الأحد 20 شوّال 1445 هـ :: 28 أبريل 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

تشريب النفوس للعلوم الشرعية


عناصر المادة
فضائل العلم.
أهمية تشريب النفوس علوم الشريعة.
فوائد تشريب النفس علوم الشريعة.
أهمية الراسخين في العلم ودورهم.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، مرحباً بكم جميعاً أيها الإخوة والأخوات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فضائل العلم.

00:03:16

فالعلم من أفضل الطاعات وأعظم القربات وأفضل ما تشغل به الأوقات وتبذل في سبيل تحصيله الجهود والطاقات، به ينال رضا المولى سبحانه وتعالى، ويحصل العبد على أسمى المنازل وأعلى المقامات كما قال ربنا: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍسورة المجادلة11.

هو حياة القلوب والميزان الذي به توزن الأقوال والأعمال والأحوال، به يعرف الله ويعبد، هو إمام والعمل مأموم، تعلمه لله خشية، وطلبه جهاد، والبحث عنه قربة، وبذله صدقة، ومدارسته تعدل الصيام والقيام، والحاجة إليه أعظم منها إلى الشراب والطعام.

هو حياة القلوب والميزان الذي به توزن الأقوال والأعمال والأحوال، به يعرف الله ويعبد، هو إمام والعمل مأموم، تعلمه لله خشية، وطلبه جهاد، والبحث عنه قربة، وبذله صدقة، ومدارسته تعدل الصيام والقيام، والحاجة إليه أعظم منها إلى الشراب والطعام.

لو لم يكن في العلم إلا القرب من رب العالمين والالتحاق بعالم الملائكة المقربين، وصحبة الملأ الأعلى لكفى به فضلاً وشرفاً، فكيف وعز الدين والآخرة منوط به، وكلما كان العبد راسخاً في العلم متشرباً له كان أقدر على فهم دقائقه وأسراره والانتفاع به، كما قال ربنا: هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِسورة آل عمران7، فتفسير المتشابه ورده إلى المحكم وإزالة الشبهة، وتوضيح المشكل هذا يعلمه الراسخون الذين يؤمنون به، ويردونه للمحكم، ويقولون: كلٌ من المحكم والمتشابه من عند ربنا، والرسوخ في كلام العرب الثبات والتمكن في المكان، رسوخ القدم ثبات القدم عند المشي وعدم التزلزل، الراسخون في العلم هم الثابتون الذين أتقنوا أصول العلم وفروعه بحيث بلغوا من اليقين حداً لا يتطرق إليهم الشك والشبهة، ولا يدخل عليهم إبليس، بعيدين عن تلبيس إبليس، الراسخ في العلم هو العالم المحقق العارف المدقق علّمه الله ظاهر العلم وباطنه فرسخت قدمه في الشريعة علماً وحالاً وعملاً، رسخت قدمه في علوم الشريعة وفي طريق الشريعة، فهو يسير في طريق الشريعة بخطى ثابتة، هذه المنزلة من العلم النبي صلى الله عليه وسلم جعلها بمثابة شرب الشيء والارتواء منه، فقال في الحديث: (بينما أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتى إني لأرى الري) يعني الشبع والمبالغة في الارتواء(يخرج في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب)، ما معنى فضلي؟ يعني ما زاد من اللبن، فإذن رأى نفسه يشرب من إناء اللبن حتى رأى الري يخرج في أظفاره ثم أعطى الباقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قالوا: يا رسول الله فما أولته؟ قال: (العلم)،[رواه البخاري82 ومسلم2391]رواه البخاري ومسلم.

فإذن هذا ري القلوب يذهب بعطشها وجوعها، جعل العلم بمنزلة الشراب، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ من العلم حداً لا يبلغه مثله، لماذا؟ لأنه شرب حتى رأى الري يخرج من أطرافه، وكذلك فيدل الحديث يدل أيضاً على فضل عمر رضي الله عنه وأنه ممن تشرب العلم شراباً، والمراد علم الدين.

