلات تدرب الباعة على يعني جذب الزبائن بأي طريقة، طبعاً الابتسامة تجارية والترحيب تجاري، وكذلك يعني حفظ أسماء الزبائن وهكذا لأجل جذب هؤلاء، الجذب هذا لا حرج فيه شرعاً، ومعرفة اسم الزبون لا حرج فيه شرعاً، والابتسامة للزبون مطلوبة أصلاً شرعاً، لكن قضية الضغط على زر الشراء عند المستهلك التي يريد علماء النفس في التسويق القيام بها بعملية إغراء وتأثير غير عادلة، وبالنهاية يشتري الإنسان ما لا يحتاجه، وقضية تحويل السلوك الاستهلاكي إلى موضة، وكثرة الإلحاح على المستهلك بطرق غير مباشرة لإقناعه بالسلعة يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: وأكبر نصيحة للناس عامة وللنساء خاصة هي أنه لا ينبغي لإنسان أن يشتري ما لا يحتاج إليه مهما كان رخيصاً، طبعاً هذه النصيحة تلخص لنا الفخ الذي يقع فيه أكثر المتسوقين ينخدعون بشعارات براقة مثل اشتري واحدة وخذ الثانية مجاناً، طيب إذا كنت أنا لا أحتاج الأولى فضلاً عن الثانية، فهل يعني اشتري لمجرد أن الثانية مجاناً، عرض خاص ولفترة محدودة، دفع يعني ستفوتك الفرصة، تخفيضات مذهلة، يقول أحدهم: كثيراً ما أذهب للتسوق لأشتري صنفين أو ثلاثة فأرجع بثلاثين. ويقول آخر: كثيراً ما أذهب إلى الأسواق وعندما أرجع البيت أضرب كفاً بكف على كثرة ما أنفقت وقلة فائدة ما اشتريت، نصف ما اشتريته لا حاجة لي فيه، وتقول الدراسات: إن ستين بالمائة من قرارات الناس في الشراء نزوية، تعتمد على النزوة الهوى، ومتابعة مسألة آخر الموديلات، وأحدث خطوط الموضة مكلفة، والمرأة عندها ما تلبسه، لكن لأن طلع شيء جديد، تحس أنها لا بد تشتري، تقول إحداهن: أعرف أن ثمة بضائع لا تستحق الإقتناء ولكن في كل مرة أذهب للتسوق أعود بشيء لست بحاجة إليه، وهذا يعني، هذا المتوقع، الأسماء التجارية والماركات صارت مثل الكلمات السحرية تؤثر وتجتذب، وصارت العلامات التجارية تفرض ذاتها على وعي المستهلك، فما أن يلمح الماركة إلا ويجد رغبة في الشراء، بات الأطفال يتعرفون على الماركات الرياضية قبل أن يجيدوا القراءة والكتابة، يعرف اللوجو هذا الشعار وما يعرف يقرأ ويكتب، هنالك جهود جبارة يبذلها المعلنون في الترويج لبضائعهم وإغراق المستهلكين بأسمائها وشعاراتها في كل مكان يقع عليه بصره يجد إلحاحاً، جرب السلعة ولو مرة، ما أعجبتك ردها، يعني بأي طريقة تشتري، ويكتمل السيناريو عندما يصطحب الأب ابنه معه إلى السوق فيفاجئه بأنه يريد شراء اللعبة الفلانية، وإذا سئل: من أين عرفتها قال: من الدعايات التي في القناة الفلانية والقناة الفلانية، وهكذا تضع المولات غالب الأصناف التي تستهوي الأطفال من مطعومات وألعاب وغيرها حتى لا يجد الأب أو الأم بداً من الشراء، والنبي صلى الله عليه وسلم علمنا القناعة، وعلمنا غنى القلب، وقضية مخادعة الناس بهذه العملية، يعني عملية علم نفس، يؤثر على الناس ليشتروا ما ليسوا بحاجة إليه له ذكر في شرعنا، له ذكر، وإذا قال قائل: أين؟ فنقول: روى البيهقي في شعب الإيمان عن أبي ذر رضي الله عنه قال: "كنا نتحدث، يعني الصحابة، أن ممن لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، طبعاً وهذا لا يقال بالرأي، أن ممن لا ينظر الله إليهم يوم القيامة تاجر فاجر وكنا نعد الفاجر الذي يحلي السلعة بما ليس فيها"[رواه البيهقي4909]، هناك حيل للإعلانات لعلنا نطلع على بعضها ونعود إليكم بعد قليل إن شاء الله.

