الأربعاء 8 ذو القعدة 1445 هـ :: 15 مايو 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

التدابير الوقائية من الفتنة بين الجنسين


عناصر المادة
عناية الشريعة بالأعراض
الإجراءات الشرعية لحفظ الأعراض
أمثلة للسلف في حفظ الأعراض
هديه عليه الصلاة والسلام في حماية الأعراض
أمثلة من الواقع على خطورة الاختلاط
تابع التدابير الشرعية للحماية الأعراض

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف النبيين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

عناية الشريعة بالأعراض

00:00:00

فإن الشريعة الإسلامية عنيت بتكريم الإنسان ورعاية مصالحه، وخصوصاً هذه الضروريات الخمس، الدين والنفس والمال والعرض والعقل، وجعلت الاعتداء عليها جريمة عظيمة تستوجب عقوبة ومن هذه الضروريات العرض، إنه أمر جلل، يضحي الإنسان بنفسه وبماله من أجل عرضه وكرامته.

أصون عرضي بمالي لا أدنسه *** لا بارك الله بعد العرض بالمال

أحاط الإسلام العرض بسياج قوي للحفاظ عليه، ووضع ضوابط وحدود حتى لا تنتهك الأعراض، وحتى لا يقع الناس في الفحشاء، وحتى لا تشيع الفاحشة في الذين آمنوا

أحاط الإسلام العرض بسياج قوي للحفاظ عليه، ووضع ضوابط وحدود حتى لا تنتهك الأعراض، وحتى لا يقع الناس في الفحشاء، وحتى لا تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، والشيطان كان حريصاً من أول البشرية على إيقاع الرجل والمرأة فيما يصادم حفظ العرض، تزيين الفتنة والإغراء بها، والله سبحانه وتعالى خلقنا وفينا غريزة، غريزة الشهوة هذه، ولحكمة عظيمة جعلها فينا، وابتلانا بها، وفيها حسنات عظيمة، ومنافع شتى، فإذا كانت بالنكاح وملك اليمين، فإنها من لذات الدنيا العظيمة، ومن مباهج النفس ومسراتها، وكذلك بها يكون الدافع للوطء للذي يأتي من خلاله الولد نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْسورة البقرة223، وكذلك قال الله: فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْسورة البقرة187أي هذا الولد.

ومنافع هذه الغريزة كثيرة جداً، والله تعالى لحكم جعلها فينا وابتلانا بها أيضاً في الجانب المقابل، فمن جعل شهوته في حلال أجر ومن جعلها في حرام أثم، وكان الشيطان حريصاً على إيقاع البشر فيما هو من أمر الشهوة المحرمة، وللشيطان أسلوب خطير وتدرج كبير في الموضوع، ولذلك قال ربنا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًاسورة النور21، والله سبحانه وتعالى من رحمته أنه شرع لنا أموراً وقائية تقطع دابر الفتنة وحذرنا من قضية الوقوع في فتنة النساء وبين للرجال خطورة فتنة النساء، وكذلك للنساء خطورة الفتنة عليهن وبهن، والشريعة كاملة، الله إذا حرم شيئاً حرم الأسباب والطرق والوسائل المفضية إليه، وفي سبيل مكافحة الفاحشة والرذيلة، وفي سبيل المحافظة على العفة والطهر والأخلاق الفاضلة الشريعة جعلت هناك سدوداً للذرائع الموصلة إلى الفاحشة، وإذا كان هنالك إجراءات كثيرة تتخذ في عالم الطب حتى لا تقع العدوى والأمراض تنتشر، وإذا كان هناك إجراءات كثيرة في عالم الدفاع المدني تتخذ حتى لا تشب الحرائق ولا تنتشر، فهنالك إجراءات وقائية أيضاً وتدابير احتياطية في الشريعة، حتى لا تقع الفاحشة ولا تنتشر، والذين يقولون: إن سد الذرائع تنطع وتشدد نقول لهم: فما بال إذن عالم الطب فيه اتخاذ إجراءات كثيرة والمرض لم يحصل حتى لا يحصل المرض، وكذلك الدفاع المدني عنده إجراءات كثيرة مكلفة وتأخذ وقتاً من المهندسين ومن المقاولين ومن الملاك، ومن المشرفين حتى لا تشب النار، فلماذا إذن تهمل الإجراءات التي جاءت في الشريعة سداً لذريعة الوقوع في الفاحشة، لماذا؟ الدنيا أعظم عندنا من الدين، الدنيا أهم عندنا من الدين؟! والله قال: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاًسورة الإسراء32، قال: وَلاَ تَقْرَبُواْولم يقل: لا تزنوا فقط، لا تقربوا إذن لا بد من سد السبل الموصلة إلى الحرام، وهناك أسباب كثيرة، السفور ووسائله، التبرج، الاختلاط، الخلوة بالأجنبية، تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال وهكذا.