حديثنا في هذه الحلقة عن تشريب النفوس علوم الشريعة، وأقول للإخوة والأخوات: إن القرآن والسنة والله بمنزلة الشراب الذي تتروي القلوب والنفوس منه، والناس فيه بين مستقل ومستكثر، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً)[رواه البخاري79 ومسلم2282]، وذكر الحديث، طبعاً في أراضي تأخذ الماء وتنبت العشب والكلأ الذي يفيد الناس والأنعام، وهناك أراضي تمسك الماء ولا تنبت كلأً فيأتي من يستفيد منه ويحفر ويستخرج ويستفيد، وهناك أراضي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأً، مهما سمع من العلم يدخل من هنا ويخرج من هنا، لا يرسخ، ولا يثمر، ولذلك العلم النافع هو الذي يستقر في النفس ويثمر العمل الصالح، هذه الحقيقة العظيمة التي ينبغي علينا أن نتفهمها ونحرص على تحقيقها.

أهمية تشريب النفوس علوم الشريعة.

00:09:28

مسألة تشريب النفوس علوم الشريعة أيها الإخوة والأخوات، خصوصاً اليوم في عالم يعني شيوع الجهل والشبهات، الآن والله بعض أحكام الإسلام لو عرضت على في بعض الأماكن الناس تستنكر وتستغرب وما هذا، لماذا؟ لأن عقولهم قد قصفت قصفاً متوالياً بشبهات جعلتهم يستنكرون بعض أحكام الشريعة، حدثهم الآن مثلاً عن حد الردة، أو حد تارك الصلاة بالكلية، وانظر ماذا سيقول بعضهم، حدثهم حتى عن بعض أحكام الحجاب، أو يعني المرأة ما هي الأحكام التي جاءت في الشريعة بشأنها، يعني لأكن صريحاً معكم أيها الإخوة والأخوات مثلاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّسورة الأحزاب33، هل هذا الحكم الآن مستقر ومتقبل من الجميع أن أكثر وقت المرأة في بيتها وأن عليها القرار في البيت، وما تخرج إلا للحاجة، أم أنه بفعل القصف المتواصل من المقالات والبرامج والحوارات صار في تمرد نفسي داخلي عند بعض الناس على بعض أحكام الشريعة، وطبعاً إذا انتقلنا إلى قضية مثلاً أجيال من الشباب والفتيات سواء من الذين يسافرون للخارج أو يبتعثون أو يقابلون، يحتكون بأشخاص، أو يفتحون مواقع الإنترنت، أو تدور حوارات بينهم وبين بعض الناس في المواقع لو عرضت عليه شبهة، أي شبهة، يعني الجن خلقوا من نار كيف يعذبون بالنار، أو إبليس خلق من نار كيف يعذب بالنار، يعني النار ما تؤثر فيه، لو جاء واحد أثار معه أي شبهة، طبعاً المؤمن يقول: الله على كل شيء قدير، نار جهنم أشد من النار التي خلق منها إبليس بأضعاف أضعاف وين، والله على كل شيء قدير، قادر أن يعذب بالمادة التي خلق منها الإنسان أو الشخص أو الجن، قادر، ذاك الآخر ربما إذا سمع الشبهة يدور يعني يذهب ويأتي ولا يعرف كيف يرد، ويتلعثم، ولذلك تشرب العلم الآن بل وسقاية الغير منه، هذه وراثة الأنبياء، هذا الشرف والله، الذين قاموا بالدين علماً وعملاً ودعوة، هذه الطبقة هؤلاء أهل الشرف والمكانة، أهل الحفظ والفهم في الدين، أهل البصر بالتفسير ومعاني الأحاديث.