إذاً بعد هذه الجولة عرفنا أيها الإخوة والأخوات مسألة الخداع والتأثير على غريزة المستهلك ودغدغة احتياجاته الدفينة بدفعه للتسوق، وعبارات مثل: كيف تحيا من دونه، يميزك عن سواك، يشعرك بالثقة بالنفس، اكتشف ذاتك الحقيقية، كلها مبنية على هذا، إثارة النفس للشراء بباعث حب التميز، عبارات: شخصيات معروفة تستعمل هذا النوع، الناجحون لا يستغنون عن هذا، ونحو ذلك، فإذا أضيف إلى ذلك التغليف الجذاب والعرض الفائق الجودة على الرفوف والواجهات والإعلانات التجارية التي تلوث دماغ المستهلك وليست تغسله بالصوت والصورة والأغنية والشخصيات المشهورة والأساليب المختلفة للإقناع، في عام واحد تم إنفاق ما يقارب من مائتين مليار دولار في ميدان الإعلان في العالم، فإذاً المتسوق المسلم يجب أن يكون عنده قدرة على مقاومة المغريات، كذلك سهولة تناول السلعة وتقليب السلعة والنظر فيها يزيد من فرص الشراء، في القديم كان المشتري يطلب من البائع أن يريه السلعة ويستحي من طلب رؤية البضاعة الكثيرة ثم لا يشتري أو يشتري غرض واحد مثلاً، الآن المراكز مفتوحة خذ ما تريد وشاهد وضع في أي مكان إن لم ترغبه، واستبدله، بل خذه واستبدله بعد ذلك أو رده، هناك ما يعرف بسياسة ملء العربة عندما تكون وسيلة التسوق هي عربة كبيرة يأخذها المتسوق حتى لو كان لا يريد إلا سلعة واحدة، فإذا رأى عربات الآخرين مكتظة صار عنده شعور بالنقص أو رغبة في التقليد، وهذا يضغط على زر الشراء، فيشتري ما لا يحتاج، حيل نفسية، كذلك الغرض في التخفيضات التي يقوم بها بعضهم لخداع الناس، وربما يرفع السعر ويضع عليه إكس وسعر آخر تنزيلات، بعض التخفيضات وهمية، ما هو السعر الحقيقي للسلعة؟ هناك غش وخداع أحياناً، طبعاً البضائع المقلدة التي تدخل، تباع بالتخفيض مثلاً، تخفيض نوع واحد وإيهام الناس أن هناك تخفيضات على الكل، كثيراً ما تأخذ سلعة مخفضة وتذهب إلى مكان آخر ما عنده تخفيضات تجدها بنفس السعر أو دونه، كلمة "عرض خاص" هذه للجذب، يعترف أحد الباعة يقول: عندنا في محل الحلويات سعر الكيلو خمسين ريالاً فكتبنا عليه "عرض خاص" وبعناه بسبعين ريالاً ومشت أكثر من أول، الصدق بركة، ليس البركة بكثرة المال، البركة بتحري الحلال، البركة أن يكفيك الشيء ولو كان قليلاً، ويبارك لك في القليل فيصبح كثيراً، ويبارك في الكثير حتى يصبح أكثر، ألم يقل نبينا صلى الله عليه وسلم: (التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء)[رواه الترمذي1209]، رواه الترمذي وحسنه، والثمن الزائد المأخوذ بالغش هو من أكل أموال الناس بالباطل، والناس يعني هو بدأ يتكون تدريجياً عند الناس نوع من الوعي بقضايا الخداع هذه، والنفس لا تحب أن تخدع، وبعض الناس يعرفون هذا وبعد ذلك يستجيبون للمغريات، وبعضهم لا يعرفون، وبعضهم فيهم شيء من البساطة التي يسهل خداعهم عبرها، وبعضهم تؤثر عليهم أولادهم وزوجاتهم، لكن يعني نظرة إلى إعلانات المجمعات التجارية ماذا تحتوي؟ ربما نعرف من خلال الآراء شيئاً عن هذا ثم نعود إليكم.