الإجراءات الشرعية لحفظ الأعراض

00:00:00
قضية غض البصر وسيلة لحفظ الفرج والإخلال بهذا يؤدي إلى الإخلال بالآخر، وغض البصر وحفظ الفرج أزكى للمؤمنين في الدنيا والآخرة، وحفظ الفرج لا يتم إلا بغض البصر، وغض البصر يعين عليه الحجاب التام لجميع بدن المرأة

من ضمن الإجراءات الشرعية الأمر بستر العورات، فواجب على الرجال والنساء ستر العورات، قال تعالى: يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَسورة الأعراف26، كان الشيطان حريصاً أيها الإخوة والأخوات على قضية كشف العورات منذ وجد آدم عليه السلام، ودخل الجنة مع زوجه فقال لنا ربنا: يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا، هذه الخطة الإبليسية من أول البشرية، يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا، إذن قضية التعرية، وقضية نزع اللباس وكشف العورات، هذه المؤامرة الإبليسية قديمة من بدء البشرية، إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَسورة الأعراف27، وفي صحيح مسلم عن المسور بن مخرمة قال: أقبلت بحجر أحمله ثقيل وعليَّ إزار خفيف فانحل إزاري ومعي الحجر لم أستطع أن أضعه حتى بلغت به إلى موضعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ارجع إلى ثوبك فخذه ولا تمشوا عراة)[رواه مسلم341]، وهكذا إذن تغطية العورات، المؤامرة اليهودية اليوم في العالم تقوم على كشف العورات، تصاميم اللباس كيف هي؟ ملابس البحر المزعومة أمام الناس كيف هي؟ ما تلبسه النساء في الأعراس كيف هو؟ ما يحدث اليوم في عالم الرياضة باسم الرياضة من قضية معرض للألبسة المتهتكة شبه عارية تخرج في هذه الرياضات، الأولمبياد هذا العالمي أصبح معرض للعورات كشف العورات، صارت المحلات حافلة مع الأسف بالضيق والقصير والشفاف، ثلاثة، يعني ثلاث مصائب في عالم اللباس ضيق وقصير وشفاف، الله عز وجل من حكمته أنه جعل هناك انجذاباً من الرجل للمرأة والمرأة للرجل حتى تحدث هناك السكينة والرحمة، وتحدث الطمأنينة بينهما في عالم الزواج، لكن حدوث أي انجذاب في خارج عالم الزواج، قال عليه الصلاة والسلام: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)[رواه البخاري2096]، قال عليه الصلاة والسلام: (إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)[رواه مسلم2742]، ما هي الإجراءات والتدابير الوقائية التي جاءت بها الشريعة حفظاً للأعراض ومنعاً لانتشار فاحشة الزنا، ووقوع ما يدنس العرض، ما هي؟ ما هي الإجراءات والتدابير الوقائية التي جاءت بها الشريعة محافظة على الطهر والفضيلة، ما هي؟ هذه قضية التحذيرات العامة، التحذير من فتنة النساء، وجعل الشهوة في حرام إلى آخره، هناك توجيهات كثيرة جداً في القرآن والسنة بهذا الخصوص مثل غض البصر، هذه مسائل يقول بعض الناس: نحن نعرف لكن القضية تحتاج إلى مجاهدة، الله أمر المؤمنين بغض أبصارهم عن العورات وعن كل ما يثير الشهوات، أدب شرعي عظيم، قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّسورة النور30-31الآية، إذن قضية غض البصر وسيلة لحفظ الفرج والإخلال بهذا يؤدي إلى الإخلال بالآخر، وغض البصر وحفظ الفرج أزكى للمؤمنين في الدنيا والآخرة، وحفظ الفرج لا يتم إلا بغض البصر، وغض البصر يعين عليه الحجاب التام لجميع بدن المرأة، ولا يرتاب عاقل أن كشف النساء لوجوههن سبب للنظر إليهن والانجذاب والتلذذ والعشق والغرام والهيام، (العينان تزنيان وزناهما النظر)[أحمد8321]وفي النهاية تقع المصيبة، من القواعد الشريعة "الوسائل لها حكم المقاصد"، أحق الأشياء بالضبط والقهر، اللسان والعين، كما قال ابن الجوزي، أما ابن القيم يقول: النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، من أطلق لحظاته دامت حسراته. الذي يلحظ بعينه ولا يبالي، ويطلق بعينه اللحظ متابعاً للحسان هالك.