فجرت النفوس أنهار العلوم من أفهامهم واستنبطوا كنوزها ورزقوا فهماً عظيماً فيها، هنالك من الناس مرتبة أقل يحفظ العلم ويؤديه إلى غيره، ولكن هو ما عنده كثير فقه وفهم لما يحفظه، ولذلك الآن يقولون مثلاً دورات تحفيظ، دورات حفظ متون، طبعاً جيدة، لكن الذين يحفظون كم يفهمون مما يحفظون؟ والقلوب تشرب ما ينزله الله من الإيمان والقرآن كما أن الأرض تشرب المطر، وكما أن الأرض لا تثمر بلا ماء فكذلك القلوب لا تخرج ثمراتها بلا علم نافع، وعلى قدر تشريب النفس العلم تكون الثمرات والفوائد الجنية، فإذا وصلت النفس إلى مرحلة الري تشبعت بالعلم، كان صاحبها ريان من العلم، كلامه يشفي الغليل، كلامه يروي الغليل ويشفي العليل، ومن تشرب قلبه العلم وحصل له ذوق طعم الإيمان يجد حلاوة محبة الله وخشيته والتوكل عليه، هناك ممن تشربوا العلم ورسخوا فيه هؤلاء صمام الأمان للأمة، كما قال ابن مسعود لأصحابه مرة، قال لهم: إنكم في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه، العمل فيه قائد للهوى، وسيأتي من بعده زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه، الهوى فيه قائد للعمل. والله كلام عظيم نفيس، إنكم في زمان يقول لطلابه كثير فقهاؤه قليل خطباؤه، العمل فيه قائد للهوى، وسيأتي زمان كثير خطباؤه قليل فقهاؤه الهوى فيه قائد للعمل، يعني الواحد يعمل بناءً على الهوى، لا بد في غمرة الواقع الحادث الآن في جهل الناس والشبهات الحاصلة إلى آخرة، لا بد من جد واجتهاد وتشريب النفس العلوم الشرعية، أنا أتكلم أيها الإخوة والأخوات الآن ليس عن قضية فقط الحفظ والقراءة أتكلم عن قضية التشريب، التشريب بحيث تصير العلوم الشرعية والعلم الشرعي طبعاً، ملازماً للنفس، وخلقاً راسخاً فيها، وهيئة متمكنة في النفس لتواجه فتن الزمان، لتواجه التقلبات والتنازلات والتمييعات والتسهيلات والشبهات، ما يمكن مواجهة هذا إلا بالرسوخ في العلم، يعني يجيء واحد يعرض شبهتين ثلاثة في الاختلاط ضاع الناس، أيش، كيف هذه؟ وكيف هذه؟ كيف هذه؟ لو عندك علم راسخ كان ما تعجبت ولا تشتت ولا استغربت ولا ضعت، كان وجدت الجواب مباشرة فهمتها وهي طائرة، هذا منسوخ، هذا مخصوص، هذا ضعيف، طبعاً، اللي ما يعرف باب النسخ ولا باب التخصيص ولا باب الصحيح من الضعيف كيف سيجيب، من تشربت نفسه العلوم الشرعية استقام وأقام غيره على الهدى، فكان عاملاً بعلمه معلماً غيره، وهؤلاء الذين استقامت فهومهم للقرآن والسنة، ما عندهم شذوذات في الفهم، ما عندهم انحرافات، ما عندهم تساهلات ولا تمييعات، ما عندهم والله رضوخ تحت ضغط الواقع، وانسحاب أمام الغرب المهاجم، لا، هو معتز بدينه ومتشرب لعلم الكتاب والسنة، وقائم لله بالحجة، ولا تنطلي عليه المحدثات بدع، رسالة انشر تؤجر، وهي كل الرسالة حديث ضعيف، أو موضوع، أو خرافة، أو سخافة، أحياناً، من تشربت نفسه العلوم الشرعية كان حريصاً على العقيدة الصحيحة على منهاج النبوة، على السنة، على الحديث الصحيح، منافياً للبدعة، مناقضاً للهوى، صاداً لهجمات أهل الجهل والهوى والشبهات، من تشربت نفسه العلوم الشرعية يعرف كيف يقدم الحلول لقضايا الأمة، مشكلات الأمة، هذه قضية ليست تعالج بالحماس وارتقاء المنابر، وإطلاق التصريحات، والعبارات الرنانة، والجمل الطنانة، والقفشات الإعلامية، لا، هذه مسألة يعني فقه وعلم ومعرفة أحكام ومعرفة سنن، هذه التي تجعل العالم يعرف علل السقوط والنهوض، استيعاب الحاضر، استبصار المستقبل، يعني مكامن الخلل، ويبصرها على ضوء الكتاب والسنة، يقول لك: هذا مشكلتنا هنا وهنا وهنا والعلاج كذا وكذا وكذا.

فوائد تشريب النفس علوم الشريعة.