إذاً عرفنا أيها الإخوة والأخوات أنه يوجد وعي عند عدد من الناس بشأن موضوع الإعلانات ولكن المهم أن يطبق الإنسان ما يعيه ويلتزم بمقتضاه.

خطوات التسوق السليم:

00:29:52

هنا نأتي إلى سؤال وهو: ما هي خطوات التسوق السليم، وما هي النصائح في هذا؟

للقيام بتسوق ناجح خالٍ من الإسراف ومفيد ينبغي أولاً تحديد الهدف، من الناس من يخرج للسوق هواية كما قلنا، ومنهم من يخرج للحاجة، قد يقول: إن وجدنا شيئاً جيداً اشتريناه، وقد يحدث هذا نوعاً من العشوائية، ولذلك لا بد من إلقاء الضوء على النسبة من الناس الذين لا يحددون ما يرغبون في شرائه قبل الذهاب للسوق وأن نقول لهم: حددوا، وأن نقول لهم: لا بد أن تتبينوا ماذا تريدون قبل الذهاب، وأيضاً ميزانية ما تريدون إنفاقه، وبعضهم يقول: أصرف ما عندي وبعد ذلك يأتيني ما في الغيب، وقد يكون ما في الغيب مالاً قد يكون إنذاراً بالطرد من المسكن، كذلك اختيار الوقت المناسب للتسوق، فلا يذهب الإنسان في وقت الذروة، لماذا يذهب في وقت الذروة؟ يعني أيام الخميس مثلاً أو المواسم، إذا كنت تستطيع الذهاب في الصباح أو العصر فلماذا تذهب في الليل، بل النصيحة التسوق نهاراً، والإنسان ينبغي أن يختار الوقت الأهدأ والوقت البعيد عن اللغط، لغط الناس وكثرة الناس، وحشد الناس، كذلك يوصي بعض خبراء التسوق بتجاهل السلعة في أوائل الموسم، حيث تكون الأسعار في ذروتها، وأن يتسوق في فترة راحة نفسية، يعني ما يتسوق وهو غاضب أو مكتئب؛ لأنه أحياناً ينفس في شراء ما لا يحتاج، وبعض خبراء التسويق يربط علاج إدمان التسوق بتناول أدوية مضادة للاكتئاب، وقد أكدت دراسات غربية أن كثيراً من الزوجات ينتقمن من الأزواج بالتسوق، إما لشعورهن بعد الاهتمام أو لأنهن يجدن فرصة للتنفيس عن الضغوط والمشكلات والقلق والتوتر بعملية الشراء والإنفاق وخصوصاً من بطاقة رصيد الزوج، وطبعاً الشيء المؤلم أو الأكثر في قضية الإخلال بالمروءة أن يستولي على راتب زوجته لينفقه بدون رضاها، الواجب عند التوتر والغضب والاكتئاب اتباع الوسائل الشرعية التي تزيل ذلك، الوضوء، قراءة القرآن، ذكر الله، إذا حزبه أمر صلى، وليس الذهاب إلى السوق للتنفيس بالشراء، ويقولون: لا تتسوق وأنت جائع؛ لاحتمال أن تشتري ما لا تحتاجه، يقولون: ضع ميزانية محددة شهرياً بناء على دخلك، يقولون: حدد الكمية الفعلية التي تحتاجها الأسرة وحاول قدر الإمكان الاستغناء عن الأشياء المرتفعة الثمن ببدائل، وينبغي للمستهلك أن يحمي نفسه بالتركيز في مصادر السلع والبحث عن البديل المناسب، كذلك ثامناً: اتباع مبدأ الشراء عند الحاجة وليس الشراء تبعاً للرغبة، وقد بوب الإمام ابن ماجه رحمه الله في سننه في باب "من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت" وقال جابر: رأى عمر لحماً معلقاً في يدي فقال: ما هذا يا جابر؟ فقلت: اشتهيت لحماً فاشتريته، فقال: أوكل ما اشتهيت اشتريت يا جابر؟.فما أحوجنا لهذه الحكمة الاقتصادية من الخليفة الراشد الملهم رضي الله عنه خاصة مع تسابق التسوق والإدمان الشرائي والحمى الاستهلاكية الكبيرة، بعض الناس يعتمد على ذاكرته في رصد الحاجات، بينما ينبغي كتابتها؛ لأنه يختصر الوقت والجهد، ويبعدك عن الوقوع في مصيدة قرار الشراء السريع، عاشراً: لا للكسل، فأصحاب المحلات يعتمدون على كسل المستهلك، فيضعون أغلى الأغراض في أسهل المواقع، ولو نظر المشتري جيداً إلى أعلى أو أسفل أو وراء لرأى ما هو أرخص أو أفضل، ثم التأكد من شراء كل الاحتياجات في رحلة شرائية واحدة توفيراً للجهد والوقت، يعني ليس من الحكمة أن تذهب المرأة مثلاً لشراء حذاء، وترجع لتشتري فستان، وترجع لتشتري قرطاً للأذن، مرة واحدة تشترى كل الأشياء.