أمثلة للسلف في حفظ الأعراض

00:00:00

محمد بن سيرين كيف كان سلفنا؟ يقول: والله ما نظرت إلى غير أم عبد الله في يقظة ولا منام، الرجل من كمال إيمانه حتى المنام عنده قال: وإني لأرى المرأة –يعني الأجنبية- في المنام فأذكر أنها لا تحل لي فأصرف بصري عنها، ولذلك قال: ما رأيت غير أم عبد الله في اليقظة ولا المنام، غير زوجته ما رأى.

هذا يشبه ما كان يقوله بعض السلف، يرجع من صلاة العيد فيقول بعض تلاميذ ما أكثر النساء اليوم، قال: والله ما رأيت امرأة، الآية تدل أيضاً على غض النساء لأبصارهن وأنهن مأمورات بذلك، وحتى من صفات أهل الجنة نساء الجنة سواءً الحور العين أو النساء الصالحات المؤمنات من أهل الدنيا إذا دخلن الجنة قاصرات مقصورات، قال تعالى: فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِسورة الرحمن56، فأثنى الله على الحور العين بأنهن قاصرات الطرف لا ينظرن إلى غير أزواجهن.

قالت فاطمة رضي الله عنها: خيرٌ للمرأة أن لا ترى الرجال وألا يراها الرجال. سبحان الله العظيم، حتى في الموت المرأة يعني كما جاء الأمر ومن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، ومن نساء سلف الأمة الصالحات، أن المرأة ما تغطى على لوح الجنازة مباشرة، حتى لا يظهر حجمها من وراء الغطاء، وإنما يوضع لها شيء بعيد عن جسمها، ويجعل الغطاء فوقه، يعني كأنه فوق الجنازة مثل القبة الصغيرة من أجل أن لا يكون الغطاء مباشر على الجسد أو على، وهي ميتة، هي الآن مكفنة وهي ملفوفة بالكفن، وحتى يكون أستر ومن أمهات المؤمنين والتعليمات واضحة، يجعل عليها شيء فوقها، هي ملفوفة بالأكفان، فوقها والغطاء فوقه؛ من أجل أن لا يظهر حجم البدن، ستراً للمرأة حتى بعد الموت، والعجيب أنهم الآن، يعني هناك حرص على ستر الميتة، وليس هناك حرص على ستر الحية، فواعجباً بأي الحالين تكون الفتنة أشد، أبالميتة أم بالحية؟

نظر الفجأة له علاج في الشرع، النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن نظر الفجأة أمر السائل أن يصرف بصره، والحديث في صحيح مسلم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وكما يتناول غض البصر عن عورة الغير، وما أشبهها من النظر إلى المحرمات، فإنه يتناول الغض عن بيوت الناس، فبيت الرجل يستر بدنه كما تستره ثيابه.

وقد ذكر سبحانه غض البصر وحفظ الفرج بعد آية الاستئذان لماذا؟ لأن البيوت سترة كالثياب التي على البدن، والله جمع بين اللباسين في قوله تعالى: وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْسورة النحل81، فيعني اللباس غطاء لعورة الإنسان، وكذلك البيت الستر له فلا يجوز اقتحام البيت من غير استئذان، ولو انفتح باب البيت يجب غض البصر، ما تقتحم بيتاً بعينك، ولا برجلك، ولا بد من الاستئذان، إذن هناك تدابير واضحة في الشريعة مثل قضية مثلاً منع الاختلاط ما أمكن، واضح من تصرفات الشريعة أنها تريد منع الاختلاط بين الجنسين ما أمكن، وقلنا: ما أمكن؛ لأن هناك أوضاع لا يمكن منع الاختلاط فيها تماماً، لا في السوق ولا في الحرم، ما يمكن، طيب ما هو التدبير الشرعي؟ المنع ما أمكن، فمثلاً نحن نعرف أن الاختلاط باب من أبواب الحرام، يعني أصلاً الحرام هذا من أين ينتج؟ تعارف مسبق، أين حصل التعارف المسبق؟ في كثير من الأحيان يكون حدث نتيجة اختلاط، تقابل معها في مكان واحد في مكتب، في كلية، في محل، وصار نظرة فابتسامة فإعجاب فكلام فتبادل الفتنة المتبادلة، وطبعاً في النهاية المواعدة والوقوع في الحرام، ولذلك الشريعة جاءت بالحيلولة بين المرأة والرجل، وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:  من أراد أن يعرف عن كثب ما جناه الاختلاط من المفاسد التي لا تحصى فلينظر إلى تلك المجتمعات التي في هذا البلاء العظيم اختياراً أو اضطراراً بإنصاف من نفسه وتجرد للحق عما عداه يجد الانفلات والتفكك.