00:19:08

من فوائد تشريب النفس علوم الشريعة والرسوخ فيها أنها تقود إلى خشية الله، من كان بالله أعرف كان له أخوف، وقال تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءسورة فاطر28، فمن ثبت العلم في قلبه ورسخ في فؤاده أثمر له إيماناً تاماً ويقيناً صادقاً، وقاده إلى زيادة الدرجات في الإيمان، أما العلم الخفيف كالظن الذي لا يقين معه، فلا يكاد يغير من نفس صاحبه ولا يصمد أمام رياح الشبهات، لكن المتشرب للعلم يصل إلى مرحلة نضوج عقلي وفكري وقلبي فيزداد ذكاءً وإضاءةً وكذلك ينقدح فكره بالاستنباطات والاجتهادات، ويتفتق ذهنه عن حلول، حتى يقدمها للمستفتين، يقدم لهم حلولاً ناجعة عملية، يروح الواحد يجرب فتوى المفتي، يقول: لا إله إلا الله، ما هذه العقلية؟ ما هذا الرأي السديد؟ والله استفدت وانحلت مشكلتي وتجلت القضية أمامي، وأنير الطريق في دربي، الراسخون في علوم الشريعة يعرفون مقاصد الشريعة، يعرفونها جيداً، كيف جاءت الشريعة بحفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ المال، حفظ العرض، وكيف يجب أن نراعي هذه الأشياء ونحن نتكلم، يراعونها وهم يفتون، ما يمكن يأتي بفتوى تؤدي إلى تضييع ضروري من الضروريات، يعرف الفرق بين الضروريات والحاجيات والتحسينات، ولا يمكن أن يقدم يعني يعكس، كذلك يعرف المصالح والمفاسد، يميز هذه مصلحة راجحة، هذه مرجوحة، هذه مفسدة راجحة، هذه خفيفة مرجوحة، ويعرف يوازن بينها، ولا يمكن أن يصادم نصاً صحيحاً، ما هي القضية قضية يعني الرياضيات خلطة، لا، فيها مراعاة النصوص وعدم مصادمة النصوص واحترام النصوص، وتوقير النصوص، والأخذ بالنصوص، وتنزيل النصوص على الواقع، النصوص كثيرة، أي نص منها الذي يناسب الواقع، هذا رسوخ في العلم، اشترط الشاطبي رحمه الله في مقدمة كتابه الموافقات ألا ينظر فيه إلا من تشربت نفوسهم بالعلوم الشرعية، فقال: ومن هنا لا يسمح للناظر في هذا الكتاب أن ينظر فيه نظر مفيد أو مستفيد حتى، قال: يكون رياناً من علم الشريعة أصولها وفروعها، منقولها ومعقولها؛ لأن بعض الناس إذا علمته شيء من أصول الفقه استغلها في محاربة الدين، والتلبيس على عباد الله المسلمين، والطعن في بعض الأحكام، وكما يفعل اليوم بعضهم يعني عنده لحسة علم فهو يشوش بها، ويؤيد بها الأقوال الضالة، يؤيد بها مناهج أهل التغريب، وأهل العلمنة، يؤيدهم، يوجد لهم مسوغات ومستندات بزعمه شرعية، يعني صار يستخدم الدين لحرب الدين.

من فوائد تشرب العلم الشرعي الحذر من الفتاوى الضالة، الحذر من أن يفتي هو بغير علم، أو يقول على الله بغير علم؛ لأن الذي تشربت نفسه علوم الشريعة إذا جاء عند موقعة لا يجيدها قال: لا أعرف، إذا ما تبين له الحكم قال: لا أدري، ما يجترئ على الفتوى، يتريث، ينظر، يتمهل، يحرر الجواب يناقشه مع غيره، يتدبر فيه أيام وليالي قبل أن يصدره.

قال عبد الرحمن بن أبي ليلى: لقد أدركت في هذا المسجد عشرين ومائة من الأنصار، وما منهم من أحد يحدث بحديث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث، ولا يسأل عن فتوى إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا؛ لأن أجرأ الناس على الفتيا أقلهم علماً، أجرؤهم على النار، أحياناً الواحد يأتي بحديث واحد في موضوع، وفي أحاديث أخرى تبين هذا الحديث، تبينه، أحياناً تنسخه، أحياناً تخصصه، أحياناً تقيده، فإذا ما جبت المقيد والناسخ والمخصص والمبين المفسر، يمكن هذا عام، هذا مجمل يحتاج تفسير تبيين، إذا ما أتيت بالنصوص المبينة المفسرة يمكن أن يضل، كذلك العلم إذا صار هيئة راسخة في النفس، ما هو مجرد محفوظات، سيكون صاحبه قادراً على تصوير المسائل، والوصول إلى الآراء الناضجة، يستطيع أن يتخيل جيداً المسألة ويستطيع أن يستخرج يستنبط يقيس يرجح بين الأقوال، يعرف العلة، يعرف مناط الحكم، يعرف تنقيحاً، وينبغي للإنسان الراسخ في العلم أن يكون عنده محافظة عليه واطلاع على كلام غيره من أهل العلم باستمرار ومع الوقت يصبح العلم عنده ملكة، يستطيع أن يقرب العلم بعضه من بعض، ويقيس بعضه على بعض، يقيس ما لم ينص عليه على ما نص عليه، يكون العلم عنده كالطبيعة الراسخة.