ملاحظة تاريخ الصلاحية، وأحياناً تأخذ من الصف الأخير الخلفي؛ لأن الأول الأقرب هو الذي ينتهي بسرعة، اسأل نفسك قبل أن تشتري عن مدى فائدة هذا المشترى، فكثيراً من الناس ينفقون أموالهم في أشياء ضارة، هذه المشروبات الغازية والوجبات السريعة، والمسليات المصنعة، والأشياء التي دخلت فيها الهندسة الوراثية والأورجنيك، مركبات ضارة، مواد مسرطنة موجودة فيها، كيف نشتري سموماً؟، تفحص فاتورة الشراء قبل المغادرة وراقب السعر للتأكد من عدم وجود الأخطاء بإضافة بأن هذا يعني كتب مرتين مثلاً.

احذر الإشاعة في التسوق، هناك من الأبحاث العلمية ما يشير إلى أن كل مستهلك يؤثر على سبع مستهلكين عملياً، هو هو نفسه يقوم بعمل دعاية مجانية بالكلام، مرأة تتكلم في مجلس النساء وكذلك الرجل مع أصحابه، الناس عملياً هو يعني يقوم بدعاية غير مقصودة، لو كان الشيء جيداً وسعره أيضاً مناسب فيكون من باب الدين النصيحة أن تخبر أصحابك المكان الفلاني في كذا، لكن لما نتكلم بدون وعي ونعمل دعاية من غير دراسة، يعني نجذب ناس إلى شيء ليس هو الأجود أو الأرخص أو الأحسن، ثم كذلك التوازن بين الإسراف والتقتير، فالآن في بعض الناس عندهم بخل عجيب، ما يشتري ولا يعرف السوق أساساً، وهذه مصيبة، يعني بعض الناس والعياذ بالله يترك زوجته جائعة ويذهب يأكل مع أصحابه، يقول يعني لأولاده يأخذوا من الجيران، خلي أهلك يصرفوا عليك، ربما تنقطع الكهرباء ولا يسدد الفاتورة لإجبار الزوجة على التسديد، يجب على المسلم أن ينفق على أهله وأولاده وأن يحتسب الأجر في هذا، ولكن ما هو الضابط في الإنفاق؟ ذكره ربنا وسطاً بين طرفين وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًاسورة الفرقان67، وقال: وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًاسورة الإسراء29، فالاقتصاد في النفقة مطلوبة، والاقتصاد أن لا يشتري الإنسان ما لا يحتاج، من الاقتصاد حسن التدبير في المعيشة، واستعمال الشيء على أحسن الأحوال، وكان من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام: (وأسألك القصد في الفقر والغنى)[رواه أحمد17861]رواه