هديه عليه الصلاة والسلام في حماية الأعراض

00:00:00

طيب ماذا يوجد في ديننا في الموضوع هذا؟ يعني أطهر الأماكن، أحب الأماكن إلى الله المساجد، أبعد الأماكن عن الحرام المساجد فلماذا جعلت صفوف النساء منفصلة عن صفوف الرجال، لماذا لم يسمح للمرأة أن تصلي جنب الرجل، لماذا؟ تؤم الرجل وتصلي بجانبه لماذا؟ لماذا قال: (خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها)، لماذا شرها أولها؟ (وخير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها)[رواه مسلم440]لماذا؟ لماذا تريد الشريعة هذا الفصل، هذا التباعد؟

 النبي عليه الصلاة والسلام كما قال حمزة بن أبي أسيد الأنصاري يروي عن أبيه أنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: (استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق) يعني تمشي في وسط لا، قال: (عليكن بحافات الطريق)[رواه أبو داود5272]، فإذن الجانب للمرأة والوسط للرجال، فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به، هذا رواه أبو داود حديث صحيح، ما جاءت المرأة وقالت: أين حقوقنا المسلوبة، جعلتونا على الجوانب، الرجال في الوسط لماذا؟ نريد أن نمشي في الوسط، هذا تمييز ضد المرأة، والله ما قلن ذلك؛ لأن إبليس لا يحركهن ولا شياطين الإنس تؤزهن، وإنما في طاعة للنبي عليه الصلاة والسلام، في طاعة لله ورسوله ما قالت المرأة أيش أنا درجة ثانية، الآن هذه دونية ، هذا احتقار؟ والله ما قلن ذلك، بل هذا إكرام هذا صيانة لها، النبي عليه الصلاة والسلام كان يمكث في مكانه يسيراً بعد الصلاة لكي ينفذ من ينصرف من النساء، الحديث في البخاري. قيل للنساء: لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال جلوساً في الصلاة، يعني المرأة تتأخر في الاقتداء بالإمام في المسجد إذا كانت خلف الرجال، يعني ممكن الصف الأول من النساء يرين الصف الأخير من الرجال، فقيل: لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال جلوساً، حتى لا ترى امرأة من رجل شيئاً، قال عليه الصلاة والسلام مرة من المرات: (لو تركنا هذا الباب للنساء) في مسجده، أشار إلى باب معين، يعني خصصناه للنساء، قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات، وعن نافع: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ينهى أن يدخل من باب النساء.[رواه البخاري في التاريخ الكبير 130 موقوفاً على عمر]سبحان الله حتى في بيوت الله يوجد هذا الفصل وهذا التحرز وهذا التباعد، واليوم يريدون أن يعصوا الله ورسوله ويعاندوا أوامر الشريعة ويصروا على الانحراف، ويجعلونها تختلط في المكاتب، وفي الشركات، وفي المؤتمرات، وفي الاجتماعات، وفي الكليات، كل الإجراءات هذه التي ذكرناها في المسجد في أطهر مكان، في الصلاة، حيث يكون العقل الآن مشتغلاً بالصلاة والعبادة، ومع ذلك هذه النتيجة، أي فرصة للاختلاط، اقحم، اجتماع لقاءات اقحم المرأة اقحم الرجل، ادخله عليهن، ادخلوا، يدخل المدير، يدخل المسؤول، يدخل المصور، يدخل الصحفي، لماذا؟ لماذا؟ يعني ما هي مصلحة معاندة الله ورسوله، ما هي المصلحة، ما هي مصلحة معاندة الشريعة؟.