أهمية الراسخين في العلم ودورهم.

00:26:12

الراسخون ما هي أهميتهم؟ وجود الراسخون اليوم حاجة ملحة في الأمة أيها الإخوة والأخوات، يحقق الاستقرار الشرعي الديني، النفوس تطمئن، هؤلاء الناس العامة يعرفون أن عندهم أئمة يقتدون بهم يستنيرون بهم، يلجئون إليهم بعد الله في الملمات، مهما تعقدت الأشياء الاقتصادية والأشياء، وأحكام المعاملات، في هنا فوارس، هذا فارسها يعرف كيف يستخرجها ويستنبط حكمها، ثم تصير الأمة مواكبة يعني مهما خرج في العالم من مستجدات في عالم الطب وفي عالم الفلك وفي عالم الاقتصاد، عندنا قدرات، هات مثلاً تقنية التقنيات باستمرار تخرج، طيب أحكام التقنية، لا بد من تقدم الأمة، الناس عندهم تقنية، عندهم أجهزة، فيها أحكام، أحكام الأجهزة، أحكام البرامج، أحكام تطبيقات الجوال، من فوائد يعني هذه الآن مثلاً بطاقة اتصالات قيمتها مائة ريال فيها برمجة في البطاقة برمجة داخل شريط ممغنط يمكنك من، يفتح لك خط الاتصال بقدر معين، له قيمة، هذه بطاقة، طيب هناك بطاقة ثانية تصدرها بعض الشركات قيمتها مائة دولار مثلاً بالتعاون بين الشركة وبعض البنوك تصدر بطاقات ذات قيمة مالية يشترى بها سلع حتى تخلص المائة، أو تشترى بها برامج على الشبكة حتى تخلص المائة، يا ترى في فرق بين البطاقة هذه والبطاقة السابقة؟ يعني البطاقة السابقة كان البرمجة التي فيها في هذا الشريط الممغنط يمكنك من الحصول على خدمة الاتصال إلى حد معين بقيمة معينة، مثلاً تكلم عشر ساعات بصفر المحلي، مثلاً فإذا انتهى انتهت البطاقة، البطاقة الثانية فيها مائة دولار تشتري بها برامج البرنامج هذا بكذا وهذا بكذا، وأنت تشتري، وهذا بكذا وهذا بكذا وأنت تشتري حتى تنتهي المائة، هل هاتان البطاقتان متشابهتان في الحكم متساويتان أم هناك فرق بينهما؟ يا ترى هل إذا كانت البطاقة الأولى بطاقة خدمات، هل البطاقة الثانية مثل الشيك مثلاً؟ طيب إذا كانت بطاقة الاتصالات اللي تباع مثلاً بمائة ممكن مثلاً أن أبيعها بمائة وعشرة بمائة وعشرين؛ لأنني لا أبيع مالاً، أنا أبيع الخدمة أو أبيع الاتصال مثلاً مقدار الاتصال، طيب هذه الثانية هل أنا أبيع الرصيد المالي الموجود في البطاقة بأكثر فيصبح فيها محظور شرعي مثل بيع الشيك بمبلغ أعلى منه، أو ماذا؟ هذه مسألة فهم الأشياء وإدراكها ومعرفة الفرق بين هذه وهذه أو لا فرق بينهما، أو هناك فرق بينهما، وليش يعني أهمية وجود العلماء الراسخين؟ حتى يقدموا لنا الحلول، الأجوبة، أمامنا قضايا كثيرة، نريد إجابات، الناس تريد إجابات، الناس كثير منهم لا يريدون أن يعصوا الله، ولا يريدون أن يقعوا في الربا، ولا يريدون الحرام، لكن يريدون شيخاً ثقة وعالماً راسخاً يقدم لهم جواباً يطمئنون إليه، وإذا جئنا إلى مسألة يعني فوائد وجود المتشربين الذين تشربت نفوسهم العلم ورسخوا فيه، كثيرة والله، يعني تعليم الناس أمور الدين وتوجيه الناس وإرشاد الناس، ومنع الناس من الوقوع في النار، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، فجعل ينزعهن ويغلبنه، فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم) يعني معقد الإزار، هذا مكان الشد مكان اللي تجذب واحد معقد الإزار تأخذه كله، النبي صلى الله عليه وسلم من رحمته قال: (فأنا آخذ بحجزكم عن النار وهم يقتحمون فيها)[رواه البخاري6483 ومسلم2284]، الحديث في الصحيحين.