أبو داود وهو حديث صحيح، إن كان فقيراً لم يقتر خوفاً من نفاد الرزق، وإن كان غنياً لم يسرف لا يحمله غناه على السرف، وقال بعض السلف: الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة، فإذاً مراعاة حال النفس مطلوب، أرزاق العباد متفاوتة، والنفقات تختلف من شخص لآخر ومن بيت لبيت، ويعد إسرافاً في حق بعض الناس ما لا يعد إسرافاً في حق الآخر، وقال بعض العلماء: من تجاوز طاقته مباراة لمن هو أغنى منه وأقدر كان مسرفاً، يعني غيرك يسعه أن يشتري هذا، وأنت لا يسعك، لا تقلده، ثم تقديم الأهم فالأهم في الشراء، يمكن تأخير الشراء للشهر القادم مثلاً، مع راتب الشهر القادم، تكتشف أن مكالمات جوال لا داعي لها، تكتشف أن الذهاب أحياناً إلى مطاعم معينة أو أماكن فخمة هو من باب المباهاة والمراءاة وليس لأن هذا فعلاً يساوي ما تحصل عليه من الخدمة، أحياناً تكتشف أن الشراء بالجملة في بعض الأشياء ليس من الاقتصاد؛ لأن الباقي يتلف ويرمى، وأنك إذا اشتريت يعني بقدر الحاجة تشتريه جديد تستمتع به جديداً ولا يرمى شيء، أحياناً وجود أكياس الرز والسكر ومساحيق الغسيل وعبوات الزيت يجعل الاستهلاك فيه بذخ وكثرة وإسراف، في دراسة ميدانية لكشوف ما تشتريه بعض العائلات وجد أن العربة التي تملأها ربة البيت من يعني أماكن البقالات الكبيرة غالبها كماليات يمكن الاستغناء عنها، وقضية شراء البطاقات الائتمانية يجعل الناس يشترون ولا يشعرون بما ينفقون ثم قد يتحملها ديوناً بالربا وهذه مصيبة، كبيرة من الكبائر.

ذكرنا أيها الأخوة والأخوات أن من أنواع الحسنات أن تدل أخاك، أو تدلي أختك على الأحسن الأجود الأوفق لوضعه المادي، يوفر عليه الجهد الوقت، تدله على مكان أو على شيء من الخير فيه مصلحة له.

وننبه الأمهات إلى أهمية المحافظة على سلامة الأطفال أثناء التسوق، فأحياناً يترك الولد يضيع، ينبغي تجنب الممرات المظلمة داخل المراكز، استخدام الحمامات البعيدة أيضاً يعني ينبغي الحذر منه، كذلك بعضهم يوصي بأهمية عدم ترك الأطفال في محلات الألعاب ومطاعم التسوق؛ لأن هذا أدى إلى أشياء من الخطف والفقد.