يقول بعضهم في الطواف: هل نعلم أن النساء في عهد النبي عليه الصلاة والسلام والراشدين ما كان هناك اختلاط في الطواف، روى البخاري في صحيحه عن ابن جريج قال لعطاء: كيف يخالطن الرجال؟ قال: لم يكن يخالطن، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجرة من الرجال.[رواه البخاري464]يعني معتزلة عن الرجال لا تخالطهم.

وعن إبراهيم النخعي قال: نهى عمر رضي الله عنه أن يطوف الرجال مع النساء، قال: فرأى رجلاً معهن فضربه بالدرة رضي الله عنه.

عامل عبد الملك بن مروان على مكة كان يفرق بين الرجال والنساء في الطواف والسعي، لما كان هذا ممكناً كانت الأعداد قليلاً بالنسبة للآن طبعاً، طبعاً ما كان أحد يقول: إنه كان يحج ثلاثة مليون، ويعتمر في رمضان يمكن يوجد في الحرم مليون ونصف، لا أحد يقول بهذا تاريخياً، لكن لما كان ممكناً الفصل كان يفصل، وإلى عهد قريب لما كان الطواف يخف كان يجعل النساء خلف الرجال.

كانت عند عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم مولاة لها فقال: يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعاً، واستلمت الركن مرتين أو ثلاثاً، فقالت عائشة: لا آجرك الله تدافعين الرجال، ألا كبرت ومررت. رواه البيهقي في كتابه معرفة السنن والآثار.[رواه البيهقي في السنن الكبرى9268 ].

يعني عرفت عائشة أنه ما يمكن استلام، المرأة تستلم الركن إلا إذا دافعت الرجال قالت: ألا كبرت ومررت، لماذا؟ وقاية من الفتنة، واللاتي لا يدركن هذا يأتين الآن بدون فقه وتأتي تزاحم عند الحجر إلا تقبل الحجر، لماذا؟ يعني أقصاها ما هو؟ سنة، لكن ترتكب من أجل ذلك ماذا؟ معاصي، في ناس لا يخافون الله ممكن يتحرش المرأة عند الكعبة، فليس من المصلحة المرأة أن تدخل بين الرجال هكذا.

ذكر ابن الجوزي في أخبار النساء أن أحد السفهاء رأى امرأة في الطواف فأعجبته، فدنا منها فكلمها فلم تلتفت إليه، وفي الليلة الثانية عاودها، فقالت: إليك عني فإني موضع عظيم الحرمة، فأتت زوجها فقالت: تعال معي فأرني المناسك، فأقبلت وزوجها معها فلما رأى الرجل ذلك انصرف عنها، فقالت المرأة:

تعدوا الذئاب على من لا حماة له *** وتتقي صولة المستأسد الضاري

قال ابن القيم: ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، ولذلك لا بد يكون عندنا نظرة شرعية في مسألة مقاطعة أي مؤتمر أو ملتقى أو اجتماع يتعمد فيه هذا الاختلاط، لا بد المجتمع كله يحتج على هذا، كل المعلمات، كل الطالبات، كل الطلاب، كل المدرسين، لازم يصير في احتجاج جماعي أما أن نترك المسألة والحبل على الغارب، ويأتي أهل الشر يفعلون ما يفعلون ويقررون ما يقررون، ويقتحمون ما يقتحمون، ويأتوننا بأنواع جديدة من الفتن، وبأنواع جديدة من الشرور، ويركبون رؤوسهم، ويعاندون الدين والأحكام، والحرام والحلال، ويعاندون حتى الأعراف والعادات المستمدة من الشرع كل معاندة، يفتحون باب شر جديد، يفتحون باب فتنة جديدة، يأتوننا بما لم نكن عليه نحن، ما معنى ذلك؟ ثم نسكت؟ أقل شيء المقاطعة، اعمل مقاطعة جماعية يتأدب.

