ألفاظنا في ميزان الشريعة 2قال مُلّا علي القاري: ومن قال كان ينبغي لله أن يقبضه أو لا ينبغي لله أن يقبضه، فقد كفر، لو واحد جاء وقال: هذا الشرير ينبغي لله أن يقبضه، ولو قال: هذا صالح ما ينبغي لله أن يقبضه، كيف مات، كفر، الله عز وجل يفعل ما يشاء، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، هذه يا أيها الإخوة: بعض الكلمات، بعضها كما ذكرنا محرم، بعضها كفر، بعضها مكروه، بعضها خلاف الأدب، طيب، كيف بكم إذا تأملتم بعض الكلمات على ألسنة الناس وهم يقولون مثلاً من تصيبه مصيبات مختلفة يعني في البدن في المال، في الأهل في كذا، يقول: يارب أخذت مالي، وأخذت كذا وكذا، فماذا تفعل أيضًا، أو ماذا بقي أن تفعل، هذه ألفاظ خطيرة .... المزيد |
ألفاظنا في ميزان الشريعة 1إن هذا الموضوع من المواضيع التي لا نهاية لها، فإن ألفاظ الناس المخالفة للشريعة لا تنتهي، ولا يكاد يمر يوم إلا وتتجدد ألفاظ على ألسنة الناس مخالفة للشريعة، ويقول الله عز وجل في القرآن الكريم مبينًا خطورة الأمر: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، ويقول الله عز وجل: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، لما قال معاذ: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بمَ نتكلم به؟ قال له صلى الله عليه وسلم: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على مناخرهم على وجوههم، أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم، فإذًا نحن مؤاخذون بمَ نتكلم به .. .... المزيد |
الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود 2فجيء بالغلام، وهنا هذا الطاغية لم يقتل الجليس مباشرة، هو ينوي قتله كما سنرى، لكن ما قتله مباشرة، لماذا؟ لأنه أراد أن يعرف من وراءه، من أين أتى بهذا الكلام؟ استقصاء لكل من يحمل العقيدة الصحيحة، فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له الملك: أي بني، قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل، انظر إلى هذه العبارة العجيبة .... المزيد |
الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود 1قصة من أجمل القصص ليس التي يقرؤها المسلم فقط، بل يمكن أن تكون من أجمل القصص التي يمكن أن يطلع عليها أي واحد من البشر، وهذه القصة -أيها الإخوة- هي قصة: الغلام المؤمن وأصحاب الأخدود، وسوف نسرد القصة إن شاء الله، ثم نتدارسها معكم مقطعاً مقطعاً. إن الله عز وجل إذا رأى من عباده من يظلم ويطغى، ويستعبد الناس، ويترك عبادة رب العالمين- يسر له من يقيم عليه الحجج والبراهين في الدنيا، حتى إذا أعذر إليه الله عز وجل أخذه أخذ عزيز مقتدر. وقد ضرب الله عز وجل للمؤمن أمثلة في كتابه وفي وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذه قصة الغلام المؤمن والراهب وأصحاب الأخدود، خير مثال يبين كيفية شق الداعية طريقه في الدعوة إلى الله مع تحمل الصعاب والابتلاءات من أجل الدين .... المزيد |
العفو والاعتذار بين الإخوةلا شك أن الشيطان ينزغ بين الإخوان، {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ}، ولما كان الشيطان ينزغ بين الإخوان، ويحصل من بعضهم خطأ على إخوانهم الآخرين، فيخطئ هذا في حق هذا، أو يتكلم بكلمة تؤذيه، أو يتصرف بعمل يؤذيه، كان لا بد من شيوع خلق وأدب العفو والاعتذار بينهم، حتى تصفو النفوس، ويرجع الحق إلى صاحبه، وإلا فإن قلة أو انعدام هذا الأدب بينهم يتسبب في القطيعة والشحناء، واستمرار البغض بين الإخوان. أما العفو فإن الله سبحانه وتعالى قد أمر به، وقال: {فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ}، وكذلك فإنه سبحانه وتعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، وأخبر عز وجل أن العفو أقرب للتقوى، فقال: {وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} .... المزيد |
السامري دروس لأهل التربيةوردت قصة العجل في القرآن الكريم في سورة البقرة، وسورة الأعراف، وسورة طه، وموسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل، وهو ثالث أفضل رسول في البشرية بعد محمد صلى الله عليه وسلم وإبراهيم، وقد عاش موسى حياتين وتاريخين، كان كل نبي يعيش مع قومه حتى يهلكهم الله وينجو بمن ينجو من أهل الاتباع والإسلام، لكن موسى عليه السلام عاش حياتين؛ عاش مع فرعون حتى أهلكه الله، ثم جاهد مع بني إسرائيل حتى أضلهم الله في الصحراء، ومات موسى وبني إسرائيل في التيه. وأخبر الله سبحانه وتعالى موسى أنه قد فتن من بعده وأضلهم السامري ، قال بعض المفسرين: إن هذا العجل من لحم ودم، وقال بعضهم: إنه لم يزل على طبيعته الذهبية إلا أنه يدخل فيه الهواء ويخرج؛ فيكون له صوت كصوت البقر فافتتنوا به أيما افتتان، وقالوا لبعضهم: {هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ}، وبخهم الله على ذلك، وحبك الشيء يعمي ويصم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود، لما افتتنوا به أحبوه وتغلغل فيهم، فلم يكونوا على استعداد لتركه. .... المزيد |