قال السلف: العلماء أرحم بأمة محمد صلى الله عليه وسلم من آبائهم وأمهاتهم، قيل: وكيف ذلك؟ قال: لأن آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا وآفاتها، والعلماء يحفظونهم من نار الآخرة وشدائدها.

الذين تشربت نفوسهم علوم الشريعة يعصم الله بهم من الفتن والشرور، يا إخوان ويا أخوات الآن في فتن في حروب في مواجهات في مظاهرات في ثورات، في، طيب ما هو الحق منها وما هو الباطل، وما هو الصحيح وما الخطأ، وما هو الذي يعتبر مقاومة للظلم، وإزاحة للمنكر، وما هو الذي يعتبر ولوغاً في الدماء وحرباً أهلية، أو قتال بين المسلمين، حدد لي، الآن الدنيا تعج بالفتن، إذا ضعفت البصائر في الأزمات واختلطت الأصوات التبس الحق بالباطل على عامة الناس، هنا يأتي دور الراسخين الذين يثبتون المسلمين عند ورود الفتن، يعرفون الفتن قبل بزوغها، وينشرون في الأمة الوقاية منها، ويعملون على وأدها وهي في المهد قبل أن تظهر، أول يحارب المنكر قبل أن يستشري، يحارب الحرام قبل أن يستفحل، ما هو لما ينتظر لما يستفحل وينتشر ثم يقول: الآن هذا منكر، أين أنت من زمان؟ ولذلك لما قالوا: إن هذه الفتن إذا أقبلت عرفها كل عالم وإذا أدبرت عرفها كل جاهل هذا معناها، انظروا إلى أثر الإمام أحمد رحمه الله على الأمة في ثباته وتثبيت من حوله، قال علي بن المديني: شهد له الكبار، الكبار، "إن الله أعز هذا الدين بأبي بكر الصديق يوم الردة، وبأحمد بن حنبل يوم المحنة"، خلاص الآن النبي صلى الله عليه وسلم مات من الذي سيقوم في الناس بعد موته؟ من الذي يثبتهم؟ من الذي يقودهم؟ من الذي يفتيهم؟ من الذي يبين لهم الحكم الصحيح على الوضع المعين، الناس في حاجة للراسخين، ثباتهم يعين على ثبات الناس والعوام، يعني فتنة المال أهل الدنيا لف لفة لما خرج على قومه في زينته قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُسورة القصص79، طاروا، طاروا، نفوسهم... طاروا، وأما الذين أوتوا العلم ثبتوا، فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍسورة القصص79اغتروا بالمظاهر، لكن أهل العلم، عقلاء الرجال، أصحاب الحقائق ماذا قالوا؟ دور الراسخين هنا جاء في مواجهة العامة وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًاسورة القصص80، لا تغتروا بالمظاهر، انظروا ما وراء ذلك، لا تغتروا بالدنيا انظروا إلى الآخرة، ليس هذا، في ميزان الله هذا أيش يسوى هذا هو والمليارات أيش يسوى عند الله؟ يمكن ما يزن عند الله جناح بعوضة، أيش يعني عنده مليارات، ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا، هو وملياراته ستفنى ويروح سيموت وماله سيقسم لو بقي وما خسره، سيقسم سيروح في الورثة وورثة الورثة، نعم، نعم، وأيش هو صار بعد ثلاثمائة سنة؟ أيش صار؟ فته، فت فت التراب، ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَسورة القصص80، هذا الرسوخ في العلم يظهر أثره في الأمن وفي الخوف، وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْاللي هم العلماء لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْسورة النساء83أهل الاستنباط يستخرجون لهم الجواب الصحيح، بآرائهم السديدة، وعلومهم الرشيدة، ولذلك لا بد الناس يردوا الأمر لأهل العلم الراسخين سواء في حال أمن أو في حال خوف، في حال رخاء أو في حال شدة، ردوه، الجئوا إليهم، ما هو تعرضوا عنهم، ونهملهم، والعالم يصرخ وحده وما أحد ملتف حوله، والأنوار الإعلامية، وإبهار التقنيات المركز على فلان وملمع فلان، ومسوي، وأيش يعني تصريحاته هو بشر، ما قيمته في العلم، والراسخ يعني ما عنده إلا قليل.