أمثلة من الواقع على خطورة الاختلاط

00:00:00

ثم قصص التحرش الجنسي الوظيفي، وفي الكليات، سبحان الله الكفار توصلوا إلى أن فصل الجنسين في التعليم يرفع مستوى التعليم، حتى والله العظيم شبابهم وفتياتهم قالوا بصريح العبارة: توفرت لدينا أوقات للدراسة وتركيز أكثر لما دخلنا كليات فيها فصل الجنسين، هم جربوها، بحثوها، وجربوها، قالوا: خلاص، ما عاد الشاب يضيع وقته في التصنع لأجل الفتاة. ولا عادت الفتاة في بيتها تتصنع، يعني تضيع أوقاتاً حتى في دورة مياه الكلية لتتزين من أجل الشباب، على الأقل هذا الوقت، هذا الوقت تم توفيره، ثم تركيز في الدراسة ما عاد الذهن مشغولاً، يعني هو الآن يراها وكلام وأشياء، باله فيها معها، غريزة تشتغل، هذا طبيعي، فصار هناك تفريغ للذهن من هذه الانشغالات.

تقول إحدى الفتيات: كنت موظفة في أحد المستشفيات قبل أربع سنوات، قابلت عدة مرات شاب أجنبي من بلد، نشأت بيننا علاقة وأنا كنت أقصد التسلية يعني، ترى بالمناسبة كثير جداً من الفتيات، ما تبدأ مشوار الفاحشة أو الحرام وهي تريد الفاحشة، لا، هي أحياناً ما تكون ربما لا تكون فاهمة تماماً ماذا تفعل، وأحياناً ما تظن الأمر يؤدي إلى كل هذه المصيبة، وأحياناً هي تقصد لفت النظر، يعني مثلاً هي تحب نظرات الإعجاب يمشي وراها الشباب، تسمع كلمتين من هنا، قصاراها أن تبدو كأنها بطلة المسلسل، وأن عليها الأنظار والإعجاب، فما تتصور القضية تقع، وتؤدي إلى وقوع الفاحشة، وكثير من البنات يقلن هذا، وبعضهن يمكن عنده غفلة، لكن الشرع حكيم، الإجراءات هذه ما جاءت اعتباطياً، تقول هذه: كنت أقصد التسلية، لكن في إحدى اللقاءات جذبني ثم أغمي علي، واكتشفت بعد ذلك المصاب الأليم، حيل أهل الشر كثيرة، في قضية التخدير، في قضية وضع أشياء، المهم المصيبة عمداً، النتيجة المؤلمة في الأخير في النهاية تقول: وقعت.

تقول أخرى: من واقع عملي الذي يفرض علي الاتصال الهاتفي المستمر مع موظفي الأقسام الرجالية اقتنعت أن الرجال مهما بلغت درجة رصانتهم يتحينون الفرصة للدخول في العلاقة الوظيفية مع الزميلات في أجواء البساطة والتبسيط، وتعمد التعامل بأسلوب؟ المباسطة والضحكة والضحك والمزح بين الجنسين، من هي التي يعني مثلاً عندها الخطوط الحمراء والتحرزات، والإنسان ضعيف وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًاسورة النساء28، لا يصمد أمام الشهوة.

تقول أخرى: عملي يتطلب اتصالاً مستمراً مع الموظفين والعملاء، ومن خبرة الرجل أول ما يسأل عنه في أي علاقة وظيفية مع امرأة محاولة التعرف على شكلها، وإذا أشيع في العمل أن الموظفة الفلانية جميلة تقاطروا بأي طريق، كل واحد: خدمة؟ أي خدمة؟ كأنها معاقة.

تقول أخرى: مشكلتي كانت تكمن أنني كنت أتعامل مع الزملاء بأسلوب لطيف، مما دعا أحدهم من أصحاب النفوس المريضة للتواصل معي، ولما تعب بدون فائدة، عمد لتشويه سمعتي بالترويج عن علاقة بيني وبينه، ولم أسمع عن تلك الإشاعات إلا من زوجي، وتلقيت نصيبي من التأنيب، والمصيبة، وما حدث بعد ذلك.

إذن المسألة التعمد، نشر الاختلاط في المجتمعات الإسلامية هذه الفكرة اليهودية، التي صرحوا بها يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا، ما خلوا علماء نفس: الاختلاط يهذب المشاعر، خلوا علماء اجتماع: هي هذا التعود على الطبيعة، يعني وكل ممنوع مرغوب، وسبحان الله أحياناً نجد جريان، ناس تريد الفتح المبين، وهي في الحقيقة النهاية إما اغتصاب أو وقوع في فاحشة أو تشويه سمعة أو مشكلات زوجية، يعني في البيت، ثم سمعة الفتاة إذا انضربت صعبة الإصلاح.