أما عربة التسوق فقد حذرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال من أن عربات التسوق ليست مصممة بشكل كافي لسلامة الأطفال، وأن الإصابات الناجمة عنها قد شاعت بين الأطفال، ويصاب سنوياً حوالي أربع وعشرين ألف طفل بحالات طارئة نتيجة السقوط عن العربة أحياناً قد تكون قاتلة، تضمنت أكثر الحالات شيوعاً السقوط من عربة أثناء سيرها أو السقوط أثناء النزول أو الصعود، أو تعلق أحد الأطراف بالعربة، فيما بلغت إصابات الرقبة والرأس حوالي خمس وسبعين في المائة، تعتبر العربات المنخفضة أفضل من العربات المرتفعة من ناحية السلامة، كذلك في دراسة حديثة تحذر من آثار بكتيريا مقابض عربات التسوق؛ لأن بعض الأطفال يعلقون بألسنتهم ويوجد نحو مليون جرثومة على المقبض في كل عشرة سنتي متر مربع، فيها ألف ومائة مستعمرة من البكتيريا، ولذلك غسل اليدين بعد الرجوع من السوق هذا الذي مسكت فيه هذه العربات وقضية منع الأطفال من أن يعضوا بأسنانهم عليها هذه مهمة، كذلك فإن قضية التسوق الإلكتروني عبر الشبكة ينبغي الانتباه له، وهذه مسألة في ازدياد حتى إن نسبة اثنين وثلاثين في المائة من مستعملي الإنترنت في بعض البلدان العربية يشترون عن طريق الشبكة، والثلث كثير، بعض مواقع التسوق الإلكتروني العربية تستقبل خمسين ألف زائر يومياً، طبعاً هذا فيه توفير جهد مواصلات والتنقل والخروج من البيت بالنسبة للنساء طبعاً هذا في حل المسألة بشكل كبير، وكذلك السرعة في الإنجاز، سهولة الإطلاع، لكن طبعاً في عيب من جهة أنك ما تتفحص المنتج؛ لأنه على شاشة، ما تفحصه بشكل جيد، لكن التسوق عبر الإنترنت إذا روعيت فيه شروط التسوق الآمن فهو أكثر أمناً وأبعد عن التعرض للسرقات التي تحدث في الأسواق التقليدية.

الأسواق فيها غفلة كثيرة، كان عمرو بن قيس الملائي إذا نظر إلى أهل السوق بكى وقال: ما أغفل هؤلاء عما أعد لهم.

وكذلك ننبه إلى قضية أن تكون بطاقة الائتمان شرعية واستخدامها شرعي، ولأن هناك قضية السرقة، سرقة البيانات، إذاً لا بد أيها الإخوة والأخوات في التسوق الإلكتروني من الاحتياطات اللازمة في حفظ البيانات في الجهاز، وعدم تعريضها للسرقة، وكذلك الشراء من المواقع التي تحظى بسمعة طيبة، وأيضاً تقوى الله سبحانه وتعالى في البطاقات، هذه البطاقات الائتمانية، وكذلك فإن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بتقواه عموماً في بيعنا وشرائنا وتسوقنا وأن نحذر أن لا تضيع الأوقات بلا فائدة من الصفق بالأسواق وخصوصاً أن فيها تعرض لمحرمات كثيرة.

إنا لنفرح بالأيام نقطعها *** وكل يوم مضى يدني من الأجل

وأيضاً هذه الأسواق فيها غفلة كثيرة، كان عمرو بن قيس الملائي إذا نظر إلى أهل السوق بكى وقال: ما أغفل هؤلاء عما أعد لهم.

فينبغي أن نحفظ أوقاتنا، وأن نحافظ على صلواتنا، بعض النساء قد تفوتها صلاة المغرب في قضية التسوق.

ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما يحب ويرضى، ونسأله سبحانه القصد في الغنى والفقر، ونسأله خشيته في الغيب والشهادة، ونسأله تقواه أينما كنا، إنه سميع مجيب قريب، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

1 - رواه أحمد10346
2 - رواه مسلم من كلام سلمان2451
3 - رواه مسلم671
4 - رواه مسلم432
5 - رواه البخاري2076
6 - تقدم تخريجه
7 - رواه البيهقي4909
8 - رواه الترمذي1209
9 - رواه أحمد17861