من أدوار الراسخين الرد على شبهات المشككين والملبسين، الراسخون في العلم أمناء الأمة حراس الدين، العدول يقومون الزائغين يردون تحريف الجاهلين، لو جاءت أمواج الشبهات ثبتوا أمامها، لو ورد عليهم ما ورد يحرسون دين الناس يدافعون عنه

من أدوار الراسخين الرد على شبهات المشككين والملبسين، الراسخون في العلم أمناء الأمة حراس الدين، العدول يقومون الزائغين يردون تحريف الجاهلين، لو جاءت أمواج الشبهات ثبتوا أمامها، لو ورد عليهم ما ورد يحرسون دين الناس يدافعون عنه

، والحديث حديث النبي عليه الصلاة والسلام (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)[رواه البزار9423]، صححه الإمام أحمد رحمه الله. الراسخون في العلم يبلغون الناس الدين كما أنزله الله، لولا الله ثم هم لانتشرت البدع واندثرت السنن، وكم من ملحد يريد الخلط، كان راج باطله، لكن يذبونهم عن الدين، أولئك حزب الله، فهم يغلبون أهل الشرك وأهل البدعة، بالتوحيد والسنة يغلبون أهل الجهل بالعلم الذي عندهم، من أدوارهم أن لهم القدرة على استنباط الأحكام الخفية من الآيات والأحاديث، قد يكون هناك نصوص مباشرة في المسألة، لكن قد لا يكون، استنبط الشافعي رحمه الله من قوله تعالى عن الكفار: كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَسورة المطففين15أن أولياء الله يرونه في الآخرة، وقال الشافعي: لما حجبهم في السخط كان هذا دليلاً على أن أولياءه يرونه في الرضا، أنا وأنت يا أخي الكريم ويا أختي الكريمة لو نجيء على حديث (يا أبا عمير ما فعل النغير)[رواه البخاري6129 ومسلم2150]كم فائدة نستنبط منه، كم فائدة، هو الحديث كله جملتين (يا أبا عمير ما فعل النغير)، ابن الصباغ أملأ في مجلس درسه على حديث (يا أبا عمير ما فعل النغير) أربعمائة فائدة، منه ومما يتصل به أنا وأنت ممكن (يا أبا) يعني تكنية الصغير، (ما فعل النغير) مداعبة الصغير، تفريج هم، جواز تربية الطيور إذا كان يطعمها ولا يؤذيها، على أية حال يعني هذا يفتح الله به على من يشاء، استدل علي رضي الله عنه بقوله تعالى: وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًاسورة الأحقاف15وجمع بين آيتين لكن طلع استخرج حكماً عظيماً قال: وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًاسورة الأحقاف15، والآية اللي في لقمان وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِسورة لقمان14، العامين كم شهر؟ أربعة وعشرين، وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِسورة لقمان14أربعة وعشرين شهر الرضاع الكامل الفصال، وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًاسورة الأحقاف15، إذن كم ممكن يكون أدنى مدة للحمل؟ ستة أشهر، يعني هناك قال: وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًاسورة الأحقاف15، وهنا قال: وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِسورة لقمان14، وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِسورة البقرة233استنبط علي رضي الله عنه أنه أقل مدة للحمل ستة أشهر، وهو استنباط قوي صحيح وافقه عليه عثمان وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم.

سفيان بن عيينة في قوله تعالى: وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَسورة الأنعام38 قال: ما في الأرض أدمي إلا وفيه شبه من البهائم، يعني في ناس نفوسهم سبعية عدوانية، في ناس نفوسهم خسيسة كلبية، يتبعون الحرام والقاذورات والمحرمات، والمكاسب الخسيسة، ومن الناس من به غرور كالطاووس، انتفاش وانتفاخ، من الناس ما عنده غيره مثل الخنزير، من الناس مفسد نفسه فأرية، يفسد، يدخل يفسد هنا، ويفسد هنا، ويفسد، من الناس نفسه طيبة شهم كريم مثل الخيل في أصالتها وعراقتها وجريانها وجمالها، نفسه مثل الخيل، هذا نفسه خيلية وهذا نفسه فأرية، استنبطها سفيان من الآية.