في دراسة مسحية في جامعة من أعرق جامعات العالم هارفرد تمت بإشراف رسمي من الجامعة ذاتها، درسوا الوثائق التاريخية في قضية التحرش الجنسي، أظهرت الدراسة أن تسعة وأربعين في المائة من البروفيسورات النساء المؤقتات يعني، واثنين وثلاثين في المائة من البروفسورات المعينات رسمياً، وواحد وأربعين بالمائة من طالبات الدراسات العليا، وأربع وثلاثين في المائة من طالبات البكالوريوس تعرضن للتحرش الجنسي من شخص في مركز سلطة على الأقل مرة في فترة البقاء في هارفرد في جامعة هارفرد، طبعاً نسب مخيفة أن تتكلم عن أربع وثلاثين الثلث والثلث كثير، وهناك واحد وأربعين في المائة، وهذاك تسعة وأربعين في المائة، إذن النصف ، إذن هذه جامعة هارفرد، نحن الآن ما نتكلم عن جامعة يعني شذاذ آفاق، أو عن جامعة متخلفة، أو عن جامعة حواري، أو جامعة شوارع، جامعة هارفرد، نسبة التحرش التي وقعت للفتيات من بروفيسورة إلى طالبة بكالوريوس ما بين الثلث والنصف، هذا هو، هذه جامعة عريقة يعني الرجال الذين يدرسون ما هم جايين، ما هم من سقط القوم، ما هم من الشذاذ والرعاع، ما هم من الرعاع، جامعة صعبة، ما يدخلها إلا شخص جاد جداً جداً.

تابع التدابير الشرعية للحماية الأعراض

00:00:00

من التدابير الشرعية أن الشرع جاء وجعل المحرم في السفر، (لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم)[رواه البخاري1862]، لماذا؟ حتى ما يطمع فيها طامع، المحرم يحميها، لماذا يجب أن يكون المحرم ذكراً فلا تصلح المرأة محرماً للمرأة، مسلماً، الكافر لا يؤتمن على الأعراض، بالغاً؛ لأن الصغير لا يستطيع أن يدفع، عاقلاً؛ لأن المجنون لا يغني، شروط المحرم حتى ما يطمع فيها أحد، من الذي يجلس معها في الطيارة بجانبها؟ المحرم، بالسيارة؟ محرم.

النهي عن الخلوة بالمرأة الأجنبية إجراء آخر، ولما تنهى الشريعة عن الخلوة، يعني لا سائق لا خادم لا طبيب، ما في خلوة، حرام، (لا يخلون رجل بامرأة، ولا تسافرن امرأة إلا ومعها محرم)، فقام رجل فقال: يا رسول الله اكتتبت في غزوة كذا وكذا وخرجت امرأتي حاجة، قال: (اذهب فحج مع امرأتك)[رواه البخاري3006 ومسلم 1341].

قضية دخول الرجل على المرأة في البيت أو يدخل عليها في مكانها كذا، (إياكم والدخول على النساء) قالوا: يا رسول الله الحمو، طيب أخو الزوج يحتاج يدخل البيت، قال: (الحمو الموت)[رواه البخاري5232 ومسلم 2172]، خلوة ما في، والآن جلسات عائلية مختلطة، إبراز الزينة والمفاتن والضحك والخضوع بالقول، قال تعالى: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِسورة الأحزاب32، يعني هذا إجراء آخر وتدبير من التدابير الواقية من الفاحشة لدرجة أن الشرع جعل حداً من الحدود الشرعية التي فيها الجلد مائة جلدة، وقذف ورمي بالحجارة حتى الموت للمحصن، ردعاً للناس عن اقتراف الفاحشة، الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَسورة النور2، طيب حد القذف هذا الذي يعتدي على العرض، حتى الذي ينشر أخبار تشويه سمعة في الأعراض، حصل كذا، فلان رمى فلان بفلانة ورمى فلانة بفلان، وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَسورة النور4.

إجراء آخر النهي عن مس المرأة الأجنبية، قالت عائشة رضي الله عنها: لا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط، غير أنه بايعهن بالكلام. [رواه البخاري2713 ومسلم1866].

(لئن يطعن بمخيط في رأسه خير له من أن يمس امرأة لا تحل له).[رواه الطبراني486].