الخشوع في الصلاةالصلاة صلة بين العبد وربه، تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولو سألنا أنفسنا أيها الإخوة لماذا لا تنهانا صلاتنا عن كثير من أعمال الفحشاء والمنكر، ولماذا ليس لصلاتنا أثر في حياتنا، ولماذا لا نشعر بأن هذه الصلاة لها قيمتها في واقعنا فعلا، لماذا نحس بأن الصلاة أحمال وأثقال، وأنها قيود وأغلال، وأننا نريد ان ننقضي منها سريعًا، ونحط عنا هذه الأثقال ونمضي لأعمالنا وأشغالنا الأخرى، فهل صلاتنا حقيقة هي الصلاة التي أمر الله به شرعًا، وهي التي علمنا إياها رسولنا صلى الله عليه وسلم، هل صلاتنا جسد بلا روح، أم أنها جسد وروح ولكن بلا أثر؟ الصلاة أيها الإخوة لها جسد، وهي الحركات من الأركان والواجبات والسنن، الصلاة لها روح، وروحها الخشوع والخوف من الله، ورجاؤه والاستحياء منه، الصلاة لها أثر تغير نفسية الإنسان، وتجعله قريبًا من الله بعيدًا عن الشيطان، قريبًا إلى أولياء الرحمن، بعيدًا عن أولياء الشيطان .... المزيد |
الجهل عدو المرأةإن حصول العلم وزوال الجهل من أعظم المهمات التي ينبغي أن تنتبه لها المرأة وتقوم بها، وموضوعنا في هذا اليوم بعنوان: الجهل عدو المرأة، ونقصد بالجهل: الجهل بالعلم الشرعي ولا نقصد الجهل الأمور الصحية أو الاجتماعية مثلاً، الجهل كان دائماً سبباً للإشكالات وحدوث المصائب، الجهل كان سبباً للخطأ في العبادة، والجهل كان دائمًا سببًا لحصول المشكلات الزوجية، والجهل كان دائمًا سببًا للمشكلات الاجتماعية، والجهل كان دائمًا من أسباب تنغيص العيش والانحراف في الحياة، الجهل الذي أدخل علينا الكثير من المعتقدات الخاطئة، والذي جعلنا نفقد اللذة في العبادة أحياناً، ولا نقوم بحق ربنا، أو حق رسوله صلى الله عليه وسلم، أو حق أنفسنا، أو حقوق عباد الله المتنوعة، الجهل أعدى أعداء المرأة والرجل كذلك بطبيعة الحال. .... المزيد |
الباقيات الصالحاتيقول الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً}، ويقول سبحانه وتعالى في سورة مريم: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَرَدّاً}، مرداً، أي: عاقبة ومراداً على صاحبها، أما بالنسبة للباقيات الصالحات فهذه طائفة من أقوال المفسرين في تفسير هذه الكلمة: قال ابن الجوزي رحمه الله: والباقيات الصالحات فيها خمسة أقوال: أحدها: أنها: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر). والثاني: أنها (لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله ولا قوة إلا بالله). والثالث: أنها الصلوات الخمس. والرابع: أنها الكلام الطيب. والخامس: جميع الأعمال الحسنة. وقال الشيخ صديق حسن خان رحمه الله في تفسيره فتح البيان: {الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ}، أي: أعمال الخير التي تبقى لها ثمرتها أبد الأبد وهي ما كان يفعله فقراء المسلمين من الطاعات، وقال في البحر المحيط: {الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ} قال الجمهور: هي الكلمات المأثور فضلها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. .... المزيد |
الأسماء والكنى والألقاب في ميزان الشريعةمن هديه صلى الله عليه وسلم المحافظة على آداب الإسلام في التسمية والكنى والألقاب، وهذه من الآداب الإسلامية العظيمة التي غفل عنها كثيرٌ من المسلمين. ونظراً لما في هذا الموضوع من الأهمية، إذ أن الاسم هو عنوانٌ للمسمى ودالٌ على معانيه، فإنه لا بد أن يحسن الاهتمام بالتسمية من قبل المسلمين. اعلموا رحمكم الله تعالى أن ربكم قال: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}، له الأسماء الحسنى التي بلغت في الحسن غايته، فهي ليست حسنة فقط، وإنما هي حسنى. ولأن العباد قد قصرت معرفتهم وعقولهم أن تدرك ما هو الأحسن في أسماء الله؛ فكان من رحمة الله أن علمنا نحن العباد.. نحن البشر علمنا طائفة من أسمائه سبحانه وتعالى لكي نعبده بها ونتوسل إليه بها، ونتقرب إليه بها سبحانه وتعالى؛ ولذلك كان من قواعد أهل السنة والجماعة : عدم جواز إطلاق أسماءٍ على الله سبحانه لم ترد في القرآن والسنة، كالقديم والموجود مثلاً. ومن الأدب مع الله والأدب مع خلقه ألا نسمي ملائكة الله بأسماءٍ نجزم لهم بها لم يرد في القرآن ولا في السنة تسمية عباد الله المكرمين بهذه الأسماء، ومما شاع على ألسنة الناس تسمية ملك الموت (بعزرائيل) مثلاً، وهذه التسمية لم ترد في نصٍ صحيح؛ ولذلك كان لا بد من التوقف في هذه القضايا لأنها من عالم الغيب. .... المزيد |