قال ابن كثير رحمه الله: وقد استنبط بعض الأذكياء من قوله تعالى: يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِسورة النساء11أنه تعالى أرحم بخلقه من الوالد بولده؛ لأنه أوصى الوالدين بأولادهما فعلم أنه أرحم بهم منهم؛ لأنه الوالد يرحم هذه العادة، فكونه يوصي معناه أنه أرحم، الله عز وجل أرحم بالأولاد من الوالدين، ثم في شيء أنا لو نبحث نحن عنه، نسأل عنه، نبحث عنه يمكن ما نجد شيء.

قال الربيع: كنا يوماً عند الشافعي إذ جاءه شيخ عليه ثياب وصوف وفي يده عكاز، فقام الشافعي وسوى عليه ثيابه، وسلم الشيخ وجلس، وأخذ الشافعي ينظر إلى الشيخ هيبة له، إذ قال الشيخ: أسأل؟ قال: سل، قال: ما الحجة في دين الله؟ قال: كتاب الله، يعني مصادر الاستدلال، الشيء الذي يحتج به في الدين ما هو؟ ما هو الشيء الذي يكون حجة؟ قال: كتاب الله، قال: وماذا؟ قال: ما الحجة في دين الله؟ ما هو الشيء الذي يعتمد عليه شرعاً، يستند إليه، يورد في الاحتجاج والاستدلال؟ قال: كتاب الله، قال: وماذا؟ قال: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وماذا؟ قال: اتفاق الأمة، يعني الإجماع، فقال الشيخ للشافعي: من أين قلت اتفاق الأمة؟ الكتاب والسنة أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُسورة الأنفال20فهمناها، الإجماع من أين جبته؟ فتدبر الشافعي ساعة، فقال الشيخ: قد أجلتك ثلاثاً فإن جئت بحجة من كتاب الله، يعني على أن الإجماع حجة أو تب إلى الله تعالى، تتكلم بغير علم، فتغير لون الشافعي، ثم إنه ذهب فلم يخرج إلى اليوم الثالث، يعني الدرس توقف، ما يطلع إلا لصلاة الجماعة، فلم يخرج إلى اليوم الثالث بين الظهر والعصر وقد انتفخ وجهه ويداه ورجلاه، وهو مسقام، يعني ما نام ثلاثة أيام فجلس، فلم يكن بأسرع من أن جاء الشيخ فسلم وجلس، فقال: حاجتي، فقال الشافعي: نعم، قال الله تعالى: وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًاسورة النساء115، فلا يصليه على خلاف المؤمنين إلا وهو فرض يعني إجماع المؤمنين فرض الإتباع ملزم حجة، وإلا ما توعد على مخالفته، فقال الشيخ: صدقت، وقام وذهب، فقال الشافعي: قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات حتى وقفت عليها.

فوائد وجود الراسخين كثيرة في الاجتهاد في النوازل، المستجدات، كما قلنا: قضية أن الناس يقتدون بهم في العلم والعمل والتقوى والخير، هؤلاء يعني الذين يثبتون الناس، إذا هلك العلماء وراح الراسخون الناس في أمر مريج، يضيع الدين، إذا انقطع عن الناس نور النبوة وقعوا في ظلمة الفتن والبدع والفجور لا .......... كلها بدع فتن ما في علماء، مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء، إذا ظهرت شاهدها الناس، واستدلوا، قادتهم إلى الاتجاهات الصحيحة، إذا غابت عنهم تاهوا، من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل.

أيها الإخوة والأخوات (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)[رواه البخاري71]، فلنرد وجه الله، لنحرص على تعلم العلم، لنخلص النية لله عز وجل لازم  يكون عندنا استعداد شخصي، جد اجتهاد همة عزيمة قراءة وحفظ، حضور مجالس ودورات، نقدم الأهم فالمهم، ونحرص على القواعد والأصول قبل الفرعيات، ونأخذ الطريق لننقذ أنفسنا وننقذ المسلمين.

أيها الإخوة والأخوات أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمدني وإياكم برحمته، وأن يفيض علينا من العلم وأن يحفظنا بحفظه.

أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

1 - رواه البخاري82 ومسلم2391
2 - رواه البخاري79 ومسلم2282
3 - رواه البخاري6483 ومسلم2284
4 - رواه البزار9423
5 - رواه البخاري6129 ومسلم2150
6 - رواه البخاري71