الآن لو نظرنا الملكة إليزابيث هذه البريطانية عندها قانون، لا يصافحها إلا سبعة رجال من أقاربها، هذا حكم القانون البريطاني، عندهم لعلو مكانتها، طيب المرأة المسلمة أيضاً لا يصافحها إلا المحارم فقط، الشرع ما يقول دائماً بالمناسبة: لا تفعل، وإنما كما يوجد منهيات يوجد أوامر، كما يوجد حرام يوجد واجب، مثلاً قوله تعالى، إجراء آخر لمواجهة الموضوع:  وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِسورة النور32، يا أخي لا يوقفك لا يردك أنه راتبه قليل سيغنيه الله عز وجل، هذا أمر من الله تعالى للأولياء بإنكاح من تحت ولايتهم من الأيامى، جمع أيِّم وهي التي لا زوج لها، وبالمناسبة الأيامى تطلق على الذكور والإناث، كل من لا زوج له يقال له: أيِّم ذكر أو أنثى، وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى، زوجوه، زوجها، لماذا؟ للعفة والصيانة.

عن عبد الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شباباً لا نجد شيئاً فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)[رواه البخاري5065 ومسلم1400]، ويتزوج الثانية والثالثة والرابعة، إذا لم.

المسألة هذه ما معناها؟ يعني الشرع لهذه الدرجة ويفتح باب الحلال، ويغلق أبواب الحرام، واستأذنوا عند الدخول للبيوت ولا تدخل ولا تقتحم، وحتى الأطفال ما يطلعوا على العورات، وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْسورة النور59، (أما إنك لو ثبت لفقأت عينك)[رواه النسائي4858]، وقضية، والمرأة ما تخضع بالقول ولا تتغنج، وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّسورة النور31، فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌسورة الأحزاب32، وقرار النساء في البيوت، وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّسورة الأحزاب33، وما تخرج إلا للحاجة، المرأة عورة إذا خرجت استشرفها الشيطان فهي تصان هذه المرأة تصان، تخرج لصلاة الجماعة، لقضاء حاجة تشتري شيئاً، العيدين، للحج والعمرة، لعرس ونحوه، للاستفتاء أو تعلم دينها وما يلزمها، الأصل أنها في بيتها مصونة، ثم، والأمر بالحجاب والنهي عن التبرج والنهي عن إبداء الزينة، والأوامر كثيرة التي جاءت، ويُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّسورة الأحزاب59، ووَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍسورة الأحزاب53، وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىسورة الأحزاب33، وكل هذه الأشياء من الله تعالى خالق المرأة وخالق الرجل، وقال: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّسورة النور31هو هذه خطابات يجب المرأة تعي أنه هذه من الله لها، لا بد أن تنفذها، وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَسورة النور31، ولا تخرج متطيبة ومتعطرة، ثم لا بد أن يربى الأولاد ذكوراً وإناثاً على كل هذه الأشياء، قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًاسورة التحريم6، ومن الصغر، وحتى يفصل بينهم في المضاجع، المرأة ما تنعت المرأة لزوجها، ما يجوز أن تنعت امرأة أجنبية لزوجها كأنه ينظر إليها، كما جاء في البخاري، ما تصف صاحبتها لزوجها، هذه إجراءات أخرى أيضاً، والدعاء، الدعاء، اللهم عافني من شر سمعي وبصري ولساني وقلبي، وشر منيي، سبحان الله حتى هذا.

أيها الإخوة والأخوات نسأل الله سبحانه وتعالى أن يطهر قلوبنا، وأن يحصن فروجنا، وأن يبعد بيننا وبين الحرام، نسأله العفة والعفاف، نسأله حياة طيبة في الدنيا والآخرة، نسأله أن يدخلنا جنته وأن يبعدنا من ناره.

أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

1 - رواه مسلم341
2 - رواه البخاري2096
3 - رواه مسلم2742
4 - أحمد8321
5 - رواه مسلم440
6 - رواه أبو داود5272
7 - رواه البخاري في التاريخ الكبير 130 موقوفاً على عمر
8 - رواه البخاري464
9 - رواه البيهقي في السنن الكبرى9268
10 - رواه البخاري1862
11 - رواه البخاري3006 ومسلم 1341
12 - رواه البخاري5232 ومسلم 2172
13 - رواه البخاري2713 ومسلم1866
14 - رواه الطبراني486
15 - رواه البخاري5065 ومسلم1400
16 - رواه النسائي4858